الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الخمیس  16 رمضان  1445 - Thers  28 Mar 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > التاريخ والسيرة > مسار العلوم وتأريخ الشيعة في عصر الإمام العسكريّ عليه السلام


_______________________________________________________________

هو العليم

مسار العلوم وتأريخ الشيعة
في عصر الإمام العسكريّ
عليه السلام

مستخرج من كتب وآثار

آية اللـه العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني
قدّس سرّه

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرحمن الرحيم

    

مسار العلوم وتأريخ الشيعة في عصر الإمام العسكريّ عليه السلام‏

جاء الحسن العسكريّ[1] عليه السلام من المدينة مع أبيه الهادي عليه السلام يوم استقدمه المتوكّل، وما زال مع أبيه إلى أن التحق أبوه بالرفيق الأعلى، وبقي هو مدّة إمامته القصيرة في سامرّاء، وقضى أيّام حياته التي في سامرّاء في نكدٍ وأذى، فكان شريك أبيه الهادي فيما أصابه، وانفرد بعد أبيه فيما قصده به العبّاسيّون مِن سوءٍ. وكان حالهم معه من الإساءة والغضّ من مقامه والتضييق عليه والسجن كحالهم مع أبيه، دون أن يلاقي منهم فسحةً أو إرفاقاً.
والشيعة في أيّامه كحالها مع أبيه؛ وأصبحت «قُم» عاصمةً كبرى من عواصم العلم الشيعيّة في عهده وعهد أبيه مِن قبل، وفيها من رواتهما ما لا عدّ له، ومن المؤلّفين في عِلم الحديث وفنون العلم جمٌّ غفير.
وكان في «سامرّاء» وما جاورها من الشيعة عددٌ لا يستهان به. وفي «بغداد» خلقٌ كثيرٌ.
وكانت «المدائن» يومئذٍ عامرةً، و للتشيّع فيها القِدْحُ المُعَلَّى[2]، وما زالت المواصلات بينهم وبين الإمام متوالية؛ ولعلّ سلمان‏ الفارسيّ أوّل مَن وضع فيها حجر التشيّع، وبنى عليه حذيفة بن اليمان.
ولا تسل عن «الكوفة» في ذلك اليوم، بل وفيما قبله وما بعده، فإنّها من أكبر مدن الشيعة في الولاء... .
وما زال العبّاسيّون على حالهم مع الإمام العسكريّ عليه السلام إلى أن اغتاله «المعتمد العبّاسيّ» بالسمّ. وما زال الشيعة على ذلك الشأن إلى أن قُبض الإمام عليه السلام.

[ملاحظة: انتخب هذا البحث من كتاب معرفة الإمام ـ الجزء السادس عشر‌ (الصفحة177 و178)؛ وقد تمّت مقابلة المتن بالأصل الفارسي من قبل لجنة التحقيق].


[1] ـ ولد في ربيع الثاني سنة 231، أو 232، وقُبض في سامرّاء لثمان خلون من ربيع الأوّل على الأشهر سنة 260، ودُفن مع أبيه في دارهما. فكانت أيّام إمامته ستّ سنين، وعمره 28 أو 29 سنة. فهو أصغر الأئمّة بعد الجواد عمراً.

[2] ـ القِدح بكسر القاف وسكون الدال السهم قبل أن يُنصل ويراش. ويقال لسهم الميسر (القمار) قِدح أيضاً. والمُعَلَّى سابع سهام الميسر ومداه أبعد من سائر السهام. وكان ضرب من الميسر في الجاهليّة يقال له: الأزلام. وهو أنّهم كانوا يشترون البعير بثمنه ويقامرون عليه، حيث كان يجتمع منهم ثمانية، ويضعون ثماني قداح في خريطة ويكتبون على واحد منها «سهم واحد»، وعلى الآخر «سهمان» وهكذا حتّى يكتبوا على السهم السابع «سبعة أسهم». ولكلّ منها اسم خاصّ به، مثلًا اسم السهم السابع المعلّى. ويكتبون على السهم الثامن: «بلا سهم». ثمّ يقسّمون البعير إلى 28 سهماً، أي: إلى سبعة أسهم، و ستّة، و خمسة، حتى سهم واحد فيصبح المجموع 28 سهماً. فيأتي المقامرون الثمانية إلى الخريطة، ويستخرجون القِداح، فالمكتوب عليها عدد واحد يأخذ سهماً واحداً، والمكتوب عليها اثنان يأخذ سهمين. وهكذا فالذي يأخذ العدد (7) يأخذ سبعة أسهم من البعير، وهي الحصّة الأكبر من بين الحصص. أمّا الذي يرفع القدح المكتوب عليها «بلا سهم» فيخسر في هذا القمار، وما عليه إلّا أن يدفع ثمن البعير كلّه. وفي هذا الضرب من القمار يفوز سبعة بأسهم متفاوتة، ويخسر واحد منهم. ولمّا كانت أعلى حصّة للسهم السابع، لهذا يُعَبَّر عنه القِدْحُ المُعَلّى. ويستعمل عند العرب لصاحب النصيب الأعظم. ويقول المرحوم المظفّر في هذه العبارة: القسط الأتمّ والأكمل في التشيّع كان من نصيب أهل المدائن الذين تربّوا على يد سلمان الفارسيّ وحذيفة بن اليمان.

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی