الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الخمیس  16 رمضان  1445 - Thers  28 Mar 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > الحديث والروايات والدعاء > استحباب زيارة الإمام الرضا عليه السلام في شهر رجب


_______________________________________________________________

هو العليم

استحباب‮ ‬زيارة‮ ‬الإمام‮ ‬الرضا‮ ‬عليه‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬رجب

سماحة العلامة

آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه

_______________________________________________________________

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
و لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم

من‮ ‬الأعمال‮ ‬المستحبّة‮ ‬التي‮ ‬ورد‮ ‬الحثّ‮ ‬الأكيد‮ ‬والثواب‮ ‬الجزيل‮ ‬عليها‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬رجب‮ ‬هي‮ ‬زيارة‮ ‬الإمام‮ ‬عليّ‮ ‬بن‮ ‬موسى‮ ‬الرضا‮ ‬عليه‮ ‬السلام؛‮ ‬إذ‮ ‬ورد‮ في‮ ‬شأنها‮ ‬رواية‮ ‬صحيحة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الروايات‮ ‬التي‮ ‬تقرن‮ ‬زيارته‮ ‬مطلقاً‮ ‬بزيارة‮ ‬بيت‮ ‬الله‮ ‬الحرام،‮ وقد‮ ‬أشار‮ ‬العارف‮ ‬الكامل‮ ‬العلّامة‮ ‬الطهراني‮ ‬رضوان‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ إلى‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬بحث‮ ‬وجيزٍ‮ ‬في‮ ‬كتابه‮ ‬الروح‮ ‬المجرّد‮ ‬بالقول‮:‬

العلاقة بين زيارته الإمام الرضا عليه السلام وزيارة بيت الله في شهر رجب

العلاقة بين زيارته عليه السلام‏‮ ‬وزيارة بيت الله في شهر رجب المرجّب‏
فقد روى في «فروع الكافي»: أبُو عَلِيّ الأشْعَرِيّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيّ الكُوفِيّ، عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ:
سَألْتُ أبَا جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ عَنْ رَجُلٍ حَجَّ حِجَّةَ الإسْلَامِ، فَدَخَلَ مُتَمَتِّعاً بِالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ، فَأعَانَهُ اللهُ على عُمْرَتِهِ وحَجِّهِ، ثُمَّ أتَى المَدِينَةَ فَسَلَّمَ على النَّبِيّ صلّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ [وَ سَلَّمَ‏] ثُمَّ أتَاكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ؛ يَعْلَمُ‏‮ أنَّكَ حُجَّةُ اللهِ على خَلْقِهِ وبَابُهُ الذي يُؤْتَى مِنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيك، ثُمَّ أتَى أبَا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ فَسَلَّمَ عَلَيهِ، ثُمَّ أتَى بَغْدَادَ وسَلَّمَ على أبي الحَسَنِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى بِلَادِهِ، فَلَمَّا كَانَ في وَقْتِ الحَجِّ رَزَقَهُ اللهُ الحَجَّ؛ فَأيُّهُمَا أفْضَلُ: هَذَا الذي قَدْ حَجَّ حِجَّةَ الإسْلَامِ يَرْجِعُ أيْضاً فَيَحُجُّ، أوْ يَخْرُجُ إلى خُرَاسَانَ إلى أبِيكَ عَلِيّ بْنِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ فَيُسَلِّمَ عَلَيهِ؟!
قَالَ: [لَا] بَلْ يَأتِي خُرَاسَانَ فَيُسَلِّمُ على أبي الحَسَنِ عَلَيهِ السَّلَامُ أفْضَلُ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ في رَجَبٍ، وَلَا يَنْبَغِي أنْ تَفْعَلُوا [في‏] هَذَا اليَوْمِ؛ فَإنَّ عَلَينَا وعَلَيكمْ مِنَ السُّلْطَانِ شُنْعَةً. [1]
و يروي شيخ الطائفة المقدّم المتوفّي سنة 367: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولَوَيْه هذه الرواية المباركة بسند صحيح آخر في كتابه النفيس المعتبر: «كامل الزيارات» نقلًا عن أبيه وعن محمّد بن الحسن وعليّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيره، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمّد بن أسلم الجبليّ، عن محمّد بن سليمان قال: سألتُ أبا جعفر عليه السلام... ثمّ يورد الرواية بنفس العبارة التي أوردناها عن «الكافي».
بَيدَ أنّ العلّامة الشيخ عبد الحسين الأمينيّ رحمه الله يقول في هامشه على الكتاب: وردتْ عبارة ثُمَّ أتَاكَ بهذه الكيفيّة في نُسخ الكتاب، كما رواها المشهديّ في «المزار الكبير» بإسناده بنفس الطريق الذي ورد في الكتاب. وكذلك رواها الشيخ الصدوق أيضاً بنفس السند، لكنّه أورد مكان‏
قوله: ثُمَّ أتَاكَ إلى قوله: ثُمَّ أتَى عبارة: ثُمَّ أتَى أبَاكَ أمِيرَالمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلَامُ عَارِفاً بِحَقِّهِ يَعْلَمُ أنَّهُ حُجَّةُ اللهِ على خَلْقِهِ وبَابُهُ الذي يُؤْتَى مِنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ثُمَّ أتَى- إلى آخره؛ ورواية الصدوق تلك أقرب للصواب. [2]

البحث عن المراد بـ «هَذَا اليَوْمِ» في خبر محمّد بن سليمان‏

و تبدو هناك في تفسير ذيل هذا الحديث المبارك وجهتا نظر:
الأولى: أنّ المراد بـ‮ – هَذَا اليَوْمِ‮ – زمن خلافة الخليفة الجائر في ذلك الوقت، وعليه فإن معنى الحديث سيصبح: أنّ الزيارة ينبغي الإتيان بها في رجب، ولكن عليكم أن لا تقوموا بها في هذا الوقت، والعصر الذي يُخشى فيه علينا وعليكم من تشنيع السلطان، وعليكم أن تصبروا حتّى ينقضي هذا الزمن، ثمّ زوروا آنذاك في شهر رجب.
و الإشكال الذي يرد على هذا الاحتمال أنّ هذه الخلافة الجائرة ربّما دامت إلى سنوات عديدة فلم تتصرّم ولم ينتهِ أمدها، فلِمَ منع جواد الأئمّة عليه السلام ذلك الرجل من الحجّ في موسمه مع عدم تمكنه‮ – حسب الفرض‮ – من زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام؟!
الثانية: أنّ المراد بـ‮ – هَذَا اليَوْمِ‮ – هو يوم الحجّ وموسم الحجّ، فيكون عليه السلام قد قال لهذا الرجل إنّه إذا أتى موسم الحجّ ودار الأمر بين أن يحجّ أو يزور أبي فالزيارة مقدَّمة، لكنّه ينبغي ألّا يذهب في أيّام الحجّ وموسمه إلى خراسان ليزور؛ لأنّ الخليفة سيقول‮: إنّ هؤلاء قد جعلوا حجّهم زيارة قبر الإمام الرضا؛ ومن المشهود في موسم الحجّ أنّ جميع زائري بيت الله الحرام يغادرون أوطانهم متوجّهين إلى مكّة، فلو سافر آنذاك أحد إلى خراسان للزيارة فسيكون سفره المستلفت للأنظار مشخّصاً ومميّزاً،
و سيقول الخليفة‮: إنّ هؤلاء يُعرضون عن عمل الحجّ مع أهمّيّته الكذائيّة ويقصدون مكاناً آخر هو قبر إمامهم فيحجّون إليه! وعليكم لذلك أن لا تذهبوا للزيارة في موسم الحجّ، وأن تصبروا إلى وقت يغاير موسم الحجّ ويقابله وهو شهر رجب، شهر الله الأصبّ الذي له الشرف والفضيلة كي تزوروا فيه، ليزول عنكم احتمال التشنيع وتكونوا آنذاك قد زرتم ولم تثيروا شكّ السلطان فيكم واتّهامه لكم!
و هذا الوجه من الاحتمال مناسب جدّاً وخال من الإشكال والإيراد، مضافاً إلى أنّ الخوف من التشنيع حسب البيان السابق يختصّ بزيارة الرضا عليه السلام في موسم الحجّ لا مطلق الزيارة ولو حصلت في شهر رجب؛ وذلك لأنّ زيارة الأئمّة عليهم السلام بشكل مطلق كانت رائجة ودارجة في تلك الأزمان، وكان من المتعارف والمعهود من الشيعة أن يقوموا بزيارة قبور أئمّتهم.
و على أ يّ من الاحتمالَينِ السابقَينِ فإنّ عبارة الرواية كانت بلفظ رجب بالجيم المعجمة، بَيدَ أنّ أحد الأصدقاء، وهو سماحة آية الله الحاجّ السيّد موسى الشُّبيريّ الزنجانيّ دامت بركاته قال: إنّ كلمة رجب في نُسخة «الكافي» التي طُبعت بتصحيح المرحوم آية الله الشهيد الشيخ فضل الله النوريّ أعلى الله مقامه قد ضبطت بالحاء المُهملة. وقد رجّح أحد الآيات العظام دامت بركاتهم في كتاب ألّفه في باب زيارة الإمام الرضا عليه السلام هذا الضبط، وقال: إنّ عبارة «رَحْب» تعني أنّ عليكم القيام بالزيارة في سعة، وأن تمتنعوا عنها في زمن الشدّة والضيق خوفاً من تشنيع السلطان؛ وعليه فلا خصوصيّة لزيارة الإمام الرضا عليه السلام في شهر رجب، لأنّ مناط توهّم الخصوصيّة هذه الرواية فقط، وهذا المناط يزول بعد معرفة أنّ عبارة الرواية كانت بلفظ رَحْب لا رَجَب.

الإشكالات الواردة على احتمال ضبط «رَحْب» في رواية محمّد بن سليمان‏


أقول: يرد على هذا الاحتمال، أي احتمال ضبط رَحْب بالحاء المهملة وجوه من الإيرادات:
أوّلًا: أنّ المرحوم المحدِّث العلّامة المجلسيّ روى هذا الحديث في «بحار الأنوار» عن كتاب «عيون أخبار الرضا» بسندٍ آخر عن ابن المغيره، عن جدّه الحسن، عن الحسين بن سيف، عن محمّد بن أسلم، عن محمّد بن سليمان، عن أبي جعفر عليه السلام، وقد ضبط لفظ رَجَب في الرواية بالجيم المعجمة. [3]
و قال في آخر هذا الباب، ص 226: وقَدْ مَرَّ اسْتِحْبَابُ كَوْنِهَا في رَجَب.
و ثانياً: أنّ المرحوم المجلسيّ ضبطها في «تحفة الزائر» بلفظ رَجَب، حيث يقول في هذا الكتاب ضمن ترجمة هذا الحديث الشريف: «و بايد كه در ماه رجب باشد، ودر اين زمان مكنيد كه بر ما وشما از خليفه خوف تشنيع هست» [4]. وقد أورد المرحوم المحدِّث القمّيّ في «هديّة الزائرين» عين ترجمة المجلسيّ في هذه الفقرة من الحديث. [5]
و ثالثاً: روى ابن قولَوَيْه عين هذه الرواية بلفظ رجب بالجيم المعجمة في «كامل الزيارات» بسنده المتّصل عن أبيه ومحمّد بن الحسن وعليّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن الحسن ابن عليّ بن عبد الله بن المغيره، عن الحسين بن سيف بن عُمَيرة، عن‏‮ محمّد بن أسلم الجبليّ، عن محمّد بن سليمان، عن أبي جعفر الجواد عليه السلام. [6]
و قد عقد في «وسائل الشيعة» باباً تحت عنوان استحباب اختيار زيارة الرضا عليه السلام وخصوصاً في رجب. [7]
و رابعاً: أنّ المرحوم الشيخ فضل الله النوريّ لم يضبط «رجب» في هذا الحديث الشريف بالحاء المهملة ولم يصرِّح بمادّة رَحْب، كلّ ما في الأمر، وكما هو مُلاحظ من الجزء الأوّل لـ «فروع الكافي» ص 326، أنّ العبارة جاءت بلفظ رَحْب؛ ومن ثمّ فبأيّ دليل يمكن القول‮: إنّ هذا هو تصحيح ذلك المرحوم؟! بل إنّ الظنّ القريب من اليقين هو أنّ الكاتب لم يضع نقطة الجيم أثناء الكتابة.
و خامساً: لو شككنا في الكلمة أكانت في الأصل رَحْب أم رَجَب، فإنّ أصالة عدم زيادة النقطة مقدَّمة على أصالة عدم النقيصة، ولذا ينبغي القول بأنّ لفظ رَجَب هو الصحيح في النُّسخ لا رَحْب.
و سادساً: عدم ملائمة معنى رَحْب للمقام؛ لأنّ رَحْب بمعنى السعة في المكان والمحلّ لا كلّ سعة؛ ويشاهد في موارد استعمالها الاستفادة منها دوماً في موارد سعة المكان والمحلّ، وإذا ما وردت أحياناً بمعنى مطلق السعة فإنّ ذلك يكون بعناية استعمال لفظ خاصّ في ذلك المعنى المطلق لها.
يقول في «لسان العرب»: والرَّحْبُ بِالفَتْحِ، والرَّحِيبُ: الشَّي‏ءُ الوَاسِعُ. تَقَولُ مِنْهُ: بَلَدٌ رَحْبٌ وأرْضٌ رَحْبَةٌ. الأزْهَرِيّ: ذَهَبَ الفَرَّاءُ إلى‏‮ أنَّهُ يُقَالُ: بَلَدٌ رَحْبٌ وبلَادٌ رَحْبَةٌ كَمَا يُقَالُ: بَلَدٌ سَهْلٌ وبِلَادٌ سَهْلَةٌ. وقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْباً ورَحَابَةً ورَحِبَتْ رَحَباً. قَالَ الأزْهَرِيّ: وَأرْحَبَتْ: لُغَةٌ بِذَلِكَ المعنى. وقِدْرٌ رُحَابٌ أيْ وَاسِعَةٌ... ابْنُ الأعْرَابِيّ: والرَّحْبَةُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأرْضِ، وَجَمْعُهَا رُحَبٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وَقُرى- إلى أنْ قَالَ صَاحِبُ «لِسَانِ العَرَبِ»:
وَ رَحَبَةُ المَسْجِدِ والدَّارِ بِالتَّحْرِيكِ: سَاحَتُهُمَا ومُتَّسَعُهُمَا. قَالَ سِيبَويْهِ: رَحَبَةٌ ورِحَابٌ كَرَقَبَةٍ ورِقَابٍ ورَحَبٌ ورَحَبَاتٌ.
الأزْهَرِيّ: قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلصَّحْرَاءِ بَيْنَ أفْنِيَةِ القَوْمِ والمَسْجِدِ: رَحْبةٌ ورَحَبَةٌ. وَسُمِّيَتْ الرَّحَبَةُ رَحَبَةً لِسَعَتِهَا. بِمَا رَحُبَتْ أيْ بِمَا اتَّسَعَتْ، يُقَالُ: مَنْزِلٌ رَحِيبٌ وَرَحْبٌ.
ويقول في «صحاح اللغة»: الرُّحْبُ- بِالضَّمِّ-: السَّعَةُ، تَقُولُ مِنْهُ: فُلَانٌ رُحْبُ الصَّدْرِ. وَالرَّحْبُ- بِالفَتْحِ-: الوَاسِعُ، تَقُولُ مِنْهُ: بَلَدٌ رَحْبٌ وأرْضٌ رَحْبَةٌ؛ وَقَدْ رَحُبَتْ‮ – بالضَّمِّ‮ – تَرْحُبُ رُحْباً وَرَحَابَةً. وَقَوْلُهُمْ: مَرْحَباً وَأهْلَا أيْ‮: أتَيْتَ سَعَةً وأتَيْتَ أهْلَا فَاسْتَأنِسْ ولَا تَسْتَوْحِشْ. وَقَدْ رَحَّبَ بِهِ تَرْحِيباً إذَا قَالَ لَهُ: مَرْحَباً...
وَقِدْرٌ رُحَابٌ أيْ وَاسِعَةٌ. وَالرُّحْبَي: أعْرَضُ الأضَلاعِ وَإنَّمَا يَكُونُ النَّاحِزُ في الرَّحْبَيَيْنِ وَهُمَا مَرْجِعُ المِرْفَقَيْن، وَهُوَ أيْضاً سِمَةٌ في جَنْبِ البَعِيرِ. وَالرَّحِيبُ: الأكُولُ. وَفُلَانٌ رَحِيبُ الصَّدْرِ أيْ وَاسِعُ الصَّدْرِ. وَرَحَائِبُ التُّخُومِ: سَعَةُ أقْطَارِ الأرْضِ. وَرَحُبَتِ الدَّارُ وَأرْحَبَتْ بِمَعْنَى، أيْ اتَّسَعَتْ- إلى آخر ما أفاده.
كما ورد في «تاج العروس» ما يشبه ذلك.
و محصّل ما ذُكر أنّ هذا التوهّم إنّما حدث نتيجة عدم وضع نقطة رَجَب. وبِمَا ذَكَرْنَا كُلَّهُ عَرَفْتَ أنَّهُ تَوَهُّمٌ بِلَا مَوْرِدٍ، فَلَا تَغْفُلْ.
و سابعاً: يتّضح ممّا ذُكُر أخيراً في معنى رَحْب أنّ الرُّحب بمعنى السعة، والرَّحب بمعنى الواسع، وعليه فإنّ هذه الرواية الشريفة- على افتراض صحّة عدم وجود النقطة وورودها بالحاء المهملة- ينبغي أن تكون بلفظ رُحب بالضمّ لا رَحْب بالفتح؛ ولأنّ الكلمة قد وردت في نسخة «الكافي» المطبوعة للمرحوم الشيخ بلفظ رَحْب بالفتحة المشهودة على الراء، لذا يتعيّن‮ [‬القول‮ بـ‮] حذف النقطة من الجيم المعجمة سهواً، وليس جعل الضمّة فتحة.
و العلّة في تعيين الإمام الجواد عليه السلام لشهر رجب‮ – مضافاً إلى ما ذكرنا‮ – هي أنّ زيارة جميع الأئمّة عليهم السلام مستحبّة في شهر رجب وحائزة لفضيلة تفوق فضيلتها في سائر الشهور، كما يقول في «الإقبال» بشأن استحباب زيارة كلّ من
المشاهد المشرّفة في شهر رجب: رَوَيْنَاهَا بِإسْنَادِنَا إلى جَدِّي أبي جَعْفَرٍ الطُّوسِيّ رَحِمَهُ اللهُ فِيمَا ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ مَوْلَانَا- يَعْنِي أبَا القَاسِمِ بْنِ رُوحٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: زُرْ أيّ المَشَاهِدِ كُنْتَ بِحَضْرَتِهَا في رَجَبٍ، تَقُولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أشْهَدَنَا مَشْهَدَ أوْلِيَائِهِ في رَجَبٍ وَأوْجَبَ عَلَينَا مِنْ حَقِّهِمْ مَا قَدْ وَجَبَ- إلى آخر الزيارة الشريفة الواردة. [8]
والنصّ على استحباب زيارة ثامن الحُجج عليه السلام في شهر رجب ينحصر في هذه الرواية، فليس لدينا رواية غيرها، ولكن باعتبار قوّة سندها، فإنّها كافية لعقد باب استحباب زيارته عليه السلام في شهر رجب.

المثوبات المترتِّبة على زيارة ثامن الحجج عليه السلام‏

والروايات في فضيلة زيارته عليه السلام بوجه مطلق كثيرة جدّاً، وقد وُعِدَ الزائر في بعضها بالجَنَّة، وعُدَّت في بعضها عِدْلًا لشهادة شهداء‮ بدر، وذُكر لبعضها ثواب ألف حجّ وألف ألف حجّ يترتَّب عليها.
يروي جعفر بن محمّد بن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمّد بن عيسى، عن داود الصَّرْميّ [9]، عن أبي جعفر الثاني (الإمام محمّد التقيّ) عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ زَارَ قَبْرَ أبي فَلَهُ الجَنَّةُ. [10]
ويروي أيضاً عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم بن ريّان قال: حدّثني يحيي بن الحسن الحسينيّ قال: حدّثني عليّ بن عبد الله بن قُطْرب، عن أبي الحسن موسى عليه السلام:
قَالَ: مَرَّ بِهِ ابْنُهُ وَهُوَ شَابٌّ حَدَثٌ وَبَنُوهُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: إنّ ابْنِي هَذَا يَمُوتُ في أرْضِ غُرْبَةٍ. فَمَنْ زَارَهُ مُسَلِّماً لأمْرِهِ عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَشُهَدَاءِ بَدْرٍ. [11]
ويروي أيضاً عن أبيه وعن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم ابن حَمْدان بن إسحاق قال: سمعتُ أبا جعفر عليه السلام، أو حكى لي رجل عن أبي جعفر عليه السلام (الشكّ من عليّ بن إبراهيم) أنّ أبا جعفر عليه السلام قال:
مَنْ زَارَ قَبْرَ أبي بِطُوسٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ.
قَالَ: فَحَجَجْتُ بَعْدَ الزِّيَارَةِ فَلَقِيتُ أيُّوبَ بْنَ نُوحٍ فَقَالَ لِي [قَالَ ظ] أبُو جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ: مَنْ زَارَ قَبْرَ أبي بِطُوسٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ، وَبَنَى لَهُ مِنْبَراً بِحِذَاءِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلِيّ عَلَيهِ السَّلَامُ حَتَّى يَفْرُغَ اللهُ مِنْ حِسَابِ الخَلَائِقِ.
فَرَأيْتُ أيُّوبَ بْنَ نُوحٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدْ زَارَ فَقَالَ: جِئْتُ أطْلُبُ المِنْبَرَ [12].
ويروى أيضاً عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قَالَ:
قَرَأتُ في كِتَابِ أبي الحَسَنِ الرِّضَا عَلَيهِ السَّلَامُ: أبْلِغْ شِيعَتِي: أنَّ زِيَارَتِي تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ ألْفَ حَجَّةٍ.
قالَ: فَقُلْتُ لأبِي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ: ألْفَ حَجَّةٍ؟!
قَالَ: إي وَاللهِ، وَألْفَ ألْفِ حَجَّةٍ لِمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ. [13]

العلاقة بين زيارة الإمام الرضا عليه السلام وحجّ بيت الله الحرام‏

نعم، ربّما سيتّضح بما ذُكِر سرّ استحباب زيارة ثامن الأئمّة عليه السلام في شهر رجب المرجّب، والارتباط القويم لتلك الزيارة مع زيارة بيت الله الحرام. وذلك لأنّ شهر رجب من الأشهر الحُرُم، انفرد لوحده خلافاً لباقي الأشهر الحُرُم الثلاثة‮ – ذي القعدة الحرام وذي الحجّة الحرام ومحرم الحرام‮ – التي توالت وتعاقبت، فالحرب في شهر رجب حرام، هذا مضافاً إلى الخصائص والاعتبارات التي تُمَيِّزه عن باقي الشهور، فهو شهر الله، وكثيراً ما يحصل في هذا الشهر فتح باب لسالكي طريق الله، كما أنّ وقوع ولادة أمير‮ المؤمنين وبعثة رسول الله صلوات الله وسلامه عليهما فيه موجب لمزيد التكريم والتشريف لهذا الشهر.
و عليه، فليس أيّاً من أقسام العمرة كالعمرة الرجبيّة، العمرة التي تدنو في فضيلتها إلى فضيلة الحجّ بفارق درجة واحدة. وقد شاهدنا في هذه الرواية الأخيرة أنّ ثواب زيارة الإمام الثامن للشيعة المخلَصين والعارفين بمقامه ومنزلته وحقّه تعدل في ثوابها ألف حجّة، بل ألف ألف حجّة. ولا استبعاد في الأمر مطلقاً، لأنّ حياة الكعبة بالولاية؛ ولذا فإنّ هذه الولاية هي المحور والمركز، والكعبة في حكم محيط الدائرة. ألا ترى كيف يطوف الناس حول الكعبة التي وُلد عليّ فيها؟! فهم- شاءوا أم أبَوا، طوعاً أم كرهاً- مضطرّون إلى التسليم للواقع ولهذه الحقيقة.
إنّ جميع المسلمين، الشيعة منهم والعامّة، يجلسون إلى مائدته عليه السلام؛ لأنّ تلك المائدة متّسعة بالقدر الذي لا يُتصوّر فيها وجود لمائدة أخرى‮!‬
بل إنّ جميع العالم يتمتّعون من البركات الوجوديّة لذلك الإمام ومن ولايته التكوينيّة والوجوديّة. وينبغي لذلك أن لا تستبعد كيف يكون ثواب زيارة واحدة للإمام الرضا عليه السلام للعارف بحقّه تعادل ثواب ألف ألف حجّة لبيت الله. فهناك كعبة الظاهر، وهنا كعبة الباطن، هناك التكليف، وهنا المحبّة، وهناك الجسم، وهنا الروح.
نعم، لو شئنا التوسّع في الكلام في هذا المجال لجرّنا ذلك إلى الإطالة، فطرف هذا الأمر في أيدينا وطرفه الآخر في اللامتناهي. وعلينا آنذاك أن نوسِّع الكلام ونبسطه، ليس فقط ليشمل الدنيا، بل ليشمل عالم البرزخ والمثال، بل في سعة القيامة والجنّة والنار، وأعلى من ذلك وأسمى. ومن ثمّ فإنّ من الصلاح الاكتفاء بهذا القدر كي لا يتحطّم القلم في يدي،و لا تتشرّد أنت عن بيتك ودكّانك ومحلّ استقرارك ودعتك!و أكتفي بذكر إحدى الرؤى الصادقة لإحدى أخوات الحقير ثمّ أختم الموضوع.

الرؤيا الصادقة لأُختي في العلاقة بين الحجّ وزيارة الإمام الثامن عليه السلام‏

لقد كنت قبل تشرّفي بالذهاب إلى النجف الأشرف قد تشرّفت بزيارة ثامن الأئمّة عليه السلام لثلاث مرّات فقط، وباعتبار أنّ محطّ دروسنا التحصيليّة لم يكن مطالعة الأخبار والأحاديث، فلم أكن أعلم أنّ زيارة ذلك الإمام تعدل ثواب حجّ بيت الله، وخاصّة زيارته المخصوصة في شهر رجب. وكنت أراجع‮ – في مدّة إقامتي في النجف والتي دامت سبع سنين‮ – أحاديثَ زيارة أمير‮ المؤمنين وسيّد الشهداء عليهما السلام التي كانت محلّ الابتلاء، لكنّي لم أراجع أحاديثَ ثواب زيارة الإمام الرضا‮ عليه السلام.
وعند الرجوع من النجف الأشرف وعلى الرغم من شدّة شوقي للزيارة، إلّا أنّ التوفيق لم يحالفني إلّا بعد سنة كاملة، حتّى كان في أواسط شهر رجب لسنة 1378 هجريّة قمريّة، حيث عزمتُ على التشرّف بالزيارة مع عدد من أصدقاء السلوك، وبناء على دعوتهم وطلبهم. ولم يكن قد طرق سمعي حتّى ذلك الوقت أنّ زيارته عليه السلام تعدل ثواب الحجّ، وأنّ لها خصوصيّة في شهر رجب، فوقع سفرنا في شهر رجب بلا تعمّد ولا قصد.
هذا وقد ذهبت قبل يوم أو يومين من السفر لتوديع كبار العائلة والأقارب والأرحام، فزرتُ منزل اختي التي تصغرني، فلما عَرَفَتْ بعزمي على السفر لتقبيل أعتاب الإمام الثامن، قالت: سُبَحَانَ اللهِ! سُبْحَانَ اللهِ! لقد رأيتُكَ ليلة أمس في منامي مرتدياً لباس الإحرام وعازماً على السفر إلى بيت الله!
قلتُ: حسناً، وأين العجب في هذه الرؤيا؟
قالت: إنّ تفسيره واضح: إنك عازم على زيارة الإمام الرضا عليه السلام؛ فقد ورد في الرواية أنّ من زاره عليه السلام كأنّه قام بالحجّ والعمرة، فقد كنتَ‮ – بعزمك على السفر للزيارة‮ – مرتدياً لباس الإحرام في عالم الرؤيا وقاصداً بيت الله الحرام!
و لقد عجبتُ أنا الآخر من هذه الرؤيا، وقلتُ لها: لم أكن لأعلم حتّى الآن أن لزيارته عليه السلام علاقة بالحجّ والعمرة.
و على الإجمال فإنّ هذه الحقيقة يمكن استفادتها من أشعار السيّد بحر العلوم التي تصف كربلاء في مرتبة أعلى، ودرجة أفضل من الكعبة، ثمّ يضع في البيت اللاحق باقي المشاهد المشرّفة في درجة كربلاء ومنزلتها:


أكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ في المَشَاهِدِ
خَيْرِ البِقَاعِ أفْضَل المَعَابدِ
لِفَضْلِهَا اختِيَرتْ [14] لِمَنْ بِهِنَّ حَلّ
ثُمَّ بِمَنْ قَدْ حَلَّهَا سَمَا المَحَلّ‏
وَالسِّرُّ في فَضْلِ صَلَاةِ المَسْجِدِ
قَبْرٌ لِمَعْصُومٍ بِهِ مُسْتَشْهَدِ
بِرَشَّةٍ مِنْ دَمِهِ مُطَهَّرَهْ
طَهَّرَهُ اللهُ لِعَبْدٍ ذَكَرَهْ
هيَ بُيُوتٌ أذِنَ اللهُ بِأنْ
تُرْفَعَ حَتّى يُذْكَرَ اسْمُهُ الحَسَنْ‏
وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلَا والكَعْبَهْ
لِكَرْبَلَا بَانَ عُلِوُّ الرُّتبَهْ [15]
وَغَيرُهَا مِنْ سَائِرِ المَشَاهِدِ
أمْثَالُهَا بِالنَّقْل ذِي الشَّوَاهِدِ
فَأدِّ في جَمِيعِهَا المُفْتَرَضَا
والنَّفْلَ واقْضِ مَا عَلَيك مِنْ قَضَا
وَرَاعِ فِيهِنَّ اقْتَرابَ الرَّمْسِ
وآثِرِ الصَّلَاةَ عِنْدَ الرَّأسِ‏
وَالنَّهْيُ عَنْ تَقَدُّمٍ فِيَها أدَب
والنَّصُّ في حُكْمِ المُسَاوَاة اضُطَرَبْ‏
وَصَلِّ خَلْفَ القَبْرِ فَالصَّحِيحُ
كَغيْرِهِ في نَدْبِهَا صَرِيحُ‏
وَالفَرْقُ بَيْنَ هَذِهِ القُبُورِ
وغَيْرِهَا كَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ
فَالسَّعْيُ لِلصَّلَاةِ عِنْدَهَا نُدِبْ
وقُرْبُهَا بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ‏
وَالاتِّخَاذُ قِبْلَةً وإنْ مُنِعْ
فَلَيْسَ بِالدَّافِعِ إذْناً قَدْ سُمِعْ [16]

و كان سماحة الحاجّ السيّد هاشم بعد الزيارة والطَّواف يُصَلِّي بحذاء الرأس الشريف إن وَجَدَ مكاناً خالياً، وإلّا فكان يصلّي في أيّ موضع خال في الحضرة بحيث لا يزاحم أحداً، وكانت هذه هي طريقته في جميع المشاهد المشرّفة كالنجف وكربلاء والكاظميّة وسامرّاء[17]


[1] ـ فروع الكافي» ج 4، ص 584، الحديث 2، كتاب الحجّ والمزار، باب فضل زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام، طبعة مكتبة الصدوق، سنة 1391.

[2] ـ كامل الزيارات» ص 305، الباب 101: ثواب زيارة أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السلام بطوس، طبعة المطبعة المرتضويّة، النجف، سنة 1357 ه-. ق

[3] ـ بحار الأنوار»، ج 22، ص 225، كتاب المزار، طبعة الكمبانيّ.

[4] ـ الترجمة الفارسيّة للفقرة: ولْيَكُنْ ذلِكَ في رَجَبٍ. ولا يَنْبَغي أ نْ تَفْعَلوا [في‏] هَذا اليَوْمِ؛ فَإنَّ عَلَينا وعَلَيكُمْ مِنَ السُّلْطانِ شُنْعَةً، الواردة في الرواية الشريفة؛ «تحفة الزائر» ص 402، الطبعة الحجريّة.

[5] ـ هديّة الزائرين» ص 238، الطبعة الحجريّة.

[6] ـ كامل الزيارات» ص 306، طبعة المطبعة المرتضويّة، النجف، سنة 1357 ه-. ق.

[7] ـ وسائل الشيعة» ج 2، ص 410، طبعة أمير بهادر.

[8] ـ إقبال الأعمال» ص 631، في باب أعمال رجب، الطبعة الحجريّة الرحليّة.

[9] ـ يقول العلّامة الشيخ عبد الحسين الأمينيّ رحمة الله عليه في الهامش: الصَّرْمِيّ بِفَتْحِ الصَّادِ المُهْمَلَةِ- وقِيلَ بِكَسْرِهَا- وبَعْدَهَا رَاءٌ سَاكِنَةٌ، يُنْسَبُ إلَي بَنِي صَرْمَةَ بْنِ كَثِيرٍ: بَطْنٌ مِنْ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّاتِ مِنَ القُحْطَانِيَّةِ، أو‮ إلَى صَرْمَةَ بْنِ مرَّةَ حَيّ مِنْ ذُبْيَانَ. ودَاوُدُ هَذَا هُوَ دَاوُدُ بْنُ مَافِئَةِ الصَّرْمِيّ بِقَرِيَنةِ أحْمَدَ بْنِ عِيسَي، لَا دَاوُدُ الصَّرْمِيّ الَّذِي مِنْ أصْحَابِ الهَادِيّ عَلَيهِ السَّلَامُ، يَرْوِي عَنْهُ أحْمَدُ بْنُ أبِي عَبْدِ اللهِ. وقَدْ ذَهَبَ بَعْضٌ إلَي اتِّحَادِهِمَا.

[10] ـ كامل الزيارات» ص 303 الباب 101.

[11] ـ كامل الزيارات» ص 305، الباب 101.

[12] ـ كامل الزيارات» ص 305، الباب 101.

[13] ـ كامل الزيارات» ص 306، الباب 101.

[14] ـ يرجع الضمير في «اختيرت» إلي البقاع والمشاهد لا إلى الصلاة، وبناء عليه فإنّ اللام الأولى تكون للتعليل واللام الثانية للاختصاص. ولأنّنا قد فسّرنا هذه الأبيات في ج 11، ص 255 من «معرفة الإمام» (دورة العلوم والمعارف الإسلاميّة) وأرجعنا الضمير في «اختيرت» إلى الصلاة، لذلك يجب أن يصحّح ذلك التفسير ويحلّ مكانه هذا التفسير.

[15] ـ قال آية الله المحقّق السيّد محمود الطباطبائيّ قدّس الله سرّه في كتاب «المواهب السنيّة في شرح الدُّرَّة الغَرَويّة» ( «الدرّة الغرويّة» للعلّامة السيّد مهدي بحر العلوم) ص 215، في شرح هذا البيت: فَفِي خَبَرِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أبي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ قَالَ: خَلَقَ اللهُ كرَبْلَاءَ قَبْلَ أنْ يَخْلُقُ الكَعْبَةَ بِأرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ ألْفَ عَامٍ، وقَدَّسَهَا وبَارَكَ عَلَيهَا، فَمَا زَالَتْ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ اللهُ الخَلْقَ مُقَدَّسَةً مُبَارَكَةً لَا تَزَالُ كَذَلِكَ، جَعَلَهَا اللهُ أفْضَلَ الأرْضِ في الجَنَّةِ. وَيُمْكِنُ الاسْتِنَادُ في ذَلِكَ إلى الأخْبَارِ الوَارِدَةِ في فَضْلِ زِيَارَتِهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ عَلَى الحَجِّ والعُمْرَةِ مِرَاراً، مَعَ أنّ فِيِهمَا الطَّوَافَ بِالبَيْتِ ... إلى آخر ما أفاده في الشرح على طوله.

[16] ـ منظومة العلّامة السيّد مهدي بحر العلوم المعروفة بـ «الدُّرَّة النجفيّة».

[17] ـ اُقتطف‮ ‬هذا‮ ‬البحث‮ ‬الوجيز‮ ‬من‮ ‬كتاب‮ الروح المجرّد، الصفحات: ‮159‮ ‬إلى‮ ‮245‮.‬

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی