_______________________________________________________________
الموت في نظر سيّد الشهداء عليه السلام
_______________________________________________________________
 |
عن علي ابن الحسين عليهما السلام: لَمَّا اشتَدَّ الأمْرُ بِالحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ بنِ أبِي طَالِبٍ عليه السلامُ نَظَرَ إلَيْهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَإذَا هُوَ بِخِلافِهِمْ؛ لأنَّهُمْ كُلَّمَا اشتَدَّ الأمْرُ تَغَيّرَتْ ألْوَانُهُمْ، وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ، وَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلامُ وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تَشْرَقُ ألْوَانُهُمْ، وَ تَهْدَأ جَوَارِحُهُمْ، وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا لا يُبَالِي بِالْمَوتِ! فَقَالَ لَهُم الْحُسَينُ عَلَيْهِ السَّلامُ: صَبْراً بَنِي الْكِرَامِ! فَمَا الْمَوتُ إلاَّ قَنْطَرَةٌ تَعْبُر بِكُمْ عَنِ الْبُؤسِ وَ الضَّرّاءِ إلى الْجِنَانِ الْوَاسِعَةِ وَالنَّعِيمِ الدَّائِمَةِ. فَأيّكُمْ يَكْرَهُ أن يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ إلى قَصْرٍ؟ وَ مَا هُوَ لأعْدَائِكُمْ إلاَّ كَمَنْ يَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ إلى سِجْنٍ وَ عَذَابٍ. إنّ أبِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ الْمَوتُ جِسْرُ هَؤُلاءِ إلى جَنَّاتِهِمْ، وَ جِسْرُ هُؤلاءِ إلى جَحِيمِهِمْ، ما كَذِبْتُ وَ لا كُذِبْتُ.[1]
[ راجع: معرفة المعاد، ج1، ص: 89 ]
[1] ـ معاني الأخبار، باب معنى الموت، ص 288.
|