وكلامنا... يقع في طيّ جهات:
و ما ربما يسمع من سفاهات بعض من لا خبرةَ له من أنَّ تقرير النِّساءِ في البيوت، وسَدْلَ الحجاب عليهنَّ، وعدمَ إشراكهنَّ مع الرِّجال في المعارك والأمور الخطيرة بالتَّصدِّي لأمر الولادة والحضانة، هي التي أورثَت عليهنَّ الضَّعفَ في القوى البدنيَّة والتّفكيريَّة؛ فالضَّعف ثمرةٌ اكتسابيَّةٌ من هذه الرِّياضة الاجتماعيَّة، لا أمرٌ موهوبيّ غريزيّ؛ فكان معلولًا بها لا علّة لها.
أ) يقول الدكتور عبد الرحمن محمّد العيسويّ: تدلّ دراسات عديدة على أنّ للحبّ أثرًا أكبر في حياة المرأة، وأنّه أكثر من القوّة.[67]
ب) ويقول: في علاقتها العاطفيّة تركّز المرأة على العلاقات الشخصيّة المتبادلة وتميل إلى الأمور الرومانسيّة والعاطفيّة ومسائل الحب، من ذلك ما يلاحظ من قوّة عاطفة الأمومة عندها، تلك العاطفة التي تدفعها لبذل الجهد والطاقة والسهر والعناء والتعب..[68]
ت) النساء بصفة عامّة أصغر حجمًا من الناحية الجسميّة أو من ناحية بناء الجسم وطول القامة ، وأقلّ في القوّة العضليّة عن الذكور، أو أنّ الأنسجة العضلية لديهنّ أقلّ من الرجال...[69]
ث) ويقول د. داكو:
الهرمونات الأنثويّة تهيّئ سلفًا لـ : الهرمونات الذكريّة تهيّء سلفًا لـ :
ـ الثبات ـ التقلقل
ـ السلبية ـ الفاعليّة
ـ قابليّة الاستقبال ـ المحاكمة، المنطق
ـ الاستقرار ـ الترحال
ـ الحمل ـ التعبير الخارجيّ عن الذات[70]
ـ الماهيّة ـ المظهر[71]
ج) وقال: الأنوثة مستقرّة وساكنة وهي شبيهة بالماء العميق... والذكورة التي تتصف بأنّها في حركة غير مستقرة كسهم، تشعر بالحاجة إلى أن تجهّز نظريّات وضروبًا من الأخلاق... وبما أنّ الأنوثة لدى المرأة أكثر اتساعًا، فمن المؤكّد أنّها تحسّ بالحياة على نحو يختلف عن الرجل.[72]
ح) ويقول د. العيسوي: إقرار وجود فروق طبيعيّة بين الرجال والنساء ليس عيبًا ولا قدحًا في حقّهما فالفروق مسألة سويّة وطبيعيّة وصحيحة بل إنّ اختفاء الفروق هو الوضع الشاذ؛ ذلك لأنّ لكلّ جنس دوره ورسالته في الحياة وفي المحافظة على الجنس البشري، بل إنّ هذه الفروق حين وجودها قد تؤكّد امتيازًا لصاحبها وتفرّدًا وتميّزًا، فهناك سمات كلّما زادت كلّما زانت صاحبها.[73]
في حوار مع الدكتور جون غراي حول الخلفيّة العلميّة لكتابه الآنف الذكر أوضح الروابط بين طبيعة الحياة والهرمونات بالقول: الرجل هو الذي يجب أن يكون القائد للحياة بكاملها، فعندما يكون الرجل هو المسؤول ويلعب دور القائد في الحياة الزوجيّة، هذا يشير إلى أنّ المرأة ليست مضطرّة إلى القيام بأخذ القرارات، وهذا يسهم في التخفيف من الأعباء عن المرأة، وتشعر بالراحة لا سيّما إن كان زوجها يسمعها ويفهمها، فهذا يجعلها أكثر راحة في التعامل مع الرجل». وأضاف أنّ «هذا الأمر يؤثر في العلاقة العاطفيّة الحميمة بين الطرفين، وإن لم يستطع الرّجل أن يكون القائد، سيخسر من انجذاب زوجته مستقبلاً وستفشل علاقتهما».
وتحدث عن أهمية أخذ القرارات، موضحاً أنّ أخذ القرار يرفع من الضغوط عند المرء بشكل عام؛ لأنّ القرار محفوف بخطورة الصواب والخطأ، وأنّ جسم الرجل يتعاطى مع مواقف الخطورة بطريقة إيجابيّة، لأنّ معدل التيستستيرون يرتفع، وهو الهرمون الذي يسبب الراحة عند الرجل عندما يرتفع، بينما يكون الأمر معاكساً عند المرأة. أمّا الأمور التي ترفع الهرمونات الإيجابية عند المرأة، فهي اللحظات الرومانسيّة وكذلك سماع الرجل لها والتواصل معها، وكذلك كيف تعمل على طلب بعض الواجبات من الزوج دون أن تشعره بأنه يخضع للأوامر، كلّ هذه الأمور ترفع هرمون «الأوكسيتوسن» عند المرأة وهو الذي يسبب لها السعادة. وتابع، أن انتاج هرمون «التيستستيرون» يتعزّز إنتاجه عند الرّجل عندما يؤمّن لزوجته السعادة والاكتفاء في العلاقة الحميمة. ونوّه بأنّه في المقابل إنّ الهرمون المسؤول عن الضغط والتوتّر عند المرأة، يتضاعف في العمل ويرتفع الى أربعة أضعاف في المنزل، وهذا يقود إلى تراجع الحياة بين الطرفين إن لم يدرك الرجل كيف يرفع من هرمونات «الأوكسيتوسن» عند المرأة. وشدّد على أنّ المرأة التي تتحدّث عن مشكلاتها إلى زوجها أو حتّى إلى بعض الأصدقاء تخفّف الكثير من الضغوط، كما أنّ البحوث تبيّن أنّ الأمراض ولا سيّما المتعلّقة بالقلب تزداد مع الضغوط النفسيّة التي لا تخرجها المرأة.[77]
[1] ـ اقتباس من الآية الأولى من السورة 4: النساء
[2] ـ الآية 14 من السورة 23: المؤمنون.
[3] ـ الآية 70 من السورة 17: الإسراء.
[4] ـ اقتباس من الآية 20 السورة 31: لقمان.
[5] ـ اقتباس من الآية 33 من السورة 14: إبراهيم.
[6] ـ اقتباس من الآية 29 من السورة 2: البقرة.
[7] ـ اقتباس من الآية 34 من السورة 14 إبراهيم.
[8] ـ اقتباس من الآية 15 ونصّ 16 من السورة 5: المائده.
[9] ـ اقتباس من الآية 156 من السورة 7: الأعراف.
[10] ـ اقتباس من الآية 156 من السورة 7: الأعراف.
[11] ـ اقتباس من الآية 156 من السورة 7: الأعراف.
[12] ـ من مقدّمة رسالة بديعة في تفسير آية الرجال قوامون على النساء للعلامة الطهراني رضوان الله عليه، ص 13.
[13] ـ النصف الأوّل من الآية 34، من السورة 4: النساء.
[14] ـ مقطع من الآية 13، من السورة 49: الحجرات.
[15] ـ مقطع من الآية 34، من السورة 4: النساء.
[16] ـ كتاب «رسالة بديعة في تفسير آية الرجال قوّامون على النساء» كُتب باللغة العربية وترجم إلى اللغة الفارسيّة. [وتشكل هذه المقالة في معظمها مقتطفات منه].
[17] ـ [العلامة الطهرانيّ رضوان الله عليه، نور ملكوت القرآن، ج1، ص 110 ـ 111].
[18] ـ الآية 88 من السورة 27: النّمل.
[19] ـ الآية 3 من السورة 67: الملك
[20] ـ الآية 27 من السورة 38: ص
[21] ـ الآية 16 و17 من السورة 21: الأنبياء
[22] ـ الآية 115 من السورة 23: المؤمنون
[23] ـ الآية 85 من السورة 15: الحجر.
[24] ـ الآية 30 من السورة 31: لقمان
[25] ـ الآية 53 و54 من السورة 41: فصّلت.
[26] ـ الآية 50 من السورة 20: طه
[27] ـ الآية 1 و2 و3 من السورة 87: الأعلي.
[28] ـ الآية 213 من السورة 2: البقرة
[29] ـ الآية 165 من السورة 4: النساء.
[30] ـ الآية 25 من السورة 57: الحديد.
[31] ـ الآية 134 من السورة 20: طه.
[32] ـ الآية 30 من السورة 30: الرّوم.
[33] ـ الآية 45 و46 من السورة 33: الأحزاب
[34] ـ الآية 90 من السورة 16: النّحل.
[35] ـ الآية 29 من السورة 7: الأعراف.
[36] ـ الآية 35 من السورة 17: الإسراء.
[37] ـ الآية 182 من السورة 3: آل عمران، والآية 51 من السورة 8: أنفال، والآية 10 من السورة 22: الحجّ.
[38] ـ الآية 70 من السورة 9: التوبة، والآية 40 من السورة 29: العنكبوت، والآية 9 من السورة 30: الرّوم.
[39] ـ الآية 44 من السورة 10: يونس.
[40] ـ الآية 40 من السورة 4: النساء.
[41] ـ الآية 7 من السورة 65: الطلاق.
[42] ـ الآية 286 من السورة 2: البقرة.
[43] ـ الآية 49 من السورة 18: الكهف
[45] ـ [هكذا وردت حتّى في النسخة الخطيّة]
[47] ـ اقتباس من الآية 9 من السورة 65: الطلاق
[48] ـ اقتباس من الآية 28 من السورة 18: الكهف
[49] ـ الآية 21 من السورة 15: الحجر.
[50] ـ انظر الملحق، الفقرة1 (ت ـ ث ـ ج ـ ح) .
[51] ـ الآية 49 من السورة 54: القمر.
[52] ـ الآية 38 من السورة 33: الأحزاب.
[53] ـ الآية 8 من السورة 13: الرّعد.
[54] ـ الآية 62 من السورة 22: الحجّ.
[55] ـ انظر الملحق الفقرة 2 (ب)
[56] ـ الآية 205 من السورة 2: البقرة.
[57] ـ [المراد بالحجاب والسفور هنا هو الاعتزال والتصدي]
[58] ـ [أي أنّ المرأة والرجل يشتركان في أصل تنظيم الحياة المنزليّة والاجتماعيّة بغضّ النظر عن طبيعة مساهمة كلّ واحد منهما في ذلك].
[59] ـ الآية 34 من السورة 4: النساء.
[60] ـ الآية 228 من السورة 2: البقرة.
[61] ـ الآية 55 من السورة 54: القمر.
[62] ـ الآية 35 من السورة 33: الأحزاب.
[63] ـ الآية 124 من السورة 4: النساء.
[64] ـ الآية 40 من السورة 40: المؤمن.
[65] ـ الآية 97 من السورة 16: النحل.
[66] ـ . [رسالة بديعة في تفسير آية الرجال قوامون على النساء، من ص: 5 إلى ص 22. وقد قال المرحوم العلاّمة عند ختام بحثه: "هذا كلُّه ما استفدناه ممَّا أفاده الأستاذ الأكرم العلَّامةُ الطَّبَاطبائِيّ (قده) في تفسيره («الميزان» ج 2، ص 273 إلي ص 292) ، بتلخيصٍ وتوضيحٍ منَّا". وقد نشر كلام العلامة الطباطبائي هذا بكامله محقّقًا على صفحة المتقين في مقالة تحت عنوان: المرأة بين الإسلام وسائر الأمم من وجهة نظر العلامة الطباطبائي (قده)].
[67] ـ سيكولوجيّة النساء، ص53
[68] ـ المصدر نفسه، ص 53.
[70] ـ يريد هنا كما يفهم من حديثه في الكتاب أنّ المرأة يمكنها أن تحقّق ذاتها وتعبّر عنها من خلال إنتاج كائن حيّ في داخلها وهو الحمل، أما الرجل فلا يمكنه التعبير عن ذاته إلا بفعل خارج عنها.
[71] ـ المرأة ، بحث في سيكولوجية الأعماق ص 208
[73] ـ سيكولوجية المرأة ، ص 51
[74] ـ جون غراي كاتب ومؤلف أمريكي، ولد في ولاية تكساس الأمريكية سنة 1951م. ألف سنة 1992م كتابه"الرجال من المريخ، النساء من الزهرة" اشتهر عالميًا وباع منه أكثر من 50 مليون نسخة وترجم إلى كثير من اللغات ويعتبر دليلا لفهم الجنس الآخر. وهو خلاصة عمل 15 سنة من العمل في مجال الاستشارات والعلاقات الأسريّة.
[75] ـ الرجال من المريخ، النساء من الزهرة، ص 23
[77] ـ انظر: http://www.emaratalyoum.com/life/four-sides/2013-02-22-1.551623