_______________________________________________________________
من أدلة الإمامة: آية {أفمن يهدي إلى الحق...} ومبدأ لزوم اتباع الحق
_______________________________________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلّى االله على محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجْمَعِينَ من الآن إلى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم
قال اللهُ الحكيم في كتابه الكريم: {أفَمَن يَهْدِي إلى الحقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أمَّن لا يَهِدِّي إلاّ أن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[1] . يُعلّم الله سبحانه رسوله في هذه الآية المباركة كيفيّة محاججة المشركين، وكيف يُثبت لهم أنّ شركاء الله لا يستحقّون الحمد والاتّباع، وأساس هذا الاحتجاج قائم على لزوم اتّباع الصدق والإعراض عن غير الحق. وهذا الاحتجاج احتجاجٌ عقليّ لأنّه يستند إلى أصل عام وكلّي، وهو لزوم الاتّباع الدائم للحقّ، ولذلك فإنّه أفضل دليل للزوم اتّباع الإمام المعصوم. وعلينا - من أجل الورود في أصل الاحتجاج - أن نبيّن ذلك المبنى كمقدّمة للبحث.
[مبدأ لزوم اتّباع الحقّ]
نّ أحد الأحكام الفطريّة والعقليّة للإنسان هو لزوم اتّباع الحق، وهذا الحكم قانون عام يستند عليه الإنسان دائماً، واذا ما انحرف عنه أحياناً في أعماله وأقواله فمال إلى غير الحق بسبب هوى نفسه أو شبهة أو خطأ قد يبدر منه، فإنّه سيكون بسبب ظنّه أنّه حقّ، ولقد تبع غير الحق لالتباس الأمر عليه، فإنه يجد نفسه معذوراً حيث يحسب أنه على حق. وعلى هذا فإنّ الحق واجب الاتّباع بدون أي قيد أو شرط، ويتفرّع على هذا الأصل قاعدة أخرى، هي أنّ الذي يهدي إلى الحق يجب اتّباعه لأنّه مع الحق ودالّ على الحق، وبناءً على هذا يجب تقديمه في الاتّباع على الآخر الذي لا يدلّ على الحق أو الذي يدلّ على غير الحق، لأنّ اتّباع الهادي إلى الحق هو اتّباعٌ للحقّ الموجود معه. وقد ذكرنا آنفاً أنّ اتّباع ذات الحق حكم ضروريّ فطريّ عقلي، وعلى هذا الأساس أقام القرآن الكريم استدلاله ضدّ المشركين في هذه الآية المباركة، فهو يسألهم أوّلاً باستفهام:{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِي إلى الحق}[2] . ومن الجليّ أنّ المشركين ليس لديهم جواب إيجابيّ في هذا المجال، لأنّ الشركاء الذين يجعلونهم لله إمّا من الجمادات مثل الأصنام، أو من الأحياء مثل الملائكة وأرباب الأنواع والجنّ وطواغيت الزمان والفراعنة وحكّام الجور الذين يتابعونهم، ومن الواضح أنّ أيّاً منهم لا يهدي إلى الحق، لأنهم لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. ولأنهم ليس لديهم جواب ايجابيّ، فإنّ الله جعل على لسان نبيّه أن يُجيبهم فوراً جواباً ابتدعه بنفسه فيقول: {قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلحقّ}. الله هو الهادي إلى الحق، يهدي كلّ موجود في مقاصده التكوينية إلى ما يحتاجه، وهو الذي يرسل اليه ما يحتاجه، كما في قوله تعالى:{رَبُّنَا الذي أعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثم هَدَى}[3]. فعندما سأل فرعونُ هارونَ وموسى: من ربّكما؟ قالا: ربّنا الذي أعطى كلّ موجود في عالم الخلق احتياجاته الوجودية وخلقه تامّ الخلقة، ثم هداه إلى كماله. ومثل قوله: {الذي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}[4]. فإنّ الله هو الذي خلق ثم لحظ في الخلقة التعادل والتناسب من جميع الجهات، وهو الذي خلق كلّ موجود في العالم بقدر وحدّ معيّن، ثم يسيّره في طريق الكمال. وبناءً على هذا، فإنّ الله هو الذي هدى الإنسان إلى سعادة الدنيا، ودعاه إلى الجنّة والسعادة المطلقة بإرساله للأنبياء والكتب السماويّة والأحكام الالهيّة. وعلى كلّ حال، فإنّ رسول الله لمّا انتزع في مقام الاحتجاج اعترافيْن من المشركين: الأوّل: أنْ ليس من شركائهم من يهدي إلى الحق. والثاني: أنّ الله هو وحده الهادي إلى الحق؛ فإنّه يرى لزاماً وواجباً أن يسأل هذا السؤال: {أفَمَن يَهْدِي إلى الحق أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أمَّن لا يَهِدِّي إلا أن يُهْدَى} ومن الواضح أنّ جواب هذا السؤال، هو أن يقولوا أنّ الله الذي يهدي إلى الحق أحقّ أن يُتّبع، بيد أن الكفّار والمشركين لا يلتزمون عمليّاً بهذا المنطق، ويعبدون الشُركاء الذين لا يهدون إلى الحق، ويُعرضون عن عبادة الله الذي لا شريك له والذي يهدي إلى الحق، وبذلك يجعلون حُجباً على القوى الفطريّة والأحكام العقليّة، ويتعاملون خلاف ناموس الفطرة والعقل. لذا فإنّ النبيّ يُخاطبهم من باب التوبيخ واللّوم:{فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
[دراسة الآية على ضوء قواعد اللغة]
وينبغي إعمال دقّة النظر عند المقابلة بين جملة أفَمَنْ يَهْدِي إلى الحق وبين جملة {أمَّنْ لا يَهِدِّي إلا أن يُهْدَى}، لنرى كيف جُعلت هاتان الجملتان عِدْلاً لبعضهما؟ لأنّ من الواضح أنّ السائل بطريق الاستفهام ينبغي أن ينفي طرفاً من الجملة، كأن يقول: أرَأيْتَ زيداً أم لا؟ أدَرَسَ حَسنٌ أمْ لم يَدْرُس؟ أمّا اذا استفهم مثلاً: أيدرس حسن أم أنّه مغرورٌ بنفسه؟ فإنّ من اللازم، من أجل أن تكون هذه المعادلة الاستفهاميّة صحيحة، أن يُقال: إنّ المغرور بنفسه لا يدرس. وبناءً على ذلك فإنّ هناك جملة منطوية وضمنيّة في جملة (مغرور بنفسه)، وهي (لا يدرس). وكذلك الأمر في هذا الجانب، أي جملة (مغرور بنفسه) والتي سيكون عِدلها جملة (ليس مغروراً بنفسه)؛ ولأن الجملة السابقة الاستفهاميّة تحوي جملة (يدرس) بدلاً من جملة (ليس مغروراً بنفسه)، لذا يجب القول: إنّ جملة (ليس مغروراً بنفسه) منطوية ومتضّمنة في هذه الجملة. وتكون النتيجة (حسن ليس مغروراً بنفسه ويدرس) أو(حسن مغرور بنفسه ولا يدرس). يجب أن يكون طرفا الجملة في الاستفهام نفياً واثباتاً: يدرس حسن مغرور بنفسه ليس مغروراً بنفسه أو لا يدرس ولم يكن في الآية المباركة أيضاً طرفي الجملة الاستفهاميّة (النفي والاثبات) لكي تنتفي الحاجة إلى جملة ضمنية اخرى (لأن يَهِدّي كان في الاصل يهتدي، والقاعدة في باب الافتعال جواز إدغام تاء الافتعال في عين الفعل بعد قلبه إلى عين الفعل) وتكون نتيجة المعنى: هل أنّ الذي يهدي إلى الحق أحقّ أن يُتّبع، أم الذي لا يهتدي بنفسه إلا بهداية الغير؟ لأنّ جملة (يهدي إلى الحق) عدلها جملة (لا يهدي إلى الحق). لذا يُستفاد من ذلك انّ الذي لا يهتدي إلا بهداية الغير لا يهدي إلى الحق؛ وكذلك فلأنّ جملة {مَن لا يَهِدِّي إلا أن يُهْدَي} سيكون عدلها (من يهتدي بنفسه)، لذا يُستفاد أنّ الذي يهدي إلى الحق هو الذي يهتدي بنفسه وبذاته لا بهداية الغير. من يهدي إلى الحق من لا يهدّي (يهتدي) الا أن يُهدي أحقّ أن يُتّبع من يهتدي بنفسه من لا يهدي إلى الحق
[نتيجة دلالة الآية]
ولذلك فإنّه يستفاد من هذه الآية جيّدًا أنّه يجدر بالإنسان أن يتّبع من يهدي إلى الحق، وهو بالطبع من يهتدي بنفسه لا بهداية غيره، وذلك هو الإمام المعصوم الذي لا يعبد غير الله في أي لحظة، ولا يصدر منه أي معصية، ومثل هذا الإنسان قد اهتدى على يد الله نفسه دون تدخّل واسطةٍ ما؛ أمّا من عَبَدَ غير الله مدّةً، أو من صدرت منه معصية مهما تنبّه واهتدى فعلاً على يد الغير فصار عابداً لله وعادلاً، لكنّه غير لائق لمقام الإمامة ولا للاتّباع. ويجب أن نعلم بالطبع أنّ كلمة (أحقّ) في الآية الشريفة، وهي من أدوات التفضيل والدالّة على رجحان متابعة الحق لا لزومه، مبنية على قواعد فنّ المناظرة والمباحثة لتحريك عصبيّة الطرف المقابل، وإلا فانّ من الجلي أنّ تبعيّة غير الحق غير جائزة كلياً، وأنّ اتّباع الحق لازم وواجب في كلّ الأحوال، وبالنتيجة فإنّ اتّباع الإمام المعصوم واجب، واتّباع الإمام غير المعصوم حرام. [والنتيجة المتحصّلة من البحث في الآية المباركة] هي: أنّ الهادي إلى الحقّ يجب حتماً أن تكون هدايته بنفسه لا بغيره، وأنّ مَن كان مِن أهل الشرك والمعصية ومن اهتدى بغيره، لا يمكن أن يكون إماماً ولا يمكنه هداية الناس إلى الحق، ويلزم هنا ذكر نكات عدّة: الأولى: أنّ المراد بالحق في الآية الشريفة المعنى الحقيقي وليس معنى الحق المبنيّ بنحوٍ ما على التساهلات العرفيّة في ألسنة الناس، كما يُشاهد أنّهم ينسبون الهداية للحقّ لكلّ من يتكلم بالحق، حتى لو كان معتقداً بذلك أو غير معتقد، وسواءً عمل بذلك إلا أنّ نفسه لم تتحقّق به أو لم يعمل، وسواءً اهتدى بنفسه أم لم يهتدِ. فهذه بأجمعها ليست هدايةً للحقّ، بل إنّها تدعى هداية إلى الحق من باب المسامحات العرفيّة، فالهداية إلى متن الحق هي الوصول إلى متن الواقع، وهي فقط لله وللواصلين إليه سُبحانه دون واسطة الغير. الثانية: إنّ المراد بالهداية إلى الحق في هذه الآية، هو الإيصال إلى المطلوب، لا بمعنى إراءة الطريق إلى الله، لأنّ من البديهي أنّ إراءة الطريق أمرٌ سهل ممكن لكلّ شخص، سواءً كان إماماً أم لم يكن، وسواءً اهتدى بنفسه أم بغيره، وسواءً كان ضالاً غير مهتد أصلاً؛ فالهداية بمعنى إراءة الطريق ستكون على كلّ حال أمراً ممكناً لهم، ولكنّ الإيصال إلى متن الواقع والحق وكمال كلّ موجود أمرٌ مختصٌ بالمهتدين بأنفسهم والهادين إلى الحق. الثالثة: إنّ المراد بجملة {لا يَهِدِّي إلا أن يُهْدَى} هوالذي لم يهتدِ بنفسه، وهوأعمّ من غير المهتدي أصلاً، أوالمهتدي بالغير، والدليل على عموميّتها أنّ جملة {إلاّ أن يُهْدَى} وهي استثناء من جملة (لا يَهِدِّي) جاءت مع (أنْ المصدريّة). وهذه الجملة لا تدلّ على تحقّق الوقوع، خلافاً للمصدر المضاف. وهناك فرق بين أن نقول (أعجبني ضربُك) أو أن نقول (أعجبني أن تضرب)، فالإعجاب من نفس الضرب في الصورة الاولى متحقّق في الخارج، بينما الإعجاب في الصورة الثانية من إمكان تحقّق الضرب، وقد نصّ على هذا المطلب الشيخ عبد القاهر الجرجاني في (دلائل الإعجاز). وعلى ذلك فإنّ جملة {إلا أن يُهْدَى} لا تعني كونه الآن مهتدياً بالغير، بل تعني انّه (ولو أمكن أن تصل الهداية اليه من الغير). ومن الواضح، أنّ الهداية من الغير ستكون في حال قبول الهداية، وأمّا إذا كان غير قابل للهداية فإنّ الهداية من الغير لن تصل اليه، ولذلك فإنّ جملة (لا يَهِدِّي) باقية على عمومها وسيكون معناها: لم يهتدِ بنفسه، سواءً لم يجد الهداية أوكان قابلاً للهداية فاهتدى بغيره.
الإمام يجب أن يكون مهتدياً بالحق وفي ذلك شروط ثلاثة
وعموماً فإنّ الإمام هو الذي يكون مهتدياً إلى الحق ذاتيّاً، وليس من فئة من الفئتين اللتين مرّ ذكرهما، وعلى هذا فإنّ الإمام هو المصون من الضلالة والمعصية، أي أنّه: أوّلاً: لا يخطىء في تلقّي المعارف الالهيّة والإلهامات الرحمانية، وأنّ متن الواقع ينعكس في قلبه دون اضطراب أو تدخّل النفس التي تغيره إلى صورة أخرى وتفسّره على نحو آخر. وثانياً: أنّ الامام هو الذي يقوم- في إبلاغ الأحكام وهداية الناس من جانب الباطن والظاهر- بتحريكهم على طريق مستقيم لا عوج فيه. وثالثاً: أن لا يكون الإمام نفسه مبتلياً بالمعصية وظلم النفس، وقد استفدنا هذه المعاني من جملتي {وجَعَلْناهم أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا وأوْحينا إليهِمْ فِعْلَ الْخيراتِ}[5]. ويستفاد أيضاً من الآية الخاصّة بإبراهيم عليه السلام والتي سأل فيها الإمامة لذريّته، أنّ الإمامة لا ينالها الظالم، لأنّ تعبير الظالم ورد في الآية بشكل مُطلق: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالمين} [6]، أي إنّ عهدي لاينال ظالماً ولو كان ظلمهُ محدوداً؛ وعلى العكس فإنّ عهدي ينال أولئك الذين ليسوا ظالمين على نحو مطلق، وهذا هو عين العصمة. إنّ الإمام هو الذي لم يرتكب طوال عمره أي ذنب، أمّا من ارتكب الذنب الصغير أحياناً، أو من بدر منه ظلمٌ أو شرك ثم تاب منه فامّحى أثر ذلك الذنب، فانّه لا يكون إماماً. يقول العلامة الطباطبائي (مُدّ ظلّه العالي)[7] في تفسير هذه الآية الشريفة: وقد سُئل بعض أساتيذنا رحمة الله عليه عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام، فأجاب: إنّ الناس بحسب القسمة العقليّة على أربعة أقسام: مَن كان ظالماً في جميع عمره، ومن لم يكن ظالماً في جميع عمره، ومن هو ظالم في أوّل عمره دون ءاخره، ومن هو بالعكس من هذا. وإبراهيم عليه السلام أجلّ شأناً من أن يسأل الإمامة للقسم الأولّ والرابع من ذريّته، فبقي قسمان وقد نفى الله أحدهما، وهو الذي يكون ظالماً في أوّل عمره دون ءاخره، فبقي الآخر، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره، وهذا هو معنى العصمة[8]و[9] و[10]
[البحث الروائي وتطبيق الآية على أمير المؤمنين عليه السلام]
هذه هي إحدى الطرق الاستدلالية التي احتجّ بها كبار علماء الشريعة في لزوم اتّباع الإمام المعصوم، ونقلوا تبعاً للروايات المتواترة عن رسول الله أنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم يعبد صنماً ءانا واحداً ولم يرتكب معصية ولو للحظة واحدة، ولا مكان للشكّ في أنّه تربّى في حضن رسول الله، وكان أوّل شخص ءامن بالرسول وهو صبيّ لم يبلغ الحلم. نُقل في (الأمالي) للشيخ الطوسي مسنداً، وكذلك في (المناقب) لابن المغازلي مرفوعاً عن ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه [وآله] وسلّم في الآية: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالمين} عن قول الله لإبراهيم: مَن سَجَدَ لِصَنَمٍ دُوني لا أجْعَلُهُ إمَامًا قال عليه السّلام: وانْتَهَت الدّعْوَةُ إليّ وإلى أخِيً عَليٍ، لم يَسْجُدْ أحَدُنَا لِصَنَمٍ قَطُّ.[11] يروي السيّد هاشم البحراني [12] خمس عشرة رواية عن طريق العامّة وإحدى عشرة رواية عن طريق الخاصّة، في أنّ علياً مع الحق والحق مع عليّ، وفي أنّه قال صلى الله عليه وءاله في شأنه: اللهم أدر الحق معه حيثما دار، وفي لزوم متابعته والإقتداء بسيرته، ونذكر هنا باختصار وبحذف السند [إحدى] الروايات التي نقلت عن العامّة. 1- يروي ابراهيم بن محمّد الحمويني، وهو أحد علماء العامّة، و 2- الموفّق بن أحمد الخوارزمي باسنادهما المتّصل عن شهر بن حوشب؛ و 3- الزمخشري في (ربيع الأبرار)[13] مُرسلًا، قال شهر بن حوشب: كنتُ عند أمّ سلمة رضي الله عنها، إذ استأذن رجل فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى علي عليه السلام. فقالت أمّ سلمة: مرحباً بك يا أبا ثابت ادخل، فدخل ورحّبت به. ثم قالت: يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: تَبَع علي عليه السلام. فقالت: وُفّقتَ والذي نفسي بيده؛ لقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: عَلِيّ مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع عَلِيّ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيّ الحوض.[14]و[15]. و[16]
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من كتاب معرفة الإمام –الجزء الأوّل، وذلك من الدرس الثاني عشر (من صفحة 235 إلى 241) والدرس الثالث عشر( من صفحة 253 إلى 256). وقد تمّت مقابلة المتن بالأصل الفارسي من قبل لجنة التحقيق، واقتضى الاقتباس والدمج بين الموضعين إضافة بعض العبارات والعناوين جعلت بين معكوفتين].
[1] ـ ذيل الآية 35،من السورة 10: يونس.
[2] ـ صدرالآية 35،من السورة 10: يونس.
[3] ـ الآية 50، من السورة 20: طه.
[4] ـ الآية 2 و3، من السورة 87: الأعلى.
[5] ـ صدر الآية 73،من السورة 21: الأنبياء.
[6] ـ ذيل الآية 124،من السورة 2: البقرة.
[7] ـ الكتاب مؤلّف في حياة العلّامة الطباطبائي قُدّس سرّه، وآثرنا الإبقاء على تعبير المؤلّف (م).
[8] ـ (الميزان)، ج 1، ص 277.
[9] ـ ويورد القاضي نور الله نظير هذا الاستدلال بتقريب آخر في (إحقاق الحقّ)، ج 2، ص 396.
[10] ـ معرفة الإمام ج1، ص 256، الدرس الثالث عشر.]
[11] ـ (تفسير الميزان)، ج 1، ص 282.
[12] ـ (غايةالمرام)،ص 539 وص 540.
[13] ـ يقول الزمخشري: استأذن أبو ثابت مولى عليّ... الخ.
[14] ـ وينقل هذه الروايات الثلاثة في (ينابيع المودّة)، ص 90 بأدنى اختلاف في اللفظ.
[15] ـ يروي (ينابيع المودّة) ص 90 عن جمع الفوائد معيّة عليّ للقرآن وعدم افتراقهما حتّى يردا الحوض ثم يقول: للأوسط والصغير.
[16] ـ [معرفة الإمام، ج1، ص 241، الدرس الثاني عشر].
|