لو أدخلتم في بداية و نهاية العبارة المتوخاة علامة " gutaion" ستحصلون علي المواضيع التي تتوفر فيها نفس هذه الكلمة أو العبارة و فيها سوي ذلك ستعبرون علي مواضيع تتوفر فيها إجدي هذه العبارات
*الكلمة المتوخاة: هي ما تبحثون عنه في مستطيل البحث.
لقد حصلت لأصحاب سيّد الشهداء عليهالسلام بأجمعهم المعيّة والمصاحبة له، حتّى ذلك الغلام الأسود، فقد كان لسيّد الشهداء عليه السّلام غلام اسمه >جون< كان مولى لأبي ذرّ الغفاريّ فوهبه للإمام، وكان له مهارة في إصلاح الأسلحة. وفي ليلة عاشوراء كان الإمام جالساً في خيمته يترنّم بهذه الأبيات:
وكان هذا الغلام مشغولاً بإصلاح سلاح الإمام، فبشّر الإمام أصحابه جميعاً أنّهم سيكونون معه في العوالِم الأخرى. ولم يصدّق الغلام الأسود أنّ الله سبحانه سيحشره مع الإمام الحسين يوم القيامة. فقد كان عبداً يلفّه السواد من قمّة رأسه إلى أخمص قدميه، وكان في لسانه لكنة، وكان ينتمي إلى بلد آخر، ولم يكن له قوام متناسب، وكانت شفتاه غليظتين كبيرتين وشعر رأسه كان مجعّداً خشناً. إلاّ إنّ هذه الأمور ستُزال جميعاً، فهناك في عالم المعنى اتّحاد للأرواح، هناك حيث يُزال عنه السواد، فيُلبس لباساً أبيض، ويصبح بدنه أبيض برّاقاً كاللُّجَيْنِ. وبعد واقعة كربلاء مرّ جمعٌ على المعركة، فرأوا بجانب القتلى جسداً صريعاً وكانت الرائحة العطرة تتصاعد، رائحةٌ لم تُصافح أنفاسهم أيّ رائحة تشبهها، كان ذلك الجسد لذلك الغلام الأسود، فقد كان أسودَاً فصار أبيضاً، وصارت رائحته زكيّةً عطرة، وقد أُلحق بمولاه المـُطاع سيّد الشهداء عليه السلام.[2]
[معرفة المعاد، ج2، ص 68]
[1] ـ «الإرشاد» للمفيد ص 251؛ «اللهوف» الطبعة الحجريّة، ص 71؛ و«مقتل سيّد الشهداء» للسيّد عبد الرزاق المقرّم؛ وأضاف في اللهوف نصف البيت هذا: مَا أقْرَبَ الْوَعْدَ مِنَ الرَّحِيلِ.
[2] ـ مقتل المقرّم، ص 289 ؛ وينقل عن مقتل >العوالم< ص 88 أنّ الإمام قد دعا له: اللهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع محمّد صلّى الله عليه وآله، وعرّف بينه وبين آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله. فكان كلُّ من يمرّ بالمعركة يشمّ منه رائحةً طيّبة أذكى من المِسك.
جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها