الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  السبت  20 جمادي الاُولي  1446 - Satur  23 Nov 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > التاريخ والسيرة > شهادة أمير المؤمنين عليه السلام


_______________________________________________________________

هو العليم

شهادة أمير المؤمنين عليه السلام 1

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرحمن الرحيم

    

حالات أمير المؤمنين في آخر أيامه

لقد كان‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ مطّلعاً على ما وراء هذا الستار، فهو إمامٌ عالمٌ بالسـرّ والخفيات‌، مشهودٌ لديه‌ عالم‌ الغيب‌ و الشهادة‌.
يكتب‌ ابن‌ حجر الهيثمي‌ المكّي‌:
لَمّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي‌ قُتِلَ فِيهِ، يَفْطُرُ عليٌّ لَيْلَةً عِنْدَ الْحَسَنِ وَلَيْلَةً عِنْدَ الْحُسَيْنِ وَلَيْلَةً عِنْدَ عَبْدِاللَهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَلاَ يَزِيدُ على ثَلاَثِ لُقَمٍ وَ يَقُولُ: أُحِبُّ أَن‌ أَلْقَي‌ اللَهَ وَ أَنَا خَمِيصٌ.
فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي‌ قُتِلَ فِي‌ صَبِيحَتِهَا عليٌّ بنُ أَبِي‌ طَالِبٍ أَكْثَرَ الْخُرُوجَ وَالنَّظَرَ الی السَّمَاءِ، فَقَالَ: مَا كَذَبْتُ وَ مَا كُذِبْتُ، وَإنَّهَا هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي‌ وُعِدْتُ.
[1]
بلى‌، هذه‌ الليلة‌ هي‌ ليلة‌ الوصال‌، ليلة‌ لقاء المحبوب‌ وزيارته‌، كانت‌ حال‌ الإمام‌ منقلبة‌ً كثيراً تلك‌ الليلة‌، وكان‌ انقلاب‌ حال‌ الإمام‌ وتغيّره‌ نابعًا من‌ سعة‌ نفسه‌ وعظمة‌ قابليّته‌ ورحابته‌، فقد كانت‌ سعته‌ تشمل‌ جميع‌ الموجودات‌ لأنّ الإمام‌ قلب‌ العالم‌، فكلّ موجود يحصل‌ على إفاضة‌ الوجود من‌ ذات‌ الخالق‌ المقدّسة‌ بوسيلته‌ وواسطته‌، لذا فإنّ رحلته‌ هذه‌ ستكون‌ بمثابة‌ هزّة‌ لجميع‌ الموجودات‌ الأرضيّة‌ والسماويّة‌، وسيحصل‌ الانقلاب‌ على أثرها في‌ سرّ كلّ موجود، وهذا هو معني‌ انقلاب‌ حال‌ الإمام‌ وقت‌ رحيله‌.
كانت‌ ملامح‌ وسيماء أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وطلعته‌ المنيرة‌ حاكية‌ عن‌ ظهور جميع‌ الموجودات‌، وكان‌ قلبه‌ المبارك‌ ينبض‌ بضربات‌ قلب‌ جميع‌ الموجودات‌.
لقد كانت‌ سعة‌ أمثال‌ الهيدجي‌ وأمثال‌ الطالقاني‌ بقدر سعة‌ وجودهم‌ وظرفيّته‌، فاذا امتلأ كأسهم‌ طفح‌ وفاض‌ فلم‌ يعد يسعهم‌ تمالك‌ أنفسهم‌ من‌ الفرح‌ والجذل‌
لكنّ سعة‌ أمير المؤمنين‌ و ظرفيّته‌ كانت‌ تزيد على السماوات‌ والأرض‌ وعلى جميع‌ قلوب‌ البشر وقلوب‌ الجنّ والملك‌ فهو الحائز لجميع‌ مقامات‌ الملك‌ والملكوت‌، كما أنه‌ يجسّد مقام‌ الولاية‌ الكليّة‌ الالهيّة‌ والمتصرّف‌ في‌ عالم‌ الإمكان‌، لذا فإنّ حركةً كهذه‌ ستوجد هزّةً وزلزلة‌ في‌ عالم‌ الوجود.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـ'واتِ وَالاْرْضَ}، وَ سِعَةُ السموات‌ و الأرض‌ لا تُقاس‌ بسِعة‌ عرش‌ الله‌، وعرش‌ الله‌ قلب‌ المؤمن‌. وأيّ مؤمن‌؟!
أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ الذي‌ يمثّل‌ ثمرة‌ عالم‌ الخليقة‌ ونتيجة‌ وعُصارة‌ الخلق‌ وجوهرة‌ الوجود.

كان‌ أمير المؤمنين‌ يريد الرحيل‌، الرحلة‌ المطلقة‌ نحو الحبيب‌، فما الذي‌ حدث‌ في‌ تلك‌ الليلة‌؟ وما التقدير الذي‌ قدّره‌ اللَه‌ سبحانه‌ فيها؟ وبأيّ صورة‌ يريد استقبال‌ وزيره‌ وخليفته‌ الوحيد على الأرض‌ وفخر بني‌ آدم‌ أجمع‌؟ ما حال‌ الحوريّات‌ وملائكة‌ السماء؟ وما هذه‌ الضجّة‌ والغوغاء لدي‌ طيور السماء وحيتان‌ البحر ودوابّ الارض‌؟ لِمَ تبكي‌ الصخور بدل‌ الدموع‌ الجارية‌ دماً؟ ما حال‌ الانبياء العظام‌ والمرسلين‌ وكيف‌ ينتظرون‌ قدوم‌ عليّ؟ و ما هو حال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌؟
سخن‌ سربسته‌ گفتي‌ با حريفان‌
                             خدا را زين‌ معمّا پرده‌ بردار
[2] [3]

    

أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ هو ذو قرني‌ الاُمّة‌

ولقد عُدّ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ذا قرني‌ الاُمّة‌ في‌ الكثير من‌ الروايات‌ التي‌ وردت‌ عن‌ طريق‌ الشيعة‌ والسنّة‌، وهذه‌ الروايات‌ تصل‌ إلی حدّ الاستفاضة‌ إن‌ لم‌ نقل‌ بوصولها حدّ التواتر.
يروي‌ الصدوق‌ في‌ «إكمال‌ الدين‌» بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ أبي‌ بصير، عن‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌:
قَالَ: إِنَّ ذَا الْقَرنَينِ لَمْ يَكُنْ نَبِيَّاً، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَبْداً صَالِحاً أَحَبَّ اللَهَ فَأَحَبَّهُ اللَهُ، وَنَاصَحَ لِلَهَ فَنَاصَحَهُ اللَهُ، أَمَرَ قَوْمَهُ بِتَقْوَي‌ اللَهِ فَضَرَبُوهُ علی قَرْنِهِ فَغَابَ عَنْهُمْ زَمَاناً ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ فَضَرَبُوهُ علی قَرْنِهِ الآخَرِ وَفِيكُمْ مَنْ هُوَ علی سُنَّتِهِ. [4]
كما يروي‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الأصبغ‌ بن‌ نباتة‌، قال‌:
قَامَ ابْنُ الْكَوَّا إلی أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علي بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ على الْمِنْبَرِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَخْبِرْنِي‌ عَنْ ذِي‌ الْقَرْنِينِ أَنَبِي‌ٌّ كَانَ أَوْ مَلِكٌ؟ وَأَخْبِرْنِي‌ عَنْ قَرْنَيْهِ أَذْهَبُ كَانَ أَوْ فِضَّةٌ؟
فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَمْ يَكُنْ نَبِيَّاً وَلاَ مَلِكاً وَلاَ قَرْنَاهُ مِنْ ذَهَبٍ وَلاَفِضَّةٍ؛ وَلَكِنَّهُ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَهَ فَأَحَبَّهُ اللَهُ وَنَصَحَ اللَهَ فَنَصَحَهُ اللَهُ، وَإِنَّمَا سُمِّي‌َ ذَا الْقَرْنَيْنِ لأنـَّهُ دَعَا قَوْمَهُ فَضَرَبُوهُ علی قَرْنِهِ فَغَابَ عَنْهُمْ حِيناً، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ فَضَرَبُوهُ علی قَرْنِهِ الآخَرِ؛ وَفِيكُمْ مِثْلُهُ.
[5]
والمراد بذلك‌ نفسه‌ الشريفة‌ حين‌ ضربه‌ عَمرو بن‌ وَد بالسيف‌ علی رأسه‌، ثمّ إنّه‌ سيُضرب‌ مرّة‌ أُخرى‌، إذ سيضربه‌ ابن‌ ملجم‌ المرادي‌ّ علی قرنه‌ بالسيف‌، وهذا من‌ ملاحمه‌ صلوات‌ الله‌ عليه‌.
وقد روى‌ هذا الحديث‌ في‌ تفسير «البرهان‌» عن‌ الصدوق‌ بنفس‌ السند، وفي‌ «علل‌ الشرايع‌» أيضاً بهذا السند، وفي‌ «تفسير علي‌ّ بن‌ إبراهيم‌» دون‌ ذكر السند[6]؛ كما أورده‌ في‌ كتاب‌ «الغارات‌» ضمن‌ حديث‌ طويل‌ يسأل‌ فيه‌ ابن‌ الكوّا أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌[7] ؛ ونقله‌ عن‌ «الغارات‌» المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» المجلّد الرابع‌، باب‌ «ما تفضّل‌ علی عليه‌ السلام‌ به‌ علی الناس‌» ص‌ 120، س‌ 19، كما نقله‌ عنه‌ حسن ‌بن‌ سليمان‌ الحلّي‌ّ تلميذ الشهيد الاوّل‌ في‌ كتاب‌ «مختصر البصائر» ص‌204؛ وأورده‌ كذلك‌ في‌ «البحار» المجلّد 13، باب‌ الرجعة‌، ص‌ 227، س‌21[8].
ويقول‌ في‌ هامش‌ ص‌ 31 من‌ كتاب‌ «الغارات‌»: أورد هذا الحديث‌ ابن‌ عساكر في‌ تأريخه‌، ج‌ 7، ص‌ 300 بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌؛ والمجلسي‌ّ رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ «بحار الانوار» المجلّد 15، عن‌ علي‌ّ بن‌ إبراهيم‌، بسنده‌ عن‌ أبي‌ بصير، عن الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌. كما أورد محمّد بن‌ علي بن‌ شـهر آشـوب‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌» فصل‌ «أنّ أمير المؤمنين‌ الشاهد والمشهود وذو القرنين‌»، الجزء الثالث‌ من‌ طبعة‌ بمبي‌، ص‌ 63، عن‌ كتاب‌ أبي‌ عبيد «غريب‌ الحديث‌» أنّ رسول‌ الله‌ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ قال‌ لأمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌:
إِنَّ لَكَ بَيْتاً فِي‌ الْجَنَّةِ؛ وَإِنـَّكَ لَذو قَرْنَيْهَا.
وجاء في‌ الحديث‌ أنّ سُوَيد بن‌ غَفَلة‌ وأبا الطفيل‌ رويا عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ هذه‌ الرواية‌ التي‌ أوردناها عن‌ ابن‌ الكوّا بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌. وأورد هذه‌ الرواية‌ محمّد بن‌ مسعود العيّاشي‌ّ في‌ تفسيره‌، في‌ تفسير آية‌: {يَسْئَلُونَكَ عَن‌ ذِي‌ الْقَرْنَيْنِ}؛ ورواها أحمد بن‌ أبي‌ طالب‌ في‌ كتاب‌ «الاحتجاج‌».
يقول‌ أبو عبيد القاسم‌ بن‌ سلام‌ الهروي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 224 هجريّة‌ في‌ كتاب‌ «غريب‌ الحديث‌»: قد كان‌ بعضُ أهلِ العلمِ يتأوّل‌ هذا الحديث‌ [ أي‌ قول‌ رسول‌ الله‌: ذُو قَرْنَيْهَا ] أنـّه‌ ذو قرني‌ الجنّة‌، يريدُ طرفيها، وإنّما تأوّل‌ ذلك‌ لذكره‌ الجنّة‌ في‌ أوّل‌ الحديث‌ [فأرجعوا الضمير في‌ «ذو قرنيها» إلی الجنّة‌]، وأمّا أنا فلا أحسبه‌ أراد ذلك‌ والله‌ أعلم‌، ولكنّه‌ أراد [بقوله‌: ذُوقَرْنَيْهَا ] أنـّك‌ ذو قرني‌ الاُمّة‌، فأضمر الاُمّة‌ وإن‌ كان‌ لم‌ يذكرها، وهذا سائر كثير في‌ القرآن‌ الكريم‌. ثمّ يضرب‌ عدّة‌ أمثلة‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ [9] ثمّ يقول‌:
وإنّما اخترت‌ هذا التفسير علی الأوّل‌ لحديث‌ عن‌ عليّ نفسه‌ هو عندي‌ مفسّر له‌ ولنا، وذلك‌ أنـّه‌ ذكر ذا القرنين‌ فقال‌: دَعَا قَوْمَهُ إلی عِبَادَةِ اللَهِ فَضَرَبُوهُ علی قَرْنِهِ ضَرْبَتَيْنِ، وَفِيكُمْ مِثْلُهُ.
ونعلم‌ من‌ هذا الحديث‌ أنـّه‌ كان‌ يعني‌ نفسه‌ الطاهرة‌، أي‌ أنـّه‌ يقول‌ إنّني‌ أدعو الناس‌ إلی الحقّ حتّى‌ أُضرب‌ ضربتين‌ وأُقتل‌ علی إثرهما.
كما أنّ الزمخشري‌ّ في‌ «الفائق‌» مادة‌ [ قَرَنَ ]، ج‌ 2، ص‌ 327 قد أرجع‌ الضمير إلی الاُمّة‌.
وأورد ابن‌ منظور في‌ «لسان‌ العرب‌» مادّة‌ «قرن‌» نظير مفاد كلام‌ ابن‌ الاثير، كما ذكر الزبيدي‌ّ في‌ «تاج‌ العروس‌» هذا الحديث‌ بعد بحث‌ مفصّل‌، وأورد تفسير أبي‌ عبيد؛ ثمّ يبيّن‌ مطلباً لطيفاً عن‌ أبي‌ الكمال‌ السيّد أحمد عاصم‌ في‌ «اقيانوس‌ بسيط‌» ترجمة‌ «القاموس‌ المحيط‌» في‌ قول‌ رسول ‌الله‌ لأمير المؤمنين‌ عليهما صلوات‌ الله‌: إِنَّ لَكَ فِي‌ الْجَنَّةِ بَيْتاً وَإِنـَّكَ لَذُو قَرْنَيْهَا[10].
ومن‌ هنا، وتبعاً لمفاد هذه‌ الروايات‌ المستفيضة‌، بل‌ المتواترة‌ التي‌ ذكرنا بعضها هنا، والتي‌ رواها الشيعة‌ والسنّة‌ وفسّروا ذا القرنين‌ فيها بمعني‌ مَن‌ ضُرِب‌ علی قرنيه‌، وعيّنوا إن‌ مَثَله‌ في‌ هذه‌ الاُمّة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، فإنّ تطبيق‌ الآيات‌ الواردة‌ في‌ شأن‌ ذي‌ القرنين‌ علی كورش‌ سيكون‌ أمراً مُستعصياً[11].

    

أُنس أمير المؤمنين بالموت

وكان‌ حبّ أمير المؤمنين‌ لله‌ و شوقه‌ اليه‌ يجعله‌ مشتاقاً للموت‌، و كان‌ عشقه‌ للقاء الله‌ يجعله‌ يأنس‌ بالموت‌ أشدّ من‌ أُنس‌ الطفل‌ بثدي‌ أمّه‌، لذا فقد نادي‌ حين‌ هوي‌ سيف‌ ابن‌ ملجم‌ المرادي‌ على فرقه‌ الشريف‌:
بِسمِ اللَهِ وَ بِاللَهِ وَ على مِلَّةِ رَسُولِ اللَهِ فُزْتُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ.و يقول‌ مالك‌ الاشتر: كنتُ ألحظ‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ دوماً، فكان‌ لونه‌ يتغيّر عند الصلاة‌، و روحه‌ تذهب‌ إلى الملا الأعلى‌، فيلاقي‌ ربّه‌. و لم‌ أره‌ يتزلزل‌ أو يخاف‌ في‌ شيء‌ من‌ الحروب‌ و الأهوال‌، حتّى كأنّ الموت‌ لم‌ يكن‌ له‌ عنده‌ من‌ معني[12].
يقول‌ ابن‌ حجر الهيثميّ: وَ سُئِلَ وَ هُوَ علی‌ الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ عَنْ قَولِهِ تَعَالَى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَـ'هَدُوا اللَهَ علیهِ فَمْنْهُمْ مَّن‌ قَضَي‌' نَحْبَهُ و وَ مِنْهُم‌ مَّنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [13] فَقَالَ: اللَّهُمَّ غَفْراً! هَذِهِ الآياتُ نَزَلَتْ فِي‌َّ وَ فِي‌ عَمِّي‌ حَمْزَةَ وَ فِي‌ ابْنِ عَمِّي‌ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدالْمُطَّلِبِ، فَأَمَّا عُبَيْدَةُ فَقَضَي‌ نَحْبَهُ شَهيداً يَوْمَ بَدْرٍ، وَ حَمْزَةُ قَضَي‌ نَحْبَهُ شَهيداً يَوْمَ أُحُدٍ، وَ أَمّا أَنَا فَأنْتَظِرُ أَشًقَاهَا يَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ ـ وَأَشارَ بِيَدِهِ إِلَي‌ لِحْيَتِهِ وَ رَأسِهِ ـ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَي‌َّ حَبِيبي‌ أَبُو الْقَاسِمِ صلّي‌ اللهُ علیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[14].
وَ رُوي‌َ أَنَّ علیاً جَاءَهُ ابنُ مُلجَم‌ يَستَحمِلُهُ[15] فَحَمَلَهُ، ثُمَّ قَالَ رَضِي‌َ اللهُ عَنْهُ:
أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَ يُرِيدُ قَتْلِي‌
                             عَذِيرِي‌[16] مِنْ خَلِيلِي‌ مِن‌ مُرادِ

ثُمَّ قالَ: هَذَا وَاللهِ قَاتِلِي‌، فَقِيلَ لَهُ: أَلاَ تَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ: فَمَنْ يَقْتُلُنِي‌؟![17]
[18]

    

خطبة‌ أمير المؤمنين‌ في‌ مسجد الكوفة في‌ الاُسبوع‌ الذي‌ استُشهد فيه‌

وفي‌ خطبة‌ خطبها في‌ مسجد الكوفة‌ قبل‌ أسبوع‌ من‌ شقِّ مفرقه‌ المبارك‌ بضربة‌ ابن‌ مُلجم‌ المُراديّ، يقول‌ في‌ آخرها:
اَلاَ إنَّهُ قَدْ أَدْبَرَ مِنَ الدُّنْيَا مَا كَانَ مُقْبِلاً وَأَقْبَلَ مِنْهَا مَا كَانَ مُدْبِراً وَ أَزمَعَ التَّرْحَالَ عِبَادُ اللَهِ الاْخْيَارُ وَ بَاعُوا قَلِيلاً مِنَ الدُّنْيَا لاَ يَبْقَي‌' بِكَثِيرٍ مِنَ الاْخِرَةِ لاَ يَفْنَي‌'. مَا ضَرَّ إخْوَانُنَا الَّذِينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ بِصِفِّينَ أَنْ لاَ يُكُونُوا الْيَوْمَ أَحْيَاءً!
إلی‌ أن‌ يقول‌:
أيْنَ إخْوَانِيَ الَّذِينَ رَكَبُوا الطَّرِيقَ وَ مَضَوا علی' الْحَقِّ؟ أَيْنَ عَمَّارُ وَ أَيْنَ ابْنُ التَّيِّهانِ وَ أَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَ أَيْنَ نُظَراؤُهُمْ مِنْ إخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا علی' الْمَنِيَّةِ وَ أُبْرِدَ بِرُؤسِهِمْ إلَي‌' الْفَجَرَةِ.
ثمّ وضع‌ يده‌ علی لحيته‌ المقدسة‌ الشريفة‌ و بكي‌ طويلاً ثمّ قال‌:
أوَّهْ علی' إخْوَانِي‌َ الَّذِينَ تَلَوا الْقُرآنَ فَأَحْكَمُوهُ، وَ تَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ، أَحْيَوا السُّنَةَ وَأَمَاتُوا الْبِدْعَةَ؛ دُعُوا لِلْجَهَادِ فَأَجَابُوا وَوَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوهُ.
[19]
وعلی كلّ حال‌ فإنّ هؤلاء الرجال‌ الكرام‌ الذين‌ يخاطبهم‌ الإمام‌ بـ «أوّه‌ علی إخواني‌» قد كانوا هم‌ الكلمة‌ الطيّبة‌ التي‌ تؤتي‌ أُكلها كلّ حين‌ بإذن‌ ربّها؛ و هم‌ الذين‌ ينثرون‌ علی الدوام‌ الثمار اللذيذة‌ الطريّة‌ للحياة‌ المعنويّة‌ في‌ عالم‌ الوجود علی جميع‌ المستعدّين‌، و ذلك‌ بنظر رحمة‌ الله‌ سبحانه‌ والفيض‌ الذي‌ كان‌ يُفيضه‌ عليهم‌، و هو ما عُبّر عنه‌ «بِإِذْنِ رِبِّهَا».
كما أنـّهم‌ بالنسبة‌ لنا الكلمة‌ الطيّبة‌، لأنّ ذكرهم‌ وفكرهم‌ وتأريخهم‌ و نهج‌ حياتهم‌، وزهدهم‌ و عبادتهم‌ وانقيادهم‌ وتسليمهم‌ لإمامهم‌، ومحبّتهم‌ و ودّهم‌ وإيثارهم‌ كان‌ كلّه‌ ـ بعد قرون‌ أربعة‌ عشر ـ المحيي‌ والمُلهم‌ لحياتنا و نهجنا، كما أنـّهم‌ كانوا النماذج‌ البارزة‌ والمضيئة‌ لطريقتنا وخطّ سيرنا، و أخيراً فهم‌ الهادون‌ لوجودنا إلی‌ الوطن‌ الأصلّي‌ للإيمان‌ و إلی‌ مقرّ الإيقان‌. [20]

    

رؤيا أمير المؤمنين‌ لرسول‌ الله‌ ليلة‌ التاسع‌ عشر وشكواه‌ له‌ من‌ أُمّته‌

وقد صادفت‌ شهادة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ شهر رمضان‌ لسنة‌ أربعين‌ للهجرة‌، وكان‌ علیه‌ السلام‌ قد أحيا ليلة‌ التاسع‌ عشر من‌ الشهر إلی الصباح‌ شكراً لله‌ علی‌ الفتح‌ الذي‌ منّ به‌ علی‌ المسلمين‌ يوم‌ السابع‌ عشر من‌ شهر رمضان‌ للسنة‌ الثانيّة‌ من‌ الهجرة‌، وكان‌ قد أبقى‌ أهل‌ بيته‌ أيقاظاً لإحياء تلك‌ الليلة‌.
ورد في‌ نهج‌ البلاغة‌: وَقَالَ علیهِ السَّلاَمُ فِي‌ سُحْرَةِ[21] الْيَومِ الَّذِي‌ ضُرِبَ فِيهِ:
مَلَكَتْنِي‌ عَيْنَايَ وَأَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي‌ رَسُولُ اللَهِ صَلَّى‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ الاْوْدِ وَاللَّدَدِ!
فَقَالَ: ادْعُ علیهِمْ، فَقُلْتُ: أَبْدَلَنِي‌ اللَهُ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَأَبْدَلَهُمْ بِي‌ شَرَّاً لَهُمْ مِنِّي‌.[22]

ويروي‌ ابن‌ أبي‌ الحديد المعتزلي‌ّ في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» عن‌ أبي‌ الفرج‌ الإصفهاني‌ّ، عن‌ محمّد بن‌ جرير الطبري‌ّ بإسناده‌ المذكور في‌ كتابه‌ عن‌ عبد الرحمن‌ السلمي‌ّ:
قَالَ: قَالَ لِي‌ الْحَسَنُ بْنُ علي علیهِ السَّلاَمُ: خَرَجْتُ وَأَبِي‌ يُصَلِّي‌ فِي‌ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لِي‌: يَا بُنَيَّ إِنِّي‌ بِتُّ الَّليْلَةَ أَوقِظُ أَهْلِي‌ لأنـَّهَا لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ صَبِيحَةُ يَوْمِ بَدْرٍ، لِتِسْعِ عَشْرَةَ لَيْلَة‌ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَمَلَكَتْنِي‌ عَيْنَايَ فَسَنَحَ لِي‌ رَسُولُ اللَهِ صَلَّى اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الاْوْدِ وَالَّلدَدِ! فَقَالَ لِي‌: ادْعُ علیهِمْ فَقُلْتُ: اللَهُمَّ أَبْدِلْنِي‌ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي‌ مَنْ هُوَ شَرُّ مِنِّي‌. قَالَ الْحَسَنُ: وَجَاءَ ابْنُ أَبِي‌ السَّاجِ[23] فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ فَخَرَجَ فَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَاعْتَوَرَهُ الرَّجُلاَنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَوَقَعَتْ ضَرْبَتُهُ فِي‌ الطَّاقِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَثْبَتَهَا فِي‌ رَأْسِهِ.[24]
وكان‌ ينادي‌ في‌ تلك‌ الحال‌: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فقد كانت‌ الشهادة‌ فوزاً لديه‌ علیه‌ السلام‌، والقتل‌ في‌ سبيل‌ الله‌ سعادة‌ ونعيماً وجنّة‌. [25]
ومن‌ هذه‌ الأخبار خبر رواه‌ عن‌ « كنز جامع‌ الفوائد » عن‌ أبي‌ طاهر المقلّدبن‌ غالب‌، عن‌ رجاله‌ بإسناده‌ المتّصل‌ إلی علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ وهو ساجد يبكي‌ حتّي‌ علا نحيبه‌ وارتفع‌ صوته‌ بالبكاء. فقلنا: يا أمير المؤمنين‌! لقد أمرضنا بكاؤك‌ وأمضّنا وأشجانا، وما رأيناك‌ قد فعلت‌ مثل‌ هذا الفعل‌ قطّ فقال‌ عليه‌ السلام‌:كُنْتُ سَاجِداً أَدْعُو رَبِّي‌ بِدُعَاءِ الخَيْرَاتِ فِي‌ سَجْدَتِي‌ فَغَلَبْتَنِي‌ عَيْنِي‌، فَرَأَيْتُ رُؤْياً هَالَتْنِي‌ وَقَطَعْتَنِي‌: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَائِماً وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! طَالَتْ غَيْبَتُكَ فَقَدِ اشْتَقْتُ إلی رُؤْيَاكَ، وَقَدْ أَنْجَزَ لِي‌ رَبِّي‌ مَا وَعَدَنِي‌ فِيكَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! وَمَا الَّذِي‌ أَنْجَزَ لَكَ فِي‌َّ؟ قَالَ: أَنْجَزَ لِي‌ فِيكَ وَفِي‌ زَوْجَتِكَ وَابْنَيكَ وَذُرِّيَّتِكَ فِي‌ الدَّرَجَاتِ العُلَي‌ فِي‌ عِلِّيِّينَ! قُلْتُ: بِأَبِي‌ أَنْتَ وَأُمِّي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ فَشِيعَتُنَا؟ قَالَ: شِيعَتُنَا مَعَنَا، وَقُصُورُهُمْ بِحِذَاءِ قُصُورِنَا، وَمَنَازِلُهُمْ مُقَابِلُ مَنَازِلِنَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! فَمَا لِشِيعَتِنَا فِي‌ الدُّنْيَا؟ قَالَ: الاَمْنُ وَالعَافِيَةُ. (أَي‌: الامن‌ مِن‌ إغواء الشيطان‌ والعافية‌ عن‌ هلاك‌ الدين‌ والإيمان‌) قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ عِنْدَ المَوْتِ؟ قَالَ: يُحَكَّمُ الرَّجُلُ فِي‌ نَفْسِهِ وَيُؤْمَرُ مَلَكُ المَوْتِ بِطَاعَتِهِ. قُلْتُ: فَمَا لِذَلِكَ حَدٌّ يُعْرَفُ؟ قَالَ: بَلَي‌، إنَّ أَشَدَّ شِيعَتِنَا لَنَا حُبَّاً يَكُونُ خُرُوجُ نَفْسِهِ كَشَرَابِ أَحَدِكُمْ فِي‌ يَوْمِ الصَّيْفِ المَاءَ البَارِدَ الَّذِي‌ يَنْتَقِعُ بِهِ القُلُوبُ. وَإنَّ سَائِرَهُمْ كَمَا يَغْبِطُ أَحَدُكُمْ علی فِرَاشِهِ كَأَقَرِّ مَا كَانَتْ عَيْنُهُ بِمَوْتِهِ. ولقد أتعبوا وأبرموا الإمام‌ عليه‌ السلام‌ بتساهلهم‌ وتقاعسهم‌، بحيث‌ كان‌ ينتظر الموت‌ ويترقّبه‌ حقّاً، حتّى‌ إذا هوت‌ ضربة‌ ابن‌ ملجم‌ المرادي‌ّ علی يافوخه‌،[26]نادي‌: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ!
وكان‌ يضع‌ من‌ تراب‌ المحراب‌ علی رأسه‌ ويقول‌: {مِنْهَا خَلَقْنَـ'كُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى'}.[27]
صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيكَ وَصَلَوَاتُ مَلاَئكَتِهِ المُقَرَّبَينَ
وَأَنبِيَائِهِ المُرسَلِينَ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ يِا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ. [28]

[ملاحظة: انتخب هذا البحث من الجزء الأوّل والثاني والثالث والرابع من كتاب «معرفة المعاد» ، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبارات والهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة].


[1] ـ الصواعق‌ المحرقة‌، ص‌ 80.

[2] ـ يقول‌: لقد تكلّمت‌ مع‌ خصومك‌ بإبهام‌ و غموض‌، فباللهِ عليك‌ لو كشفتَ عنه‌ الغطاء!

[3] ـ [معرفة المعاد ج1 ص 119].

[4] ـ «إكمال‌ الدين‌» الطبعة‌ الحجريّة‌، الباب‌ 40، ص‌ 220.

[5] ـ «إكمال‌ الدين‌» الطبعة‌ الحجريّة‌، الباب‌ 40، ص‌ 220.

[6] ـ «تفسير البرهان‌» ج‌ 2، ص‌ 641، الطبعة‌ الحجريّة‌؛ و «علل‌ الشرايع‌» ص‌ 40 و 41؛ و«تفسير القمّي‌ّ» ص‌ 402

[7] ـ «الغارات‌» ج‌ 1، ص‌ 182

[8] ـ «الغارات‌» ج‌ 1، التعليقة‌ الاُولي‌ من‌ ص‌ 182.

[9] ـ كالآية‌ الشريفة‌: وَلَوْ يُؤَاخِذ اللَهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَي‌' ظَهْرِهَا مِنْ دَآبَّةٍ. وفي‌ موضع‌ آخر: مَا تَرَكَ عَلَيْهَا. حيث‌ إنّ الضمير في‌ كلا الموضعين‌ يعود إلی الارض‌ مع‌ أنـّها لم‌ تُذكر. وكمثل‌ الآية‌ الشريفة‌: إِنِّي‌´ أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي‌ حَتَّي‌' تَوَارَثْ بِالْحِجَابِ، أي‌ تورات‌ الشمس‌، مع‌ أنـّها لم‌ تذكر. ونظير هذا كثير في‌ كلام‌ العامّة‌. وقد يقول‌ القائل‌: مَا بِهَا أَعْلَمُ مِنْ فُلاَنٍ؛ يعني‌ القرية‌ والمدينة‌ والبلدة‌. ونظير هذا قول‌ حاتم‌ طي‌ء ] من‌ البحر الطويل‌ [: أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي‌ الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَي‌ إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ أَراد النفسَ فَأضمرها.

[10] ـ خلاصة‌ التعليقة‌ 31 من‌ تعليقات‌ «الغارات‌» ج‌ 2، ص‌ 740 إلی 745.

[11] ـ [معرفة المعاد ج 4 ص 56].

[12] ـ لم‌ نعثر علی أصل‌ الرواية‌، فترجمنا النصّ الفارسي‌ (م‌).

[13] ـ الآية‌ 23، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌.

[14] ـ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 80، و «نور الابصار» للشبلنجيّ ص‌ 97

[15] ـ يستحمله‌ يعني‌ يسأل‌ الإمام‌ أن‌ يحمله‌ علي‌ فرسه‌. و الشاهد علي‌ هذا المعني‌ رواية‌ واردة‌ في‌ طبقات‌ ابن‌ سعد. يقول‌ المرحوم‌ المجلسيّ في‌ ج‌ 9، من‌ «بحار الانوار» ص‌ 647: و ذكر ابن‌ سعد في‌ «الطبقات‌» أنّ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، لما جاء ابن‌ ملجم‌ ï ïوطلب‌ منه‌ البيعة‌، طلب‌ منه‌ فرساً أشقر فحمله‌ عليه‌ فركبه‌، فأنشد أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: أُريدُ حياته‌ ـ البيت

[16] ـ ذكر ابن‌ الاثير في‌ «النهاية‌» عذيرك‌ من‌ خليلك‌ من‌ مراد و قال‌: عذير بمعني‌ اسم‌ الفاعل‌، أي‌: عاذر. و يقال‌: عاذر لمن‌ يقبل‌ العذر. و «عذيرَك‌» منصوب‌ بفعل‌ مقدّر «أي‌ هاك‌ عذيرَك‌». و لذلك‌ فلا فرق‌ بين‌ عذيرك‌ و عذيري‌. و المراد من‌ كاف‌ الخطاب‌ المتكلّم‌ نفسه‌. و نسب‌ هذا الشعر إلی‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ نفسه‌، و ليس‌ تمثّلاً. و جاء في‌ بعض‌ النسخ‌ «حِباءه‌» بدلاً عن‌ «حياته‌».

[17] ـ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 80.

[18] ـ [معرفة الامام ج3 ص 33 و معرفة المعاد ج1 ص 151].

[19] ـ «نهج‌ البلاغة‌» عبدة‌، طبع‌ مصر ـ ص‌. 343 و 344 و الملاّ فتح‌ الله‌، الطبعة‌ الحجريّة‌، ص‌ 318 ـ 319.

[20] ـ [معرفة المعاد ج 2].

[21] ـ «سُحْرة‌» بضمّ السين‌ وسكون‌ الحاء، تُقال‌ لآخر وقت‌ السَّحَر من‌ الليل‌، والسَّحَر أعمّ منها؛ ويُقال‌ لما قبل‌ طلوع‌ الفجر الصادق‌ سَحَراً.

[22] ـ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 69 من‌ طبعة‌ عبده‌ ـ مصر ص‌ 118؛ وفي‌ «شرح‌ ابن‌ أبي‌ الحديد» الدورة‌ ذات‌ العشرين‌ مجلّداً: المجلّد السادس‌، ص‌ 113، حيث‌ ذكر ابن‌ أبي‌ الحديد قصّة‌ شهادته‌ علیه‌ السلام‌ بالتفصيل‌. ويعني‌ بالاود: الاعوجاج‌، وباللدد: الخصام‌. وقال‌ السيّد الرضي‌ّ: وهذا من‌ أفصح‌ الكلام‌.

[23] ـ أورده‌ ابن‌ أبي‌ الحديد ـ كما هو الملاحظ‌ في‌ هذه‌ الرواية‌ ـ بلفظ‌ ابن‌ أبي‌ السّاج‌، إلاّ أنّ المجلسي‌ّ أورده‌ في‌ «بحار الانوار» الطبعة‌ الكمباني‌، المجلّد التاسع‌، ص‌ 655 عن‌ «إرشاد المفيد» بلفظ‌ ابن‌ النباح‌.

[24] ـ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» ابن‌ أبي‌ الحديد، الدورة‌ ذات‌ العشرين‌ مجلّداً، المجلّد السادس‌، ص‌ 121.

[25] ـ [معرفة المعاد ج 3].

[26] ـ اليافوخ‌ ملتقي‌ عظم‌ مقدّم‌ الرأس‌ ومؤخّره‌؛ ويُستفاد من‌ هذه‌ العبارة‌ أنّ سيف‌ ابن‌ ملجم‌ لم‌ يمرّ من‌ عند جبين‌ الإمام‌، بل‌ جاء في‌ عرض‌ رأسه‌ الشـريف‌ بين‌ أُذنيه‌ وهوي‌ علی يافوخه‌ ومخّه‌.

[27] ـ الآية‌ 55، من‌ السورة‌ 20: طه‌.

[28] ـ [معرفة المعاد ج 4].

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی