الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الخمیس  23 جمادي الآخر  1446 - Thers  26 Dec 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > العقائد والكلام > هل الولايةُ تنافي التوحيدَ؟!


_______________________________________________________________

هو العليم

هل الولايةُ تنافي التوحيدَ؟!

_______________________________________________________________

تحميل ملف البي دي أف تحميل ملف البي دي أف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم‏
وصلى اللهُ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ‏
ولَعْنَةُ اللهِ على أعْدَائِهِمْ أجْمَعينَ مِنَ الآنَ إلى قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ‏
ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيّ العَظِيم‏

الله المتجلّي في خلقه هو الوليّ

يقول جلّ من قائل:: {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا في الأفَاقِ وفي أنْفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنهُ الْحَقُّ أوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أنهُ على كلّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ، ألآ انّهُمْ في مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ ألآ انّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ}..[1]
ولمّا كان الضمير في «أَنهُ» عائدًا إلى الله في الظاهر؛ و «شَهِيدٌ» إمّا بمعنى شاهد؛ وهو اسم فاعل؛ أو بمعنى مشهود، وهو اسم مفعول؛ فالآية ـ على كلّ التقديرين ـ تنبئنا أنّ الله مشهود في كلّ شي‏ء؛ أو أنه شاهد وحاضر في كلّ شي‏ء؛ فالأشياء ـ إذَن ـ مظهر لوجود الله؛ وينبغي أن نرى الله فيها، لأنها لا وجود لها إلّا بالحقّ؛ وأصالتها واستقلالها وجود الحقّ سبحانه وتعالى.
علّة عدم رؤيتنا لله هو النظرة الاستقلاليّة إلى الأشياء
بَيدَ أنّ هذا الموضوع خافٍ على العامّة، فهم ينظرون إلى الأشياء نظرًا استقلاليًا، ولهذا فهم لا يرون الله؛ ومن هذا المنطق فهم في خيبة ومرية من لقاء ربّهم؛ وما أوهى هذا الشكّ، وأبين خطبه وخطأه! وربّهم بكلّ شي‏ء محيط؛ وكلّ شي‏ء يوجد به أوّلًا، ثمّ يتّخذ له وجودًا وانتماءً.
وحاصل الكلام أنه ليس هناك موجود مؤثّر في عوالم الوجود كلّها إلّا الله تبارك وتعالى. ولو كان هناك موجود مؤثّر فبحوله وقوّته وليس هناك إلّا ظهور الله تعالى وتجليّة؛ إذَن، كلّ ما هو قائم يستند على الحقّ سبحانه وتعالى.
ومن هنا يستبين لنا بجلاء أنّ الوَلايَة هي مع الموجودات جميعها، صغيرها وكبيرها؛ ذرّتها ومجرّتها؛ وهي مع كلّ شي‏ء، من الهيولي الأوّليّة حتى الحجاب الأقرب والأعلى درجة من الموجودات القدسيّة المجرّدة.
لأنه ما لم تكن هناك ولاية، فلا وجود لأيّ موجود، ولا يعقل أن يتقمّص موجود رداء الوجود.
ذلك لأننا قلنا أنّ الوَلاية هي عبارة عن حصول شيئين حصولًا ليس بينهما ما ليس منهما.
وحيث ما يوجد كلّ موجود، فلابدّ أن لا تكون بينه وبين الحقّ أيّ فجوة وثغرة، سواء في وجوده أو في علمه وقدرته وحياته، وذلك لكي يكون موجودًا، وإلّا فإنّ إيجاده محال.
ونحن نجد وندرك بالوجدان موجودات كثيرة بأشكال وسجايا متنوّعة، في الآفاق وفي الأنفس؛ وهذه كلّها خلقت مع الولاية؛ أي: لا فجوة ولاحجاب بينها وبين ذات الحقّ المقدّسة إلّا وجودها وكيانها وتعيّنها. ولو صادف أحيانًا وجود شي‏ء بينها وبين الحقّ غير تعيّنها وماهيّتها، لاستحال الخلق في هذه الحالة، ولفصمت عرى الارتباط بين الله والموجودات.
إنّ الموجودات كلّها مع الله؛ ومرتبطة به، بل إنّ وجودها هو عين ارتباطها؛ وهذا هو معنى الوَلاية.
إذَن، وجود كلّ موجود ملازم للولاية؛ والولاية لله الحقّ، وولايته مع كلّ موجود. ومن هنا نفهم حسنًا قوله تعالى: {وهُوَ مَعَكُمْ أيْنَمَا كُنتُمْ}>[2]، وقوله تعالى: {على كلّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ} وَ {بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ}..[3]
وندرك جيّدًا أيضًا كيف يكون الوليّ أحد أسماء الله، لأنّ ما يلزمه هذا الاسم هو وجود ولايته مع الموجودات جميعها، كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير، ونفهم جيّدًا أيضًا ما هو المعنى الذي تحمله الآيات الكريمة التي تنسب الولاية إلى الله. قال تعالى: {قُلْ أغَيْرَ اللهِ أتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ}>[4] أي: أنّ ما يلزمه ويفرضه الخلق هو الولاية.

    

اتّصاف كلّ الموجودات بمقدار من الولاية

ولمّا كنّا نعلم أنّ اختلاف الموجودات في قربها من الحقّ تعالى وبعدها عنه هو اختلاف حجُبهم؛ أي: كثرة التعيّنات وقلّتها؛ أو بكلمة بديلة، اتّساع الماهيّات والحدود والقيود الوجوديّة أو ضيقها، وأنّ عالم الكثرة والوجود ظهر بهذا الشكل الباهر الجميل وفقًا لذلك الاختلاف، فلا يتكافأ ـ إذَن ـ حظّ الموجودات كلّها من الولاية، كما لا يتكافأ حظّها من علم الحقّ وحياته وقدرته. وكلّما كان الموجود إلى الحقّ أقرب، وماهيّته أوسع، ووجوده أفسح، وتجرّده أكثر، كانت ولايته أكثر، أي: كان حجابه أقلّ؛ وكلّما كانت ماهيّته أضيق، ووجوده أصغر، وتجرّده أقل، كانت‏ ولايته أقل؛ أي: كان حجابه أكثر.
ولمّا كنّا نعلم أنّ شدّة الولاية متلازمة مع شدّة النور والعلم والحياة والقدرة وسائر أسماء الله الاخرى؛ فإنّ ضعفها يتلازم مع ضعف النور والعلم والأسماء الإلهيّة الأخرى. وولذلك فإنّ كلّ موجود أقرب إلى الله عمومًا، أي: أنّ حجابه أقلّ وولايته أقوى؛ فإنّ شعاع نوره وحياته وعلمه وقدرته يمتدّ في العالم أكثر، وإحاطته أشدّ وأشمل وسيطرته وهيمنته على ما سوى الله أكثر، وتدبيره وتكفّله في عالم الإمكان أوسع؛ وبكلمة بديلة، فإنّ مقدارًا كبيرًا من الموجودات الممكنة يقع تحت إشعاع نوره، وفي قبضته وتدبيره والعكس بالعكس.
ونحن نرى بالوجدان أنّ تأثيرات وتأثّرات تجري في هذا العالم؛ بعضها صغير كطيران الذباب، وحركة البعوض؛ وبعضها كبير كخلق الفيل.
بعضها كالذرّة، وبعضها كالشمس والقمر والكواكب الثابتة والسيّارة.
بعضها كفهم وإدراك دابّة بسيطة مثل دودة بين طيّات التراب، وبعضها كعلم وإدراك جبرئيل والروح وهو من الملائكة المقرّبين.
وفي ضوء ذلك، لابدّ أن يكون علم هذه المخلوقات المقرّبة وقدرتها، وسعة حياتها، وتألّق نورها المعنويّ أقوى، فهي تدير عالمًا بذلك بأكمله، على عكس تلك الذرّة والدودة اللتين ليس لهما هذا العلم والحياة؛ ولا حاجة لهما طبعًا.
وفي ضوء هذا الكلام فإنّ المخلوقات جميعها، من المادّة التافهة الضعيفة، إلى جبرئيل الروح الذي يحظى بمقام أفضل من سائر الملائكة، لكلّ واحد منها درجة خاصّة، وله حدّ معيّن من العلم والحياة والقدرة، وبالتالي حدّ خاصّ من الوجود؛ وتبعًا لذلك فإنّ كلّ واحد في درجة خاصّة ومنزل معيّن من الوَلَاية.
أجل، لاريب ولا شكّ في كلّ ما قلناه حتى الآن؛ والأدلّة العقليّة معنا خطوة فخطوة، وشهود العارفين العظام ووجدانهم يدعم هذه المواضيع بكلّ تفاصيلها؛ كما جاءت بذلك الآيات والروايات التي تفوق حدّ الإحصاء وإمكانيّة الاستقصاء.

    

قابليّة الإنسان لبلوغ أعلى رتبة من الولاية

وينبغي الآن أن نرى:
أين يكون موقع الإنسان على درب الولاية الطويل؟ وما هو مقدار حصّته من الماء المعين لمنهل شريعة الوحدة؟
لا يخالجنا الشكّ أنّ الإنسان مهما كان شكله أو صورته أو مكانه أو عرقه، فهو يتمتّع بقابليّة يمكنه من خلال حركتها أن يوصل درجة استعداده إلى الفعلية والظهور، وأن يوسّع نطاق وجوده بمقدار ملحوظ، وأن يزيد من علمه وقدرته.
فلم يحز أحد من الناس ملكة العلم والطبّ، وأنواع المهن والصناعات، والكتابة وما ماثلها منذ ولادته، بل حازها وتمكّن منها بواسطة التمرّس، وجهاد النفس، والتربية والتعليم في مدرسة خاصّة.
ويمكن أن يكون سير الإنسان باتّجاه الماديّات، وازدياد الشهوات، والجاه، وسائر الشؤون الاعتباريّة الدنيويّة، فيظفر بموقع مرموق في هذا المجال. كما يمكن أن يتركّز نشاطه على مضاعفة المعنويّات، والعلم والفكر، وطهارة الباطن، وصفاء القلب، وتعزيز الفكر، ومن ثمّ اجتياز المراحل المادّيّة الجزئيّة وبلوغ حقائق العلم والقدرة والحياة في آخر المطاف.
إإنّ السير إلى الله، وبلوغ مقام العزّ الشامخ للحقّ تعالى جبلّة فطر عليها الإنسان. وإمكان بلوغ هذه الدرجة، من ذاتيات النفس الناطقة.
وقد أثبتنا في الدروس السابقة أنّ الإنسان بوسعه أن يحظى بدرجات وكمالات في السير إلى الله، وأن يصل ـ في مراحل الفَنَاء في الله ـ إلى مرحلة الفَناء في الفعل، والفناء في الاسم والصفة، والفناء في الذات، ويبلغ بذلك مقام الوصول؛ فطريق العرفان والتكامل مفتوح أمامه.
ولابدّ أن نعلم ـ طبعًا ـ أنّ الإنسان الذي نتكلّم عنه، لا نعني به ذلك الجسم المادّيّ والطبيعيّ المحدود الذي يشغل حيّزًا من الفراغ يبلغ مترين، بل نعني به: نفسه الناطقة وروحه التي يتيسّر لها التحرّك والسير في تلك المراحل.
وعندما يبلغ الإنسان مقام أيّ اسم من أسماء الحقّ تعالى، فإنّه يصبح مظهرًا لذلك الاسم؛ ويتجلّى ذلك الاسم في وجوده. فلو كان مظهرًا لاسم الجمال مثلًا، فإنّه يصبح جميلًا. وكذا لو كان مظهرًا لاسم الجلال فإنّه يصبح جليلًا. ولو كان مظهرًا لاسم العليم، فإنّه يصبح عالمًا. ولو كان مظهرًا لاسم القدير، فإنّه يصبح قادرًا.
وكما تختلف المظهريّة تبعًا لتباين درجات الوصول. فالإنسان العادي هو بالمقدار الملحوظ مظهر اسم العليم، والسميع، والبصير، والقدير، والحيّ.
ولذلك فقد اكتفى بهذا المقدار من الحياة، والعلم، والقدرة، والبصر، والسمع. فكلّما ازداد سير الإنسان نحو الحقّ، واصّاعدت مظهريّة الأسماء والصفات، فإنّ تجلّي هذه الأسماء والصفات يتضاعف أكثر فيه.
أي: كلّما اجتاز الإنسان محدوديّة وجوده ومادّيّته، فإنّه يلج البحر الخضمّ للأسماء والصفات أكثر، فينال بذلك حظًّا أكبر. حتى يبلغ محلّا يكون فيه المظهر التامّ للاسم والصفة. أي: يصل إلى مقام الفناء المطلق في الاسم والصفة، كما في اسم العالم، والقادر، والرحمن، والرحيم، وغيرها. وفي مثل هذه الحالة، فإنّ ذلك الاسم سيتجلّى في الإنسان بنحو أتمّ وأكمل.
وإذا بلغ أحد مقام الفناء في اسم العالم وصفة علم الحقّ تعالى، فإنّه يصبح المظهر التامّ لاسم العالم وصفة علم الحقّ تعالى. أي: يطّلع على كلّ مكان، وكلّ أحد، وكلّ شي‏ء، ويصبح ما كانَ وما يَكُونُ ومَا هُوَ كَائنٌ عنده سواء. فالعلم بالمجرّدات، والعلم بالمادّيّات، والعلم بالدنيا، والعلم بالآخرة، سيكون بأجمعه حاضرًا عنده. أي: أنه يدرك الموجودات بالعلم الشهوديّ، والحضوريّ والوجوديّ.
وإذا بلغ أحد مقام الفناء في اسم الحيّ، وصفة حياة الحقّ تعالى فإنّه يصبح المظهر التامّ لذلك الاسم، ولصفة حياة الحقّ تعالى. أي: أنه موجود مع جميع الموجودات بحياة الحقّ. وتكون له المعيّة في الحياة مع كلّ شي‏ء اعتبارًا من الذرّة الصغيرة حتى الأشياء الكبيرة.
وكذلك إذا بلغ أحد مقام الفناء في اسم القادر، وصفة قدرة الحقّ تعالى، فإنّه يصبح المظهر التامّ لذلك الاسم والصفة، ويكون قادرًا على القيام بكلّ شي‏ء، الكبير والصغير عنده سواء. ويصبح قادرًا على كلّ شي‏ء بقدرة الحقّ المتعال، كالإحياء والإماتة، وشفاء الأمراض، وإحداث تغيير وتبديل في الأمور والأوضاع بإذن الحقّ تعالى.
وإذا بلغ أحد مقام الفناء في اسم «الله» أو في اسم «هُوَ» فلأنَّ الله اسم جامع لصفات الحقّ كلّها فإنّه لذلك سيكون مظهرًا لكلّ صفة واسم، وسيكون له الإحياء، والإماتة، والقدرة على كلّ أمر من الامور، والعلم بكلّ حادثة من الحوادث.
ومن الطبيعيّ فإنّ علينا أن لا ننسى بأنّ هذه الأعمال تتحقّق تحت عنوان: المظهريّة والتجلّي. أي: بإذن الله تعالى. وبكلمة بديلة، العمل هو عمل الله ذاته الذي يتجلّى في هذه الآية وهذه المرآة، لأنّ كلّ موجود عدا الحقّ ـ مهما كان العنوان والتعبير ـ ليس له استقلال في الوجود، أو استقلال‏ في الاسم والصفة. وفي هذه الحالة، فإنّ الحقّ هو الذي يهب ظهور اسمه وصفته.
كما أنّ الاسم والصفة في جميع الموجودات مختصّان بالحقّ وحسب. غاية الأمر، أنهما يظهران ويتجلّيان في ماهيّات وتعيّنات متباينة بأشكال متنوّعة. وإلّا فإنّ الحقّ المتعال لا يتنازل أبدًا عن مقام عزّ قدسه الشامخ، ولا يمنح أيّ موجود صفة أو اسمًا بصورة مستقلّة، فإنّ هذا المنح يتنافى مع سعة عزّه، وهو تبارك وتعالى لا يُذلّ ولا ينكسر ولا يعجز أبدًا، وما برح ثابتًا في مقام عِزّه.

    

الإنسان الكامل متحقّق بولاية الله المطلقة

وبعد أن بلغ الإنسان مقام الفناء التامّ، وتيسّر له الفناء في الذات، والصفة، والاسم، والفعل، وطوى أسفاره الأربع:
          ; الأول: السَّفَرُ مِنَ الْخَلْقِ إلى الْحَقِّ؛
           والثاني: السَّفَرُ في الْحَقِّ بِالْحَقِّ في الأسماء والصفات مع الحق؛
          ;والثالث: السَّفَرُ مِنَ الْحَقِّ إلى الْخَلْقِ بِالْحَقِّ؛
          ;والرابع: السَّفَرُ في الْخَلْقِ بِالْحَقِّ،
فإنّه يصبح إنسانًا كاملًا، ويبلغ درجة كماله المطلق، وتبلغ جميع القوى والقابليّات الإلهيّة المودعة في وجوده مقام الفعل المحض، ويكون إنسانًا بالفعل، ويصبح مرآة مَجْلُوَّة لصفات الجمال والجلال والذات الأحديّة، وتكتمل ولايته، أي أنه يصبح وليًّا مطلقًا بالولاية الإلهيّة الحقّة. إذَن، يكون مع جميع الموجودات بولاية الحقّ تعالى، ويتصرّف في كافّة الأمور بإذن الله، لأنّ هذا ما يلازم مقام الولاية المطلقة.
بل إنّ الولاية المطلقة للحقّ سبحانه وتعالى ليست شيئًا غير هذه الولاية. وفي ضوء هذا الأساس، يقول جلّ من قائل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. [5]
وهذه هي الدرجة العليا من القوام الإنسانيّ، وهي صلاحيّته وفقًا لخلقه، للعروج إلى الرفيق الأعلى، والظفر بالحياة الأبديّة السرمديّة عند الله، والتحقّق بأسمائه عزّ وجلّ وصفاته الكلّيّة.
ومن هذا المنطلق يقول الله أيضًا: {وعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَآءَ كُلَّهَا}..[6]
وهذا هو معنى خليفة الله؛ ومؤدّى الحديث الشريف المأثور عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: خَلَقَ اللهُ آدَمَ على صُورَتِهِ..[7]
وفي مقام هذا الإنسان ومنزلته ومرتبته ودرجته، يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام:
إنّ الصُّورةَ الإنسانِيَّةَ هِيَ أكْبَرُ حُجَّةِ اللهِ على خَلْقِهِ؛ وهِيَ الْكِتَابُ الذي كَتَبَهُ بِيَدِهِ؛ وَهِيَ الْهَيْكَلُ الذي بَنَاهُ بِحِكْمَتِهِ؛ وَهِي مَجْمُوعُ صُورَةِ الْعَالَمِينَ؛ وهِيَ الْمُخْتَصَرُ مِنَ الْعُلُومِ في اللَّوحِ الْمَحْفُوظِ؛ وهِي الشَّاهِدُ على كلّ غَائِبٍ؛ وهِيَ الْحُجَّةُ على كلّ جَاحِدٍ، وهِيَ الطَّريقُ الْمُسْتَقِيمُ إلى كُلِّ خَيْرٍ؛ وهِيَ الصِّرِاطُ الْمَمْدُودُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
..[8]
ومن هذا المنطلق أيضًا، تميّز الإنسان بوقوع الملائكة ساجدين له؛ وفاق في مقامه ومنزلته جمع الملائكة، وبلغ الحجاب الأقرب الذي يمثّل أقرب الموجودات وهو الروح ـ وهو أعظم من الملائكة ـ ولهذه المناسبة يقولون لحقيقة الإنسان: روح الإنسان، لأنه قابل للوصول إلى مقام الروح، وإلّا فإنّ الروح ليست اسمًا وعَلَمًا لحقيقة الإنسان.
يقول السيّد حيدر الآمليّ: وصاحب هذا المقام هو مرجع الكلّ، ومبدؤه ومصدر الكلّ ومنشؤه. هو المبدأ وإليه المنتهى المعبّر عنه: لَيْسَ وَراءَ عَبَّادَانَ قَرْيَةٌ..[9] وإليه تستند كلّ العلوم والأعمال؛ وإليه تنتهي جميع المراتب والمقامات، نبيًّا كان (صاحب هذا المقام) أو وليًّا أو وصيًّا أو رسولًا.
وباطن هذه النبوّة هو الولاية المطلقة؛ والولاية المطلقة هي عبارة عن حصول مجموع هذه الكمالات بحسب الباطن في الأزل؛ وإبقاءها إلى الأبد؛ كقول أمير المؤمنين عليه السلام:
كُنْتُ وَلِيًّا وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ. وكقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا وعلي مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ. وكقوله فيه: خَلَقَ اللهُ رُوحِي ورُوحَ عَلِيّ بْنِ أبي طَالِبٍ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ بِألْفي عامٍ ـ الحديث.
وكقوله فيه: بُعِثَ عَلِيّ مَعَ كُلِّ نَبِيّ سِرًّا ومَعِيَ جَهْرًا.
ولاقتضاء هذه المرتبة، قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة البيان:
أنَا وَجْهُ اللهِ؛ أنَا جَنْبُ اللهِ؛ أنَا يَدُ اللهِ؛ أنَا الْقَلَمُ الأعلى؛ أنَا اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ؛ أنَا الْكِتَابُ الْمُبِينُ؛ أنَا الْقُرآنُ النّاطِقُ؛ أنا كهيعص؛ الم ذَلِكَ الْكِتَابُ؛ أنَا طَاءُ الطَّوَاسِيمِ؛ أنَا حَاءُ الْحَوامِيم؛ أنَا الْمُلَقَّبُ بِيَاسِينِ؛ أنَا صادُ الصَّافَّاتِ؛ أنا سِينُ الْمُسَبِّحَاتِ؛ أنا النُّونُ وَالْقَلَمِ؛ أنَا مَائِدَةُ الْكَرَمِ؛ أنا خَلِيلُ جَبْرَئِيلَ؛ أنَا صِفْوَةُ مِيكَائِيلَ؛ أنا الْمَوصُوفُ بِـ «لا فَتَى»؛ أنَا الْمَمْدُوحُ في «هَلْ أتَى»؛ أنَا النَّبَاءُ الْعَظِيمُ؛ أنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ؛ أنَا الأوَّلُ؛ أنَا الآخِرُ؛ أنَا الظَّاهِرُ؛ أنَا الْبَاطِنُ؛ إلى آخِرِهِ..[10]

    

ولاية غير الله تبعيّة وولاية الله استقلاليّة

حذار من أن تبدو هذه المطالب مستبعدة؛ لأنّ بُعْدَها فيما لو قام الإمام بهذه الأفعال بصورة مستقلّة؛ أمّا إذا كان الإمام مرآة محضة والآية الأكمل للحقّ، وكانت هذه الأفعال مظهرًا للذات الأحديّة تجلّت في مرآة وجوده، إذا كان كلّ ذلك، فكيف يمكن أن نستبعد قيام الإمام بتلك الأفعال؟ وإذا كان العمل في باب التوحيد منحصرًا بالحقّ المتعال؛ فما هو الفرق ـ عندئذٍ ـ بين عمل صغير من أعمال الإمام، كقلع باب خيبر، وقتل عَمْرو بن عَبْد ود، ومَرْحَبْ، وصناديد قريش في خَيْبَر، والأحزاب، وبَدْر؛ وبين عمل كبير، كطوفان نوح، وإرسال الريح السموم على عاد، وأمثالهما، لأنّ الفعل في كلتا الحالتين هو فعل الحقّ تبارك وتعالى‏..[11]
إنّ ولاية المعصومين عليهم السلام نفس ولاية الله تعالى وعينها حقيقة وواقعًا؛ وبهذا اللحاظ، يكون نظر العارف إلى الإمام عليه السلام نظرًا آليًّا ومرآتيًّا لا أنه نظر استقلالي... لأنّ الإمام عليه السلام ليس لديه شي‏ء من قبل ذاته‏..[12]

    

(قصّة السيّد القاضي والدرويش الذي يحوّل النحاس إلى ذهب في حرم أمير المؤمنين عليه السلام)

يقول المرحوم السيد القاضي: عندما كنت أذهب للتشرّف بزيارة حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، كنت أرى على مدى أيام متوالية أحد الدراويش جالسًا قرب الصحن المطهّر، وكان يجلس ساكتًا مشغولًا فقط بالنظر إلى القبة المطهرة ولا يقوم بأي عمل آخر، وكان هذا شغله طوال هذه المدّة، ثمّ بعد فترة، وأثناء ذهابي للتّشرف بزيارة الحرم لم أره فتعجّبت من ذلك وتساءلت في نفسي: أين ذهب هذا الرجل؟! وعندما خرجت من الحرم صادفته في الشارع، فلحقت به وسألته عن أحواله، وقلت له لم أرك اليوم كما كنت أراك في الصحن، فما الذي حدث؟
فأجاب: لقد طلبت من الإمام أن يمنحني علم الكيمياء والإكسير، فاشتغلت لمدّة أربعين يومًا بالأذكار والأوراد، وقمت بالخلوة عند الإمام والتوجّه إليه، إلى أن منحني الإمام مناي وأخذت حاجتي منه بالأمس!
فقلت له: من أين فهمت أنك بلغت حاجتك؟ قال: لقد أُلهمت بأن قدرةً أُضيفت على وجودي، وشعرت أن حالتي قد تغيّرت ولاحظت حصول قدرة واستطاعة في ذاتي، أستطيع من خلالها التصرف بالأشياء، وفي هذه الحالة من الشعور مر بجنبي صبي يحمل صينيّة نحاس صغيرة، فناديته ووضعت يدي على الصينيّة فتبدّلت فورًا إلى ذهب. عندها فهمت أني لم اشتبه في شعوري، فشكرت الإمام على ذلك، وانتهيت من الأربعينيّة التي كنت فيها!![13]
انظر إلى هذا الدرويش المسكين في أيّ مستوى يرى الإمام، إنّه يراه في مستوى تبديل النحاس إلى ذهب! والحال أن نفس هذا الإمام يمكنه أن يبدّل وجود هذا الشخص إلى وجود توحيدي، ويجعل منه عبدًا صالحًا لله تعالى، ويمنح روحه حقيقة التوحيد، كما فعل بأصحابه الأوفياء ومحط أسراره!![14]
إنّ همّة المولى هي أن يُحوّل وجود الإنسان النحاسيّ إلى ذهب خالص، لا أن يمنحه القدرة على تحويل النحاس الخارجيّ إلى ذهب. إنّ المولى بحر زاخر ومحيط واسع لا ساحل له، إنّه التجلّي الأعظم للباري تعالى، وهو مستغرق في بحار التوحيد، وفانٍ في ذات الحق. ومن هنا فإنه يعطي كل إنسان ما يريده؛ فإذا أراد الجواهر أعطاه إياها، وإذا أراد منه لؤلؤًا وألماسًا منحه ذلك؛ إذ لا فرق لديه أيّ شيء يعطي، لأنّه لا يعطي شيئًا من عنده حتى يأسف لفقدان ما يمنحه ويتخلّى عنه، بل هو يعطي من مائدة الحق تعالى وهي لا حدّ لها. فهو واسطة والأصل شخص آخر، وهو آلة للحقّ بينما حقيقة الوجود تنشأ من الحق. ومن الواضح أنّ آلة الحقّ وواسطة الحق لا إرادة لها أو اختيار من تلقاء نفسها، بل هو متحقّق وموجود بوجود الحق. فعدم محدوديّته إنما هي لعدم محدودية الحقّ تعالى؛ إذ أنه مطلق بإطلاق الحق، وهو مفيض بإفاضة الحق، لا أنه غير محدود بالاستقلال؛ مثل الباري تعالى وفي عرضه، أو أنه مفيض مثل إفاضة الله، فهذا عين الشرك والكفر. وذلك لأنه لا إثنينيّة في عالم التحقّق والوجود؛ فليس لدينا مفيضان وليس لدينا معطيان، بل المفيض والمعطي واحد فقط وهو الحق تعالى. لذا لم يكن يرى أمير المؤمنين عليه السلام صدور هذا الفيض وهذه العناية من نفسه، بل كان يراها من الله. فإن كان الأمر كذلك فـ:
                             گر گــــدا کــــــاهــل بـــود
تقصیر صاحب خانه چیست!؟

[يقول: إن كان السائل كسولًا فما ذنب صاحب المنزل؟][15]

قال أمير المؤمنين عليه السلام:
                             لَـيْـسَ إلَّا اللهُ فَــــارْفَـــعْ هَــمـَّـكَا
يَـكْـفِــيـكَ رَبُّ الـنَّـــاسِ مَــا أهَمـَّـكَــا[16])

الهمَّة العالية؛ تعني أنّه يجب أن يتوجّه نظر الإنسان في هذا الطريق إلى الله فقط، ويعمل لله فحسب، ولا يتنازل عنه أبدًا، ولا يقنع بغير الله، ولا يعمل لغير الله، فمن يعمل لغير الله سوف لن تستقرَّ نفسه، ولن يرتوي من مردود العمل الذي يقوم به لغير الله، ولا يُشبعه أبدًا، لأنّ أجرة الإنسان عبارة عن ذاك الهدف الذي يعمل لأجله، فمثلا لو قام شخص بعمل كي يقال له: أنت عالم، وهذا عالم .. فعلى أيّ مكسب سوف يحصل يوم القيامة! فحينئذ سيقال له: قد قيل عنك في الدنيا كذا وكذا .. ماذا عملت لنا وماذا أحضرت لأجلنا؟؟[17] قال أمير المؤمنين عليه السلام:
                             يَا ابْنَ الدُّنْيَا مَهْلًا مَهْلًا
تُفْنِى الـدُّنْيَا قَرْنًا قَرْنًا
                             مَا مِنْ يَــوْمٍ يَمْضِي عَنَّا
إلَّا يُهْــوِي مِــنَّا رُكْنَا
                             زِنْ مَــــــــا يَـــــأتِي
وَزْنًــــــــا وَزْنَـــــا
                             لَوْ لَا جَهْلِي مَا إنْ كَانَتْ
عِنْدِي الدُّنْيَا إلَّا سِجْنَاا[18]


الدنيا هي الانصراف عن الحقّ تعالى إلى غير الحقّ، هذه هي الدنيا!
الدنيا هي الانصراف عن التوحيد إلى عالم الكثرة، هذه هي الدنيا!
وهل هذا منحصر في عالم المادّة؟
لا. بل يمكن أن يكون في عوالم أخرى، يمكن أن يكون الإنسان في عالم البرزخ والمثال وتحجبه تلك الصور المثاليّة والصور الجماليّة عن الحقّ تعالى، فيكون ذلك دنيا، والصور الجماليّة هي مثل الحور العين والمناظر الجميلة والعجيبة، وما في تلك العوالم. فإذا منعه ذلك عن متابعة طريقه وعن الوصول إلى الحقّ والهدف وأرضى قلبه، فهو دنيا، فإذن ليست الدنيا خصوص الكرة الأرضيّة والنعم التي فيها، وإنّما هي كلّ ما يوجب انصراف الإنسان عن الوصول إلى التوحيد مهما كان...
الدنيا هي الخواء والتخيّلات لا المادّة ولا الماء والطعام والخبز والأرزّ. الدنيا هي النظرة الاستقلاليّة إلى هذه الأشياء والغفلة عن تلك الحقيقة هذا هو معنى الدنيا...[19]
                             يَا مَــوْلَانَـا لَا تُهْلِكُنَا
وتَدَارَكْــنَا وَاسْـتَخْـدِمْنَا
                             وَاسْـــتَــخْلِـــصَـنَا
حِــــــــلْمَـــــكَ عَـنَّا
                             قَــــــدْ جَـــرَّانَــــا
عَـــفْــــوُكَ عَــــــــنَّا
                             يَا بْنَ الـدُّنْيَا جَمْعَاً جَمْـعَاً؟!
يَـــابْنَ الــدُّنْيَا مَهْلًا مَهْلًاا[20]

 

ملاحظة: تمّ اقتطاع هذا البحث من بعض كتب العلّامة الطهرانيّ رضوان الله عليه وكتب سماحة آية الله السيد محمّد محسن الطهراني حفظه الله، وقد سعت الهيئة العلميّة في موقع المتقين إلى الحفاظ على نصوص كلماتهما بغير إضافة أو تعديل، وأشير إلى مواضع الإضافة بمعكوفتين، كما قامت الهيئة بمقابلة الكتب المترجمة مع أصولها الفارسيّة


[1] ـ الآيتان 53 و 54 من السورة 41: فصّلت

[2] ـ الآية 5، من السورة 57: الحديد.

[3] ـ [سُئِلَ أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟!
قَالَ: بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ!
قِيلَ: وكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟!
قَالَ: لَا يُشْبِهُهُ صُورَةٌ ولَا يُحَسُّ بِالحَوَاسِّ سُئِلَ أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟!
قَالَ: بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ! قِيلَ: وكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟!
قَالَ: لَا يُشْبِهُهُ صُورَةٌ ولَا يُحَسُّ بِالحَوَاسِّ ولَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ. قَرِيبٌ في بُعْدِهِ بَعِيدٌ في قُرْبِهِ. فَوْقَ كُلِّ شَي‏ءٍ ولَا يُقَالُ: شَي‏ءٌ فَوْقَهُ، أمَامَ كُلِّ شَي‏ءٍ ولَا يُقَالُ: لَهُ أمَامٌ.
دَاخِلٌ في الأشْيَاءِ لَا كَشَي‏ءٍ دَاخِلٍ في شَي‏ءٍ؛ وخَارِجٌ مِنَ الأشْيَاءِ لَا كَشَي‏ءٍ خَارِجٍ مِنْ شَي‏ءٍ.
سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا ولَا هَكَذَا غَيْرُهُ ولِكُلِّ شَي‏ءٍ مُبْتَدئٌ (معرفة الله، ج‏2، ص: 94)]

[4] ـ الآية 14، من السورة 6: الأنعام.

[5] ـ الآية 4، من السورة 95: التين.

[6] ـ الآية 31، من السورة 2: البقرة.

[7] ـ «جامع الأسرار» للسيّد حيدر الآمليّ ص 135.

[8] ـ «جامع الأسرار» ص 383، وذكر في «تفسير الصافي» ذيل ذلك الكلام في ص 55، طبع المكتبة الإسلاميّة.

[9] ـ مثل معروف في إيران.

[10] ـ «جامع الأسرار» ص 382، 383.

[11] ـ [معرفة الإمام، ج‏5، ص: 64ـ 72]

[12] ـ [أسرار الملكوت، ج‏2، ص: 188؛ تأليف سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ حفظه الله.]

[13] ـ مطلع انوار، ج1، ص 123، آية الله العلامة السيد محمّد الحسين الطهراني قدس سره.

[14] ـ [أسرار الملكوت، ج‏2، ص: 250ـ 251، تأليف سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ حفظه الله.]

[15] ـ [المصدر السابق، ص 250.]

[16] ـ [نور ملكوت القرآن، ج‏3، ص: 242، تأليف آية الله العلامة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ قدّس سرّه.]

[17] ـ [مباني السير والسلوك إلى الله، الجلسة الثانية. تأليف آية الله العلامة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ قدّس سرّه.]

[18] ـ [معرفة الإمام، ج‏12، ص: 228.]

[19] ـ [محاضرات شرح حديث عنوان البصري، المحاضرة العاشرة].

[20] ـ [تفسير أمير المؤمنين عليه السلام لصوت الناقوس، معرفة الإمام، ج12، ص 228]

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی