الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الخمیس  16 رمضان  1445 - Thers  28 Mar 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > أدبيات وأشعار > قصيدة الفرزدق في الإمام السجّاد عليه السلام‏


_______________________________________________________________

قصيدة الفرزدق في الإمام السجّاد عليه السلام‏

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

    

قصّة إنشاد الفرزدق للقصيدة

روى العلّامة المجلسيّ رضوان الله تعالى عليه في «بحار الأنوار» عن «مناقب ابن شهر آشوب» الذي روى عن «الحلية»، و«الأغاني»، وغيرهما[1]:
حجّ هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام. فنُصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحةً، بين عينيه سجّادة كأنّها رُكبة عنز. فجعل يطوف، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبةً له. فقال شاميّ: مَنْ هَذَا يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟!
فقال: لَا أعْرِفُهُ، لئلّا يرغب فيه أهل الشام.
فقال الفرزدق (وكان من شعراء بني أميّة ومادحيهم) وكان حاضراً: لكنّي أنا أعرفه. فقال الشاميّ: مَن هو يا أبا فراس؟! فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في «الأغاني»، و«الحلية» و«الحماسة»، والقصيدة بتمامها هذه:

    

قصيدة الفرزدق في الإمام السجّاد عليه السلام‏

يَـا سَـائـلِي: أيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ

 

 

عِنْـدِي بَــيَـــانٌ إذَا طُــلَّابُــهُ قَــدِمُــوا

هَـذَا الـذي تَعْـرِفُ البَطْـحَـاءُ وَطْـأتَـهُ

 

 

وَالــبَـيْــتُ يَـعْرِفُــهُ وَالـحِـلُّ وَالحَــرَمُ‏

هَــذَا ابْـنُ خَـيْــرِ عِـبَـادِ اللـهِ كُـلِّـهِــمُ

 

 

هَـذَا التَّـقِـيّ النَّـقِـيّ الطَّـاهِـرُ الــعَـلَــمُ‏

هَـذَا الذي أحْـمَـــدُ المُـخْـتَـــارُ وَالِـدُهُ

 

 

صـلّى عَـلَيْـهِ إلَهِـي مَـا جـرى الـقَـلَـمُ‏

لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْـنُ مَنْ قَـدْ جَــاءَ يَلْـثِـمُـهُ

 

 

لَـخَــرَّ يَــلْــثِـمُ مِنْـهُ مَـا وَطَـي الـقَــدَمُ‏

هَــذَا عَـــلِــيّ رَسُـــولُ اللـهِ وَالِــــدُهُ

 

 

أمْسَـــتْ بِنُـورِ هُـــدَاهُ تَهْتَـــدِي الأمَمُ‏

هَـذَا الـذي عَمُّـهُ الطَّيَّــارُ جَـعْفَرُ وَالـ

 

 

ـمَقْتُـولُ حَـمْـــزَةُ لَيْـــثٌ حُبُّـــهُ قَسَـــمُ‏

هَـذَا ابْنُ سَـيِّــدَةِ الـنِّـسْـوَانِ فَـاطِمَــةٍ

 

 

وَابْـنُ الوَصِـيّ الـذي في سَـيْـفِهِ نِقَـمُ‏

إذَا رَأتْـــهُ قُـــرَيْـــشٌ قَــالَ قَـائِـلُـهَــا

 

 

إلى مَــكَـــارِمِ هَـــذَا يَـنْـتَـهِـي الـكَـرَمُ‏

يَـكَـادُ يُـمْسِــكُـهُ عِـــرْفَـــانَ رَاحَــتِــهِ

 

 

رُكْـنُ الـحَـطِـيـمِ إذَا مَـا جَـاءَ يَـسْـتَـلِمُ‏

وَلَـيْـسَ قُـولُـكَ: مَـنْ هَـذَا؟ بِـضَــائِرِهِ

 

العُـرْبُ تَـعْـرِفُ مَنْ أنْـكَـرْتَ وَالعَجَــمُ‏

 

يُـنْمَى إلى ذَرْوَةِ الـعِـزِّ التـي قَـصُـرَتْ

 

 

عَنْ نَيْلِهَـا عَــرَبُ الإسْــلَامِ وَالعَـجَــمُ‏

يُـغْضِي حَيَـاءً وَيُـغْـضـَى مِنْ مَـهَـابَتِه

 

فَـمَـــا يُـكَـلَّـــمُ إلَّا حِــيــنَ يَـبْــتَــسِـــمُ‏

 

يَـنْـجَـابُ نُـورُ الـدُّجَى عَنْ نُـورِ غُرَّتِهِ

 

 

كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَــمُ‏

بِــكَــفِّــهِ خَــيْــزُرَانٌ رِيــحُــهُ عَـــبِــقٌ

 

 

مِـنْ كَـفِّ أرْوَعَ في عِــرْنِـيـنِـهِ شَـمَـمُ‏

مَـــا قَـــالَ: لَا، قَــطُّ إلَّا في تَــشَـهُّــدِهِ

 

 

لَـوْ لَا التَّشَـهُّــدُ كَـانَـــتْ لَاؤهُ نَـــعَـــمُ[2]

مُشـتَـقَّـةٌ مِنْ رَسُـــولِ اللـهِ نَـبْـعَــتُـــهُ

 

 

طَـابَـتْ عَنَـاصِــرُهُ وَالخِــيـمُ وَالشِّـيَـمُ‏

حَــمَّـــالُ أثْـقَـالِ أقْـــوَامٍ إذَا فُــدِحُـــوا

 

 

حُـلْـوُ الشَّـمَـائِـلِ تَحْــلُـو عِنْـدَهُ نَـعَـــمُ‏

إنْ قَـالَ قَـالَ بِــمـا يَهْـوَى جَمِيـعُـهُــمُ

 

 

وَإنْ تَــكَــلَّــمَ يَــوْمــاً زَانَــهُ الــكَــلِــمُ‏

هَـذَا ابْـنُ فَــاطِـمَـةٍ إنْ كُـنْـتَ جَـاهِـلَـهُ

 

 

بِـجَــدِّهِ أنــبِــيَــاءُ اللـهِ قَــدْ خُـتِــمُــوا

اللـهُ فَــضَّـــلَـــهُ قِـــدْمــاً وَشَــــرَّفَـــهُ

 

 

جــرى بِــذَاكَ لَهُ في لَــوْحِــهِ القَــلَــمُ‏

مَـنْ جَـدُّهُ دَانَ فَـضْــلُ الأنْـبِــيَــاءِ لَــهُ

 

 

وَفَــضْــلُ أمَّــتِــهِ دَانَــتْ لَـهَــا الأمَــمُ‏

عَــمَّ البَرِيَّــةَ بِالإحْسَــانِ وَانْـقَــشَــعَتْ

 

 

عَـنْـهَـا العِــمَايَـةُ وَالإمْـلَاقُ وَالظُّـلَــمُ‏

كِـلْتَــا يَـدَيْــهِ غِيَــاثٌ عَـــمَّ نَـفْـعُـهُـمَــا

 

 

يُسْــتَـوْكَـفَــانِ وَلَا يَـعْـرُوهُـمَــا عَــدَمُ‏

سَـهْـلُ الـخَـلِـيقَـةِ لَا تُـخْـشَـى بَـوَادِرُهُ

 

 

يَزِينُــهُ خَصْـلَتَــانِ: الحِلْــمُ وَالــكَــرَمُ‏

لَا يُـخْـلِـفُ الوَعْـدَ مَـيْـمُـونـاً نَـقِيـبَـتُـهُ

 

 

رَحْــبُ الفِنَــاءِ أرِيـبٌ حِيـنَ يُـعْــتَــرَمُ‏

مِـنْ مَـعْـشَـرٍ حُـبُّـهُـمْ دِيـنٌ وَبُغْـضُـهُمُ

 

 

كُــفْـرٌ وَقُـرْبُــهُــمُ مَنْجى وَمُعْــتَـصَــمُ‏

يُسْـتَـدْفَـعُ السُّـوءُ وَالـبَـلْـوَى بِحُبِّـهِـمُ

 

 

وَيُسْــتَــزَادُ بِـهِ الإحْسَــانُ وَالنِّــعَــــمُ‏

مُــقَــدَّمٌ بَـعْـــدَ ذِكْـــرِ اللـهِ ذِكْـــرُهُـــمْ

 

 

في كُـلِّ فَـرْضٍ وَمَخْـتُــومٌ بِـهِ الكَـلِــمُ‏

إنْ عُــدَّ أهْــلُ التُّــقَى كَـانُـوا أئمَّتَـهُـمْ

 

 

أوْ قِيلَ:مَنْ خَيْرُ أهْلِ الأرْضِ قِيلَ:هُمُ‏

لَا يَسْـتَطِـيــعُ جَــوَادٌ بُـعْـدَ غَـايَـتِـهِــمْ

 

 

وَلَا يُـــدَانِــيـهِــمُ قَــوْمٌ وَإنْ كَــرُمُـوا

هُـمُ الــغُـيُــوثُ إذَا مَـا أزْمَــةٌ أزَمَــتْ

 

 

وَالأسْدُ أسْـدُ الشَّـرَى وَالبَأسُ مُحْتَدِمُ‏

يَـأبَـى لَـهُـمْ أنْ يَـحِـلَّ الـذَّمُّ سَـاحَـتَهُمْ

 

 

خِـيــمٌ كَـرِيــمٌ وَأيْـدٍ بِـالـنَّــدَى هُـضُـمُ‏

لَا يَقْـبِـضُ العُسْـرُ بَسْـطاً مِـنْ أكُفِّـهِمُ

 

 

سِيَّـانِ ذَلِــكَ إنْ أثْــرَوْا وَإنْ عَـدِمُـوا

أيُّ الـقَـبَـائِـلِ لَـيْـسَــتْ في رَقَـابِـهِـــمُ

 

 

لأوَّلِـــــيَّــــةِ هَــــذَا أوْلَـــهُ نِـــعَــــــمُ‏

مَـنْ يَـعْــرِفِ اللـهَ يَـعْـرِفْ أوَّلِـيَّــةَ ذَا

 

 

فَـالـدِّيـنُ مِنْ بَـيْـتِ هَـذَا نَـالَـهُ الأمَــمُ‏

بُيُوتُـهُـمْ مِنْ قُرَيْـشٍ يُسْـتَضَــاءُ بِـهَـا

 

في النَّائِبَاتِ وَعِنْـدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُـوا

 

فَــجَـدُّهُ مِنْ قُــرَيْـشٍ في أرُومَــتِــهَــا

 

مُــحَــمَّــدٌ وَعَــلِــيّ بَــعْـــدَهُ عَــلَـــــمُ‏

 

بَــدرٌ له شَــاهِدٌ وَالشِّــعْــبُ مِنْ أحُــدٍ

 

 

والخَنْـدَقَـانِ وَيَومُ الفَتْـحِ قَدْ عَـلِـمُـوا

وَخَــيْـــبَـرٌ وَحُــنَـيْـنٌ يَـشْـهَــدَانِ لَــهُ

 

 

وَفـي قُـرَيْـضَـةَ يَـوْمٌ صَـيْـلَــمٌ قَــتَـــمُ

مَـوَاطِـنٌ قَـدْ عَـلَـــتْ في كُـلِّ نـائِـبَــةٍ

 

 

عَــلـى الصَّــحَابَـةِ لَمْ أكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا[3]

 
فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألَا قُلْتَ فِينَا مِثْلَهَا؟!


قال: هَاتِ جَدَّاً كَجَدِّهِ، وَأباً كَأبِيهِ، وَأمّاً كَأمِّهِ حتّى أقُولَ فِيكُمْ مِثْلَهَا!


    

تقدير الإمام السجّاد عليه السلام للفرزدق‏

فحبسوه بعُسفَان بين مكّة والمدينة: فبلغ ذلك عليّ بن الحسين عليه السلام، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: «أعْذِرْنَا يَا أبَا فِرَاسٍ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ!»
فردّها وقال: يَابْنَ رَسُولِ اللهِ! مَا قُلْتُ الذي قُلْتُ إلَّا غَضَباً للهِ وَلِرَسُولِهِ! وَمَا كُنْتُ لأرْزَأ عَلَيْهِ شَيْئاً.
فردّها إليه وقال: «بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا فَقَدْ رأى اللهُ مَكَانَكَ وَعَلِمَ نِيَّتَكَ!» فقبلها. فجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في الحبس، فكان ممّا هجاه به قوله:
أيَحْبِسُنِي بَيْنَ المَدِينَةِ وَالتي
                             إلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي مُنِيبُهَا

يُقَلِّبُ رَأساً لَمْ يَكُنْ رَأسَ سَيِّدٍ
                             وَعَيْنَاً لَهُ حَوْلَاءَ بَادٍ عُيُوبُهَا
[4]

فأخبر هشام بذلك فأطلقه. وفي رواية أبي بكر العلّاف أنّه أخرجه‏إلى البصرة[5]

    

بعض الذين نقلوا هذه القصيدة

وروى‏ الكشّيّ بسنده عن عبيد الله بن محمّد بن عائشة، عن أبيه‏ مثله[6].
ثمّ روى العلّامة المجلسيّ مثله عن «الاختصاص» للشيخ المفيد بسنده بعد شرح بعض المفردات الغريبة التي ذكرنا بعضها في هامش متقدّم.[7]
وروى عنه أيضاً بسند آخر عن فرعان، وكان من رواة الفرزدق، قال: حججتُ سنةً مع عبد الملك بن مروان، فنظر إلى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، فأراد أن يصغّر منه، فقال: مَن هُوَ؟ فقال الفرزدق: فقلتُ على البديهة القصيدة المعروفة:
هَذَا ابنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ
                             هَذَا التَّقِيّ النَّقِيّ الطَّاهِرُ العَلَمُ‏


حتّى أتمّها، وكان عبد الملك يصله في كلّ سنة بألف دينار. فحرمه تلك السنة. فشكا ذلك إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام، وسأله أن يكلّمه.
فقال: «أنَا أصِلُكَ مِنْ مَالِي بِمِثْلِ الذي كَانَ يَصِلُكَ بِهِ عَبْدُ المَلكِ وَصَنَّ عَنْ كَلَامِهِ».
فقال: وَاللهِ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ! لَا رَزَأتُكَ شَيْئاً، وَثَوَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في الآجِلِ أحَبُّ إلَيّ مِنْ ثَوَابِ الدُّنْيَا في العَاجِلِ!
وكذلك اتّصل بمعاوية بن عبدالله بن جعفر الطيّار، وكان أحد سمحاء بني هاشم لفضل عنصره وأحد أدبائهم وظرفائهم، فقال له: يا أبا فراس! كم تقدّر الذي بقي من عمرك؟! قال: قدر عشرين سنةً. قال: فَهَذِهِ عِشْرُونَ‏ ألْفَ دِينَارٍ أعْطِيتُكَهَا مِنْ مَالِي، وَاعْفُ أبَا مُحَمَّدٍ! أعَزَّهُ اللهُ عَنِ المَسْألَةِ في أمْرِكَ.
فقال: لَقَدْ لَقِيتُ أبَا مُحَمَّدٍ وَبَذَلَ مَالَهُ فَأعْلَمْتُهُ أنِّي أخَّرْتُ ثَوَابَ ذَلِكَ لأجْرِ الآخِرَةِ.[8]
وذكر كَرَم البستانيّ في «ديوان الفرزدق» المطبوع، سبعة وعشرين بيتاً من هذه القصيدة، مع تفصيلٍ حول حجّ هشام في أيّام أبيه عبد الملك ابن مروان.[9]

ونقل الميرزا عبّاس قُلي خان سِبِهر في «ناسخ التواريخ» هذه القصّة وشعر الفرزدق عن كتاب «الفصول المهمّة»، و«وفيّات الأعيان» لأحمد بن خلّكان، و«مرآة الجنان» لأبي محمّد عبدالله بن أسعد اليافعيّ. وذكر تسعةً وعشرين بيتاً، ثمّ قال: يرى أبو الفرج الإصفهانيّ أنّ بيتين من هذه القصيدة لا يمكن أن يكونا في مدح الإمام عليّ بن الحسين، وهما قوله:
فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
                             مِنْ كَفِّ أرْوَعَ في عِرنِينِهِ شَمَمُ‏


وقوله:
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ
                             فَمَا يُكَلَّمُ إلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ‏

لأنّهما ليسا من الشعر الذي يمكن أن يُمدَح بهما مثل عليّ بن الحسين عليهما السلام مع فضله الذي لا يدانيه فيه أحد. ثمّ قال: أمّا أبو الفرج، فقد ذكر البيت الثاني في الأشعار التي نقلها في الجزء التاسع عشر من «الأغاني» ذيل ترجمة الفرزدق. على أيّة حال، البيت الأوّل لا يناسب شأن الإمام عليه السلام أبداً. ولعلّه للشاعر حزين في وصف عبدالله بن عبد الملك. والثاني أيضاً له في وصفه. وأوردهما الفرزدق على سبيل التضمين، ولعلّه لم يذكرهما، وذكرهما الرواة والناقلون حين وجدوا وزنهما كوزن قصيدته، فألحقوهما بها سهواً، والله أعلم.
أجل، قال المرحوم سبهر ضمن ترجمة الفرزدق وشرح قصيدته: ذكرها المرحوم المجلسيّ في «بحار الأنوار»، والمرحوم القاضي نور الله في «مجالس المؤمنين»، والمرحوم عليّ بن عيسى الإربليّ في «كشف الغمّة»، وأبو الفرج الأصفهانيّ في الجزءين الرابع عشر والتاسع عشر من «الأغاني»، وسبط ابن الجوزيّ في «تذكرة خواصّ الأمّة»، والسيّد هاشم البحرانيّ في «مدينة المعاجز»، وذكرها أيضاً الراونديّ في كتاب «الخرايج والجرايح» باختلاف يسير. وفي «فصل الخطاب» لشيخ الحرمين أبي عبدالله القرطبيّ معلومات حول الفرزدق وإنشائه.
ثمّ قال: لا شكّ ولا شبهة عند أهل التأريخ في إنشاء الفرزدق هذه القصيدة في مدح عليّ بن الحسين عليهما السلام بمحضر هشام بن عبد الملك[10] - انتهى ملخّصاً.
و قد ذكر المرحوم المجلسيّ- كما نقلنا عنه قريباً- واحداً وأربعين بيتاً.[11]
وأورد ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» ج 10، ص 20، مطالب حول الفرزدق. كما ذكر المحدِّث القمّيّ ترجمته وميميّته في «الكنى والألقاب» ج 3، ص 17 فما بعدها، وفي «هديّة الأحباب» ص 211. وسرد المامقانيّ في «تنقيح المقال» ج 2، ص 4، باب الكنى، اسم الفرزدق، ترجمته، وذكر أنّ اسمه همّام بن غالب بن صعصعة وكنيته أبو فراس.
وذكرتُ في «نور ملكوت القرآن» ج 3، موضوعاً عن أميرالمؤمنين عليه السلام يدور حوله.
وساق آية الله السيّد حسن الصدر الحديث عنه وعن قصيدته في كتاب «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» ص 186 و187.
ونقل المستشار عبد الحليم الجنديّ في هامش ص 139، من كتاب «الإمام جعفر الصادق» حجّ هشام، وأورد أحد عشر بيتاً من هذه القصيدة، ثمّ ذكر غضب هشام، وأمره بحبس الفرزدق، وعطاء الإمام إيّاه.
وفي كتاب «العيون والمحاسن» الذي أنشأه الشيخ المفيد، وحرّره الشريف المرتـضى، ج 1، ص 18 و19، طبعة النجف الأشرف، ستّة عشر بيتاً من هذه القصيدة.

[اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد]


[ملاحظة: انتخب هذا البحث من كتاب (معرفة الإمام ج15،ص300 ، تأليف: سماحة العلامة آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ حفظه الله) ، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلمية في لجنة الترجمة والتحقيق، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبارات والهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]

 

[1] ـ قال محقّق هذا الجزء من الطبعة الحديثة والمعلِّق عليه السيّد محمّد مهدي الخرسان في هامش ص 124 من الجزء 46: وهم جمع كثير من المتقدّمين والمتأخّرين. وحسبك منهم من أعلامنا المتقدّمين: الشيخ المفيد في «الاختصاص» ص 191، والإربليّ في «كشف الغمّة» ج 2، ص 267، والراونديّ في «الخرايج والجرايح» ص 195، والسيّد المرتضى في أماليه، ج 1، ص 67 إلى 69، والشيخ حسين بن عبد الوهاب معاصر المرتضى والرضيّ ومشاركاً لهما في بعض مشايخهما في «عيون المعجزات» ص 63، طبعة النجف. أمّا سائر أعلام المسلمين الذين ذكروا ذلك فهم كثير. وإليك طائفة منهم: أبو الفرج وابن الجوزيّ في «صفة الصفوة» ج 2، ص 54، والسبكيّ في «طبقات الشافعيّة» ج 1، ص 153، وابن العماد الحنبليّ في «شذرات الذهب» ج 1، ص 142، واليافعيّ في «مرآة الجنان» ج 1، ص 239، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام، وابن خلّكان في «وفيّات الأعيان» في ترجمة الفرزدق، وابن طلحة في «مطالب السئول» ص 79، طبعة إيران، وابن الصبّاغ المالكيّ في «الفصول المهمّة» ص 193، طبعة النجف، وسبط ابن الجوزيّ في «تذكرة الخواصّ» ص 185، طبعة إيران، والدميريّ في «حياة الحيوان» مادّة الأسد، والسيوطيّ في «شرح شواهد المغني» ص 249، طبعة مصر، سنة 1322، والكنجيّ الشافعيّ في «كفاية الطالب» ص 303، طبعة النجف، والخطيب التبريزيّ في «شرح ديوان الحماسة» ج 2، ص 28، والعينيّ في «شرح الشواهد الكبري» بهامش «خزانة الأدب» للبغداديّ، ج 2، ص 513، والقيروانيّ في «زهر الآداب» ج 1، ص 65، وابن نباتة المصريّ في «شرح رسالة ابن زيدون» بهامش «الغيث المسجم» للصفديّ، ج 2، ص 163، وابن كثير الشاميّ في «البداية والنهاية» ج 9، ص 108. وقال: وقد روى من طرق ذكرها الصوليّ، والجريريّ، وغير واحد، وابن حجر في «الصواعق المحرقة» ص 198، طبعة مصر، سنة 1375، والشبلنجيّ في «نور الأبصار» ص 129، والصاويّ في «ديوان الفرزدق» ج 2، ص 848، وغيرهم.

[2] ـ &في قوله: (كانت لاؤهُ نَعَمُ) قلب، والأصل (كانت لاؤه نَعَمْ). وتُقرأ (نَعَمُ) للضرورة الشعريّة.

[3] ـ معنى بعض المفردات الواردة في «بحار الأنوار» وغيره:

خيزُران بضمّ الزاي: شجرٌ هنديّ. نَمى يَنْمِي الرَّجُلَ إلى أبيه: نسبه إليه.

يُنْمَى إلى ذِروة العِزّ: أي نسب إليه.

الذِّرْوة بالضمّ والكسر: المكان المرتفع. أعلا الشَّي‏ء. ج ذُرَى وذِرَى.

عرفان راحته منصوب، لأنّه مفعول لأجله ليُمسكه، والفاعل: ركن الحطيم.

عَبِقَ- عَبَقاً الطِّيبُ: انتشرت رائحته. العَبِق: المنتشر.

الأرْوَع: من يعجبك بحسنه، الشُّجاع، الذَّكيّ.

العِرنين: الأنف كلّه أو ما صلب منه.

الشَّمم/b>: القُرب والبُعد (ضدّ) ارتفاع قصبة الأنف مع حسنها واستوائها.

الغُرَّة: بياض في جبهة الفرس. من الرَّجل: وجهه، وكلّ ما بدا لك من ضوءٍ أوصبحٍ فقد بَدت غُرَّته.

انجاب يَنجاب من باب انفعال من مادّة جَوَبَ: السَّحاب: انكشف- الثَّوب انشقَّ.

النَّبع: شجر تتّخذ منه السهام والقِسِيّ.

والنَّبعة: واحدة شجرة النّبع. يقال: هو من نبعة كريمة: أي: من أصل كريم.

الخيم: الطبيعة والسَّجيَّة.

الإغضاء: إدناء الجفون. وأغضى على الشي‏ء: سكت.

الشَّيَم بالكسر فالفتح: السجيّة والطبيعة.

استوكف: استقطر.

بَوادر جمع البادرة وهي ما يبدو من حدّتك في الغضب من قول أو فعل.

فُدِحوا أي: اثقلوا، لأنّه من أفدحه الدين، أي: أثقله.

النَّقيبة: العقل والطبيعة- المشورة. يقال: إنّه ميمون النقيبة. أي: محمود المختبر.

رحب الفناء، كناية عن الكرم والجود.

الأريب: العاقل.

يُعْتَرَم على صيغة المجهول من العرام بمعنى الشدّة. أي: عاقل إذا أصابته شدّةٌ ومصيبةٌ.

انقشع: ارتفع واضمحلَّ.

الإملاق: المسكنة والفقر. عَنَى يَعْني عنايةً الأمر فلاناً: أشغله وأهَمَّه. وعُنِي به: اشتغل واهتمّ به وأصابه مشقّة بسببه. وفي نسخة المجلسيّ ضبط العماية وهي من العمى وفقدان العين.

الغيث: المطر والسَّحاب الذي فيه المطر. الكِلاء: الذي ينبت بماء الغيث، ج الغيوث.

الأزْمَة: الشدّة والضيق والقحط. أزَمَ الدهر عليه: اشتدّ بصاحبه، لزمه. الشدّة والضيق: لزمت.

الشرى كعلى: طريق في سلمي كثيرة الاسد.

احتدم عليه: تحرق- النار: التهبت- الدم: اشتدّت حمرته حتى تسودّ.

ثري- ثُراءً وأثرى إثراءً الرجل: كثر ماله، فهو ثَريّ.

النَّدى: المطر، ويستعار للمطر الكثير. الديمة: مطر يدوم في سكون بلا رعدٍ وبرق. ج دِيَم ودُيُوم.

[4] ـ ورد هذان البيتان بتفاوت يسير في اللفظ، في «ديوان الفرزدق» الذي جمعه كرم البستانيّ، ج 1، ص 47. ونقل العلّامة الحلّيّ في «منهاج الكرامة» ص 16 و17، طبعة عبد الرحيم، هذه القصيدة كلّها مع ذيلها.

[5] ـ «بحار الأنوار» ج 11، ص 36 و37، طبعة الكمبانيّ، وفي طبعة إسلاميّة: ج 46، ص 124 إلى 128؛ و«مناقب ابن شهر آشوب» ج 3، ص 265 إلى 267، الطبعة الحجريّة، وفي طبعة المطبعة العلميّة بقُم: ج 4، ص 169 إلى 172.

[6] ـ «بحار الأنوار» ج 11، ص 37، و: ج 46، ص 128 إلى 130؛ و«اختيار معرفة الرجال» للكشّيّ، ص 86؛ و«الاختصاص» للشيخ المفيد، ص 191.

[7] ـ «بحار الأنوار» ج 11، ص 37، و: ج 46، ص 128 إلى 130؛ و«اختيار معرفة الرجال» ص 86؛ و«ا لاختصاص»، ص 191.

[8] ـ «بحار الأنوار» ج 11، ص 37 و38، طبعة الكمبانيّ، وفي طبعة المكتبة الإسلاميّة: ج 46، ص 130 و131، نقلًا عن «الاختصاص» ص 191.

[9] ـ «ديوان الفرزدق» ج 2، ص 178 إلى 181. أوّل قصيدة ميميّة، طبعة دار صادر ودار بيروت. جمعه كرم البستانيّ، وطبع سنة 1380هـ. وذكر محقّق كتاب «بحار الأنوار» والمعلِّق عليه السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان في الجزء 46 منه، ص 127 و128، عند التعليق على قصيدة الفرزدق أنّ عبدالله إسماعيل الصاويّ، صاحب «دائرة المعارف للأعلام العربيّة» عنى بجمع الديوان وطبعه والتعليق عليه، لكنّه ذكر في ج 2، ص 848، حرف الميم، ستّة أبيات فقط من القصيدة. وهو الذي نقلها عن «تاريخ ابن خلّكان»، و«الأغاني»، و«شرح رسالة ابن زيدون». وذكرها سبط ابن الجوزيّ برواية أبي نعيم وأكملها. ولا أدري ما الذي حدا الصاويّ على هذه الخيانة الأدبيّة فذكر ستّة أبيات فقط وهو ما عليه من العلم والاطّلاع؟!

[10] ـ «ناسخ التواريخ» ج 7، ص 372 فما بعدها، ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام، طبعة إسلاميّة من القطع الوزيريّ.

[11] ـ إذا أردنا أن نعرف أرقام الأبيات التي نقلها «ناسخ التواريخ» وعددها (29)، وهي تقلّ عن «بحار الأنوار» 12 بيتاً، فيكفي- وفقاً لترقيم الأبيات التي نقلناها هنا عن «بحار الأنوار»- أن نحذف الأرقام (1) و(4) إلى (8)، و(28)، و(37) إلى (41).

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی