في مجلسه الثامن و الأخير من مجالسه المعقودة لبيان المودّة في القربى وحقائق الآيات الكريمة المتعلّقة بها أفاد آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني أنّ المراد بالحسن في الفعل ما كان منسجماً مع فلاح الإنسان وهدفه الأخروى والحسنة الموعود عليها بالثواب في الآية ما كان سبباً للوصول إلى الولاية والتوحيد بعد رقي الإنسان بالكمالات والفضائل وفنائها بالله وبقائها به، أي: السير من ذروة البهيميّة إلى أوج الإنسانيّة. كما تعرّض قدس سرّه إلى النكات والجهات التالية من البحث: 1. آثار المودّة على الفرد المسلم 2. خطورة الموقف آنذاك ودور المنافقين فيه 3. حول شأن نزول الآية الكريمة 4. نقد الإشكالات الواردة في مودّة أهل البيت 5. بحث علمي حول السور المكّيّة والمدنيّة 6. طرف من إخبار النبي الأكرم بالغيب 7. آخر الدواء الكي 8. دعوى نسخ الآية والجواب عنها 9. طرف من مصائب أهل البيت وظلامات فاطمة الزهراء.

في المجلس السابع من مجالسه المعقودة لبيان سرّ مودّة أهل البيت (عليهم السلام) أشار المرحوم آية الله السيّد العلّامة محمّد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه إلى أنّ الرسالة المحمّديّة لا تعني إلاّ بعثته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أساس الوحي واتّصال قلبه بالعوالم الكلّيّة واكتساب فيض فؤاده بالأنوار القدسيّة ومعرفة ذات الحقّ وأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فلزم بعد رحيله إدامة هذا الفيض وتكامل هذا النور في خلفائه، أي: ذوي القربى الذين أمر الله تعالى بمودّتهم وإكرامهم والإحسان إليهم. وتعرّض العلاّمة (قدّس سرّه) إلى الجهات والنكات التالية من البحث: 1. سرّ تأكيد القرآن على المودّة 2. تنبيه القرآن الكريم على موادّ خاصّة ذات أهمية عظمى في تكامل الإنسان 3. المودّة في كلام بعض الأعاظم 4. المودّة في نصوص أهل البيت (عليهم السلام) 5. إنكار بعض المحققّين لمودّة أهل البيت (عليهم السلام) وفضيلتهم 6. تبرير المسعودي وأضرابه الإساءة إلى أهل بيت النبوة (عليهم السلام) 7. توصيف ابن أبي الحديد معاصي الخلفاء بالصغائر.

في المجلس الرابع من مجالس تفسير آية المودّة يتابع سماحة العلامة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه في بيان الروايات التي تفسّر القربى في هذه الآية بأهل البيت عليهم السلام، وذلك نقلاً عن تفاسير السنّة والشيعة، ثمّ يختمه بكيفيّة وفاء الأمّة له بذلك من خلال ما صنعت بأهل هذا البيت بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وخصوصاً السيّدة فاطمة سلام الله عليها. وفيه ينقل ما في شرح إحقاق الحقّ من أنّ عدد المتفقين على تفسيرها بهم يبلغ 55 رجلاً من العلماء، أشعار ابن الصباغ المالكي وابن جبير في أهل البيت (ع) الرواية التي تفسّر الصراط المستقيم بصراط أهل البيت، خبر زيد بن أرقم حول غدير خمّ، تأمين النبيّ دعاء الأعرابيّ في لعن مبغضي أهل البيت، رواية لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا، رواية ابن عباس في أنّ من سبّ أمير المؤمنين فقد سبّ الله. أحداث إسقاط فاطمة للمحسن عليهما السلام، عدم رد السيدة فاطمة على سلام الشيخين، دفن السيدة فاطمة ليلاً، الأصحاب الذين حضروا جنازتها.

هذه المحاضرة تمثل ترجمة المجلس الخامس من الكتاب القيّم (رسالة المودّة تفسير آية: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى و القربان الأوّل: حضرة الزهراء و ابنها المحسن سلام الله عليهما) لمؤلّفه العلاّمة الراحل آية الله الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس الله نفسه الزكيّة ، و قد شرح سماحته في هذا المجلس معنى (اقتراف الحسنة) الوارد في الآية المباركة ثمّ بعض الأدلّة المهمّة على لزوم مودّة أهل البيت عليهم السلام ، مبيّناً تأكيد الخاصّة و العامّة على ذلك ، ليختتم المجلس ببيان المصائب و الأذى الذي نزل على أمير المؤمنين و الصدّيقة الطاهرة بعد ارتحال الرسول الأكرم صلّى الله عليه و آله .

في المجلس الرابع من كتابه "رسالة المودّة" (في تفسير آية المودّة وبيان مظلوميّة الشهيدة الأولى في الإسلام السيدة الزهراء وابنهاالمحسن عليهماالسلام) يتناول سماحة آية الله الحاج السيّد محمد الحسين الحسينيّ الطهراني رضوان الله عليه حديث السفينة بالشرح والتحليل مبيّناً ما فيه من لطائف تبشّر قلوب الراكبين وتبعث الرجاء لكل البشر الغرقى بالركوب والنجاة، كما يفنّد حديث أصحابي كالنجوم ويبيّن بالشواهد العلميّة أنّه حديث موضوع، متحدّثاً في سبيل ذلك عن صنفين من الصحابة وفق ما تفيده الآيات والتاريخ المتفق عليه. ليختم المجلس بذكر بعض فضائل الصديقة الزهراء ومصائبها سلام الله عليها. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المجلس المدوّن في الكتاب يمثّل خلاصة كتبتها يراعه الشريفة خلاصة لما ألقاه بنفسه في يوم الجمعة 9 جمادى الأولى عام 1391هـ ق في مجلس ذكر مصيبة الزهراء عليها السلام.

في المجلس الثالث من مجالس رسالته الشريفة في المودّة أشار آية الله العلّامة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني إلى إجماع علماء الإماميّة ـ تبعاً لأئمّتهم عليهم السلام ـ على أنّ المراد من المودّة في الآية الكريمة مودّة أهل بيت النبوّة، حسبما أفادته الروايات المستفيضة الواردة من طرق الخاصّة والعامّة. نعم، نسب إلى الجمهور معانٍ اُخر من قبيل: أنّ الخطاب لقريش والغرض مراعاة جهة القرابة بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله، أو أنّ المراد بالقربى القرب إلى الله تعالى بالتودّد إليه بالطاعة وصالح العمل، أو التأكيد على أهمّيّة قرابة الناس بعضهم بعضاً وغيرها. وقد تعرّض العلّامة الطهراني إلى الردّ على الأقوال في المسألة والجواب عنها بما لا مزيد عليه. كما أورد الروايات الصادرة من طرق العامّة الدالّة بوضوحٍ على لزوم مودّة أهل البيت عليهم السلام والاقتداء بهم في العلم والعمل.

في رسالته الشريفة المدوّنة في مودّة أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم الصلاة والسلام) أكّد المرحوم آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني أنّ محبّة الله وأوليائه المقرّبين وبغض أعدائهم والناصبين لهم الحرب من أهمّ اُسس السير والسلوك إلى الله ومن أكبر النعم الربّانيّة على العبد، كما يرشد إليه غير واحدٍ من الآيات والروايات الدالّة على أنّ أوثق عرى الإيمان التولّي والتبرّي في الله. ثمّ تعرّض قدّس سرّه إلى طرفٍ من فضائل فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومناقبها وشرفها من طرق الفريقين، مشيراً إلى فضلها على نساء العالمين أجمع في الدنيا والآخرة، كما أفاد غير واحد في كتب المناقب والفضائل.

أفاد آية الله العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يطلبوا أجراً على تبليغ الرسالة ودعوة البشر إلى الحقّ، فكان كلّ واحد منهم يقول: (إن أجري إلّا على ربّ العالمين). ولم يستثن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله من هذه السيرة الحسنة، وإن لوحظ تنافي ما ذكر مع ظاهر قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى). والحقّ: أنّ المراد: قل ـ أيّها الرسول ـ : إنّي لا أريد منكم أجراً إلّا أن تتّخذوا سبيلاً إلى ربّكم من خلال مودّة ذوي القربى، بمعنى: أنّ مودّتهم هي الطريق إليه تعالى شأنه والمفتاح إلى الوصول إلى مقام التوحيد. وقد تضمّن البحث الإشارة إلى النكات التالية: 1.العلاقة بين طريق الله ومحبّة آل محمّد صلّى الله عليه وآله 2. حقيقة الحبّ وآثارها السلوكيّة 3. لزوم تقوية السالك محبّة الله في قلبه 4. دور محبّة ذوي القربى في السلوك إلى الله.