لماذا ارتضت السيّدة خديجة سلام الله عليها يتيم بني هاشم ـ صلّى الله عليه وآله ـ زوجاً لها؟ ولماذا ارتضى محمّد الشابّ ـ صلوات الله عليه وآله ـ خديجة سلام الله عليها زوجةً له؟ وما معنى الأميّ في وصف القرآن لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ وهل كان يتقن الكتابة والقراءة قبل البعثة وبعدها أم لا؟ وكيف يمكن الجمع بين كون النبيّ والمعصومين عليهم صلوات الله في مقام الإحاطة الملكوتيّة بالأشياء والعلم اللدني الحضوري بها وبين حدوث العنايات والألطاف العلميّة لهم بعد أن لم تكن؟ جملة من التساؤلات الأساسيّة في دراسة شخصيّة الرسول الأكرم وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، تجيب عنها المحاضرة الثالثة من سلسلة محطات من السيرة النبويّة لسماحة آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني حفظه الله، والتي كان قد ألقاها باللغة الفارسية في محرّم الحرام من عام 1411 هـ بعنوانه خطيباً حسينياً وهو الدور الذي كان حفظه الله ينهض به آنذاك إلى جانب سائر الأدوار العلميّة الأخرى. وقد تضمّنت العديد من الفوائد السلوكيّة والتربويّة، حيث أكّد فيها حفظه الله على ضرورة الالتزام بما يتمّ الاقتناع به من مبادئ الحقّ، وخصوصاً فيما يتعلّق ببناء شخصيّة المرأة وصون كيانها بتكاليف العفّة والحجاب، كما أشار إلى إعراض النبيّ عن اللهو واللغو منذ طفولته وشبابه، في مشهد يقارن فيه بين تلك المباني الرفيعة وما آلت إليه شخصيّة المتسمّي بخلافة الرسول "يزيد بن معاوية " لعنه الله، حيث كان يلهو بشرب الخمر ولعب الشطرنج وينكث موضع قبلات الرسول من ثغر سيّد شباب أهل الجنّة، خاتماً المحاضرة بذكر محن السبايا والإمام السجّاد عليه السلام في مدينة الشام، وتلاوة بعض المراثي الرفيعة المعاني.

تناول آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الطهراني حفظه الله في هذه المحاضرة أحداث فترة شباب النبيّ فقدّم لذلك بمقدّمة تبيّن كيف أنّ النبيّ كان مسدّداً من الله دائماً في اتباعه للحقّ، ثمّ عرض باختصار لقصّة زواجه من خديجة مبيّناً فضائلها عليها السلام، فعرض باختصار مجموعةً من المواقف التي قامت بها؛لتستحقّ بذلك أن تكون من سيّدات نساء العالمين.

و هي أولى سلسلة محاضرات "محطات من السيرة النبوية" التي تمثّل عرضاً تحليلياً للسيرة .. ألقاها سماحة آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الطهراني حفظه الله باللغة الفارسية عام 1411هـ بوصفه خطيباً حسينياً. وقد تناول فيهذه المحاضرة أحداث طفولة النبيّ صلّى الله عليه وآله وكراماته في مكّة والتي ينبغي أن لا تدرس على ضوء المعايير الماديّة فتستبعد، مسلّطاً الضوء على موقف أهل الكتاب منه بين يهود معادين ونصارى مستبشرين محذّرين من مكر اليهود، متوقّفاً عند اهتمام كلّ من عبد المطّلب وأبي طالب رضوان الله عليهما بتربيته، مفسّراً طبيعة مشاركته وعمّه في حرب الفجار. وقد اختتمت المحاضرة بذكر مصائب السبايا في مدينة الكوفة. وفي المحاضرة فوائد ومواقف تجدر الإشارة إليها منها أنّ تدبير النبيّ يوم خيبر في إرسال عمر وأبي بكر لم يكن عبثاً، كيفيّة صلاة النبيّ في الليل وتهجّده، شجاعة رسول الله، صلابة موقف السيّدة زينب ومقاطع من خطبتها في الكوفة.