معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت الصلاة > المجلس الخامس: الصلاة حسنة تذهب السيئات

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت الصلاة

المجلس الخامس:
الصلاة حسنة تذهب السيئات

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390 )

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية اللــه الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس اللـه نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرّحمن الرّحيم‏
والصّلاة على محمّد وآله الطّاهرين‏
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدّين‏

    

الغفلة علّة المعاصي والمراقبة والذكر سبب الطاعات

{وَأَقِمِ الصَّلاة طَرَفَى النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرينَ}.[1]
قد يُبتلى الإنسان أحياناً في هذه الدنيا بارتكاب المعاصي، كما قد تصدر منه في أحيان أخرى الأعمال الصالحة والحسنات، أمّا الذنوب والمعاصي فتصدر منه في وقت الغفلة؛ إذ (لا يَزنِي الزّانِي حِينَ يَزنِي وهو مُؤمِنٌ, ولا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وهو مُؤمِنٌ)[2]، وأمّا الطاعة ففي وقت التذكّر والتنبّه.

    

العروج في مراتب التوحيد سبب لغفران الذنوب

وحيث أنّ نفس الإنسان تمتلك القابليّة للتكامل والارتقاء في مدارج الإنسانيّة ومعارجها العالية، فإنّها عندما تتكامل وتعرج إلى مرتبة أعلى؛ سوف تُغفر لها ذنوبها التي صدرت منها سابقاً وتُمحى بشكل تلقائي، وذلك أنّ النفس إذا تحرّكت من ذاك الأفق خارجةً من ذلك المنزل السابق، ووردت إلى المنزل الأرقى لتحلّق في سطح أعلى، فإنّ ذلك المنزل القديم مع جميع خصوصيّاته وآثاره سيبقى في مكانه، ولن يذهب مع النفس ولن يتحرّك معها. لذا نجد أنّ تلك الذنوب والمعاصي السابقة لم يعد لها وجود خارجي في هذا المنزل الجديد، فتلك الذنوب كانت حالةً قد عرضت للنفس سابقاً، وأمّا الآن بعد أن انتقلت النفس إلى هذا المنزل الجديد، فإنّها ستدخل إليه نظيفةً مطهّرةً من تلك المعاصي. ومن هنا يظهر أنّ أيّ عمل يحرّك الإنسان ويبعث على ترقّيه، سيكون بشكل تلقائيّ موجباً لغفران ذنوبه السابقة، التي تمثّل حالاتٍ دنيّةٍ لنفسه عندما كانت نفسه في المرتبة السابقة.
من هنا نرى أنّ التوحيد مكفّرٌ للذنوب, وأنّه لا يوجد أصلاً في عالم التوحيد أيّ معنىً للمعصية، فالشخص الذي حطّ رحاله في عالم التوحيد, سيكون كالطفل الذي خرج من رحم أمّه طاهراً نقيّاً لا شيء عليه؛ وذلك لأنّ معاصيه السابقة بحسب الفرض كانت مبتنية على عمى بصيرته الباطنيّة, ومشاهدته لعالم الكثرة والغفلة عن الله سبحانه وتعالى, والنظر الاستقلالي إلى غير الله سبحانه وتعالى، وليست المعصية أساساً إلاّ ذلك. غير أنّه وبواسطة المجاهدة والرياضات الشرعيّة وبمعونة الإطاعة والتسليم لأوامر الله سبحانه؛ فإنّ حالته تتغيّر؛ سوف تنقلب الغفلة إلى الذكر، وتتعافى عين باطنه التي تبصـر الحقائق، ويصبح نظره إلى جميع الموجودات نظراً تبعيّاً، وأمّا النظر الاستقلالي فيمسي مختصّاً بذات واجب الوجود سبحانه. وفي هذه المرحلة لن يوجد إلاّ الخير المحض والطهارة الخالصة، ولهذا كان العبور من مرحلة الشرك إلى التوحيد أفضل أنواع التوبة، وأنفع قسم من أقسام المغفرة.

    

التسافل والتردّي سبب لضياع الحسنات

وبالمقابل، فحيث أنّ نفس الإنسان تمتلك قابليّة التنازل والتردّي أيضاً؛ فإذا صدرت منه طاعة لمدّة من الزمان، ثمّ تراجع عن مرتبته نازلاً إلى مراتب دانية فاستولت حجب الغفلة عليه وأعمت عين باطنه، وأصبح متوجّهاً للدنيا وزخارفها، وناسياً لله تعالى، وصار ينظر إلى أسباب الدنيا نظر استقلال.. فإنّ هذا النزول نفسه سيكون موجباً لحبط حسناته السابقة وضياع خيراته السالفة؛ وذلك أنّ تلك الحسنات إنّما صدرت منه في منزل يناسبها من منازل النفس، وقد فارق ذلك المنزل فعلاً، واتّخذ لنفسه منزلاً سيّئاً بدلاً منه، ولذا فإنّ الآثار السابقة ستبقى في المنازل السابقة، وستبقى النفس خالية من الحسنات في منزلها الجديد. وبشكل عامّ يمكن صياغة المطالب المذكورة أعلاه في جملتين مختصرتين بالشكل التالي:
1 إنّ النفس خلال حركتها في قوس الصعود وطيّ مدارج الكمال, كلّما وصلت إلى منزل أو مرحلة أعلى غفرت لها السيّئات المتعلّقة بالمنازل السابقة وانمحت.
2 إنّ النفس إذا تسافلت في قوس النزول وغرقت في مرديات الهوى والنفس الأمّارة؛ فكلّما وصلت إلى منزل أو مرحلة أدنى حبطت جميع الحسنات والخيرات المتعلّقة بالمنازل السابقة واضمحلّت.

    

الآيات الشريفة التي ورد فيها بيان هذه المسألة

لقد تحدّثت عدّة آيات شريفة من القرآن المجيد عن الصورة الأولى؛ وهي غفران الذنوب وتكفيرها:
منها: ما جاء في سورة الفرقان؛ حيث عدّدت الآية صفات عباد الرحمن وخصوصيّاتهم واحدة واحدة. قال عزّ وجل {والَّذينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَة ويَخْلُدْ فيهِ مُهاناً ، إِلَّا مَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيما}[3].
يُلاحظ هنا أنّ كلاً من الإيمان والعمل الصالح والتوجّه [إلى الله] جُعل مكفّراً لقتل النفس المحرّمة والزنا, ففي مقام الإيمان ومنزل العمل الصالح تتطهّر النفس, فتتبدّل جميع السيّئات التي هي من الآثار السابقة للنفس إلى حسنات.
ومنها: ما ورد في سورة محمّد، حيث يقول تعالى: {والَّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وأَصْلَحَ بالَهُم}.[4] فهنا جُعل الإيمان بالله والإيمان بالنبّي وبكتاب الله والعمل الصالح مكفّراً للذنوب والخطايا.
ومنها: ما جاء في حقّ أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا ولم يتّقوا الله عزّ وجلّ:
{ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا واتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ولَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعيم}.[5]
إلى غيرها من الآيات الشريفة الواردة في القرآن المجيد التي تتحدّث عن تكفير الذنوب والمعاصي.
وفي المقابل نجد الكثير من الآيات في القرآن المجيد تتحدّث عن المجموعة الثانية من الأشخاص الذين انحدروا من منزل التقوى والتوحيد؛ فحبطت جميع حسناتهم السابقة وبطلت:
منها: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وهُوَ فِي الآخِرَة مِنَ الْخاسِرين}.[6]
ومنها: قوله تعالى: {مَنْ كانَ يُريدُ الْحَياة الدُّنْيا وزينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فيها وهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ، أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَة إِلَّا النَّارُ وحَبِطَ ما صَنَعُوا فيها وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُون}[7].
يُلاحظ وبشكل واضح أنّ طلب الحياة الدنيا وزينتها في هذه الدنيا ـ وهي حالة وملكة نفسانيّة ـ يسبّب حبط جميع الحسنات وبطلان كلّ الخيرات وأعمال البرّ وجميع أفعال الإنسان.
وقد ورد في سورة الكهف قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمالًا، الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياة الدُّنْيا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً، أُولئِكَ الَّذينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ ولِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَة وَزْنا}[8]، حيث جُعل الكفر بآيات الله سبحانه ولقائه موجباً لحبط الأعمال وضياع الجهود الدنيويّة التي كانت بنظرهم أعمالاً صحيحةً وجيّدة.

    

سوء الظن بالله تعالى هو المردي

ينقل المجلسيّ في بحار الأنوار عن أمالي الصدوق:
إلى أن قال: عَن مُحَمَّدِ بنِ مِسعَرٍ قالَ: كُنتُ عِندَ سُفيانَ بنِ عُيَينَة فَجاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ لَهُ: رُوِيَ عَنِ النَّبِي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنَّهُ قالَ: إنَّ العَبدَ إذا أذنَبَ ذَنبًا ثُمَّ عَلِمَ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَطَّلِعُ عَلَيهِ غَفَرَ [غُفِرَ] لَهُ. فَقالَ ابنُ عُيَينَة: هَذا كِتابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قالَ اللهُ تَعالَى: {وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أَبْصارُكُمْ ولا جُلُودُكُمْ ولكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ، وذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذى ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرين}[9] فَإذا كانَ الظَّنُّ هو المُردِيَ كانَ ضِدُّهُ هو المُنجِي.[10]
يُستفاد بوضوح من هذا المطلب أنّ سوء الظنّ بالله سبحانه وتعالى ـ وهو من آثار البعد والوقوع في المنازل المنحطّة للنفس ـ يستوجب الوقوع في جهنّم, لا نفس الأعمال القبيحة والمعاصي, بل طبقاً لقوله تعالى: {وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ؛ ذلِكُمْ ظَنُّكُم}، فإنّ الذي أرداهم في جهنّم هو هذه الحالة النفسيّة من سوء الظنّ فقط لا غير, وبالتالي فإنّ ضدّ هذا المعنى أي حسن الظنّ بالله ومعرفة أنّ الله مطّلع على الذنوب سيكون سبباً للنجاة والخلاص وموجباً لدخول الجنّة.

    

كيف كانت الصلاة ماحية للسيّئات

ومن هنا يتبّين جليّاً معنى الآية الشريفة المذكورة في مطلع البحث، ويظهر كيف أنّ الصلاة تمحو الذنوب وتذهب السيّئات؛ وذلك أنّ الصلاة من الحسنات، والحسنات تمحو السيئات. إذ الحسنة هي العمل الذي يرضى به الله تعالى، وهو سبحانه إنّما يرتضي الأمور التي تقرّب العبد إليه، والعمل الذي يقرّب الإنسان إلى ربّه هو الذي يصدر منه عن إخلاص. ومن هنا فإنّ الصلاة ـ التي هي عبارة عن التوجّه التامّ إلى الله تعالى ـ ستحلّق بالمؤمن إلى أنوار الملكوت، وهناك لا يبقى معنى للذنب.
ينقل في الكافي بسند متّصل عن أبِي ‏عَبدِ اللهِ عليه السّلام في قَولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات}[11]، قالَ: صَلاة المُؤمِنِ بِاللَّيلِ تَذهَبُ بِما عَمِلَ مِن ذَنبٍ بِالنَّهارِ.[12]
وينقل في نفس الكتاب بسند متّصل عن أبي ‏عبدالله عليه السّلام، قال:
مَن صَلَّى رَكعَتَينِ يَعلَمُ ما يَقُولُ فيهِمَا انصَرَفَ ولَيسَ بَينَهُ وبَينَ اللهِ ذَنبٌ.[13]
كما روى في كتاب من لا يحضره الفقيه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قالَ: إنَّما مَثَلُ الصَّلاة فيكُم كَمَثَلِ السَّرِي [14] وهو النَّهَرُ عَلَى بابِ أحَدِكُم، يَخرُجُ إلَيهِ في اليَومِ واللَّيلَة يَغتَسِلُ مِنهُ خَمسَ مَرّاتٍ؛ فَلَم يَبقَ الدَّرَنُ[15] مَعَ الغُسلِ خَمْسَ مَرّاتٍ ولَمْ تَبْقَ الذُّنُوبُ مَعَ الصَّلاة خَمْسَ مَرّاتٍ.[16]
ويروي في كتاب «من لا يحضره الفقيه» عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "لمّا هبط آدم من الجنّة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدمه، فطال حزنه وبكاؤه على ما ظهر به، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: ما يبكيك يا آدم؟ فقال: مِن هذه الشامة التي ظهرت بي، قال: قم يا آدم فصلِّ فهذا وقت الصلاة الأولى، فقام فصلّى، فانحطّت الشامة إلى عنقه، فجاءه في الصلاة الثانية فقال: قم فصلّ يا آدم فهذا وقت الصلاة الثانية، فقام فصلّى فانحطّت الشامة إلى سرّته، فجاءه في الصلاة الثالثة فقال: يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الثالثة، فقام فصلّى فانحطّت الشامة إلى ركبتيه، فجاءه في الصلاة الرابعة فقال: يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الرابعة، فقام فصلّى فانحطّت الشامة إلى قدميه، فجاءه في الصلاة الخامسة فقال: يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الخامسة، فقام فصلّى فخرج منها فحمد الله وأثنى عليه، فقال جبرئيل عليه السلام: يا آدم مثل ولدك في هذه الصلوات كمثلك في هذه الشامة، من صلّى من ولدك في كلّ يومٍ وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجتَ من هذه الشامة"[17].
ويروي أيضا المرحوم الحاج الميرزا حسين النوري أعلى الله مقامه في كتاب «مستدرك وسائل الشيعة»: رَأى صلّى الله عليه وآله وسلّم رَجُلاً يَقُولُ: اللهُمَّ اغفِر لِي ولا أراكَ تَفعَلُ! فَقالَ صلّى الله عليه وآله وسلّم [لَهُ‏]: لِمَ يَسُوءُ ظَنُّكَ [تُسَوِّءُ ظَنَّكَ‏]؟ قالَ: [لأنِّي‏] أذنَبتُ في الجاهِلِيَّة والإسلامِ. فَقالَ صلّى الله عليه وآله: أمّا ما أذنَبتَ في الجاهِلِيَّة فَقَد مَحاهُ الإيمانُ[18]؛ وما فَعَلتَ في الإسلامِ؛ الصَّلاة إلى الصَّلاة كَفّارَة ما [لِمَا] بَينَهُما.[19]
وذكر في تفسير «مجمع البيان» ضمن تفسير الآية المباركة {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات} ما يلي: ذَكَرَ الواحِديُّ بِإسنادِهِ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَة عن عَليِّ بنِ زَيدِ عن أبي عُثمانَ قالَ: كُنتُ مَعَ سَلمانَ تَحتَ شَجَرَة فَأخَذَ غُصنًا يابسًا مِنها فَهَزَّهُ حتى تَحَاتَ وَرَقَهُ، ثُمَّ قالَ: يا أبا عُثمانَ! ألا تَسألُنِي لِمَ أفعَلُ كَذا [هَذا]؟ قُلتُ: ولِمَ تَفعَلُهُ؟ قالَ: هَكَذا فَعَلُهُ رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيه وآله وسَلَّم، وأنا مَعَهُ تَحتَ شَجَرَة فَأخَذَ مِنها غُصنًا يَابسًا فَهَزَّهُ حتّى تَحَاتَ وَرَقَهُ، ثُمَّ قالَ: ألا تَسألُنِي يا سَلمانُ لِمَ أفعَلُ هَذا؟ قُلتُ: ولِمَ فَعَلتَهُ؟ قالَ: إنَّ المُسلِمَ إذا تَوَضَّأ فَأحسَنَ الوضوءَ ثُمَّ صَلَّى الصَّلَواتَ الخَمسَ تَحاتَتْ خَطاياهُ كَما يَتَحاتُّ هَذا الوَرَقُ، ثُمَّ قَرَأ هَذِه الآيَة {وأقِمِ الصَّلاة} إلى آخَرِها.[20]
كما أنّه روى بإسناده عن عليّ بن أبي ‏طالب عليه السّلام قال:
كُنّا مَعَ رَسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيه وآلِه وسَلَّم فِي المَسْجِدِ نَنتَظِرُ الصَّلاة، فَقامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللهِ! إنّي أصَبْتُ ذَنْبًا، فَأعْرَضَ عَنهُ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ الصَّلاة قَامَ الرَّجُلُ فَأعَادَ القَولَ؛ فَقالَ النبيّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: ألَيسَ قَد صَلَّيتَ مَعَنا هَذِهِ الصّلاة وأحْسَنتَ لَها الطَّهورَ؟ قَالَ: بَلَى! قالَ: فَإنَّها كَفّارَة ذَنْبِكَ.[21]
وقال في «مجمع البيان»:
ورَوَى أصْحابُنا عَن ابنِ مَحبوبِ عَن إبراهِيمَ الكَرخِي قالَ: كُنتُ عِندَ أبي ‏عَبدِ اللهِ عَلَيهِ السّلامُ إذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ المَدينَة، فَقالَ لَه: مِن أينَ جِئتَ؟ ثُمَّ قالَ لَه: تَقولُ جِئتُكَ مِن هَيهُنا وهَيهُنا لِغَيرِ مَعاشٍ تَطلُبُهُ ولا لِعَملٍ تَكسِبُهُ؛ انظُرْ بِماذا تَقطَعُ يَومَكَ ولَيلَتَكَ! واعلَمْ أنَّ مَعَكَ مَلكًا كَريمًا مُوكّلاً بِكَ يَحفَظُ عَلَيكَ ما تَصنَعُ ويَطَّلِعُ على سِرِّكَ الَّذِي تُخفِيهِ مِن النّاسِ؛ فَاسْتَحيِي، لا تَستَحْقِرَنَّ سَيِّئَة فَإنّها سَتَسوؤُكَ يَومًا ولا تحقرَنَّ حَسَنَة وإن صَغُرَتْ عِندَكَ وقَلَّت فِي عَينِكَ فَإنّها سَتَسُرُّكَ يَومًا.
واعْلَمْ أنّه لَيسَ شَي‏ءٌ أضَرَّ عاقِبَة ولا أسرَعَ نَدامَة مِن الخَطِيئَة، وأنّه لَيسَ شَي‏ءٌ أشدَّ طَلَباً ولا أسرَعَ دَرْكًا لِلخَطِيئَة مِن الحَسَنَة؛ أمَا إنّها لَتَدركُ الذَّنبَ العَظيمَ القَديمَ المَنسِي عِندَ عامِلِهِ فَتَجْتَذِبُهُ وتَسقُطُهُ وتَذهَبُ بِه بَعدَ إثباتِهِ، وذَلكَ قَولُ اللهِ سُبحانَهُ:
{إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ َ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرين}.[22]
ويروي في «بحار الأنوار» عن «غوالي اللئالي» و«مجمع البيان» والعياشي عن أبي حمزة الثُمالي أنّه قال:
سَمِعتُ أحَدَهُما عليه السّلام يَقُولُ: إنَّ عَلِيًّا عليه السّلام أقبَلَ على النّاسِ فَقالَ: أيَّة آيَة في كِتابِ اللهِ أرجَى عِندَكُم؟ فَقالَ بَعضُهُم: >{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاء}
؛[23] قالَ: حَسَنَة ولَيسَت إيّاها. وقالَ بَعضُهُم {ومَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحيما}[24] قالَ: حَسَنَة ولَيسَت إيّاها. وقالَ بَعضُهُم: {يا عِبادِي الَّذينَ أَسْرَفُوا على أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعا}؛[25] قالَ: حَسَنَة ولَيسَت إيّاها. وقالَ بَعضُهُم: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَة أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ومَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ اللَّهُ ولَمْ يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَة مِنْ رَبِّهِمْ وجَنَّاتٌ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدينَ فيها ونِعْمَ أَجْرُ الْعامِلين}؛[26] قَالَ: حَسَنَة ولَيسَت إيَّاهَا. قَالَ: ثُمَّ أحجَمَ النّاسُ فَقالَ: ما لَكُم‏ يا مَعشَرَ المُسلِمِينَ؟ قالُوا لا واللهِ ما عِندَنا شَي‏ءٌ! قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم يَقُولُ: أرجَى آيَة في كِتابِ اللهِ: {وَأَقِمِ الصَّلاة طَرَفَي النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرين}؛[27] وقالَ: يا عَلِي! والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ بَشِيرًا ونَذِيرًا، إنَّ أحَدَكُم لَيَقُومُ إلى وُضُوئِهِ فَتَساقَطُ عَن جَوارِحِهِ الذُّنُوبُ، فَإذا استَقبَلَ اللهَ بِوَجهِهِ وقَلبِهِ لَم يَنفَتِلْ عَن صَلاتِهِ وعَلَيهِ مِن ذُنُوبِهِ شَي‏ءٌ كَما وَلَدَتهُ أمُّهُ، فَإن أصابَ شَيئًا بَينَ الصَّلاتَينِ كانَ لَهُ مِثلُ ذَلِكَ حتى عَدَّ الصَّلَواتِ الخَمسَ.
ثُمَّ قالَ: يا عَلِي! إنَّما مَنزِلَة الصَّلَواتِ الخَمسِ لأمَّتِي كَنَهَرٍ جارٍ على بابِ أحَدِكُم، فَما يَظُنُّ [ظَنَ‏] أحَدُكُم لَو كانَ في جَسَدِهِ دَرَنٌ ثُمَّ اغتَسَلَ في ذَلِكَ النَّهَرِ خَمسَ مَرّاتٍ [في اليَومِ‏]؛ أكانَ يَبقَى في جَسَدِهِ دَرَنٌ؟ فَكَذَلِكَ واللهِ الصَّلَواتُ الخَمسُ لأمَّتِي.
[28]

    

آثار الصلاة وفوائدها مختصّة بالمؤمنين لا من اتخذ دينه لعبا ولهوا

إلاّ أنّ من المؤكّد أنّ هذه الفوائد مختصّة بالمؤمنين من أصحاب العقيدة الصحيحة والولاية الحقّة, الذين صدرت منهم بعض الذنوب بسبب النفس الأمّارة, أمّا أولئك الذين خلت قلوبهم من الاعتقاد الصحيح والذين يقضون أيّامهم بحالةٍ من الجحود والاستكبار, واتّخذوا دينهم لعباً ولهواً؛ فإنّ صلاتهم لن تزيدهم من الله إلّا بعداً. فحتّى عمر بن سعد قد صلّى على قتلاه في كربلاء, لكنّه في نفس الوقت قام بترك البدن المطهّر لسبط رسول الله وأجساد أولاده وإخوته وبني أعمامه على رمضاء كربلاء عراة بلا كفن ولا رداء.
ينقل ابن قولويه في كتاب «كامل الزيارات» عن الإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال: إنّه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا وقتل أبي عليه السلام وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله، وحُملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا، فعظم ذلك في صدري واشتدّ لما أرى منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبيّنت ذلك منّي عمّتي زينب الكبرى بنت عليّ عليه السلام، فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وأخوتي، فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيّدي وأخوتي وعمومتي وولد عمّي وأهلي مضرّجين بدمائهم، مرمّلين بالعرى، مسلّبين، لا يكفّنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر[29]، فقالت: لا يجزعنّك ما ترى فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرّجة وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً.
فقلت: وما هذا العهد وما هذا الخبر، فقالت: نعم حدّثتني أمّ أيمن أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زار منزل فاطمة عليها السلام في يوم من الأيام، فعملت له حريرة وأتاه عليّ عليه السلام بطبق فيه تمر، ثمّ قالت أم أيمن: فأتيتهم بعسّ فيه لبن وزبد، فأكل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من تلك الحريرة، وشرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وشربوا من ذلك اللبن، ثمّ أكل وأكلوا من ذلك التمر والزبد، ثم غسل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يده وعليّ يصبّ عليه الماء، فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه، ثم نظر إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا به السرور في وجهه، ثمّ رمق بطرفه نحو السماء مليّاً، ثم وجّه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا، ثم خرّ ساجداً وهو ينشج، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه، ثم رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنّها صوب المطر، فحزنت فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام، وحزنت معهم لما رأينا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهِبْناه أن نسأله، حتّى إذا طال ذلك قال له عليّ وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله؟ لا أبكى الله عينيك! فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك، فقال: يا أخي سررت بكم
وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا: فقال: يا حبيبي إنّي سررت بكم سروراً ما سررت مثله قطّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته فيكم، إذ هبط عليَّ جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فأكمل لك النعمة وهنّأك العطيّة، بأن جعلهم وذريّاتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك في الجنّة، لا يفرّق بينك وبينهم، يُحبَون كما تُحبى، ويعطَون كما تعطى، حتّى ترضى وفوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملّتك ويزعمون أنّهم من أمّتك برءًا من الله ومنك، خبطاً خبطاً وقتلاً قتلاً، شتّى مصارعهم نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمد الله عزّ وجلّ على خيرته وارضَ بقضائه. فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم. ثمّ قال لي جبرئيل: يا محمّد إنّ أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمّتك، متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك، يقتله أشرّ الخلق والخليقة وأشقى البريّة، يكون نظير عاقر الناقة، ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كلّ حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم، وإنّ سبطك هذا وأومى بيده إلى الحسين عليه السلام مقتول في عصابة من ذرّيتك وأهل بيتك وأخيار من أمتّك بضفة الفرات بأرض يقال لها: كربلاء، من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذرّيتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة. وإنّها من بطحاء الجنّة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات بأهلها. [30]


[1] ـ سورة هود (11) الآية 114.

[2] ـ الكافي، ج 2، ص 32؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 122 مع اختلاف.

[3] ـ سورة الفرقان (25) آيات 68 الى 70.

[4] ـ سورة محمّد (47) الآية 2.

[5] ـ سورة المآئدة (5) الآية 65.

[6] ـ سورة المآئدة (5) الآية 5.

[7] ـ سورة هود (11) الآية 15 و16.

[8] ـ سورة الكهف (18) آيات 103 إلى 105.

[9] ـ سورة فصلت، الآيتان رقم 22 و23

[10] ـ بحار الأنوار، الطبعة الجديدة، ج 60 ،ص 3

[11] ـ سورة هود (11) جزء من الآية 114.

[12] ـ الكافي، ج 3، ص 266.

[13] ـ الكافي، ج 3، ص 266.

[14] ـ السَّرِي: النهر الصغير.

[15] ـ الدَّرَن: الوَسَخ.

[16] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 211؛ ورواه في الوسائل أيضاً بسند آخر مع أدنى اختلاف في اللفظ، ج 3، ص 9.

[17] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 138، الطبعة القديمة.

[18] ـ ورد في كثير من الروايات أنّه: إنّ الإسلام يجبّ ما قبله.

[19] ـ مستدرك الوسائل، ج 1، ص 170 الطبعة القديمة؛ وج 3، ص 16 الطبعة الجديدة.

[20] ـ مجمع البيان، ج 5، ص 345.

[21] ـ مجمع البيان، في ذيل الآية (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات) ج 5، ص 345.

[22] ـ نفس المصدر.

[23] ـ سورة النّسآء (4) صدر الآية 48 وصدر الآية 116.

[24] ـ سورة النّسآء (4) الآية 110.

[25] ـ سورة الزّمر (39) الآية 53.

[26] ـ سورة آل عمران (3) الآية 135 و136.

[27] ـ سورة هود (11) الآية 114.

[28] ـ بحار الأنوار، الطبعة الحجريّة، ج 18، ص 9، والأول ص 10 من كتاب الصلاة؛ ومن الطبعة الحروفيّة، ج 79، ص 220؛ وفي مجمع البيان، ج 5، ص 220.

[29] ـ ناسخ التواريخ، الجزء المختّص بسيرة سيّد الشّهداء عليه السّلام، ج 3، ص 30؛ العوالم، الامام الحسين عليه السّلام، ص 362.

[30] ـ هذا القسم المذكور من هذه الرواية هو من ترجمة المرحوم سپهر صاحب كتاب ناسخ التواريخ, علماً أنّ أصل هذه الرواية موجود في كتاب كامل الزيارات ص 126 بهذا السند والطريق:حدثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثني محمّد بن أبى القاسم ماجيلويه عن محمّد بن علي القرشى عن عبيد بن يحيى الثورى عن محمّد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: زارَنا رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيه وآله وسَلَّم ذَاتَ يَومٍ، فَقَدِمْنا إلَيهِ طَعامًا وأهدَتْ إلَينا أمّ أيمَنَ صَحْفَة مِن تَمرٍ وقَعْبًا من لَبَنٍ وزَبَدٍ فَقَدِمْنا إليهِ فَأكَلَ مِنْهُ؛ فَلَمّا فَرَغَ قُمْتُ وسَكَبتُ عَلَى يَدَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآله ماءً، فَلَمّا غَسَلَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجهَهُ ولِحيَتَهُ بِبَلَّة يَدَيهِ ثُمّ قامَ إلى مَسجِدٍ في جانِبِ البَيتِ وصَلَّى وخَرَّ ساجِدًا فَبَكَى وأطالَ البُكاءَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَمَا اجْتَرَى مِنّا أهْلُ البَيتِ أحَدٌ يَسألُهُ عَن شَىيءٍ. فَقامَ الحُسينُ عَليه السّلام يَدرُجُ حَتَّى صَعَدَ عَلَى فَخذَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليه وآله، فَأخَذَ بِرَأسِهِ إلَى صَدْرِهِ ووَضَعَ ذَقنَهُ عَلَى رَأسِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليه وآلِه ثُمّ قالَ: يا أبَتِ ما يُبكِيكَ؟ فَقالَ لَه: يا بُنَيَ! إنّي نَظَرتُ إلَيكُم اليَومَ فَسَرَرْتُ بِكُم سُرورًا لَم أسُرُّ بِكُم قَبْلَهُ مِثلَهُ، فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَأخْبَرَنِي إنَّكُم قَتْلَى وإنّ مَصَارِعَكُم شَتَّى؛ فَحَمِدْتُ اللهَ عَلَى ذَلك وسَألتُ لَكُم الخِيَرَة، فَقالَ لَه: يا أبَه! فَمَن يَزورُ قُبورَنا ويَتَعاهَدَها عَلَى تَشَتُّتِها؟ قالَ: طَوائِفَ من أمَّتِي يُريدونَ بِذلِك بِرِّي وصِلَتي، أتَعاهَدُهُم فى الموقِفِ وآخُذُ بِأعْضادِهِم فَأنجِيهِم مِن أهوَالِهِ وشَدَائِدِهِ؛ تمّت. ولكن يبدو أنّ ما ترجمه المرحوم سپهر لم تكن لهذا الحديث المذكور ولعلّها لحديث آخر*. * [أقول: الأمر كما ذكر سماحته، فالرواية التي ترجمها صاحب ناسخ التواريخ (وذكرت في المتن) موجودة في هامش كتاب كامل الزيارات ص449 وهي غير الرواية التي نقلها سماحته في الهامش. (المترجم)]

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->