الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الجمعه  19 جمادي الاُولي  1446 - Fri  22 Nov 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > قصص ومواقف > ملاقاة كريمة الشيخ الأراكي لإمام الزمان عجل الله فرجه


_______________________________________________________________

هو العليم

ملاقاة كريمة الشيخ الأراكي لإمام الزمان عجل الله فرجه

سماحة العلامة

آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه

_______________________________________________________________

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

    

لقاء كريمة آية الله الأراكيّ إمام العصر عليه السلام‏

و قد وقعت قضيّة جديرة بالتأمّل خلال السنتين الأخيرتين في أيّام الحجّ، و هذه القضيّة متعلّقة بكريمة شيخ طائفة الأعلام آية الله آقا الميرزا محمّد على الأراكيّ دام ظلّه العالي[1]، و هو من علماء الطراز الأوّل البارزين في الحوزة العلميّة المقدّسة في قم، و من الزهّاد و العبّاد العدول و ممّن لا يشكّ في وثاقته العامّة و الخاصّة.
يقول: إنّ كريمتي من النساء الصالحات المتديّنات، و قد تكفّلت بنفسي بأمورها الشرعيّة و بأمر تعليمها و تربيتها و تأديبها، و كانت تحت إشرافي في جميع أمورها منذ نعومة أظفارها. و لا يعترضني الريب أبداً في صدقها.
و كانت قد سافرتْ إلى بيت الله الحرام في موسم الحجّ بمفردها دون أن يصحبها زوجها. و كانت من العفّة و الحياء و اجتناب الرجال بحيث أقلقها أمر سفرها بمفردها، لذا كان التفكير شغلها الشاغل. فقد كانت تتساءل: «يا إلهي! كيف لي بالسفر وحدي؟ إنّني لم أتشرّف بزيارة بيت الله الحرام حتّى الآن، و لا أعلم شيئاً عن مناسك الحجّ و آدابه، فكيف سأطوف و أسعى؟» حتّى حان موعد السفر، فقلت لها أثناء الحركة: «كرّري هذا الذكر و سافري: يَا عَلِيمُ يَا خَبِيرُ؛ فإنّ الله سيُعينك».
و لأنّ هذا السفر هو سفر واجب فمن الطبيعيّ أنّ الله سبحانه سيرعى ضيوفه الذين لا يهتدون سبيلًا.
و قد أتمّت كريمتنا سفرها بحمد الله و منّه و عادت موفّقة سالمة و حكت لنا ما وقع لها في مكّة المكّرمة عند ورودها إلى بيت الله الحرام للقيام بالطواف فقالت:
«لقد أحرمتُ ثمّ دخلت المسجد الحرام لأطوف، فشاهدت أنّ الناس قد احتشدوا حول الكعبة بشكل يتعذّر عَلَيّ معه أن أطوف؛ فاهتديت إلى الحجر الأسود الذي يمثّل نقطة بداية الطواف، بَيدَ أنّي كلّما حاولت الشروع من هناك و الطواف حول الكعبة عجزتُ. فأحسستُ بالعجز و الحيرة، و قلت ضارعة: يا إلهي! لقد جئتُ للطواف حول بيتك، و أنت ترى أن لا قدرة لي على ذلك مع هذا الازدحام و هذا الجمع. فماذا سأفعل يا إلهي، فإنّي عاجزة؟!
فشاهدتُ فجأة أنّ هناك مكاناً فارغاً على شكل اسطوانيّ قد انفتح بمحاذاة الحجر الأسود، و سمعت صوتاً يهمس في أذني قائلًا: أوكلي نفسك إلى إمام عصرك و طوفي معه في هذا المكان! فدخلتُ في ذلك المكان الاسطوانيّ الفارغ، و شاهدت أمامي إمام العصر عليه‏السلام منهمكاً بالطواف مع شخص آخر يسير خلفه من جهة اليسار تقريباً، فانشغلتُ بالطواف خلفهما، و بدأتُ من عند الحجر الأسود و أتممتُ سبعة أشواط على هذا المنوال. فلم أحسّ في هذه المدّة باحتشاد الناس، بل و لم يصب بدني و لا يدي إصبع أحد، و كنت في جميع الأشواط السبعة أتوسّل بالإمام و أمسح بيدي على كتفه في ضراعة و رجاء، إلّا أنّني لم أكن أشاهد وجه الإمام، إذ كان منهمكاً بالطواف ناظراً إلى الأمام.
و عندما انتهت الأشواط السبعة شاهدت نفسي خارج تلك الحلقة و قد اختفى من أمام ناظري الإمام و ذلك الشخص الآخر، فلم أعد أشاهدهما. و أنا آسفة على أمرٍ واحد في هذه الواقعة، و هو أنّني لم أسلّم على الإمام لأسمع جواب سلامه أيضاً».
يقول آية الله الأراكيّ مدّ ظله السامي: «هذه هي نتيجة الانقطاع إلى الله عزّ و جلّ، و نتيجة الإحساس بالعجز و الفاقة إليه، و التبتّل و الابتهال إليه سبحانه. و لقد تشرّفت بالسفر لأداء الحجّ، و كنت في غاية الشوق و اللهفة لاستلام الحجر الأسود، فذهبتُ يوماً للطواف مع جمع من الأصدقاء عسى أن يعينوني خلال الزحام فأستلم الحجر مرّة. حتّى أنّني اقتربتُ من الحجر برفقة الأعوان و المرافقين وكدت استلمه بيدي، و إذا فجأة قد ازداد ضغط ازدحام الناس، بحيث قذف بنا بعيداً فسقط كلّ واحد منّا في جانب. و هذه هي نتيجة عدم الانقطاع إلى الله عزّ و جلّ، و التي تمثّلت ـ عموماً ـ في اعتمادنا على أولئك المرافقين».


[1] ـ الكتاب مؤلّف قبل رحيله قُدّس سرّه. و قد حافظنا على عبارة المصنّف، فاقتضي التنويّه. (م)

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی