_____________________________________________
الأربعين في التراث الشيعي
_____________________________________________
وهو ترجمة لكتاب (أربعين در فرهنگ شيعه) لسماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني حفظه الله، قامت بترجمته لجنة الترجمة والتحقيق لنشر العلوم والمعارف الإسلامية، ويتألف هذا الكتاب من مقدّمة وثلاثة فصول, طبع سنة 1426 هجريّة قمريّة, وهو عبارة عن دراسة عنوان "الأربعين" في التراث الشيعي ضمن موارده المتعدّدة وجوانبه المختلفة, وقد تمّ في هذا الكتاب إثبات أنّ هذا العنوان مختصّ بسيّد الشهداء عليه السلام؛ ذلك لأنّ مدرسة التشيّع مبنيّة على الطاعة والانقياد الصرف لولاية الإمام المعصوم ويرى أن تجاوز ذلك حرام, فالمذهب الذي تكون الولاية عماده الأساسيّ, سوف يكون طرح الأحكام ووضعها والتعدّي عن حدود الولاية بدعة ومنافاةً للعبوديّة, لذلك فإنّ إقامة الأربعين على الأموات ـ سواء بقصد التأسّي بما هو وارد أو بقصد الرجاء ـ بدعة محرّمة, وذلك لأنّه لم نجد أثراً لهذا الأمر في سنّة النبيّ الأكرم وسيرة أئمّة أهل البيت عليهم السلام حتّى زمان الغيبة الصغرى , بل الوارد من الشرع المقدّس هو إقامة ثلاثة أيّام للتعزية وقراءة القرآن والدعاء بالمغفرة للميّت, وهو ما أفتى به الفقهاء العظام.
فالأربعين في التراث والثقافة الشيعيّة مختصّ بسيّد الشهداء عليه السلام, والأحاديث الواردة عن المعصومين مصرّحة بذلك, حتّى أنّه لم يعقد أربعين لنفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, ولم يبلغنا شيء عن الأئمّة يشير إلى إقامة الأربعين طوال تاريخ الأئمّة. وكذلك إقامة الأسبوع والذكرى السنويّة, فإنّهما مخالفان للسيرة والسنّة الواردة عن الشرع المقدّس.
وهنا, يتوسّع المؤلّف ليحقّق ـ نقداً وإيراداً ـ في كلّ ما يعتبر بدعة, ومستوجباً لهدم السيرة النبويّة وعترته الطاهرة عليهم السلام, بالأخصّ الانحرافات التي أُحدثتْ في قالب التعزية لسيّد الشهداء عليه السلام.
ومما ورد في هذا الكتاب: التشريع الإسلامي في مسألة "الأربعين" وعلاقته بعالم التكوين, بلوغ مرحلة العقلانيّة للإنسان إنّما يحصل في سنّ الأربعين, كلام المرحوم العلاّمة بحر العلوم في فيما يتعلّق بعدد "الأربعين", ما يستفاد من الروايات في بيان آثار و تأثير عدد "الأربعين", فلسفة ثورة الإمام أبي عبد الله عليه السلام, مجالس التعزية لسيّد الشهداء قد ابتعدت عن مبناها الأصيل, لا يمكن أن نفهم حقيقة سيد الشهداء عليه السلام من خلال واقعة كربلاء بمفردها, زيارة الأربعين لسيّد الشهداء هي من شعائر التشيّع, الإمام الحسن العسكري عليه السلام يعتبر أنّ زيارة الأربعين من علامات الإيمان, أهل البيت بعد رجوعهم من الأسر أقاموا العزاء في المدينة لمدّة ثلاثة أيّام فقط, التعرّض لبعض مظاهر الانحرافات والبدع في مراسم العزاء ودفن الأموات في أوساطنا, تعميم "الأربعين" لغير الإمام الحسين عليه السلام يؤدّي إلى إخراجه عن كونه شعاراً للتشيّع.
|