كـلّ يومٍ للحـادثاتِ عــوادٍ
|
|
ليس يقوى رضْوى على ملتقاها
|
كيف يُرجى (الخلاصُ) منهنَّ إلا
|
|
بذِمامٍ من سيّدِ الرسْـل (طه)
|
معقلِ الخائفين من كلِّ خـوفٍ
|
|
أوفرِ العربِ ذمّةً أوفاهـــا
|
مصدرِ العلمِ ليـس إلا لديـهِ
|
|
خبرُ الكائنـاتِ من مبتداهـا
|
ملكٌ يحتوي ممالكَ فضــلٍ
|
|
غير محدودةٍ جهاتَ علاها
|
لو أُعيرتْ من سلسبيلِ نداه
|
|
كرةُ النارِ لاستحالتْ مياها
|
هوَ ظلّ اللهِ الذي لو أوَتـْه
|
|
أهلُ وادي جهنَّمَ لحماها
|
عَلَمٌ تلْـحظُ العوالمُ مـنه
|
|
خير من حلّ أرضها وسماها
|
ذاك وذو إمرةٍ على كلّ أمرٍ
|
|
رتبة ليس غيرُه يؤتاها
|
ذاك أسخى يداً وأشجعُ قلباً
|
|
وكذا أشجعُ الورى أسخاها
|
ما تناهتْ عوالمُ العلمِ إلا
|
|
وإلى ذاتِ (أحمدٍ) منتهاها
|
أيّ خَلْقِ الله أعظمَ منـه
|
|
وهُو الغايةُ التي استقصاها
|
قَلَبَ الخافقينِ ظهراً لبطنٍ
|
|
فرأى ذاتَ (أحمدٍ) فاجتباها
|
من تُرى مثلهُ إذا شاء يوماً
|
|
محوَ مكتوبةِ القضاءِ محاها
|
رائدٌ لا يزودُ إلا العـوالي
|
|
طابَ من زهرةِ القنا مجتناها
|
ذاتَ علْم بكـلِّ شيءٍ كأنّ
|
|
اللوحَ ما أثبتَتْهُ إلا يداها
|
لستُ أنسى لهُ منازلَ قدسٍ
|
|
قد بناها التقى فأعلَى بِناها
|
ورجالاً أعـزّةً في بيوتٍ
|
|
أذنَ اللهُ أنْ يُعزَّ حِماهــا
|
سادةٌ لا تريدُ إلا رضى الـ
|
|
ـلهِ كما لا يريدُ إلا رضاها
|
خصّها من كمالهِ بالمعاني
|
|
وبأعلَى أسمائهِ سمّاهـا
|
لم يكونوا للعرشِ إلا كنوزاً
|
|
خافياتٍ سبحانَ من أبداها
|
كمْ لهم ألسُنٌ عنِ الله تُنبي
|
|
هيَ أقلامُ حكمةٍ قد براها
|
وهُمُ الأعينُ الصحيحاتُ تُهدي
|
|
كلَّ نفسٍ مكْفوفةٍ عيناهـا
|
عُلَماءٌ أئمـةٌ حكـماءٌ
|
|
يهتدي النجمُ باتِّباعِ هُداها
|
قادةٌ علمُهمْ ورأْيٌ حجاهمْ
|
|
مُسمعاً كلَّ حكمةٍ منظراها
|
ما أُبالي ولو أهيلتْ على الأرضِ
|
|
السماواتُ بعدَ نيلِ وِلاها
|
من يُباريهمْ وفي الشمسِ معنىً
|
|
مجْهدٌ متْعبٌ لمن باراهـا
|
ورِثوا منْ "محمَّدٍ" سبقَ أُولا
|
|
ها وحازوا ما لم تَحُزْ أخراها
|
آيةُ اللهِ حكمةُ اللهِ سيفُ الـ
|
|
ـلهِ والرَّحمةُ التي أهداها
|
فأريحي لهُ العلَى شـاهداتٍ
|
|
إنَّ منْ نعلِ أخمصيْهِ عُلاها
|
نيّرُ الشكلِ دائرٌ في سمـاءٍ
|
|
بالأعاجيبِ تستديرُ رحاها
|
فاضَ للخلقِ منه علْمٌ وحلْمٌ
|
|
أخذَتْ عنهما العقولُ نُهاها
|
واستعارتْ منهُ الرسالةُ شمساً
|
|
لم يزلْ مشرقاً بها فَلَكاها
|
حيِّ ذاكَ المليحَ أيَّ ثــمارٍ
|
|
من حبيبيّةِ الإلهِ اجتناهـا
|
ما عسى أنْ أقولَ في ذي مَعالٍ
|
|
علّةُ الكونِ كلّهِ إحْدَاهـا
|
كمْ على هذهِ له من أيــادٍ
|
|
ليستِ الشمسُ غيرَ نارِ قِراها
|
ولهُ في غدٍ مضيفُ جنـانٍ
|
|
لم يحلْ حسْنُها ولا حسناها
|
كيفَ عنهُ الغنى بجودِ سواهُ
|
|
وهْوَ مِنْ صورةِ السماحِ يداها
|
أينَ مِن مكْرُماتِهِ معصِراتٍ
|
|
دونَ أدْنى نوالِهِ أنْداهـا
|
مَلأتْ كَفّهُ العوالمَ فضـلاً
|
|
فلِهذا استحالَ وجهٌ خَلاها
|
بأبي الصّارمُ الإلهيُّ يبرى
|
|
عنقَ الأزمَّةِ الشديدِ براها
|
جاورَتْه طريدةُ الدين علماً
|
|
أنّه ليثُها الذي يرعاها
|
نطَقَتْ يومَ حملهِ معجزاتٌ
|
|
قَصُرَ الوهمُ عن بلوغِ مداها
|
بشَّرَتْ أمَّهُ به الرسلُ طراً
|
|
طرباً باسمهِ فيا بشراها
|
تلتقي كلُّ دورةٍ برســولٍ
|
|
أيُّ فخرٍ للرُّسْلِ في مُلتقاها
|
كيفَ لمْ يفخَروا بدَورَةِ مولى
|
|
فَخِرَ الذكرُ باسمه وتباهى
|
لم يكنْ أكرمَ النبيـينَ حتَّى
|
|
علمَ اللهُ أنّهُ أزكاهـا
|
فلِتَقْواهُ تنثني الرسْلُ حسرَى
|
|
حيثُ لا تستطيعُ نيلَ ذراها
|
نوَّهَتْ باسمهِ السماواتُ والأر
|
|
ضُ كما نوّهَتْ بصبحٍ ذُكاها
|
وبدَا في صفايحِ الصحْفِ منهُ
|
|
بدرُ إقْبالِها وشمسُ ضُحاها
|
وغدَتْ تنشرُ الفضائلَ عنهُ
|
|
كلُّ قومٍ على اختلاف لغاها
|
وتـمنّوْهُ بكرةً وأصــيلاً
|
|
كلُّ نفسٍ تودُّ وشْكَ مِناهـا
|
وتنادتْ به فلاسـفةُ الكهّـ
|
|
ـانِ حتى وعَى الأصمُّ نِداها
|
وَصَفُوا ذاتَهُ بما كانَ فيـها
|
|
من صفاتٍ كمَنْ رأى مرءاها
|
طَرِبَتْ لاسمهِ الثَّرى فاسْتطالَتْ
|
|
فوْقَ عُلْوِيَّةِ السما سُفلاهـا
|
ثمَّ أثْنَتْ عليهِ إنْسٌ وجـنٌّ
|
|
وعلى مثلهِ بحقٍّ ثناهــا
|
لم يزالوا في مركزِ الجهلِ حتّى
|
|
بَعَثَ اللهُ للورَى أزكاهـا
|
فأتَى كاملَ الطبيعةِ شمـساً
|
|
تَستمدُّ الشموسُ منه سناها
|
وإلى فارسٍ سرى منه سـرٌّ
|
|
فاستحالتْ نيرانُها أمواها
|
وأحاطتْ بها البوايـقُ حتّى
|
|
غاضَ سلْسالُها وفاضَ ظماها
|
وأقامَت في سفْحِ إيوانِ كسرى
|
|
ثلمةٌ ليس يلتقي طرَفاهـا
|
وتهاوَتْ زهْرُ النجومِ رجوماً
|
|
فانزوى ماردُ الضلالِ وتَاها
|
رُمِيَتْ منهمُ القلوبُ برعْـبٍ
|
|
دكَّ تلكَ الجبالَ من مرساها
|
وانمحتْ ظلمةُ الضلالِ ببدرٍ
|
|
كان ميلادُهُ قرَانَ انمحاهـا
|
فكأنَّ الإشْراكَ آثارُ رســمٍ
|
|
غالَها حادثُ البِلا فمحاهـا
|
وكأنّ الأوثانَ أعجازُ نخـلٍ
|
|
عاصفُ الريحِ هزَّها فرَماها
|
ونواحِي الدنيا تميسُ سروراً
|
|
كغصونِ مرِّ النسيمِ ثناهـا
|
سيدٌ سلَّمَ الغزالُ عــليه
|
|
والجماداتُ أفْصحَتْ بندَاها
|
وإلى نَشْرِهِ القلائصُ حنَّتْ
|
|
راقصاتٍ ورجَّعَتْ برُغاها
|
وإلى طبّهِ الإلهيِّ باتــتْ
|
|
عِلَلُ الدهرِ تشْتَكي بلوَاهـا
|
كيفَ لا تشتَكي الليالي إليهِ
|
|
ضُرَّها وهْو منتهَى شكْواها
|
وبهِ قرّتِ الغزالةُ عيـْناً
|
|
بعدما ضَلَّ في الرُّبى خَشَفاها
|
مَن لشمسِ الضُّحى بلثْمِ ثراهُ
|
|
فتكونُ التَّي أصابتْ مُناهـا
|
جاءَ من واجبِ الوجودِ بما يسـ
|
|
ـتصغرُ الممكناتِ أن يخشاها
|
سؤْددٌ قارعَ الكواكبَ حتّى
|
|
جاوزَتْ نيرانُهُ جوزَاهـا
|
بأسُه مهلكٌ وأدنى نــداهُ
|
|
منقِذُ الهالكينَ من بأْسَاهـا
|
كمْ سخَى منعماً فأعتقَ قوماً
|
|
وكذا أكرمُ الطباعِ سَخاها
|
كمْ نوالٍ له عقيـبَ نوالٍ
|
|
كسيولٍ جرتْ إلى بطْحَاها
|
إنّما الكائنات نقطةُ خـطٍّ
|
|
بيديْهِ نعيمُها وشقاهـا
|
كلّ ما دونَ عالمِ اللوحِ طوعٌ
|
|
ليديْ فضلِهِ الذي لا يُضاها
|
هممٌ قلَّدَت من اللهِ سـيفاً
|
|
ما عصتْهُ الصعابُ إلا براها
|
عزماتٌ محيلةٌ لو تمـنّت
|
|
مستحيلاً من المُنَى ما عصَاها
|
لا تسَلْ عنْ مكارِمَ منهُ عمَّتْ
|
|
تلك كانتْ يداً على ما سواها
|
جوهرٌ تعْلَمُ الفلِزَّاتُ من كُـ
|
|
ـلِّ القضايا بأنّهُ كيمْيَاها
|
حازَ من جوهرِ التقدُّسِ ذاتاً
|
|
تاهتِ الأنبياءُ في معناهـا
|
لا تجُلْ في صفاتِ "أحمدَ" فِكراً
|
|
فهِيَ الصورةُ التي لن تراها
|
تلكَ نفسٌ عزَّتْ على اللهِ قدْراً
|
|
فارْتضاها لنفسهِ واصطفاها
|
صِيغَ للذّكرِ وحـدَهُ والإلهـ
|
|
ـيّون كانت في الذكر عنه شفاها
|
سلْ ذوَات التمْييزِ تُخْبرْكَ عنهُ
|
|
إنّ حالَ التوحيدِ منه ابتدَاها
|
حازَ قدْسيةَ العلومِ وإنْ لم
|
|
يُؤْتَها "أحمدٌ" فمن يؤتاها
|
عالمٌ أقسمَت جميعُ المـعالي
|
|
أنّه ربُّها الذي ربّاهــا
|
يُصدرُ الأمرَ عن عزائمَ قدسٍ
|
|
ليستِ السبعةُ السواري سِوَاها
|
بطَلٌ طاولَ الظُّبى والعوالي
|
|
بِيَدٍ لا يَطولُها ما عدَاهـا
|
إنّما عاشتِ السماواتُ والأر
|
|
ضُ ومنْ فيهما على جَدوَاها
|
لا تضعْ في سوى أياديهِ سُؤلاً
|
|
ربَّما أَفْسدَ المدامُ أناهـا
|
عُدّ لي بعضَ وصفهِ تلقَ كلّـ
|
|
ـيات مجدٍ لمْ تنحصرْ أجزاها
|
ذاك لو لم تـلحْ عوالمُ عقلٍ
|
|
منه لمْ يعرفِ الوجودُ الإلها
|
شمسُ قدسٍ بدَتْ فحَقَّ انشقاقُ
|
|
البدرِ نصفين هيبةً لبهاها
|
أيُّ أرضيَّةٍ عصَتْ لم يُرضها
|
|
أو سماويّةٍ سمتْ ما سماها
|
منْ تسنَّى متنَ "البراقِ" ليطوي
|
|
صحْفَ أفلاكها بهِ فطواها
|
وترقّى "لقابَ قوسين" حتّى
|
|
شاهدَ القبلةَ التي يرضاها
|
حيثُ لا همسَ للعبادِ كأنّ الـ
|
|
ـلهَ من بعد خلقِها أفناها
|
داسَ ذاك البساطَ منه برجلٍ
|
|
نيَّرَا كلّ سؤْددٍ نعلاهـا
|
وعلى متـنهِ يدُ اللهِ مُدَّت
|
|
فأفاضَتْ عليهِ روحَ نداها
|
وأراهُ ما لا يُرى منْ كنوز الـ
|
|
ـصَّمدانيّةِ التي أخفاهـا
|
ليتَ شعْري هلِ ارتقَى ذِروةَ الأفـ
|
|
ـلاكِ أمْ طأطأَتْ لهُ فرَقاها
|
أمْ لسرٍّ من مالكِ المُلكِ فيـهِ
|
|
دونَ مقدارِ لحظةٍ أنهاهـا
|
كمْ روى العسكرَ الذي ليسَ يُحصَى
|
|
حيثُ حرُّ الرُّبى يذيبُ حصاها
|
وأعادَ الشمسَ المنيرةَ قسراً
|
|
بعدما عادَ ليلُها يغشاهـا
|
وأظلَّتْ عليه منْ كللِ السُّحـ
|
|
ـبِ ظلالٌ وقَتْهُ من رمْضاها
|
واخْضرَّ العصَى بيُمنَى يديْهِ
|
|
كاخْضرارِ الآمالِ من يُسراها
|
وكلامُ الصخرِ الأصمِّ لديهِ
|
|
معجزٌ بالهدى الإلهيّ فَاهـا
|
وسمَتْ باسمهِ سفينـةُ نوحٍ
|
|
فاستقرَّتْ بهِ على مجْرَاها
|
وبهِ نالَ خلَّةَ اللهِ إبـرا
|
|
هيمُ والنارُ باسْمِهِ أطفاهـا
|
وبسرٍّ سرَى لهُ في ابن عمرا
|
|
نَ أطاعتْ تلكَ اليمينَ عصاها
|
وبهِ سخَّرَ المقابرَ عيسى
|
|
فأجابتْ نداءَهُ موتاهـا
|
وهْوَ سرُّ السجودِ في الملأ الأ عْـ
|
|
ـلى ولولاهُ لمْ تعفِّرْ جباها
|
وهُوَ الآيةُ المحيطةُ في الكوْ
|
|
نِ ففي عينِ كلِّ شيءٍ تراها
|
الفريدُ الَّذي مفاتيحُ علمِ الـ
|
|
ـواحدِ الفردِ غيرُه ما حواها
|
هوَ طاووسُ روضةِ الملكِ بلْ نا
|
|
موسُها الأكبرُ الذي يرعاها
|
وهُوَ الجَوْهرُ المُجرَّدُ منهُ
|
|
كُلُّ نفسٍ مليكُها زكَّاهـا
|
لمْ تكنْ هذهِ العناصـرُ إلاّ
|
|
مِنْ هيولاهُ حيثُ كان أباها
|
منْ يلجْ في جنانِ جدوى يديهِ
|
|
يَجِدِ الحُورَ منْ أقلِّ إماها
|
ما حباهُ اللهُ الشفاعةَ إلاّ
|
|
لكنوزٍ منْ جاهِهِ زكّاهـا
|
ما رأتْ وجهَهُ الغمامةُ إلاّ
|
|
وأراقَتْ منهُ حياءً حيَاها
|
ثِقْ بمَعْروفِهِ تجدْهُ زعيماً
|
|
بنجاةِ العصاةِ يومَ لقـاها
|
كيفَ تظمَى حشى المحبِّينَ منهُ
|
|
وهْوَ مِنْ كوثرِ الوِدادِ سَقاها
|
شِرْبةً أعقبتْهُمُ نَشَوَاتٍ
|
|
رقَّ نشْوانُها وراقَ انتِشاها
|
لا تخفْ من أسى القيامةِ هولاً
|
|
كشَفَ اللهُ بالنَّبيِّ أسـاها
|