معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات آية الله السيد محمد محسن الطهراني > شرح دعاء أبي حمزة الثمالي > شرح دعاء أبي حمزة الثمالي لعام 1436 هـ ق > شرح دعاء أبي حمزة الثمالي لعام 1436 هـ ـ الجلسة 1: مقام الإمام في قبال الله عزّ وجل.

_______________________________________________________________

هو العليم

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي لعام 1436 هـ

المحاضرة الأولى:
مقام الإمام في قبال الله عزّ وجل

ألقيت في الليلة الخامسة من شهر رمضان المبارك لعام 1436 هجري قمري

ألقاها:

سماحة آية اللـه السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني حفظه اللـه

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم اللـه الرحمن الرحيم
وصلّى اللـه على سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين

    

كلّ مخلوقٍ حقيرٌ أمام عظمة اللـه حتّى الإمام المعصوم

«وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي‏ هَبْنِي بِفَضْلِكَ وَتَصَدَّقَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ أَيْ‏ رَبِّ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ‏ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلَى ذَنْبِي غَيْرُكَ مَا فَعَلْتُهُ وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ لَا لِأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ وَأَخَفُّ الْمُطَّلِعِينَ عَلَيَ‏ بَلْ لِأَنَّكَ يَا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ وَأَحْكَمُ الْحاكِمِينَ‏ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِين‏».[1]
إلهي وربّي! ما المكانة التي أحظى بها أنا في نظامك وأمام مقامك؟! وما هو شأني ووزني لكي تعفو عنّي أو لا تعفو؟! وماذا ينقص منك إن عفوت عنّي؟ ماذا ينقص؟! وأيّ نقص يصيبك إن عفوت وتجاوزت عنّي؟!
إنّ الإمام يرى نفسه هنا قشّةً وقعت في المحيط يتقاذفها الموج يأخذ بها إلى هذا الجانب ثمّ إلى ذاك الجانب، وهي لا تملك أيّ اختيارٍ في نفسها، وليس لها إرادة لها تقابل بها تلك الأمواج... ، فالإمام يخاطب الله تعالى من هذا المقام، إنسانٌ لا قيمة له في هذا الوادي ولا أحد يراه.
فنحن في أحاديثنا نقول فيما بيننا إن خاطبنا أحد قائلًا لنا: سأقوم بتدبير أمرك، ماذا فعلت؟! فنجيبه قائلين: مَن أنت وأيّ شيء أنت وأيّ رقم تمثّل لكي أنظر إليك وأحسِب حسابك؟!
ألا نقول هذا في محاوراتنا وأحاديثنا؟! والإمام هنا يقول لله: أيّ رقمٍ أمثّل في منظومتك لكي تعفو عنّي أو لا تعفو؟! فإن أنت عفوت عنّي فماذا سيحدث؟ وأيّ نقصان سيصيبك؟!
لقد كنت قبل دقائق أتحدّث في غير هذا المجلس فقلت فيما قلت: واقعًا يعجب الإنسان لحاله في بحر الولاية اللامتناهي! وبالطبع هذا التعجّب هو بسبب جهلنا، فنحن عندما نصل إلى مدينة «مشهد» نجد عند باب الداخلين إلى المطار رواية قد كتبت على الجدار ـ وقد كتبت بالعربية التي هي أصل الرواية، كما ترجمت إلى الفارسيّة والإنكليزيّة ـ يقول فيها الإمام عليه السلام: إنّ من زارني في غربتي كان معي في درجتي في الجنّة مغفور الذنب.[2]
فأمرٌ كهذا غير قابل للتصوّر أصلًا، نعم حيث إنّ مقام الولاية حقيقة سارية وجارية في جميع عوالم الوجود ومراتبه، فمعنى ذلك أنّ لي في ذلك العالم حضورًا في أيّ مرتبةٍ يكون فيها ذلك الإنسان الزائر، فهذا التعجّب ليس إلّا لأنّنا نحن ليس لنا الاطّلاع الكافي، فمرتبة الإمام غير قابلةٍ للتصوّر ولا للتوهّم ولا للتفكّر، والسعة الوجوديّة للإمام غير قابلة لأن ندركها نحن.
وكذلك كلّ إنسانٍ يكون في مكان حسب مرتبته وحسب درجاته وسعته الوجوديّة ـ والتي تحصل له بواسطة ما لديه من معرفة ـ فإنّه يحسّ حضور الإمام ويشاهده لا بالعين، ولكن بالوجدان وبالشهود وبالإحساس الذي هو مرتبة أرقى من الرؤية الظاهريّة، فهو يحسّ بوجود الإمام عينِه في تلك المرتبة، وهذا ليس إلّا المحيط الذي لا حدود له من ولاية الإمام عليه السلام، والتي تستوعب وتُفني وتمحو كلّ إنسان في أيّ مرتبة كان.
والإمام هنا، يريد منّا أن نتقدّم خطوةً نحوه ليجيبنا ويقبلنا، وهو يقول: بالنسبة لنا لا يختلف الأمر... فلا يختلف الأمر بالنسبة للمحيط بين أن يحمل سفينة وبين أن يحمل قاربًا صغيرًا أو قاربين، فهل يزداد ماؤه أم ينقص؟! فالسفينة بالنسبة إليه كالقشّة التي ضاعت فيه.

    

البعض يتوهّم خطأ أنّ وجودهم يضيف قيمةً إلى منهج العرفان!

وقد كنّا نشاهد هذا الأمر، ففي علاقتنا مع الأعاظم كنّا نشاهد أنّ وضعهم مع مريديهم هو كذلك، لقد كان بعض المريدين إذا جاؤوا لينتسبوا إليهم يتصوّرون أنّ لهم شأنًا، وفي بالهم أنّه: ها «نحن» قد أتينا وانتسبنا، «نحن» .. «نحن» ، وكأنّ لهذه الـ «نحن» شأنًا ومقامًا، فنحن أتينا إلى هنا، إلى هذا البيت وهذا المجلس، فقد كان لهذا السيّد عشرة مريدين والآن صاروا أحد عشر مريداً، ويا لها من «أحد عشر» ! إنّ لها حسابها الخاص ؛ فهذا الواحد كألف، فالعشرة في كفّة وهذا الواحد في كفّة أخرى!!
لقد كنت أرى هؤلاء ولا أنقل هذا ممازحًا، لقد كنّا نراهم ونشاهد حالاتهم ونسير في بواطنهم ونتصوّر لأنفسنا تصوّرات وتوهّمات، وفي يوم من الأيّام قال أحدهم ـ حفظه الله فهو لا يزال على قيد الحياة... نسأل الله أن يجعلنا نقضي ما بقي من عمرنا متنبّهين يقظين فما مضى قد مضى ـ وكان قد جرى الحديث عن أحد الأعاظم وهو قد توفّي فلن نذكر اسمه لأنّه كان لمدّة من تلامذة المرحوم العلاّمة فقال فجأة: يكفي هذه المدرسة أنّ شخصيّة كهذه تأتي إلى هذا المكان، وقبِلت بها وسلّمت لها، لا فلان وفلان وكان يسمّي أسماء بعض السالكين من تلاميذ المرحوم العلاّمة، وكان يقول: هؤلاء وجودهم وعدمهم سواء، أمّا فلان فهو الذي يعطي القيمة لهذه المدرسة وهذا البيت وهذه الجماعة.
فنظرتُ في أحواله شيئًا ما وواقعًا ماذا أقول؟! فلم أتكلّم بشيء، ولولا أنّي منتسب إلى هذا البيت لكنت أجبته بأنّ ألفًا من أمثال هذا الرجل لا يزيدون من قيمة هذه المدرسة مثقال ذرّة، إن كان لنا من قيمة فهو بفضل صَدَقات هذه المدرسة علينا، لا أنّا نحن من يأتي فنُعطي القيمة لها، فيا لها من مدرسة تلك التي تأخذ قيمتها من منتسبيها، أفهل هي موكب عزاء وجمعيّة شعبيّة لإحياء الشعائر[3] كي تَنصب على أول الزقاق لافتةً وأوّل الشارع الرئيسي لافتةً أخرى ويقف الداعي ليتوسّل بالمارّة كي يشاركوا في مجلسها؟!
فهل هذه المدرسة عبارة عن هیئة يا عزيزي، لكي يتمّ الترويج لها ودعوة الآخرين إلى المشاركة في المجالس التي يعقدها بوضع لافتة في منعطف الشارع للدلالة على مكانه؟ ما هذا الكلام؟! بل على ألفٍ من أمثاله أن يقفوا في باب هذه المدرسة مستجدين وملتمسين ومتوسّلين وفي حالٍ من البكاء والابتهال والالتجاء عسى أن يحظوا بنصف نظرةٍ والتفاتةٍ من قبل هذا الجانب.
أيّ كلامٍ هذا الذي يُطرح من أنَّ حقانيّة وشرعيّة هذه المدرسة قد تم إثباتها بقدوم هذا الرجل؟! بل إنّ هذا الرجل لم ينتمِ إلى هذه المدرسة، فمن قال بأنَّه قد انتمى إليها؟ هذا أوّلًا، ثمّ لو فرضنا بأنَّه قد انتمى إليها فعلًا، فقدْر الرجل يكون بمقدار هذا الانتماء، أمّا بقيّة ما يمتلكه ويتمتّع به، فلا قيمة له، بل هو بمثابة شريط التسجيل، أو الملفّ [الذي تحفظ فيه الأوراق]. فالجوهرة التي قد حصل عليها، [إنّما حصل عليها نتيجةً لانتمائه لهذه المدرسة].

    

لماذا يقول الإمام: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي» رغم عظمة مقامه؟

إنَّ كلام الإمام السجاد هذا لكلامٌ عجيبٌ حقّاً، فهو يقول: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي» ؛ أي: من أكون وما هي المكانة التي أمتلكها في عالم الوجود لكي أبرز عضلاتي في هذا الميدان؛ وهل يختلف الأمر عندك إن عفوت عنِّي أم لم تعفُ؟ فهل ينقص منك شيء إن عفوت عنِّي؟
أنا أوجِّه سؤالي هذا إلى الإخوة والأصدقاء في هذه المناسبة فأقول: إنَّ ما نشاهده في هذا العالم من أمور وظواهر [محيِّر فعلاً]، فما بالكم بتلك الأشياء التي لم نستطع رؤيتها والاطّلاع عليها؛ فما نشاهده الآن من هذا العالم المادّي وما يوجد في السموات والأرض، وخصوصًا مع حصول هذه القفزة في التطوّر العلميّ، كم هو مُثير للعجب لدينا؟ ونحن نعلم بأنَّ هذا هو صنع الله، فهو الذي خلق هذه الأشياء وأوجدها، وهو الذي أظهرها من وجوده للعيان.
مَثَله في ذلك مَثَل ذلك الخطّاط الذي يجلس ممسكًا بقلمه في يمناه، فقبل أن ترى ما الذي سيكتبه، فأنت لا تمتلك أيّة إحاطة بما يدور في ذهنه؛ بل ولا تعلم فيما إن كان هذا الرجل خطّاطًا، أم إنَّه مجرّد إنسانٍ عاديّ كبائع للخضار مثلًا، فكلّ ما تعرفه عنه أنَّه يمسك الآن بيده قلماً وورقة، أو أنَّه يعمل في مجال ما؛ ولكنَّه وعندما يبدأ هذا الرجل بالكتابة، فستنبهر وتقول: يا للعجب! من يكون الرجل؟! وما هذا الخط الذي يخطّه؟! ثمَّ من يستطيع أن يعرف قدر عمله؟ لا يستطيع ذلك سوى الخطّاط من أمثاله، فالرجل العاديّ الذي لا معرفة له بالخط، سينظر إلى الخط ويقول: كم هو خطّ جميل! ولا أكثر؛ أمّا ذلك الخطّاط فسوف يقول: مَن يكون هذا الرجل الذي لم أتعرّف عليه حتّى اللحظة؟ انظر ماذا فعل؟! حتّى إذا ما خطَّ الرقعة التالية و..، فسيقول عندها: لقد أحدث هذا الرجل عاصفةً، وهو قد أحدث عاصفةً بالفعل.
عندما كنتُ أتعلّم الخط على يد المرحومين الميرخاني، رحمهما الله فقد كانا أخوين، وأنا أعتقد بعدم وجود نظير لهما في الخطّ سوى رجل واحد وهو الميرزا غلام رضا كلهر والذي هو أكثر مهارة منهما. أمّا أولئك الذين جاءوا حديثاً فلا يصلون إلى مستواهما. ففي ذلك الوقت والذي كان عمري فيه ثلاثةً وعشرين عامًا حيث كنت حينذاك شابًا، [يقولها ممازحًا:] أي كنت أيفع ممّا أنا عليه الآن! فلا يتبادر إلى أذهانكم بأنَّني قد أصبحت ــ لا سامح الله ــ كهلاً الآن!
وعندما كنت أعود إلى المنزل وقد أعطاني الأستاذ نموذجاً للخطّ، كان المرحوم العلاّمة يناديني ويقول: تعال أرني ماذا معك. فلا أنسى كيف إنَّه عندما كان يلقي نظرة على النموذج، كانت عيناه تتسمّر على الورقة لمدّة ربع ساعة، ثمّ يقول: إنَّ هذا الخطّ معجزة. فالخطّاط وحده هو الذي يعرف قيمة وقدر الخط الجيّد، علماً بأنَّ خطّ الوالد كان جيدًا وكان خبيرًا بالخطّ.
فتلك العوالم التي خلقها الله والتي تشاهدونها هي عبارة عن ظهور وتجلّي ذات الله، فإن كان الأمر كذلك، فتعالوا وانظروا كيف يكون العالم الأعلى منه والأعلى والأعلى ــ والأولى بنا ألّا نتكلّم عنها ــ وحتّى الوصول إلى عوالم اللاهوت والجبروت والتي لا علم لنا بما يجري فيها. فما الذي يتبادر إلى أذهانكم عندما تفكّروا بذلك؟ إنَّها التجلّيات والعظمة والقدرة غير المتناهية لله في إظهار أسمائه وصفاته. فإن اقتضت المشيئة الإلهيّة بتلاشي جميع هذه المظاهر مرّةً واحدةً، أي أن يبقى الله وحده بدون أيّ ظهور له بالمظاهر المختلفة، أي بدون أيّ ظهور لأيّ رشحٍ أو أثرٍ في هذه العوالم؛ فهل يتفاوت هذا الأمر بالنسبة لله شيئًا؟ كلّا وأبدًا.

    

خلق اللـه لجميع العوالم لا يضيف إلى وجوده وقدرته شيئًا

فلو انعدمت جميع هذه العوالم مرّةً واحدةً، كأن ينعدم عالم المادّة وعالم المثال وعالم الملكوت وعالم الجبروت واللاهوت، وتعود كما كانت عليه في البداية أي معدومة. ألم تكن هذه العوالم معدومة؟! فهل كان لهذه العوالم وجود عرضي إلى جانب وجود الله؟ لم يكن لها وجود، وإلاّ لأصبح ذلك شركٌ وكفرٌ. فسيصبح هنالك وجودان أصيلين وقديمين وهذا أمر واضح الفساد والبطلان. فذلك الوجود البحت والبسيط في ذلك العالم حيث لا إسم ولا رسم ولا أثر ولا علامة مميّزة له. بل كلّ ما هنالك هو ذلك الوجود الصرف للحقّ والذي ليس له أيّ ظهور في تلك المرتبة ــ قولوا في تلك المرتبة ولا تقولوا في ذلك العالم فليس من الصحيح القول في ذلك العالم ــ من اسم أو صفة أو فعل لله، وهو ما يُعبّر به بمقام الهوهويّة وعالم العماء. فهل يحصل لله نقصٌ أو ثلمة أو عجز في تلك الحالة؟ أبدًا، «كان الله ولم يكن معه شيء»[4]، أي: لم يكن هنالك شيء آخر مقابل وجود الله أو معه.
فلا وجود سوى ذلك الوجود البحت والبسيط، ولا تحقّق لأيّ وجودٍ يمكن أن يُطلق عليه اسم شيءٍ أبدًا. فهل في هذا ما يدلّ على وجود نقص في الله؟ أكان الله في تلك المرتبة ناقصًا وغير كامل، مَثَله في ذلك مَثَل الجنين الذي يتكامل في بطن أمّه تدريجيّاً؟ أو مثل تلك الشجرة التي يفترض أن يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار، وهي الآن على ارتفاع مترين، فيبقى لها أن تنمو مترين آخرين لكي تصل إلى ذلك الارتفاع! أو مثل تلك السيّارة التي يجب أن تطوي مراحل التصنيع لكي تخرج من المصنع كسيّارة متكاملة! فهل يكون الله على هذه الشاكلة أيضًا، أم أنَّ الله كان آنذاك على ما هو عليه الآن، فلم يتغيّر منه شيء.
فأيّ شيء يُضاف إلى كيان ذلك الخطّاط الذي خطّ تلك الكلمات، فعندما يُقال: يَا له من خطّاط! فذلك ما نطلقه نحن من كلمات، وهو منسوب إلينا، ولكن هل أضاف هذا الكلام إلى ذلك الخطّاط شيئاً؟ كلّا، فلم يتغيّر وزنه البالغ ثلاثة وثمانين كيلوغرامًا وثلاثمائة غرامًا ــ إن وزنّاه بواسطة الميزان ــ من جرّاء خطّه لتلك الكلمات، فلو تمّ وزنه بذلك الميزان مجدّداً، لما اختلف وزنه ولو بمقدار الغرام الواحد زيادةً أو نقصانًا. فلن يُضاف إليه نتيجة لذلك الخط الذي كتبه شيئًا، فهو على ما كان عليه. ولم يتغيّر شيء ممّا في باطنه من إدراكٍ ومن معلوماتٍ ومن بقيّة صفاته، بل هي على حالها. فذلك التعجّب منسوبٌ إلينا، فنحن الذين نقول: يا له من خطّاط! ويَا له من خطٍّ جميلٍ! ويا له من أستاذٍ قديرٍ! وهذا ممّا لا يُضيف إليه شيئًا، فهو على حاله. فما يترشّح عنه وما يظهر منه لا يُضيف إليه شيئاً، بل يعمل ذلك على أن يجعلنا نحيط بحقيقة من الحقائق علماً، وهذا ممّا لا يزيد في وجوده أو ينقص منه؛ فكلّ ما قام به هو أنَّه أمسك بورقة وخطّ عليها كلماتٍ؛ أو أنَّه قام برسم صورةٍ على لوحةٍ.
إنَّ بعض تلك اللوحات التي يتمّ رسمها عجيبةٌ حقًا! فقد كان هنالك رسّامين ماهرين في السابق؛ يُقال بأنَّ كمال الملك كان قد دعا ناصر الدين شاه إلى بيته، وكان قد رسم على باب مدخل البيت صورةً لغلام أفريقي أسود يحمل بيده رمحاً بحيث يكون في واجهة الملك عندما يدخل البيت ــ يبدو بأنَّ أولئك الملوك كانوا جبناء ــ فما إن دخل المَلك حتّى فزع وقفز إلى الوراء، فقد خاف أن يضربه ذلك الغلام بالرمح.
لقد كان يرسل سبعة أو ثمانية آلاف من حاشيته لينتشروا في المنطقة قبله ويفتّشوها لئلاّ يحصل له شيء غير متوقّع، فهو ناصر الدين شاه، ولا ينبغي له أن يذهب بهذا الشكل، بل لا بدّ وأن يكون ذلك مصحوبًا بحالة من الأبّهة والجلال. فهؤلاء القوم لا يستطيعون السير بمفردهم.
نعم، يُقال بأنَّه عندما وقع نظره على الغلام قفز إلى الوراء. إنَّه مجرّد صورة يا جناب الملك! فلا تخف، فلم تصل النوبة إليك بعد لكي يأتي عزرائيل لقبض روحك. فهذا يعني بأنَّ الصورة كانت على درجة من التجسيم والوضوح والشباهة بالواقع، بحيث تصوّر الملك بأنَّه يقف أمام غلام حقيقيّ ينوي الهجوم عليه بالرمح الذي بيده.
فلنفترض رسّامًا كهذا، فإنّ هذه القدرة الفنيّة التي يُعمِلها، وهذه الحالة من الإعجاب التي تظهر منه بفنّه، لا تضيف إليه شيئًا بحيث أنّه لو لم يرسمها لكان ناقصًا، نعم هو يُوجِد من ذاته أثرًا تكامليًّا، ولكنّه لا يضيف إليه شيئًا، يوجد هذا الأثر خارج وجود نفسه، يخرجه من باطن نفسه ومن آثار نفسه، وطبعًا الأمر يختلف عند الله تعالى، فما يوجد عند الفنّان هو أثرٌ، أمّا عند الله فنفس الوجود بعينه يتّخذ ماهيّةً وشكلًا وصورةً، لا أنّه يحصل انفصالٌ وخروجٌ واختلافٌ وبينونة.

    

أعيننا حولاء ترى المعاجز منتسبةً إلى الأنبياء فقط دون الباري

ومع ذلك نحن في مثل هذه الموارد نقول [مثلًا في مورد معاجز النبيّ]: رسول الله، رسول الله خاتم النبيّين، هو الذي يمكنه أن يشقّ القمر، وهو الذي بإمكانه أن يحرّك العالم بإشارة من إصبعه، وأن يفعل كذا وكذا... ، أو [إذا نظرنا إلى ] النبيّ عيسى [فبإمكانه] أن يحي الميّت بإشارة واحدة، عجبًا عجبًا! وتغدو عيوننا واسعةً أن قد أحيا الميّت! وفضلًا عن إحيائه الميّت فإنّه يوجد إيجادًا ويخلق خلقًا، قال تعال: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}[5]، تخلق، أي: أنتَ تخلق يا عيسى، فعندما يقال: وإذ تخلق... ، أو عندما تنظر إلى النبيّ ترى أنّه يشير إلى القمر فينقسم نصفين، نصفه يبقى في مكانه ونصفه، الآخر يسير ويطوف حول الكعبة سبع مرّات، ثمّ ينزل ويعرج من داخل ثوب رسول الله ويعود أدراجه إلى نصفه الآخر ليلتصق به، وقد نقل ذلك الجميع. فما هذه القضيّة؟ أن يأتي هذا النصف إلى الأرض ويراه الجميع قد دخل في كمّ رسول الله ثمّ خرج منه وصعد، فكم هو حجم هذا الكم؟ كم سانتيمترًا يبلغ؟ عشر سانتيمرات... وكم هو حجم نصف القمر؟! والآن لن نتكلّم عن خصوص هذا الأمر، لأنّ تعقّله ربّما يكون صعبًا جدًّا، ولنقصر حديثنا على الجزء الأوّل من الحادثة وأنّه صلّى الله عليه وآله شقّ القمر نصفين، وهي الحادثة التي شاهدها الجميع، حتّى شهد بنزوله إلى الأرض أولئك الذين كانوا خارج المدينة في الصحراء ضمن القوافل. فقد نزل وطاف حول الكعبة ثمّ عاد والتصق بنصفه الآخر، وهناك آية في القرآن تدلّ على ذلك: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[6]، وقد رآه الجميع حتّى المشركون.
فنحن ننظر فنجد أنّ رسول الله هو الذي فعل ذلك، وحين نعتقد بذلك فإنّ رسول الله يهمس في آذاننا بهدوء قائلًا: لا تنظروا إليّ، ولكن انظر إلى الذي فعل ذلك، فما أنا إلّا وسيلة، إنّه يهمس في آذاننا بذلك أي في قلوبنا، فيقول: لا تنظر إليّ وأنا أقوم بهذا العمل؛ فإنّما أتيت لكي أنقلك من النظر إليّ إلى النظر إليه، فلا تنظر إلى هذه الإشارة، ولا تنظر إلى أنّي أردت، ولكن انظر إلى أنّه هو أراد، وما دام هو الذي أراد فما هو دوري أنا في البين؟ لا دور لي أبدًا، لا دور لي بعد ذلك. وكلّ هدف الأنبياء والأولياء والأئمّة والعرفاء وعظماء الطريق هو أن يأخذوا منّا هذه النظرة الظاهريّة إلى الأسفل، وينتقلوا بنا إلى مبدئها وأصلها وحقيقتها ذاك.

    

رؤية السيّد الحداد التوحيديّة لجميع الكرامات والمعجزات

كنّا يومًا مع المرحوم العلاّمة ـ رضوان الله عليه ـ في مكان فقصّ لنا كرامةً من كرامات السيّد الحدّاد، والتي حدثت أثناء إحدى أسفاره للقاء به، فكان المرحوم العلاّمة يقول أنّ أمرًا خارقًا قد صدر عن السيّد الحدّاد، ولم يبيّن ما هو، وكان هذا الأمر ممتنعًا ومحالًا، أي يستحيل أن يتحقّق بحسب الظاهر، ولا يمكن أن يقع في الحالات الطبيعيّة المعتادة لا أنّه كان محالًا عقليًّا. فلمّا حصل ذلك أصابت الدهشة أحد الحاضرين فقال: سبحان الله! هل يمكن أن تفعل مثل ذلك؟! سبحان الله!
فقال السيّد الحدّاد غاضبًا: اسكت! استغفر الله! تُب إلى الله! أأنا فعلت ذلك حتّى تنسبه إليّ؟ فقد غضب وقال له: هل أنا الذي فعلت هذا كي تنسبه إليّ وتقول سبحان الله؟! لقد كان عملًا غريبًا جدًّا، وكان أكثر من خارق للعادة. ومع ذلك صارت أوداج السيّد الحدّاد حمراء اللون، وتلألأ وجهه وقال: استغفر الله! اخجل! افعل كذا افعل كذا! هل أنا الذي فعلت ذلك؟!
ولم يكن يكذب بل كان صادقًا، فهو يقول: لماذا خدعك هذا الفعل وغرّك وجعلك تتنزّل عن إدراك الواقع والحقيقة وأخفى عنك تلك الحقيقة؟! لم لا تنظر إلى هذه الحقيقة؟
لقد سعى أمير المؤمنين عليه السلام جاهدًا بكلّ قدرته وكانت جميع أمنيّته في أن يُخرج الناس من التوجّه نحوه إلى التوجّه نحو ذلك العالم، لكن ما الذي يُمكنه فعله؟ فربّ عليّ هو الذي خلق عليًّا بتلك الخصائص والصفات، وهو بهذا الشكل سواءً شئنا أم أبينا! فما الذي سيحصل للناس في هذه الحالة؟ سيصير بعضهم مُؤلّهًا لعليّ، ويذهب بعضهم لهذا الطرف، وبعضهم للطرف الآخر. فحينما تُشاهدون عليًّا يُؤدّي هذه الأعمال، لماذا لا ترون بأنّ هذه اليد ليست يده، وبأنّها ليست يدًا بشريّة، وبأنّ هذا الظهور هو ظهور لله تعالى؟ فتبقى أعيننا متعلّقة بالظاهر فقط.

    

قيمة الإمام والولي الكامل هي بانتسابه إلى اللـه

فالإمام السجّاد يريد أن يقول لنا هنا: يا أيّها الناس، يا أيّها الذين تعتبرون أنفسكم شيعةً لي ـ أفلا نعتبر أنفسنا كذلك؟! ـ ، ها أنا ذا أبيّن لكم الحقيقة، وأضع بين أيديكم المعرفة، وأبرز لكم الواقعيّة: فأنا هو الإمام السجّاد، وحينما حدثت تلك الواقعة في المدينة، أنا الذي قمت بحركةٍ واحدة، فاهتزّ لها جميع العالم، لكن مع ذلك، حينما أكون بين يدي الله تعالى، وأريد أن أبيّن لكم حقيقة العلاقة القائمة بين الله تعالى وخلقه، فإنّني أقول: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي»، وهل أنا يا إلهي أمتلك مكانةً من الأساس؟!
عندما ننظر إلى كلام الإمام السجّاد عليه السلام، نراه يقول حقًّا؛ فإذا نزعتم عن الإمام السجّاد عليه السلام إمامته وولايته وتلك الحيثيّة الربطيّة؛ أي صفة الرابطيّة والتوسّط بين الخالق والمبدأ وبين الظهور، وبين الخالق وبين المخلوق، فإنّه يصير كبقيّة الناس. فلو أنّكم نظرتم إلى الإمام السجّاد، هل يكون بوسعكم أن تشخّصوا بأنّه إمام؟ لا!
وحينما كان يأتي الناس عند المرحوم العلاّمة والمرحوم السيّد الحدّاد ويدخلون إلى منزليهما ويجلسون ويتناولون الطعام عندهما، ما هو التصوّر الذي كانوا يمتلكونه عنهما؟ وهل كان يتجاوز هذه العبارات: ما شاء الله.. ما شاء الله.. ما أعظمه من سيّد.. كم هو مؤدّب.. يا لأخلاقه الطيّبة؟! وقد كنّا نسمعهم يذكرون مثل هذه العبارات: كم أخلاقه طيّبة! كم هو مؤدّب! حيث كان يتعامل مع جميع الناس بشكلٍ جيّدٍ، فلم يعمد إلى طرد أيّ أحد، وكان يدعو الجميع، وكان باب منزله مفتوحاً أمام الجميع.. فهكذا كان، لكن، هل كان يُدرك الناس عنه أكثر من ذلك؟ بمعنى: لو جاء أحد، ووضع على رأسه عمامة السيّد الحدّاد، ولبس عباءته، وقلّده في أخلاقه وتصرّفاته، فهل كان الناس سيُفرّقون بينهما؟ لا! لن يُفرّقوا بينهما أبدًا، ولن يجدوا بينهما أيّ اختلاف!
في بعض الحالات، كنّا نرى بعض الأشياء، فينتابنا الضحك! ففي الزمان السابق [زمان الشاه]، أخذوا أحد الأشخاص إلى السجن، فمات هناك، ثمّ إنّهم بعد ذلك [بعد سقوط الشاه]، عملوا على صنع تمثال لذلك الشخص، ووضعوه في تلك الزنزانة، فجاء أحد أقربائه إلى هناك، وبدؤوا يشرحون له ماذا حصل في ذلك السجن، وما الذي كانوا يفعلونه في تلك الغرف؛ فتوجّه ذلك الشخص إلى ذلك التمثال المصنوع من المطّاط أو البلاستيك ـ فأنا لا أعلم ـ ، وجلس عنده، وشرع في البكاء! وبدأ يبكي على ما فعلوه في قريبه! لماذا تبكي على هذا التمثال؟! فهذا لا يعدو كونه بلاستيكًا! اذهب إلى الزاوية وابك! فهو يبكي عليه، لأنّه تمثالٌ لقريبه الذي مات في السابق. فما حقيقة هذا الأمر؟ إنّه عالم الأوهام! وحقيقةً، لو جاء شخصٌ، وقام بهذه الأعمال، وتكلّم بنفس هذه الطريقة، هل كنّا سنُدرك الفارق؟ لا، أبدًا! كنّا سنقول: يا له من سيّد! والأنكى من ذلك أنّه قد يكون عامّيًا[7].. يا عزيزي، أنت لم تتمّكن حتّى من تشخيص هل هذا الشخص سيّد أم عامّي! اللهمّ إلاّ أن تكون عمامته سوداء أو خضراء[8]، وحتّى في هذه الحالة، أنت لم تتعرّف على حقيقة الذي يلبس هذه العمامة، حيث يوجد هناك بعض الأشخاص ـ مثلاً ـ في سامرّاء يبيعون قبّعة السيادة بمائة أو مائتين تومان للساعة، فيتمكّن بذلك المشتري من انتحال صفة خادم الحرم لمدّة ساعة، ثمّ يُقسّمون بعد ذلك الأموال بينهم. فهل يُمكننا أن ندرك حقيقة الأمور، اللهمّ إلاّ ذلك المقدار الذي يُبرزه لنا الظاهر؟! لا، لا يمكننا أن نُدرك أكثر من ذلك!
وهنا أيضاً، تكون المسألة بنفس هذا النحو؛ فإذا نزعنا عن الإمام السجّاد إمامته، سيصير شخصًا عاديًّا، ويُصبح مثل بقيّة الناس؛ فنجده يمشي في الزقاق والسوق والشارع، ويُؤدّي نفس الأعمال التي نُؤدّيها نحن، ويتصرّف بنفس الطريقة التي نتصرّف بها نحن.. هل التفتّم؟! فهذه مسائل دقيقة جدًّا! وهذا الذي يُقال له السلوك العقلانيّ، وهذه هي المسألة التي تدفع بالإنسان إلى الأمام.

    

العمل يفقد قيمته إذا كان نابعًا من الدوافع الحسيّة والعاطفيّة

وقد أشرت إلى هذه المسألة في الجلسة التي عقدتها مع الرفقاء حينما تشرّفت بزيارة مشهد قبل عدّة أيّام، حيث ذكرت بأنّ هناك فارقًا كبيرًا بين أن نسمع أمرًا من إمام الزمان عليه السلام ـ أفهل يوجد من هو أعلى من إمام الزمان عليه السلام؟! بطبيعة الحال، لا! فكلامه عليه السلام نافذ وأوامره نافذة ـ فلو كان الإمام عليه السلام جالسًا هنا، وقال لك: يا سيّد فلان، قم بهذا الفعل وأنجز هذا العمل، فإنّه ينبغي عليك الامتثال لأوامره، لكن لو أنّك قمت بذلك العمل قبل أن يأمرك به الإمام عليه السلام، وذلك بعد أن أدركت من نفسك أنّه ينال رضاه عليه السلام، فإنّ تأثيره سيكون أكثر مائة مرّة من أن تسمعه من الإمام ثمّ تؤدّيه بعد ذلك، لماذا؟ لأنّه حينما يشعر الإنسان بنفسه وبواسطة عقله وضميره، ويستنتج أنّ هذا العمل ممضىً من طرف الإمام عليه السلام وينال رضاه، فإنّه يؤدّي ذلك العمل بباطنه وبحقيقته الباطنيّة ومن دون تدخّل الظاهر وجاذبيّة الأمور الظاهريّة؛ وبذلك، يكون ذلك العمل له من الحِدّة والتأثير والنفوذ بشكلٍ يفوق بأضعاف مضاعفة الحالة التي نتوجّه فيها للإمام عليه السلام، ويكون حاضراً معنا، ويأمرنا بأن نقوم به؛ لأنّ هناك أشياء أخرى قد تدخّلت في هذه الحالة؛ نظير: كون الآمر هو الإمام عليه السلام، ورؤيته، وعمامته، وشكله الظاهري، وأمثال ذلك.. فيكون لهذه الأمور دخالة أيضًا في الامتثال؛ هذا بغضّ النظر عن أنّ الإنسان يجب عليه أن يمتثل لأمر الإمام عليه السلام، كما أنّه إذا كان جاهلًا بما عليه فِعلُه، فهو معذور؛ لأنّ كلامنا هو في الحالة التي يكون فيها عالماً بأنّ هذا العمل مطابقٌ لرضا الإمام عليه السلام، وإلّا إذا كان شاكًّا في ذلك، فإنّ عليه أن يعمل وفقًا لرأيه عليه السلام.
إنّ تأثير هذه المسألة كبيرٌ جدًّا؛ لأنّ الظاهر والرؤية الظاهريّة لم تأت في هذه الحالة وتترك أثرها على العمل؛ وهنا، يُمكننا أن نستعرض العديد من المسائل والكلمات الواردة عن الأئمّة عليهم السلام والتي مفادها أنّه سيأتي في آخر الزمان أشخاصٌ لهم مقامات عظيمة؛ لأنّهم لم يروا [الرسول والأئمّة عليهم السلام]، وتحّركوا بالاعتماد على بواطنهم وعقولهم وما توصّلوا إليه من دون الالتفات إلى الظاهر، فكلّ هذه الأمور تدلّ على ضرورة أن يحصّل الإنسان مثل هذه القدرة والصلابة والاستقامة في مثل هذه الظروف.
وعليه، من دون تحقّق هذه المسألة، بماذا سيمتاز الإمام السجّاد عليه السلام عن الآخرين؟ بمعنى: لو أنّنا نزعنا من الإمام عليه السلام إمامته وولايته، فإنّه سيصير مثل بقيّة الناس الآخرين؛ وبالتالي، حينما يقول عليه السلام: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي»، أي: إلهي، من أكون أنا في البين؟! وما هي أهمّيتي وقيمتي؟! وما هي المنزلة التي أمتلكها في هذا المقام؟!، فإنّه يتحدّث بصدق؛ لأنّ مراده: إنّ هذه الولاية التي أمتلكها هي لك أنت، وليست لي أنا! فأنت الذي تُعطي هذا، وأنت الذي تأخذ من ذاك.. {تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ}[9]، {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاء}[10].

    

إرادة اللـه نافذة في كلّ عالم الوجود

أفلم نُشاهد ذلك بأمّ أعيننا؟! فحينما كنّا في زمان الشاه، أفهل كنّا نُصدّق بأنّه سيُعزل عن المُلك؟! فلم يكن يخطر على بالنا ذلك أبدًا! لكن، فجأةً، وإذا بهذه السلالة تتهدّم وتنقرض؛ ومع أنّه كان بوسعهم فعل الكثير في ذلك الزمان، إلاّ أنّهم لم يقوموا بأيّ شيء، حيث كانت أيديهم وأفكارهم مغلولة؛ فحينما تصدر الإرادة الإلهيّة من العالم العلويّ، فإنّها تغلّ الأيدي وتشلّ الأفكار، وتُجري الوقائع والأحداث بنحوٍ يدفع الإنسان ـ شاء أم أبى ـ للتحرّك بطريقةٍ مغايرة وفي اتّجاه مختلف، بحيث يبدأ يتساءل: يا للعجب، لماذا صار الأمر بهذا الشكل؟! ألم أقل لكم افعلوا ذلك؟! يا سيّدي، لقد قلت لك: تصرّف بهذا الشكل، فلماذا تصرّفت بشكل آخر؟! لا، يا سيّدي لقد قلت لي: تصرّف بهذا الشكل! وقد يحصل للإنسان نظير هذا الأمر، حيث يكون متيقّنًا بأنّه ذكر مسألةً ما لأحد الأشخاص، فيظهر خلاف ذلك، ويقول له ذلك الشخص: يا سيّدي، لقد قلت هذا! فكثيرًا ما تحصل مثل هذه الأمور، وقد حصل ذلك معي أنا أيضًا. أفهل كنّا نُصدّق بوقوع ذلك؟!
لكن حينما تأتي الإرادة الإلهيّة: {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاء}، فإنّ الله تعالى يطوي ذلك الطومار[11] دفعةً واحدةً؛ فإذا أراد الله تعالى شيئًا، فإنّه يقدر على فعله، ولا يوجد أيّ شخص يُمكنه القيام بأيّ شيءٍ في مقابل ذلك! والأسوء من ذلك ما حدث في العراق وحصل مع صدّام؛ فإذا كان هناك احتمال بنسبة واحدٍ في المليون لسقوط الشاه، فإنّ سقوط صدّام لم يبلغ حتّى هذه النسبة من الاحتمال! لقد بلغ صدّام من الوحشيّة، بحيث كنّا نظنّ بأنّ جبرائيل عليه السلام لم يكن يقدر على زحزحته! لقد كان مخلوقًا عجيبًا جدًّا! وكان من الأشخاص القلائل الذين يمتلكون قدرة روحانيّة ونفسانيّة كبيرة، وكانت نفسه قويّة جدًّا وذات جاذبيّة وتأثير كبيرين، إلّا أنّ ذلك كان في منحى القساوة والظلمة والكدورة وأمثال ذلك.
لكن حينما تقرّر أن تصدر الإرادة الإلهيّة من الأعلى، ويتنزّل الاسم القهّار، ويُطوى سجلّ صدّام، فإنّ أيّ شيء لم يكن باستطاعته الوقوف أمام هذا الأمر؛ فتمّ كلّ شيءٍ في ليلةٍ واحدةٍ! وعندما استيقظوا في الصباح، اكتشفوا بأنّ جميع المواقع قد احتُلّت وانتهى الأمر! فأين ذهبت كلّ تلك المخطّطات؟ وأين ذهبت كلّ تلك التدبيرات؟ وأين ذهبت كلّ تلك التقسيمات؟ فكنّا نستمع إليهم في المذياع يجلسون ويشرعون في عرض التحليلات، ويُبدون رضاهم على الخطّة التي وضعها صدّام للصمود في مقابل الدول المتحالفة! كم نحن بسطاء! فكنت أستمع إليهم يقولون: لقد عمل صدّام على تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام؛ وهو تقسيم عجيب جدًّا، حيث جعل كلّ قسم مستقلّا عن الأقسام الأخرى، ووضع كلّ واحدٍ تحت إمرة أحد الأشخاص؛ وبهذا، يُمكنه الصمود كثيرًا! يا عزيزي، إلى متى نظلّ نُفكّر مثل الأطفال؟! لقد احتاج كلّ الأمر لليلةٍ واحدة! فُطويت كلّ المسألة من أعلاها وأسفلها ووسطها، وانتهى الأمر، وفرّ صاحبنا، إلى أن ذهبوا في نهاية الأمر وسحبوه من داخل البئر!
فما هو السبب في ذلك؟ سببه هو أنّنا ننظر للأمور من أسفل لا من أعلى، وعيوننا مرخاةٌ للأسفل، فنرى ماذا فعل هذا وماذا فعل ذاك، ولا ننظر إلى ما يحصل في الأعلى، ولا نهتمّ به أبدًا؛ ولهذا، ترانا ندور حول أنفسنا، وحينما تتغيّر الأمور، لا نُدرك ما الذي حصل لنا، ونبدأ نتساءل: ماذا؟ ما الذي حصل؟! يا عزيزي، لقد كان بوسعك من الأوّل أن تسلك طريقًا آخر!
يا عزيزي، أنت لم تكن مضطرًّا منذ البداية لسلوك هذا الطريق حتّى عندما تصير المسألة خلاف ما كنت تتوقّع، تُصاب بالهلع والاضطراب؛ فلم يحصل شيءٌ ذي بال، غاية الأمر أنّ التقدير كان بذلك الشكل، لكنّك لم تكن مطّلعًا على حقيقة الأمر.. {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاء}[12]. وانتبهوا أيّها الرفقاء، فإنّ المسألة الآن هي بهذا النحو أيضًا، فلا ينبغي علينا أن ننخدع بهذه الظواهر! فهو يُعطي لمن يشاء، ويسلب ممّن يُريد، ويستودعنا الأمانة لمدّة يومين، ثمّ إنّه يسترجعها في الغد. واليوم ما زال بنا رمق، فنجلس ونتحدّث ونضحك مع بعضنا البعض، لكن من غير المعلوم ما الذي سيحدث في الغد، هل التفتّم؟!

    

فيض اللـه وتوفيقه لا ينقطعان، ولكن هل نستغلّ الفرصة؟

إذن، وكما ذكر العظماء، علينا أن نستغلّ الفرصة مادامت أنفاسنا لم تنقطع بعد؛ لأنّه لا يوجد هناك مَن له اطّلاعٌ على المستقبل؛ وهذا الذي يُريد الإمام عليه السلام أن يقوله حينما يَعتبر جميع ما نراه منه ونسمعه عنه ونشعر به تجاهه صفرًا، بحيث ينبغي علينا أن نعتبر حقيقة هذه الأمور وأصلها ومصدرها نابعًا من مكان آخر؛ ولهذا، يُخاطب عليه السلام ربّه تعالى: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ [وَمَا خَطَرِي]»؛ فهذه الأمور متوجّهة إلينا نحن أيضًا، ومع أنّها متعلّقة به عليه السلام؛ لأنّه يُخاطب بها أوّلاً نفسَه، لكنّه في صدد تعليمنا نحن أيضًا، حيث يقول لنا [بلسان حاله]: أنتم شيعتي، وعليكم أن تتعلّموا منّي! وإلاّ فممّن نتعلّم؟ فعلينا أن نتعلّم من الإمام عليه السلام، ونأخذ كلامه، لنتفكّر ونتأمّل فيه، ثمّ نُطبّقه بعد ذلك، لا أن نكتفي بمجرّد الكلام فقط، بل علينا أن نفعّله. فهو يقول لنا: اعلموا بأنّ المسألة هي بهذا الشكل: فمع أنّني أنا الإمام السجّاد، وأنا إمامكم، وأنا الذي أضمّ جميع العوالم بين يديّ، وأنا الواسطة بين الله تعالى وبين الخلق، وأنا الذي بإرادتي وبولايتي تتحرّك جميع الأكوان وتتكامل وتتطوّر، إلاّ أنّني أرى نفسي وحقيقتي بالنسبة لنظام العالم (الذي يتمثّل في الوجود الإلهيّ) صفرًا؛ فإذا كنت أنا كذلك، فاحسبوا الحساب لأنفسكم أنتم! فأنا بصفتي إمام أقول: «وَمَا أَنَا يَا رَبِّ وَمَا خَطَرِي»؟! فمن أكون أنا في البين؟! وما الذي بيدي فعله في ضمن هذا البحر المتلاطم؟! وما هي مكانتي ومنزلتي؟! ونفس الشيء يصدق علينا نحن أيضًا.
ففي زمان المرحوم العلاّمة، كنّا نتصوّر في فترة من الفترات بأنّ هذه الحقيقة والواقعيّة منحصرة فقط في وجود المرحوم السيّد الحدّاد (حينما كان على قيد الحياة)، وبأنّ الارتباط لا يتحقّق إلاّ بوجوده، بحيث إذا انقطعت هذه العلاقة، سينتهي كلّ شيء، حيث كان البعض يتحدّث بمثل هذه الأمور. لكن، رأينا بعد ذلك بأنّ المسألة ليست بهذا النحو؛ إذ التحق المرحوم الحدّاد برحمة الله تعالى من دون أن يحصل أيّ شيء، لماذا؟ لأنّ ذلك الفيض مازال موجودًا؛ وما حصل هو: أنّ ذلك العبد الصالح انتقل بحسب الظاهر من هذه الحياة المادّية إلى عالم الملكوت، وأمّا ذلك الفيض، فظلّ قائمًا، غاية الأمر أنّه يتشكّل بظهورٍ ومظهرٍ آخر؛ ولهذا، رأينا بأنّ الأمر لم يتغيّر واستمرّ على ما كان عليه. بعد ذلك، وفي زمان المرحوم العلاّمة، قُلنا بأنّ انحصار المسألة [في المرحوم العلاّمة] صار واضحًا وجليًّا لا سيّما بعد رحيل السيّد الحدّاد!! والعجيب في الأمر بالنسبة لي هو أنّني حينما كنت إلى جانبه في اللحظات الأخيرة من عمره، خطر بذهني للحظةٍ واحدةٍ بأنّ كلّ شيء قد انتهى، لكن ما إن حدث لي ذلك، حتّى شعرت فجأةً في نفسي بحصول توجّه منه: ماذا يعني انتهى كلّ شيء؟! فأين هو الله إذن؟! فكأنّ هذه المسألة قد نُسيت بالكلّية، وكأنّه ليس هناك من إلهٍ ولا نبيٍّ ولا أيّ شيء! وكأنّه ليس هناك من شيء إلاّ نحن! أو ليس الله موجودًا! أو ليس الإمام موجودًا! أو ليس ذلك الارتباط قائمًا! فعلى الإنسان أن يشعر في كلّ زمانٍ بحقيقة التوحيد وظهورها في ذلك الزمان.
نعم، يبقى أنّه لدينا ظهورٌ تامّ وآخر غير تامّ، وظهور متكاملٌ وآخر غير متكاملٍ، إلى أن يتمكّن الإنسان من السير والانتقال من الظاهر إلى الباطن، حيث يقع جميع هذا السير والحركة في ضمن هذا المسار؛ أي حينما يضع الإنسان نفسه في هذا المسار، فإنّه يكون قد وضعها في داخل الفضاء الولائي للإمام عليه السلام، هذه هي المسألة! وحينئذٍ، لا تهمّ الصورة التي تتشكّل بها هذه المسألة؛ لأنّ هذه الصورة خارجة عن اختيار الإنسان؛ فقد تظهر اليوم في صورة، وغدًا في صورةٍ أخرى، وبعد الغد في صورةٍ ثالثة...؛ فالمهمّ هو هل الإنسان موجود في هذا الفضاء أم لا. فإذا وضع الإنسان نفسه في هذا الفضاء، فإنّ كلّ ما هو مفيد بالنسبة له سيصل إليه، وسيشمله اللطف الإلهي.
قبل عدّة ليالي، كنتُ في مكان ما، فخطر ببالي أن أتحدّث للأشخاص المتواجدين هناك عن مسألةٍ معيّنة، ولم أكن ملتفتًا أبدًا إلى أنّ هذه المسألة متأخّرة عن مسألةٍ أخرى، وينبغي أن يكون موضعها بعدها وليس قبل ذلك؛ فما إن أردت أن أتحدّث عنها حتّى انتبهت فجأةً إلى أنّ هذه المسألة التي أريد أن أتحدّث عنها ليس موضعها هنا، بل تقع بعد المسألة الأخرى، والحديث عنها هنا مجانبٌ للصواب.
ثمّ تعمّقت في التفكير حول هذا الموضوع، فرأيت بأنَّني كنت مصيباً في تصميمي الأوّل، فغيَّرت رأيي في الحال؛ ولقد كان إعلاني لهذا الأمر متأخراً عمّا كان مقرّراً له أن يحدث.
حسنًا فمن أين حصل هذا التوفيق؟ إنَّه من جانب مقام الولاية. فعندما نتوسَّل بالإمام الرضا من أجل هدايتنا، فإنَّنا نرى الاستجابة تحصل فورًا. فهل يُفترض أن يحضر الإمام الرضا ببدنه الماديّ الظاهريّ مرتديًا القباء والعباءة والعمامة، ويأتي ليطرق علينا باب البيت [حتّى نصدّق بأنَّ ما حصل هو نتيجةً لاستجابته لتوسّلنا]؟ فهل وصل بنا الحال إلى الدرجة التي جعلتنا لا نعتقد بتأثير مقام الولاية ما لم يحصل ذلك في عالم الظاهر وبواسطة مظهره الخارجيّ؟! فما هو الفرق بيننا وبين عامّة الناس حينئذٍ؟
فإن وضعتَ إرادتك تحت إرادة الإمام الرضا، وقلتَ له: يا سيّدي يا أيّها الإمام الرضا أو يا سيّدي يا إمام الزمان، أنا جاهل ولا علم لي بمصلحتي، [فستحصل لك الاستجابة] بشرط أن تكون صادقًا في مدّعاك هذا، فلا يمكن المراوغة مع الإمام! نعم نستطيع المراوغة مع جميع الناس ما عدا الإمام، فلا يمكن المراوغة معه، والمقصود من الإمام هنا هو الإمام الحقيقيّ بالطبع! فإن لم نكن من أولئك المراوغين وكنَّا صادقين في قولنا، فسيدلّوننا على الطريق الصحيح ويرشدوننا إلى ما يجب فعله.
أرأيت كيف أنَّك تعتزم التفوّه بكلام ما أحيانًا، ثم تتراجع ويحصل لك تراخي عن النطق بذلك الكلام؟ فمن الذي جعلك تتراجع؟! فعندما تُراجع نفسك، لا تستطيع العثور على السبب الذي جعلك تتراجع. فيحصل أحيانًا أن يكون السبب في تراجعك هو قدوم من جاء ليقنعك بضرورة عدم إطلاق هذا الكلام، غير أنَّ ما حصل هنا هو عدم حدوث هكذا نهي، وعدم مواجهتنا بما يدعونا للانصراف عمّا عزمنا عليه؛ بل ما حدث هنا هو حصول تغيّرٍ مفاجئ في حال الإنسان؛ فعندما يتغيّر حال الإنسان تراه يقول: وما الذي يختلف عندي إن تكلّمت بهذا الكلام أم لم أتكلّم به. ثمّ يتّضح للإنسان بعدها حجم الأضرار المترتّبة على إطلاق مثل هكذا كلام. فمن هو الذي غيّر حالك؟! ومن هو الذي غيَّر ما كان موجوداً في ذهنك؟ ومن الذي نقض همّتك؟ إنَّ هنالك مصدر خارجيّ هو الذي كان وراء ما حصل.
لماذا حصل ما حصل؟ لأنَّك وضعت إرادتك تحت إرادة إمام الزمان، فقلت: يا سيّدي لا علمَ لي بمصلحتي، فتولَّ أنت زمام أموري بنفسك، فألقِ في ذهني ما فيه مصلحتي. فإن وجد الإمام الصدق في طلبنا، فلماذا لا يتولّى هدايتنا؟ فإن لم يفعل ذلك، فهو ليس بإمام. نعم إن وجد لدينا الصدق لا الخدعة والاحتيال أو التظاهر والرياء؛ فلن يضع الإمام قدمه في هكذا بيئة، بل يتواجد الإمام حيث يكون هنالك الصدق والصفاء وانعدام الغشّ والاحتيال. فهكذا هو الإمام.
فإن وصلنا إلى الدرجة التي يتساوى عندنا فيها غيبة الإمام عليه السلام وحضوره من هذه الناحية، فهذا يدلُّ على أنَّ الأرضية قد أصبحت مهيّأةً لحصول الرقيّ والتكامل لدينا. أي عند انعدام الفرق لدينا بين غيبة وظهور الإمام، وبين كون الإمام موسى بن جعفر في السجن أو كونه متواجداً في المدينة، وبين كون الإمام الهادي والإمام العسكريّ تحت الإقامة الجبريّة في سامراء أو كونهما أحرارًا ويستطيعون اللقاء بالناس. فعندما يتحقّق ذلك، فسينكشف عندها وجه الأمور الحقيقيّ والواقعيّ للإنسان.
نسأل الله أن يجعلنا من العارفين بحاقّ الواقع ومن المتّصلين بحقيقة الولاية، وأن يجعل كافّة أعمالنا وتصرّفاتنا متطابقة مع حاقّ الواقع. إن شاء الله.
اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد


[1] ـ مقطع من دعاء أبي حمزة الثمالي، للإمام السجّاد عليه السلام، راجع: مصباح المتهجد وسلاح المتعبّد ؛ ج‏2 ؛ ص584.

[2] ـ لعلّ سماحة السيّد يشير إلى هذا المقطع من الرواية الذي يقول فيه الإمام الرضا عليه السلام: «من زارني في غربتي كتب الله عزّ وجلّ له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صدّيق ومائة ألف حاجّ ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا». (عيون أخبار الرضا ج1 ص 287؛ من لا يحضره الفقيه ج2 ص 585؛ وسائل الشيعة ـ آل البيت ـ ج 14، ص 568) المترجم.

[3] ـ يشير سماحته إلى ظاهرة معروفة في إيران حيث تشكّل في الأحياء السكنيّة هيئات خاصّة لإقامة مجالس العزاء في شهري محرّم وصفر.

[4] ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة، ج1، ص154.

[5] ـ سورة المائدة، الآية 110.

[6] ـ سورة القمر، الآية 1.

[7] ـ المراد من العامّي هنا هو غير السيّد؛ أي الذي لا ينتسب لأهل بيت النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. (م)

[8] ـ لقد جرت العادة بين العلماء أن يضع السيّد (وهو الذي يكون من نسل النبيّ صلى الله عليه وآله) عمامةً سوداء أو خضراء، وغير السيّد (أي العامّي الذي ليس من نسله صلّى الله عليه وآله) عمامةً بيضاء. (م)

[9] ـ سورة آل عمران، مقطع من الآية 26.

[10] ـ سورة آل عمران، مقطع من الآية 26.

[11] ـ الصحيفة أو الكتاب أو الوثيقة؛ أي ورقة ملفوفة ومشدودة ومحزّمة. (م)

[12] ـ سورة آل عمران، مقطع من الآية 26.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->