معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > الاخلاق والحكمة و العرفان > الروح‌ المجرّد
كتاب الروح المجرد/ القسم السادس عشر: ضرورة وجود الأستاذ، وصي الظاهر و وصي الباطن للاستاذ، الادعیة المنقولة عن سماحة الحداد، دعاء الإحتجاب، آثار بعض الآیات القرآنیة و الادعیة، علم الحروف

كان‌ سلوك‌ سماحة‌ الحدّاد مبنيّاً علي‌ ضرورة‌ وجود الاُستاذ

 وعلي‌ كلّ حال‌، فقد جري‌ الحديث‌ في‌ هذا السفر عن‌ الاُستاذ وضرورته‌، وكان‌ للسيّد إصرار تامّ منذ البدء علي‌ ضرورة‌ وجود الاُستاذ. وكان‌ يبيّن‌ الاخطار الشديدة‌ التي‌ يواجهها التلميذ في‌ طريقه‌، ويذكّر بمطالب‌ من‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ والاخبار والقصص‌ والحكايات‌ العربيّة‌ والفارسيّة‌ في‌ الاشعار وغيرها في‌ تأكيده‌ علي‌ ضرورة‌ هذا الامر، بَيدَ أ نّه‌ لم‌ يُلاحَظ‌ عنه‌ أبداً الإشارة‌ إلي‌ نفسه‌ كأُستاذ في‌ هذا الامر، فقد كان‌ يقول‌ باستمرار:

 إنّ الرفيق‌ ضروري‌ّ عند طيّ الطريق‌، فالمرء يحتاج‌ في‌ سفره‌ في‌ طريق‌ المعني‌ والمنازل‌ السلوكيّة‌ إلي‌ رفيق‌ يصحبه‌ في‌ هذا السفر، أكثر منه‌ في‌ سفره‌ في‌ طريق‌ الظاهر والطريق‌ الصحراوي‌ّ، لانّ منتهي‌ الخطر الذي‌ يتهدّده‌ من‌ الانفراد في‌ ذلك‌ السفر هو هلاك‌ بدنه‌ وجسمه‌، أمّا خطر الانفراد في‌ هذا السفر فيتضمّن‌ هلاك‌ نفسه‌ وروحه‌ الآدميّة‌ وانضمامه‌ إلي‌ زمرة‌ الاشقياء والابالسة‌.

 كان‌ السيّد يقول‌ في‌ صراحة‌ لا تشوبها مواربة‌: من‌ شاء المجي‌ء فليأت‌ فلن‌ يضير ذلك‌ شيئاً؛ ثمّ يشير إلي‌ صدره‌ ويقول‌: ألقوا ما تحملونه‌ هنا فأنا حمّال‌ للاثقال‌. إنّ هناك‌ أفراداً لا يطيقون‌ حمل‌ الاثقال‌؛ فهم‌ ينوؤون‌ بأثقالهم‌، بَيدَ أ نّهم‌ يجرّون‌ وراءهم‌ آخرين‌. إنّهم‌ يتصدّرون‌ المسيرة‌ مستتبعين‌ وراءهم‌ الكثير من‌ الاتباع‌ بينما تفوقهم‌ ـ بلحاظ‌ القوّة‌ واللطف‌ نفوس‌ الكثير من‌ تلامذتم‌!

 وكان‌ يقول‌: إنّ مسكيناً كهذا لم‌ يوصل‌ نفسه‌ إلي‌ المقصد ويتوجّب‌ عليه‌ أن‌ يلقي‌ بأحماله‌ في‌ أعتاب‌ أُخري‌، فقد جاء وأضاف‌ أثقالاً إلي‌ أثقاله‌، لذا فهو يجي‌ء ويشكو تلامذته‌ لي‌ أن‌ كذا وكذا.

 ولقد قلتُ له‌: ليس‌ العيب‌ في‌ تلامذتك‌، بل‌ العيب‌ فيك‌ حين‌ أريتهم‌ باب‌ جنّة‌ خضراء يانعة‌ ودعوتهم‌ إليك‌؛ وحين‌ دخلوها عجزتَ أن‌ توفّر لهم‌ الطعام‌ والغذاء، وها أنت‌ قد تركتهم‌ عطاشي‌ وجياعاً تعلّلهم‌ بالآمال‌ والوعود، ثمّ تنتظر منهم‌ الطاعة‌ المحضة‌! وهو أمر محال‌. علي‌ الاُستاذ أن‌ يحرّر نفسه‌ أوّلاً ويعتقها، في‌ حين‌ أ نّك‌ الآن‌ أسير مقيّد، فكيف‌ يمكنك‌ أن‌ تحرّر إمرءاً ما؟

 ينبغي‌ للحوائج‌ في‌ طريق‌ السير والسلوك‌ أن‌ تحطّ في‌ ساحة‌ الله‌ سبحانه‌، والإنسان‌ الكامل‌ هو الذي‌ قد تحرّر من‌ قيد نفسه‌ وارتبط‌ بالله‌ تعالي‌؛ أمّا الافراد الذين‌ لم‌ يصلوا إلي‌ مقام‌ التوحيد، والذين‌ تمسك‌ دغدغة‌ النفس‌ الامّارة‌ بتلابيبهم‌ باستمرار، فأ نّي‌ يتأتّي‌ لهم‌ إعانة‌ غيرهم‌ في‌ الوصول‌ إلي‌ المقصد والمقصود، ولهذا السبب‌ تري‌ هذا الفساد الذي‌ استشري‌ في‌ العالم‌ وتفاقم‌.

 وحصل‌ يوماً أن‌ جاء الحاجّ حبيب‌ السماوي‌ّ بشابّ معه‌ من‌ السماوة‌ يتمتّع‌ بلياقة‌ واستعداد رفيعين‌، وقد ظهرت‌ لديه‌ حالات‌ عرفانيّة‌ ومشاهدات‌ سلوكيّة‌ بواسطة‌ علاقته‌ بالحاجّ حبيب‌، وكان‌ الحاجّ قد قال‌ له‌: ليس‌ في‌ وسعي‌ أن‌ أفعل‌ لك‌ شيئاً بعد الآن‌، سا´خذك‌ معي‌ إلي‌ أُستاذي‌ حين‌ أتشرّف‌ هذه‌ المرّة‌ بالسفر لزيارة‌ كربلاء لتكون‌ ـ من‌ ثمّ تحت‌ إشرافه‌ وفي‌ تبعيّته‌.

 ومن‌ هذا المنطلق‌ فقد جاء به‌ الحاجّ حبيب‌ إلي‌ كربلاء ليمثل‌ في‌ محضر السيّد، وكان‌ ذلك‌ الشابّ يذكر مكاشفاته‌ القويّة‌ وحالاته‌ فيقول‌: إنّهم‌ يرقون‌ بي‌ في‌ مراحل‌ الصعود بحيث‌ يشقّ عَلَي‌َّ تحمّلها من‌ شدّة‌ الجلال‌، لذا فإنّ الخوف‌ يكتنفني‌؛ هذا الخوف‌ الذي‌ غالباً ما يؤدّي‌ إلي‌ الوقوف‌ وعدم‌ الحركة‌.

 فقال‌ له‌ سماحة‌ السيّد: لا تخف‌! فأينما شاؤوا أخذك‌ فسأكون‌ معك‌!

 وكان‌ السيّد يقول‌: ينبغي‌ أن‌ يكون‌ الاُستاذ ممتلكاً لمقام‌ التوحيد. كما أن‌ الإنسان‌ لا يمكنه‌ اتّخاذ أكثر من‌ أُستاذ واحد في‌ زمن‌ واحد، أمّا عند موت‌ الاُستاذ فيمكنه‌ الرجوع‌ إلي‌ غيره‌، علي‌ أن‌ يكون‌ الاُستاذ الجديد ـ بدوره‌ ممتلكاً لمقام‌ التوحيد.

 علي‌ أنّ شأن‌ الذين‌ ينتخبون‌ أُستاذين‌ فيأخذون‌ التعليمات‌ من‌ هذا وذاك‌، أو أن‌ يرتبطوا بهما سويّاً؛ كشأن‌ مريض‌ يراجع‌ طبيبين‌ معاً وفي‌ عرض‌ أحدهما الآخر، وهو عمل‌ لن‌ يعقب‌ إلاّ الهلاك‌ كما أ نّه‌ أمر مذموم‌ شرعاً وعقلاً وشهوداً.

 إنّ مَثَل‌ الافراد الذين‌ يختارون‌ أُستاذين‌، كمثل‌ طيور الحمام‌ التي‌ لها عشّان‌؛ فهذه‌ الطيور مهما امتازت‌ بطيران‌ سريع‌ وقوي‌ّ ومهما طارت‌ في‌الجوّ ساعات‌ متمادية‌ عطشي‌ وجائعة‌، إلاّ أ نّها لا تمتلك‌ أبداً أيّة‌ قيمة‌، لان‌ أحداً لا يشتريها لعلمه‌ أ نّه‌ مهما اشتراها بثمن‌ بخس‌ فإنّه‌ هو المغبون‌ في‌ الصفقة‌، لا نّها ستعود إلي‌ عشّها الآخر بمجرّد طيرانها فتذهب‌ معها جميع‌ أتعاب‌ ومشقّات‌ صاحبها أدراج‌ الرياح‌.

 أمّا طيور الحمام‌ التي‌ تمتلك‌ عشّاً واحداً فإنّها تمتلك‌ قيمة‌ وثمناً، يطمئنّ صاحبها إلي‌ أ نّها مهما حلّقت‌ وأينما صوّبت‌، فهي‌ عائدة‌ لابدّ إلي‌ عشّها هذا، باقية‌ في‌ ملكه‌ وحيازته‌. وإذا ما ألجأها أحياناً الجوع‌ والعطش‌ أو الاُنس‌ بالطيور الاُخري‌ إلي‌ الهبوط‌ في‌ مكان‌ ما، أو إذا وقعت‌ أسيرة‌ بِيَدِ شخص‌ ما من‌ محترفي‌ اللعب‌ بالطيور، فإنّها ستعود إلي‌ عشّها ذلك‌ بمجرّد تحليقها ولو مرّت‌ عليها أيّام‌ عديدة‌. ومثل‌ هذه‌ الطيور تمتلك‌ قيمة‌ وثمناً، وإذا ما رُبِّيت‌ ودُرِّبت‌ علي‌ أن‌ تطير في‌ الجوّ مثلاً يوماً كاملاً بشكل‌ متواصل‌ فلربّما بلغت‌ قيمتها مائة‌ دينار أو أكثر.

 ويُشاهد أحياناً أنّ بعض‌ محترفي‌ اللعب‌ بالطيور يحتاجون‌ مبلغاً بسيطاً من‌ المال‌، فيخرجون‌ طيورهم‌ هذه‌ ويعرضونها للبيع‌ بثمن‌ بخس‌، كمائة‌ فلس‌ مثلاً فيبيعونها لمن‌ لا خبرة‌ لهم‌ ولا اطّلاع‌، فيأخذها هؤُلاء إلي‌ بيوتهم‌ باطمئنان‌ كامل‌؛ فيشاهدون‌ أ نّها تتّجه‌ مباشرة‌ إلي‌ عشّها المعهود الاوّل‌ بمجرّد أن‌ يضعها المشتري‌ إلي‌ جنب‌ طيوره‌ الاُخري‌، أو بمجرّد أن‌ يدعها تحلّق‌ في‌ الجوّ.

 أمّا ذوي‌ الخبرة‌ فلا يشترون‌ مثل‌ هذه‌ الطيور، لعلمهم‌ أ نّها مهما كانت‌ زهيدة‌ الثمن‌ فإنّهم‌ سيكونون‌ هم‌ المغبونين‌ وأنّ هذا المبلغ‌ البسيط‌ الذي‌ دفعوه‌ بإزائها سيضيع‌ منهم‌.

يعمد الاُستاذ أحياناً ـ لسببٍ ـ لوضع‌ تلميذه‌ تحت‌ إشراف‌ وتربية‌ أُستاذ آخر

 وعلي‌ ضوء هذا المبدأ يعمد أساتذة‌ العرفان‌ إلي‌ تربية‌ تلميذ ما سنين‌ طوالاً وإلي‌ إطلاعه‌ علي‌ الاسرار والرموز، ثمّ يرسلونه‌ ـ لغرض‌ ما مدّة‌ معيّنة‌ للتلمذة‌ علي‌ أُستاذ معروف‌ في‌ ذلك‌ الزمن‌؛ ويحصل‌ هذا لعدّة‌ أسباب‌:

 الاوّل‌: امتلاك‌ ذلك‌ الاُستاذ لاُسلوب‌ خاصّ في‌ التربية‌ أو لكمالات‌ خاصّة‌، فيضع‌ هؤُلاء تلميذهم‌ تحت‌ إشرافه‌ وتربيته‌ مدّة‌ معيّنة‌ أو إلي‌ الابد ليتمرّس‌ علي‌ ذلك‌ الاُسلوب‌ وليتكامل‌ بتلك‌ الكمالات‌. وفي‌ حال‌ أعلميّة‌ وأكمليّة‌ الاُستاذ الثاني‌، فمن‌ الجلي‌ّ أنّ هذا التلميذ ينبغي‌ أن‌ يبقي‌ هناك‌، أمّا في‌ حال‌ كونه‌ غير أعلم‌ فإنّ التلميذ يكتسب‌ كمالات‌ الاُستاذ الثاني‌ ثمّ يعود إلي‌ الاُستاذ الاوّل‌.

 الثاني‌: أن‌ يكون‌ للاُستاذ الثاني‌ كمالات‌ خاصّة‌ أو طريقة‌ خاصّة‌ في‌ التربية‌ لا يعلم‌ عنها هذا الاُستاذ شيئاً، لذا فإنّه‌ يضع‌ التلميذ مدّة‌ تحت‌ إشرافه‌ وتربيته‌، حتّي‌ إذا ما اكتسب‌ التلميذ تلك‌ الطريقة‌ أو اطّلع‌ علي‌ ذلك‌ الكمال‌ فإنّه‌ يعود إلي‌ أُستاذه‌ الاوّل‌ فيشرح‌ له‌ الامر، فيطّلع‌ ـ من‌ ثمّ علي‌ تلك‌ الطريقة‌ في‌ التربية‌ والتعليم‌.

 الثالث‌: أن‌ يكون‌ للاُستاذ الثاني‌ تلامذة‌ لديهم‌ قصور وأخطاء في‌ نحو سلوكهم‌، أو أن‌ يكون‌ للاُستاذ نفسه‌ قصور وخطأ، فيرسل‌ الاُستاذ الاوّل‌ تلميذاً بعنوان‌ التلمذة‌ إليه‌، ليقوم‌ بإصلاح‌ أخطاء أُولئك‌ الطلبة‌ أو ذلك‌ الاُستاذ من‌ حيث‌ لا يشعرون‌، ثمّ يعود تلقائيّاً إلي‌ أُستاذه‌ من‌ جديد.

 وإذا ما لوحظ‌ أحياناً أنّ بعض‌ الافراد لهم‌ أُستاذان‌ أو أكثر في‌ زمن‌ واحد، فهو أمر صائب‌ إن‌ كان‌ من‌ قبيل‌ هذه‌ الاحتمالات‌.

 وفي‌ الحقيقة‌ فإنّ للتلميذ أُستاذاً واحداً، وهو الاُستاذ الذي‌ خضع‌ ذلك‌ التلميذ لولايته‌ الاصليّة‌ والاوليّة‌؛ ومن‌ هنا فإنّ ولاية‌ الاساتذة‌ الآخرين‌ ستكون‌ طوليّة‌ لا عرضيّة‌، وفرعيّة‌ وثانويّة‌ لا أصليّة‌. وعلي‌ هذا الاساس‌ فإنّ عمل‌ التلميذ بتعاليم‌ الاُستاذ الثاني‌ امتثال‌ في‌ الحقيقة‌ لامر الاُستاذ الاوّل‌ وتعاليمه‌، ومن‌ ثمّ فلا تنافي‌ ولا تنافر ولا اختلاف‌ في‌ الامر.

يمكن‌ أن‌ يكون‌ للاُستاذ وصي‌ّ ظاهري‌ّ وآخر باطني‌ّ

 وقد سئل‌ السيّد مرّات‌ عديدة‌: ما السبب‌ في‌ عدم‌ اختياركم‌ وصيّاً للمرحوم‌ القاضي‌ أعلي‌ الله‌ مقامه‌ في‌ الاُمور العرفانيّة‌ والسلوكيّة‌ والتوحيديّة‌ واختياره‌ سماحة‌ آية‌ الله‌ الحاجّ الشيخ‌ عبّاس‌ القوجاني‌ّ هاتف‌ ليكون‌ وصيّه‌ في‌ ذلك‌؟

 فكان‌ يجيب‌: الوصاية‌ قسمان‌: ظاهريّة‌ وباطنيّة‌.

 فالوصي‌ّ الظاهر هو الذي‌ يجعله‌ الاُستاذ وصيّه‌ أمام‌ الملا العامّ، فيكتب‌ بذلك‌ ويمُضيه‌ ويعلنه‌. وحسب‌ ذوق‌ المرحوم‌ القاضي‌ الذي‌ كان‌ عالماً جامعاً ومجتهداً وحائزاً للرياستين‌ في‌ العلوم‌ الظاهريّة‌ والباطنيّة‌، فإنّ علي‌ الوصي‌ّ حتماً أن‌ يحوز العلوم‌ الظاهريّة‌ من‌ الفقه‌ والاُصول‌ والتفسير والحديث‌ والحكمة‌ والعرفان‌ النظري‌ّ؛ منعاً لانكسار سدّ الشريعة‌ ولئلاّ يكون‌ هناك‌ خطّان‌ ومنهجان‌.

 وهذا هو المبدأ الذي‌ كان‌ المرحوم‌ القاضي‌ يعتمد عليه‌ كثيراً؛ فكان‌ يحسب‌ للشريعة‌ الغرّاء حسابها بدقّة‌ كبيرة‌، وكان‌ بنفسه‌ رجلاً متشرّعاً بتمام‌ المعني‌، ومعتقداً بأنّ الشريعة‌ هي‌ السبيل‌ لإدراك‌ الحقائق‌ العرفانيّة‌ والتوحيديّة‌. وكان‌ جادّاً في‌ هذا الامر، بحيث‌ لم‌ يكن‌ ليفوته‌ أبسط‌ سُنّة‌ وعمل‌ مستحبّ، حتّي‌ قال‌ بعض‌ المعاندين‌: إنّ هذه‌ الدرجة‌ من‌ الزهد والإتيان‌ بالاعمال‌ المستحبّة‌ التي‌ يقوم‌ بها القاضي‌ لا تنبع‌ من‌ الإخلاص‌، بل‌ إنّه‌ يحاول‌ إظهار نفسه‌ بهذا الشكل‌ وبهذه‌ الشمائل‌ والاوصاف‌؛ فهو رجل‌ صوفي‌ّ محض‌ لا يعير لمثل‌ هذه‌ الاُمور اهتماماً!

 وعلي‌ هذا الاساس‌ فقد كان‌ للمرحوم‌ القاضي‌ التفات‌ إلي‌ العلوم‌ الظاهريّة‌، أمّا الامر الآخر فهو أنّ العالِم‌ الدارس‌ لا يمكن‌ لاحد خداعه‌.

 ولو صار أساس‌ تعيين‌ الوصي‌ّ من‌ غير العلماء أمراً رائجاً ومعهوداً، فما أحري‌ أن‌ يدّعي‌ المعرفة‌ كثيرٌ من‌ الشياطين‌ فيجرّون‌ الخلق‌ إلي‌ اتّباعهم‌ ويسقطون‌ البسطاء السذّج‌ في‌ حبائلهم‌ بحيث‌ يستحيل‌ إقناعهم‌ بعد ذلك‌ بخطئهم‌ بأي‌ّ دليلٍ أو منطق‌.

 ومن‌ ثمّ فقد اختار المرحوم‌ القاضي‌ من‌ بين‌ تلامذته‌ الحاجّ الشيخ‌ عبّاس‌، الذي‌ كان‌ رجلاً عالماً مجرّداً عن‌ هوي‌ النفس‌، وقد عاني‌ الآلام‌ والمشاقّ والمحن‌؛ فحفظ‌ جلالَ ومقام‌ ومكانة‌ المرحوم‌ الاُستاذ القاضي‌ علي‌ أكمل‌ وجهٍ وأتمّه‌.

 أمّا وصي‌ّ الباطن‌ فهو الذي‌ أكمل‌ باطنه‌ بكمالات‌ الاُستاذ، فصار يمتلك‌ معرفة‌ شهوديّة‌ وقدرة‌ قياديّة‌، باطنيّة‌ وسرّيّة‌، علي‌ الرغم‌ من‌ أنّ الاُستاذ لم‌ يقدّمه‌ للا´خرين‌ ولم‌ يُذع‌ أمره‌، لا نّه‌ يمتلك‌ في‌ الباطن‌ السيطرة‌ علي‌ النفوس‌ ـ شاءت‌ أم‌ أبت‌ فهو يهدي‌ التلامذة‌ إلي‌ أمر الله‌، ويراقب‌ طريقهم‌ وسلوكهم‌ ويتولّي‌ رعايتهم‌.

 وصي‌ّ الظاهر يعمل‌ في‌ الظاهر بمقتضي‌ وصايته‌، أمّا وصي‌ّ الباطن‌ فيعمل‌ في‌ الباطن‌؛ فإن‌ عملا سويّاً كالتوأم‌، ظهرت‌ منافع‌ لا تعدّ ولا تحصي‌ وتفتّحت‌ ورود بديعة‌ رائعة‌ من‌ براعم‌ بستان‌ التوحيد.

 إنّ وصي‌ّ الظاهر يقبل‌ الافراد الطالبين‌ للسلوك‌، ووصي‌ّ الباطن‌ ينتقي‌ منهم‌ وينتخب‌؛ لذا فلو انكشف‌ نفاق‌ الافراد الذين‌ خضعوا لتربية‌ وصي‌ّ الظاهر مدّة‌، فإنّ وصي‌ّ الباطن‌ لن‌ يقبلهم‌ منذ البداية‌، ومن‌ ثمّ فإنّهم‌ سيفقدون‌ رغبتهم‌ وحماسهم‌ بعد حين‌ فيرجعون‌، أو أ نّهم‌ يلجؤون‌ إلي‌ العناد لا سمح‌ الله‌.

 أمّا التلامذة‌ الحقيقيّون‌ فسيقوم‌ بأمر هدايتهم‌ وإرشادهم‌ عن‌ طريق‌ الباطن‌، فيتعرّفون‌ ـ باعتبارهم‌ أهل‌ رغبة‌ صادقة‌ ونيّة‌ حسنة‌ علي‌ وصي‌ّ الباطن‌ وينهلون‌ من‌ تعاليمه‌.

 وعليه‌، وبهذا البيان‌ فإنّ أُستاذ الظاهر وأُستاذ الباطن‌ موجودان‌ معاً، يؤيِّد أحدهما الآخر ويدعمه‌. وهما يتحمّلان‌ جزءاً كبيراً من‌ مسؤوليّة‌ تقدّم‌ التلاميذ وإيصالهم‌ إلي‌ المقصد الاصلي‌ّ. وينبغي‌ حتماً في‌ هذه‌ الحال‌ أن‌ لا يقع‌ خلاف‌ بين‌ أُستاذَي‌ الظاهر والباطن‌، لانّ الاختلاف‌ دليل‌ علي‌ عدم‌ صحة‌ الطريق‌ انتهي‌ كلامه‌ مجملاً.

 ومن‌ المناسب‌ هنا أن‌ ننقل‌ مطلبينِ عن‌ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌ يمكن‌ أن‌ تُستخرج‌ منهما أسرار خفيّة‌:

 الاوّل‌:

 وَالحَادِي‌ عَشَرَ سُورَةُ طَه‌، وَهَذَا القُطْبُ هُوَ نَائِبُ الحَقِّ تَعَالَي‌ كَمَا كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي‌ طَالِبٍ نَائِبَ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ فِي‌ تِلاَوَةِ سُورَةِ بَرَاءَةَ عَلَي‌ أَهْلِ مَكَّةَ. وَقَدْ كَانَ بَعَثَ بِهَا أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لاَ يُبَلِّغُ عَنِّي‌ القُرْآنَ إلاَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي‌.

 فَدَعَا بِعَلِي‌ٍّ فَأَمَرَهُ فَلَحِقَ أَبَا بَكْرٍ. فَلَمَّا وَصَلَ إلی مَكَّةَ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ وَبَـلَّـغَ عَلِي‌ٌّ إلی النَّاسِ سُـورَةَ بَـرَاءَةَ وَتَـلاَهَا عَلَیهِـمْ نِيَابَـةً عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّم‌. [340]

 أقول‌: خبر حجّ أبي‌ بكر بالناس‌ وفق‌ روايات‌ العامّة‌، ولكن‌ وفق‌ الروايات‌ الخاصّة‌ أنّ أبا بكر عاد إلي‌ المدينة‌ وأنّ عليّاً عليه‌ السلام‌ قام‌ بإبلاغ‌ سورة‌ براءة‌ وحجّ بالناس‌ أيضاً

حكم‌ محيي‌ الدين‌ علي‌ فقهاء العامّة‌ الذين‌ لا يجيزون‌ الانتقال‌ من‌ مذهب‌ لا´خر

 الثاني‌:

 وَمَنِ انْتَمَي‌ إلی قَوْلِ إمَامٍ لاَ يُوَافِقُهَا فِي‌ الحُكْمِ هَذَا القُطْبَ [341] وَهُوَ الخَلِيفَةُ فِي‌ الظَّاهِـرِ، فَإذَا حَكَـمَ بِخِـلاَفِ مَا يَقْتَضِـيهِ أَدِلَّةُ هَؤُلاَءِ الاَئِمَّةِ؛ قَالَ أَتْبَاعُهُمْ بِتَخْطِـئَتِهِ فِي‌ حُكْمِهِ ذَلِـكَ وَأَثِمُـوا عِنْدَ اللَهِ بِلاَ شَـكٍّ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ.

 فَإنَّهُ لَيْـسَ لَهُمْ أَنْ يُخَطِّئُوا مُجْتَهِداً لاِنَّ المُصِـيبَ عِنْدَهُمْ وَاحِدٌ لاَ بِعَيْنِهِ، وَمَنْ هَذِهِ حَالُهُ فَلاَ يُقْدِمْ عَلَي‌ تَخْطِئَةِ عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ؛ كَمَا تَكَلَّمَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي‌ إمَارَةِ أُسَامَةَ وَأَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، حَتَّي‌ قَالَ فِي‌ ذَلِكَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهِ عَلَیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ مَا قَالَ.

 فَإذَا طُعِنَ فِي‌ مَنْ قَدَّمَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ وَأَمْرِهِ، وَرَجَّحُوا نَظَرَهُمْ عَلَي‌ نَظَرِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهِ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ فَمَا ظَنُّكَ بِأَحْوَالِهِمْ مَعَ القُطْبِ؟! وَأَيْنَ الشُّهْرَةُ مِنَ الشُّهْرَةِ؟! هَيْهَاتَ! فُزْنَا وَخَسِرَ المُبْطِلُونَ.

 فَوَ اللَهِ لاَ يَكُونُ دَاعِياً إلی اللَهِ إلاَّ مَنْ دَعَا عَلَي‌ بَصِيرَةٍ، لاَ مَنْ دَعَا عَلَي‌ ظَنٍّ وَحَكَمَ بِهِ.

 لاَ جَرَمَ أَنَّ مَنْ هَذِهِ حَالُهُ حَجَرَ عَلَي‌ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ مَا وَسَّعَ اللَهُ بِهِ عَلَیهِمْ.

 فَضَيَّقَ اللَهُ عَلَیهِمْ أَمْرَهُمْ فِي‌ الآخِرَةِ وَشَدَّدَ اللَهُ عَلَیهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ المُطَالَبَةَ وَالمُحَاسَبَةَ؛ لِكَوْنِهِمْ شَدَّدُوا عَلَي‌ عِبَادِ اللَهِ أَنْ لاَ يَنْتَقِلُوا مِنْ مَذْهَبٍ إلی مَذْهَبٍ فِي‌ نَازِلَةٍ طَلَباً لِرَفْعِ الحَرَجِ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّ ذَلِكَ تَلاَعُبْ بِالدِّينِ؛ وَمَا عَرَفُوا أَ نَّهُمْ بِهَذَا القَوْلِ قَدْ مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ.

 بَلْ شَرْعُ اللَهِ أَوْسَعُ، وَحُكْمُهُ أَجْمَعُ وَأَنْفَعُ «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم‌ مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ» [342] هَذَا حَالُ هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامِةِ؛ فَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ. [343]

 

 

 لقد منّ الله‌ سبحانه‌ عَلَيّ بالتوفيق‌ في‌ أواخر سنة‌ 1390 هجريّة‌ قمريّة‌ في‌ موسم‌ الحجّ للتشرّف‌ بالسفر لاداء مناسك‌ الحجّ وزيارة‌ بيت‌ الله‌ الحرام‌ وزيارة‌ قبر رسول‌ الله‌ وفاطمة‌ الزهراء وأئمّة‌ البقيع‌ صلوات‌ الله‌ وسلامه‌ عليهم‌ أجمعين‌ بصحبة‌ اثنين‌ من‌ أولادي‌ وهما الحاجّ السيّد محمّد صادق‌ وكان‌ عمره‌ آنذاك‌ سبع‌ عشرة‌ سنة‌، والحاجّ السيّد محمّد محسن‌ وكان‌ يزيد علي‌ خمس‌ عشرة‌ سنة‌ بقليل‌. حيث‌ سافرنا من‌ طهران‌ إلي‌ الكويت‌ ومن‌ هناك‌ إلي‌ مكّة‌ المكرّمة‌، ثـمّ عدنا من‌ جدّة‌ إلي‌ بغداد أوائل‌ العشـرة‌ الثانية‌ من‌ ذي‌ الحجّة‌ وبقينا في‌العتبات‌ المقدّسة‌ لمدّة‌ شهر تقريباً، ثمّ عدنا من‌ النجف‌ وكربلاء إلي‌ الكاظميّة‌ برفقة‌ سماحة‌ السيّد الحدّاد، ثمّ قمنا بزيارة‌ الإمامين‌ العسكريّينِ عليهما السلام‌ وعدنا بعد ذلك‌ إلي‌ طهران‌ أوائل‌ العشرة‌ الثالثة‌ من‌ محرّم‌ الحرام‌.

 ولقد كنّا طيلة‌ هذا السفر عند العتبات‌ المقدّسة‌ في‌ معيّة‌ سماحة‌ السيّد فقد كنّا ـ بعد قيامنا بالزيارة‌ الاُولي‌ للكاظميّة‌ في‌ معيّته‌ الكريمة‌ طوال‌ أوقات‌ مكثنا في‌ كربلاء والنجف‌ ثمّ في‌ الكاظميّة‌ وسامرّاء.

 وكان‌ لهذا التشرّف‌ بزيارة‌ العتبات‌ المباركة‌ بعد أداء الحجّ التأثير البالغ‌ العجيب‌ بالنسبة‌ إلي‌ أولادي‌ إذ بعد القيام‌ بالحجّ، ووُفّق‌ هذان‌ البرعمان‌ اليافعان‌ من‌ طلبة‌ العلوم‌ الدينيّة‌ لزيارة‌ المراقد المطهّرة‌ للائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ بعد مشاهدة‌ تلك‌ الاماكن‌ المباركة‌ المشرّفة‌ وزيارتها، وبعد الانهماك‌ بأداء مناسك‌ الحجّ الجميلة‌ المحبّبة‌ التي‌ لا تزال‌ ذكرياتها تموج‌ في‌ ذهنيهما؛ مضافاً إلي‌ أنّ مضيّفهما في‌ كربلاء وسائر الاماكن‌ الاُخري‌ كان‌ وليّاً من‌ أولياء الله‌ كسماحة‌ السيّد هاشم‌، وكان‌ ذلك‌ بالنسبة‌ لهما أمراً رائعاً ومحبّباً جدّاً يأخذ بمجامع‌ القلوب‌.

 وأساساً فإنّني‌ أعتقد بأنّ الاولاد ينبغي‌ إرسالهم‌ إلي‌ الحجّ في‌ أوائل‌ سنّ بلوغهم‌ بأي‌ّ طريق‌ ممكن‌، من‌ أجل‌ أن‌ تكتسب‌ أرواحهم‌ الطاهرة‌ ونفوسهم‌ النقيّة‌ غير الملوّثة‌ تلك‌ الحقائق‌ وتجذبها إليها كالمغناطيس‌، فتبقي‌ تلك‌ المطالب‌ إلي‌ آخر العمر الشغل‌ الشاغل‌ الذي‌ لا يفارق‌ أذهانهم‌، حيث‌ إنّها ستقوم‌ شيئاً فشيئاً بإظهار تلك‌ المكتسبات‌ وإبرازها إلي‌ النور وإخراجها إلي‌ حيّز الفعليّة‌؛ ولو استلزم‌ أمر إرسالهم‌ المشاقّ، أو استدعي‌ بيع‌ بعض‌ أثاث‌ البيت‌ ومتاعه‌، فليس‌ ذلك‌ بالامر المهمّ، سواءً عُوّض‌ هذا الاثاث‌ والمتاع‌ فيما بعد أم‌ لم‌ يعوّض‌، إذ إنّ المهمّ هو زيارة‌ هذه‌ النفوس‌ القابلة‌ والمستعدّة‌ وغير الملوّثة‌ بالآثام‌ والكثرات‌، ممّا سيؤدّي‌ إلي‌ تثبيت‌ الإيمان‌ والطهارة‌ والتقوي‌ لديهم‌ إلي‌ آخر أعمارهم‌.

 وعلي‌ الإنسان‌ أن‌ لا ينتظر الوجوب‌ الشرعي‌ّ كما هي‌ الحال‌ في‌ الحجّ الذي‌ يحصل‌ هذه‌ الايّام‌ في‌ أواسط‌ العمر بعد اللتيا واللتي‌، أو كما كان‌ يحصل‌ في‌ قديم‌ الايّام‌ في‌ أواخر عمر الإنسان‌. إذ ستنحصر استفادة‌ النفس‌ الإنسانيّة‌ من‌ الحجّ والآثار الناجمة‌ منه‌ في‌ مثل‌ هذه‌ الحالات‌ ببقيّة‌ عمر الفرد، التي‌ غالباً ما تكون‌ ضئيلة‌ وقليلة‌. أمّا الحجّ في‌ سنّ البلوغ‌ فإنّ آثاره‌ ستصاحب‌ الإنسان‌ من‌ أوّل‌ منزل‌ ومحطّة‌ للتكليف‌ والتشرّف‌ بالخطاب‌ الربوبي‌ّ إلي‌ آخر عمره‌، وستبعث‌ ـ من‌ ثمّ النشاط‌ في‌ الروح‌ وتحافظ‌ علي‌ النفس‌ حيّة‌ بالإيمان‌ والإيقان‌. وبالرغم‌ من‌ أنّ هذا التوفيق‌ لم‌ يحصل‌ للحقير نفسه‌ إلاّ في‌ سنّ الثالثة‌ والثلاثين‌، بَيدَ أنّ المساعي‌ قد بُذلت‌ بالنسبة‌ إلي‌ هذين‌ الولدين‌ وإلي‌ ولدَي‌ّ الآخرينِ أيضاً، كي‌ يكون‌ حجّهم‌ في‌ أوّل‌ فرصة‌ ممكنة‌ بعد البلوغ‌.

 وإنصافاً، فقد قام‌ المضيّفون‌ الحقيقيّون‌: الله‌ سبحانه‌ نفسه‌، والوجود المقدّس‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وفاطمة‌ الزهراء عليها السلام‌ وأئمّة‌ البقيع‌ وأئمّة‌ العتبات‌ المقدّسة‌ عليهم‌ السلام‌ بإضافتنا، كما استقبل‌ السيّد الحدّاد هذين‌ الولدين‌ وعاملهما كما لو كانا ولديه‌، بل‌ أكثر من‌ ذلك‌. وكان‌ هذا الشيخ‌ العارف‌ ذو السنين‌ التي‌ تربو علي‌ السبعين‌ يقوم‌ بنفسه‌ بمهام‌ الضيافة‌؛ يشتري‌ الخبز والخضروات‌ ويهيِّي‌ المستلزمات‌ المختلفة‌ ويبسط‌ المائدة‌ علي‌ الارض‌. وباعتبار ورودنا عليه‌ بعد عيد الغدير، فقد أعطي‌ لكلٍّ من‌ ولدَي‌ّ هديّة‌ العيد خمسة‌ دنانير. وقام‌ بنفسه‌ بإلباس‌ ولدِي‌ الاكبر الحاجّ السيّد محمّد صادق‌ بيده‌ المباركة‌ لباس‌ العلم‌ والمعرفة‌ والادب‌ وكسوة‌ رجال‌ الدين‌ وخلعة‌ رسول‌ الله‌، وعقد العمامة‌ علي‌ رأسه‌، ولم‌ يدّخر وسعاً في‌ بيان‌ شروط‌ ومستلزمات‌ الهداية‌ والإرشاد له‌، بل‌ قام‌ بذلك‌ علي‌ أكمل‌ وجه‌ وأتمّه‌، وأوصاه‌ كثيراً ـ من‌ أجل‌ أن‌ يصبح‌ عالماً عاملاً جامعاً بتعاهد دروسه‌ والتمعّن‌ والتحقيق‌ في‌ قراءته‌، والاستفسار عمّا يبهم‌ عليه‌، فلا يتعدّي‌ درساً إلي‌ غيره‌ حتّي‌ يفهمه‌.

نصائح‌ سماحة‌ الحدّاد وقراءته‌ الاشعار لولدَي‌ّ

 وكان‌ يقول‌: إنّ قيمة‌ العالِم‌ العامل‌ تزيد علي‌ الدنيا والآخرة‌ كليهما، وتفوق‌ كلّ ما يتصوّر.

 ويقول‌: لقد كان‌ المرحوم‌ السيّد (القاضي‌) عالماً لا مثيل‌ له‌ في‌ الفقاهة‌، ولا مثيل‌ له‌ في‌ فهم‌ الرواية‌ والحديث‌، ولا مثيل‌ له‌ في‌ التفسير والعلوم‌ القرآنيّة‌، وفي‌ الادب‌ العربي‌ّ واللغة‌ والفصاحة‌، وحتّي‌ في‌ التجويد والقراءات‌ القرآنيّة‌، وكان‌ يحضر أحياناً مجالس‌ الفاتحة‌ فلا يجرُؤ إلاّ القليل‌ من‌ قرّاء القرآن‌ علي‌ القراءة‌ في‌ حضوره‌، لا نّه‌ كان‌ يبيِّن‌ الإشكالات‌ في‌ تجويدهم‌ وأُسلوب‌ قراءتهم‌.

 وكان‌ المرحوم‌ القاضي‌ يتشرّف‌ بالمجي‌ء إلي‌ كربلاء ويتفضّل‌ ـ مجلّلاً بالنزول‌ في‌ المنزل‌ المتواضع‌ للحقير. وبالرغم‌ من‌ كونه‌ غارقاً إلي‌ حدّ كبير في‌ بحر المعارف‌ الزاخر، إلا أ نّه‌ ـ مع‌ ذلك‌ كان‌ يقرأ لي‌ أحياناً من‌ الاشعار الفصيحة‌ والبليغة‌، من‌ جملتها هذه‌ الاشعار الواردة‌ في‌ استعمال‌ الكلمات‌ المشتركة‌ لفظاً المتعدّدة‌ معني‌:

 

 يَا خَلِي‌َّ البَالِ قَدْ بَلْبَلْتَ بِالبِلْبَالِ بَالْ                              بِالنَّوَي‌ زَلْزَلْتَنِي‌ وَالعَقْلُ فِي‌ الزِّلْزَالِ زَالْ

 يَا رَشِيقَ القَدِّ قَدْ قَوَّسْتَ قَدِّي‌ فَاسْتَقِمْ                       فِي‌ الهَوَي‌ فَافْرُغْ فَقَلْبِي‌ شَاغِلُ الاَشْغَالِ غَالْ

 يَا أَسِيلَ الخَدِّ خَدَّ الدَّمْعُ خَدِّي‌ فِي‌ النَّوَي‌                     عَبْرَتِي‌ وَدْقٌ وَعَيْنِي‌ مِنْكَ يَا ذَا الخَالِ خَالْ

 كَمْ تُسَقِّي‌ زُمْرَةَ العُشَّاقِ غَسَّاقَ الجَوَي                    ‌ كَمْ تَسُوقُ الحَتْفَ مِنْ سَاقٍ عَنِ الخَلْخالِ خَالْ

 إلي‌ آخر الابيات‌[344]. ويتّضح‌ من‌ ذلك‌ أنّ المرحوم‌ القاضي‌ كان‌ يحفظ‌ جميع‌ هذه‌ القصيدة‌ الرائعة‌.

 ومن‌ جملتها هذه‌ الاشعار:

 يَا مَنْ بِمُحَيَّاهُ جَلَي‌ الكَوْنَ وَزَانَه‌                     العَالَمُ فِي‌ الحَيْرَةِ لاَ يُدْرِكُ شَانَهُ

 أَخْفَاكَ ظُهُورٌ لَكَ عَنْهُمْ وَأَبَانَهْ             اي‌ تير غمت‌ را دل‌ عشّاق‌ نشانه[345]

عالم‌ به‌ تو مشغول‌ و تو غايب‌ ز ميانه‌ [346]

 إيَّاكَ تَطَلَّبْتُ وَذِكْرَاكَ هَوَيْتُ                      مِنْ كُلِّ حَدِيثٍ بِأَسَانِيدَ رَوَيْتُ

 إنْ كَانَ إلی الكَعْبَةِ وَالبَيْتِ أَتَيْتُ مقصود من‌ از كعبه‌ وبتخانه‌ توئي‌ تو [347]

 مقصود توئي‌ كعبه‌ و بتخانه‌ بهانه‌[348]

 إنْ فِي‌ عَرَفَاتٍ وَمِنَاهَا جَسَدِي‌ دَارْ                      أَوْ مَشْعَرِهَا مَا لِسِوَاكَ خَلَدِي‌ دَارْ

 مَنْ مِثْلي‌َ مَنْ حَجَّ إلی الكَعْبَةِ وَالدَّارْ       حاجي‌ به‌ ره‌ كعبه‌ و من‌ طالب‌ ديدار[349]

 او خانه‌ همي‌ جويد و من‌ صاحب‌ خانه[350]

قَدْ كَلَّ لِسَانِي‌ صِفَةُ الدَّارِ بِتَجْرِيدْ                    فِي‌ فَضْلِ صِفَاتٍ وَلَقَدْ طَالَ بِتَحْمِيدْ

 مِنْ مُقْلَةِ قَلْبِي‌ فَأَرَي‌ نُورَكَ تَوْحِيدْ       چون‌ در همه‌جا عكس‌ رخ‌ يار توان‌ ديد [351]

    ديوانه‌ منم‌ من‌ كه‌ روم‌ خانه‌ به‌ خانه‌[352]

 لاَ مَطْـلَـبَ إلاَّ وَبِـأَيْـدِيـكَ مُـشَــيَّـدْ                   لاَ مُـفْـضِـلَ إلاَّ وَبِـنُـعْـمَـاكَ مُـقَـيَّـدْ

 لاَ مُفْضِـلَ إيَّـاكَ وَلاَ غَـيْـرَكَ ذُو اليَـدْ                 هركس‌ به‌ زباني‌ صفت‌ حمد تو [353]گويد

 بلبل‌ به‌ نوا خواني‌ و قمري‌ به‌ ترانه‌ [354]

 لاَ مَطْلَبَ لِي‌ غَيْرُكَ لاَ وَالَّذِي‌ يُوجِدْ                         إنْ أُتْهِمُ أَوْ أُشْئِمُ أَوْ أُعْرِقُ أُنْجِدْ

 لِلْفَوْزِ إلی وَصْلِكَ يَا مَنْ هُوَ مُنْجِدْ               گه‌ معتكف‌ ديرم‌ و گه‌ ساكن‌ مسجد [355]

 يعني‌ كه‌ تو را مي‌طلبم‌ خانه‌ به‌ خانه‌ [356]

 كما كان‌ يقرأ من‌ جملتها هذا الرباعي‌:

 أَقُول‌ زَيْدٌ وَزْيدٌ لَسْتُ أَعْرِفُهُ                وَإنَّمَا هُوَ قَوْلٌ أَنْتَ مَعْنَاهُ

 وَكَمْ ذَكَرْتُ حَدِيثاً لاَ اكْتِرَاثَ بِهِ            حَتَّي‌ يَجُرُّ إلی ذِكْرَاكَ ذِكْرَاهُ

 ومن‌ جملتها هذا البيت‌:

 كَبُرَتْ هِمَّةُ عَبْدٍ طَمَعَتْ فِي‌ أَنْ يَرَاكَا                      أَوَ مَا حَسْبُ لِعَيْنِ أَنْ تَرَي‌ مَنْ قَدْ رَآكَا

 وكان‌ يقول‌: هذا البيت‌ في‌ المعني‌ والمفاد نظير بيت‌ ابن‌ الفارض‌ الذي‌ يقول‌:

 أَبْقِ لِي‌ مُقْلَةً لَعَلَّي‌َ يَوْماً                   قَبْلَ مَوْتِي‌ أَرَي‌ بِهَا مَنْ رَآكَا [357]

 ومن‌ جملتها هذه‌ الابيات‌:

 وَمَا فِي‌ الخَلْقِ أَشْقَي‌ مِنْ مُحِبٍّ       وَإنْ وَجَدَ الهَوَي‌ حُلْوَ المَذَاقِ

 تَرَاهُ بَاكِياً فِي‌ كُلِّ حِينٍ                                  مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لاِشْتِيَاقِ

 وَيَبْكِي‌ إنْ نَأَوْا شَوْقاً إلَيْهِ                               وَيَبْكِي‌ إنْ دَنَوْا خَوْفَ الفِرَاقِ

 هذه‌ هي‌ مجموعة‌ الاشعار التي‌ حكاها عن‌ المرحوم‌ القاضي‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ طيلة‌ هذا السفر، وأمّا الاشعار والمطالب‌ التي‌ كان‌ يوردها بنفسه‌ في‌ تعريف‌ العشق‌ فهي‌:

 جَلِيسٌ مُمَنِّعٌ، وَصَاحِبٌ مَالِكٌ، مَذَاهِبُهُ غَامِضَةٌ، وَأَحْكَامُهُ جَارِيَةٌ. يَمْلِكُ الاَبْدَانَ وَأَرْوَاحَهَا، وَالقُلُوبَ وَخَوَاطِرَهَا، وَالعُقُولَ وَألْبَابَهَا؛ قَدْ أُعْطِيَ عِنَانَ طَاعَتِهَا، وَقُوَّةَ تَصْريِفِهَا.

 ويقول‌ أيضاً: جَلَّ أَنْ يَخْفَي‌، وَدَقَّ أَنْ يُرَي‌، فَهُوَ كَامِنٌ كَكُمُونِ النَّارِ فِي‌ الحَجَرِ؛ إنْ قَدَحْتَهُ أَوْرَي‌، وَإنْ تَرَكْتَهُ تُوَارَي‌.

 * * *

بعض‌ الاشعار التي‌ كان‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ يردّدها

 روزي‌ كه‌ شود إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ                    وآنگه‌ كه‌ شود إِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ

 من‌ دامن‌ تو بگيرم‌ اندر سُئِلَتْ                                       گويم‌ صنما بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت‌؟ [358]

 عشق‌ تو مرا أَلَسْتُ مِنكُمْ بِبَعيدْ                                   هجر تو مرا إنَّ عَذَابي‌ لَشَدِيدْ

 بر كنج‌ لبت‌ نوشته‌ يُحْيي‌ وَيُميتْ                                  مَنْ مَاتَ مِنَ العِشْقِ فَقَدْ مَاتَ شَهِيدْ [359]

 * * *

 با هيچ‌ كَس‌ نشاني‌ ز آن‌ دلستان‌ نديدم‌              يا من‌ خبر ندارم‌ يا او نشان‌ ندارد [360]

 * * *

 به‌ عقل‌ نازي‌ حكيم‌ تا كي‌؟                                           به‌ فكرت‌ اين‌ ره‌ نمي‌شود طِيّ

 به‌ كنه‌ ذاتش‌ خرد برد پي‌                                              اگر رسد خَس‌ به‌ قَعرِ دريا

 چو نيست‌ بينش‌ به‌ ديدة‌ دل‌                             رخ‌ ار نمايد تو را چه‌ حاصل‌؟

 كه‌ هست‌ يكسان‌ به‌ چشم‌ كوران‌                      چه‌ نقش‌ پنهان‌ چه‌ آشكارا[361]

 * * *

الادعية‌ المنقولة‌ عن‌ سماحة‌ الحدّاد في‌ الصلوات‌ وسجدات‌ الصلاة‌

 وكان‌ سماحة‌ السيّد الحدّاد يقنت‌ في‌ خلال‌ هذا السفر بهذا الدعاء:

 يَا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، وَسَتَرَ القَبِيحَ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، يَا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّـتْرَ، يَا عَظِيمَ العَفْوِ، يَا حَسَـنَ التَّجَاوُزِ، يَا وَاسِـعَ المَغْفِرَةِ، يَا بَاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ.

 ارْحَمْنِي‌ يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَي‌، يَا مُنْتَهَي‌ كُلِّ شَكْوَي‌، يَا مُفَرِّجَ كُلِّ كُرْبَةٍ، يَا مُقِيلَ العَثَرَاتِ، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يَا عَظِيمَ العَفْوِ، يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا.

 يَا رَبَّاهُ! يَا سَيِّدَاهُ! يَا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ! أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِمُحَمَّدٍ وَعَلِي‌ٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَالاَئِمَّةِ المَعْصُومِينَ عَلَیهِمُ السَّلاَمُ أَنْ تُصَلِّي‌َ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَسْأَلُكَ يَا اللَهُ أَنْ لاَ تُشَوِّهَ خَلْقِي‌ بِالنَّارِ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي‌ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ. [362]

 لكنّ سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ كان‌ يقول‌ بدل‌ عبارة‌ وَالاَئِمَّةِ المَعْصُومِينَ: وَعَلِي‌ِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي‌ٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَي‌ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِي‌ِّ بْنِ مُوسَي‌، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي‌ٍّ، وَعَلِي‌ِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنِ بْنِ عَلِي‌ٍّ، والمَهْدِي‌ِّ صَاحِبِ الزَّمَانِ؛ ثمّ يقرأ بقيّة‌ الدعاء.

 وكان‌ يقرأ في‌ السجدة‌ الاخيرة‌ من‌ صلواته‌ الدعاء التالي‌:

 يَا اللَهُ يَا اللَهُ يَا اللَهُ، أَنْتَ اللَهُ الَّذِي‌ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ لاَ شَرِيكَ لَكَ.

 تَجَبَّرْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، وَتَعَالَيْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ، وَتَعَظَّمْتَ أَنْ يَكُوَنَ لَكَ مُشِيرٌ، وَتَقَهَّرْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ ضِدٌّ، وَتَكَبَّرْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ وَزِيرٌ.

 يَا اللَهُ يَا اللَهُ يَا اللَهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ إلاَّ فَرَّجْتَ عَنِّي‌.

 وكان‌ يُشاهَد وهو يُسَبِّح‌ التسبيحات‌ التالية‌ في‌ المواقع‌ المختلفة‌:

 سُبْحَانَ الدَّائِمِ القَائِمِ، سُبْحَانَ القَائِمِ الدَّائِمُ، سُبْحَانَ الحَي‌ِّ القَيُّومِ، سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ، سُبْحَانَ رَبِّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحَانَ اللَهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ العَلِي‌ِّ الاَعْلَي‌، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي‌.

 وكان‌ يهوي‌ إلي‌ السجود بين‌ الاذان‌ والإقامة‌ فيقرأ هذا الدعاء:

 سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ خَاضِعاً خَاشِعاً ذَلِيلاً.

 وكان‌ يقرأ الدعاء التالي‌ في‌ الاوقات‌ المختلفة‌:

 اللَهُمَّ يَا مُسَبِّبَ الاَسْبَابِ، يَا سَبَبَ كُلِّ ذِي‌ سَبَبٍ، يَا مُسَبِّبَ الاَسْبَابِ مِنْ غَيرِ سَبَبٍ، سَبِّبْ لِي‌ سَبَباً لَنْ أَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً. صَلِّ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَغْنِنِي‌ بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِطَاعَتِكَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، يَا حَي‌ُّ يَا قَيُّومُ!

 وقال‌ السيّد: قيل‌ في‌ شأن‌ أحد الرجال‌ الإلهيّين‌ (شمس‌ التبريزي‌ّ): إنّه‌ قال‌ طيلة‌ مدّة‌ عمره‌ بيتاً واحداً من‌ الشعر:

 من‌ گُنگ‌ خواب‌ ديده‌ و عالم‌ تمام‌ كَر من‌ عاجزم‌ ز گفتن‌ و خلق‌ از شنيدنش‌ [363]

 كانت‌ هذه‌ مجموعة‌ الادعية‌ والاشعار التي‌ كان‌ السيّد يقرأها خلال‌ هذا السفر، أما أدعيته‌ المعهودة‌ التي‌ سمعتها منه‌ ودوّنتها فهي‌ عدّة‌:

 فقد كان‌ يقرأ في‌ السجدة‌ الاخيرة‌ من‌ صلاته‌:

 إلَهِي‌ عُبَيْدُكَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ بِفِنَائِكَ، فَقِيرُكَ بِفِنَائِكَ[364]، سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ.

 وكان‌ الحقير أيضاً يقرأ هذا الدعاء في‌ السجدات‌ الاخيرة‌ من‌ الصلاة‌ متابعة‌ له‌ منذ ذلـك‌ الوقت‌، ولكن‌ كـان‌ يخطـر ببالي‌ أنّ عبـارة‌: سَـائِلُكَ بِفِنَائِكَ، لم‌ تكن‌ موجودة‌ في‌ تلك‌ العبارة‌ الاخيرة‌؛ فسجدت‌ يوماً فسمعني‌ لا أقولها، فآخـذني‌ عليها بعد الصـلاة‌ فقال‌: لِم‌ لَم‌ تقل‌ سَـائِلُكَ بِفِنَائِكَ؟ فقلت‌: سأقول‌ ذلك‌. ومن‌ ثمّ داومتُ علي‌ قولها.

 ثمّ اتَّضح‌ ضمن‌ المراجعة‌ أنّ لفظ‌ سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ موجود أيضاً في‌ بعض‌ الروايات‌[365].

 وكان‌ كثيراً ما يقرأ الدعاء التالي‌ في‌ قنوت‌ صلاته‌:

 أَعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ، وَلِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ مَا شَاءَ اللَهُ، وَلِكُلِّ نِعْمَةٍ الحَمْدُ لِلَّهِ، وَلِكُلِّ رَخَاءٍ وَشِدَّةٍ الشُّكْرُ لِلَّهِ، وَلِكُلِّ أُعْجُوبَةٍ سُبْحَانَ اللَه‌، وَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اللَهَ، وَلِكُلِّ مُصِيبَةٍ إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلِكُلِّ ضِيقٍ حَسْبِي‌َ اللَهُ، وَلِكُلِّ قَضَاءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلْتُ عَلَي‌ اللَهِ، وَلِكُلِّ عَدُوٍّ اعْتَصَمْتُ بِاللَهِ، وَلِكُلِّ طَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العَلِي‌ِّ العَظِيمِ.[366]

 وشوهد كثيراً وهو يقرأ في‌ قنوت‌ صلاة‌ الليل‌ هذا الدعاء من‌ أوّله‌ إلي‌ آخره‌:

 اللَهُمَّ إنِّي‌ أَسْأَلُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ وَكُلُّ بَهَائِكَ بَهِي‌ٌّ، اللَهُمَّ إنِّي‌ أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهِ... [367]

دعاء الاحتجاب‌ كما نقله‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد قدّس‌ الله‌ روحه‌

 وكان‌ يقرأ هذا الدعاء عند الرقود، كما كان‌ يكثر قراءته‌ في‌ قنوت‌ صلاته‌:

 اللَهُمَّ يَا مَنِ احْتَجَبَ بِشُعَاعِ نُورِهِ عَنْ نَوَاظِرِ خَلْقِهِ، يَا مَنْ تَسَربَلَ بِالجَلاَلِ وَالعَظَمَةِ وَاشْتَهَرَ بِالتَّجَبُّرِ فِي‌ قُدْسِهِ، يَا مَنْ تَعَالَي‌ بِالجَلاَلِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ فِي‌ تَفَرُّدِ مَجْدِهِ، يَا مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الاُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا طَوْعاً لاِمْرِهِ، يَا مَنْ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ والاَرَضُونَ مُجِيبَاتٍ لِدَعْوَتِهِ، يَا مَنْ زَيَّنَ السَّمَاءَ بِالنُّجُومِ الطَّالِعَةِ وَجَعَلَهَا هَادِيَةً لِخَلْقِهِ، يَا مَنْ أَنَارَ القَمَرَ المُنِيرَ فِي‌ سَوَادِ اللَيْلِ المُظْلِمِ بِلُطْفِهِ، يَا مَنْ أَنَارَ الشَّمْسَ المُنِيرَةَ وَجَعَلَهَا مَعَاشاً لِخَلْقِهِ وَجَعَلَهَا مُفَرِّقَةً بَيْنَ اللَيْلِ والنَّهَارِ، يَا مَنِ اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ بِنَشْرِ سَحَائِبِ نِعَمِهِ!

 أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَي‌ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي‌ عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي‌ كِتَابِكَ أَوْ أَبْثَثْتَهُ فِي‌ قُلُوبِ الصَّافِِّينَ الْحَافِّينَ حَوْلَ عَرْشِكَ، فَتَرَاجَعَتِ القُلُوبُ إلی الصُّدُورِ عَنِ البَيَانِ بِإخْلاَصِ الوَحْدَانِيَّةِ، وَتَحْقِيقِ الفَرْدَانِيَّةِ، مُقِرَّةً لَكَ بِالعُبُودِيَّةِ، وَإنَّكَ أَنْتَ اللَهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ.

 وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي‌ تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْكَلِيمِ عَلَي‌ الجَبَلِ العَظِيمِ، فَلَمَّا بَدَا شُعَاعُ نُورِ الحُجُبِ مِنْ بَهَاءِ العَظَمَةِ خَرَّتِ الجِبَالِ مُتَدَكْدِكَةً لِعَظَمَتِكَ وَجَلاَلِكَ وَهَيْبَتِكَ وَخَوْفاً مِن‌ سَطْوَتِكَ رَاهِبَةً مِنْكَ. فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ.

 وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي‌ فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ عَظِيمِ جُفُونِ عُيُونِ النَّاظِرِينَ، الَّذِي‌ بِهِ تَدْبِيـرُ حِكْمَتِـكَ، وَشَـوَاهِدُ حُجَجِ أَنْبِيَـائِكَ، يَعْرِفُـونَكَ بِفِطَـنِ القُلُوبِ، وَأَنْتَ فِي‌ غَوَامِضِ مَسَرَّاتِ سَرِيرَاتِ الغُيُوبِ.

 أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ ذَلِكَ الاِسْمِ أَنْ تُصَلِّي‌َ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَنِّي‌ جَمِيعَ الآفَاتِ وَالعَاهَاتِ وَالاَعْرَاضِ وَالاَمْرَاضِ والخَطَايَا وَالذُّنُوبِ وَالشَّكِّ وَالشِّرْكِ وَالكُفْرِ وَالشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالغَضَبِ وَالجَهْلِ وَالمَقْتِ وَالضَّلاَلَةِ وَالعُسْرِ وَالضِّيقِ وَالفَسَادِ وَحُلُولِ النِّقْمَةِ وَشَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ؛ إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ، وَصَلّي‌ اللَهُ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.[368]

 ولقد سجّل‌ الحقير في‌ شـريط‌ صـوتيّ هذا الدعاء بعين‌ هذه‌ الالفاظ‌ علي‌ اللسان‌ المبارك‌ للمرحوم‌ الحاجّ السيّد هاشم‌؛ وباعتبار أ نّه‌ قد سُمع‌ أيضاً من‌ التلامذة‌ الآخرين‌ للمرحوم‌ القاضي‌، فيتّضح‌ أنّ أصله‌ كان‌ من‌ المرحوم‌ القاضي‌.

 وكان‌ يقول‌: إنّ قراءة‌ الدعاء التالي‌ لما يقرب‌ من‌ أربعين‌ ليلة‌ مرّة‌ واحدة‌ إلي‌ مائة‌ مرّة‌، مؤثِّر في‌ قضاء حوائج‌ السالكين‌:

 إلَهِي‌! كَيْفَ أَدْعُوكَ وَأَنَا أَنَا، وَكَيْفَ أَقْطَعُ رَجَائِي‌ مِنْكَ وَأَنْتَ أَنْتَ؟!

 إلَهِي‌! إذَا لَمْ أَسْأَلُكَ فَتُعْطِينِي‌، فَمَنْ ذَا الَّذِي‌ أَسْألُهُ فَيُعْطِينِي‌؟!

 إلَهِي‌! إذَا لَمْ أَدْعُوكَ ] أَدْعُكَ ـ خ‌ ل‌ [ فَتَسْتَجِيبَ لِي‌، فَمَنْ ذَا الَّذِي‌ أَدْعُوهُ فَيَسْتَجِيبَ لِي‌؟!

 إلَهِي‌! إذَا لَمْ أَتَضَرَّعْ إلَيْكَ فَتَرْحَمَنِي‌، فَمَنْ ذَا الَّذِي‌ أَتَضَرَّعُ إلَيْهِ فَيَرْحَمَنِي‌؟!

 إلَهِي‌! فَكَمَا فَلَقْتَ البَحْرَ لِمُوسَي‌ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَنَجَّيْتَهُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي‌َ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن‌ تُنَجِّيَنِي‌ مِمَّا أَنَا فِيهِ وَتُفَرِّجَ عَنِّي‌ فَرَجاً عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. [369]

آثار بعض‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ والادعية‌

 وكان‌ يقول‌: إنّ تكرار الاستغفار التالي‌ عند السحر مفيد لطريق‌ السالك‌، والإكثار من‌ تكراره‌ زيادة‌ في‌ فضله‌ وفائدته‌:

 أَسْتَغْفِرُ اللَهَ الَّذِي‌ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ؛ مِنْ جَمِيعِ ظُلْمِي‌ وَجُرْمِي‌ وَإسْرَافِي‌ عَلَي‌ نَفْسِي‌ وَأَتُوبُ إلَيْهِ.

 فمن‌ داوم‌ علي‌ هذا الاستغفار وفق‌ رغبته‌ وقابليّته‌ فإنّه‌ سينال‌ غايته‌، ولا ضيرَ في‌ قوله‌ حال‌ الحركة‌ والعمل‌.

 وكان‌ يقول‌: قال‌ المرحوم‌ السيّد (القاضي‌): إنّ قراءة‌ «ك´هيع´ص‌´[370]، حم‌´ ع´س´ق‌´ [371]، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا[372] » مفيد لدفع‌ الاعداء.

 وكان‌ يقول‌: من‌ الحسن‌ أن‌ يُنقش‌ علي‌ عقيق‌: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ، وَعَنَتِ الْوُجُـوهُ لِلْحَـيِّ الْقَيُّـومِ وَقَـدْ خَـابَ مَـنْ حَمَلَ ظُـلْمًا، ك´هيع´ص‌´، حم‌´ ع´س´ق‌´، ثمّ يُصاغ‌ منه‌ خاتم‌ فيُتختّم‌ به‌.

 وكان‌ يقول‌: لو نُقش‌ علي‌ عقيق‌: إِنَّهُ و مِن‌ سُلَيْمَـ'نَ وَإِنَّهُ و بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ، ونقش‌ علي‌ وجهه‌ الآخر: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا، ك´هيع´ص‌´، حم‌´ ع´س´ق‌´، ثمّ صيغ‌ منه‌ خاتم‌ فتختّم‌ به‌ لكان‌ حسناً.

 ويقول‌: قال‌ المرحوم‌ السيّد (القاضي‌): من‌ عقد أصابعه‌ واحداً بعد الآخر أمام‌ عدوّه‌، بحيث‌ يقرأ عند عقد كلّ إصبع‌ حرفاً من‌ حروف‌ «ك´هيع´ص‌´ حم‌´ ع´س´ق‌´» بحيث‌ يتمّ القراءة‌ عندما يتمّ عقد أصابعه‌، ثمّ يفتحها أمام‌ عدوّه‌ فإنّ شرّ عدوّه‌ سيُدفع‌ عنه‌.

 وكان‌ السيّد يجري‌ علي‌ لسانه‌ كثيراً قول‌ «يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ» بشكل‌ خاصّ، وذلك‌ في‌ قيامه‌ وقعوده‌، وبشكل‌ عامّ عند تغيير حاله‌ إلي‌ حالة‌ أُخري‌؛ سأله‌ أحدهم‌ يوماً: هل‌ تشرّفتم‌ برؤية‌ وليّ العصر أرواحنا فداه‌؟

 فقال‌: عَمِيَتْ عينٌ تُفتح‌ صباحاً من‌ نومها فلا يكون‌ أوّل‌ نظرها إليه‌!

 أقول‌: ما أشبه‌ هذه‌ الجملة‌ بكلام‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد جواد الانصاري‌ّ الهمداني‌ّ قدّس‌ الله‌ تربته‌ حين‌ سُئل‌: متي‌ يلاقي‌ الإنسان‌ صاحب‌ العصر والزمان‌؟

 قال‌: حين‌ لا يختلف‌ تأثير حضوره‌ وغيبته‌ لدي‌ الإنسان‌. [373]

 وكان‌ السيّد يقول‌: هناك‌ خواصّ وآثار ورموز عجيبة‌ لا يعلمها إلاّ الله‌ في‌ هذه‌ الحروف‌ المقطّعة‌ في‌ أوائل‌ سور القرآن‌، فهي‌ ليست‌ إلاّ رموزاً وأسراراً بين‌ المحبّ والمحبوب‌، بين‌ النفس‌ المقدّسة‌ لرسول‌ الله‌ وبين‌ الذات‌ الاحديّة‌ للّه‌ جلّ شأنه‌ واسمه‌؛ وهناك‌ رموز خاصّة‌ بين‌ كلّ حبيب‌ وحبيبه‌ وكلّ عاشق‌ ومعشوقه‌ لا يدركها ولا يفهمها أحد آخر.

 بَيْنَ المُحِبِّينَ سِرٌّ لَيْسَ يُفْشِيهِ             قَوْلٌ، وَلاَ قَلَمٌ لِلْخَلْقِ يَحْكِيهِ

 أقول‌: لقد ذكر كثير من‌ العلماء الحقيقيّين‌ الصادقين‌ مطالب‌ مدهشة‌ تثير العجب‌ في‌ باب‌ أسرار الحروف‌، وقاموا وباستخراجات‌ بديعة‌ منها، وبالإخبار عن‌ الغيب‌ والاطّلاع‌ علي‌ الضمائر. وكان‌ المرحوم‌ القاضي‌ المقدّم‌ والبارز في‌ هذا الفنّ في‌ زمانه‌، كما كان‌ ابنه‌ الاكبر المرحوم‌ السيّد مهدي‌ القاضي‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ (الذي‌ حطّ رحاله‌ أخيراً في‌ بلدة‌ قم‌ الطيّبة‌ وانتقل‌ هناك‌ إلي‌ الرحمة‌ الابديّة‌) في‌ هذا العلم‌ أُستاذاً لا نظير له‌، كما كان‌ أُستاذاً عزّ مثيله‌ في‌ خطّ النسخ‌ أيضاً، حيث‌ إنّ الكتابات‌ علي‌ الحجر في‌ أطراف‌ محلّ إيداع‌ الاحذية‌ في‌ حرم‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وفي‌ مدرسة‌ آية‌ الله‌ البروجردي‌ّ وغيرهما كانت‌ بخطّه‌. وقد ذهب‌ الحقير مرّات‌ عديدة‌ للقائه‌ بعد إبعاده‌ من‌ العراق‌ وتوطّنه‌ في‌ قم‌، حيث‌ ربطت‌ بيننا علاقات‌ المودّة‌ والصـفاء. وكانت‌ لديه‌ حكايات‌ شـيّقة‌ عن‌ اكتـشـافات‌ الحـروف‌ وأسرار الاعداد، حتّي‌ أ نّه‌ قال‌:

 إنّ لدي‌ّ ابتكارات‌ في‌ هذا الفنّ، وأبي‌ المرحوم‌ القاضي‌ أعلم‌ منّي‌، فقد كنت‌ أعجز عن‌ بعض‌ الاستخراجات‌ العسيرة‌ ثمّ أُوفّق‌ إلي‌ حلّها بالتوسّل‌ بأمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وبالاوراد والادعية‌، فأتشرّف‌ بالمثول‌ في‌ محضر أبي‌ راغباً في‌ إعلامه‌ بهذه‌ الاكتشافات‌ وطريقة‌ حلّها، فيتّضح‌ أنّ أبي‌ قد بحث‌ هذه‌ المشكلة‌ قبلي‌ وتوصّل‌ إلي‌ حلّها.

 ولقد كان‌ هذا المرحوم‌ مستعدّاً لتعليم‌ الحقير ما لديه‌ من‌ هذه‌ العلوم‌، لكنّني‌ لم‌ أرَ فيها نفعاً، فامتنعتُ عن‌ قبولها وعن‌ صرف‌ الوقت‌ في‌ مثل‌ هذه‌ الاُمور. وعلي‌ الرغم‌ من‌ احتمال‌ كونها علوماً حقيقيّة‌ وواقعيّة‌، لكنّ انتفاء الضرورة‌ لتعلّمها والمَحمَدة‌ فيها، تجعل‌ صرف‌ الوقت‌ من‌ قِبل‌ الإنسان‌ في‌ تعلّمها مجانبةً للصواب‌. وسيمنع‌ قضاء الوقت‌ في‌ هذه‌ الاُمور من‌ تفريغ‌ الفكر والنفس‌ للاُمور الاهمّ، فنحن‌ نحتاج‌ قدراً كثيراً من‌ المعارف‌ الإلهيّة‌ ـ سواء في‌ القرآن‌ والتفسير ونهج‌ توحيد الحقّ المتعال‌ مهما جهدنا في‌ اكتسابه‌ فإنّنا لن‌ نصل‌ فيه‌ إلي‌ ما ينبغي‌، فضلاً عن‌ قضاء الوقت‌ في‌ اكتساب‌ أمر معيّن‌، مع‌ أنّ هناك‌ الكثير من‌ الاُمور التي‌ تفوقه‌ أهمّيّة‌ لم‌ تنلها أيدينا بعد.

 ولقد أُجبر الحقير بعد وفاة‌ المرحوم‌ الوالد وقبل‌ تشرّفي‌ بالذهاب‌ إلي‌ النجف‌ الاشرف‌ علي‌ المكث‌ في‌ طهران‌ مدّة‌ يسيرة‌ عند أحد الاقارب‌ من‌ جهة‌ السبب‌ (المرحوم‌ آقا ميرزا أبو تراب‌ عرفان‌) من‌ أجل‌ إصلاح‌ أُموري‌ وتنظيمها. وكان‌ رجلاً عالماً محقّقاً في‌ الجفر والرمل‌ وله‌ تأليفات‌، وكان‌ يقول‌: كتبت‌ في‌ الجفر كتاباً بقدر شرح‌ اللمعة‌، وقرأت‌ علم‌ الرمل‌ لما يقرب‌ من‌ شهر وكتبت‌ فيه‌ كرّاسات‌.

 وقد توثّقت‌ العلاقة‌ الحميمة‌ بين‌ ذلك‌ المرحوم‌ وبين‌ الحقير، وبصفة‌ أ نّه‌ كان‌ في‌ آخر العمر ولم‌ يمتلك‌ أولاداً ذكوراً، فقد كان‌ يلحّ عَلَي‌ّ ليقوم‌ بتعليمي‌ علومه‌، لكنّي‌ أحسست‌ أنّ ذلك‌ سيؤدّي‌ ـ مضافاً إلي‌ إضاعة‌ الوقت‌ إلي‌ إيجاد كدورة‌ روحيّة‌ لي‌، لذا فقد تركت‌ ذلك‌ الدرس‌، وأسرعت‌ بإصلاح‌ ما تبقّي‌ من‌ الاُمور وتشرّفت‌ بالذهاب‌ للثم‌ أعتاب‌ باب‌ العلم‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌.

 وكان‌ لاُستاذنا العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ اطّلاع‌ علي‌ هذه‌ العلوم‌، لكنّي‌ لم‌ أُشاهد أ نّه‌ كان‌ يستخدمها في‌ مورد ما.

 وكان‌ لسماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ مهارة‌ بالغة‌ في‌ ترتيب‌ الجداول‌، خاصّة‌ كيفيّة‌ ترتيب‌ جدول‌ مائة‌ في‌ مائة‌، أو سائر الجداول‌ التي‌ ابتداؤها خمسة‌ في‌ خمسة‌، فضلاً عن‌ جداول‌ أربعة‌ في‌ أربعة‌؛ وقد قام‌ بتعليم‌ الحقير كيفيّة‌ مل‌ء المربّعات‌ وأضاف‌: أنّ هذه‌ المربّعات‌ مؤثِّرة‌، ولكن‌ ينبغي‌ في‌ كلّ حال‌ أن‌ يعتبر الاثر من‌ الله‌ سبحانه‌ غير منقطع‌ عنه‌، وغاية‌ المطلوب‌ هو إيكال‌ الامر في‌ كلّ حال‌ بِيَدِ الحقّ تعالي‌، بحيث‌ يصبح‌ مدير أمر الإنسان‌ ومدبّره‌ وغاية‌ مطلوبه‌.

اكتشافات‌ محيي‌ الدين‌ بعض‌ الاُمور الغيبيّة‌ بواسطة‌ علم‌ الحروف‌

 ومن‌ الجدير بالذكر أنّ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌ والمحقّق‌ الفيض‌ الكاشاني‌ّ والشيخ‌ بهاء الدين‌ العاملي‌ّ كانوا البارزين‌ في‌ زمانهم‌ في‌ هذا الفنّ.

 يقول‌ المحدِّث‌ النيسابوري‌ّ في‌ ترجمة‌ محيي‌ الدين‌: وكانت‌ له‌ يد طولي‌ في‌ علم‌ الحروف‌، ومن‌ جملة‌ استخراجاته‌ أ نّه‌: إذَا دَخَلَ السِّينُ فِي‌ الشِّينِ، ظَهَرَ قَبْرُ مُحْيِي‌ الدِّينِ. وقد ظلّ قبر محيي‌ الدين‌ مخفيّاً مجهولاً حتّي‌ دخل‌ السلطان‌ سليم‌ العثماني‌ّ الشامَ ففتّش‌ عن‌ قبره‌ وعمّره‌ بعد اندراسه‌ فانكشف‌ سرّ كلمة‌ السين‌ أ نّها تعني‌ السلطان‌ سليم‌، وكلمة‌ الشين‌ أ نّها تعني‌ الشام‌.

 ومن‌ جملة‌ اكتشافاته‌ واستخراجاته‌ في‌ شأن‌ ظهور القائم‌ عليه‌ السلام‌:

 إذَا دَارَ الزَّمَانُ عَلَي‌ حُرُوفٍ             بِبِسْمِ اللَهِ فَالمَهْدي‌ُّ قَامَا

 وَإذْ دَارَ الحُرُوفُ عَقِيبَ صَوْمٍ             فَاقْرَأوا الفَاطِمِي‌َّ مِنِّي‌ سَلاَمَا [374]

 وبطبيعة‌ الحال‌ ينبغي‌ العلم‌ أنّ معني‌ هذا الشعر لا يمكن‌ فهمه‌ إلاّ للراسـخين‌ في‌ العلم‌ وإلاّ كان‌ حلّه‌ ممكناً للجميع‌ بشـروط‌ خاصّـة‌ ولم‌ يعدّ رمزاً، كما هي‌ الحال‌ لمعني‌ السين‌ والشين‌ الذي‌ لم‌ يكن‌ لاحد ـ عدا الراسخين‌ في‌ العلم‌ من‌ الاطّلاع‌ عليه‌.

 يقول‌ في‌ تفسير «الصافي‌» في‌ باب‌ الحروف‌ المقطّعة‌ لفواتح‌ السور:

 التَّخَاطُبُ بِالحُرُوفِ المُفْرَدَةِ سُنَّةُ الاَحْبَابِ فِي‌ سُنَنِ المُحَابِّ. فَهُوَ سِرُّ الحَبِيبِ مَعَ الحَبِيبِ بِحَيْثُ لاَ يَطَّلِعُ عَلَیهِ الرَّقِيبُ.

 بَيْنَ المُحِبِّينَ سِرٌّ لَيْسَ يُفْشِيهِ قَوْلٌ، وَلاَ قَلَمٌ لِلْخَلْقِ يَحْكِيهِ [375]

 وعموماً، فإنّ كلمات‌ أولياء الله‌ والعرفاء بالله‌ تتضمّن‌ رموزاً وإشارات‌ وكنايات‌ يختصّ فهمها بهم‌ وبأمثالهم‌، فإشارات‌ ورموز العارف‌ الإسلامي‌ّ والجليل‌ الخواجة‌ حافظ‌ الشيرازي‌ّ يمكن‌ أن‌ يطّلع‌ عليها من‌ هو في‌ مقام‌ حافظ‌ ودرجته‌.

 ولكن‌ ويا للاسف‌ الشديد فإنّنا لا نعرف‌ قدر هؤلاء الاجلاّء ونجهل‌ قيمتهم‌، ونحمل‌ معاني‌ أشعارهم‌ علي‌ الاُمور المبتذلة‌، وإذا ما شئنا كتابة‌ ترجمة‌ لهم‌ فإنّنا نعجز عن‌ إيفائها حقّها وعن‌ بيان‌ تلك‌ المعاني‌ والاسرار وتجليتها؛ حتّي‌ جاء الكفّار والاجانب‌ ووضعوا لهم‌ عرفاناً وتخيّلوا أنّ العرفان‌ منفصل‌ عن‌ الإسلام‌، وعدّوا المقام‌ العظيم‌ الشامخ‌ للعرفان‌ والعرفاء الذي‌ يمثّل‌ مخّ وأُس‌ الإسلام‌ وأساسه‌، أمراً مغايراً للتعاليم‌ الدينيّة‌، وصاغوا لنا عرفاناً إيرانيّاً وهنديّاً وروميّاً، وجعلوه‌ بأجمعه‌ خطّاً يقابل‌ الخطّ الإسلامي‌ّ وسبيلاً غير سبيل‌ الدين‌، وهكذا فقد عدّوا أُصول‌ عرفان‌ المولوي‌ّ وحافظ‌ الشيرازي‌ّ والمغربي‌ّ وأمثالهم‌ عرفاناً إيرانيّاً لا ينسجم‌ وروح‌ الإسلام‌.

 لقد كانت‌ هذه‌ الاُمور بأجمعها وليدة‌ الجمود والتحجّر والنظر بعين‌ واحدة‌ إلي‌ مسائل‌ الدين‌، وفصل‌ مسألة‌ التوحيد عن‌ عالم‌ الامر والخلق‌، والنظر إلي‌ أئمّة‌ العـرفان‌ وحـاملي‌ ألويته‌ بوصـفهم‌ موجـودات‌ ابتدعت‌ فلم‌ يعهد لها تكليف‌ ولم‌ يسند إليها أيّة‌ مهمّة‌، حتّي‌ أُصبنا بهذه‌ المصيبة‌ العظمي‌ إلي‌ الحدّ الذي‌ صار لزاماً علينا ـ كي‌ لا نتخلّف‌ فنخسر في‌ هذه‌ اللعبة‌ ونخزي‌ أن‌ نُبرهن‌ بألف‌ دليل‌ ودليل‌ أنّ عرفان‌ حافظ‌ ومولانا مستنبط‌ من‌ روح‌ القرآن‌ وروح‌ النبوّة‌ والولاية‌.

 

عرفان‌ حافظ‌ الشيرازي‌ّ والملاّ محمّد المولوي‌ّ هو مخّ الإسلام‌

 تمعّنوا في‌ أشعار حافظ‌ الغزليّة‌ واحداً واحداً وشاهدوا كيف‌ عبّأ تلك‌ اللطائف‌ والحقائق‌ المعنويّة‌ في‌ أردية‌ العبارات‌، وبأيّة‌ دقائق‌ وإيماءات‌ كان‌ يريد تجلية‌ حقيقة‌ مراده‌ وقصده‌ ذاك‌، رضوان‌ الله‌ عليه‌ رضواناً شاملاً.

 فهذا الغزل‌ ـ مثلاً أنشده‌ في‌ وصف‌ الإمام‌ صاحب‌ الزمان‌ عليه‌ السلام‌ وتحدّث‌ عن‌ غيبته‌ وانتظاره‌، وقدّم‌ نفسه‌ كأحد المشتاقين‌ للقائه‌ والمشغوفين‌ به‌؛ ولكن‌ بأيّة‌ عبارات‌ مليحة‌، وإشارات‌ بديعة‌، وكنايات‌ واستعارات‌ تجعل‌ هذه‌ العبارة‌ تجري‌ علي‌ لسان‌ الإنسان‌ بلا شعور: حقاً، أ نّه‌ لسان‌ الغيب‌:

 سَلاَمُ اللَهِ مَا كَرَّ اللَيَالِي‌ وَجَاوَبَتِ المَثَانِي‌ وَالمَثَالِي‌

 عَلَي‌ وَادِي‌ الاَرَاكِ وَمَنْ عَلَیهَا وَدَارٍ بِالْلِوَي[376]‌ فَوْقَ الرِّمَالِ

 دعاگوي‌ غريبان‌ جهانم‌             وَأَدْعُو بِالتَّوَاتُرِ وَالتَّوَالِي‌

 به‌ هر منزل‌ كه‌ رو آرد خدا          را نگه‌ دارش‌ به‌ لطف‌ لايزالي‌

 منال‌ اي‌ دل‌ كه‌ در زنجير زلفش‌              همه‌ جمعيت‌ است‌ آشفته‌ حالي‌

 ز خطّت‌ صد جمال‌ ديگر افزود                  كه‌ عمرت‌ باد صد سال‌ جلالي‌

 تو مي‌بايد كه‌ باشي‌ ورنه‌ سهل‌ است‌                 زيان‌ ماية‌ جانيّ و مالي‌

 بدان‌ نقّاش‌ قدرت‌ آفرين‌ با                     د كه‌ گِرد مَه‌ كشد خطّ هلالي‌

 فَحُبُّكَ رَاحَتِي‌ فِي‌ كُلِّ حِينٍ                    وَذِكْرُكَ مُونِسِي‌ فِي‌ كُلِّ حَالِ

 سويداي‌ دل‌ من‌ تا قيامت                     ‌ مباد از شور سوداي‌ تو خالي‌

 كجا يابم‌ وصال‌ چون‌ تو شاهي‌              من‌ بد نام‌ رند لا اُبالي‌

 خدا داند كه‌ حافظ‌ را غرض‌ چيست‌          وَعِلْمُ اللَهِ حَسْبِي‌ مِنْ سُؤَالِي‌

 ويقول‌ في‌ الهامش‌: وهذا البيت‌ أيضاً ضمن‌ ذلك‌ الغزل‌، ويبدو أ نّه‌ للخواجة‌ أيضاً:

 أَمُوتُ صَبَابَةً يَا لَيْتَ شِعْرِي                    ‌ مَتَي‌ نَطَقَ البَشِيرُ عَنِ الوِصَالِ[377]

تفسير الغزل‌ الرائع‌ لحافظ‌ الشيرازي‌ّ في‌ شأن‌ صاحب‌ العصر أرواحنا فداه‌

 يقول‌ في‌ البيت‌ الاوّل‌ والثاني‌: سلام‌ الله‌ الدائم‌ المتواصل‌ مادامت‌ الليالي‌ تأتي‌ وتتوالي‌، ومادام‌ الطلوع‌ والغروب‌ يواليها، ومادامت‌ الارض‌ والشمس‌ والقمر والنجوم‌ باقية‌، وما تجاوبت‌ وتردّدت‌ أنغام‌ الاوتار وأطاقت‌ عزف‌ هذا النشيد. فالمثاني‌ هي‌ تردّد أصوات‌ أوتار الكنّارة‌ مرّتين‌، والمثالي‌ (المثالث‌ في‌ الاصل‌) هي‌ أصوات‌ تردّدها مرّات‌ ثلاث‌.

 علي‌ وادي‌ الاراك‌، أي‌ منزل‌ الحجّة‌ عليه‌ السلام‌، لانّ أرض‌ الاراك‌ هي‌ أرض‌ الحجاز التي‌ تتفرّد بوجود شجر الاراك‌ فيها؛ وعلي‌ مَن‌ علي‌ وادي‌ الاراك‌ يسكن‌ في‌ دار بُنيت‌ علي‌ أعالي‌ الرمال‌.

 ثمّ يقول‌ في‌ البيت‌ الثالث‌: أنا الداعي‌ لغُرباء العالم‌، أدعو بالتواتر والتوالي‌ دعاء غير منقطع‌. ومن‌ الجلي‌ّ أنّ غريب‌ العالم‌ الذي‌ لا يظهر من‌ شدّة‌ الغربة‌ والوحدة‌ ليس‌ إلاّ الحجّة‌ عليه‌ السلام‌.

 ويقول‌ في‌ البيت‌ الرابع‌: فهو لا يمتلك‌ مكاناً ثابتاً بالرغم‌ من‌ أنّ أصله‌ من‌ مكّة‌ ومن‌ وادي‌ الاراك‌، فهو في‌ حال‌ تنقّلٍ دائم‌ في‌ العالم‌. فأسألك‌ أيّها الربّ العطوف‌ أن‌ تحفظه‌ بلطفك‌ الذي‌ لم‌ يزل‌ ولا يزال‌ في‌ كلّ منزل‌ حطّ رحاله‌ فيه‌ واختاره‌ لسكناه‌.

 ويقول‌ في‌ البيت‌ الخامس‌: لا تئنّ أيّها القلب‌ لفراقه‌! فمع‌ أ نّه‌ في‌ غيبة‌ تخفي‌ فيها طلعته‌ المشرقة‌ عن‌ الانظار، ولكن‌ بواسطة‌ ذؤابتيه‌ السوداوين‌ (كناية‌ عن‌ الهجران‌ والغَيبة‌) يمكن‌ للمحزونين‌ أن‌ يكتسبوا مقام‌ الجمع‌ وينالوا مقصودهم‌.

 ثمّ يقول‌ في‌ البيت‌ السادس‌: الآن‌ وقد زاد الرشد وظهور الجمال‌ فيك‌ أضعافاً، مدّ اللهُ في‌ عمرك‌ وصانك‌ من‌ نوائب‌ الحدثان‌.

 ويقول‌ في‌ السابع‌: أنت‌ ولي‌ الولاية‌ الذي‌ يقوم‌ بك‌ قوام‌ الكون‌ والمكان‌، أنت‌ الذي‌ ينبغي‌ أن‌ تبقي‌ وتعافي‌ وتسلم‌ لا نّك‌ رأس‌ الاُمور والحاكم‌ علينا جميعاً؛ وما أتفه‌ وأسهل‌ الخسائر في‌ الاموال‌ والارواح‌ التي‌ تصيبني‌ والعالَم‌ من‌ أجل‌ هذا الامر الجليل‌ الخطير.

 ثمّ يقول‌ في‌ البيت‌ الثامن‌: تباركت‌ يد قدرة‌ الخلاّق‌ التي‌ حفظتك‌ ورعتك‌ طوال‌ القرون‌، تلك‌ القدرة‌ التي‌ رسمت‌ حول‌ القمر في‌ قمّة‌ السماء خطّاً هلاليّاً، لكي‌ لا يري‌ الناس‌ تمام‌ القمر ومع‌ أ نّه‌ موجود بلا ريب‌، فهو في‌ غَيبة‌ وخفاء، وما يظهر من‌ هذه‌ الكرة‌ السماويّة‌ بقدر هلال‌ يخال‌ الناظر إليه‌ أ نّه‌ هلالٌ في‌ السماء وليس‌ كرة‌.

 فإمام‌ العصر والزمان‌ موجود هو الآخر، كالبدر التامّ الكامل‌، لكنّ أحداً لا يراه‌ ولا يدركه‌، وما هو مشهود من‌ آثاره‌ في‌ العالم‌ وما ينتفع‌ الناس‌ منه‌ إنّما هو بقدر سُمك‌ الهلال‌، لكنّه‌ ينبغي‌ أن‌ يظهر فيزيل‌ أستار الخفاء ويسطع‌ علي‌ العالم‌ فينيره‌ بأجمعه‌ كالبدر في‌ ليلة‌ تمامه‌.

 فلاحظوا جيّداً: إن‌ لم‌ نفسِّر هذا البيت‌ علي‌ هذا النحو، فماذا سيكون‌ معناه‌ إذاً؟ ما الذي‌ يتضمّنه‌ تعريف‌ القمر بالغَيبة‌ والخطّ الهلالي‌ّ الذي‌ يُرسم‌ حوله‌ في‌ أوّل‌ ليالي‌ طلوعه‌ من‌ مدح‌ وثناء؟!

 وحتّي‌ إذا افترضنا أنّ المراد بالقمر طلعة‌ الحبيب‌، واعتبرنا الخطّ الهلالي‌ّ كريمته‌ التي‌ نمت‌ حول‌ طلعته‌ ـ مع‌ أنّ هذه‌ الاستعارة‌ تتضمّن‌ مفاداً يخالف‌ مفاد استعارة‌ قرص‌ القمر السماوي‌ّ واختفائه‌ في‌ الليالي‌ الاُولي‌ إلاّ بقدر هلال‌ ظاهر فإنّ هذه‌ الاستعارة‌ أيضاً لا تنافي‌ وجود صاحب‌ العصر عليه‌ السلام‌، ذلك‌ الإنسان‌ في‌ الخارج‌ الذي‌ نمت‌ كريمته‌ حول‌ طلعته‌ الشبيهة‌ بالقمر مع‌ أوصاف‌ الغربة‌ والولاية‌ والمُلك‌ والصدارة‌ وسائر الاوصاف‌ الواردة‌ في‌ هذا الغزل‌ الذي‌ لا يمكن‌ أن‌ يكون‌ قد قُصد به‌ غير الإمام‌ عليه‌ السلام‌.

 ويقول‌ في‌ البيت‌ التاسع‌: أنا دائماً معك‌، في‌ حبّك‌ طمأنينة‌ قلبي‌ في‌ كلّ حال‌، وذكرك‌ مؤنسي‌ دوماً.

 وبالرغم‌ من‌ وجود نظير هذا المضمون‌ في‌ سائر أشعار حافظ‌ الغزليّة‌، وعودته‌ هناك‌ إلي‌ الذات‌ القدسيّة‌ للحقّ تعالي‌، لكن‌ الخطاب‌ في‌ هذا الغزل‌ ـ بقرينة‌ سائر الابيات‌ لا يمكن‌ أن‌ يكون‌ لغير الحجّة‌ سلام‌ الله‌ عليه‌، ومن‌ ثمّ فإنّ ضمير المخاطب‌ في‌ ذِكْرُكَ و حُبُّكَ عائد إليه‌ عليه‌ السلام‌.

 والبيت‌ العاشر بهذا المعني‌ أيضاً، حيث‌ يقول‌ في‌ دعائه‌: ينبغي‌ ألاّ يخلو سويداء قلبي‌ المملوء بدماء حياتي‌ الفوّارة‌ المتدفّقة‌ باستمرار من‌ العلاقة‌ بك‌ والكون‌ معك‌ دائماً والسعي‌ لنيل‌ حبّك‌ ورضاك‌.

 ثمّ يخاطب‌ في‌ البيت‌ الحادي‌ عشر، المَلِك‌ نفسه‌، عادّاً نفسه‌ مستهتراً وشحّاذاً لا أُباليّاً؛ معتبراً أنّ وصال‌ أحد بهذه‌ الدرجة‌ من‌ الدناءة‌ والوضاعة‌ مع‌ ذلك‌ الملك‌ في‌ عظمته‌ وتقواه‌ وعصمته‌ وطهارته‌ أمر بعيد المنال‌. ويتّضح‌ في‌ هذا البيت‌ أيضاً أنّ مراده‌ من‌ « چون‌ تو شاهي‌ »: (مَلكاً مثلك‌) ليس‌ غير صاحب‌ الولاية‌ الكلّيّة‌ الإلهيّة‌.

 ثمّ يزيح‌ الستار في‌ البيت‌ الثاني‌ عشر عن‌ كلامه‌ وخطابه‌ الرمزيّ السابق‌ فيقول‌: إنّ كلّ ما قلتُه‌ كان‌ إشارة‌ وكناية‌ واستعارة‌ ورمزاً لما أُريد قوله‌ وليس‌ صريحاً في‌ ذلك‌، فلم‌ أكن‌ أُريد أو لاقدر أن‌ أصف‌ ذلك‌ الوجود المقدّس‌ كما هو أهله‌، لذا فقد صببتُ عشقي‌ اللاهب‌ للقائه‌ والنظر إليه‌ في‌ قالب‌ الغزل‌، لكنّ الله‌ العليم‌ الخبير يعلم‌ ما كان‌ مرادي‌ في‌ قلبي‌، وهو حسبي‌ من‌ سؤالي‌ وكلامي‌ الذي‌ أُريد إجراءه‌ علي‌ لساني‌.

 ويقول‌ في‌ البيت‌ الملحق‌: سأموت‌ صبابة‌ ووجداً وعشقاً، وسألفظ‌ أنفاسي‌ في‌ انتظار فرجه‌، وستبيضّ عيناي‌ كيعقوب‌ في‌ فراق‌ يوسف‌. فأنا أتطلّع‌ دوماً متي‌ سيرد البشير فينطق‌ ببشارة‌ الوصول‌ ويبشّرني‌ بلقاء يوسف‌ المفقود في‌ الصحراء، الملقي‌ في‌ بئر الغربة‌، الوحيد الغريب‌ المتحيّر، فيرتدّ بفرج‌ لقائه‌ بصري‌، وأُبعث‌ حيّاً من‌ جديد كميّت‌ يُنشر من‌ قبره‌.

 

ارجاعات


[340] ـ «الفتوحات‌ المكّيّة‌»، ج‌ 4، ص‌ 77 و 78، الباب‌ 463، طبعة‌ دار الكتب‌ العربيّة‌ الكبري‌، مصر: في‌ معرفة‌ الاقطاب‌ الاثني‌ عشر الذين‌ يدور عليهم‌ عالم‌ زمانهم‌. ثمّ يقول‌ محيي‌ الدين‌ بعد بيان‌ وتفصيل‌:

 فَأَقْطَابُ هَذِهِ الاُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ قُطْباً عَلَیهِمْ مَدَارُ هَذِهِ الاُمَّةِ كَمَا أَنَّ مَدَارَ العَالَمِ الجِسْمِي‌ِّ وَالجِسْمَانِيِّ فِي‌ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ عَلَي‌ اثَنَي‌ عَشَرَ بُرْجاً، قَدْ وَكَّلَهُمُ اللَهُ بِظُهورِ مَا يَكُونُ فِي‌ الدَّارَيْنِ مِنَ الكَوْنِ وَالفَسَادِ المُعْتَادِ وَغَيْرِ المُعْتَادِ.

 ثمّ خصّص‌ محيي‌ الدين‌ بعد ذلك‌ سورة‌ لكلّ واحد من‌ الاقطاب‌ الاثني‌ عشر، وعيّن‌ سورة‌ طه‌ للقطب‌ الحادي‌ عشر منهم‌.

[341] ـ في‌ هذه‌ العبارة‌ تعقيد لا ينحلّ، فإنّ علينا إمّا أن‌ نحذف‌ ضمير التأنيث‌ في‌ لاَ يُوافِقُهَا؛ وستتحقّق‌ في‌ هذه‌ الحال‌ علاقة‌ لفظ‌ إمام‌ مع‌ جملته‌ الوصفيّة‌، ويصبح‌ لفظ‌ هَذَا القُطْبَ مفعولاً إلي‌ لاَ يُوَافِقُهَا كما قد أوردناه‌ في‌ الترجمة‌ الفارسيّة‌.

 أو أن‌ نُرجعِ ضمير التأنيث‌ إلي‌ الائمّة‌ الاربعة‌ للجماعة‌ الذين‌ ورد ذكرهم‌ في‌ الجملة‌ السابقة‌: (وربَّما يَقَعُ فيه‌ مَن‌ خالفَ حكمُه‌ مِن‌ أهلِ المَذاهبِ مثلَ الشَّافِعيَّةِ والمالِكيَّةِ والحنَفيَّةِ والحَنابلَة‌)، وفي‌ هذه‌ الحال‌ يجب‌ أن‌ نعتبر لفظ‌ هذا القطب‌ فاعلاً إلي‌ لا يوافقها، أي‌: قول‌ الاءمام‌ الذي‌ هو هذا القطب‌ لا يوافق‌ في‌ الحكم‌ أقوال‌ أئمّة‌ المذاهب‌ الاربعة‌؛ وفي‌ هذه‌ الحالة‌ ستفقد رابطة‌ الصفة‌ والموصوف‌ في‌ جملة‌ إمام‌ لا يوافقها لفقدان‌ ضمير رابط‌ بينهما.

[342] ـ الآيات‌ 24 إلي‌ 26، من‌ السورة‌ 37: الصافّات‌.

[343] ـ «الفتوحات‌ المكّيّة‌» ج‌ 4، ص‌ 79، الباب‌ 463: في‌ معرفة‌ أحوال‌ الاقطاب‌.

 والآية‌ 36، من‌ السورة‌ 77: المرسلات‌، هي‌: وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُنَ. (م‌)

[344] ـ من‌ القصيدة‌ المعروفة‌ بالطيطرانيّة‌، أنشدها رشيد الوطواط‌ في‌ مدح‌ الصدر، وهي‌ موجودة‌ في‌ مجلّد ضمن‌ مجموعة‌ طبعت‌ بالطباعة‌ الحجريّة‌ مع‌ المعلّقات‌ السبع‌ وأشعار أُخري‌.

[345] ـ يقول‌: «يا من‌ أصاب‌ حبّك‌ قلوب‌ العشاق‌ بسهم‌ الحزن‌».

[346] ـ يقول‌: «كلّ العالم‌ مشغول‌ بك‌ وأنت‌ غائب‌ عنهم‌».

[347] ـ يقول‌: «مقصودي‌ من‌ الكعبة‌ ومعبد الاصنام‌ أنت‌، أنت‌».

[348] ـ يقول‌: «المقصود أنت‌، والكعبة‌ ومعبد الاصنام‌ ليست‌ إلاّ عُذراً».

[349] ـ يقول‌: «الحاجّ يقصد الكعبة‌، وأنا أقصد اللقاء».

[350] ـ يقول‌: «فهو يبحث‌ عن‌ الدار، أمّا أنا فعن‌ صاحبها أبحث‌».

[351] ـ يقول‌: «لانّ طلعة‌ الحبيب‌ يمكن‌ رؤيتها في‌ كلّ مكان‌».

[352] ـ يقول‌: «فقد كنت‌ مجنوناً حين‌ أطوف‌ لاجله‌ من‌ بيتٍ لا´خر».

[353] ـ يقول‌: «الكلّ يذكر بلغته‌ صفة‌ حمدك‌ ومدحك‌».

[354] ـ يقول‌: «البلبل‌ في‌ لحنه‌ والقمريّة‌ في‌ شَدْوها».

[355] ـ يقول‌: «أعتكف‌ في‌ الدير أحياناً، وأحياناً أسكن‌ في‌ المسجد».

[356] ـ يقول‌: «أي‌ أ نّني‌ أبحث‌ عنك‌ بيتاً بيتاً».

 وما تقدّم‌ هو من‌ جملة‌ أشعار الهلالي‌ّ في‌ استقباله‌ لقصيدة‌ للشيخ‌ بهاء الدين‌ العاملي‌ّ المشهورة‌.

[357] ـ وهذا البيت‌ ضمن‌ غزل‌ لابن‌ الفارض‌، مطلعه‌:

 تِهْ دَلاَلاً فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذَاكَا وَتَحَكَّمْ فَالحُسْنُ قَدْ أَعْطَاكَا

 «ديوان‌ ابن‌ الفارض‌» ص‌ 156 إلي‌ 161، طبعة‌ بيروت‌، دار صادر، سنة‌ 1382 هجريّة‌.

      
  
الفهرس
  ديباجة‌
  المقدِّمة‌
  الحدّاد وما أدراك‌ ما الحدّاد !
  عجز المصنّف‌ عن‌ شرح‌ أحوال‌ الحدّاد وبيان‌ مدارجه‌ ومعارجه‌
  سبب‌ تأليف‌ الكتاب‌
  القسم‌ الاوّل‌ :
  مقدِّمة‌ التشرّف‌ والتوفيق‌ لمحضر سماحة‌ الحدّاد وملازمته‌
  مقدِّمة‌ التشرّف‌ لمحضر سماحة‌ الحدّاد.
  الذهاب‌ إلي‌ كربلاء مشياً علي‌ الاقدام‌ في‌ النصف‌ من‌ شعبان‌ 1376 هجريّة‌
  عودة‌ آية‌ الله‌ الشيخ‌ عبّاس‌ إلي‌ النجف‌ وتشرّف‌ الحقير بلقاء الحدّاد.
  المرّة‌ الاُولي‌ لتشرّف‌ المصنِّف‌ في‌ محضر سماحة‌ الحدّاد.
  إقامة‌ صلاة‌ الظهر ليوم‌ النصف‌ من‌ شعبان‌ في‌ منزل‌ الحدّاد وبإمامته‌
  التشرّف‌ بزيارة‌ كربلاء المقدّسة‌ في‌ شهر رمضان‌ المبارك‌
  المبيت‌ خلال‌ شهر رمضان‌ في‌ محضر الحاجّ السيّد هاشم‌ في‌ دكّة‌ المسجد.
  بيان‌ عشق‌ المرحوم‌ السيّد الحدّاد وشوقه‌
  التشرّف‌ الاوّل‌ للحقير في‌ محضر آية‌ الله‌ الانصاري‌ّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ النجف‌
  التشرّف‌ بالذهاب‌ إلي‌ همدان‌ وإدراك‌ محضر آية‌ الله‌ الانصاري‌ّ وملازمته‌
  عزم‌ الحقير علي‌ التوقّف‌ في‌ طهران‌ والارتباط‌ العميق‌ مع‌ آية‌ الله‌ الانصاري‌ّ
  الادلّة‌ الخمسة‌ لبعض‌ مَنِ ادّعي‌ عدم‌ ضرورة‌ الاُستاذ في‌ السير إلي‌ الله‌
  ادّعاء البعض‌ أنّ المراقبة‌ والذِّكر والتأمّل‌ والمحاسبة‌ أمر خاطي‌
  الردّ علي‌ الادلّة‌ في‌ عدم‌ الحاجة‌ للاُستاذ مع‌ وجود إمام‌ العصر عجّل‌ الله‌ فرجه‌
  الردّ علي‌ الإشكالات‌ في‌ عدم‌ ضرورة‌ الاُستاذ في‌ السير إلي‌ الله‌
  مشكلات‌ المرحوم‌ الانصاري‌ّ هي‌ التي‌ جعلت‌ رحيله‌ في‌ سنّ التاسعة‌ والخمسين‌
  الردّ علي‌ القائلين‌ بأنّ الذِّكر والوِرد والتأمّل‌ والرياضات‌ المشروعة‌ أمر خاطي‌
  السلوك‌ بدون‌ الاُستاذ والمراقبة‌ والذِّكر والرياضات‌ المشروعة‌ ليس‌ إلاّ وهماً
  خطاب‌ الله‌ سبحانه‌ لاصحاب‌ الكهف‌ الذين‌ آووا إلي‌ الكهف‌
  القسم‌ الثاني‌:
  السفر الاوّل‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1381 هجريّة‌ قمريّة‌ عدا السفر ...
  بيان‌ حالات‌ التجرّد الممتدّة‌ والمستمرّة‌ للسيّد الحدّاد
  كيفيّة‌ فناء السيّد الحدّاد في‌ الله‌ وتحيّره‌ في‌ ذات‌ الله‌
  عسرة‌ معيشة‌ سماحة‌ السيّد الحدّاد خلال‌ فترة‌ الفناء الذي‌ لا يوصف‌
  صعوبة‌ وصف‌ صبر الحدّاد وتحمّله‌ في‌ الشدائد والامتحانات‌ الإلهيّة‌
  كيفيّة‌ صلاة‌ الليل‌ وسجدات‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد
  تفصيل‌ وقائع‌ عاشوراء التي‌ كانت‌ عشقاً محضاً
  قراءة‌ سماحة‌ الحدّاد أشعار «المثنوي‌ّ» في‌ غفلة‌ عامّة‌ الناس‌ عن‌ عاشوراء
  أشعار المولوي‌ّ في‌ مرثيّة‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌
  أبيات‌ عاشوراء في‌ أشعار «المثنوي‌ّ»
  ما أحسن‌ تحقيق‌ الملاّ الرومي‌ّ لقضايا عاشوراء!
  قراءة‌ سماحة‌ الحدّاد أبيات‌ عاشوراء وكأ نّها مختمرة‌ مع‌ روحه‌ ونفسه‌
  القسم‌ الثالث‌:
  السفر الثاني‌ للحقير إلی العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1383 هجريّة‌ قمريّة‌
  استئجار سماحة‌ الحدّاد طابقاً في‌ منزل‌، بعد غصب‌ نصف‌ منزله‌
  مشاهدة‌ الحدّاد عظمة‌ روحيّة‌ أطفال‌ الشيعة‌ بعد الموت‌
  وفاة‌ ولد الحقير: السيّد محمّد جواد
  عبادات‌ الاطفال‌ حقيقيّة‌ وليست‌ تمرينيّة‌
  أجداد سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد ونسبه‌
  السيّد حسن‌ المسقطي‌ّ كما يصفه‌ سماحة‌ السيّد هاشم‌ الحدّاد قدّس‌ سرّه‌
  خطبة‌ همّام‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌»
  التعبّد الشديد للسيّد هاشم‌ بالاحكام‌ الشرعيّة‌
  تفسير السيّد هاشم‌ لفائدة‌ حقيقة‌ اللعن‌ في‌ دعاء علقمة‌
  كلامه‌: لا يرشح‌ عن‌ أولياء الله‌ شرّ؛ ولعنهم‌ للاعداء نفع‌ يعود علی‌ الاعداء
  دعاء «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» يشابه‌ دعاء علقمة‌ في‌ لعن‌ الكفّار
  القسم‌ الرابع‌:
  السفر الثالث‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1385 هجريّة‌ قمريّة‌
  سفر آية‌ الله‌ السيّد إبراهيم‌ خسروشاهي‌ ولقاؤه‌ بالحدّاد قدّس‌ الله‌ نفسه‌
  دعوة‌ الحقير لآية‌ الله‌ السيّد إبراهيم‌ لضرورة‌ درك‌ محضر آية‌ الله‌ الانصاري‌ّ
  الرمي‌ بالتصوّف‌ هو حربة‌ الوعّاظ‌ غير المتّعظين‌ في‌ تحطيم‌ العرفاء والعرفان‌
  استخارة‌ آية‌ الله‌ السيّد إبراهيم‌ في‌ الرجوع‌ لمحضر آية‌ الله‌ الانصاري‌ّ
  زهد وورع‌ آية‌ الله‌ الحاجّ الشيخ‌ عبّاس‌ الطهراني‌ّ محمّد زاده‌ قدّس‌ الله‌ نفسه‌
  كان‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ ما فوق‌ الاُفق‌، وكان‌ قد تخطّي‌ الجزئيّة‌ إلي‌ الكلّيّة‌
  كان‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ عبداً للّه‌ بما في‌ الكلمة‌ من‌ معني‌
  كان‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ ظهورَ ومظهرَ كلمة‌ «لا هو إلاّ هو»
  مواعظ‌ وإرشادات‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ التي‌ صدرت‌ من‌ الاُفق‌ الرفيع‌
  ورود آية‌ الله‌ الزنجاني‌ّ الفهري‌ّ في‌ مسجد الخيف‌ ولقاؤه‌ بالسيّد الحدّاد
  الالتزام‌ بالطاعات‌ واجتناب‌ المعاصي‌ دون‌ التوجّه‌ إلي‌ الله‌ مجوسيّةً
  حقيقة‌ رمي‌ جمرة‌ العقبة‌، وتجلّي‌ عظمة‌ الزهراء عليها السلام‌ لسماحة‌ الحدّاد
  القسم‌ الخامس‌:
  سفر سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ قدّس‌ الله‌ سرّه‌ إلي‌ إيران‌ لمدّة‌ شهرين‌ ...
  تفصيل‌ مكث‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ في‌ إيران‌ لمدّة‌ شهرين‌
  كيفيّة‌ مبيت‌ السيّد هاشم‌ مع‌ أُمّ مهدي‌ (زوجته‌) فوق‌ السطح‌
  الرشحات‌ المعنويّة‌ للحاجّ السيّد هاشم‌ عند مزار الشيخ‌ محمّد البهاري‌ّ
  يوم‌ لم‌ يسبق‌ له‌ مثيل‌ عند مزار المرحوم‌ الشيخ‌ محمّد البهاري‌ّ
  آية‌ الله‌ الشيخ‌ مرتضي‌ المطهّري‌ّ يطلب‌ برنامجاً للعمل‌ من‌ سماحة‌ الحدّاد
  عبارة‌ المرحوم‌ الحدّاد للمطهّري‌ّ: فمتي‌ تصلّي‌ إذاً؟!
  تفسير الحاجّ السيّد هاشم‌ لمعني‌ التجرّد، وقصّة‌ تعليق‌ القَرْعَة‌ في‌ العنق‌
  التجرّد: معرفة‌ الإنسان‌ بالمشاهدة‌ أنّ حقيقته‌ هي‌ غير هذه‌ الظواهر
  أبيات‌ العارف‌ الجليل‌ الشيخ‌ محمود الشبستري‌ّ في‌ معني‌ التجرّد
  تمثيل‌ العارف‌ الشبستري‌ّ لحقيقة‌ معني‌ التجرّد
  المرّة‌ الاُولي‌ لحصول‌ التجرّد للسيّد هاشم‌ الحدّاد في‌ كربلاء بمتابعة‌ أمر ...
  أمر آية‌ الله‌ القاضي‌ بالصبر وتحمّل‌ أذي‌ أُمّ الزوجة‌
  العمل‌ برواية‌ عنوان‌ البصري‌ّ كان‌ أمراً أساسيّاً من‌ أوامر المرحوم‌ القاضي‌
  النصّ الكامل‌ لرواية‌ عنوان‌ البصري‌ّ
  تعاليم‌ المرحوم‌ القاضي‌ وصيّة‌ من‌ الإمام‌ الصادق‌ المقتبسة‌ من‌ القرآن‌
  تعاليم‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ متّخذة‌ من‌ آيات‌ القرآن‌ المعجزة‌ الخالدة‌
  السيّد هاشم‌ الحدّاد: لماذا يطلب‌ الناس‌ مكاشفة‌؟! العالَم‌ بأرجائه‌ مكاشفة‌
  المراد بعرفان‌ الله‌، الفَناء في‌ ذاته‌
  تشرّف‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد بزيارة‌ المرقد المطهّر ...
  بحث‌ فقهي‌ّ في‌ جواز الطواف‌حول‌ أضرحة‌ الائمّة‌ الاطهار عليهم‌ السلام‌
  أخبار «لاَتَطُفْ بِقَبْرٍ» قويّة‌ سنداً، لكنّها خارجة‌ عن‌ المقام‌ دلالةً
  بحث‌ للعلاّمة‌ المجلسي‌ّ في‌ جواز الطواف‌ حول‌ أضرحة‌ الائمّة‌ الاطهار
  بحث‌ المحدِّث‌ النوري‌ّ في‌ «مستدرك‌ الوسائل‌» باب‌ «جواز الطواف‌ بالقبور»
  بحث‌ فقهي‌ّ في‌ جواز تقبيل‌ إطار أبواب‌ الدخول‌لقبور الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌
  تفسير سورة‌ التوحيد في‌ عشرة‌ أيّام‌ في‌ مشهد المقدّسة‌
  الاسئلة‌ التي‌ وُجّهت‌ للحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد في‌ مشهد المقدّسة‌
  الجهات‌ الخاصّة‌ التي‌ أوجبت‌ غربة‌ ثامن‌ الحجج‌ عليه‌ السلام‌
  إنكار وكلاء الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر ولاية‌ الإمام‌ الرضا وتكذيبهم‌ بها
  بعض‌ الاخبار الواردة‌ بشأن‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ حمزة‌ البطائني‌ّ
  إنكار ولد الإمام‌ الرضا، يمثّل‌ إحدي‌ جهات‌ غربته‌
  علّة‌ اشتهاره‌ بـ: «غَوْثِ هَذِهِ الاُمَّةِ وَغَيِاثِهَا»
  سؤال‌ يزيد بن‌ سليط‌ لموسي‌ بن‌ جعفر عن‌ ولده‌ الإمام‌ الرضا عليهم‌ السلام‌
  صفة‌ «الغياث‌» لم ترد في‌ ألقاب‌ أحد من‌ الائمّة‌ عدا الإمام‌ الرضا
  وأمّا المسألة‌ الثالثة‌: العلاقة‌ بين‌ زيارته‌ عليه‌ السلام‌ وزيارة‌ بيت‌ الله‌ ...
  البحث‌ عن‌ المراد بـ «هَذَا اليَوْمِ» في‌ خبر محمّد بن‌ سليمان‌
  الإشكالات‌ الواردة‌ علي‌ احتمال‌ ضبط‌ «رَحْب‌» في‌ رواية‌ محمّد بن‌ سليمان‌
  المثوبات‌ المترتِّبة‌ علي‌ زيارة‌ ثامن‌ الحجج‌ عليه‌ السلام‌
  العلاقة‌ بين‌ زيارة‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ مع‌ حجّ بيت‌ الله‌ الحرام‌
  الرؤيا الصادقة‌ لاُختي‌، في‌ العلاقة‌ بين‌ الحجّ وزيارة‌ الإمام‌ الثامن‌
  بيان‌ سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌: نفس‌ وجود الإمام‌ أكبر معجزة‌ إلهيّة‌
  معني‌ الولاية‌ العبوديّة‌ المحضة‌ والمحو والفَناء في‌ ذات‌ الله‌
  ولاية‌ ولي‌ّ الله‌ مقام‌ رفيع‌ لا تناله‌ العقول‌ والافكار
  الناس‌ المحجوبون‌ يرون‌ الولاية‌ الكلّيّة‌ الإلهيّة‌ في‌ المعجزات‌ النادرة‌ فقط‌
  العلّة‌ في‌ عدم‌ استجابة‌ بعض‌ أدعية‌ غالبيّة‌ الناس‌
  أغلب‌ طلبات‌ الناس‌، بخلاف‌ مصالحهم‌ الحقيقيّة‌
  بركات‌ وكرامات‌ مشهد الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ متّصلة‌ ومستمرّة‌ دوماً
  معجزة‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ في‌ شفاء شابّ أعمي‌
  معجزة‌ ثامن‌ الحجج‌ عليه‌ السلام‌ حسب‌ نقل‌ آية‌ الله‌ الحائري‌ّ رحمه‌ الله‌
  معجزة‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ حسب‌ نقل‌ آية‌ الله‌ اللواساني‌ّ
  ضيافة‌ آية‌ الله‌ العظمي‌ الحاجّ السيّد محمّد هادي‌ الميلاني‌ّلسماحة‌ الحدّاد
  سفر سماحة‌ الحدّاد لزيارة‌ المرقد المطهّر للمعصومة‌ سلام‌ الله‌ عليها وسفره‌ لمدينة‌ إصفهان‌
  عظمة‌ ونورانيّة‌ قبر السيّدة‌ المعصومة‌ سلام‌ الله‌ عليها
  نورانيّة‌ القبور الواقعة‌ في‌ مقبرة‌ «شيخان‌» قم‌
  أعاظم‌ قدماء المحدِّثين‌ المدفونين‌ في‌ مقبرة‌ قم‌
  كلام‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ ذكر عدّة‌ نفر من‌ العلماء المدفونين‌ في‌ قم‌
  قبر أحمد بن‌ إسحاق‌ الاشعري‌ّ، في‌ حلوان‌: سر بل‌ ذهاب‌
  سفر سماحة‌ الحدّاد من‌ قم‌ إلي‌ إصفهان‌
  الصلاة‌ في‌ المساجد المعروفة‌، وزيارة‌ أهل‌ القبور في‌ «تخت‌ فولاد»
  حفظ‌ قبور العلماء بالله‌ وتوسّل‌ الناس‌ بها، من‌ الواجبات‌ الحتميّة‌
  صيانة‌ روح‌ العلم‌ والتقوي‌ تتمثّل‌ في‌ رعاية‌ آثار العلماء وتعاهد قبورهم‌
  لقاء الحاجّ السيّد هاشم‌ مع‌ الارحام‌ والاصدقاء الذين‌ وجّهوا إليه‌ الدعوة‌
  عودة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ من‌ إيران‌ إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌
  القسم‌ السادس‌:
  السفر الرابع‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1387 هجريّة‌ قمريّة‌
  مطالعة‌ السيّد كتاب‌ «الفتوحات‌ المكّيّة‌» لمحيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌
  نقل‌ الشيخ‌ البهائي‌ّ لعبارة‌ محيي‌ الدين‌ في‌ «الفتوحات‌ المكّيّة‌»
  دليل‌ المحدِّث‌ النيسابوري‌ّ علي‌ تشيّع‌ محيي‌ الدين‌
  بيان‌ الملاّ السيّد صالح‌ الموسوي‌ّ الخلخالي‌ّ بشأن‌ محيي‌ الدين‌
  الدلائل‌ التي‌ ذكرها العلماء علي‌ تشيّع‌ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌
  دلالة‌ «فصّ حكمة‌ إماميّة‌ في‌ كلمة‌ هارونيّة‌» علي‌ تشيّع‌ محيي‌ الدين‌
  دلالة‌ عبارة‌ محيي‌ الدين‌ في‌ الفصّ الهاروني‌ّ علي‌ حديث‌ المنزلة‌
  مطالب‌ محيي‌ الدين‌ في‌ الفصّين‌ الداودي‌ّ والإسحاقي‌ّ
  ردّ القائد العظيم‌ للثورة‌ علي‌ الفصّ الداودي‌ّ من‌ «فصوص‌ الحكم‌»
  العامّة‌ يقتلون‌ الشيعة‌ بتهمة‌ الرفض‌ ويدعون‌ الكفّار والملحدين‌
  كان‌ المرحوم‌ القاضي‌ يعتبر محيي‌ الدين‌ والملاّ الرومي‌ّ كاملين‌ ومن‌ الشيعة‌
  مقارنة‌ بين‌ شعر حافظ‌ الشيرازي‌ّ وابن‌ الفارض‌ المصري‌ّ
  كلام‌ القاضي‌ والحدّاد: الوصول‌ إلي‌ التوحيد بدون‌ الولاية‌ أمر محال‌
  تحقيق‌ من‌ الحقير حول‌ سير وسلوك‌ الافراد من‌ الاديان‌ والمذاهب‌ المختلفة‌ من العامّة‌ ...
  العرفاء من‌ غير الشيعة‌ إمّا لم‌ يكونوا عرفاء حقّاً أو كانوا يستترون‌ بالتقيّة‌
  كلام‌ سعد الدين‌ الحموي‌ّ في‌ شأن‌ محيي‌ الدين‌ وشهاب‌ الدين‌ السهروردي‌ّ
  المكاشفات‌ الواردة‌ في‌ «الفتوحات‌» والتي‌ لا تنطبق‌ علي‌ الواقع‌
  حصول‌ التحريفات‌ الكثيرة‌ في‌ «الفتوحات‌ المكّيّة‌»
  تهمة‌ نسبة‌: «لم‌ يقتل‌ يزيدُ الحسينَ إلاّ بسيف‌ جدّه‌» إلي‌ محيي‌ الدين‌
  كلام‌ آقا محمّد علي‌ البهبهاني‌ّ في‌ شأن‌ القائلين‌ بوحدة‌ الوجود ومحيي‌ الدين‌
  صاحب‌ «الروضات‌» يصف‌ بالعَوَر، العلماءَ الذين‌ عدّوا محيي‌ الدين‌ شيعيّاً
  تحقيق‌ من‌ المصنف‌ بشأن‌ حقيقة‌ وحدة‌ الوجود
  الآيات‌ القرآنيّة‌ الدالّة‌ علي‌ وحدة‌ الوجود
  دفاع‌ القاضي‌ نور الله‌ عن‌ محيي‌ الدين‌ في‌ معني‌ وحدة‌ الوجود
  كلام‌ المير سيّد شريف‌ في‌ حواشي‌ «شرح‌ التجريد» في‌ وحدة‌ الوجود
  أمر محمّد علي‌ كرمانشاهي‌ّ بقتل‌ ثلاثة‌ من‌ الدراويش‌
  أدلّة‌ القاضي‌ نور الله‌، علي‌ حقيقة‌ التوحيد من‌ كلمات‌ الاعلام‌ وأشعارهم‌
  «ليس‌ في‌ الكائنات‌ غيرك‌ شي‌ء»
  صاحب‌ «الروضات‌» يعتبر الاحسائي‌ّ من‌ «بعض‌ مشايخ‌ عرفائنا المتأخّرين‌»
  الامتداح‌ العظيم‌ لصاحب‌ «الروضات‌» للشيخ‌ أحمد الاحسائي‌ّ والسيّد كاظم‌ الرشتي‌ّ
  ترجمة‌ صاحب‌ «الروضات‌» للحافظ‌ رجب‌ البرسي‌
  انتقاد صاحب‌ «الروضات‌» لعلماء الشيعة‌ الذين‌ نقلوا فضائل‌ أهل‌ البيت‌
  انتقاد صاحب‌ «الروضات‌» لاتباع‌ الاحسائي‌ّ وعلي‌ محمّد باب‌
  اتّباع‌ الطريق‌ المعاكس‌ للعرفان‌ يستلزم‌ طمس‌ الآثار العظيمة‌ للمذهب‌
  كلام‌ العلاّمة‌ الاميني‌ّ في‌ ترجمة‌ شاعر الغدير: الحافظ‌ رجب‌ البرسيّ
  اختلاف‌ العرفاء مع‌ أهل‌ الظاهر، ناشي‌ء من‌ اختلاف‌ النفوس‌
  ردّ الامينيّ علي‌ صاحب‌ «أعيان‌ الشيعة‌» في‌ نسبة‌ الغلوّ إلي‌ الحافظ‌ رجب‌
  أشعار البرسي‌ّ في‌ مدائح‌ الرسول‌ الاكرم‌ وأهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌
  محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌ وجميع‌ العرفاء يقفون‌ في‌ قطب‌ معاكس‌ ...
  قول‌ الشيخيّة‌: «إنّ معرفة‌ الحقّ تعالي‌ أمر محال‌» والإشكالات‌ الواردة‌ عليه‌
  كلام‌ القاضي‌: الشيخ‌ الاحسائي‌ّ يعرّف‌ الله‌ علي‌ أ نّه‌ أجوف‌ ولا أثر له‌
  ارتاض‌ الشيخ‌ أحمد الاحسائي‌ّ بغير أُستاذ فابتلي‌ بالسقوط‌ في‌ وادٍ خطير
  اختلاف‌ أقوال‌ المؤلّفين‌ في‌ شأن‌ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌
  تعظيم‌ الملاّ صدرا وعبد الوهّاب‌ الشعراني‌ّ لمحيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌
  وصف‌ المحدِّث‌ النوري‌ّ لجلالة‌ الشعراني‌ّ نقلاً عن‌ لسان‌ المير حامد حسين‌
  مدح‌ أكابر علماء السنّة‌ للشعراني‌ّ
  علي‌ الجميع‌ أن‌ يضعوا أقدامهم‌ علي‌ الطريق‌ والسير والسلوك‌ إلي‌ الله‌
  كلام‌ المحدِّث‌ النوري‌ّ ونقل‌ خبر «الرجبيّون‌» عن‌ محيي‌ الدين‌
  الخوارج‌ هم‌ المقصودون‌ بالروافض‌ في‌ المكاشفة‌ المنقولة‌ عن‌ «المسامرات‌»
  المطالب‌ الواردة‌ في‌ «المحاضرات‌» والدالّة‌ علي‌ خلوص‌ محيي‌ الدين‌
  محيي‌ الدين‌ يروي‌ في‌ «المحاضرات‌» عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  تفسير سماحة‌ الحدّاد لعبارة‌ محيي‌ الدين‌: «وَلِكُلِّ عَصْرٍ وَاحِدٌ يَسْمُو بِهِ»
  أقوال‌ أهل‌ التوحيد في‌ حال‌ الفَناء هي‌ كلام‌ الله‌
  كان‌ ذنب‌ الحسين‌ بن‌ منصور الحلاّج‌ وجُرمه‌ كشف‌ الاسرار
  الجنيد يقول‌: شيخنا في‌ الاُصول‌ والفروع‌ وتحمّل‌ البلوي‌ علي‌ّ المرتضي‌
  الشطحات‌ كلمات‌ تبدر من‌ السالك‌ المجذوب‌ فيها رائحة‌ رعونة‌
  القسم‌ السابع‌:
  السفر الخامس‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1389 هجريّة‌ قمريّة
  بعضٌ من‌ رسائل‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ للحقير بخطّ يده‌
  محالٌ سلوك‌ الطريق‌ بدون‌ الإنفاق‌ والإيثار وتجلّي‌ الجلال‌
  الحاجّ السيّد ضياء الدين‌ الدرّي‌ّ ورؤيا عجيبة‌ في‌ تفسير بيت‌ شِعر لحافظ‌
  المعاني‌ المختلفة‌ للاشعار العرفانيّة‌ ليست‌ متضادّة‌ بل‌ متداخلة‌ في‌ بعضها عمقاً
  كان‌ سلوك‌ سماحة‌ الحدّاد مبنيّاً علي‌ ضرورة‌ وجود الاُستاذ
  يعمد الاُستاذ أحياناً ـ لسببٍ ـ لوضع‌ تلميذه‌ تحت‌ إشراف‌ وتربية‌ أُستاذ آخر
  يمكن‌ أن‌ يكون‌ للاُستاذ وصي‌ّ ظاهري‌ّ وآخر باطني‌ّ
  حكم‌ محيي‌ الدين‌ علي‌ فقهاء العامّة‌ الذين‌ لا يجيزون‌ الانتقال‌ من‌ مذهب‌ لآخر
  القسم‌ الثامن‌:
  السفر السادس‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ أواخر سنة‌ 1390 و أوائل‌ سنة‌ 1391 هجريّة‌ قمريّة‌
  نصائح‌ سماحة‌ الحدّاد وقراءته‌ الاشعار لولدَي‌ّ
  بعض‌ الاشعار التي‌ كان‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ يردّدها
  >>الادعية‌ المنقولة‌ عن‌ سماحة‌ الحدّاد في‌ الصلوات‌ وسجدات‌ الصلاة‌
  دعاء الاحتجاب‌ كما نقله‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد قدّس‌ الله‌ روحه‌
  آثار بعض‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ والادعية‌
  اكتشافات‌ محيي‌ الدين‌ بعض‌ الاُمور الغيبيّة‌ بواسطة‌ علم‌ الحروف‌
  عرفان‌ حافظ‌ الشيرازي‌ّ والملاّ محمّد المولوي‌ّ هو مخّ الإسلام‌
  تفسير الغزل‌ الرائع‌ لحافظ‌ الشيرازي‌ّ في‌ شأن‌ صاحب‌ العصر أرواحنا فداه‌
  كيفيّة‌ تهجّد سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ مدّة‌ عمره‌
  أبيات‌ «المثنوي‌ّ» في‌ فتوّة‌ وإخلاص‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  القسم التاسع:
  السفر السابع‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌ سنة‌ 1392 هجريّة‌ قمريّة‌
  بعض‌ رسائل‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ للحقير بخطّ يده‌
  امتحان‌ إلهي‌ّ وفتنة‌ شديدة‌ بين‌ أصحاب‌ ومحبّي‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد أعلي‌ الله‌ درجته‌
  نشر الكلمة‌ الشيطانيّة‌ بأنّ أهل‌ التوحيد ليسوا أهل‌ الولاية‌
  تسرّب‌ الشكّ أثر الافكار الشيطانيّة‌ إلي‌ الكثير من‌ الرفقاء
  جواب‌ سماحة‌ الحدّاد عن‌ الدعايات‌ غير الصحيحة‌
  مدح‌ المولوي‌ّ في‌ «المثنوي‌ّ» لامير المؤمنين‌
  البكاء للّه‌ لا يسدّ طريق‌ البكاء علي‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌
  الفساد والخلل‌ في‌ .عمل‌ أولياء الله‌ يعقب‌ الخسران‌ في‌ الدنيا والآخرة‌
  إنفاق‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد كان‌ بلا حدود
  كرم‌ المرحوم‌ الحدادّ وَجوده‌ وإنفاقه‌ كان‌ بغير حدود
  الحالات‌ التوحيديّة‌ الجيّدة‌ للحاجّ السيّد هاشم‌ وبعض‌ كراماته‌
  منّا الاستجداء، ومن‌ الله‌ الإ حسان‌ والكرم‌ والعطاء
  القسم العاشر:السفر الثامن‌ للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌، سنة‌ 1394 ه.ق
  سيّد متحجّر الفكر يدّعي‌ أ نّه‌ السيّد الحسني‌ّ
  الحاجّ السيّد هاشم‌ يمنع‌ نشوب‌ فتنة‌ من‌ قِبَل‌ المدّعي‌ بأ نّه‌ السيّد الحسني‌ّ
  كلام‌ الحدّاد: العالم‌ بأرجائه‌ ملي‌ء بالعشق‌؛ العشق‌ الهابط‌ والعشق‌ الصاعد
  تفسير آية‌: وَمَا تَغِيضُ الاْ رْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ
  قراءة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ أشعاراً من‌ «ديوان‌ المغربي‌ّ»
  بسط‌ الزمان‌ وطيِّه‌ لاحد رفقاء الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد
  كلام‌ سعيد الدين‌ الفرغاني‌ّ في‌ «مشارق‌ الدراري‌ّ» في‌ شأن‌ بسط‌ الزمان‌
  تفسير آية‌: «إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم‌» في‌ حرم‌ سامرّاء
  تمرّد أحد تلامذة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌، وعفوه‌ عنه‌ وسروره‌
  القسم الحادی عشر: السفران‌ التاسع‌ والعاشر للحقير إلي‌ العتبات‌ المقدّسة‌:...
  كلام‌ الحدّاد: الاستدراج‌ هو عذاب‌ إفشاء السرّ
  نقل‌ الحدّاد قول‌ رسول‌ الله‌: إنّي‌ أُحِبُّ مِنَ الصِّبْيَانِ خَمْسَةَ خِصَالٍ
  معاملة‌ الرفقاء للحدّاد وأدبهم‌ معه‌ لم‌ يكن‌ لائقاً بمقامه‌
  قضايا شيّقة‌ من‌ فتوّة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌
  مجي‌ء سماحة‌ الحدّاد إلي‌ سامرّاء ومطار بغداد لتوديعي‌
  مفاد أشعار الشبستري‌ّ مماثل‌ لحالي‌ مع‌ سماحة‌ السيّد الحدّاد
  القسم الثانی عشر: سفر الحقير إلي‌ الشام‌ وزيارة‌ السيّدة‌ زينب...
  الاسئلة‌ السلوكيّة‌ للرفقاء والاجوبة‌ التوحيديّة‌ لسماحة‌ السيّد في‌ الزينبيّة‌
  الحدّاد: غموض‌ معاني‌ الاسرار الإ لهيّة‌ وأدعية‌ الائمّة‌ بدون‌ التوحيد
  كلام‌ الحدّاد في‌ شأن‌ بعض‌ أدعية‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  أيمكن‌ أن‌ يتضمّن‌ «إيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي‌» معنيً آخر غير التوحيد؟
  علّة‌ إخبار المرتاضين‌ عن‌ الحوادث‌ من‌ حركة‌ ذيل‌ البقرة‌
  الفَناء في‌ غير الذات‌ القدسيّة‌ للحقّ المتعال‌ ممنوع‌ في‌ الشريعة‌ الإ سلاميّة‌
  كلام‌ الحدّاد: اتِّباع‌ الاُستاذ الكامل‌ خاصّة‌، من‌ ضروريّات‌ مسائل‌ الطريق‌
  الاتِّباع‌ الواقعي‌ّ لجميع‌ الانبياء أمر مرفوض‌ في‌ شريعة‌ خاتم‌ الرسل‌
  يصل‌ السالك‌ إلي‌ حيث‌ يفصل‌ بينه‌ وبين‌ الخواطر سدّ كسدّ الإسكندر
  أبيات‌ الشيخ‌ محمود الشبستري‌ّ في‌ وجوب‌ معرفة‌ الإنسان‌ حقيقة‌ نفسه‌
  كلام‌ الحدّاد: دع‌ النجاسة‌ علي‌ الغير لا علي‌ نفسك‌!
  معني‌ ومفهوم‌ ومآل‌ عدم‌ تحمّل‌ الإ ضرار بالنفس‌ لمنفعة‌ الغير
  عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: وَلَكِنِّي‌ لاَ أَرَي‌ إصْلاَ حَكُمْ بِإفْسَادِ نَفْسِي‌
  مدي‌ تواضع‌ السيّد هاشم‌ مع‌ جميع‌ الخلائق‌، وخاصّة‌ مع‌ السالكين‌
  أبيات‌ ابن‌ الفارض‌ في‌ فراق‌ الاحبّة‌ وأولياء الله‌ في‌ مكّة‌ والخيف‌
  في‌ محضر السيّد الحدّاد أيّام‌ التوقّف‌ في‌ زينبيّة‌ الشام‌
  بيان‌ حال‌ السيّد هاشم‌ الحدّاد في‌ آخر يوم‌ من‌ التوقّف‌ في‌ زينبيّة‌ الشام‌
  أشعار ابن‌ الفارض‌ المناسبة‌ لوصف‌ حال‌ الحقير مع‌ السيّد هاشم‌ الحدّاد
  مدّة‌ حياة‌ سماحة‌ الحدّاد بعد العودة‌ من‌ الشام‌ إلي‌ ارتحاله‌ في‌ كربلاء
  ارتحال‌ السيّد هاشم‌ في‌ الثاني‌ عشر من‌ شهر رمضان‌ لسنة‌ 1404 ه.ق‌ 655
  أشعار ابن‌ الفارض‌ المصري‌ّ المناسبة‌ لرحيل‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد
  الاشعار الغزليّة‌ لحافظ‌ الشيرازي‌ّ المناسبة‌ للمقام‌
  الحدّاد: أنت‌ تذهب‌ إلي‌ مكّة‌ وكربلاء باستمرار، فمتي‌ تذهب‌ إلي‌ الله‌؟!
  أبيات‌ ابن‌ الفارض‌ والخواجة‌ حافظ‌ المناسبة‌ لرحيل‌ الحدّاد
  مجمل‌ وخلاصة‌ المطالب‌ السابقة‌ في‌ معرفة‌ سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد روحي‌ فداه‌
  إذا كان‌ أمثال‌ العلاّ مة‌ مجهولاً في‌ الحوزة‌، أنتوقّع‌ معرفة‌ أمثال‌ الحدّاد؟
  ضرورة‌ تدريس‌ الحكمة‌ العمليّة‌ في‌ الحوزات‌
  المعارف‌ الإ لهيّة‌ كالجواهر النفيسة‌ مصونة‌ ومحفوظة‌ عن‌ أنظار الاجانب‌
  عُلَمَاءُ أُمَّتِي‌ كَأَنبِيَاءِ بَنِي‌ إسْرَائِيلَ
  بيان‌ شخصيّة‌ الحدّاد وفق‌ خطبة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  أشعار حافظ‌ المناسبة‌ لعظمة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ المعنويّة‌
  خاتمة‌ كتاب‌ «الروح‌ المجرّد» في‌ ذكري‌ الحاجّ السيّد هاشم‌ الحدّاد

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی