معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام (المجلد الثامن)
کتاب معرفة الامام / المجلد الثامن / القسم الثالث: موقع آیة الاکمال بین الآیات عجیب، المعارضة مع ولایة علی علیه السلام فی عصر الرسول صلی الله علیه و آله

وقوع‌ آية‌ الإكمال‌ بين‌ آيات‌ محرّمات‌ الطعام‌ شي‌ء عجيب‌

 إنَّ البحث‌ الذي‌ أتينا به‌ هنا في‌ تفسير الآية‌ الكريمة‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا ملخّص‌ وجوهرة‌ للكلمات‌ النفيسة‌ والقيّمة‌ لاُستاذنا الجليل‌ سماحة‌ آية‌الله‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ قدّس‌ الله‌ تربته‌ الزكيّة‌ التي‌ طرحها في‌ دروسه‌ التفسيريّة‌ وفي‌ « الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌ » . [1]

 إنَّ الموضوع‌ الباعث‌ علی‌ العجب‌ في‌ الآية‌ الكريمة‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ، والآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ إلی‌ قوله‌: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا هو محلّها وموضعها، إذ بالنظر إلی‌ ما بيّناه‌ مفصّلاً في‌ تفسير هذه‌ الآية‌ الكريمة‌، ودلالتها التامّة‌ الواضحة‌ علی‌ الولاية‌، كيف‌ جاءت‌ في‌ وسط‌ الآية‌ التي‌ تتحدّث‌ عن‌ محرّمات‌ الطعام‌، وبين‌ جملة‌ المستثني‌ منه‌ وجملة‌ الاستثناء . ذلك‌ أنَّ صدر الآية‌ هكذا: حُرِّمَتْ علیكُمْ الْمَيْتَةُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَة‌ وَالْمَوْقُوذَة‌ وَالْمُتَرَدِّيَة‌ وَالنَّطِيحَة‌ وَمَآ أَكَلَ السَّبُع‌ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ علی‌ النُّصُبِ وَأَن‌ تَسْتَقْسِمُوا بِالاْزْلاَمِ ذَ'لِكُمْ فِسْقٌ.

 ثمّ ذكرت‌ الآية‌ التي‌ هي‌ موضع‌ بحثنا كاملة‌ علی‌ المنوال‌ التإلی‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِ إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا.

 وبعد هذه‌ الآية‌، جاء الاستثناء الواقع‌ في‌ محرّمات‌ الطعام‌ كالآتي‌:

 فَمَنِ اضْطُرَّ فِي‌ مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فَإِنَّ اللَهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

 ولو أنعمنا النظر في‌ صدر الآية‌ وذيلها، أعني‌ قوله‌: حُرِّمَتْ علیكُمْ الْمَيْتَةُ، وقوله‌: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي‌ مَخْمَصَةٍ، نجد كلاماً تامّاً غيرمتوقّف‌ في‌ تمام‌ معناه‌ وإفادة‌ المراد منه‌ علی‌ قوله‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ إلی‌ قوله‌: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . والآية‌ في‌ إفادة‌ المعني‌ بعينها كالآيات‌ في‌ سور البقرة‌، والانعام‌، والنحل‌ . وقد بيّنت‌ محرّمات‌ الطعام‌ من‌ حيث‌ جملة‌ المستثني‌ منه‌، ومن‌ حيث‌ الجملة‌ الاستثنائيّة‌.

 والآية‌ في‌ سورة‌ البقرة‌ هي‌: إِنَّمَا حَرَّمَ علیكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَهِ، والاستثناء فيها هكذا: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَبَاغٍ وَلاَعَادٍ فَلآإِثْمَ علیهِ إِنَّ اللَهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. [2]

 والآية‌ في‌ سورة‌ الانعام‌ هكذا: قُلْ لآ أَجِدُ فِي‌ مَآ أُوحِيَ إلی مُحَرَّمًا علی‌' طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ و´ إِلآ أَن‌ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ و رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَعَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. [3]

 والآية‌ في‌ سورة‌ النحل‌: إِنَّمَا حَرَّمَ علیكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَهِبِهِ، والاستثناء فيها: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَعَادٍ فَإِنَّ اللَهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. [4]

 نري‌ في‌ هذه‌ الآيات‌ الاربع‌ الواردة‌ في‌ سور ( المائدة‌، والبقرة‌، والانعام‌، والنحل‌ ) أنَّ الله‌ عرض‌ محرّمات‌ الطعام‌ بنمط‌ واحد وسياق‌ واحد، وكذلك‌ بيّن‌ جواز أكلها اضطراراً بنسق‌ واحد وسياق‌ واحد. وأنَّ ما أخلّ بسبكها وفصل‌ بين‌ محرّمات‌ الطعام‌ وبين‌ موارد جوازها، هو قوله‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ إلی‌ قوله‌: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا الواردة‌ في‌ سورة‌ المائدة‌، وفصل‌ بين‌ محرّمات‌ الطعام‌ التي‌ تؤلّف‌ جملة‌ المستثني‌ منه‌، وبين‌ مواضع‌ الاضطرار التي‌ تشكّل‌ جملة‌ المستثني‌، مع‌ أنَّ هاتين‌ الجملتين‌: جملة‌ المحرّمات‌، وجملة‌ مواضع‌ الاضطرار، وهما المستثني‌ والمستثني‌ منه‌، لا حاجة‌ لهما بهذه‌ الجملة‌ المعترضة‌ أبداً من‌ حيث‌ تمام‌ المفاد.

 لقد فُصل‌ بين‌ هذه‌ الجمل‌ ليختلط‌ البحث‌، ويُظَنّ أنَّ المراد من‌ إلیوم‌ الذي‌ يئس‌ فيه‌ الكفّار من‌ دين‌ الإسلام ‌، وأنَّ المسلمين‌ يجب‌ أن‌ لايخشوهم‌ بل‌ يخشوا الله‌ في‌ ذلك‌ إلیوم‌، وأنَّ إلیوم‌ الذي‌ أكمل‌ الله‌ فيه‌ الدين‌، وأتمّ فيه‌ النعمة‌ علی‌ المسلمين‌، هو يوم‌ ينزل‌ فيه‌ ـمثلاًـ حكم‌ المتردِّية‌، والمنخنقة‌، والموقوذة‌، والنطيحة‌، وتُبيّن‌ حرمتها، حتّي‌ تفقد تلك‌ الجمل‌، ذات‌ المفاد العإلی‌ والمحتوي‌ الراقي‌، النازلة‌ في‌ الولاية‌ بحيث‌ لايمكن‌ أن‌ تكون‌ في‌ غيرها، أهمّيتها وتسقط‌ في‌ أعين‌ الناس‌ فلايفكّروا بها، ولايبحثوا عن‌ محتواها ومفادها، ويخالوا أنَّ آية‌ إكمال‌ الدين‌ وإتمام‌ النعمة‌ التي‌ تعني‌ عدم‌ النقص‌ في‌ الإسلام ‌، ويليق‌ بها أن‌ يرضي‌ الله‌ ذلك‌ الدين‌، تحوم‌ حول‌ أُمور عاديّة‌ لا شأن‌ لها كالتعامل‌ مع‌ الكفّار وحلّيّة‌ طعامهم‌ للمسلمين‌، وحلّيّة‌ طعام‌ المسلمين‌ لهم‌ وأمثال‌ ذلك‌.

 ومحصّل‌ كلامنا هو أنَّ قوله‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا كلام‌ معترض‌ وجملة‌ معترضة‌ جاءت‌ في‌ وسط‌ الآية‌، ولاجل‌ إكمال‌ معني‌ الآية‌ لايوجد أي‌ّ توقّف‌ علی‌ دلالة‌ هذا الكلام‌، سواء قلنا: إنَّ الآية‌ نازلة‌ في‌ وسط‌ الآية‌ فتخلّلت‌ بين‌ جملة‌ المحرّمات‌ وجملة‌ الجواز عند الضرورة‌ من‌ أوّل‌ ما نزلت‌، أو قلنا: إنَّ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ هو الذي‌ أمر كتّاب‌ الوحي‌ بوضع‌ الآية‌ في‌ هذا الموضع‌ مع‌ فرض‌ انفصال‌ الآيتين‌ واختلافهما نزولاً، وبُعد هذا الاحتمال‌ في‌ غاية‌ البعد، أو قلنا: إنَّها موضوعة‌ في‌ موضعها الذي‌ هي‌ فيه‌ عند تإلیف‌ القرآن‌ من‌ غير أن‌ تصاحبها نزولاً.

 علی‌ أي‌ّ حال‌، أنَّ قوله‌: إلیومَ يَئِسَ كلام‌ مستقلّ، وقد حافظ‌ علی‌ استقلاله‌ أيضاً حتّي‌ مع‌ ملاحظة‌ صدر الآية‌ وذيلها، ووروده‌ في‌ هذا الموضع‌، ووقوعه‌ في‌ هذا الموقع‌ لن‌ يستدعي‌ تغيير معناه‌.

 وأخرج‌ عبد بن‌ حميد عن‌ الشعبي‌ّ، قال‌: نزل‌ علی‌ النبي‌ّ صلّي‌الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ هذه‌ الآية‌ وهو بعرفة‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . وكان‌ إذا أعجبته‌ آيات‌ جعلهن‌ صدر السورة‌، قال‌: وكان‌ جبرئيل‌ يعلّمه‌ كيف‌ ينسك‌. [5]

 وعلی‌ هذا يمكن‌ أن‌ تكون‌ هذه‌ الآية‌ قد وضعها جامعو القرآن‌ في‌ موضعها بعد النبي‌ّ، بالاخصّ أنَّ الروايات‌ الواردة‌ عن‌ طريق‌ العامّة‌ في‌ نزول‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ يوم‌ عرفة‌ ـكما قلناـ تنتهي‌ إلی‌ عمر، ومعاوية‌، وسمرة‌ بن‌ جندب‌، وعلی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌. ووضع‌ معاوية‌ وسمرة‌بن‌ جندب‌ لايخفي‌ علی‌ أحد ولا يستهدف‌ الرواة‌ من‌ إلصاق‌ هذه‌ الرواية‌ بالإمام‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ إلاّ تشويه‌ معالم‌ القضيّة‌. صلّي‌الله‌علیك‌ ياأبا الحسن‌ ورحمة‌ الله‌ وبركاته‌.

قصيدة‌ الملاّ علی‌ الخوئي‌ّ في‌ وصف‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌

 وكم‌ هو مناسب‌ أن‌ نأتي‌ في‌ ختام‌ هذا البحث‌ بمنتخب‌ من‌ القصيدة‌ العصماء للحكيم‌ العظيم‌: الملاّ علی‌ الخوئي‌ّ الآذربايجاني‌ّ التي‌ أنشدها في‌ وصف‌ مولانا أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ علی‌ طريقة‌ ومشرب‌ أهل‌ الفلسفة‌ والحكمة‌:

 هَا علی‌ٌّ بَشَرٌ كَيْفَ بَشَرْ                         رَبُّهُ فِيهِ تَجَلَّي‌ وَظَهَرْ

 مَا هُوَ اللَهُ وَلَكِن‌ مَثَلا                 مَعَهُ اللَهُ كَنَارٍ وَحَجَرْ

 عِلَّةُ الكَوْنِ وَلَوْلاَهُ لَمَا                 كَانَ لِلْعَالَمِ عَيْنٌ وَأَثَرْ

 وَلَهُ أُبْدِعَ مَا تَعْقِلُهُ                      مِنْ عُقُولٍ وَنُفُوسٍ وَصُوَرْ

 فَلَكٌ فِي‌ فَلَكٍ فِيهِ نُجُومْ                         صَدَفٌ فِي‌ صَدَفٍ فِيهِ دُرَرْ

 جِنْسُ الاَجْنَاسِ علی‌ٌّ وَبَنُوه‌                    نَوْعُ الاَنْوَاعِ إلی‌ الحَادِي‌ عَشَرْ

 كُلُّ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفُهُمْ                        مَوْتُهُ مَوْتُ حِمَارٍ وَبَقَرْ

 لَيْسَ مَنْ أَذْنَبَ يَوْمَاً بِإمَامْ                       كَيْفَ مَنْ أَشْرَكَ دَهْرَاً وَكَفَرْ

 قَوْسُهُ قَوْسُ نُزُولٍ وَعُرُوجْ                      سَهْمُهُ سَهْمُ قَضَاءٍ وَقَدَرْ

 أَيُّهَا الخَصْمُ تَذَكَّرْ سَنَدَاً               مَتْنُهُ صَحَّ بِنَصٍّ وَخَبَرْ

 إذْ أَتَي‌ أَحْمَدُ فِي‌ خُمِّ غَدِيرْ                     بِعلی‌ٍّ وَعلی‌ الرَّحْلِ نَبَرْ

 قَالَ: مَنْ كُنْتُ أَنَا مَوْلاَهْ               فَعلی‌ٌّ لَهُ مَوْلَيً وَمَفَرْ

 أَسَدُ اللَهِ إذَا صَالَ وَصَاحْ                         أَبُو الاَيْتَامِ إذَا جَادَ وَبَرْ

 حُبُّهُ مَبْدَأُ خُلْدٍ وَنَعِيمْ                  بُغْضُهُ مَنْشَأُ نَارٍ وَسَقَرْ

 مَنْ لَهُ صَاحِبَةٌ كَالزَّهْرَاءْ              وَسَلِيلٌ كَشُبَيْرٍ وَشَبَرْ

 عَنْهُ دِيوَانُ عُلُومٍ وَحِكَمْ              فِيهِ طُومَارُ عِظَاةٍ وَعِبَرْ

 بُو تُرَابٍ وَكُنُوزُ العَالَمِ                  عِنْدَهُ نَحْو تُرَابٍ وَمَدَرْ

 ظَلَّ مَا عَاشَ بِجُوعٍ وَصِيَامْ                      بَاتَ مَا حَي‌َّ بِدَمْعٍ وَسَهَرْ

 كُلَّمَا أَحْزَنَهُ الدَّهْرُ سَلاَ                أَيْنَمَا اسْتَضْعَفَهُ إلیوْمُ صَبَرْ

 نَاقَةُ اللَهِ فَيَا شَقْوَةَ مَنْ              مَا رَعَاهَا فَتَعَاطَي‌ فَعَقَرْ [6]

أبيات‌ لابي‌ بكر القريعي‌ّ

 وكم‌ هو رائع‌ وغزير المحتوي‌ ما نظمه‌ أبو بكر القُرَيْعي‌ّ في‌ كشف‌ حقيقة‌ خيانة‌ الخلفاء، وما أعقبته‌ من‌ آثار مشؤومة‌ . وذكر أنَّ الخلافة‌ لولم‌تغصب‌ من‌ الإمام‌ المظلوم‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ لما أصاب‌ سهم‌ حرملة‌ عنق‌ علی‌ّ الاصغر يوم‌ عاشوراء، وذكر علی‌ّبن‌ عيسي‌ الإربلي‌ّ أبيات‌ هذا الشاعر في‌ كتابه‌ النفيس‌، [7]ومنها:

 يَا مَنْ يُسَائلُ دَائبَاً عَنْ كُلِّ مُعْضَلَةٍ سَخَيفَةْ                      لاَ تَكْشِفَنَّ مُغَطَّئاً فَلَرُبَّمَا كَشَّفْتَ جِيفَةْ

 وَلَرُبَّ مَسْتُورٍ بَدَا كَالطَّبْلِ مِنْ تَحْتِ القَطِيفَةْ                      إنَّ الجَوَابَ لَحَاضِرٌ لَكِنَّنِي‌أُخْفِيهِ خِيفَةْ

 لَوْلاَ اعَتِدَاءُ رَعِيَّةٍ أَلْقَي‌ سِيَاسَتَهَا الخَلِيفَةْ                         وَسِيُوفُ أَعْدَاءٍ بِهَا هَامَاتِنَا أَبْدَاً نَقِيَّةْ

 لَنَشَرْتُ مِنْ أَسْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ جُمَلاً طَرِيفَةْ                        تُغْنِيكُمُ عَمَّا رَوَاهُ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةْ

 وَأَرَيْتُكُمْ أَنَّ الحُسَينَ أُصِيبَ فِي‌ يَوْمِ السَّقِيفَةْ                   وَلاَِي‌ِّ حَالٍ لُحِّدَتْ بِاللَّيْلِ فَاطِمَةُ الشَّرِيفَةْ

 وَلِمَا حَمَتْ شَيْخَيْكُمُ عَنْ وَطْي‌ِ حُجْرَتِهَا المُنِيفَةْ               أُوَّهْ لِبِنْتِ مُحَمَّدٍ مَاتَتْ بِغُصَّتِهَا أَسِيفَةْ [8]

 وجاء في‌ « صحيح‌ البخاري‌ّ » أنَّ علیاً دفن‌ فاطمة‌ ليلاً، وصلّي‌ علیها، ولم‌يخبر أبابكر. [9]

 وقال‌ علی‌ّ بن‌ برهان‌ الدين‌ حسين‌ الشافعي‌ّ: وقال‌ الواقدي‌ّ: وثبت‌ عندنا أنَّ علیاً كرّم‌ الله‌ وجهه‌ دفنها رضي‌ الله‌ عنها ليلاً وصلّي‌ علیها ومعه‌ العبّاس‌ والفضل‌ رضي‌ الله‌ عنهم‌ ولم‌ يعلموا بها أحداً. [10]

 وجاء في‌ رجال‌ الشيخ‌ الحرّ العاملي‌ّ عن‌ الكشّي‌ّ بإسناده‌ عن‌ زرارة‌، عن‌ أبي‌ جعفر، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌، عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: قَدْ ضَاقَتِ الاَرْضُ بِسَبْعَةٍ بِهِمْ تُرْزَقُونَ وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ؛ مِنْهُمْ سَلْمَانُ وَالمِقْدَادُ وأَبُو ذَرٍّ وَعَمَّارٌ وَحُذَيْفَةُ رَحْمَةُ اللَهِ علیهِمْ وَأَنَا إمَامُهُمْ. وَهُمُ الَّذِينَ صَلُّوا علی‌ فَاطِمَةَ. [11]

 

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

وصلَّي‌ اللهُ علی‌ محمّد وآله‌ الطَّاهرين‌

ولعنة‌ اللَه‌ علی‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ باللَه‌ العلی‌ّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَهَ إِنَّ اللَهَ سَمِيعٌ علیمٌ * يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَرْفَعُو´ا أَصْوَ ' تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ و بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن‌ تَحْبَطَ أَعْمَـ'لُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ.[12]

 إنَّ الفطرة‌ والعقل‌ والشرع‌ كلّ أُولئك‌ يحكم‌ بأنَّ تدخّل‌ الإنسان‌ في‌ عمل‌ ليس‌ من‌ شأنه‌ بعيد عن‌ الصواب‌ . أي‌: أنَّ القوي‌ الثلاث‌: القلب‌، والعقل‌، والدين‌، كلّها تُجمع‌ علی‌ أنَّ تدخّل‌ الإنسان‌ في‌ الشؤون‌ الدينيّة‌ والشرعيّة‌ الخارجة‌ عن‌ نطاق‌ إدراكه‌ وقابليّته‌ خطأ يجرّ الويلات‌ والفساد.

 إنَّ تعيين‌ الإمام‌، أي‌: تخويل‌ الاختيار المعنوي‌ّ: القلبي‌ّ والروحي‌ّ والعقلي‌ّ والطبيعي‌ّ للمجتمع‌ إلی‌ إنسان‌ أسير الآراء النفسانيّة‌ والافكار الشيطانيّة‌ كما هي‌ طبيعة‌ الناس‌ الملوّثين‌ بالهوي‌ والشهوات‌ خروج‌ عن‌ منطق‌ العقل‌. ذلك‌ أنَّ الحقّ في‌ ضوء المنطق‌ القرآني‌ّ ينبغي‌ أن‌ يكون‌ هو المرجع‌ والمدار في‌ العمل‌، ولا يحدّده‌ إلاّ الحقّ نفسه‌. ولايمكن‌ أن‌ يكون‌ انتجاب‌ الإمام‌ علی‌ أساس‌ آراء وأهواء الناس‌ المرتكزة‌ علی‌ الميول‌ النفسانيّة‌ التي‌ لاتتمسّك‌ بالحقّ ميزاناً لتشخيص‌ الوصول‌ إلی‌ الواقع‌ واجتذاب‌ الحقيقة‌. ولو قُدّر أن‌ يكون‌ تعيين‌ الإمام‌ بيد الناس‌ وعزله‌ وتنصيبه‌ ـعند استقامته‌ أو خطأه‌ أو عند استقامته‌ وعدم‌ خطأه‌ـ بيد الناس‌، فحينئذٍ يصبح‌ الناس‌ أئمّة‌ أنفسهم‌ حقّاً . والنتيجة‌ التي‌ هي‌ تابعة‌ لاخسّ المقدّمتين‌ تهبط‌ بقيمة‌ تلك‌ الحقيقة‌ عند الناس‌ . أي‌: أنَّ تلك‌ الحقيقة‌ والمعني‌ والارتباط‌ بعالم‌ الامر، كلّ ذلك‌ يزول‌ ويفني‌، ولايبقي‌ إلاّ آراء الناس‌ العاديّة‌ دليلاً وموجّهاً للجماهير، بينما نحن‌ نعلم‌ أنَّ الإمامة‌ غيرمنفصلة‌ عن‌ الولاية‌، والسياسة‌ مقترنة‌ مع‌ المعنويّة‌ وحقيقة‌ الربط‌ بعالم‌ الملكوت‌.

 وقد أشار شاعر أهل‌ البيت‌ ابن‌ حمّاد العَبْدي‌ّ إلی‌ هذه‌ الحقيقة‌ في‌ شعره‌، وأتي‌ بها عبر عرض‌ الصغري‌ والكبري‌ والنتيجة‌ المطلوبة‌، فقال‌:

 وَقَالُوا رَسُولُ اللَهِ مَا اخْتَارَ بَعْدَهُ              إمَامَاً وَلَكِنَّا لاَِنْفُسِنَا اخْتَرْنَا

 أَقَمْنَا إمَامَاً إنْ أَقَامَ علی‌ الهُدَي‌              أَطَعْنَا وَإنْ ضَلَّ الهِدَايَةَ قَوَّمْنَا

 فَقُلْنَا إذَنْ أَنْتُمْ إمَامُ إمَامِكُمْ                    بِحَمْدٍ مِنَ الرَّحْمَنِ تِهْتُمْ وَلاَ تِهْنَا

 وَلَكِنَّنَا اخْتَرْنَا الَّذِي‌ اخْتَارَ رَبُّنَا                   لَنَا يَوْمَ خُمٍّ مَا اعْتَدَيْنَا وَلاَ حِلْنَا

 سَيَجْمَعُنَا يَوْمَ القِيَامَةِ رَبُّنَا                      فَتُجْزَوْنَ مَا قُلْتُمْ وَنُجْزَي‌ الَّذِي‌ قُلْنَا

 هَدَمْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ قَوَاعِدَ دِينِكُمْ                   وَدِينٌ علی‌ غَيْرِ القَوَاعِدِ لاَ يُبْنَي‌

 وَنَحْنُ علی‌ نُورٍ مِنَ اللَهِ وَاضِحٍ                فَيَا رَبِّ زِدْنَا مِنْكَ نُورَاً وَثَبِّتْنَا [13]

حوار بين‌ شيعي‌ّ وسنّي‌ّ حول‌ لزوم‌ الخلافة‌

 ونقل‌ ابن‌ شهرآشوب‌ قبل‌ هذه‌ الابيات‌ حواراً جري‌ بين‌ أبي‌ الحسن‌ الرفا وابن‌ رامين‌ الفقيه‌، قال‌ أبو الحسن‌ لابن‌ رامين‌: لمّا خرج‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ من‌ المدينة‌، ما استخلف‌ علیها أحد.

 قال‌ [ابن‌ رامين‌ ]: بلي‌ ؛ استخلف‌ علیاً .

 قال‌ [أبو الحسن‌ ]: وكيف‌ لم‌ يقل‌ لاهل‌ المدينة‌: اخْتَارُوا فَإنَّكُمْ لاَتَجْتَمِعْونَ علی‌ الضَّلاَلِ!

 قال‌: خاف‌ النبي‌ّ علیهم‌ الخلف‌ والفتنة‌ .

 قال‌ [أبو الحسن‌ ]: فلو وقع‌ بينهم‌ فساد، لاصلحه‌ عند عودته‌.

 قال‌ [ابن‌ رامين‌ ]: هذا أوثق‌ .

 قال‌ [أبو الحسن‌ ]: أفاستخلف‌ أحداً بعد موته‌ ؟!

 قال‌ [ابن‌ رامين‌ ]: لا .

 قال‌ [أبو الحسن‌ ]: فموته‌ أعظم‌ من‌ سفره‌ . فكيف‌ أمن‌ علی‌ الاُمّة‌ بعد موته‌ ما خافه‌ في‌ سفره‌ وهو حي‌ّ علیهم‌ ؟ فقطعه‌ [الشاعر المعروف‌ ] العبدي‌ّ قائلاً:

 وَقَالُوا رَسُولُ اللَهِ مَا اخْتَارَ بَعْدَهُ              إمَامَاً وَلَكِنَّـا لاَِنْفُسِـنَا اخْتَـرْنَا [14]

 ونقل‌ في‌ « ريحانة‌ الادب‌ » ستّة‌ أبيات‌ منها، عدا البيت‌ السادس‌، عن‌ العبدي‌ّ: سفيان‌ بن‌ مصعب‌، عن‌ « مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌ » . [15]

 بيد أنَّ صاحب‌ « الغدير » نسب‌ هذه‌ الابيات‌ إلی‌ علی‌ّ بن‌ حَمَّادبن‌ عبدالله‌ العبدي‌ّ البصري‌ّ، وقال‌: وقفنا لابن‌ حمّاد علی‌ قصيدة‌ في‌ مجموعة‌ عتيقة‌ مخطوطة‌ في‌ العصور المتقادمة‌ . وقد ذكر ابن‌ شهرآشوب‌ بعض‌ أبياتها ونسبه‌ إلی‌ العبدي‌ّ: سفيان‌ بن‌ مصعب‌ . وتبعه‌ البياضي‌ّ في‌ « الصراط‌ المستقيم‌ » . ولكنَّ هذه‌ القصيدة‌ لابن‌ حمّاد . ثمّ ذكر القصيدة‌ برمّتها، وهي‌ تبلغ‌ مائة‌ وستّة‌ أبيات‌ . وهذه‌ القصيدة‌ في‌ غاية‌ الروعة‌، وهي‌ في‌ مدح‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ ومطلعها:

 أَسَـائلَتِي‌ عَمَّا أُلاَقِـي‌ مِنَ الاَسَا              سَلِي‌ اللَّيْلَ عَنِّي‌ هَلْ أُجَنُّ إذَا جَنَّا

 ومن‌ هذه‌ القصيدة‌: ( البيت‌ الخامس‌ والخمسون‌ حتّي‌ البيت‌ التاسع‌ والخمسين‌ ):

 وَلَوْ فَضَّ بَيْنَ النَّاسِ مِعْشَارُ جُودِهِ                       لَمَا عَرَفُوا فِي‌ النَّاسِ بُخْلاً وَلاَ ضَنَّا

 وَكُلُّ جَوَادٍ جَادَ بِالمَالِ إنَّمَا                       قُصَارَاهُ أَنْ يَسْتَنَّ فِي‌ الجُودِ مَا سَنَّا

 وَكُلُّ مَدِيحٍ قُلْتُ أَوْ قَالَ قَائلٌ                    فَإنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِهِ يُعْنَي‌

 سَيَخْسَرُ مَنْ لَمْ يَعْتَصِمْ بِوَلاَئِهِ                وَيَقْرَعُ يَوْمَ البَعْثِ مِنْ نَدَمٍ سِنَّا

 لِذَلِكَ قَدْ وَإلیتُهُ مُخْلِصَ الوَلاَ                    وَكُنْتُ علی‌ الاَحْوَالِ عَبْدَاً لَهُ قِنَّا

 ثمّ يواصل‌ القصيدة‌ حتّي‌ آخرها . وينقل‌ الابيات‌ التي‌ أتينا بها في‌ البداية‌ كشاهد ودليل‌ علی‌ بحثنا ( البيت‌ السادس‌ والثمانين‌ حتّي‌ البيت‌ الحادي‌ والتسعين‌ ) ويختم‌ هذه‌ القصيدة‌ ذات‌ الاُسلوب‌ البديع‌ بأبيات‌ رائعة‌ مؤثّرة‌. [16]

استعراض‌ تهنئة‌ الشيخين‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌» لابن‌ شهرآشوب‌

 ونقل‌ ابن‌ شهرآشوب‌ في‌ كتاب‌ « المناقب‌ » شرحاً مشبعاً من‌ الاخبار والروايات‌ والاشعار التي‌ تتحدّث‌ عن‌ إقرار الشيخين‌ واعترافهما بولاية‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وأدّت‌ في‌ النهاية‌ إلی‌ معارضتهما ومخالفتهما.

قال‌: جاء في‌ « فضائل‌ أحمد بن‌ حنبل‌ » وأحاديث‌ أبي‌ بكر بن‌ مالك‌، و « إبانة‌ » ابن‌ بطّة‌، و « كشف‌ » الثعلبي‌ّ، عن‌ البراء بن‌ عازب‌، قال‌: لمّا أقبلنا مع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌، كنّا بغدير خمّ، فنادي‌: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ. [17] وكسح‌ رسول‌ الله‌ تحت‌ شجرتين‌، فأخذ بيد علی‌ّ وقال‌:

 أَلَسْتُ أَوْلَي‌ بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟! قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ! قَالَ: أَوَ لَسْتُ أَوْلَي‌ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ؟! قَالُوا: بَلَي‌ ! قَالَ: هَذَا مَوْلَي‌ مَنْ أَنَا مَوْلاَهُ! اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ! فَقَالَ: فَلَقِيَهُ عُمَرُبْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: هَنِيئَاً لَكَ يَا بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ ! أَصْبَحْتَ مَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ!

 قال‌ البراء: فلقي‌ عمر بن‌ الخطّاب‌ علیاً فقال‌ له‌: هَنِيئَاً لَكَ يَابْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ مَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ!

 وقال‌ أبو سعيد الخدري‌ّ في‌ خبر: ثمّ قال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: يَاقَوْمِ هَنِّئُونِي‌! هَنِّئُونِي‌! إنَّ اللَهَ تَعَإلی‌ خَصَّنِي‌ بِالنُّبُوَّةِ، وَخَصَّ أَهْلَ بَيْتِي‌ بِالإمَامَةِ، فَلَقِي‌َ عُمَرُبْنُ الخَطَّابِ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: طُوبَي‌ لَكَ يَاأَبَا الحَسَنِ ! أَصْبَحْتَ مَوْلاَي‌َ وَمَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ!

 وقال‌ الخركوشي‌ّ في‌ كتاب‌ « شرف‌ المصطفي‌ »: عن‌ البراءبن‌ عازب‌ في‌ خبر، قال‌: قال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: هَنِيئَاً لَكَ يَا بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.

 وذكر أبو بكر الباقلاّني‌ّ في‌ كتابه‌ « التمهيد » هذا الحديث‌ متأوّلاً له‌.

 وقال‌ السمعاني‌ّ في‌ « فضائل‌ الصحابة‌ » بإسناده‌ عن‌ سالم‌بن‌ أبي‌ الجعد: قيل‌ لعمر بن‌ الخطّاب‌: إنَّكَ تَصْنَعُ بِعلی‌ٍّ شَيْئَاً لاَتَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي‌ِّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ!

 قالَ: إنَّهُ مَوْلاَي‌َ .

أبيات‌ السيّد الحميري‌ّ في‌ تهنئة‌ الشيخين‌

 وقال‌ السيّد الحميري‌ّ:

 وَقَالَ مُحَمَّدٌ بِغَدِيرِ خُمٍّ                عَنِ الرَّحْمَنِ يَنْطِقُ بِاعْتِزَامِ

 يَصِيحُ وَقَدْ أَشَارَ إلیهِ فِيكُمْ                      إشَارَةً غَيْرَ مُصْغٍ لِلْكَلاَمِ

 أَلاَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا              أَخِي‌ مَوْلاَهُ فَاسْتَمِعُوا كَلاَمِي‌

 فَقَامَ الشَّيْخُ يَقْدُمُهُمْ إلیهِ                       وَقَدْ حَصَدَتْ يَدَاهُ مِنَ الزِّحَامِ

 يُنَادِي‌: أَنْتَ مَوْلاَي‌َ وَمَوْلَي‌                      الاَنَامِ فَلِمْ عَصَي‌ مَوْلَي‌ الاَنَامِ [18]

وأنشد الحميري‌ّ أيضاً:

 فَقُلْتِ:أَخَذْتُ عَهْدَكُمْ علی‌ ذَا                   فَكُونُوا لِلْوَصِي‌ِّ مُسَاعِدِينَا

 لَقَدْ أَصْبَحْتَ مَوْلاَنَا جَمِيعَاً                        وَلَسْنَا عَنْ وَلاَئِكَ رَاغِبِينَا [19]

وقال‌ السيّد الحميري‌ّ أيضاً:

 قَامَ النَّبِي‌ُّ يَوْمَ خُمٍّ خَاطِبَاً                       بِجَانِبِ الدَّوْحَاتِ أَوْ حِيَالِهَا

 فَقَالَ: مَنُ كُنْتُ لَهُ مَوْلَيً فَذَا                   مَوْلاَهُ رَبِّ اشْهَدْ مِرَارَاً قَالَهَا

 إنَّ رِجَالاً بَايَعَتْهُ إنَّمَا                    بَايَعَتِ اللَهَ فَمَا بَدَا لَهَا

 قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطِعْنَا أَجْمَعَاً                     وَأَسْرَعُوا بِالاْلْسُنِ اشْتِغَالَهَا [20]

 وَجَاءَهُمْ مَشِيخَةٌ يَقْدُمُهُمْ                       شَيْخٌ يُهَنِّي‌ حَبَّذَا مَنَالُهَا

 قَالَ لَهُ: بَخٍ بَخٍ مَنْ مِثْلُكَ                         أَصْبَحْتَ مَوْلَي‌ المُؤْمِنِينَ يَا لَهَا [21]

 وقال‌ العوني‌ّ [22]:

 حَتَّي‌ لَقَدْ قَالَ ابْنُ خَطَّابٍ لَهُ                    لَمَّا تَقَوَّضَ مِنْ هُنَاكَ وَقَامَا

 أَصَبَحْتَ مَوْلاَي‌َ وَمَوْلَي‌ كُلِّ مَنْ               صَلَّي‌ لِرَبِّ العَالَمِينَ وَصَامَا [23]

 وقال‌ العوني‌ّ أيضاً:

 نَادَي‌ وَلَمْ يَكُ كَاذِبَاً بَخْ بَخْ أَبَا                    حَسَنٍ تُرِيعُ الشِّيبَ وَالشُّبَّانِ

 أَصْبَحْتَ مَوْلَي‌ المُؤْمِنِينَ جَمَاعَةً                         مَوْلَي‌ إنَاثِهِمُ مَعَ الذُّكْرَانِ [24]

 وأنشد الخطيب‌ المنيح‌:

 وَقَالَ لَهُمْ: رَضِيتُمْ بِي‌ وَلِيَّاً                      فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ قَدْ رَضِينَا

 فَقَالَ: وَلِيُّكُمْ بَعْدِي‌ علی‌ٌّ                        وَمَوْلاَكُمْ فَكُونُوا عَارِفِينَا

 فَقَالَ لِقَوْلِهِ عُمَرٌ سَرُيعَاً              وَقَالَ لَهُ مَقَالَ الوَاصِفِينَا

 هَنِيئَاً يَا علی‌ُّ أَنْتَ مَوْلَيً                         علینَا مَا بَقِيتَ وَمَا بَقِينَا [25]

 وروي‌ معاوية‌ بن‌ عمّار، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌، في‌ خبر: لَمَّا قَالَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ، قَالَ العَدَوِي‌ُّ: لاَوَاللَهِ مَا أَمَرَهُ بِهَذَا، وَمَا هُوَ إلاَّ شَي‌ءٌ يَتَقَوَّلُهُ، فَأَنْزَلَ اللَهُ تَعَإلی‌: «وَلَوْ تَقَوَّلَ علینَا بَعْضَ الاْقَاوِيلِ * لاَخَذْنَا مِنْهُ بِإلیمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنكُم‌ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـ'جِزِينَ * وَإِنَّهُ و لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ* وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم‌ مُّكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ و لَحَسْرَةٌ علی‌ الْكَـ'فِرِينَ» [26] (يَعْنِي‌ مُحَمَّدَاً) «وَإِنَّهُ و لَحَقُّ إلیقِينِ» [27] (يَعْنِي‌ علیاً).

 وروي‌ حسّان‌ الجمّال‌ في‌ خبر عن‌ الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌: فَلَمَّا رَأَوْهُ رَافِعَاً يَدَيْهِ ـيَعْنِي‌ رَسُول‌ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَـ قَالَ بَعْضُهُمْ: انْظُرُوا إلی‌ عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ كَأَنـَّهُمَا عَيْنَا مَجْنُونٍ . فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ علیهِ السَّلاَمْ بِهَذهِ الآيَةِ: «وَإِن‌ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَـ'رِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَوَيَقُولُونَ إِنَّهُ و لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـ'لَمِينَ». [28]

 وأنشد السيّد الحميري‌ّ أيضاً:

 فَقَالَ: أَلاَ مَنُ كُنْتُ مَوْلاَهُ مِنْكُمْ                فَمَوْلاَهُ مِنْ بَعْدِي‌ علی‌ٌّ فَأَذْعِنُوا

 فَقَالَ شَقِي‌ٌّ مَنْهُمْ لِقَرِينِهِ                       وَكَمْ مِنْ شَقِي‌ٍّ يَسْتَزِلُّ وَيُفْتِنُ

 يَمُدُّ بِضَبْعَيْهِ علیاً وَإِنَّهُ                لِمَا بِالَّذِي‌ لَمْ يُؤْتَهُ لَمُزَيِّنُ

 كَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِي‌ قَلْبِهِ ثِقَةٌ بِهِ                  فَيَا عَجَبَاً أَنـَّي‌ وَمِنْ أَيْنَ يُوقِنُ

الروايات‌ الواردة‌ حول‌ عدم‌ رسوخ‌ الولاية‌ في‌ نفوس‌ شيوخ‌ قريش‌

كلام‌ معارضي‌ الولاية‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌

 وقال‌ الشريف‌ المرتضي‌ في‌ « التنزيه‌ »: إنَّ النَّبِي‌َّ لَمّا نَصَّ علی‌ أَمِيرِالمُؤْمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ بِالإمَامَةِ فِي‌ ابْتِدَاءِ الاَمْرِ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَهِ ! إنَّ النَّاسَ قَرِيبُوا عَهْدٍ بِالإسلام وَلاَيَرْضُوا أَنْ تَكُونَ النُّبُوَّةُ فِيكَ وَالإمَامَةُ فِي‌ ابْنِ عَمِّكَ ؛ فَلَوْ عَدَلْتَ بِهَا إلی‌ حِينٍ لَكَانَ أَوْلَي‌!

 فَقَالَ لَهُمُ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ بِرَأْيِي‌ فَأَتَخَيَّرُ فِيْهِ، وَلَكِنَّ اللَهَ أَمَرَنِي‌ بِهِ وَفَرَضَهُ علی‌َّ ! فَقَالُوا لَهُ: فَإذَا لَمْتَفْعَلْ ذَلِكَ مَخَافَة‌ الخِلاَفِ علی‌ رَبِّكَ فَأَشْرِكْ مَعَهُ فِي‌ الخِلاَفَةِ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ يَسْكُنُ إلیهِ النَّاسُ، لِيَتِمَّ الاَمْرُ وَلاَ يُخَالَفَ علیكَ ! فَنَزَلَ: «لَنءِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـ'سِرِينَ». [29]

 وروي‌ عبد العظيم‌ الحسني‌ّ، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ في‌ خبر، قال‌: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي‌ عَدِي‌ٍّ: اجْتَمَعَتْ إلی‌َّ قُرَيْشٌ فَأَتَيْنَا النَّبِي‌َّ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَهِ ! إنَّا كُنَّا تَرَكْنَا عِبَادَةَ الاَوْثَانِ وَاتَّبَعْنَاكَ فَأَشْرِكْنَا فِي‌ وَلاَيَةِ علی‌ٍّ فَنَكُونَ شُرَكَاءَ . فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ علی‌ النَّبِي‌ِّ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! لَنءِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـ'سِرِينَ.

 قال‌ ذلك‌ الرجل‌ من‌ بني‌ عدي‌ّ: فضاق‌ صدري‌ من‌ كلام‌ النبي‌ّ فخرجت‌ هارباً لما أصابني‌ من‌ الجهد ؛ فإذا أنا بفارس‌ قد تلقّاني‌ علی‌ فرس‌ أشقر، علیه‌ عمامة‌ صفراء تفوح‌ منه‌ رائحة‌ المسك‌، فقال‌: يا رجل‌ لَقَدْ عَقَدَ مُحَمَّدٌ عُقْدَةً لاَيَحُلُّهَا إلاَّ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ.

 قال‌: فأتيت‌ النبي‌ّ، فأخبرته‌، فقال‌: هل‌ عرفت‌ الفارس‌ ؟! ذلك‌ جبرئيل‌ علیه‌ السلام‌ عرض‌ علیكم‌ عقد ولاية‌: إن‌ حللتم‌ العقد أو شكّكتم‌، كنتُ خصمكم‌ يوم‌ القيامة‌.

 وأنشد السيّد الحميري‌ّ:

 وَقَامَ مُحَمَّدٌ بِغَدِيرِ خُمٍّ                            فَنَادَي‌ مُعْلِنَاً صَوْتَاً بَدِيَّا

 أَلاَ مَنُ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا                          لَهُ مَوْلَيً وَكَانَ بِهِ حَفِيَا

 إلَهِي‌ عَادِ مَنْ عَادَي‌ علیاً                        وَكُنْ لِوَلِيِّهِ مَوْلَيً وَلِيَّا

 فَقَالَ مُخَالِفٌ مِنْهُمْ عُتُلٌّ                                     لاُِوْلاَهُمْ بِهِ قَوْلاً خَفِيَّا

 لَعَمْرُ أَبِيكَ لَوْ يَسْطِعْ هَذَا                        لَصَيَّرَ بَعْدَهُ هَذَا نَبِيَّا

 فَنَحْنُ بِسُوءِ رَأْيِهِمَا نُعَادِي‌                      بَنِي‌ تَيْمٍ وَلاَ نَهْوَي‌ عَدِيَّا [30]

 وفي‌ رواية‌ عن‌ الإمام‌ الباقر علیه‌ السلام‌ قال‌: قام‌ ابن‌ هند وتمطّي‌ وخرج‌ مغضباً واضعاً يمينه‌ علی‌ عبد الله‌ بن‌ قيس‌ الاشعري‌ّ، ويساره‌ علی‌ المغيرة‌بن‌ شعبة‌، وهو يقول‌:

 وَاللَهِ لاَ نُصَدِقُ مُحَمَّدَاً علی‌ مَقَالَتِهِ وَلاَ نَقِرُّ علیاً بِولاَيَتِهِ. فَنَزَلَ: «فَلاَصَدَّقَ وَلاَ صَلَّي‌' * وَلَـ'كِن‌ كَذَّبَ وَتَوَلَّي‌' * ثُمَّ ذَهَبَ إلی‌'´ أَهْلِهِ يَتَمَطَّي‌'´* أَوْلَي‌' لَكَ فَأَوْلَي‌' * ثُمَّ أَوْلَي‌' لَكَ فَأَوْلَي‌'». [31]

 فهمّ به‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ أن‌ يردّه‌ فيقتله‌؛ فهبط‌ جبرئيل‌ بهذه‌ الآية‌: «لاَ تُحَرِّك‌ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ . فلهذا سكت‌ عنه‌ رسول‌الله‌.

 وعن‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ في‌ قوله‌ تعإلی‌: قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَـ'ذَآ أَوْ بَدِّلْهُ [32]: ذلك‌ قول‌ أعداء الله‌ لرسوله‌ من‌ خلفه‌ وهم‌ يرون‌ أنـّه‌ لايسمع‌ قولهم‌: لو أنـّه‌ جلعنا أئمّة‌ دون‌ علی‌ّ أو بدّلنا آية‌ مكان‌ آية‌.

 قال‌ الله‌ عزّ وجلّ ردّاً علیهم‌: مَا يَكُونُ لِي‌´ أَنْ أُبَدِّلَهُ و مِن‌ تِلْقَآءِي‌ نَفْسِي‌´ إَنْ أَتَّبِعُ إَلاَّ مَا يُوحَي‌'´ إلی إِنِّي‌´ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي‌ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.

 وروي‌ عن‌ أبي‌ الحسن‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ أنَّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ دعا الناس‌ إلی‌ ولاية‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ ليس‌ إلاّ فاتّهموه‌ وخرجوا من‌ عنده‌، فأنزل‌ الله‌:

 قُلْ إِنِّي‌ لآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا * قُلْ إِنِّي‌ لَن‌ يُجِيرَنِي‌ مِنَ اللَهِ (إِن‌ عَصَيْتُهْ) أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن‌ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلاَّ بَلَـ'غًا مِّنَ اللَهِ وَرِسَـ'لَـ'تِهِ (فِي‌ علی‌ٍّ) وَمَن‌ يَعْصِ اللَهَ وَرَسُولَهُ و (فِي‌ وَلاَيَةِ علی‌ٍّ) فَإِنَّ لَهُ و نَارَ جَهَنَّمَ خَـ'لِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا. [33]

 وعن‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ أيضاً أنـّه‌ فسّر الآية‌ في‌ سورة‌ المزّمّل‌ هكذا: وَاصْبِرْ علی‌' مَا يَقُولُونَ (فِيكَ) وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً* وَذَرْنِي‌ وَالْمُكَذِّبِينَ (بِوَصِّيِكَ) أُوْلِي‌ النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً. [34]

 وعن‌ بعض‌ المعصومين‌ علیهم‌ السلام‌ أنـّهم‌ فسّروا الآية‌ في‌ سورة‌ المرسلات‌ كما يلي‌: وَيْلٌ يَوْمَنءِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * (يَا مُحَمَّدُ بِمَا أُوحِي‌َ إلیكَ مِنْ وَلاَيَةِ علی‌ٍّ) أَلَمْ نُهْلِكِ الاْوَّلِينَ (الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسَلَ، فِي‌ طَاعَةِ الاَوْلِيَاءٍِ* كَذَ ' لِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ( مَنْ أَجْرَمَ إلی‌ آلِ مُحَمَّدٍ وَرَكِبَ مِنْ وَصِيِّه‌ مَا رَكِبَ). [35]

 وعن‌ الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ أنـّه‌ فسّر الآية‌ في‌ سورة‌ يونس‌ علی‌ النحو التإلی‌: وَيَسْتَنبِـُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ (مَا تَقُولُ فِي‌ علی‌ٍّ) قَلْ إِي‌ وَرَبِّي‌´ إَنَّهُ و لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُم‌ بِمُعْجِزِينَ. [36]

 وأنشد العوني‌ّ قائلاً:

 إلیسَ قَامَ رَسُولُ اللَهِ يَخْطُبُهُمْ               يَوْمَ الغَدِيرِ وَجَمْعُ النَّاسِ مُحْتَفِلُ

 وَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَذَاكَ لَهُ                  مِنْ بَعْدُ مَوْلَيً فَوَاخَاهُ وَمَا فَعَلُوا

 لَوْ سَلَّمُوهَا إلی‌ الهَادِي‌ أَبِي‌ حَسَنٍ                     كَفَي‌ البَرِيَّةَ لَنْ تَسْتَوحِشَ السُّبُلُ

 هَذَا يُطَالِبُهُ بالضَّعْفِ مُحْتَقِبَاً                    وَتِلْكَ يَجدُونَهَا فِي‌ مَحْفِلٍ جُمُلُ [37]

 وقال‌ ابن‌ حَمَّاد:

 أَلاَ إنَّ هَذَا وَلِي‌ٌّ لَكُمْ                   أَطِيعُوا فَوَيلٌ لِمَنْ لَمْ يُطِعْ [38]

 ونقل‌ ابن‌ شهرآشوب‌ عن‌ العوني‌ّ أيضاً:

 يَقُولُ رَسُولُ اللَهِ هَذَا لاُِمَّتِي‌                   هُوَ إلیوْمَ مَوْلَيً رَبَّ مَا قُلْتُ فَاسْمَعِ

 فَقَامَ جَحُودٌ ذُو شِقَاقٍ مُنَافِقٌ                 يُنَادِي‌ رَسُولَ اللَهِ مِنْ قَلْبِ مُوجِعِ

 أَعَنْ رَبِّنَا هَذَا أَمْ أَنْتَ اخْتَرَعْتَهُ                 فَقَالَ: مَعَاذَ اللَهِ لَسْتُ بِمُبْدِعِ

 فَقَالَ عَدُوُّ اللَهِ: لاَ هُمَّ إن‌ يَكُنْ                 كَمَا قَالَ حَقَّاً بِي‌ عَذَابَاً فَأَوْقِعِ

 فَعُوجِلَ مِنْ أُفْقِ السَّمَاءِ بِكُفْرِهِ              بِجَنْدَلَةٍ فَانْكَبَّ ثَاوٍ بِمَصْرَعِ [39]

 وقال‌ ابن‌ شهرآشوب‌ أيضاً: «فِي‌ الخَبَرِ أَنَّ النَّبِي‌َّ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ وَفَاتِهِ بِمُدَّةٍ وَيَقُولُ: قَدْ حَانَ مِنِّي‌ خُفُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ! وَكَانَ المُنَافِقُونَ يَقُولُونَ لَئِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ لَيَخْرَبُ دِينُهُ. فَلَمَّا كَانَ مَوْقِفُ الغَدِيرِ قَالُوا: بَطَلَ كَيْدُنَا. فَنَزَلَتْ:

 «إلیومَ يَنءِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِ إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»ـ الآية‌. [40]

 

ارجاعات


[1] ـ «الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌» ج‌ 5 ، ص‌ 179 إلي‌ 194 ، وص‌ 208 إلي‌ 213 . 

[2] ـ الآية‌ 173 ، من‌ السورة‌ 2 : البقرة‌ . 

[3] ـ الآية‌ 145 ، من‌ السورة‌ 6 : الانعام‌ . 

[4] ـ الآية‌ 115 ، من‌ السورة‌ 16 : النحل‌ . 

[5] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 2 ، ص‌ 258 . 

[6] ـ إشارة‌ إلي‌ الآية‌ 29 ، من‌ السورة‌ 54 : القمر : فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَي‌' فَعَقَرَ . 

[7] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 151 ، عن‌ ابن‌ القريعة‌ ، وهو القريعي‌ّ نفسه‌ . 

[8] ـ قال‌ في‌ «سفينة‌ البحار» في‌ مادّة‌ قَرَعَ (ج‌ 2 ، ص‌ 425 ) : ابن‌ القُرَيْعَة‌ القاضي‌ أبو بكر محمّدبن‌ عبد الرحمن‌ البغدادي‌ّ ، كان‌ قاضياً بالسِّندِيَّة‌ ، وهي‌ قرية‌ بين‌ بغداد والانبار . وكان‌ رجلاً فصيحاً ، مزّاحاً ، لطيف‌ الطبع‌ ـإلي‌ أن‌ قال‌ـ وله‌ الاشعار المعروفة‌ في‌ مظلوميّة‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ ذكرها المجلسي‌ّ في‌ كتاب‌ «بحار الانوار» ج‌ 10 ، ص‌ 54 ، الباب‌ 7 :

 * يَا مَنْ يُسَائلُ دَائبَاً عَنْ كُلِّ مُعْضَلَةٍ سَخَيفَةْ *

 حتّي‌ آخرها . ثمّ قال‌ في‌ السقيفة‌ : توفّي‌ القاضي‌ أبو بكر بن‌ القريعة‌ سنة‌ 367 ه، والقُرَيْعَة‌ مصغّراً لقب‌ جدّه‌ ـ انتهي‌ . وأنا أقول‌ : فهو يدعي‌ ـإذَن‌ـ القريعي‌ّ . وهذه‌ الابيات‌ ليست‌ لابي‌ بكر الباقلاّني‌ّ لانَّ القاضي‌ الباقلاّني‌ّ مات‌ سنة‌ 403 ه كما جاء في‌ «سفينة‌ البحار» ج‌ 1 ، ص‌ 91 . واسم‌ القريعي‌ّ: محمّدبن‌ عبد الرحمن‌ . أمّا الباقلاّني‌ّ فاسمه‌ : محمّد بن‌ الطيّب‌ . وأخطأ بعض‌ كتّاب‌ الفارسيّة‌ بسبب‌ تشابه‌ الاسمين‌ فنسب‌ هذه‌ الابيات‌ إلي‌ الباقلاّني‌ّ . وهذا الخطأ واضح‌ . وذكر المرحوم‌ المحدّث‌ القمّي‌ّ هذه‌ الابيات‌ أيضاً في‌ «بيت‌ الاحزان‌» . 

[9] ـ «صحيح‌ البخاري‌ّ» ج‌ 3 ، ص‌ 55 ، باب‌ غزوة‌ خيبر . 

[10] ـ «السيرة‌ الحلبيّة‌» ص‌ 399 ، طبعة‌ سنة‌ 1382 ه . 

[11] ـ «رسالة‌ في‌ معرفة‌ الصحابة‌» ص‌ 54 في‌ أحوال‌ حذيفة‌ بن‌ اليمان‌. ولم‌يذكر الشخص‌ السابع‌ في‌ «رجال‌ الكشّي‌ّ» فلهذا لم‌ يذكره‌ الشيخ‌ الحرّ أيضاً . وجاء مثل‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «الاختصاص‌» للشيخ‌ المفيد ، ص‌ 5 ، بإسناده‌ عن‌ زرارة‌ ، عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌. 

[12] ـ الآيتان‌ 1 و 2 ، من‌ السورة‌ 49 : الحجرات‌ . 

[13] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 181 و 182 ، عن‌ العبدي‌ّ ، ويقصد به‌ في‌ كلامه‌: سفيان‌ بن‌ مصعب‌ العبدي‌ّ الكوفي‌ّ .

[14] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 181 .

[15] ـ «ريحانة‌ الادب‌» ج‌ 4 ، ص‌ 99 . 

[16] ـ «الغدير» ج‌ 4 ، ص‌ 155 إلي‌ 160 . والابيات‌ الاخيرة‌ ( 98 إلي‌ 106 ) هي‌:

 فَصَاحَةُ شِعْرِي‌ مُذْ بَدَتْ لِذَوي‌ الحِجَي‌                 تَمَثَّلَتِ الاَشْعَارُ عِنْدَهُمْ لُكْنَا

 وَخَيْرُ فُنُونِ الشِّعْرِ مَا رَقَّ لَفْظُهُ               وَجَلَّتْ مَعَانِيهِ فَزَادَتْ بِهَا حُسْنَا

 وَلِلْشِعْرِ عِلْمٌ إنْ خَلاَ مِنْهُ حَرْفُهُ               فَذَاكَ هَذَاءٌ فِي‌ الرُّؤوسِ بِلاَ مَعْنَي‌

 إذَا مَا أَدِيْبٌ أَنْشَدَ الغَثَّ خِلْتَهُ                  مِنَ الكَرْبِ والتَّنْغِيصِ قَدْ أُدْخِلَ السِّجْنَا

 إذَا مَا رَأوْهَا أَحْسَنُ النَّاسِ مَنْطِقَاً                        وَأَثْبَتُهُمْ حَدثاً وأَطْيَبُهُمْ لَحْنَا

 تَلَذُّ بِهَا الاَسْمَاعُ حَتَّي‌ كَأَنـَّهَا                    أَلَذُّ مِنْ أَيَّامِ الشَّبِيبَةِ أَوْ أَهْنَي‌

 وَفِي‌ كُلِّ بَيْتٍ لَذَّةٌ مُسْتَجَدَّةٌ                    إذَا مَا انْتَشَاهُ قِيلَ : يَا لَيْتَهُ ثَنَّي‌

 تَقَبَّلَهَا رَبِّي‌ وَوَفَّي‌ ثَوَابَهَا                         وَثَقَّلَ مِيزَانِي‌ بِخَيْرَاتِهَا وَزْنَا

 وَصَلَّي‌ عَلَي‌ الاَطهَارِ مِنْ آلِ أَحْمَدٍ                       إلَهُ السَّمَاءِ مَا عَسْعَسَ اللَّيْلُ أَوْ جَنَّا

 ينبغي‌ أن‌ نعرف‌ أنَّ ابن‌ حمّاد العبدي‌ّ كان‌ من‌ أهل‌ البصرة‌ ، وكان‌ معاصراً للشيخ‌ الصدوق‌ ومن‌ أقرانه‌ . أدركه‌ النجاشي‌ّ . وهو يروي‌ عن‌ كتب‌ أبي‌ أحمد الجلّودي‌ّ البصري‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 332 ه . وأمَّا العبدي‌ّ الكوفي‌ّ : سفيان‌ بن‌ مصعب‌ ، فهو من‌ أهل‌ الكوفة‌. كان‌ معاصراً للسيّد الحميري‌ّ . وعمّر ـعلي‌ ما يبدوـ حتّي‌ سنة‌ 178 ه التي‌ توفّي‌ فيها الحميري‌ّ. وكان‌ الاءمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ يأمر الشيعة‌ بإنشاد شعره‌ في‌ بيوتهم‌ . («الغدير» ج‌ 2 ، ص‌ 297 ). 

[17] ـ عندما كان‌ رسول‌ الله‌ يريد أن‌ يجمع‌ الناس‌ ، يُنادي‌ من‌ قبله‌ : الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ . فيعرف‌ الناس‌ أنَّ أمراً قد حصل‌ ، وعليهم‌ الحضور لاستماعه‌ ، فيجتمعون‌ في‌ المسجد، وربّما صدر هذا النداء بنصب‌ الكلمتين‌ الصَّلاَةَ جَامِعَةً ، الاُولي‌ علي‌ الاءغراء ، والثانية‌ ï ïعلي‌الحال‌، أي‌ : أقبلوا إلي‌ الصلاة‌ وهي‌ جامعة‌ للمؤمنين‌ . 

[18] ـ «ديوان‌ الحميري‌ّ» القصيدة‌ 166 ، ص‌ 397 ؛ و «الغدير» ج‌ 2 ، ص‌ 229 ؛ و«أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12 ، ص‌ 154 ، الطبعة‌ الثانية‌ ؛ و «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 355 . 

[19] ـ «ديوان‌ الحميري‌ّ» القصيدة‌ 118 ، ص‌ 430 ، البيتان‌ 15 و 16 من‌ القصيدة‌ المشتملة‌ علي‌ 52 بيتاً في‌ فضيلة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ؛ و «أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12 ، ص‌ 157 ؛ و «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 535 . 

[20] ـ جاء في‌ «المناقب‌» اشتقالها ؛ وكذلك‌ في‌ «أعيان‌ الشيعة‌» ؛ وفي‌ حاشية‌ «المناقب‌» ذكرها المصحّح‌ بالثاء فقال‌ : اثتقالها ؛ وفي‌ «ديوان‌ الحميري‌ّ» اشتغالها بالغين‌ . ولمّا لم‌ نجد معني‌ مناسباً في‌ هذا البيت‌ غير «اشتغالها» ، فلهذا ذكرناه‌ هنا . 

[21] ـ «ديوان‌ الحميري‌ّ» القصيدة‌ 133 ، ص‌ 329 إلي‌ 331 ؛ و «أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12 ، ص‌ 161 ؛ و «المناقب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 535 . 

[22] ـ أبو محمّد العوني‌ّ : طلحة‌ بن‌ عبيد الله‌ بن‌ أبي‌ عَوْن‌ الغسَّاني‌ّ ، وجاءت‌ ترجمته‌ وبعض‌ قصائده‌ في‌ مدح‌ أهل‌ البيت‌ وأمير المؤمنين‌ والصادق‌ عليهم‌ السلام‌ جميعاً في‌ كتاب‌ «الغدير» ج‌ 4 ، ص‌ 124 إلي‌ 140 . وشعره‌ بليغ‌ وفصيح‌ عذب‌ شائق‌ عميق‌ . وبلغ‌ شعره‌ في‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ من‌ الروعة‌ والسموّ درجة‌ كانت‌ تسير الركبان‌ رغبة‌ في‌ الظفر به‌، وكان‌ الشاعر منير والد أحمد منير ينشد شعر العوني‌ّ في‌ أسواق‌ طرابلس‌ فيقرّط‌ آذان‌ الناس‌ بتلكم‌ الفضائل‌ . لكنَّ هذا الهتاف‌ بذكر أهل‌ البيت‌ ثَقُل‌ علي‌ ابن‌ عساكر فأراد أن‌ يشوّه‌ سمعته‌ فقال‌: إنَّه‌ كان‌ يغنّي‌ في‌ أسواق‌ طرابلس‌ بشعر العوني‌ّ . وجاء ابن‌ خلّكان‌ بعد لاي‌ٍ من‌ عمر الدهر حتّي‌ وقف‌ علي‌ شعر العوني‌ّ فساءه‌ أكثر ممّا ساء ابن‌ عساكر فطرح‌ لفظة‌ «شعر العوني‌ّ» واكتفي‌ بأنَّ منيراً كان‌ يغنّي‌ في‌ الاسواق‌ . 

[23] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 535 ؛ و «الغدير» ج‌ 4 ، ص‌ 127 . 

[24] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 535 و 536 . 

[25] - نفس المصدرالسابق.

[26] ـ الآيات‌ 44 إلي‌ 50 ، من‌ السورة‌ 69 : الحاقّة‌ . 

[27] ـ الآية‌ 51 ، من‌ السورة‌ 69 : الحاقّة‌ . 

[28] ـ الآيتان‌ 51 و 52 ، من‌ السورة‌ 68 : القلم‌ . 

[29] ـ الآية‌ 65 ، من‌ السورة‌ 65 : الزمر . 

[30] ـ «ديوان‌ الحميري‌ّ» ص‌ 458 و 459 ، القصيدة‌ 198 ؛ و «أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12 ، ص‌ 164 ؛ و«مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 537 . 

[31] ـ الآيات‌ 31 إلي‌ 35 ، من‌ السورة‌ 75 : القيامة‌ . 

[32] ـ الآية‌ 15 ، من‌ السورة‌ 10 : يونس‌ . والآية‌ كاملة‌ : وَإِذَا تُتْلَي‌' عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَـ'تٍ قَالَ الَّذِينَ لاَيَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَـ'ذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي‌´ أَنْ أُبَدِّلَهُ و مِن‌ تِلْقَآءِي‌ نَفْسِي‌´ إَنْ أَتَّبِعُ إَلاَّ مَا يُوحَي‌'´ إِلَيَّ إِنِّي‌´ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي‌ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. 

[33] ـ اقتباس‌ من‌ الآيات‌ 21 إلي‌ 23 ، من‌ السورة‌ 72 : الجنّ ؛ لانَّ في‌ الآيات‌ الكريمة‌ أوّلاً: ضَرًّا وَلاَرَشَدًا ، وثانياً لم‌ ترد عبارة‌ : إِن‌ عَصَيْتُهُ . 

[34] ـ الآيتان‌ 10 و 11 ، من‌ السورة‌ 73 : المزّمّل‌ . 

[35] ـ الآيتان‌ 15 و 16 والآية‌ 18 ، من‌ السورة‌ 77 : المرسلات‌ . 

[36] ـ الآية‌ 53 ، من‌ السورة‌ 10 : يونس‌ . 

[37] ـ «المناقب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 537 إلي‌ 538 ؛ و «الغدير» ج‌ 4 ، ص‌ 124 . جاء في‌ البيت‌ الرابع‌ في‌ «المناقب‌» : يَجْدُونَهَا بجيم‌ معجمة‌ ؛ وفي‌ «الغدير» بحاء مهملة‌ : يَحْدُونَهَا . والمفاد فيهما واحد . وضمير المؤنّث‌ يرجع‌ إلي‌ الخلافة‌ . 

[38] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 535 إلي‌ 538 ، الطبعة‌ الحجريّة‌ . 

[39] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 538 ؛ و «الغدير» ج‌ 4 ، ص‌ 125 . 

[40] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 538 .

      
  
الفهرس
  الدرس‌ السادس‌ بعد المائة‌ إلی‌ التاسع‌ بعد المائة‌في‌ تفسير الآية‌: إلیومَ ...
  أشعار الطاهر والحميري‌ّ في‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
  روايات‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ وابن‌ عساكر وابن‌ مردويه‌ في‌ آيه‌ إكمال‌ الدين‌
  روايات‌ ابن‌ المغازلي‌ّ والحمّوئي‌ّ في‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌
  روايات‌ سبط‌ بن‌ الجوزي‌ّ والسيّد الرضي‌ّ في‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ و ...
  عمل‌ الناس‌ بأربع‌، وتركوا الولاية‌
  العامّة‌ يقولون‌ غالباً: نزلت‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ في‌ يوم‌ عرفة‌
  عدم‌ نزول‌ آية‌ الإكمال‌ في‌ يوم‌ عرفة‌
  عرض‌ تفصيلي‌ّ حول‌ نزول‌ آية‌ الإكمال‌
  ما هو المراد بإلیوم‌ في‌ آية‌ الإكمال‌ ؟
  استنباط‌ معني‌ إلیوم‌ من‌ الآية‌ نفسها إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
  المراد من‌ خشية‌ الله‌، الخوف‌ في‌ مقام‌ الولاية‌
  الفرق‌ بين‌ الكمال‌ والتمام‌ في‌ كمال‌ الدين‌ وتمام‌ النعمة‌
  المراد من‌ النعمة‌ الولاية‌
  آية‌ إكمال‌ الدين‌ من‌ مصادق‌ الآية‌: وَعَدَ اللَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ
  المراد من‌ إلیوم‌ في‌ آية‌ الإكمال‌ يوم‌ الغدير
  يمكن‌ أن‌ يكون‌ نزول‌ آية‌ الولاية‌ في‌ يوم‌ عرفة‌، وتبليغها يوم‌ الغدير
  قول‌ إلیهود: لو كانت‌ آية‌ الإكمال‌ نازلة‌ علینا لاتّخذنا ذلك‌ إلیوم‌ عيداً
  كمال‌ الدين‌ وتمام‌ النعمة‌ سنّة‌ قائمة‌ لا تزول‌
  وقوع‌ آية‌ الإكمال‌ بين‌ آيات‌ محرّمات‌ الطعام‌ شي‌ء عجيب‌
  قصيدة‌ الملاّ علی‌ الخوئي‌ّ في‌ وصف‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  أبيات‌ لابي‌ بكر القريعي‌ّ
  الدرس‌ العاشر بعد المائة‌ إلی‌ الخامس‌ عشر بعد المائة‌ :التقديم‌ بين‌ يدي‌ الله‌ هو التخلّف‌ نفسه‌
  حوار بين‌ شيعي‌ّ وسنّي‌ّ حول‌ لزوم‌ الخلافة‌
  استعراض‌ تهنئة‌ الشيخين‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌» لابن‌ شهرآشوب‌
  أبيات‌ السيّد الحميري‌ّ في‌ تهنئة‌ الشيخين
  الروايات‌ الواردة‌ حول‌ عدم‌ رسوخ‌ الولاية‌ في‌ نفوس‌ شيوخ‌ قريش‌
  كلام‌ معارضي‌ الولاية‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌
  أبيات‌ البشنوي‌ّ في‌ كلام‌ المعارضين‌ الذين‌ قالوا لا نسلّم‌ الإمامة‌ لعلی‌ّ
  أعيان‌ من‌ علماء العامّة‌ ذكروا تهنئة‌ الشيخين‌
  كلام‌ صاحب‌ تفسير «المنار» في‌ أنَّ العامّة‌ يعتقدون‌ بالولاية‌
  التصويت‌ السرّي‌ّ المموّه‌ بالخداع‌ في‌ السقيفة‌
  إقصاء أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ الخلافة‌ بسبب‌ حداثة‌ السنّ
  تفنيد الإشكال‌ المثار حول‌ حداثة‌ سنّ الإمام‌ علیه‌ السلام‌
  نصّ رسول‌ الله‌ علی‌ إمارة‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ للمؤمنين‌
  أمير المؤمنين‌ لقب‌ خاصّ للإمام‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌
  أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ متحمّس‌ لهداية‌ الناس‌ كرسول‌ الله‌
  النبي‌ّ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ كان‌ حريصاً علی‌ هداية‌ الناس‌
  كلام‌ أمير المؤمنين‌ للعبّاس‌ وأبي‌ سفيان‌ بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌
  الخطبة‌ الشقشقيّة‌ التي‌ ألقاها أمير المؤمنين‌ في‌ أيّام‌ خلافته‌
  كلام‌ عمر حول‌ لزوم‌ الجمع‌ بين‌ النبوّة‌ والخلافة‌ في‌ بيت‌ واحد
  جواب‌ ابن‌ عبّاس‌ الصارم‌ لعمر حول‌ عدم‌ الجمع‌ بين‌ النبوّة‌ والخلافة‌
  قصد عمر من‌ نسبة‌ الهجر إلی‌ رسول‌ الله‌ إثارة‌ اللغط‌ والضجيج‌
  اعتراف‌ عمر بأحقّيّة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ للخلافة‌
  الخلفاء المنتخبون‌ بعد رسول‌ الله‌ مدانون‌ في‌ محكمة‌ التأريخ‌
  بطلان‌ لزوم‌ عدم‌ الجمع‌ بين‌ النبوّة‌ والخلافة‌ في‌ بيت‌ واحد عقلاً
  قيام‌ الإجماع‌ علی‌ عدم‌ التنافي‌ بين‌ النبوّة‌ والخلافة‌ في‌ بيت‌ واحد
  فصل‌ النبوّة‌ عن‌ الخلافة‌ والإمارة‌ هو فصلها عن‌ السياسة‌
  فصل‌ الدين‌ عن‌ السياسة‌ يتعارض‌ مع‌ ضرورة‌ الإسلام ‌
  اصطلاح‌ الروحاني‌ّ والروحانيّة‌ اصطلاح‌ كَنَسي‌ّ وليس‌ إسلاميّاً
  قصّة‌ أبي‌ بكر وكيفيّة‌ أخذ البيعة‌، وإقصاء أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  لقاء أبي‌ بكر وعمر مع‌ العبّاس‌ ووعدهما إيّاه‌ بحصّة‌ من‌ الخلافة‌
  الدرسان‌ السادس‌ عشر والسابع‌ عشر بعد المائة‌ :أمير المؤمنين‌ ...
  في‌ تفسير: ال´م‌´ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن‌ ... باختبار الناس‌ في‌ أمير المؤمنين‌
  قيام‌ الصحابة‌ الكرام‌ في‌ مسجد رسول‌ الله‌ واحتجاجهم‌ علی‌ أبي‌ بكر
  احتجاج‌ خالد بن‌ سعيد بن‌ العاص‌ علی‌ أبي‌ بكر بسوابق‌ أمير المؤمنين‌
  احتجاج‌ أبي‌ ذرّ الغفاري‌ّ في‌ مسجد النبي‌ّ علی‌ أبي‌ بكر وأعوانه‌
  احتجاج‌ عمّار بن‌ ياسر وقيس‌ بن‌ سعد في‌ المسجد علی‌ أبي‌ بكر
  احتجاج‌ سهل‌ بن‌ حُنيف‌ وابن‌ التيّهان‌ في‌ المسجد علی‌ أبي‌ بكر
  احتجاج‌ أبي‌ أيّوب‌ الانصاري‌ّ في‌ المسجد علی‌ أبي‌ بكر
  عدم‌ الإذن‌ بالقيام‌ بالسيف‌ بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌
  إطلاق‌ حزب‌ علی‌ّ عنوان‌ الغاصب‌ علی‌ أبي‌ بكر منذ إلیوم‌ الاوّل‌ لخلافته‌
  كلام‌ المسعودي‌ّ في‌ مناصرة‌ أعيان‌ الشيعة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  تأمير أُسامة‌ بن‌ زيد علی‌ أبي‌ بكر وعمر
  اعتراض‌ أُسامة‌ بن‌ زيد وأبي‌ قُحافة‌ علی‌ أبي‌ بكر في‌ الخلافة‌
  الدرس‌ الثامن‌ عشر بعد المائة‌ إلی‌ العشرين‌ بعد المائة‌ :في‌ المدينة‌ الفاضلة‌‌...‌
  إضفاء عمر الصبغة‌ الدينيّة‌ علی‌ بِدَعِه‌
  تخطيط‌ عمر في‌ الشوري‌ لخلافة‌ عثمان‌
  شروط‌ عمر التعجيزيّة‌ تحول‌ دون‌ خلافة‌ أمير المؤمنين‌
  كان‌ واضحاً منذ أيّام‌ عمر أنَّ عثمان‌ هو الخليفة‌ بعده‌
  تعزيز عمر موقع‌ بني‌ أُميّة‌ أمام‌ بني‌ هاشم‌
  إنذار معاوية‌ المهاجرين‌ توطيداً لعثمان‌
  تفريط‌ عمر بالإسلام من‌ أجل‌ عزّة‌ العرب‌
  ثقل‌ إمارة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ علی‌ عمر
  التخطيط‌ المسبق‌ للشوري‌ والحؤول‌ دون‌ خلافة‌ أمير المؤمنين‌
  الشوري‌ الخاضعة‌ لإشراف‌ عمر ليست‌ شوري‌ بل‌ هي‌ الاستبداد عينه‌
  حوار معاوية‌ مع‌ زياد بن‌ حصين‌ حول‌ اختلاف‌ المسلمين‌
  كلام‌ الغزّإلی‌ّ في‌ الغدير وانحراف‌ الخلفاء المنتخَبِين‌
  من‌ كبار الشيعة‌ والعامّة‌ الذين‌ يرون‌ أنَّ كتاب‌ «سرّ العالمين‌» للغزّإلی‌ّ
  ردّ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ سنّة‌ الشيخين‌
  رسالة‌ عشرة‌ من‌ الصحابة‌ إلی‌ عثمان‌ حول‌ انتهاكاته‌
  خطبة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ حول‌ نسف‌ السنن‌ المخالفة‌
  قول‌ معاوية‌: لا يقرّ قراري‌ ما لم‌ أدفن‌ اسم‌ محمّد حتّي‌ لا يُصاح‌ به‌...
  نظرة‌ معاوية‌ إلی‌ نبوّة‌ رسول‌ الله‌ علی‌ أنـّها سلطة‌ حكوميّة‌
  نجدة‌ الإسلام بحركة‌ الإمام‌ الحسين‌ العمليّة‌ وحركة‌ الإمام‌ الباقر العلميّة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی