معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام (المجلد الرابع‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد الرابع عشر / القسم السادس: تفسیر الآیة: ن و القلم، کتاب الجامعة، کتاب الجفر

 

 بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وصلَّي‌ اللَهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ

ولَعْنَةُ اللَهِ عَلَی أعْدَائهِمْ أجْمَعِينَ مِنَ الآنَ إلَی قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ

ولاَ حَولَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العَلِي‌ِّ العَظِيمِ

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ * ن‌´ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لاَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَي‌' خُلُقٍ عَظِيمٍ.[1]

تفسير آية‌: ن‌ والقلم‌ وما يسطرون‌

 قال‌ سماحة‌ أُستاذنا المكرّم‌ آية‌ الله‌ العلاّمة‌ الطباطبائيّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ تفسير هذه‌ الآية‌: القلم‌ معروف‌، والسطر ( بالفتح‌ فالسكون‌ ) وربّما يستعمل‌ بفتحتين‌ ـكما في‌ « المفردات‌ » ـ الصف‌ من‌ الكتابة‌؛ ومن‌ الشجر، المغروس‌؛ ومن‌ القوم‌، الوقوف‌. و فُلاَنٌ سَطَرَ كذا: كتب‌ سطراً سطراً.

 أقسم‌ سبحانه‌ بالقلم‌ وما يسطرون‌ به‌. وظاهر السياق‌ أنّ المراد بذلك‌ مطلق‌ القلم‌ ومطلق‌ ما يسطرون‌ به‌، وهو المكتوب‌. فإنّ القلم‌ وما يسطر به‌ من‌ الكتابة‌ من‌ أعظم‌ النعم‌ الإلهيّة‌ التي‌ اهتدي‌ إليها الإنسان‌ يتلو الكلام‌ في‌ ضبط‌ الحوادث‌ الغائبة‌ عن‌ الانظار والمعاني‌ المستكنّة‌ في‌ الضمائر؛ وبه‌ يتيسّر للإنسان‌ أن‌ يستحضر كلّ ما ضرب‌ مرور الزمان‌ أو بعد المكان‌ دونه‌ حجاباً.

 وقد امتنّ الله‌ سبحانه‌ علی الإنسان‌ بهدايته‌ إليهما وتعليمهما له‌ فقال‌ في‌ الكلام‌: خَلَقَ الإنسَـ'نَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، [2] وقال‌ في‌ القلم‌: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنسَـ'نَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. [3]

 فقسمه‌ تعالي‌ بالقلم‌ وما يسطرون‌ قَسَمٌ بالنِّعمة‌، وقد أقسم‌ تعالي‌ في‌ كلامه‌ بكثير من‌ خلقه‌ بما أ نّه‌ رحمة‌ ونعمة‌ كالسماء والارض‌، والشمس‌، والقمر، والليل‌، والنهار إلی غير ذلك‌، حتّي‌ التين‌ والزيتون‌.

 وقيل‌: « ما » في‌ قوله‌: وَمَا يَسْطُرُونَ مصدريّة‌. والمراد به‌ الكتابة‌.

 وقيل‌: المراد بالقلم‌، القلم‌ الاعلي‌ الذي‌ في‌ الحديث‌ أ نّه‌ أوّل‌ ما خلق‌ الله‌. وَمَا يَسْطُرُونَ ما يسطره‌ الحَفَظة‌ والكرام‌ الكاتبون‌. واحتُمِل‌ أيضاً أن‌ يكون‌ الجمع‌ في‌ يَسْطُرُونَ للتعظيم‌ لا للتكثير، وهو كما تري‌. واحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد ما يسطرون‌ فيه‌، وهو اللَّوْحُ المَحْفُوظ‌. واحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد بالقلم‌ وما يسطرون‌ أصحاب‌ القلم‌ ومسطوراتهم‌، وهي‌ احتمالات‌ واهية‌.

 قوله‌ تعالي‌: مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ، مقسم‌ عليه‌، والخطاب‌ للنبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. والباء في‌ بنعمة‌ للسببيّة‌ أو المصاحبة‌. أي‌: ما أنت‌ بمجنون‌ بسبب‌ النعمة‌ ـأو مع‌ النعمة‌ـ التي‌ أنعمها عليك‌ ربّك‌!

 والسياق‌ يؤيِّد أنّ المراد بهذه‌ النعمة‌، نعمة‌ النبوّة‌. فإنّ دليل‌ النبوّة‌ يدفع‌ عن‌ النبي‌ّ كلّ اختلال‌ عقليّ حتّي‌ تستقيم‌ الهداية‌ الإلهيّة‌ اللازمة‌ في‌ نظام‌ الحياة‌ الإنسانيّة‌. والآية‌ تردّ ما رموه‌ به‌ من‌ الجنون‌، كما يُحكي‌ عنهم‌ في‌ آخر السورة‌: وَيَقُولُونَ إِنَّهُ و لَمَجْنُونٌ.

 قوله‌ تعالي‌: وَإِنَّ لَكَ لاَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ. الممنون‌ من‌ المنّ بمعني‌ القطع‌. يقال‌: مَنَّهُ السَّيْرُ مَنَّاً إذَا قَطَعَهُ وَأَضْعَفَهُ، لا من‌ المنّة‌ بمعني‌ تثقيل‌ النِّعمة‌ قولاً.

 والمراد بالاجر أجر الرسالة‌ عند الله‌ سبحانه‌، وفيه‌ تطييب‌ لنفس‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، وأنّ له‌ علی تحمّل‌ رسالة‌ الله‌ أجراً غير مقطوع‌ وليس‌ يذهب‌ سديً....

 قوله‌ تعالي‌: وَإِنَّكَ لَعَلَي‌' خُلُقٍ عَظِيمٍ، الخُلُق‌ هو الملكة‌ النفسانيّة‌ التي‌ تصدر عنها الافعال‌ بسهولة‌. وينقسم‌ إلی الفضيلة‌ وهي‌ الممدوحة‌ كالعفّة‌ والشجاعة‌، والرذيلة‌ وهي‌ المذمومة‌ كالشره‌ والجُبن‌ لكنّه‌ إذا أُطلق‌ فُهم‌ منه‌ الخُلُق‌ الحَسَن‌....

 وقال‌ في‌ البحث‌ الروائيّ: في‌ « معاني‌ الاخبار » بإسناده‌ عن‌ سُفيان‌بن‌ سعيد الثوريّ، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ تفسير الحروف‌ المقطّعة‌ في‌ القرآن‌ قال‌: وأمّا «ن‌» فهو نهر في‌ الجنّة‌، قال‌ الله‌ عزّ وجلّ: اجمد! فجمد فصار مداداً، ثمّ قال‌ للقلم‌: اكتب‌! فسطر القلم‌ في‌ اللوح‌ المحفوظ‌ ما كان‌ وما هو كائن‌ إلی يوم‌ القيامة‌. فالمداد مداد من‌ نور، والقلم‌ قلم‌ من‌ نور، واللوح‌ لوح‌ من‌ نور.

 قال‌ سُفيان‌: فقلت‌ له‌: يا ابن‌ رسول‌ الله‌! بيِّن‌ أمر اللوح‌ والقلم‌ والمداد فضل‌ بيان‌! وعلّمني‌ ممّا علّمك‌ الله‌! فقال‌: يابن‌ سعيد! لولا أ نّك‌ أهل‌ الجواب‌ ما أجبتُك‌! فنون‌ مَلَكٌ يُؤدّي‌ إلی القلم‌ وهو مَلَك‌. والقلم‌ يؤدّي‌ إلی اللوح‌ وهو مَلَك‌. واللوح‌ يؤدّي‌ إلی إسرافيل‌، وإسرافيل‌ يؤدّي‌ إلی ميكائيل‌، وميكائيل‌ يؤدّي‌ إلی جبرائيل‌، وجبرائيل‌ يؤدّي‌ إلی الانبياء والرُّسُل‌. قال‌: ثمّ قال‌: قم‌ يا سفيان‌ فلا آمن‌ عليك‌ ( من‌ الحكومة‌ الجائرة‌ لجلوسك‌ هنا ). [4]

 ظهر من‌ كلام‌ سماحة‌ الاُستاذ أنّ المراد بالقلم‌ أنواعه‌ جميعها؛ والقصد من‌ المسـطورات‌ ضـروبها كلّها، فلا قلم‌ خـاصّ ولا كتابة‌ خاصّة‌ هنا.

 ولمّا كنّا نعلم‌ أوّلاً أنّ الله‌ أقسم‌ بالقلم‌ والكتابة‌، وثانياً أنّ المُقسَم‌ عليه‌ الذي‌ جاء القسم‌ لتوطيده‌ وتعزيز ثباته‌ هو استقامة‌ عقل‌ النبي‌ّ الاكرم‌ ونعمة‌ نبوّته‌، وجزاؤه‌ الابديّ، وخلقه‌ العظيم‌ وأخلاقه‌ الجليلة‌، فلهذا نجد أنّ للقلم‌ والكتابة‌ مهما كانا وكيفما تحقّقا أهمّيّة‌ عظيمة‌ وقيمة‌ رفيعة‌. ذلك‌ أنّ الله‌ أراد بهذين‌ الامرين‌ المهمّين‌ أن‌ يثبت‌ لنبيّه‌ المقامات‌ والدرجات‌ والفيض‌ الازليّ الابديّ السرمديّ. وعلي‌ هذا نلاحظ‌ أنّ الله‌ تقدّست‌ أسماؤه‌ أولي‌ اهتماماً كبيراً بهما في‌ هذه‌ الآية‌ بنحو مطلق‌.

 وما هذه‌ العلوم‌ القريبة‌ المنال‌ كلّها إلاّ بفضل‌ القلم‌ والكتابة‌. ولولاهما لكان‌ عالمنا هذا أسير الظلمات‌ والجهل‌ وعمي‌ البصيرة‌، ولغرق‌ في‌ الامواج‌ المرعبة‌ الهادرة‌ واللجج‌ الغامرة‌ والزوابع‌ الجارفة‌.

 وإذا أنعمنا النظر نجد أ نّنا إذا قدّرنا علومنا الحاليّة‌ المودعة‌ في‌ ذخائر الكتب‌ والمكتبات‌ في‌ العالم‌ والمدوّنة‌ بالقلم‌، وقسنا وجود كلٍّ منها وعدمه‌ علی حِدة‌، فإنّنا نلمس‌ هذه‌ الموهبة‌ العظيمة‌. وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ إذ خلق‌ الإنسان‌، وزيّنه‌ بقوّة‌ العلم‌ بواسطه‌ القلم‌ والكتابة‌. وجعل‌ العلوم‌ المعنويّة‌ والكتب‌ السماويّة‌ والقرآن‌ الكريم‌ و « نهج‌ البلاغة‌ » و « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ » والكتب‌ الفقهيّة‌ والتفسيريّة‌ والحكميّة‌ والعرفانيّة‌ مع‌ العلوم‌ الطبيعيّة‌ الواقعة‌ في‌ طريق‌ الكمال‌ ومقدّمته‌ المتحقّقة‌ كلّها بواسطة‌ القلم‌ والكتابة‌ في‌ مسير كمال‌ الإنسان‌ ليرفعه‌ من‌ أسفل‌ السافلين‌ إلی مقام‌ «الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ»، [5] فَشُكْراً لَهُ ثُمَّ شُكراً.

مصحف‌ علی عليه‌ السلام‌

 علمنا في‌ البحث‌ السابق‌ أنّ أوّل‌ كتاب‌ دوّن‌ في‌ الإسلام‌ هو مصحف‌ أميرالمؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ أفضل‌ صلوات‌ الله‌ وملائكته‌ المقرّبين‌ وأنبيائه‌ المرسلين‌. وكان‌ مصحفاً تامّاً شاملاً، إذ ضمّ أسباب‌ النزول‌، وشأن‌ ورود الآيات‌، وترتيب‌ السور والآيات‌ حسب‌ النزول‌، وبيان‌ الناسخ‌ والمنسوخ‌ والمطلق‌ والمقيّد، وبيان‌ المحكمات‌ والمتشابهات‌، والتأويل‌ والتفسير وغير ذلك‌ من‌ جوانب‌ عديدة‌. وهذا المصحف‌ هو القرآن‌ الذي‌ قال‌ فيه‌ ابن‌ سيرين‌: لو أصبت‌ ذلك‌ الكتاب‌، كان‌ فيه‌ العلم‌! وله‌ في‌ التواريخ‌ والاحاديث‌ والتفاسير أسماء هي‌: مُصحف‌ علی »، « صحيفة‌ علی »، « الجَامِعَة‌ »، « كتاب‌ علی »، « الصحيفة‌ العتيقة‌ ».

 قال‌ فقيه‌ أهل‌ البيت‌ آية‌ الله‌ المرحوم‌ السيّد حسين‌ الطباطبائيّ البروجرديّ رضي‌ الله‌ عنه‌ في‌ مقدّمته‌ البديعة‌ التي‌ خطّها يراعه‌ المبارك‌ مصدِّراً بها كتابه‌ النفيس‌ الثمين‌: « جامع‌ أحاديث‌ الشيعة‌ في‌ أحكام‌ الشريعة‌ »، وهو يعرض‌ الاحاديث‌ المأثورة‌ في‌ علوم‌ أهل‌ البيت‌ والروايات‌ الواردة‌ بشأنهم‌: وما ورد أنّ الائمّة‌ عليهم‌ الصلاة‌ والسلام‌ عالمون‌ بالاحكام‌ من‌ الاحاديث‌ المتواترة‌ من‌ طرق‌ العامّة‌ والخاصّة‌... ومنها ما ورد في‌ أنّ حديثهم‌ حديث‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، وأنّ عندهم‌ « الصحيفة‌ الجامعة‌ » التي‌ هي‌ إملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌. [6]

 وذكر المرحوم‌ المجلسيّ رضي‌ الله‌ عنه‌ ( جدّنا الاعلي‌ من‌ جهة‌ أُمّ والدي‌ ) في‌ كتاب‌ « بحار الانوار » الروايات‌ الواردة‌ في‌ هذا الباب‌ مفصّلاً. وأوضح‌ بعض‌ المواضع‌ أحياناً وشرحها بأُسلوبه‌. ويبدو من‌ تضاعيف‌ كلامه‌ أنّ لاهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ كتباً أُخري‌ غير « الجامعة‌ » وهي‌: « الجَفْر »، و « مُصْحَف‌ فاطمة‌»، وكتاب‌ « مسائل‌ الديات‌ » ( الذي‌ كان‌ معلّقاً في‌ ذؤابة‌ سيف‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌)، و « لوح‌ فاطمة‌ ». ونتطرّق‌ فيما يأتي‌ إلی بيان‌ كلّ واحد منها بحول‌ الله‌ تعالي‌ وقوّته‌:

الروايات‌ الواردة‌ في‌ صفة‌ كتاب‌ «الجامعة‌»

1 ـ «الجامعة‌»

وردت‌ روايات‌ كثيرة‌ حول‌ هذا الكتاب‌ وكيفيّة‌ تدوينه‌ ومحتوياته‌. ونقرأ في‌ « بحار الانوار » اثنتين‌ وعشرين‌ رواية‌ تحدِّد فقط‌ طوله‌ البالغ‌ سبعين‌ ذراعاً، [7] ماعدا تلك‌ الروايات‌ التي‌ تتحدَّث‌ عن‌ خصائصه‌، بَيْدَ أ نّها تخلو من‌ عبارة‌ سبعين‌ ذراعاً. ونقل‌ المرحوم‌ المجلسي‌ّ هذه‌ الروايات‌ من‌ كتب‌ معتبرة‌ كـ « الاختصاص‌ »، و « الإرشاد »، و « الاحتجاج‌ »، و « الامالي‌ » وبخاصّة‌ من‌ كتاب‌ « بصائر الدرجات‌ ». ومن‌ ذلك: ورد في‌ « الإرشاد » للشيخ‌ المفيد، و « الاحتجاج‌ » للشيخ‌ الطبرسيّ أنّ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ طالما كان‌ يقول‌:

 عِلْمُنَا غَابرٌ، وَمَزْبُورٌ، وَنَكْتٌ فِي‌ القُلُوبِ، وَنَقْرٌ فِي‌ الاَسْمَاعِ وَإنَّ عِنْدَنَا الجَفْرَ الاَحْمَرَ وَالاَبْيَضَ، وَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، وَعِنْدَنَا الجَامِعَةُ فِيهَا جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ النَّاسُ إلَيْهِ.

 فسئل‌ عن‌ تفسير هذا الكلام‌، فقال‌: أمّا الغابر فالعلم‌ بما يكون‌، وأمّا المزبور فالعلم‌ بما كان‌، وأمّا النكت‌ في‌ القلوب‌ فهو الإلهام‌، وأمّا النقر في‌ الاسماع‌ فحديث‌ الملائكة‌ عليهم‌ السلام‌ نسمع‌ كلامهم‌ ولا نري‌ أشخاصهم‌. وأمّا الجفر الاحمر فوعاء فيه‌ سلاح‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. ولن‌يخرج‌ حتّي‌ يقوم‌ قائمنا أهل‌ البيت‌. وأمّا الجفر الابيض‌ فوعاء فيه‌ توراة‌ موسي‌ وانجيل‌ عيسي‌ وزبور داود وكتب‌ الله‌ الاُولي‌.

 وَأَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَأَسْمَاءُ مَنْ يَمْلِكُ إلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

 وَأَمَّا «الجَامِعَةُ» فَهُوَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ فَلْقِ فِيهِ وَخَطُّ علی بْنِ أِبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِهِ، فِيهِ وَاللَهِ جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ إلَيْهِ النَّاسُ إلَی يَوْمِ القِيَامَةِ حَتَّي‌ أَنَّ فِيهِ أَرْشُ الخَدْشَ وَالجَلْدَةَ وَنِصْفَ الجَلْدَةِ. [8]

 وفي‌ « بصائر الدرجات‌ » عن‌ محمّد بن‌ عبد الحميد، عن‌ يونس‌بن‌ يعقوب‌، عن‌ منصور بن‌ حازم‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌. قال‌: قلتُ: إنّ الناس‌ يذكرون‌ أنّ عندكم‌ صحيفة‌ طولها سبعون‌ ذراعاً فيها ما يحتاجون‌ إليه‌ الناس‌. وَأَنَّ هَذَا هُوَ العِلْمُ. فقال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: لَيْسَ هَذَا هُوَ العِلْمَ، إنَّمَا هُوَ أَثَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. إنَّ العِلْمَ الَّذِي‌ يَحْدُثُ فِي‌ كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ.

 وفيه‌ أيضاً عن‌ إبراهيم‌ بن‌ هاشم‌، عن‌ البرقيّ، عن‌ ابن‌ سنان‌ أو غيره‌، عن‌ بشر، عن‌ حمران‌ بن‌ أعين‌ قال‌: قلتُ لابي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: عندكم‌ التوراة‌ والإنجيل‌ والزبور وما في‌ الصحف‌ الاُولي‌ صحف‌ إبراهيم‌ وموسي‌؟! قال‌: نعم‌! قلتُ: إنَّ هَذَا لَهُوَ العِلْمُ الاَكْبَرُ. قال‌: يَا حُمْرَانُ! لَوْ لَمْيَكُنْ غَيْرُ مَا كَانَ، وَلَكِنْ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عِلْمُهُ عِنْدَنَا أَعْظَمُ. [9]

تفسير العلاّمة‌ المجلسي‌ّ لعلم‌ الائمّة‌ الاعظم‌

 ويوضّح‌ المجلسيّ هنا هذه‌ الرواية‌ رافعاً الإشكال‌ الذي‌ قد يُثار عليها، تحت‌ عنوان‌: بيان‌، يقول‌ فيه‌:

 بَيَانٌ: لَوْ لَمْ يَكُنْ، أي‌: لو لم‌ يكن‌ لنا علم‌ غير العلم‌ الذي‌ كان‌ للسابقين‌ كان‌ ما ذكر العلم‌ الاكبر، ولكن‌ ما يحدث‌ من‌ العلم‌ عندنا أكبر.

 ويقول‌: أقول‌: ها هنا إشكال‌ قويّ. وهو أ نّه‌ لمّا دلّت‌ الاخبار الكثيرة‌ علی أنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ كان‌ يعلم‌ علم‌ ما كان‌ وما يكون‌ وجميع‌ الشرائع‌ والاحكام‌ وقد علّم‌ جميع‌ ذلك‌ عليّاً عليه‌ السلام. وعلّم‌ علی الحسن‌ عليه‌ السلام‌، وهكذا. فأيّ شي‌ء يبقي‌ حتّي‌ يحدث‌ لهم‌ بالليل‌ والنهار؟!

 ويمكن‌ أن‌ يجاب‌ عنه‌ بوجوه‌:

 الاوّل‌: ما قيل‌: إنّ العلم‌ ليس‌ يحصل‌ بالسماع‌ وقراءة‌ الكتب‌ وحفظها؛ فإنّ ذلك‌ تقليد. وإنّما العلم‌ ما يفيض‌ من‌ عند الله‌ سبحانه‌ علی قلب‌ المؤمن‌ يوماً فيوماً وساعةً فساعةً، فيكشف‌ به‌ من‌ الحقائق‌ ما تطمئنّ به‌ النفس‌، وينشرح‌ له‌ الصدر، ويتنوّر به‌ القلب‌. والحاصل‌ أنّ ذلك‌ مؤكّد ومقرّر لما علم‌ سابقاً يوجب‌ مزيد الإيمان‌ واليقين‌ والكرامة‌ والشرف‌ بإفاضة‌ العلم‌ عليهم‌ بغير واسطة‌ المرسلين‌.

 الثاني‌: أن‌ يفيض‌ عليهم‌ عليهم‌ السلام‌ تفاصيل‌ عندهم‌ مجملاتها وإن‌ أمكنهم‌ استخراج‌ التفاصيل‌ ممّا عندهم‌ من‌ أُصول‌ العلم‌ وموادّه‌.

 الثالث‌: أن‌ يكون‌ مبنيّاً علی البداء فإنّ فيما علموا سابقاً ما يحتمل‌ البداء والتغيير. فإذا أُلهموا بما غيّر من‌ ذلك‌ بعد الإفاضة‌ علی أرواح‌ مَن‌ تقدّم‌ من‌ الحجج‌ أو أكّد ما علموا بأ نّه‌ حتمي‌ّ لا يقبل‌ التغيير، كان‌ ذلك‌ أقوي‌ علومهم‌ وأشرفها.

 الرابع‌: كما هو أقوي‌ عندي‌ وهو أ نّهم‌ عليهم‌ السلام‌ في‌ النشأتين‌ سابقاً علی الحياة‌ البدنيّة‌، ولاحقاً بعد وفاتهم‌ يعرجون‌ في‌ المعارف‌ الربّانيّة‌ غير المتناهية‌ علی مدارج‌ الكمال‌، إذ لا غاية‌ لعرفانه‌ تعالي‌ وقربه‌. ويظهر ذلك‌ من‌ كثير من‌ الاخبار.

 وظاهر أنّهم‌ إذا تعلّموا في‌ بدو إمامتهم‌ علماً لا يقفون‌ في‌ تلك‌ المرتبة‌ ويحصل‌ لهم‌ بسبب‌ مزيد القُرب‌ والطاعات‌ زوائد العلم‌ والحكم‌ والترقيّات‌ في‌ معرفة‌ الربّ تعالي‌.

 وكيف‌ لا يحصل‌ لهم‌ ويحصل‌ ذلك‌ لسائر الخلق‌ مع‌ نقص‌ قابليّتهم‌ واستعدادهم‌؟ فهم‌ عليهم‌ السلام‌ أولي‌ بذلك‌ وأحري‌.

 ولعلّ هذا أحد وجـوه‌ استغفارهم‌ وتوبتـهم‌ في‌ كلّ يوم‌ سـبعين‌ مرّةً وأكثر، إذ عند عروجهم‌ إلی كلّ درجـة‌ رفيعة‌ من‌ درجـات‌ العرفان‌ يرون‌ أ نّهم‌ كانوا في‌ المرتبة‌ السابقة‌ في‌ النقصـان‌ فيسـتغفرون‌ منها ويتوبون‌ إليه‌ تعالي‌.

 وهذه‌ جملة‌ ما حلّ في‌ حلّ هذا الإشكال‌ ببالي‌. وأستغفر الله‌ ممّا لايرتضيه‌ من‌ قولي‌ وفعالي‌. [10]

 أقول‌: هذا الوجه‌ رصين‌ جدّاً، ولكن‌ المرحوم‌ جدّنا ظنّ أنّ الحياة‌ السابقة‌ واللاحقة‌ علی هذا العالم‌ سابقة‌ ولاحقة‌ زمنيّاً؛ وجعل‌ للائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ الذين‌ هم‌ في‌ أوّل‌ الخلق‌ وآخره‌ وبهم‌ بُدي‌ ويُختَم‌ ـحسب‌ هذه‌ الاخبارـ في‌ معني‌ الازل‌ والابد مقامات‌ ودرجات‌ غير متناهية‌ من‌ العرفان‌؛ مع‌ أنّ جميع‌ تلك‌ الدرجات‌ والمقامات‌ تحصل‌ في‌ هذه‌ النشأة‌ المادّيّة‌ وعالم‌ الطبع‌ وفقاً للحركة‌ الجوهريّة‌ النَّفْسُ جِسْمَانِيَّةُ الحُدُوثِ رُوحانِيَّةُ البَقَاءِ، والآية‌ المباركة‌ ثُمَّ أَنشَأنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ. والابد والازل‌ رأسا هذه‌ السلسلة‌ في‌ المعارج‌ والمدارج‌ عرضيّان‌ لا طوليّان‌. ولا ينافي‌ طيّ هذه‌ العروج‌ في‌ هذه‌ النشأة‌ جسمانيّة‌ الحدوث‌. فَشَكَرَ اللَهُ سَعْيَهُ وَأَجْزَلَ ثَوَابَهُ.

 روايات‌ «بصائر الدرجات‌» في‌ صفة‌ «الجامعة‌»

وعن‌ « بصائر الدرجات‌ » أيضاً، عن‌ عبدالله‌ بن‌ جعفر، عن‌ محمّدبن‌ عيسي‌، عن‌ إسماعيل‌ بن‌ سهل‌، عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عبد الحميد، عن‌ سليمان‌، عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:

 إِنَّ فِي‌ صَحِيفَةٍ مِنَ الحُدُودِ ثُلْثَ جَلْدَةٍ؛ مَنْ تَعَدَّي‌ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ حَدُّ جَلْدَةٍ. [11]

 وعنه‌ أيضاً، عن‌ الحسن‌ بن‌ علی بن‌ النعمان‌، عن‌ أبيه‌ علي‌ّبن‌ النعمان‌، عن‌ بكر بن‌ كرب‌ قال‌: كنّا عند أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ فسمعناه‌ يقول‌:

 أَمَا وَاللَهِ إنَّ عِنْدَنَا مَا لاَ نَحْتَاجُ إلَی النَّاسِ، وَإنَّ النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إلَيْنَا. إنَّ عِنْدَنَا الصَّحِيفَةَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِخَطِّ علی عَلَيْه‌ ِالسَّلاَمُ وَإمْلاَءِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِمَا وَعَلَي‌ أَوْلاَدِهِمَا فِيهَا مِنْ كُلِّ حَلاَلٍ وَحَرَامٍ. إنَّكُمْ لَتَأْتُونَنَا فَتَدْخُلُونَ عَلَيْنَا فَنَعْرِفُ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ. [12]

 وورد في‌ رواية‌ « البصائر » أيضاً أنّ تلك‌ الصحيفة‌ في‌ عرض‌ الاديم‌ مثل‌ فَخِذِ الفَالِجِ، وفيها كلّ ما يحتاج‌ الناس‌ إليه‌، وليس‌ من‌ قضيّة‌ إلاّ هي‌ فيها حتّي‌ أرش‌ الخدش‌.

 وقال‌ المجلسيّ في‌ بيان‌ ذلك‌: الاديم‌: الجلد، أو أحمره‌، أو مدبوغه‌. والفالج‌: الجمل‌ الضخم‌ ذو السنامين‌ يحمل‌ من‌ السِّند للفحل‌.

 وعن‌ « بصائر الدرجات‌ » أيضاً، عن‌ يعقوب‌ بن‌ يزيد، عن‌ ابن‌ أبي‌ عُمَير، عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عبد الحميد وأبي‌ المغرا، عن‌ حمران‌ بن‌ أعين‌، عن‌ أبي‌ جعفر ( الباقر) عليه‌ السلام‌: أشار إلی بيت‌ كبير وقال‌: يَا حُمْرَانُ! إنَّ فِي‌ هَذَا البَيْتِ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِخَطِّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَإمْلاَءِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. لَوْ وَلِينَا النَّاسَ لَحَكَمْنَا بِمَا أَنْزَلَ اللَهُ لَم‌ نَعْدُ مَا فِي‌ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. [13]

 وكذلك‌ عنه‌، عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ الاهوازيّ، عن‌ فُضالة‌، عن‌ القاسم‌بن‌ بُريد، عن‌ محمّد بن‌ مسلم‌، قال‌: قال‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌:

 إنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً مِنْ كُتُبِ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً. فَنَحْنُ نَتَّبِعُ مَا فِيهَا لاَ نَعْدُوهَا.

 وَسَأَلْتُهُ عَنْ مِيرَاثِ العِلْمِ مَا بَلَغَ؟! أَجَوَامِعُ هُوَ مِنَ العِلْمِ أَمْ فِيهِ تَفْسِيرُ كُلِّ شَي‌ءٍ مِنْ هَذِهِ الاُمُورِ الَّتِي‌ تَتَكَلَّمُ فِيهِ النَّاسُ مِثْلِ الطَّلاَقِ وَالفَرَائضِ؟!

 فَقَالَ: إنَّ عَلِيَّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَتَبَ العِلْمَ كُلَّهُ القَّضَاءَ وَالفَرَائِضَ. فَلَو ظَهَرَ أَمْرَنَا لَمْ يَكُنْ شَي‌ءٌ إلاَّ فِيهِ سُنَّةً نُمْضِيهَا.[14]

 وعنه‌ أيضاً، عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ علی بن‌ الحكم‌، عن‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ حمزة‌، عن‌ أبي‌ بصير، عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌:

 أَخْرَجَ إلَی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَحِيفَةً فِيهَا الحَلاَلُ وَالحَرَامُ وَالفَرَائِضُ. قُلْتُ: مَا هَذِهِ؟! قَالَ: هَذِهِ إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِه‌، وَخَطَّهُ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِهِ.

 قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَبْلَي‌؟! قَالَ: فَمَا يُبْلِيهَا؟! قُلْتُ: وَمَا تَدْرُسُ؟! قَالَ: وَمَا يَدْرُسُهَا؟! قَالَ: هِي‌َ الجَامِعَةُ أَوْ مِنَ الجَامِعَةِ.[15]

 وقال‌ المجلسيّ في‌ شرحه‌: بيانٌ: قوله‌ عليه‌ السلام‌: فما يُبليها؟ أي‌: أي‌ّ شي‌ءٍ يقدر علی إبلائها والله‌ حافظها لنا؟! أو لا تقع‌ عليها الايدي‌ كثيراً حتّي‌ تبلي‌ أو تدرس‌ وتُمحي‌.

 وعنه‌ أيضاً بروايته‌ عن‌ محمّد بن‌ الحسين‌، عن‌ محمّد بن‌ سنان‌، عن‌ عمّاربن‌ مروان‌، عن‌ المنخل‌ بن‌ جميل‌، عن‌ جابر بن‌ يزيد، عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌. قال‌: قال‌ لي‌ أبوجعفر عليه‌ السلام‌: إنَّ عِنْدِي‌ لَصَحِيفَةً فِيهَا تَسْعَ عَشْرَةَ صَحِيفَةً قَدْ حَبَاهَا رَسوُلُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. [16]

 وعنه‌ أيضاً، عن‌ محمّد بن‌ عبد الحميد، عن‌ يعقوب‌ بن‌ يونس‌، عن‌ مُعَتِّب‌ قال‌: أَخْرَجَ إلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَحِيفَةً عَتِيقَةً مِن‌ صُحُفِ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإذَا فِيهَا مَا نَقُولُ إذَا جَلَسْنَا لِنَتَشَّهَدَ. [17]

 وعنه‌، عن‌ محمّد بن‌ عيسي‌، عن‌ فضالة‌، عن‌ أبان‌، عن‌ أبي‌ شيبة‌ قال‌: سمعتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌: ضَلَّ عِلْمُ ابْنِ شُبْرُمَةَ عِنْدَ الجَامِعَةِ. إنَّ الجَامِعَةَ لاَ تَدَعُ لاِحَدٍ كَلاَماً. فِيهَا عِلْمُ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ. إنَّ أَصْحَابَ القِيَاسِ طَلَبُوا العِلْمَ بِالقِياسِ فَلَمْ يَزِدهُمْ مِنَ الحَقِّ إلاَّ بُعْداً؛ وَإنَّ دِينَ اللَهِ لاَ يُصَابُ بِالقِيَاسِ. [18]

 وعنه‌ أيضاً، عن‌ محمّد، عن‌ الحسين‌ بن‌ سعيد، عن‌ محمّد بن‌ أبي‌ عُمير، عن‌ محمّد بن‌ حكيم‌، عن‌ أبي‌ الحسن‌ ( الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر ) عليه‌ السلام‌ قال‌: إنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالقِيَاسِ، وَإنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي‌ لَمْ يَقْبِضُ نَبِيَّهُ حَتَّي‌ أَكْمَلَ لَهُ جَمِيعَ دِينِهِ فَي‌ حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ. فَجَاءَكُمْ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي‌ حَيَاتِهِ، وَتَسْتَغْيثُونَ بِهِ وَبَأَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ مُوتِهِ، وَإنَّهَا مَخْبِيَّةٌ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّي‌ أَنَّ فِيهِ لاَرْشَ الخَدْشِ.

 ثُمَّ قَالَ: إنَّ أَبَا حَنِيفَةَ مِمَّنْ يَقُولُ: قَالَ علی وَقُلْتُ أَنَا. [19]

 أجل‌، هذه‌ الروايات‌ تمثّل‌ نموذجاً من‌ الروايات‌ الكثيرة‌ الواردة‌ في‌ جوامع‌ الشيعة‌. وهي‌ تدلّ علی وجود « الجامعة‌ » في‌ عصر أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. وبعامّة‌ لا يرتاب‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ في‌ أصل‌ تحقّق‌ كتاب‌ « الجامعة‌ » وتدوينها في‌ زمن‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ بإملائه‌ وإنشائه‌، وبخطّ مولي‌ الموالي‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. ومن‌ هنا نستطيع‌ أن‌ نعدّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ أوّل‌ مدوّن‌ في‌ الإسلام‌ في‌ عهد رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وتحت‌ إشرافه‌. [20]

كلام‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر حول‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ التدوين‌

 قال‌ العالم‌ المحقّق‌ العظيم‌ والفقيه‌ الخبير السيّد حسن‌ الصدر في‌ كتاب‌ « تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌ »: إنّ الشيعة‌ أوّل‌ من‌ تقدّم‌ في‌ جمع‌ الآثار والاخبار، في‌ عصر خلفاء النبيّ المختار عليه‌ وعليهم‌ الصلوات‌ والسلام‌ اقتدوا بإمامهم‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، فإنّه‌ عليه‌ السلام‌ صنّف‌ فيه‌ علی عهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌.

 قال‌ الشيخ‌ أبو العبّاس‌ النجاشيّ في‌ ترجمة‌ محمّد بن‌ عذافر: أخبرنا محمّدبن‌ جعفر، قال‌: أخبرنا أحمد بن‌ محمّد بن‌ سعيد، عن‌ محمّدبن‌ أحمدبن‌ الحسن‌، عن‌ عبّاد بن‌ ثابت‌، عن‌ عبد الغفّار بن‌ القسم‌، عن‌ عذافر الصيرفي‌ّ قال‌: كنت‌ مع‌ الحكم‌ بن‌ عُيَينة‌ عند أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علی الباقر عليهما السلام‌، فجعل‌ يسأله‌ ـوكان‌ أبو جعفر له‌ مكرهاـ فاختلفا في‌ شي‌ء. فقال‌ أبو جعفر: يَا بُنَيَّ قُمْ فَأَخْرِجْ كِتَابَ عَلِي‌ٍّ!

 فَأَخْرَجَ كِتَاباً مُدْرَجاً عَظِيماً فَفَتَحَهُ وَجَعَلَ يَنْظُرُ حَتَّي‌ أَخْرَجَ المَسْأَلَةَ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ. هَذَا خَطُّ عَلَی وَإمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

 وَأَقْبَلَ عَلَی الحَكَمِ وَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! اذْهَبْ أَنْتَ وَسَلِمَةُ وَالمِقْدَادُ حَيْثُ شِئْتُمْ يَمِيناً وَشِمَالاً، فَوَاللَهِ لاَ تَجِدُونَ العِلْمَ أَوثَقَ مِنْهُ عِنْدَ قَوْمٍ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ جِبرَائِيلُ ـ الحديث‌. [21]

 والروايات‌ عن‌ أهل‌ البيت‌ في‌ هذا الكتاب‌ ( الجامعة‌ ) فوق‌ حدّ الإحصاء، أخرج‌ الكثير منها محمّد بن‌ الحسن‌ الصفّار في‌ كتاب‌ « بصائر الدرجات‌ ». وهو من‌ الاُصول‌ القديمة‌ كان‌ في‌ عصر البخاريّ صاحب‌ « الصحيح‌ »، وقد طبع‌ بإيران‌. [22]

 وذكر المرحوم‌ الصدر في‌ سبب‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ تدوين‌ الحديث‌، وتأخّر أهل‌ السنّة‌ في‌ ذلك‌ أ نّهم‌ تقدّموا، لانّ إمامهم‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ أباحه‌ وجمعه‌. وتأخّر أهل‌ السنّة‌ لتحريم‌ عمر له‌. وأورد مطلباً تحت‌ عنوان‌: ( تنبيه‌) قال‌ فيه‌:

 تنبيه‌: قد ذكرتُ في‌ كتاب‌ « نهاية‌ الدراية‌ في‌ علم‌ دراية‌ الحديث‌ » وجه‌ تأخّر إخواننا أهل‌ السنّة‌ في‌ تدوين‌ الحديث‌ وجمعه‌. وحاصله‌ ما ذكره‌ ابن‌ الصلاح‌ في‌ المقدّمة‌، ومسلم‌ في‌ أوّل‌ صحيحه‌، وابن‌ حجر في‌ « فتح‌ الباري‌ » في‌ المقدّمة‌ أنّ السلف‌ اختلفوا في‌ كتابة‌ الحديث‌ فكرهها طائفة‌، منهم‌ عمر بن‌ الخطّاب‌، وعبد الله‌ بن‌ مسعود، وأبو سعيد الخُدريّ، في‌ جماعة‌ آخرين‌ من‌ الصحابة‌ والتابعين‌. وأباحها طائفة‌ أُخري‌ كأميرالمؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌، وابنه‌ الحسن‌، وأنس‌، وعبدالله‌بن‌ عمروبن‌ العاص‌. ثمّ أجمع‌ أهل‌ العصر الثاني‌ علی جوازه‌ ـ إلی آخر كلامهم‌.

 فالشيعة‌ تقدّموا، لانّ إمامهم‌ كان‌ أباحه‌ وجمعه‌ كما عرفت‌ فتابعوه‌ وجمعوا. وتأخّر أهل‌ السنّة‌ لتحريم‌ عمر له‌ في‌ جماعة‌ آخرين‌. فكلّ من‌ المؤلِّف‌ والتارك‌ مصيب‌ في‌ اتّباع‌ إمامه‌. وقدّر الله‌ تعالي‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ هذا العلم‌، كما قدّر تقدّمهم‌ في‌ غيره‌ من‌ العلوم‌ الإسلاميّة‌. فاغتنم‌. [23]

 وأ لّف‌ العالم‌ الخبير الواعي‌ الشيخ‌ محمود أبو ريّة‌ المصري‌ّ ـوهو من‌ إخواننا أهل‌ السنّة‌ـ كتاباً علميّاً بكراً عنوانه‌: « شيخ‌ المضيرة‌ أبو هريرة‌ » قال‌ فيه‌ تحت‌ عنوان‌: مَا رَواهُ عَلَی:

 أوّل‌ من‌ أسلم‌ وتربّي‌ في‌ حجر النبي‌ّ، وعاش‌ تحت‌ كنفه‌ قبل‌ البعثة‌، واشتدّ ساعده‌ في‌ حضنه‌، وظلّ معه‌ إلی أن‌ انتقل‌ إلی الرفيق‌ الاعلي‌، لم‌يفارقه‌ لا في‌ سفر، ولا في‌ حضر. وهو ابن‌ عمّه‌ وزوج‌ ابنته‌ فاطمة‌ الزهراء. شهد المشاهد كلّها سوي‌ تبوك، فقد استخلفه‌ النبي‌ّ فيها علی المدينة‌، فَقَالَ:

 يَا رَسُولَ اللَهِ! أَتُخَلِّفُنِي‌ فِي‌ النِّساء والصِّبيان‌؟!

 فَقَالَ رَسُولَ اللَهِ: أَمَا تَرْضَي‌ أَن‌ تَكُونَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌.

 رواه‌ الشيخان‌، وابن‌ سعد. [24] ولو كان‌ علی رضي‌ الله‌ عنه‌ قد حفظ‌ كلّ يومٍ عن‌ النبيّ ـوهو الفطن‌ اللبيب‌ الذكيّ الحافظ‌ ربيب‌ النبي‌ّـ ( حديثاً واحداً ) وقد قضي‌ معه‌ رشيداً أكثر من‌ ثلث‌ قرن‌، لبلغ‌ ما كان‌ يجب‌ أن‌ يرويه‌ أكثر من‌ اثني‌ عشر ألف‌ حديث‌. هذا إذا روي‌ حديثاً واحداً في‌ كلّ يوم‌، فما بالك‌ لو كان‌ قد روي‌ كلّ ما سمعه‌ ـوكان‌ له‌ الحقّ في‌ روايته‌، ولايستطيع‌ أحد أن‌ يماري‌ فيه‌ـ ولا تنس‌ أ نّه‌ مع‌ ذلك‌ كلّه‌ كان‌ يقرأ ويكتب‌، وكان‌ يحفظ‌ القرآن‌.

 هذا الإمام‌ الذي‌ لا يكاد يضارعه‌ أحد من‌ الصحابة‌ جميعاً في‌ العلم‌ والفضل‌، قد أسندوا له‌ كما روي‌ السيوطيّ 589 حديثاً. وقال‌ ابن‌ حزم‌: لم‌يصحّ منها إلاّ خمسون‌ حديثاً. ولم‌ يرو البخاريّ، ومسلم‌ منها إلاّ نحواً من‌ عشرين‌ حديثاً. [25]

2 ـ الجَفْر

 وهو من‌ الصحف‌ أو الكتب‌ المسلّمة‌ التي‌ دوّنها أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بخطّه‌ المبارك‌ وإملاء الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. ويحوم‌ هذا الكتاب‌ حول‌ الحوادث‌ الواقعة‌ بعد وفاة‌ النبيّ الاعظم‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌.

 قال‌ سند المحدِّثين‌ المرحوم‌ الشيخ‌ عبّاس‌ القمّي‌ّ في‌ كتابه‌ الثمين‌: « سفينة‌ البحار »: الصحيفة‌ التي‌ كانت‌ بخطّ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وإملاء رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. فيها كلّ شي‌ء منذ قُبض‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌، وكيف‌ يُقْتَل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌، ومَن‌ يقتله‌، ومَن‌ ينصره‌، ومن‌ يُسْتَشْهَدُ معه‌، وكيف‌ تُستَشْهَد فاطمة‌ عليها السلام‌ والحسن‌ عليه‌ السلام‌. وفيه‌ مقتل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌، وما يجري‌ علی أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وما كان‌ ويكون‌ إلی يوم‌ القيامة‌.

 كانت‌ هذه‌ الصحيفة‌ عند أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، رآها ابن‌ عبّاس‌ عنده‌ بذي‌ قار، وقال‌ له‌ عليه‌ السلام‌: اقرأها عَلَی، فقرأها. فلمّا قرأ مقتل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ ومن‌ يقتله‌، أكثر البكاء، ثمّ أدرج‌ الصحيفة‌. ( وجاء هذا الموضوع‌ في‌ الجزء الخامس‌ من‌ « بحار الانوار » ص‌ 16، الكمبانيّ ).

 وقال‌ المحدِّث‌ القمّيّ: أَقُولُ: الظاهر أ نّه‌ إليها أشار ابن‌ عبّاس‌ بقوله‌ حين‌ عُنِّفَ علی تركه‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌: إنَّ أَصْحَابَ الحُسَيْنِ لَم‌ يَنْقُصُوا رَجُلاً وَلَمْ يَزِيدُوا؛ نَعْرِفُهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ مِنْ قَبْلِ شُهُودِهِمْ!

 والظاهر أنّ هذه‌ الصحيفة‌ هي‌ الديوان‌ الذي‌ كان‌ حِمل‌ بعير مع‌ الحسن‌ عليه‌ السلام‌ لا يفارقه‌ حيث‌ توجّه‌. وقد تقدّم‌ ذِكره‌ في‌ حذف‌ الصحيفة‌ التي‌ كانت‌ فيها أسامي‌ الشيعة‌. [26]

الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ الجفر

 وجمع‌ المجلسيّ رضي‌ الله‌ عنه‌ في‌ « بحار الانوار » كافّة‌ الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ باب‌ علم‌ الجفر. وبعضها ظاهر في‌أنّ المراد منه‌ العلم‌ بالاحكام‌ والشرائع‌. وسمّي‌ الجفر لانّه‌ مكتوب‌ علی جلد شاة‌. وبعضها الآخر ظاهر في‌ أنّ المقصـود منه‌ الاطّـلاع‌ علی حوادث‌ الايّام‌ والمغيبات‌ التي‌ تتعيّن‌ بالحساب‌. وقد اخترنا ستّة‌ أحاديث‌ من‌ الطائفة‌ الاُولي‌، وستّةً من‌ الطائفة‌ الثانية‌، نذكرها فيما يأتي‌، ثمّ نناقش‌ ما يستفاد منها. أمّا الطائفة‌ الاُولي‌:

 الاوّل‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ علي‌ّبن‌ الحَكَم‌، عن‌ الحسين‌ بن‌ أبي‌ العلاء قال‌: سمعت‌ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌:

 إنَّ عِنْدِي‌ الجَفْرَ الاَبْيَضَ. قَالَ: قُلْنَا: وَأَيُّ شَي‌ءٍ فِيهِ؟!

 قَالَ: فَقَالَ لِي‌: زَبُورُ دَاوُدَ وَتَوْرَاةُ مُوسَي‌ وَإنجِيلُ عِيسَي‌ وَصُحُفُ إبراهِيمَ وَالحَلاَلُ وَالحَرَامُ. وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا أَزْعَمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً. وفِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إلَيْنَا وَلاَ نَحْتَاجُ إلَی أَحَدٍ حَتَّي‌ أَنَّ فِيهِ الجَلْدَةَ وَنِصْفَ الجَلْدَةِ وَثُلْثَ الجَلْدَةِ وَرُبْعَ الجَلْدَةِ وَأَرْشَ الخَدْشِ؛ وَعِنْدِي‌ الجَفْرُ الاَحْمَرُ.

 قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَيُّ شَي‌ءٍ فِي‌ الجَفْرِ الاَحْمَرِ؟!

 قَالَ: السِّلاَحُ إنَّهَا يُفْتَحُ للدَّمِ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ.

 فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَهِ بْنُ أَبِي‌ يَعْفُورٍ: أَصْلَحَكَ اللَهُ فَيَعْرِفُ هَذَا بَنُو الحَسَنِ؟!

 قَالَ: إي‌ْ وَاللَهِ كَمَا يَعْرِفُ اللَّيْلَ أَ نَّهُ لَيْلٌ وَالنَّهَارَ أَ نَّهُ نَهارٌ؛ وَلَكِنْ يَحْمِلُهُمْ الحَسَدُ وَطَلَبُ الدُّنْيَا؛ وَلَوْ طَلَبُوا الحَقَّ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ. [27]

 الثاني‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ ابن‌ يزيد، ومحمّد بن‌ الحسين‌، عن‌ ابن‌ أبي‌ عُمير، عن‌ ابن‌ أُذينة‌، عن‌ علی بن‌ سعيد قال‌: كنتُ قاعداً عند أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ وعنده‌ أُناس‌ من‌ أصحابنا، فقال‌ له‌ مُعَلَّي‌بن‌ خُنَيْس‌: جُعلتُ فداك‌! ما لقيت‌ من‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌!

 ثمّ قال‌ له‌ الطيّار: جعلتُ فداك‌ بينا أنا أمشي‌ في‌ بعض‌ السكك‌ إذا لقيتُ محمّد بن‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ علی حمار حوله‌ أُناس‌ من‌ الزيديّة‌، فقال‌: لي‌:

 أَيُّهَا الرَّجُلُ إلَی إلَی! فإنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلُه‌ قَالَ: مَنْ صَلَّي‌ صَلاَتَنَا وَاسْتَقَبَل‌ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَاكَ المُسْلِمُ الَّذِي‌ لَهُ ذِمَّةُ اللَهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ. مَن‌ شَاءَ أَقَامَ، وَمَن‌ شَاءَ ظَعَنَ. فَقُلْتُ لَهُ. اتَّقِ اللَهَ وَلاَ تَغُرَّنَكَ هَؤلاَءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ.

 فقال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ للطيّار: فلم‌ تقل‌ له‌ غيره‌؟! قال‌: لا. قال‌:

 فَهَلاَّ قُلْتَ: إنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ ذَلِكَ وَالمُسْلِمُونَ مُقِرُّونَ بِالطَّاعَةِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَوَقَعَ الاخْتِلاَفُ انْقَطَعَ ذَلِكَ.

 فقال‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ بن‌ علي‌ّ، [28] العَجَبُ لِعَبْدِ اللَهِ بْنِ الحَسَنِ أَ نَّهُ يَهْزَأُ وَيَقُولُ: هَذَا فِي‌ جَفْرِكُمُ الَّذِي‌ تَدَّعُونَ؟!

 فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: العَجَبُ لِعَبْدِاللَهِبْنِ الحَسَنِ يَقُولُ: لَيْسَ فِينَا إمَامُ صِدْقٍ. مَا هُوَ بِإمَامٍ وَلاَ كَانَ أَبُوهُ إمَاماً. يَزْعَمُ أَنَّ علی بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمْ يَكُنْ إمَاماً، وَيُرَدِّدُ ذَلِكَ.

 وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي‌ الجَفْرِ، فَإنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَذْبُوحٍ كَالجِرَابُ فِيهِ كُتُبٌ وَعِلْمُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إلَيْهِ إلَی يَوْمِ القِيَامَةِ مِنْ حَلاَلٍ وَ حَرَامٍ. إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطُّ علی عَلَيْه‌ ِالسَّلاَمُ بِيَدِهِ. وَفِيهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ مَا فِيهِ آيَةٌ مِنَ القِرْآنِ. وَإنَّ عِنْدِي‌ خَاتَمَ رَسُولِ اللَهِ وَدِرْعَهُ وَسَيْفَهُ وَلِوَاءَهُ، وَعِنْدِي‌ الجَفْرُ عَلَی رَغْمِ أَنْفِ مَنْ زَعَم‌. [29]

 الثالث‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ ابن‌ هاشم‌، عن‌ يحيي‌ بن‌ أبي‌ عمران‌، عن‌ يونس‌، عن‌ رجلٍ، عن‌ سليمان‌ بن‌ خالد قال‌: قال‌ أبو عبدالله‌ عليه‌ السلام‌: إنَّ فِي‌ الجَفْرِ الَّذي‌ يَذْكُرونَهُ لَمَا يَسُوؤُهُمْ، لاِ نَّهُمْ لاَ يَقُولُونَ الحَقَّ وَالحَقُّ فِيهِ.

 فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَفَرَائِضُهُ إنْ كَانُوا صَادِقِينَ. وَسَلُوهُمْ عَنِ الخَالاَتِ وَالعَمَّاتِ وَلِيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَإنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ أَوْ سِلاَحَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِه‌.

 إنَّ اللَهَ يَقُولُ «ائْتُونِي‌ بِكِتَـ'بٍ مِّن‌ قَبْلِ هَـ'ذَآ أَوْ أَثَـ'رَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن‌ كُنتُمْ صَـ'دِقِينَ». [30]

 الرابع‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ محمّد بن‌ أحمد، عن‌ ابن‌ معروف‌، عن‌ أبي‌ القاسم‌ الكوفيّ، عن‌ بعض‌ أصحابه‌ قال‌: ذَكَرَ وُلْدُ الحَسَنِ الجَفْرَ فَقَالُوا: مَا هَذَا بِشي‌ءٍ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لاِبِي‌ عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: نَعَمْ هُمَا إهَابَانِ: إهَابُ مَاعِزٍ وَإهَابُ ضَأْنٍ مَمْلُوَّانِ كُتُباً، فِيهَا كُلُّ شَي‌ْءٍ حَتَّي‌ أَرْشُ الخَدْشِ. [31]

 الخامس‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ أحمد بن‌ موسي‌، علي‌ّبن‌ إسماعيل‌. عن‌ صفوان‌، عن‌ ابن‌ المغيرة‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ سنان‌، عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: سمعته‌ يقول‌: وَيحكم‌ أتَدْرُونَ مَا الجَفْرُ؟! إنَّمَا هُوَ جِلْدُ شَاةٍ لَيْسَتْ بِالصَّغِيرَةِ وَلاَ بِالكَبِيرَةِ، فِيهَا خَطُّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَإمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ فَلْقِ فِيهِ. مَا مِنْ شَي‌ءٍ يُحْتَاج‌ إلَيْهِ إلاَّ وَهُوَ فِيهِ حَتَّي‌ أَرْشُ الخَدْشِ. [32]

 السادس‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ محمّد بن‌ عيسي‌، عن‌ ابن‌ أبي‌ عُمَير، عن‌ ابن‌ أُذَيْنَة‌، عن‌ علی بن‌ سعيد قال‌: سمعت‌ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌:

 أَمَّا قَوْلُهُ فِي‌ الجَفْرِ، إنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَدْبُوغٍ كَالجِرَابِ، فِيهِ كُتُبٌ وَعِلْمُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ النَّاسُ إلَی يَوْمِ القِيَامَةِ مِنْ حَلاَلٍ أَوْ حَرَامٍ، إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطُّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ. [33]

خصائص‌ كتاب‌ الجفر

 وأمّا الاحاديث‌ الستّة‌ المنتخَبة‌ التي‌ تدلّ علی أنّ علم‌ الجفر علم‌ بالحوادث‌ والوقائع‌ والغيبيّات‌، فهي‌ كالآتي‌:

 الاوّل‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ الحسين‌بن‌ سعيد، عن‌ أحمد بن‌ عمر، عن‌ أبي‌ بصير قال‌: دخلتُ علی أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌، قال‌: فقلتُ له‌: إنّي‌ أسألك‌ ـ جعلتُ فداك‌ـ عن‌ مسألة‌ ليس‌ ها هنا أحد يسمع‌ كلامي‌!

 قال‌: فرفع‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ ستراً بيني‌ وبين‌ بيت‌ آخر فاطّلع‌ فيه‌ ثمّ قال‌: يا أبا محمّد سل‌ عمّا بدا لك‌!

 قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌؛ إنّ الشيعة‌ يتحدّثون‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ علّم‌ عليّاً باباً يفتح‌ منه‌ ألف‌ باب‌.

 قال‌: فقال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: يا أبا محمّد! علّم‌ ـ والله ِـ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ عليّاً ألف‌ بابٍ يفتح‌ له‌ من‌ كلّ باب‌ ألف‌ باب‌. قال‌: قلتُ له‌: هَذَا وَاللَهِ العِلْمُ. فنكت‌ ساعةً في‌ الارض‌ ثمّ قال‌: إنَّهُ لَعِلمٌ وَمَا هُوَ بِذَاكَ.

 قال‌: ثمّ قال‌: يا أبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة‌. وما يدريهم‌ ما الجامعة‌؟! قال‌: قلتُ: جُعلت‌ فداك‌! وما الجامعة‌؟ قال‌: صحيفة‌ طولها سبعون‌ ذراعاً بذراع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وأملاه‌ من‌ فلق‌ فيه‌، وخطّ علی عليه‌ السلام‌ بيمينه‌، فيها كلّ حلال‌ وحرام‌ وكلّ شي‌ء يحتاج‌ الناس‌ إليه‌ حتّي‌ الارش‌ في‌ الخدش‌. وضرب‌ بيده‌ إلی، فقال‌: تأذن‌ لي‌ ياأبامحمّد؟ قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌! أنا لك‌، اصنع‌ ما شئتَ. فغمزني‌ بيده‌ فقال‌: حتّي‌ أرش‌ هذا، كأ نّه‌ مغضب‌. قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌! هذا والله‌ العلم‌. قال‌: إنَّهُ لَعِلْمٌ وَلَيْسَ بِذَاكَ.

 ثمّ سكت‌ ساعةً، ثمّ قال‌: إنَّ عِنْدَنَا الجَفْرَ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الجَفْرُ؟! مَسْكُ شَاةٍ أَوْ جِلْدُ بَعِيرٍ. قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌! ما الجفر؟! قال‌:

 وِعَاءٌ أَحْمَرُ وَأَدِيمٌ أَحْمَرُ فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَالوَصِيِّينَ.

 قلتُ: هَذَا وَاللَهِ هُوَ العِلْمُ.

 قال‌: إنَّهُ لَعِلْمٌ وَمَا هُوَ بِذَاكَ.

 ثمّ سكت‌ ساعةً، ثمّ قال‌: وَإنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ، وَمَا يُدرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةُ؟ قَالَ: فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. وَاللَهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ. إنَّمَا هُوَ شَي‌ءٌ أَمْلاَهُ اللَهُ عَلَيْهَا وَ أَوْحَي‌ إلَيْهَا.

 قال‌: قلتُ: هَذَا وَاللَهِ هُوَ العِلْمُ.

 قال‌: إنَّهُ لَعِلْمٌ وَلَيْسَ بِذَاكَ.

 قال‌: ثُمّ سكت‌ ساعةً ثمّ قال‌: إنَّ عِنْدَنَا لَعِلْم‌ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌ هذا هو والله‌ العلم‌.

 قال‌: إنَّهُ لَعِلْمٌ وَمَا هُوَ بِذَاكَ.

 قال‌: قلتُ: جعلتُ فداك‌! فَأيّ شَي‌ء هُو العلم‌؟

 قَالَ: مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، الاَمْرُ بَعْدَ الاَمْرِ، وَالشَّي‌ءُ بَعْدَ الشَّي‌ءِ إلَی يَوْمِ القِيَامَة‌. [34]

بيان‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ حول‌ الجفر

 ويوضّح‌ المجلسي‌ّ هنا ببيانه‌ بعض‌ المواضع‌ الغامضة‌ في‌ هذا الحديث‌، ويقول‌:

 بيانٌ: لعلّ رفع‌ الستر للمصلحة‌، أو لكون‌ تلك‌ الحالة‌ من‌ الاحوال‌ التي‌ لايحضرهم‌ فيها علم‌ بعض‌ الاشياء. [35] والنَّكْتُ: أن‌ تضرب‌ في‌ الارض‌ بقضيب‌ فتؤثّر فيها. قوله‌ عليه‌ السلام‌: تأذن‌، يدلّ علی أنّ إبْرَاء مَا لَمْيَجِبْ نافع‌. قوله‌: كَأَ نَّهُ مُغْضِبٌ، أي‌: غمز غمزاً شديداً كأ نّه‌ مغضب‌، قوله‌: وما يدريهم‌ ما الجفر؟! أي‌: لا يدرون‌ أنّ الجفر صغير بقدر مسك‌ شاة‌ أو كبير علی خلاف‌ العادة‌ بقدر مسك‌ بعير. وكأ نّه‌ إشارة‌ إلی أ نّه‌ كبير. قوله‌: إنَّ هَذَا هُوَ العِلْمُ، أي‌: العلم‌ الكامل‌ وكلّ العالم‌. قوله‌: والله‌ ما فيه‌ من‌ قرآنكم‌ حرف‌ واحد فيه‌، أي‌: فيه‌ علم‌ ما كان‌ وما يكون‌. فإن‌ قلتَ: في‌ القرآن‌ أيضاً بعض‌ الاخبار، قلتُ: لعلّه‌ لم‌ يذكر فيه‌ ممّا في‌ القرآن‌.

 فإن‌ قلتَ: يظهر من‌ بعض‌ الاخبار اشتمال‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ أيضاً علی الاحكام‌! قلتُ: لعلّ فيه‌ ما ليس‌ في‌ القرآن‌. فإن‌ قلتَ: قد ورد في‌ كثير من‌ الاخبار اشتمال‌ القرآن‌ علی جميع‌ الاحكام‌ والاخبار ممّا يكون‌ أو يكون‌. قلتُ: لعلّ المراد به‌ ما نفهم‌ من‌ القرآن‌ لا ما يفهمون‌ منه‌. ولذا قال‌ عليه‌ السلام‌: قُرْآنِكُمْ، علی أ نّه‌ يحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد لفظ‌ القرآن‌.

 ثمّ الظاهر من‌ أكثر الاخبار اشتمال‌ مصحفها عليها السلام‌ علی الاخبار فقط‌. فيحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد عدم‌ اشتماله‌ علی أحكام‌ القرآن‌. قوله‌ عليه‌ السلام‌: علم‌ ما كان‌ وما هو كائن‌، أي‌: من‌ غير جهة‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ أيضاً. [36]

 وشاهِدُنا في‌ هذا الحديث‌ هو أنّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ جعل‌ الجامعة‌ في‌ مقابل‌ الجَفْر. وجعلها مشتملة‌ علی كلّ حلال‌ وحرام‌ حتّي‌ أرش‌ الخدش‌ إلی يوم‌ القيامة‌. وحدّد الجفر في‌ علم‌ النبيّين‌ والوصيّين‌. وعلومهم‌ حيال‌ الاحكام‌ هي‌ العلوم‌ الغيبيّة‌ والإلهامات‌ القلبيّة‌.

الاحاديث‌ الاُخري‌ الواردة‌ حول‌ الجفر

 الثاني‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ ابن‌ يزيد، عن‌ الحسن‌ بن‌ علي‌ّ، عن‌ عبدالله‌بن‌ سنان‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌، قال‌: ذُكِرَ لَهُ وَقِيعَةُ وُلْدِ الحَسَنِ وَذَكَرْنَا الجَفْر.

 فَقَالَ: وَاللَهِ إنَّ عِنْدَنَا لَجِلْدَي‌ مَاعِزٍ وَضَأْنٍ: إمْلاَءَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطَّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ. وَإنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً أَمْلاَهَا رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَخَطَّهَا عَلَی عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِهِ، وَإنَّ فِيهَا لَجَمِيعَ مَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ حَتَّي‌ أَرْشَ الخَدْشِ.

 ثمّ قال‌ المجلسي‌ّ: بيانٌ: الوقيعة‌ الذمّ والغيبة‌. أي‌: ذكر أنّ ولد الحسن‌ يذمّون‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ في‌ ادّعائهم‌ الجفر ويكذّبونهم‌. ويحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد بالوقيعة‌ الصدمة‌ في‌ الحرب‌. [37]

 الثالث‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ السنديّ بن‌ محمّد، عن‌ أبان‌بن‌ عثمان‌، عن‌ علی بن‌ الحسين‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌، قال‌:

 إنَّ عَبْدَ اللَهِ بْنَ الحَسَنِ يَزْعَمُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلاَّ مَا عِنْدَ النَّاسِ.

 فَقَالَ: صَدَقَ وَاللَهِ عَبْدُ اللَهِ بْنُ الحَسَنِ مَا عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلاَّ مَا عِنْدَ النَّاسِ؛ وَلَكِنَّ عِنْدَنَا وَاللَهِ الجَامِعَةَ فِيهَا الحَلاَلُ وَالحَرَامُ. وَعِنْدَنَا الجَفْرُ؛ أَيَدْرِي‌ عَبْدُ اللَهِ بْنُ الحَسَنِ مَا الجَفْرُ؟ مَسْكُ بَعِيرٍ أَمْ مَسْكُ شَاةٍ؟

 وَعِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ، أَمَا وَاللَهِ مَا فِيهِ حَرْفٌ مِنَ القُرْآنِ وَلَكِنَّةُ إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ وَخَطُّ علی عَلَيْهُمَا السَّلاَمُ. كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ اللَهِ إذَا جَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ يَسْأَلُونَهُ؟ [38]

 الرابع‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ الحسن‌بن‌ علي‌ّ، عن‌ عبد الله‌ بن‌ سنان‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌، قال‌: ذَكَرُوا وُلْدَ الحَسَنِ، فَذَكَرُوا الجَفْرَ، فَقَالَ: وَاللَهِ إنَّ عِنْدِي‌ لَجِلْدَي‌ مَاعِزٍ وَضَأْنٍ إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطُّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِهِ.

 وَإنَّ عِنْدِي‌ لَجِلْداً سَبْعِينَ ذِرَاعاً إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطَّهُ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِهِ. وَإنَّ فِيهِ لَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ النَّاسُ حَتَّي‌ أَرْشَ الخَدْشِ. [39]

 الخامس‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ علی بن‌ الحسين‌، عن‌ الحسن‌بن‌ الحسين‌ السحاليّ، عن‌ مخوّل‌ بن‌ إبراهيم‌، عن‌ أبي‌ مريم‌ قال‌: قال‌ لي‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌: عِنْدَنَا الجَامِعَةُ وَهِيَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا كُلُّ شَي‌ْءٍ حَتَّي‌ أَرْشُ الخَدْشِ، إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَطُّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ. وَعِنْدَنَا الجَفْرُ وَهُوَ أَدِيمٌ عُكَاظِي‌ٌّ قَدْ كُتِبَ فِيهِ حَتَّي‌ مُلِئَتْ أَكَارِعُهُ، فِيهِ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إلَی يَوْمِ القِيَامَةِ.

 قال‌ المجلسيّ: بيانٌ: قال‌ في‌ « القاموس‌ »: العكاظ‌ كغراب‌: سوق‌ بصحراء بين‌ نخلة‌ والطائف‌، ومنه‌ أديم‌ عكاظيّ. وقال‌: الكراع‌ كغراب‌ من‌ البقر والغنم‌ هو مستدقّ الساق‌، والجمع‌: أكرع‌ وأكارع‌. [40]

 السادس‌: عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ محمّد بن‌ الحسين‌، عن‌ أحمدبن‌ محمّد، عن‌ علی بن‌ الحكم‌، عن‌ أبان‌ بن‌ عثمان‌، عن‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ حمزة‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌، قال‌: قيل‌ له‌: إنّ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ يزعم‌ أ نّه‌ ليس‌ عنده‌ من‌ العلم‌ إلاّ ما عند الناس‌، فقال‌: صدق‌ والله‌ ما عنده‌ من‌ العلم‌ إلاّ ما عند الناس‌، ولكن‌ عندنا والله‌ الجامعة‌ فيها الحلال‌ والحرام‌. وعندنا الجفر، أفيدري‌ عبد الله‌؟ أمسك‌ بعير أو مسك‌ شاة‌؟

 وعندنا مصحف‌ فاطمة‌. أما والله‌ ما فيه‌ حرف‌ من‌ القرآن‌، ولكنّه‌ إملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌. كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ اللَهِ إذَا جَاءَهُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَنٍّ يَسْأَلُونَهُ؟! أَمَا تَرْضَونَ أَنْ تَكُونُوا يَوْمَ القِيَامَةِ آخِذِينَ بِحُجْزَتِنَا، وَنَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا، وَنَبِيُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّهِ؟! [41]

أُصُول‌ الجفر وقواعده‌ صحيحه‌

 أجل‌، نجد في‌ هذه‌ الاحاديث‌ أنّ علم‌ الجفر في‌ مقابل‌ الجامعة‌. ويستفاد من‌ قرينة‌ تقابلهما ـفيما إذا كانت‌ الجامعة‌ زاخرة‌ بالاحكام‌ والحلال‌ والحرام‌ حتّي‌ أرش‌ الخدش‌ حقّاًـ أنّ علم‌ الجفر بيان‌ حوادث‌ الكائنات‌، ما كان‌ وما هو كائن‌ إلی يوم‌ القيامة‌، والوقائع‌، وإمارة‌ الجبابرة‌ الجائرين‌، وقضايا غصب‌ الخلافة‌ من‌ قبل‌ الثلاثة‌ الاُوَل‌، وبني‌ أُميّة‌، وبني‌ العبّاس‌، ونظائر ذلك‌.

 ولمّا كتبت‌ أُصول‌ هذا العلم‌ وأُسسه‌ بعامّة‌ علی جلدٍ، وكان‌ الجفر بمعني‌ جلد الشاة‌، فلهذا سمّي‌ هذا العلم‌ المكتوب‌ في‌ باطنه‌: الجَفْر.

 كانت‌ أُصول‌ الجفر وقواعده‌ صحيحة‌ متقنة‌ يمكن‌ من‌ خلالها كشف‌ الاُمور الغيبيّة‌ وحلّ المسائل‌ المستعصية‌، والإخبار عن‌ الاوضاع‌ والحوادث‌، ولكن‌ لمّا كان‌ الاطّلاع‌ علی الاسرار والمغيبات‌ يحتاج‌ إلی نفوس‌ طاهرة‌، لهذا فإنّه‌ يختصّ بالائمّة‌ عليهم‌ السلام‌. وكانوا يعلّمونه‌ بعض‌ خواصّهم‌ الذين‌ بلغوا مقام‌ الطهارة‌ الباطنيّة‌، ويستخدمونه‌ فقط‌ في‌ الاطّلاع‌ علی الاُمور الحسنة‌. وكان‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ يجتنبون‌ تعليمه‌ مَن‌ ليسوا أهلاً له‌. أي‌: مَن‌ لم‌ يتطهّروا نفسيّاً. وكانوا يحذّرون‌ من‌ استخدامه‌ بشدّة‌. وكان‌ علم‌ الجفر الحقيقيّ عند مولانا أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وعند الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ من‌ بعده‌. ويوجد علم‌ الجفر هذا اليوم‌ أيضاً، بَيدَ أ نّه‌ لمّا كان‌ ناقصاً، فلا يتيسّر الكشف‌ الحتميّ له‌. ولعلّ صحيحه‌ عند بعض‌ النفوس‌ المطهّرة‌ البعيدة‌ عن‌ إطلاع‌ العامّة‌. وإنّي‌ شرعتُ في‌ تعلّم‌ الرَّمْل‌ عند أحد العلماء المتبحّرين‌ في‌ العلوم‌ الغريبة‌ كتحضير الارواح‌، وعلم‌ الرمل‌، والجفر مقيماً علی ذلك‌ زهاء شهر واحد بطهران‌ [42] قبل‌ ذهابي‌ إلی النجف‌ الاشرف‌. وكان‌ ذلك‌ العالم‌ يحبّني‌ كثيراً كما كان‌ يرغب‌ في‌ تعليمي‌ الجَفْر بعد الرَّمْل‌ مصرّاً علی ذلك‌، إذ كان‌ يقول‌: لا ولد لي‌ وأخشي‌ أن‌ أموت‌ فتضيع‌ علومي‌ هذه‌ كلّها.

 ورأيتُ أنّ تعلّم‌ الرمل‌ يستغرق‌ سنتين‌ كاملتين‌، فكيف‌ أتعلّم‌ الجفر وهو أهمّ وأصعب‌؟ علماً أ نّي‌ لا أستهدف‌ دراسة‌ هذه‌ العلوم‌، لا نّها تبعدني‌ عن‌ غايتي‌ الاساسيّة‌ وهي‌ العرفان‌ الإلهيّ. ونحن‌ لو عمّرنا مائة‌ عام‌، وسخّرنا هذا العمر كلّه‌ في‌ طريق‌ العرفان‌ ومعرفة‌ المعبود، لكنّا مقصّرين‌ أيضاً، فكيف‌ نبدّد أعمارنا في‌ تحصيل‌ المغيبات‌؟ من‌ هنا تركتُ ذلك‌ الدرس‌. والسبب‌ الآخر لتركي‌ إيّاه‌ هو أ نّي‌ شعرتُ بظلامٍ في‌ باطني‌ وانقباض‌ في‌ صدري‌ عند دراسة‌ هذا العلم‌.

 كما أ نّي‌ لم‌ أُيمّم‌ الكيمياء. وأراد أحد الاعاظم‌ يوماً أن‌ يعلّمني‌ الكيمياء فرفضتُ لا نّي‌ شعرتُ أ نّي‌ لا أجني‌ منها غير ضياع‌ العمر والانهماك‌ في‌ الاُمور المادّيّة‌ والدنيويّة‌.

 وممّا أوصي‌ به‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ ولدَيْه‌: محمّد وعلي‌ّ في‌ «كشف‌ المحجّة‌ » أن‌ لا ينشغلا بالكيمياء، بل‌ ينشغلا بعلم‌ معرفة‌ الله‌ فإنّه‌ الكيمياء الحقّة‌. وذكر لهما أنّ جدّهما أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ عارفاً بهذا العلم‌، لكنّه‌ لم‌ يستعمله‌ مدّة‌ حياته‌ قطّ. وكان‌ يبحث‌ عن‌ الكيمياء الحقيقيّة‌ فبلغ‌ عرفان‌ الله‌، وما عليهما إلاّ الاقتداء به‌.

 

ارجاعات


[1] ـ الآيات‌ 1 إلی 4، من‌ السورة‌ 68: القلم‌.

[2] ـ الآيتان‌ 3 و 4، من‌ السورة‌ 55: الرحمن‌.

[3] ـ الآيتان‌ 4 و 5، من‌ السورة‌ 96: العلق‌.

[4] ـ «الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌» ج‌ 20، ص‌ 25 إلی 35، تفسير سورة‌ القلم‌.

[5] ـ سورة‌ التين‌، وهي‌ السورة‌ الخامسة‌ والتسعون‌ من‌ السور القرآنيّة‌: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَـ'ذَا البَلَدِ الاْمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الاْءنسَـ'نَ فِي‌´ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَـ'هُ أَسْفَلَ سَـ'فِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَهُ بِأَحْكَمِ الْحَـ'كِمِينَ.

[6] ـ «جامع‌ أحاديث‌ الشيعة‌» ج‌ 1، ص‌ 72.

[7] ـ الذراع‌ من‌ طرف‌ المِرفق‌ إلی طرف‌ الاءصبع‌ الوسطي‌.

[8] ـ «بحار الانوار» من‌ طبعة‌ الكمبانيّ القديمة‌: ج‌ 7، ص‌ 279، ومن‌ الطبعة‌ الحديثة‌: ج‌ 26، ص‌ 18 إلی 20، المطبعة‌ الحيدريّة‌، كتاب‌ الإمامة‌، باب‌ «جهات‌ علومهم‌ عليهم‌ السلام‌، وما عندهم‌ من‌ الكتب‌، وأ نّه‌ ينقر في‌ آذانهم‌ وينكت‌ في‌ قلوبهم‌»؛ و«الاءرشاد» للمفيد، ص‌ 257؛ و«الاحتجاج‌» للطبرسيّ، ص‌ 203.

[9] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 279، طبعة‌ الكمبانيّ، ومن‌ الطبعة‌ الحديثة‌: ج‌ 26، ص‌ 20؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 38.

[10] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 279، طبعة‌ الكمبانيّ.

[11] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 279، طبعة‌ الكمبانيّ؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 38.

[12] ـ «بحار الانوار» في‌ الطبعة‌ القديمة‌ (الكمباني‌ّ): ج‌ 7، ص‌ 280؛ وفي‌ الطبعة‌ الحيدريّة‌: ج‌ 26، ص‌ 21 إلی 23؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 39. وقال‌ آية‌ الله‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العامليّ في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ المجلّد الاوّل‌ من‌ كتاب‌ «أعيان‌ الشيعة‌» ص‌ 332، الطبعة‌ الثانية‌:... عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ أ نّه‌ سئل‌ عن‌ «الجامعة‌» فقال‌: تلك‌ صحيفة‌ سبعون‌ ذراعاً في‌ عرض‌ الاديم‌ مثل‌ فخذ الفالج‌، فيها كلّ ما يحتاج‌ الناس‌ إليه‌ وليس‌ من‌ قضيّة‌ إلاّ وهي‌ فيها حتّي‌ أرش‌ الخدش‌. قال‌ المؤلّف‌: الاديم‌: الجلد؛ والفالج‌: الجمل‌ الضخم‌ ذوالسنامين‌ يُحمَل‌ من‌ السند للفحل‌. ومعني‌ «في‌ عرض‌ الاديم‌» أنّها جلود دبغت‌ وأبقيت‌ بسعتها وضُمّ بعضها إلی بعض‌ حتّي‌ صارت‌ إذا لُفّت‌ مثل‌ فخذ الفالج‌، وكتب‌ فيها.

 إلی أن‌ قال‌ في‌ ص‌ 338: فظهر من‌ ملاحظة‌ مجموع‌ هذه‌ الاخبار وضمّ بعضها إلی بعض‌ أنّ «الجامعة‌» و«كتاب‌ علي‌ّ» علی الاءطلاق‌، والذي‌ طوله‌ سبعون‌ ذراعاً، والذي‌ مثل‌ فخذ الرجل‌، ومثل‌ فخد الفالج‌ والكتاب‌ الذي‌ بإملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌، والصحيفة‌ التي‌ طولها سبعون‌ ذراعاً، والجلد الذي‌ هو سبعون‌ ذراعاً، والصحيفة‌ العتيقة‌ كلّها يراد بها كتاب‌ واحد.

[13] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 280، طبعة‌ الكمبانيّ.

[14] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 280، من‌ الطبعة‌ القديمة‌ (الكمباني‌ّ)، و: ج‌ 26، ص‌، 23، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 39.

[15] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 280، ومن‌ الطبعة‌ الحيدريّة‌: ج‌ 26، ص‌ 23 و 24. وهذا التردّد من‌ الراوي‌.

[16] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 280، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 23 و 24، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 39.

[17] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 280، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 24 و 25، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 40.

[18] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 283، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 33، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 40.

[19] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 283، طبعة‌ الكمبانيّ، و ج‌ 26، ص‌ 34، الطبعة‌ الحديثة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 40.

[20] ـ قال‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العامليّ في‌ «أعيان‌ الشيعة‌» الجزء الاوّل‌ من‌ المجلّد الاوّل‌، الطبعة‌ الثانية‌، ص‌ 330 و 331: من‌ مؤلّفات‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ «الجامعة‌» وهي‌ كتاب‌ طوله‌ سبعون‌ ذراعاً من‌ إملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌ مكتوب‌ علی الجلد المسمّي‌ بالرَّق‌ (جلد رقيق‌ يكتب‌ فيه‌). وكان‌ غالب‌ الكتابة‌ عليه‌ في‌ ذلك‌ العصر لقلّة‌ الورق‌ في‌ عرض‌ الجلد. جمعت‌ الجلود بعضها إلی بعض‌ حتّي‌ بلغ‌ طولها سبعين‌ ذراعاً بذرع‌ اليد الذي‌ هو من‌ المرفق‌ إلی رؤوس‌ الاصابع‌. وفي‌ بعض‌ الاخبار أ نّها مثل‌ فخذ البعير العظيم‌. وفي‌ بعضها مثل‌ فخذ الرجل‌. وعدّها من‌ مؤلّفات‌ علی عليه‌ السلام‌ باعتبار أ نّه‌ كتبها ورتّبها من‌ قول‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وإملائه‌. وهي‌ أوّل‌ كتاب‌ جُمع‌ فيه‌ العلم‌ علی عهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. وتكرّر ذكرها في‌ أخبار الائمّة‌ عموماً وأخبار المواريث‌ خصوصاً. وكانت‌ عند الإمام‌ أبي‌ جعفر محمّد الباقر، وابنه‌ الإمام‌ أبي‌ عبد الله‌ جعفر الصادق‌ عليهما السلام‌. رآها عندهما ثقات‌ أصحابهما وتوارثها الائمّة‌ من‌ بعدهم‌. وفيما كتبه‌ الرضا عليه‌ السلام‌ علی ظهر العهد الذي‌ عهد به‌ إليه‌ المأمون‌ بولاية‌ عهد المسلمين‌: والجامعة‌ والجفر يدلاّن‌ علی ضدّ ذلك‌. ويأتي‌ لها ذكر عند ذكر الجفر. والظاهر أ نّها هي‌ المعبَّر عنها في‌ جملة‌ من‌ الاخبار الآتية‌ بكتاب‌ علی عليه‌ السلام‌، وبالكتاب‌ الذي‌ بإملاء النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌ وبكتاب‌ علی عليه‌ السلام‌ الذي‌ هو سبعون‌ ذراعاً وبالجلد الذي‌ هو سبعون‌ ذراعاً وبالصحيفة‌ التي‌ طولها سبعون‌ ذراعاً وبالصحيفة‌ التي‌ فيها ما يحتاج‌ إليه‌ حتّي‌ أرش‌ الخدش‌ وبالصحيفة‌ العتيقة‌ من‌ صحف‌ علی عليه‌ السلام‌ وشبه‌ ذلك‌. فممّن‌ رأي‌ الجامعة‌ عند الباقر عليه‌ السلام‌ سويدبن‌ أيّوب‌ وأبو بصير. وممّن‌ رآها عند الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أبو بصير.

[21] ـ ذكر المستشار عبدالحليم‌ الجنديّ هذا الحديث‌ في‌ كتاب‌ «الإمام‌ جعفر الصادق‌» ص‌ 201.

[22] ـ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌» ص‌ 279 و 284، الفصل‌ الثامن‌: علم‌ الحديث‌، تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ تأسيس‌ علوم‌ الحديث‌.

[23] ـ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌» ص‌ 279.

[24] ـ «الطبقات‌ الكبري‌» ج‌ 2، ص‌ 15.

[25] ـ «شيخ‌ المضيرة‌» الطبعة‌ الثانية‌. وقال‌ في‌ الهامش‌: هذا ما في‌ البخاريّ، ومسلم‌. ولانعلم‌ شيئاً عن‌ مقدار أحاديثه‌ التي‌ روتها الشيعة‌ عنه‌. وَلِكُلِّ قَومٍ سُنَّةٌ وَإمَامُهَا.

[26] ـ «سفينة‌ البحار» ج‌ 2، ص‌ 15، مادّة‌ صحف‌.

[27] ـ «بحار الانوار» كتاب‌ الإمامة‌، أبواب‌ علومهم‌ عليهم‌ السلام‌، باب‌ جهات‌ علومهم‌ عليهم‌ السلام‌ وما عندهم‌ من‌ الكتب‌ وأ نّه‌ ينقر في‌ آذانهم‌ وينكت‌ في‌ قلوبهم‌، ج‌ 7، ص‌ 283 من‌ الطبعة‌ القديمة‌ (الكمباني‌ّ)، و: ج‌ 26، ص‌ 37، الرواية‌ 68، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 41.

[28] ـ محمّد بن‌ عبد الله‌ بن‌ علی بن‌ عبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ من‌ بني‌ العبّاس‌ ورأس‌ السلالة‌ العبّاسيّة‌. قال‌ ذلك‌ في‌ وقت‌ لم‌ يبايعه‌ أبو مسلم‌ الخراساني‌ّ بالخلافة‌ بعد.

[29] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285 الطبعة‌ القديمة‌ (الكمباني‌ّ)، و: ج‌ 26، ص‌ 42، الحديث‌ 74، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌»، ص‌ 42 و 43.

[30] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 43، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 43. والسطر الاخير هو الآية‌ الرابعة‌ من‌ سورة‌ الاحقاف‌.

[31] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، و: ج‌ 26، ص‌ 45 و 46، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 42.

[32] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 46، الحديث‌ 83، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 42.

[33] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 287، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 49، الحديث‌ 93، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 44.

[34] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 284، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26: ص‌ 38 و 39، الحديث‌ 70، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 41 و 42. ونقل‌ السيّد علی خان‌ المدني‌ّ الشيرازيّ هذا الحديث‌ المرويّ عن‌ أبي‌ بصير ـالذي‌ أوردناه‌ هنا مفصّلاً عن‌ «بحار الانوار»، عن‌ «بصائر الدرجات‌»ـ عن‌ ثقة‌ الإسلام‌ الكلينيّ («الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 238، الحديث‌ 1 ) وذلك‌ في‌ كتابه‌ «رياض‌ السالكين‌» ص‌ 14، «الطبعة‌ الرحليّة‌، سنة‌ 1317، و: ج‌ 1، ص‌ 110 و 111، طبعة‌ جماعة‌ المدرّسين‌ بعد تحقيق‌ رائع‌ في‌ كيفيّة‌ تعلّم‌ علوم‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ حيث‌ تتمثّل‌ في‌ اتّباع‌ تعاليم‌ الرسول‌ الاعظم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ المجاهدات‌ والرياضات‌، مع‌ ما يتمتّعون‌ به‌ من‌ صفاء الباطن‌ والغريزة‌ الطاهرة‌، فتفاض‌ عليهم‌ من‌ الله‌ مباشرة‌ بلاتدخّل‌ من‌ رسول‌ الله‌. وقال‌ في‌الهامش‌ تحت‌ عنوان‌: تنبيه‌: لا ينافي‌ هذا التحقيق‌ ما ورد عنهم‌ عليهم‌ السلام‌ أنّ عندهم‌ الجفر، والجامعة‌، ومصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌. وإنّ في‌ كلّ منها من‌ العلوم‌ ما لا يعلمه‌ إلاّ هم‌، وفيها علم‌ ما يحتاج‌ إليه‌، وعلم‌ ما كان‌ وما يكون‌، لانّ علومهم‌ عليهم‌ السلام‌ لم‌ تكن‌ مقصورة‌ عليها ولا منحصرة‌ فيها، بل‌ علومهم‌ اللدنيّة‌ الكشفيّة‌ غير ما تضمّنته‌ هذه‌ الكتب‌ من‌ العلوم‌.

[35] ـ لا ريب‌ أنّ ذلك‌ كان‌ من‌ أجل‌ أن‌ يُري‌ أبا بصير خلّو الغرفة‌ من‌ شخص‌ يسمع‌ كلامه‌. فقال‌ له‌: سل‌ عمّا بدا لك‌.

[36] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 284، طبعة‌ الكمبانيّ.

[37] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، الطبعة‌ القديمة‌ (الكمباني‌ّ)، و: ج‌ 26، ص‌ 45، الحديث‌ 81، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 42.

[38] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 46، الحديث‌ 84، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 43.

[39] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمباني‌ّ، و: ج‌ 26، ص‌ 47، الحديث‌ 88، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 43.

[40] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 48، الحديث‌ 90، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 44.

[41] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 48 و 49، الحديث‌ 92، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 44.

[42] ـ هو المرحوم‌ المغفور له‌ آغا ميرزا أبو تراب‌ عرفان‌ رحمه‌ الله‌.

      
  
الفهرس
  الدرس‌ السادس‌ والتسعون‌ بعد المائة‌ إلی المائتين‌
  أهمّيّة‌ التدريس‌ والكتابة‌
  تفسير آية‌ الدَّين‌ والتجارة‌ من‌ سورة‌ البقرة‌
  الاستشهاد بالآيات‌ القرآنيّة‌ علی وجوب‌ الكتابة‌
  الكتابة‌ في‌ عهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  أحاديث‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ الامر بالكتابة‌
  كتابة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو للصحيفة‌ الصادقة‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌
  تعمّد الخطيب‌ عدم‌ نقل‌ أخبار حؤول‌ عمر دون‌ كتابة‌ رسول‌ الله‌
  حظر عمر الكتابة‌ ينطلق‌ من‌ أغراض‌ سياسيّة‌
  حظر عمر تدوين‌ الحديث‌ النبوي‌ّ
  ردّ العلاّمة‌ الاميني‌ّ علی عمر في‌ حظر تدوين‌ الحديث‌
  الصحابة‌ كانوا ينقلون‌ سنّة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  رأي‌ جولدتسيهر في‌ تدوين‌ الحديث‌
  آفات‌ الاعتقاد بقول‌ عمر: حسبنا كتاب‌ الله‌
  الحاجة‌ إلی الإمام‌ قائمة‌ مع‌ وجود السُّنّة‌
  كلام‌ أحمد أمين‌ في‌ الحاجة‌ إلی السُّنّة‌
  حوار آية‌ الله‌ كاشف‌ الغطاء مع‌ أحمد أمين‌
  اعتراف‌ أحمد أمين‌ بحؤول‌ عمر دون‌ كتابة‌ رسول‌ الله‌ في‌ مرضه‌
  اعتراف‌ أحمد أمين‌ بمطاعن‌ عثمان‌
  كلام‌ المرحوم‌ المظفّر في‌ ترك‌ النصّ علی الخليفة‌
  كلام‌ المستشار عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ تقدّم‌ علی عليه‌ السلام‌
  كلام‌ المستشار عبد الحليم‌ بشأن‌ مصحف‌ الإمام‌ علی عليه‌ السلام‌
  رفض‌ الناس‌ مصحف‌ أمير المومنين‌ علی عليه‌ السلام‌
  كلام‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌ الكريم‌
  الاستدلال‌ بتحدّي‌ القرآن‌ علی عدم‌ تحريفه‌
  الاستدلال‌ بحديث‌ الثقلين‌ وأمثاله‌ علی عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  أدلّة‌ الحشويّة‌ ومحدِّثي‌ الشيعة‌ والعامّة‌ في‌ تحريف‌ القرآن‌
  الاستدلال‌ بالإجماع‌ علی عدم‌ التحريف‌ يستلزم‌ الدور.
  الاستدلال‌ بأخبار التحريف‌ وجوابها
  أخبار التحريف‌ المدسوسة‌
  كلام‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ جمع‌ القرآن‌
  كلام‌ الطبرسي‌ّ والسيِّد المرتضي‌ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ آية‌ الله‌ الميرزا حسن‌ الآشتياني‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ الإمام‌ الهندي‌ّ في‌ تبرئة‌ الشيعة‌ من‌ القول‌ بالتحريف‌(التعلیقة).
  نقل سورة محرّفة من« دبستان المذاهب»..
  ما نصّ عليه‌ كتاب‌ «دبستان‌ المذاهب‌» حول‌ عقائد الشيعة‌
  نقل‌ كلام‌ محمّد أمين‌ الاسترابادي‌ّ في‌ المذهب‌ الاخباري‌ّ
  انتقاد المذهب‌ الاخباري‌ّ
  انتقاد كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌» في‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ صاحب‌ «الذريعة‌» حول‌ كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌»..
  انتقاد المحدِّث‌ النوري‌ّ لتأليفه‌ كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌»..
  كلام‌ آية‌ الله‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العاملي‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌ (التعلیقة)
  كلام‌ السيّد محمّد التيجاني‌ّ في‌ تبرئة‌ الشيعة‌ من‌ القول‌ بالتحريف‌
  بين‌ السنّة‌ مَن‌ یروی روایات التحريف‌
  بحث‌ علمي‌ّ مفصّل‌ للعلاّمة‌ البلاغي‌ّ حول‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  الدرس‌ الاوّل‌ بعد المائتين‌ إلی العاشر بعد المائتين‌ :تقدّم‌ الشيعة‌ ...
  تفسير آية‌: ن‌ والقلم‌ وما يسطرون‌
  مصحف‌ علی عليه‌ السلام‌
  الروايات‌ الواردة‌ في‌ صفة‌ كتاب‌ «الجامعة‌»..
  تفسير العلاّمة‌ المجلسي‌ّ لعلم‌ الائمّة‌ الاعظم‌
  روايات‌ «بصائر الدرجات‌» في‌ صفة‌ «الجامعة‌»..
  كلام‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر حول‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ التدوين‌
  الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ الجفر.
  خصائص‌ كتاب‌ الجفر.
  بيان‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ حول‌ الجفر
  الاحاديث‌ الاُخري‌ الواردة‌ حول‌ الجفر
  >>أُصُول‌ الجفر وقواعده‌ صحيحه‌
  الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ استكشفوا المغيبات‌ من‌ الجفر
  كلام‌ العلماء حول‌ الجفر
  كلام‌ ابن‌ خلدون‌ حول‌ الجفر
  ترجمة‌ الفواطم‌ في‌ زمن‌ الهجرة‌
  تهم‌ الرافعي‌ّ ضدّ الشيعة‌ في‌ تفسير القرآن‌ علی أساس‌ علم‌ الجفر
  رؤيا النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ حكومة‌ الامويّين‌ (التعلیقة)
  ردّ العلاّمة‌ الامين‌ علی تُهم‌ الرافعي‌ّ
  تحريف‌ السيّد حسن‌ الامين‌ كتاب‌ أبيه‌ «أعيان‌ الشيعة‌»..
  تحريف‌ وجريمة‌ أُخري‌ للسيّد حسن‌ الامين‌
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ الجفر
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ علم‌ الغيب‌ عند الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌
  نقد كلام‌ مغنية‌ وأمثاله‌ في‌ علم‌ الغيب‌ عند الائمّة‌
  إثبات‌ علم‌ الغيب‌ بالجفر في‌ كلام‌ الإيجي‌ّ والمير السيّد شريف‌
  صعوبة‌ تصديق‌ كثير من‌ المسائل‌ الغيبيّة‌ لغير أهل‌ العرفان‌ من‌ العلماء
  إخبار آية‌ الله‌ بهجت‌ ما في‌ ضمير المؤلّف‌
  الصحيفة‌ التي‌ فيها أسماء الشيعة‌ عند الإمام‌ الصادق‌ هي‌ غير الجفر
  حديث‌ السيّد حسن‌ الصدر عن‌ كتاب‌ «الديات‌»
  روايات‌ البخاري‌ّ في‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  كلام‌ أبو ريّة‌ حول‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  روايات‌ الشيعة‌ حول‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  «صحيفة‌ الفرائض‌» من‌ تدوين‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ الرابع‌
  «كتاب‌ الستّين‌» التدوين‌ الخامس‌ لامير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  ردّ العلاّمة‌ الامين‌ علی الرافعي‌ّ بشأن‌ «كتاب‌ السِّتِّين‌»
  «مصحف‌ فاطمة‌» من‌ مدوّنات‌ علی عليه‌ السلام‌
  الروايات‌ في‌ هويّة‌ «مصحف‌ فاطمة‌»
  كلام‌ العلاّمة‌ الامين‌ حول‌ عظمة‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌
  كتابة‌ علی أسماء الائمّة‌ بإملاء رسول‌ الله‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ «مصحف‌ فاطمة‌»
  حديث‌ لوح‌ فاطمة‌ عليها السلام‌
  حديث‌ الرسائل‌ السماويّة‌ المختومة‌ في‌ ولاية‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر
  أبو رافع‌ أوّل‌ مؤلّف‌ بين‌ الشيعة‌ بعد أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  تقدّم‌ سنن‌ أبي‌ رافع‌ علی كتاب‌ سُلَيم‌
  التدوين‌ عند أهل‌ السنّة‌ كان‌ بعد قرنين‌
  ردّ محمّد عجّاج‌ الخطيب‌ علی السيّد حسن‌ الصدر
  كلام‌ الشيخ‌ محمود أبو ريّة‌ في‌ كيفيّة‌ التدوين‌ عند أهل‌ السنّة‌
  الادلّة‌ علی أنّ التدوين‌ عند العامّة‌ بدأ في‌ رأس‌ المائة‌ الثالثة‌
  كلام‌ أبو ريّة‌ حول‌ الإسرائيليّات‌ في‌ الحديث‌
  نهي‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المؤكّد عن‌ رواية‌ الإسرائيليّات‌
  ضعف‌ روايات‌ أبي‌ هريرة‌ وعبد الله‌ بن‌ عمرو
  ردُّ أبي‌ ريّة‌ علی أحاديث‌ أبي‌ هريرة‌
  تفاهة‌ صحيفة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو وعدم‌ قيمتها
  دفاع‌ محمّد عجّاج‌ عن‌ «صحيفة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو»
  نقد كلام‌ محمّد عجّاج‌ في‌ ردّه‌ علی أبي‌ ريّة‌
  سلمان‌ الفارسي‌ّ وأبو ذرّ الغفاري‌ّ صحابيّان‌ مدوِّنان‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی