معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام (المجلد الرابع‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد الرابع عشر / القسم التاسع: مصحف فاطمة، التدوین عند اهل السنة و الشیعة

الروايات‌ في‌ هويّة‌ «مصحف‌ فاطمة‌»

 ونقل‌ المجلسيّ في‌ « بحار الانوار » روايات‌ كثيرة‌ عن‌ «بصائر الدرجات‌ » تذكر أنّ للإمام‌ كتاباً عنوانه‌ « مصحف‌ فاطمة‌ »، وكان‌ بخطّه‌ عليه‌ السلام‌؛ وجاء في‌ كثير من‌ هذه‌ الاخبار أنّ هذا « المصحف‌ » ليس‌ فيه‌ شي‌ء من‌ القرآن‌.

 منها أ نّه‌ روي‌ عنه‌، عن‌ عبّاد بن‌ سليمان‌، عن‌ سعد، عن‌ علی بن‌ أبي‌ حمزة‌. عن‌ العبد الصالح‌ عليه‌ السلام‌ أنّه‌ قال‌: عِنْدِي‌ «مُصْحَفُ فَاطِمَة‌» لَيْسَ فِيهِ شَي‌ءٌ مِنَ القُرْآنِ. [1]

 وفي‌ بعضها: أ نّه‌ كلام‌ جبرئيل‌ عليه‌ السلام‌ وكان‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يكتبه‌؛ كما في‌ رواية‌ « البصائر » عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، ومنها:

 قَالَ لَهُ: فَمُصْحَف‌ فَاطِمَةَ؟! فَسَكَتَ طَويلاً ثُمَّ قَالَ: إنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَعَمَّا لاَ تُرِيدُونَ! إنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وآلِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً، وَقَدْ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَی أَبِيهَا، وَكَانَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَأَتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَی أَبِيهَا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي‌ ذُرِّيَّتِهَا، وَكَانَ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَكْتُبُ ذَلِكَ. فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهِا السَّلاَمُ.[2]

 وفي‌ بعضها: أنّ الله‌ تعالي‌ كان‌ يرسل‌ إليها ملكاً وأمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يكتب‌. كما في‌ رواية‌ المجلسيّ عن‌ « بصائر الدرجات‌ »، عن‌ أحمدبن‌ محمّد، عن‌ عمران‌ بن‌ عبد العزيز، عن‌ حمّاد بن‌ عثمان‌ أ نّه‌ قال‌: سمعتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌:

 تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ سَنَةَ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَذَلِكَ لاَ نِّي‌ نَظَرْتُ فِي‌ مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا «مُصْحَفُ فَاطِمَة‌»؟!

 فَقَالَ: إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي‌ لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الحُزْنِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ إلاَّ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَرْسَلَ إلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي‌ عَنْهَا وَيُحَدِّثُهَا.

 فَشَكَتْ ذَلِكَ إلَی أَمِير المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. فَقَالَ لَهَا: إذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي‌ لِي‌. فَأَعْلَمَتَهُ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتَّي‌ أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً.

 قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَمَا إنَّهُ لَيْسَ مِنَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ، وَلَكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ.

 قال‌ المجلسي‌ّ في‌ بيانه‌: قال‌ في‌ « القاموس‌ »: أَحْسَسْتُ وَأَحْسَيْتُ وَأَحَسْتُ بسين‌ واحدة‌، وهو من‌ شواذّ التخفيف‌: ظَنَنْتُ وَوَجَدْتُ وَأَبْصَرْتُ وَعَلِمتُ. وَالشَّي‌ْءَ: وَجَدْتَ حِسَّهُ.[3]

 وفي‌ بعضها أنّ ذلك‌ المصحف‌ كلام‌ الله‌ أنزله‌ علی فاطمة‌، وكان‌ رسول‌الله‌ يمليه‌، وأمير المؤمنين‌ عليهم‌ الصلاة‌ والسلام‌ أجمعين‌ يكتبه‌. كما روي‌ ذلك‌ المجلسي‌ّ عن‌ « بصائر الدرجات‌ » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ محمّدبن‌ مسلم‌ أ نّه‌ قال‌:

 قال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ لاقوام‌ كانوا يأتونه‌ ويسألونه‌ عمّا خلّف‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ ودفعه‌ إلی علی عليه‌ السلام‌، وعمّا خلّف‌ علی عليه‌ السلام‌ ودفع‌ إلی الحسن‌ عليه‌ السلام‌:

 وَلَقَدْ خَلَّفَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عِنْدَنَا جِلْداً مَا هُوَ جِلْدُ جِمَالٍ وَلاَ ثَوْرٍ وَلاَجِلْدَ بَقَرَةٍ إلاَّ إهَابَ شَاةٍ، فِيهَا كُلُّ مَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ حَتَّي‌ أَرْشُ الخَدْشِ وَالظُّفْرِ.

 وَخَلَّفَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ مُصْحَفاً مَا هُوَ قُرْآنٌ، وَلَكِنَّهُ كَلاَمٌ مِنْ كَلاَمِ اللَهِ أَنْزَلَهُ عَلَيْهَا، إمْلاَءُ رَسُولِ اللَهِ وَخَطُّ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

 قال‌ المجلسي‌ّ في‌ بيانه‌: قال‌ الفيروزآبادي‌ّ: إهَاب‌ ككتاب‌: الجلد أو ما لم‌يدبغ‌. والمراد برسول‌ الله‌ جبرئيل‌ عليه‌ السلام‌. [4]

 هذا من‌ جهة‌ المُملي‌ لمصحف‌ فاطمة‌؛ وأمّا من‌ جهة‌ المتن‌ والمفاد، فقد رأينا في‌ الروايات‌ الواردة‌ أ نّه‌ ليس‌ قرآناً، وليس‌ من‌ الحلال‌ والحرام‌، وإنّما يشتمل‌ علی الحوادث‌ والوقائع‌ التي‌ ستحدث‌ في‌ المستقبل‌. كما أنّ فيه‌ ما يُسلّي‌ سيّدة‌ نساء العالمين‌ ويطيّب‌ نفسها المقدّسة‌ ويخفّف‌ عنها.

 كما روي‌ المجلسيّ عن‌ « بصائر الدرجات‌ » بسنده‌ عن‌ الوليدبن‌ صبيح‌ أنّه‌ قال‌: قال‌ لي‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: يَا وَلِيدُ! إنِّي‌ نَظَرْتُ فِي‌ مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ قُبَيْلَ فَلَمْ أَجِدْ لِبَنِي‌ فُلاَنٍ فِيهَا إلاَّ كَغُبَارِ النَّعْلِ. [5]

 وقال‌ آية‌ الله‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العامليّ في‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌: تكرّر ذكره‌ في‌ أخبار أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌. فعن‌ « الإرشاد » و «الاحتجاج‌» في‌ حديث‌:

 كَانَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: وَإنَّ عِنْدَنَا الجَفْرَ الاَحْمَرَ وَالجَفْرَ الاَبْيَضَ وَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ ( إلی أن‌ قال‌: ) وَأَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَأَسْمَاءُ مَنْ يَمْلِكُ إلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ـ الحديث‌.

 ونقل‌ المرحوم‌ الامين‌ هنا الاخبار الواردة‌ حول‌ هذا المصحف‌ مفصّلاً، وذلك‌ عن‌ « بصائر الدرجات‌ » وغيره‌. وذكر في‌ آخرها الروايات‌ الآتية‌:

 عن‌ « البصائر » بسنده‌ عن‌ أبي‌ بصير قال‌: سمعتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌: مَا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِر عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّي‌ قَبَضَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ.

 وعنه‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر، عن‌ موسي‌ بن‌ جعفر، عن‌ الوشّاء، عن‌ أبي‌ حمزة‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا فِيهِ شَي‌ءٌ مِنْ كِتَابِ اللَهِ وَإنَّمَا هُوَ شَي‌ءٌ أُ لْقِي‌َ عَلَيْهَا بَعْدَ مَوْتَ أَبِيهَا صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِمَا.

 ولا يخفي‌ أنّه‌ تكرّر في‌ هذه‌ الاحاديث‌ نفي‌ أن‌ يكون‌ فيه‌ شي‌ء من‌ القرآن‌ مؤكّداً بالقسم‌. والظاهر أنّه‌ لكون‌ تسميته‌ بمصحف‌ فاطمة‌ يوهم‌ أنّه‌ أحد نسخ‌ المصاحف‌ الشريفة‌، فنفي‌ هذا الإيهام‌.

 وجلّها ساكت‌ عمّا حواه‌ ذلك‌ المصحف‌. وفي‌ بعضها أ نّه‌: لَيْسَ فِيهِ مِنَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ، وَلَكِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَكُونُ. فهو مفسِّر لها. وفي‌ بعضها: إنَّ فِيهِ وَصِيَّتَها، ولعلّها أحد محتوياته‌. ثمّ إنّ بعضها دالّ علی أ نّه‌ من‌ إملاء رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ وخطّ علی عليه‌ السلام‌. وبعضها دالّ علی أنّ ممّا نزل‌ به‌ جبرئيل‌ بعد موت‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. وفي‌ « البحار » أنّ المراد برسول‌ الله‌ هو جبرئيل‌.

كلام‌ العلاّمة‌ الامين‌ حول‌ عظمة‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌

 وقال‌ المرحوم‌ الامين‌ هنا: فيرتفع‌ التنافي‌، ولكن‌ هذا بعيد ولم‌تجر عادة‌ أن‌ يعبّر عن‌ جبرئيل‌ برسول‌ الله‌، وإن‌ كان‌ من‌ جملة‌ رسل‌ الله‌. والاولي‌ أن‌ يقال‌ إنّهما مصحفان‌: أحدهما: من‌ إملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، وخطّ علی عليه‌ السلام‌. والآخر: من‌ حديث‌ جبرئيل‌ عليه‌ السلام‌.

 وأنا أقول‌: ما ضرَّ لو كان‌ مصحفاً واحـداً بخـطّ علی عليه‌ السـلام‌؟ غاية‌ الامر أنّ مقـداراً منه‌ كان‌ بإمـلاء الرسـول‌ الاكرم‌ في‌ حياته‌، ومقداراً كان‌ من‌ حديث‌ جبرئيل‌ بعد مماته‌. ويبدو أنّ هذا التقريب‌ أنسب‌ لوجوه‌ معيّنة‌.

 ثمّ قال‌ المرحوم‌ الامين‌: لا استبعاد ولا استنكار في‌ أن‌ يحدّث‌ جبرئيل‌ الزهراء عليها السلام‌، ويسمع‌ ذلك‌ علی عليه‌ السلام‌، ويكتبه‌ في‌ كتاب‌ يطلق‌ عليه‌ « مصحف‌ فاطمة‌ » بعدما روي‌ ذلك‌ عن‌ أئمّة‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ ثقات‌ أصحابهم‌.

 وكأنّي‌ بمن‌ يستنكر ذلك‌ أو يستبعده‌ أو يعدّه‌ غلوّاً، وهذا خارج‌ عن‌ الإنصاف‌. فهل‌ يشكّ في‌ قدرته‌ تعالي‌، أو في‌ أنّ البضعة‌ الزهراء أهل‌ لمثل‌ هذه‌ الكرامة‌، أو في‌ صحّة‌ ذلك‌، بعدما رواه‌ الثقات‌ عن‌ أئمّة‌ الهدي‌ من‌ ذرّيّتها؟ وقد وقع‌ من‌ الكرامة‌ العظيمة‌ لآصف‌ بن‌ برخيا وزير سليمان‌ عليه‌ السلام‌، وهو ليس‌ بأكرم‌ علی الله‌ من‌ آل‌ محمّد، ولا سليمان‌ أكرم‌ عليه‌ من‌ محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ما أخبر عنه‌ القرآن‌ الكريم‌.

 وأخبر الكتاب‌ العزيز عن‌ أُمّ موسي‌ بقوله‌: وَأَوْحَيْنَآ إِلَي‌'´ أُمِّ مُوسَي‌'´ أَنْ أَرْضِعِيهِ [6] ـ الآية‌. وقال‌ ابن‌ خلدون‌: إنّه‌ روي‌ عن‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: إنَّ فِيكُمْ مُحَدَّثِينَ. وروي‌ صاحب‌ « إرشاد الساري‌ » عن‌ بعض‌ الصحابة‌: كُنْتُ أُحَدَّثُ حَتَّي‌ اكْتَوَيْتُ. [7]

 وأنّه‌ رأي‌ بعض‌ الصالحين‌ الخضر يسدّد عمر بن‌ عبد العزيز ولايراه‌ سائر الناس‌ كما مرّت‌ الإشارة‌ إلی ذلك‌ كلّه‌ وهو من‌ طريق‌ غير الشيعة‌.

 وروي‌ صاحب‌ « السيرة‌ الحلبيّة‌ » وغيره‌ ما يدلّ علی أنّ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ جاءتهم‌ التعزية‌ من‌ جبرئيل‌ بعد وفاة‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ يسمعون‌ الصوت‌ ولا يرون‌ الشخص. أفلا يرفع‌ هذا استبعاد صدور الكرامات‌ من‌ بَضْعَةِ النَّبِي‌ِّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَسَيِّدَة‌ نِسَاءِ العَالَمِينَ، وَمِنْ سَائِرِ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ؟! [8]

 ونقل‌ شيخ‌ الإسلام‌ إبراهيم‌ بن‌ محمّد بن‌ مؤيّد الحمّوئيّ في‌ كتابه‌ النفيس‌ الثمين‌ رواية‌ تنطبق‌ علی ما يحويه‌ مصحف‌ فاطمة‌ سلام‌ الله‌ عليها؛ فلهذا نذكرها فيما يأتي‌ لمناسبة‌ حديثنا عن‌ ذلك‌ المصحف‌ الشريف‌:

 قال‌ تحت‌ عنوان‌: ] أَمْرُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّاً بِكِتَابَةِ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ ثُمَّ بَيَانِ بَرَكَاتِ الائمّة‌ مِنْ وُلْدِهِ وَأَنَّ أَوَّلَهُمْ هُوَ الإمام الحَسَنُ وَبَعْدَهُ الحُسَيْنُ وَأَنَّ الائمّةَ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ وُلْدِهِ [:

كتابة‌ علی أسماء الائمّة‌ بإملاء رسول‌ الله‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌

 527 ـ أخبرني‌ السيّد النسّابة‌ جلال‌ الدين‌ عبد الحميد، عن‌ أبنه‌ الإمام‌ شمس‌الدين‌ شيخ‌ الشرف‌ فخّار بن‌ مَعْد الموسويّ، عن‌ شاذان‌ بن‌ جبرئيل‌ القمّي‌ّ، عن‌ جعفر بن‌ محمّد الدوريستيّ، عن‌ أبيه‌، عن‌ أبي‌ جعفر محمّدبن‌ علي‌ّبن‌ بابويه‌ [9] قال‌: أنبأنا أبي‌ قال‌: حدّثنا سعد بن‌ عبد الله‌، قال‌: حدّثنا أحمدبن‌ محمّد بن‌ عيسي‌، عن‌ الحسين‌ بن‌ سعيد، عن‌ حَمَّاد بن‌ عيسي‌، عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عُمَر اليماني‌ّ، عن‌ أبي‌ الطفيل‌:

 عَن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأمِيرِالمؤُمِنِينَ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اكْتُبْ مَا أُمْلِي‌ عَلَيْكَ!

 قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَهِ وَتَخَافُ عَلَی النِّسْيَانَ؟!

 فَقَالَ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكَ النِّسْيَانَ وَقَدْ دَعَوْتُ اللَهَ عَزَّ وَجلَّ لَكَ أَنْ يُحَفِّظَكَ وَلاَ يُنْسِيَكَ [10] وَلَكِنِ اكْتُبْ لِشُرَكَائِكَ!

 قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ شُرَكَائِي‌ يَا نَبِي‌َّ اللَهِ؟!

 قَالَ: الائمَّةُ مِنْ وُلْدِكَ، بهِمْ يُسْقَي‌ أُمَّتِي‌ الغَيْثَ، وَبِهِمْ يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ، وَبِهِمْ يَصْرِفُ اللَهُ عَنْهُمُ البَلاَءَ، وَبِهِمْ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ مِنَ السَّمَاءِ.

 وَهَذَا أَوَّلُهُمْ ـوَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلَی الحَسَنِ، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إلَی الحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُـ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلاَمُ: الائمَّةُ مِنْ وُلْدِهِ. [11]

 ولمّا كان‌ كتاب‌ « الجامعة‌ » يدور حول‌ أحكام‌ الحلال‌ والحرام‌ غالباً، وكتاب‌ « الجفر » يحوم‌ حول‌ استخراج‌ الوقائع‌ بالرموز الكلّيّة‌، و « مصحف‌ فاطمة‌ » يشتمل‌ علی ذكر الوقائع‌ والحوادث‌ التي‌ ستكون‌ في‌ المستقبل‌ تسلية‌ للسيّدة‌ الزهراء سلام‌ الله‌ عليها، فيمكن‌ أن‌ نخمِّن‌ بأنّ هذه‌ الموضوعات‌ كتبها أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ بأمر النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌.

كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ «مصحف‌ فاطمة‌»

 وتحدّث‌ الشيخ‌ محمّد جواد مغنية‌ حول‌ « مصحف‌ فاطمة‌ » مفصّلاً. ونلحظ‌ في‌ حديثه‌ أنّه‌ ممتعض‌ جدّاً من‌ تقوّلات‌ بعض‌ علماء العامّة‌ وافتراءاتهم‌ علی الشيعة‌، واستغلالهم‌ التشابه‌ الاسمي‌ّ للمصحف‌، إذ نسبوا إلی الشيعة‌ قولهم‌ إنّ المراد من‌ « مصحف‌ فاطمة‌ » قرآنٌ غير هذا القرآن‌ المتداول‌. وأثبت‌ الشيخ‌ أنّ القول‌ بتحريف‌ القرآن‌ ولو في‌ كلمة‌ واحدة‌ أو حرف‌ واحد زيادة‌ كان‌ أو نقصاناً أو تغييراً مدانٌ من‌ قِبَل‌ الشيعة‌ وعلمائهم‌. ونجد الشيخ‌ يخاطب‌ في‌ كلامه‌ العالِم‌ السنّيّ المصريّ المعاصر له‌ الشيخ‌ أبو زُهرة‌ بخاصّة‌، ويدفع‌ تهمه‌ مستدلاّ ومبرهناً. وقال‌ في‌ ختام‌ كلامه‌ الموجّه‌ إليه‌: بل‌ إنّ أبا زهرة‌ صرّح‌ في‌ كتاب‌ « المذاهب‌ الإسلاميّة‌ » ص‌ 21، بأنّ الخلاف‌ الذي‌ نتج‌ عن‌ الاستنباط‌ كان‌ محمود العاقبة‌ حسن‌ النتيجة‌. فهل‌ هذا الحسن‌ يختصّ بعلماء طائفة‌ دون‌ أُخري‌؟

 وقال‌ بعد ذلك‌: وبعد هذه‌ الوقفة‌ القصيرة‌ مع‌ الشيخ‌ أبي‌زهرة‌، نعود إلی الحديث‌ عن‌ « مصحف‌ فاطمة‌ »، وقد جاء ذكره‌ في‌ أخبار أهل‌ البيت‌ مع‌ تفسيره‌، وأ نّه‌ كان‌ من‌ إملاء رسول‌ الله‌ علی علي‌ّ.

 قال‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌: عِنْدَنَا «مُصْحَفُ فَاطِمَةَ»، أَمَا وَاللَهِ مَا فِيهِ حَرْفٌ مِنَ القُرْآنِ، وَلَكِنَّهُ مِن‌ إمْلاَءِ رَسُولِ اللهِ وَخَطِّ عَلِي‌ٍّ.

 قال‌ السيّد محسن‌ الامين‌ في‌ « الاعيان‌ »، القسم‌ الاوّل‌ من‌ ج‌1، ص‌248: إنّ نفي‌ الإمام‌ الصادق‌ أن‌ يكون‌ فيه‌ شي‌ء من‌ القرآن‌ لكون‌ تسميته‌ بـ « مصحف‌ فاطمة‌ » يوهم‌ أنّه‌ أحد النسخ‌ الشريفة‌، فنفي‌ هذا الإيهام‌.

 وفي‌ كتاب‌ « الكافي‌ » أنّ المنصور كتب‌ يسأل‌ فقهاء أهل‌ المدينة‌ عن‌ مسألة‌ في‌ الزكاة‌، فما أجابه‌ عنها إلاّ الإمام‌ الصادق‌. ولمّا سئل‌ من‌ أين‌ أخذ هذا؟ قال‌: من‌ «كِتاب‌ فاطمة‌». [12]

 إذَن‌، « مصحف‌ فاطمة‌ » كتاب‌ مستقلّ وليس‌ بقرآن‌. فنسبة‌ التحريف‌ إلی الإماميّة‌ علی أساس‌ قولهم‌ بـ « مصحف‌ فاطمة» جهل‌ وافتراء.

 والاولي‌ نسبة‌ هذا القول‌ إلی الذين‌ زعموا بأنّ لعائشة‌ قرآناً، فيه‌ زيادات‌ عن‌ هذا القرآن‌. قال‌ جلال‌ الدين‌ السيوطيّ في‌ كتاب‌ « الإتقان‌ » ج‌2، ص‌25، طبعة‌ حجازي‌ بالقاهرة‌، ما نصّه‌ بالحرف‌: قَالَتْ حَمِيدَةُ بِنْتُ أَبِي‌ يُونُسَ: قَرَأَ أَبِي‌ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً فِي‌ «مُصحَفِ عَائِشَةَ»: «إنَّ اللَهَ وَمَلـ'ئِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَی النَّبِي‌ِّ يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» وَعَلَي‌ الَّذِينَ يُصَلُّونَ الصُّفُوفَ الاُولَي‌. [13]

 أرايت‌ كيف‌ يتّهمون‌ غيرهم‌ بما هم‌ به‌ أولي‌، تماماً كما فعلوا في‌ مسألة‌ الجفر، ومسألة‌ الإيحاء، وغيرها؟!

 ومن‌ ثمّ، فإنّ غرضي‌ من‌ هذا الفصل‌، وما سبق‌ من‌ الفصول‌ أن‌ أثبت‌ بالارقام‌ أ نّه‌ لا شي‌ء عند الإماميّة‌ إلاّ ويوجد له‌ أصل‌ عند السنّة‌ تفصيلاً أو إجمالاً، منطوقاً أو مفهوماً، وعليه‌ فلا وجه‌ لطعن‌ أبي‌ زُهرة‌، ومن‌ تقدّم‌، أو تأخّر. اللهمّ إلاّ التعصّب‌ وتأكيد الانقسام‌ والافتراق‌.

 وهنا قال‌ المرحوم‌ مغنية‌ في‌ الهامش‌: وقع‌ في‌ يدي‌ كتاب‌، وأنا أُحرّر هذا الفصل‌، وكنت‌ أبحث‌ وأُفتّش‌ في‌ المكتبات‌ التجاريّة‌ وغيرها عن‌ المصادر، واسم‌ الكتاب‌ «حَرَكَاتُ الشِّيعَةِ المُتَطَرِّفِينَ وَأَثَرُهُمْ فِي‌ الحَيَاةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالاَدَبِيَّةِ لِمُدُنِ العِرَاقِ إبَّانَ العَصْرِ العَبَّاسِّي‌ الاوَّل‌» لمحمّد جابر عبدالعال‌، مدير الشؤون‌ الاجتماعيّة‌ بجامعة‌ القاهرة‌، خبط‌ فيه‌ كاتبه‌ خبط‌ عشواء، وشحنه‌ بالكذب‌ والافتراء، شأنه‌ في‌ ذلك‌ شأن‌ أسلافه‌ الكثيرين‌، ولكن‌ كلمة‌ حقّ ظهرت‌ علی فلتات‌ قلمه‌، وهو يكتب‌ مقدّمة‌ الكتاب‌ من‌ حيث‌ يريد أو لا يريد، قال‌: إنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ مَنْ تَعَصَّبَ عَلَی الشِّيعَةِ، وَأَمْعَنَ فِي‌ ذَلِكَ إمْعَاناً جَعَلَهُ يَرْمِيهِمْ دُونَ تَثَبُّتٍ بِاتِّهَامَاتٍ يَتَبَيَّنُ لِذِي‌ العَيْنِ البَصِيرَةِ أَنَّهَا بَاطِلَةُ، أَمْلاَهَا التَّعَصُّبُ وَالتَّشَاحُنُ المَذْهَبِي‌ُّ. [14]

 وقال‌ المستشار عبد الحليم‌ الجنديّ أيضاً: ومن‌ التراث‌ العلميّ عند الشيعة‌ ما يسمّي‌ « مصحف‌ فاطمة‌ ». حدّثوا عن‌ الصادق‌، إذ سئل‌ عنه‌: إنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً، وَكَانَ قَدْ دَخَلَهَا حُزنٌ عَلَی أَبِيهَا. وَكَان‌ جِبرِئيل‌ يَأَتِيَها فَيُحْسِنُ عَزاءَهَا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا. وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي‌ ذُرِّيَّتَهَا. وَكَانَ علی يَكْتُبُ ذَلِكَ. فَهَذَا «مُصْحَفُ فَاطِمَةَ»!

 فليس‌ هذا مصحفاً بالمعني‌ الخاصّ بكتاب‌ الله‌ تعالي‌ وإنّما هو أحد المدوّنات‌. [15]

حديث‌ لوح‌ فاطمة‌ عليها السلام‌

 وليعلم‌ أنّ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ غير لوح‌ فاطمة‌ عليها السلام‌. فـ « لوح‌ فاطمة‌ » لم‌ يكن‌ بإملاء رسول‌ الله‌ وخطّ أمير المؤمنين‌ عليهما الصلاة‌ والسلام‌، بل‌ كان‌ لوحاً زمرّداً نزل‌ من‌ السماء وفيه‌ أسماء الائمّة‌ الطاهرين‌ عليهم‌ السلام‌ ومواصفاتهم‌.

 وورد ذكره‌ مفصّلاً في‌ « فرائد السمطين‌ » كالآتي‌:

 ] في‌ حديث‌ اللوح‌ الذي‌ كتب‌ الله‌ فيه‌ ـأو أمر بعض‌ كرام‌ الكاتبين‌ بأن‌ يكتب‌ فيه‌ـ أسماء أوصياء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. ثمّ أهداه‌ إلی نبيّه‌ فأهداه‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ إلی أُمّ الاوصياء صلوات‌الله‌ عليها [.

 432 ـ أنبأني‌ المشايخ‌ الكرام‌: السيّد الإمام‌ جمال‌ الدين‌ رضي‌ الإسلام‌ أحمد بن‌ طاووس‌ الحسنيّ، والسيّد الإمام‌ النسّابة‌ جلال‌الدين‌ عبدالحميدبن‌ فخّار بن‌ مَعْد بن‌ فخّار الموسويّ، وعلاّمة‌ زمانه‌ نجم‌الدين‌ أبوالقاسم‌ جعفر بن‌ الحسن‌ بن‌ يحيي‌ بن‌ سعيد الحلّيّون‌ رحمهم‌ الله‌ كتابةً عن‌ السيّد الإمام‌ شمس‌ الدين‌ شيخ‌ الشرف‌ فخّار بن‌ معد بن‌ فخّار الموسوي‌ّ، عن‌ شاذان‌ بن‌ جبرئيل‌ القمّيّ، عن‌ جعفر بن‌ محمّد الدوريستي‌ّ، عن‌ أبيه‌، عن‌ أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علی بن‌ الحسين‌ بن‌ موسي‌ بن‌ بابويه‌ القمّي‌ّ [16] رضي‌ الله‌ عنهم‌، قال‌: حدّثني‌ أبي‌ ومحمّد بن‌ الحسن‌ رضي‌ الله‌ عنهما، قالا: حدّثنا سعد بن‌ عبد الله‌ وعبد الله‌ بن‌ جعفر الحميريّ جميعاً عن‌ أبي‌ الخير [17] صالح‌ بن‌ أبي‌ حمّاد والحسن‌ بن‌ طريف‌ جميعاً، عن‌ بكربن‌ صالح‌.

 وحدّثنا أبي‌ ومحمّد بن‌ موسي‌ بن‌ المتوكّل‌ ومحمّد بن‌ علی ماجيلويه‌ وأحمد بن‌ علی ] بن‌ ماجيلويه‌ وأحمد بن‌ علی [ بن‌ إبراهيم‌، والحسن‌بن‌ إبراهيم‌بن‌ ناتانة‌ [18] وأحمد بن‌ زياد الهمدانيّ رضي‌ الله‌ عنهم‌. قالوا: حدّثنا علي‌ّبن‌ إبراهيم‌، عن‌ أبيه‌ إبراهيم‌ بن‌ هاشم‌، عن‌ بكر بن‌ صالح‌، عن‌ عبدالرحمن‌بن‌ سالم‌، عن‌ أبي‌ بصير، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ أبي‌ عليه‌ السلام‌ لجابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ: إنّ لي‌ إليك‌ حاجة‌ فمتي‌ يخفّ عليك‌ أن‌ أخلو بك‌ فأسألك‌ عنها؟! فقال‌ له‌ جابر: في‌ أي‌ّ الاوقات‌ شئتَ، فخلا به‌ أبي‌ عليه‌ السلام‌ فقال‌ له‌:

 يَا جَابِرُ! أَخْبِرْنِي‌ عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي‌ رَأَيْتَهُ فِي‌ يَدَي‌ْ أُمِّي‌ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أَنَّ فِي‌ ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوباً!

 قال‌ جابر: أشهد بالله‌ أ نّي‌ دخلتُ علی أُمّك‌ فاطمة‌ في‌ حياة‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ أُهنّئها بولادة‌ الحسين‌، فرأيتُ في‌ يدها لوحاً أخضراً ظننتُ أ نّه‌ زمرّد، ورأيتُ فيه‌ كتاباً أبيض‌ شبه‌ نور الشمس‌، فقلتُ لها: بأبي‌ وأُمّي‌ يا بنت‌ رسول‌ الله‌، ما هذا اللوح‌؟! فقالت‌: هذا اللوح‌ أهداه‌ الله‌ جلّ جلاله‌ إلی رسوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ فيه‌ اسم‌ أبي‌، واسم‌ بَعْلِي‌، واسم‌ ابنَي‌َّ، وأسماء الاوصياء من‌ ولدي‌. فأعطانيه‌ أبي‌ ليبشّرني‌ بذلك‌. [19]

 قال‌ جابر: فأعطتنيه‌ أُمّك‌ فاطمة‌ فقرأته‌ وانتسخته‌. فقال‌ له‌ أبي‌: فهل‌ لك‌ يا جابر أن‌ تعرضه‌ علی؟! قال‌: نعم‌. فمشي‌ معه‌ أبي‌ حتّي‌ انتهي‌ إلی منزل‌ جابر، وأخرج‌ إلی أبي‌ صحيفة‌ من‌ رَقّ.

 فقال‌ ] له‌ أبي‌ [: يَا جَابِرُ! انْظُرْ إلَی كِتَابِكَ لاِقْرَأَ عَلَيْكَ! فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي‌ نُسْخَتِهِ، فَقَرأَهُ أَبِي‌، فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً. [20] فَقَالَ: قَالَ جَابِرٌ: فَأَشْهَدُ بِاللَهِ أَ نِّي‌ رَأَيْتُهُ هَكَذَا فِي‌ اللَّوْحِ مَكْتُوباً:

 بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نُورِهِ وَسَفِيرِهِ وَحِجَابِهِ وَدَلِيلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَمِينِ مِنْ عِنْدِ رِبِّ العَالَمِينَ.

 عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي‌، وَاشْكُرْ نَعْمَائِي‌، وَلاَ تَجْحَدْ آلاَئِي‌، فَإنِّي‌ أَنَا اللَهُ لاَإلَهَ إلاَّ أَنَا، قَاصِمُ الجَبَّارِينَ، وَمُذِلُّ الظَّالِمِينَ ] وَمُبِيرُ المتكَبِّرِينَ [ وَدَيَّانُ الدِّينِ.

 إنِّي‌ أَنَا اللَهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنَا، فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي‌ ] أ [ وَخَافَ غَيْرَ عَدْلِي‌ عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبْهُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ.

 فَإيَّايَ فَاعْبُدْ، وَعَلَيَّ فَتَوكَّلْ، إنِّي‌ لَمْ أَبْعَثْ نَبِيَّاً فَأَكْمَلْتُ أَيَّامَهُ وَانْقَضَتْ مُدَّتُهُ إلاَّ جَعَلْتُ لَهُ وَصِيَّاً!

 وَإنِّي‌ فَضَّلْتُكَ عَلَی الاَنْبِيَاءِ، وَفَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَی الاَوْصِيَاءِ، وَأَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ بَعْدَهُ وَسِبْطَيْكَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ!

 فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي‌ بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ.

 وَجَعَلْتُ حُسْيناً خَازِنَ وَحْيِي‌ وَأَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ، وَخَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ، وَأَرْفَعُ الشَّهَادَةِ دَرَجَةً.

 جَعَلْتُ كَلِمَتِي‌ التَّامَّةُ مَعَهُ وَالحُجَّةُ البَالِغَةَ عِنْدَهُ.

 بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَأُعَاقِبُ.

 أَوَّلُهُمْ ] علی [ سَيِّدُ العَابِدِينَ وَزَيْنُ أَوْلِيَاءِ المَاضِينَ (كذا).

 وَابْنُهُ شَبِيهُ [21] جَدِّهِ المَحْمُودُ مُحَمَّدٌ البَاقِرُ لِعِلْمِي‌ وَالمَعْدِنُ لِحُكْمِي‌. [22]

 سَيَهلِكُ المُرتَابُونَ فِي‌ جَعْفَرٍ؛ الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَی، حَقَّ القَوْلُ مِنِّي‌ لاَكْرِمَنَّ مَثْوَي‌ جَعْفَرٍ، وَلاَسِرَّنَّهُ فِي‌ أَشْيَاعِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَولِيَائِهِ.

 وَانْتَجَبْتُ بَعْدَهُ مُوسَي‌، وَلاَتِيحَنَّ ] ظ‌ [ بَعْدَهُ فِتْنَةً عَمْيَاءَ حِنْدِسَ، [23] لاِنَّ خَيْطَ فَرْضِي‌ لاَيَنْقَطِعُ، وَحُجَّتِي‌ لاَ تَخْفَي‌، وَأَنَّ أَوْلِيَائِي‌ لاَ يَشْقُّونَ.

 أَلاَ وَمَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنهُمْ ] فَقَدْ [ جَحَدَ نِعْمَتِي‌، وَمَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي‌ فَقَدِ افْتَرَي‌ عَلَي‌َّ.

 وَوَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الجَاحِدِينَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ عَبْدِي‌ مُوسَي‌ وَحَبِيبِي‌ وخِيَرَتِي‌. إنَّ المُكَذِّبَ بِالثَّامِنِ مُكَذِّبٌ بِجَمِيعٌ أَوْلِيَائِي‌. [24]

 وَعَلِي‌ٌّ وَلِي‌ِّ وَنَاصِرِي‌، وَمَنْ أَضَعُ عَلَی ] عَاتِقِه‌ [ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ، وَأَمْنَحُهُ بإلاضْطِلاَعِ ] بِهَا [، [25] يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ [26] مُسْتَكْبِرٌ، يُدْفَنُ بِالمَدِينَةِ الَّتِي‌ بَنَاهَا العَبْدُ الصَّالِحُ ] ذُو القَرْنَيْنِ [ إلَی جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي‌.

 حَقَّ القَوْلُ مِنِّي‌ لاَقِرَّنَّ عَيْنَهُ بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ وَخَلِفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَهُوَ وَارِثُ عِلْمِي‌ وَمَعْدِنُ حُكْمِي‌، [27] وَمَوْضِعُ سِرِّي‌ وَحُجَّتِي‌ عَلَی خَلْقِي‌.

 فَجَعَلْتُ الجَنَّةَ مَأْوَاهُ، وَشَفَّعْتُهُ فِي‌ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتوجَبُوا النَّارَ. [28]

 وَأَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لاِبْنِهِ علی وَلِيِّي‌ وَنَاصِري‌ وَالشَّاهِدِ فِي‌ خَلْقِي‌ وَأَمِينِي‌ عَلَی وَحْيِي‌.

 وَأُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِي‌َ إلَی سَبِيلِي‌، وَالخَازِنَ لِعِلْمِي‌ الحَسَنَ.

 ثُمَّ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسَي‌ وَبِهَاءَ عِيسَي‌ وَصَبْرُ أَيُّوبَ.

 وَسَيَذِلُّ أَوْلِيَائِي‌ فِي‌ زَمَانِهِ، وَيَتَهادَوْنَ رُؤُوسَهُمْ كَمَا يَتَهَادَوْنَ رُؤُوسَ التُّرْكِ وَالدَّيْلَمِ، [29] فَيُقْتَلُونَ وَيُحَرَقُونَ وَيَكُونُونَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ وَجِلِينَ، تُصْبَغُ الارْضُ بِدِمَائِهِمْ ] وَيَنْشَأ [ الوَيْلُ وَالرَّنِينُ فِي‌ نِسَائِهِم‌. [30]

 أُولئِكَ أَوْلِيَائِي‌ حَقَّاً، بِهِمْ أَدْفَعُ كُلَّ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ حِنْدِسَ (كذا)، وَبِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلاَزِلَ، وَأَرْفَعُ الآصَارَ وَالاغلاَلَ. [31]

 أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِن‌ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ.

 قال‌ عبد الرحمن‌ بن‌ سالم‌: قال‌ أبو بصير: لو لم‌ تسمع‌ في‌ دهرك‌ إلاّ هذا الحديث‌ لكفاك‌، فَصُنْهُ إلاّ عن‌ أهله‌. [32]

 ورواه‌ المجلسيّ رضي‌ الله‌ عنه‌ عن‌ « إكمال‌ الدين‌ وإتمام‌ النعمة‌ »، و « عيون‌ أخبار الرضا » وهما للشيخ‌ الصدوق‌.

 ثمّ روي‌ مثله‌ عن‌ « الاحتجاج‌ » للطبرسي‌ّ، [33] و «الاختصاص‌» للمفيد بسند آخر، [34] و « الغيبة‌ » للشيخ‌ الطوسيّ بسند آخر أيضاً، [35] و « الغيبة‌ » للنعماني‌ّ أيضاً بسند آخر. [36] له‌ بعد ذلك‌ بيان‌ مفصّل‌ في‌ حلّ بعض‌ ما أشكل‌ منه‌. [37]

 وروي‌ المجلسيّ أيضاً في‌ « بحار الانوار » عن‌ « إكمال‌ الدين‌ »، و « عيون‌ أخبار الرضا »، عن‌ الطالقانيّ، عن‌ الحسن‌ بن‌ إسماعيل‌، عن‌ سعيدبن‌ محمّد القطان‌، عن‌ الروياني‌ّ، عن‌ عبد العظيم‌ الحسني‌ّ، عن‌ علي‌ّبن‌ الحسين‌بن‌ زيدبن‌ الحسن‌ بن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ قال‌: حدّثني‌ عبدالله‌بن‌ محمّدبن‌ جعفربن‌ محمّد، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ عليهما السلام‌ أنّ محمّدبن‌ علی باقر العلوم‌ جمع‌ ولده‌، وفيهم‌ عمّهم‌ زيد بن‌ علی عليه‌ السلام‌. ثمّ أخرج‌ إليهم‌ كتاباً بخطّ علی عليه‌ السلام‌ وإملاء رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، مكتوب‌ فيه‌: هَذَا كِتَابٌ مَن‌ الله‌ العزيز العليم‌ ـحديث‌ اللوح‌ إلی الموضع‌ الذي‌ يقـول‌ فـيـه‌:ـ وَأُولئـكَ هُـم‌ المهتـدون‌. ثـمّ قال‌ فـي‌ آخـره‌: قال‌ عبدالعظيم‌: العَجَبُ كُلُّ العجب‌ لمحمّد بن‌ جعفر وخروجه‌ وقد سمع‌ أباه‌ يقول‌ هذا ويحكيه‌؛ ثمّ قال‌: هذا سرّ الله‌ ودينه‌ ودين‌ ملائكته‌، فصُنه‌ إلاّ عن‌ أهله‌ وأوليائه‌. [38]

 وكذلك‌ رواه‌ الكليني‌ّ، [39] والشيخ‌ الطبرسي‌ّ. [40]

 وذكر إبراهيم‌ بن‌ محمّد بن‌ مؤيّد الحمّوئيّ حديثاً بعد الحديث‌ الاوّل‌ الذي‌ نقلناه‌ عنه‌ سابقاً، وقال‌: ] وبالسند المتقدّم‌ قال‌ ابن‌ بابويه‌ [: وحدّثنا علي‌ّبن‌ الحسين‌ ] شاذويه‌ [ المؤدِّب‌، وأحمد بن‌ هارون‌ الفاميّ رضي‌الله‌ عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر الحميريّ عن‌ أبيه‌، عن‌ جعفربن‌ محمّد بن‌ مالك‌ الفزاريّ الكوفيّ، عن‌ مالك‌ السلولي‌ّ، عن‌ دُرُسْت‌، عن‌ عبد الحميد، عن‌ عبد الله‌ بن‌ القاسم‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ جبلة‌، عن‌ أبي‌ السَّفَاتج‌، عن‌ جابر الجُعفيّ، عن‌ أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علی الباقر عليه‌ السلام‌، عن‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ قال‌:

 دخلتُ علی ] مولاتي‌ [ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ قُدَّامَهَا لَوْحٌ يَكَادُ ضَوْؤُهُ يَغْشَي‌ الاَبْصَارَ. فِيهِ اثْنَا عَشَرَ اسْماً: ثَلاَثَةٌ فِي‌ ظَاهِرِهِ، وَثَلاَثَةٌ فِي‌ بَاطِنِهِ، وَثَلاَثَةُ أَسْمَاءٍ فِي‌ آخِرِهِ، وَثَلاَثَةُ أَسْمَاءٍ فِي‌ طَرَفِهِ. فَعَدَّدْتُهَا فِإذَا هِي‌َ اثْنَا عَشَرَ.

 فَقُلْتُ: أَسْمَاءُ مَنْ هَذَا؟!

 قَالَتْ: هَذِهِ أَسْمَاءُ الاَوْصِيَاءِ: أَوَّلُهُمْ ابْنُ عَمِّي‌ وَأَحَدَ عَشَرَ وُلْدِي‌، آخِرُهُمُ القَائِمُ!

 قَالَ جَابِرٌ: فَرَأَيْتُ فِيهَا مُحَمَّداً مُحَمَّداً مَحَمَّداً فِي‌ ثَلاَثَةِ مَوَاضِعِ، وَعَلِيَّاً ] وَ [ عَلَيَّاً ] وَ [ عَلِيَّاً ] وَ [ عَلِيَّاً فِي‌ أَرْبَعَةِ مَواضِعَ. [41]

 ورواه‌ المجلسيّ بالسند نفسه‌ عن‌ كتاب‌ « إكمال‌ الدين‌ »، و « عيون‌ أخبار الرضا ». [42]

 ورواه‌ الحمّوئي‌ّ أيضاً عن‌ الشيخ‌ الصدوق‌ بالنحو الآتي‌: ] وقال‌ أيضاً [: وحدّثنا أحمد بن‌ محمّد بن‌ يحيي‌ العطّار رحمه‌ الله‌، قال‌: حدّثنا أبي‌ عن‌ محمّد بن‌ الحسين‌ بن‌ أبي‌ الخطّاب‌، عن‌ الحسن‌ بن‌ محبوب‌، عن‌ أبي‌ الجارود، عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌، عن‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ قال‌: دخلتُ علی فاطمة‌ عليها السلام‌، وَبَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ الاَوْصِيَاءِ: فَعَدَّدْتُ اثْنَي‌ عَشَرَ آخِرُهُمُ القَائِمُ. ثَلاَثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ، وَأَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ علی صَلَواتُ اللَهِ عَلَيْهِمْ. [43]

 ورواه‌ المجلسي‌ّ أيضاً بالسند ذاته‌ عن‌ « إكمال‌ الدين‌ »، و « عيون‌ أخبار الرضا ». [44]

 وكذلك‌ رواه‌ عن‌ خصال‌ الصدوق‌ بسند آخر، [45] وعن‌ «إكمال‌ الدين‌ » بسندين‌، [46] وعن‌ « عيون‌ » بسند آخر، [47] وعن‌ «الغَيبة‌» للشيخ‌ الطوسيّ بسند آخر. [48]

 ومن‌ الجدير ذكره‌ أنّ الحمّوئيّ روي‌ حديثاً رابعاً تحت‌ التسلسل‌ 435 عن‌ الشيخ‌ الصدوق‌ بعد الاحاديث‌ الثلاثة‌ المتقدّمة‌. ومضمونه‌ مفصّل‌ رائع‌. روي‌ فيه‌ أسماء الائمّة‌ وكُناهم‌، وأسماء أُمّهاتهم‌ عن‌ جابر، في‌ لوح‌ فاطمة‌ عليها السلام‌. [49] بَيدَ أنّا لم‌ نورده‌ هنا لا نّنا سبق‌ أن‌ نقلناه‌ في‌ الجزء الثالث‌ عشر من‌ كتابنا هذا: « معرفة‌ الإمام‌ » الدرس‌ 191 إلی الدرس‌ 195، فلاحاجة‌ إلی تكراره‌.

 ورواه‌ المجلسي‌ّ في‌ « بحار الانوار » بسند الحمّوئيّ نفسه‌ عن‌ الشيخ‌ الصدوق‌. [50]

 ومن‌ الحري‌ّ بالذكر أيضاً أنّ الاخبار الواردة‌ عن‌ الرسائل‌ السماويّة‌ المختومة‌ بشأن‌ ولاية‌ أمير المؤمنين‌ وإمامة‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر بأسمائهم‌ وعلاماتهم‌، التي‌ كان‌ يأتي‌ بها جبرئيل‌ كلاّ علی حدة‌، هي‌ غير الاخبار الواردة‌ عن‌ اللوح‌، مع‌ أنّ المجلسي‌ّ رضي‌ الله‌ عنه‌ ذكرها كلّها في‌ باب‌ واحد لاشتراكها في‌ المفاد والمضمون‌. ونتبرّك‌ فيما يأتي‌ بذكر عدد من‌ أحاديث‌ الخواتيم‌ لمزيد البصيرة‌.

حديث‌ الرسائل‌ السماويّة‌ المختومة‌ في‌ ولاية‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر

 روي‌ المجلسي‌ّ رحمه‌ الله‌ عن‌ « إكمال‌ الدين‌ »، و « الامالي‌» للشيخ‌ الصدوق‌ عن‌ ابن‌ الوليد، عن‌ ابن‌ أبان‌، عن‌ الحسين‌ بن‌ سعيد، عن‌ محمّدبن‌ الحسين‌ الكنانيّ، عن‌ جدّه‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، قَالَ:

 إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَی نَبِيِّهِ كِتَاباً قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ المَوْتُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! هَذَا الكِتَابُ وَصِيَّتُكَ إلَی النَّجِيبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ!

 فَقَالَ: وَمَنِ النَّجِيبُ مِنْ أَهْلِي‌ يَا جَبْرَئِيلُ؟!

 فَقَالَ: علی بْنُ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَكَانَ عَلَی الكِتَابِ خَوَاتِيمُ [51] مِنْ ذَهَبٍ. فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيِهِ وَآلِهِ إلَی عَلَی عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهَا وَيَعْمَلَ بِمَا فِيهِ.

 فَفَكَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَاتَماً وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ. ثُمَّ دَفَعَهُ إلَی ابْنِهِ الحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَكَّ خَاتَماً وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ.

 ثُمَّ دَفَعَهُ إلَی الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ: أَنِ اخْرُجْ بِقَوْمٍ إلَی الشَّهَادَةِ، فَلاَ شَهَادَةَ لَهُمْ إلاَّ مَعَكَ، وَاشْرِ نَفْسَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَفَعَلَ.

 ثُمَّ دَفَعَهُ إلَی علی بْنِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ: اصْمُتْ وَالزَمْ مَنْزِلَكَ، وَاعْبُد رَبَّكَ حَتَّي‌ يَأْتِيَكَ اليَقِينُ، فَفَعَلَ.

 ثُمَّ دَفَعَهُ إلَی مُحَمَّدُ بْنِ علی عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ: حَدِّثِ النَّاسَ وَأَفْتِهِمْ وَلاَ تَخَافَنَّ إلاَّ اللَهَ، فَإنَّهُ لاَ سَبِيلَ لاِحَدٍ عَلَيْكَ!

 ثُمَّ دَفَعَهُ إلَی فَفَكَكْتُ خَاتَماً فَوَجَدْتُ فِيهِ: حَدِّثِ النَّاسَ وَأفْتِهِمْ وَانْشُرْ عُلُومَ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَصَدِّقْ آبَاءَكَ الصَّالِحِينَ، وَلاَ تَخَافَنَّ أَحَداً إلاَّ اللَهَ، وأَنْتَ فِي‌ حِرْزٍ وَأَمَانٍ؛ فَفَعَلْتُ.

 ثُمَّ ادْفَعْهُ إلَی مُوسَي‌ بْنِ جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ يَدْفَعُهُ مُوسَي‌ إلَی الَّذِي‌ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ كَذَلِكَ أَبَداً إلَی قِيَامِ المَهْدِي‌ِّ. [52]

 وذكر مثله‌ عن‌ أمالي‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ، عن‌ الصدوق‌، عن‌ ابن‌ الوليد. [53] وروي‌ المجلسي‌ّ هذا المضمون‌ أيضاً بسندٍ عن‌ « علل‌ الشرائع‌ »، [54] وبسند آخر عن‌ « إكمال‌ الدين‌ » [55] باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌. [56]

 ورواه‌ باختلاف‌ كبير في‌ اللفظ‌ واتّحاد المضمون‌ عن‌ « الغَيبة‌» للنعماني‌ّ [57]. وروي‌ مضمونه‌ أيضاً بسندين‌ آخرين‌ مختصرين‌ عن‌ الكتاب‌ المذكور نفسه‌. [58]

 أجل‌، تبيّن‌ ممّا ذكرناه‌ أنّ أوّل‌ مدوِّنٍ في‌ الإسلام‌ هو أميرالمؤمنين‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ من‌ خلال‌ تدوين‌ كتاب‌ « الجامعة‌ »، و « الجفر »، و « كتاب‌ الستِّين‌ » في‌ علوم‌ القرآن‌، وكتاب‌ « الديات‌ » وكتاب‌ « الفرائض‌ والمواريث‌ »، و « مصحف‌ فاطمة‌ »، ومجموع‌ رسائله‌ وعهوده‌ التي‌ بعثها إلی ولاته‌ علی الامصار، ومنها عهده‌ إلی مالك‌ الاشتر رضوان‌الله‌ عليه‌ حين‌ ولاّه‌ أمر مصر، فهو عليه‌ السلام‌ الحائز علی المقام‌ الاوّل‌ في‌ الكتابة‌ والتأليف‌ والتصنيف‌ والتدوين‌ حقّاً.

 ويأتي‌ بعده‌ أبو رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ الذي‌ كان‌ من‌ شيعة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ المخلَصين‌، إذ زاول‌ التدوين‌ سواء في‌ حياة‌ النبي‌ّ. أم‌ بعد وفاته‌. وذكر المرحوم‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر ترجمته‌ كما يأتي‌:

أبو رافع‌ أوّل‌ مؤلّف‌ بين‌ الشيعة‌ بعد أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌

أبو رافع‌ مولي‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌أوّل‌ مَن‌ دوّن‌ الحديث‌

 وأوّل‌ من‌ دوّن‌ الحديث‌ من‌ شيعة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بعده‌ أبو رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. قال‌ النجاشيّ في‌ أوّل‌ كتابه‌ « فهرس‌ أسماء المصنّفين‌ من‌ الشيعة‌ » ما نصّه‌:

 الطبقة‌ الاُولي‌ أبو رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌. واسمه‌ أسلم‌، كان‌ للعبّاس‌ بن‌ عبد المطّلب‌ رحمه‌ الله‌ فوهبه‌ للنبيّ. فلمّا بُشِّر النبيّ بإسلام‌ العبّاس‌، أعتقه‌. أَسْلَمَ أبو رافع‌ قديماً بمكّة‌، وهاجر إلی المدينة‌. وشهد مع‌ النبي‌ّ مشاهده‌، ولزم‌ أمير المؤمنين‌ من‌ بعده‌. وكان‌ من‌ خيار الشيعة‌، وشهد معه‌ حروبه‌، وكان‌ صاحب‌ بيت‌ ماله‌ بالكوفة‌. وابناه‌ عبيدالله‌ وعلي‌ّ كاتبا أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌... إلی أن‌ قال‌:

 ولابي‌ رافع‌ كتاب‌ « السُّنن‌ والاحكام‌ والقضايا »، ثمّ ذكر إسناده‌ إليه‌ باباً باباً: الصلاة‌، والصيام‌، والحجّ، والزكاة‌، والقضايا.

 قال‌ الحافظ‌ ابن‌ حجر في‌ « التقريب‌ »: أبو رافع‌ القبطي‌ّ مولي‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: اسمه‌ إبراهيم‌؛ وقيل: أسلم‌، أو ثابت‌، أو هرمز. مات‌ في‌ أوّل‌ خلافة‌ علی علی الصحيح‌.

 قلتُ: أوّل‌ خلافة‌ علی أمير المؤمنين‌ سنة‌ خمس‌ وثلاثين‌ من‌ الهجرة‌، فلا أقدم‌ من‌ أبي‌ رافع‌ في‌ التأليف‌ بالضرورة‌. [59] وقال‌ السيّد الصدر أيضاً:

الصَّحِيفَةُ الاُولَي‌

في‌ أوّل‌ مَن‌ جمع‌ الحديث‌؛ ورتّبه‌ بالابواب‌ من‌ الصحابة‌

الشيعة‌ هو أبو رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌

 قال‌ النجاشـي‌ّ في‌ كتاب‌ « فهرس‌ أسـماء المصـنّفين‌ من‌ الشـيعة‌ » ما لفظـه‌: ولابـي‌ رافـع‌ مـولي‌ رسـول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسـلّم‌ كتاب‌ « السُّنن‌ والاحكام‌ والقضايا ». ثمّ ذكر النجاشي‌ّ إسناده‌ إلی رواية‌ الكتاب‌ باباً باباً.

 وذكر المرحوم‌ الصدر هنا ما نقلناه‌ سلفاً نصّاً. ثمّ قال‌: فلا أقدم‌ منه‌ في‌ ترتيب‌ الحديث‌ وجمعه‌ بالابواب‌ بالاتّفاق‌، لانّ المذكورين‌ في‌ أوّل‌ من‌ جمع‌، كلّهم‌ في‌ أثناء المائة‌ الثانية‌، كما في‌ « التدريب‌ » للسيوطي‌ّ.

 وحكي‌ فيه‌ عن‌ ابن‌ حجـر في‌ « فتـح‌ الباري‌ » أنّ أوّل‌ مـن‌ دوّنه‌ بأمر عمربن‌ عبدالعزيز: ابن‌ شهاب‌ الزهري‌ّ، فيكون‌ في‌ ابتداء رأس‌ المائة‌، لانَّ خلافة‌ عمر كانت‌ سنة‌ ثمان‌ أو تسع‌ وتسعين‌، ومات‌ سنة‌ إحدي‌ ومائة‌. ولنا فيما أفاده‌ ابن‌ حجر إشكال‌ ذكرناه‌ في‌ الاصل‌ ( كتاب‌ « تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌ »). [60]

 وسار آية‌ الله‌ السيّد عبد الحسين‌ شرف‌ الدين‌ العاملي‌ّ علی هذا المنوال‌ أيضاً، فقال‌ في‌ كتاب‌ « الفصول‌ المهمّة‌ »: أبو رافع‌ القبطي‌ّ مولي‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، واسمه‌ أسلم‌، أو إبراهيم‌، وقيل‌: هرمز، وقيل‌: ثابت‌، وقيل‌ غير ذلك‌. وله‌ أولاد وأحفاد كلّهم‌ خصّيصون‌ بأهل‌ البيت‌، ومنقطعون‌ إليهم‌.

 أمّا أولاده‌: فرافع‌، والحسن‌، والمغيرة‌، وعبيد الله‌ ( الذي‌ أفرد كتاباً فيمن‌ حضر صفّين‌ مع‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ من‌ الصحابة‌، وقد نقل‌ عنه‌ صاحب‌ « الإصابة‌ » وغيره‌ )، وعلي‌ّ الذي‌ أ لّف‌ كتاباً في‌ فنون‌ الفقه‌ علی مذهب‌ أهل‌ البيت‌، وهو أوّل‌ كتاب‌ فقهي‌ّ عُمل‌ في‌ الإسلام‌ بعد « صحيفة‌ علی عليه‌ السلام‌ ».

 وأمّا أحفاد أبي‌ رافع‌: فالحسن‌، وصالح‌، وعبيد الله‌ أولاد علي‌ّبن‌ أبي‌ رافع‌، والفضل‌ بن‌ عبيد الله‌ بن‌ أبي‌ رافع‌، ولهم‌ ذرّيّة‌ كلّها صالحة‌. [61]

 

  

 وأشار إلی هذه‌ الحقيقة‌ صديقنا الاكرم‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ السيّد محمّدعلي‌ّ القاضي‌ الطباطبائيّ التبريزيّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ تعليقته‌ علی كتاب‌ « جنّة‌ المأوي‌ » في‌ آخر تعريفه‌ وثنائه‌ علی « كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلالي‌ّ ». وفيما يأتي‌ نصّ كلامه‌:

 كتاب‌ جليل‌ معتمد، صنّفه‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ المتوفّي‌ حدود سنة‌ 90ه. من‌ أولياء أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وصاحبه‌، ومن‌ خواصّه‌.

 وكتابه‌ من‌ الاُصول‌ الشهيرة‌ المعتمدة‌ عند الخاصّة‌ والعامّة‌. قال‌ الإمام‌ الكبير النعمانيّ رحمه‌ الله‌ في‌ كتابه‌ « الغَيبة‌ » ما هذا لفظه‌: وليس‌ بين‌ جميع‌ الشيعة‌ ممّن‌ حمل‌ العلم‌ ورواه‌ عن‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ خلاف‌ في‌ أنّ « كتاب‌ سُليم‌بن‌ قيس‌ الهلالي‌ّ » أصل‌ من‌ أكبر كتب‌ الاُصول‌ التي‌ رواها أهل‌ العلم‌ وحملة‌ حديث‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ وأقدمها، لانّ جميع‌ ما اشتمل‌ عليه‌ الاصل‌ إنّما هو من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، وأميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، والمقداد، وسلمان‌ الفارسيّ، وأبي‌ ذرّ، ومن‌ جري‌ مجراهم‌ ممّن‌ شهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، وأمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وسمع‌ منهما. وهو من‌ الاُصول‌ التي‌ ترجع‌ الشيعة‌ إليها وتعوّل‌ عليهاـ انتهي‌.

 وقال‌ ابن‌ النديم‌ في‌ « الفهرست‌ »: هو أوّل‌ كتاب‌ ظهر للشيعة‌. ومراده‌ أنّه‌ أوّل‌ كتاب‌ ظهر فيه‌ أمر الشيعة‌، كما أُشير إليه‌ في‌ الحديث‌ المرويّ عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ توصيفه‌ بأ نّه‌ أبجد الشيعة‌.

 قال‌ عليه‌ السلام‌:

 مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِـنْ شِيعَتِنَا وَمُحِبِّينَا «كِتَابُ سُلَيْمِ ابْن‌ قَيْسٍ الهِلاَلِي‌ّ» فَلَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ أَمْرِنَا شَي‌ءٌ وَلاَ يَعْلَمُ مِنْ أَسْبَابِنَا شَيْئاً؛ وَهُوَ أَبْجَدُ الشِّيعَةِ، وَهُوَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

 وقال‌ القاضي‌ بدر الدين‌ السبكيّ المتوفّي‌ سنة‌ 769 ه في‌ كتابه‌: « محاسن‌ الوسائل‌ في‌ معرفة‌ الاوائل‌ »: إنّ أوّل‌ كتاب‌ صنّف‌ للشيعة‌ هو « كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلالي‌ّ » ـ انتهي‌.

تقدّم‌ سنن‌ أبي‌ رافع‌ علی كتاب‌ سُلَيم‌

 ولكن‌ القاري‌ العزيز خبير أنّ « كتاب‌ السُّنن‌ » تصنيف‌ أبي‌ رافع‌ المتوفّي‌ في‌ العقد الرابع‌ [62] الذي‌ اشتري‌ معاوية‌ داره‌ بعد موته‌ هو مقدّم‌ عادةً علی تصنيف‌ سُليم‌ المتوفّي‌ سنة‌ 90ه. [63]

 وصرّح‌ العالم‌ الخبير السيّد محمّد صادق‌ بحر العلوم‌ بهذه‌ الحقيقة‌ في‌ مقدّمة‌ « كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ »، ونقل‌ نفس‌ عبارات‌ ابن‌ النديم‌ في‌ « الفهرست‌ » وعبارات‌ القاضي‌ بدر الدين‌ السبكيّ، ثمّ أشار إلی تقدّم‌ أبي‌ رافع‌ في‌ التصنيف‌. [64]

 واعترف‌ محمّد عجّاج‌ الخطيب‌ بهذه‌ الحقيقة‌ طوعاً أم‌ كرهاً، وهو الذي‌ يُصرّ إصراراً تامّاً علی تدوين‌ الحديث‌ عند أهل‌ السُّنَّة‌. قال‌: وكان‌ عند أبي‌ رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ ( سنة‌ 35 ه ) [65] كتاب‌ فيه‌ استفتاح‌ الصلاة‌، دفعه‌ إلی أبي‌ بكر بن‌ عبد الرحمن‌ بن‌ الحارث‌ ( سنة‌ 94ه ) [66] أحد الفقهاء السبعة‌. [67]

التدوين‌ عند أهل‌ السنّة‌ كان‌ بعد قرنين‌

 وأورد ذلك‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر تحت‌ عنوان‌: تَقَدُّمُ الشِّيعَةِ فِي‌ تأَسِيسِ عُلُومِ الحَدِيثِ، وفي‌ ذيله‌ المعنون‌: أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الحَدِيثَ النَّبَوِي‌َّ، وتحته‌ عبارة‌: الصحيفة‌ الاُولي‌ في‌ أوّل‌ من‌ جمَعَ الحديث‌ النبوي‌ّ في‌ الإسلام‌ ودوّنه‌، وذكر فيها أبا رافع‌ كأوّل‌ مدوِّن‌. ثمّ تحدّث‌ مستدلاّ عن‌ تأخّر أهل‌ السنّة‌ عن‌ تدوين‌ الحديث‌ وجمعه‌ قرنين‌ من‌ الزمان‌؛ ويردّ بشدّة‌ علی السيوطي‌ّ الذي‌ يقول‌: وأمّا ابتداء تدوين‌ الحديث‌ فإنّه‌ وقع‌ في‌ رأس‌ المائة‌ في‌ خلافة‌ عمر بن‌ عبد العزيز بأمره‌.

 قال‌ رحمه‌ الله‌: وأوّل‌ من‌ دوّن‌ الحديث‌ من‌ شيعة‌ أميرالمؤمنين‌ بعده‌ أبو رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌. وبعد أن‌ شرح‌ تأخّر أهل‌ السنّة‌ في‌ التدوين‌. رجع‌ إلی أبي‌ رافع‌ فذكر خصائص‌ تأليفه‌، وقد مرّ ذكره‌.

 أمّا ما استدلّ به‌ علی تأخّر أهل‌ السنّة‌، فهو قوله‌: وقد وهم‌ الحافظ‌ جلال‌الدين‌ السيوطيّ في‌ كتابه‌ « تدريب‌ الراوي‌ » حيث‌ زعم‌ أنّ ابتداء تدوين‌ الحديث‌ وقع‌ في‌ رأس‌ المائة‌.

 قال‌: وأمّا ابتداء تدوين‌ الحديث‌، فإنّه‌ وقع‌ في‌ رأس‌ المائة‌ في‌ خلافة‌ عمربن‌ عبد العزيز بأمره‌؛ ففي‌ « صحيح‌ البخاري‌ّ » في‌ أبواب‌ العلم‌: وكتب‌ عمر بن‌ عبد العزيز إلی أبي‌ بكر بن‌ حزم‌: انظر ما كان‌ من‌ حديث‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ فاكتبه‌، فإنّي‌ خفتُ دروس‌ العلم‌ وذهاب‌ العلماء!

 وأخرجه‌ أبو نعيم‌ في‌ « تاريخ‌ إصفهان‌ » بلفظ‌: كتب‌ عمربن‌ عبدالعزيز إلی الآفاق‌: انظروا حديث‌ رسول‌ الله‌ فاجمعوه‌!

 قال‌ في‌ « فتح‌ الباري‌ »: يستفاد من‌ هذا ابتداء تدوين‌ الحديث‌ النبوي‌ّ. ثمّ أفاد أنّ أوّل‌ من‌ دوّنه‌ بأمر عمر بن‌ عبد العزيز، ابن‌ شهاب‌ـ ( انتهي‌ ما في‌ « تدريب‌ الراوي‌ »).

 قال‌ السيّد حسن‌ الصدر: قلتُ: كانت‌ خلافة‌ عمر بن‌ عبدالعزيز سنتين‌ وخمسة‌ أشهر، مبدؤها عاشر صفر سنة‌ ثمان‌ أو تسع‌ وتسعين‌. ومات‌ سنة‌ إحدي‌ ومائة‌ لخمس‌ أو لستّ مضين‌، وقيل‌: لعشر بقين‌ من‌ رجب‌. ولم‌ يؤرّخ‌ زمان‌ أمره‌، ولا نقل‌ ناقل‌ امتثال‌ أمره‌ بتدوين‌ الحديث‌ في‌ زمانه‌.

 والذي‌ ذكره‌ الحافظ‌ ابن‌ حجر من‌ باب‌ الحدس‌ والاعتبار، لا عن‌ نقل‌ العمل‌ بأمره‌ بالعيان‌. ولو كان‌ له‌ عند أهل‌ العلم‌ بالحديث‌ أثر بالعيان‌ لما نصّوا علی أنّ الإفراد لحديث‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ كان‌ علی رأس‌ المائتين‌ كما اعترف‌ به‌ شيخ‌ الإسلام‌ وغيره‌. قال‌: فأوّل‌ من‌ جمع‌ الآثار ابن‌ جُرَيح‌ بمكّة‌، وابن‌ إسحاق‌ أو مالك‌ بالمدينة‌، والربيع‌ بن‌ صبيح‌، أو سعيدبن‌ أبي‌ عروبة‌، أو حمّاد بن‌ سلمة‌ بالبصرة‌، وسفيان‌ الثوريّ بالكوفة‌، والاوزاعيّ بالشام‌، وهيثم‌ بواسط‌، ومَعْمَر باليمن‌، وجرير بن‌ عبدالحميد بالري‌، وابن‌ المبارك‌ بخراسان‌. قال‌ العراقي‌ّ وابن‌ حجر: وكان‌ هؤلاء في‌ عصر واحد، فلا ندري‌ أيّهم‌ أسبق‌؟

 قال‌ ابن‌ حجر: إلی أن‌ رأي‌ بعض‌ الائمّة‌ أن‌ تفرد أحاديث‌ النبيّ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ خاصّة‌، وذلك‌ في‌ رأس‌ المائتين‌ وعدّد جماعة‌. وقال‌ الطيّبي‌ّ: أوّل‌ من‌ كتبه‌ وصنّف‌ من‌ السلف‌ ابن‌ جُرَيح‌. وقيل‌: مالك‌، وقيل‌: الربيع‌ بن‌ صبيح‌. ثمّ انتشر التدوين‌ وظهرت‌ فوائده‌ـ ( انتهي‌ ).

 ويقول‌ المرحوم‌ الصدر هنا لتأييد كلامه‌: ألا تراه‌ لم‌ يذكر تدوين‌ أحد قبل‌ ابن‌ جريح‌؟!

 وكذلك‌ الحافظ‌ الذهبيّ في‌ « تذكرة‌ الحفّاظ‌ » نصّ أنّ أوّل‌ زمن‌ التصنيف‌ وتدوين‌ السُّنن‌ وتأليف‌ الفروع‌ بعد انقراض‌ دولة‌ بني‌ أُميّة‌ وتحوّل‌ الدولة‌ إلی بني‌ العبّاس‌. قال‌: ثمّ كثر ذلك‌ في‌أيّام‌ الرشيد. وكثرت‌ التصانيف‌، وأخذ حفظ‌ العلماء ينقص‌. فلمّا دوّنت‌ الكتب‌ اتّكل‌ عليها. وإنّما كان‌ قبل‌ ذلك‌ علم‌ الصحابة‌ والتابعين‌ في‌ الصدور، فهي‌ كانت‌ في‌ خزائن‌ العلم‌ لهم‌ـ ( انتهي‌ كلام‌ الذهبي‌ّ ).

 ولا يُقاس‌ بالذهبيّ غيره‌ في‌ الخبرة‌ بالتواريخ‌ في‌ أمثال‌ هذه‌ الاُمور، فلم‌يذكر ما ذكره‌ السيوطيّ، بل‌ كلّ مَن‌ كتب‌ في‌ الاوائل‌ من‌ علماء السنّة‌ لم‌يذكره‌. اللهمّ إلاّ أن‌ يقال‌ باستبعاد عدم‌ الاخذ بقول‌ مثل‌ عمربن‌ عبدالعزيز. فلعلّه‌ جُمع‌ بعده‌، فلا يكون‌ الحكم‌ بجمعه‌ في‌ رأس‌ المائة‌ من‌ القول‌ السديد المحقّق‌. عصمنا الله‌ من‌ التسرّع‌ في‌ القول‌.

 إذا عرفتَ هذا فاعلم‌ أنّ الشيعة‌ أوّل‌ من‌ تقدّم‌ في‌ جمع‌ الآثار والاخبار، في‌ عصر خلفاء النبيّ المختار عليه‌ وعليهم‌ الصلاة‌ والسلام‌ اقتدوا بإمامهم‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. فإنّه‌ عليه‌ السلام‌ صنّف‌ فيه‌ علی عهد رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌.

 وذكر المرحوم‌ الصدر هنا شرحاً حول‌ تدوين‌ « الجامعة‌ » عن‌ أصل‌ « بصائر الدرجات‌ ». ثمّ تحدّث‌ عن‌ تدوين‌ أبي‌ رافع‌ مفصّلاً. [68]

 

ارجاعات


[1] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285، طبعة‌ الكمباني‌ّ، وفي‌ طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ ج‌ 26، ص‌ 45، الحديث‌ 79؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 42.

[2] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285، وفي‌ طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌: ج‌ 26، ص‌ 41، الحديث‌ 72؛ و«بصائر الدرجات‌»، ص‌ 42.

[3] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285، طبعة‌ الكمباني‌ّ، و: ج‌ 26، ص‌ 44، الحديث‌ 77، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 43.

[4] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 285، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 41 و 42، الحديث‌ 73، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌، و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 42.

[5] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 286، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 26، ص‌ 48، الحديث‌ 91، الطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«بصائر الدرجات‌» ص‌ 44.

[6] ـ الآية‌ 7، من‌ السورة‌ 28: القصص‌.

[7] ـ اكْتَوَي‌: تَمَدَّح‌ نفسه‌ بما ليس‌ فيه‌. تَمَدَّحَ: افتخر بما ليس‌ عنده‌.

[8] ـ «أعيان‌ الشيعة‌» القسم‌ الاوّل‌ من‌ ج‌ 1، ص‌ 353 إلی 358، الطبعة‌ الثانية‌، مطبعة‌ ابن‌ زيدون‌، دمشق‌، سنة‌ 1363.

[9] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: رواه‌ الصدوق‌ في‌ الحديث‌ الاوّل‌ من‌ المجلس‌ 63 من‌ أماليه‌، ص‌ 359، طبعة‌ الغري‌، وليس‌ فيه‌ قوله‌: «أنبأنا أبي‌».

[10] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: ولهذا الصدر شواهد كثيرة‌ مذكورة‌ في‌ تفسير قوله‌ تعالي‌: وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَ ' عِيَةٌ، الآية‌ 12، من‌ السورة‌ 69: الحاقّة‌، من‌ كتاب‌ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 2، ص‌ 272؛ وفي‌ الباب‌ 69 من‌ كتاب‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 366.

[11] ـ «فرائد السمطين‌» للحمّوئيّ، من‌ أعلام‌ القرنين‌ السابع‌ والثامن‌. ولد سنة‌ 644 ه، وتوفّي‌ سنة‌ 730 ه، ج‌ 2، ص‌ 259، الباب‌ 50.

[12] ـ ذكر المرحوم‌ السيّد محسن‌ الامين‌ كيفيّة‌ محاسبة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ بخصائصها في‌ «أعيان‌ الشيعة‌» القسم‌ الاوّل‌ من‌ ج‌ 1، ص‌ 358 و 359، عن‌ الكليني‌ّ في‌ «الكافي‌». ولم‌ نذكر هنا هذه‌ المحاسبة‌ المنطقيّة‌ الدقيقة‌ ضمن‌ بيانه‌ في‌ تضاعيف‌ «مصحف‌ فاطمة‌» مراعاة‌ للاءيجاز.

[13] ـ أقول‌: لا جَرَمَ أنّ هذه‌ الآية‌ من‌ وضع‌ عائشة‌ عندما عرفت‌ أن‌ لا نصيب‌ لابيها أبي‌ بكر من‌ الصلاة‌ النازلة‌ علی النبي‌ّ في‌ القرآن‌ بعدما علمت‌ بكيفيّتها وبإلحاق‌ النبي‌ّ الصلاة‌ علی آل‌ محمّد بها. وما كان‌ له‌ أن‌ يزيد عليها: وَعَلَي‌ أَبِي‌ بَكر الصدِّيق‌. فلهذا لمّا كان‌ أبو بكر يصلّي‌ في‌ الصفّ الاوّل‌ دائماً، عمّمت‌ ابنته‌ الصلاة‌ علی جميع‌ المصلّين‌ في‌ الصفّ الاوّل‌ ليكون‌ لابيها حظّ منها.

[14] ـ «الشيعة‌ في‌ الميزان‌» القسم‌ الاوّل‌: «الشيعة‌ والتشيّع‌» ص‌ 57 إلی 62، والطبعة‌ المستقلّة‌ لكتاب‌ «الشيعة‌ والتشيّع‌» ص‌ 56 إلی 63.

[15] ـ «الإمام‌ جعفر الصادق‌» ص‌ 200، طبعة‌ القاهرة‌، سنة‌ 1397، جمهورية‌ مصر العربيّة‌، المجلس‌ الاعلي‌ للشؤون‌ الإسلاميّة‌.

[16] ـ قال‌ المعلّق‌ في‌ الهامش‌: رواه‌ في‌ الباب‌ 28 من‌ كتاب‌ «إكمال‌ الدين‌» ص‌ 179، ط‌ 1، و: ص‌ 301، ط‌ 3؛ ورواه‌ أيضاً في‌ الحديث‌ الثاني‌ من‌ الباب‌ السادس‌ من‌ كتاب‌ «عيون‌ أخبار الرضا عليه‌ السلام‌» ص‌ 34؛ ورواه‌ أيضاً الشيخ‌ الطوسي‌ّ بسند آخر في‌ الجزء 11 من‌ أماليه‌: ج‌ 1، ص‌ 297.

[17] ـ ومثله‌ في‌ هامش‌ الطبعة‌ الاُولي‌ من‌ كتاب‌ «إكمال‌ الدين‌»، ولكن‌ عقّبه‌ بـ«خ‌ ل‌»، وفي‌ متنه‌: «عن‌ أبي‌ الحسن‌ صالح‌ بن‌ أبي‌ حمّاد...».

[18] ـ كذا في‌ نسخة‌ السيّد علی نقي‌، ومتن‌ «إكمال‌ الدين‌»، وفي‌ هامشه‌ عن‌ «خ‌ ل‌»، ومثله‌ في‌ نسخة‌ طهران‌ من‌ «فرائد السمطين‌»: «والحسين‌ بن‌ إبراهيم‌ ناتانة‌».

[19] ـ كذا في‌ الاصل‌، وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: ليسرّني‌ بذلك‌....

[20] ـ كذا في‌ الاصل‌ عدا ما بين‌ المعقوفات‌، وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: فقال‌ له‌: يا جابر! انظر أنت‌ في‌ كتابك‌ لاقرأه‌ أنا عليك‌، فنظر جابر في‌ نسخته‌، فقرأه‌ عليه‌ أبي‌ عليه‌ السلام‌. فوالله‌ ما خالف‌ حرف‌ حرفاً. قال‌ جابر: فإنّي‌ أشهد بالله‌ أ نّي‌ هكذا رأيته‌ في‌ اللوح‌ مكتوباً.

[21] ـ كذا في‌ الاصل‌؛ وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: وابنه‌ سميّ جدّه‌ المحمود، وفي‌ هامشه‌: وابنه‌ شبه‌ (خ‌ ل‌).

[22] ـ كذا في‌ الاصل‌؛ وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: «لحكمتي‌».

[23] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: كذا في‌ الاصل‌. وأقول‌: الحِنْدِس‌: الليل‌ الشديد الظُّلمة‌. ج‌: حنادس‌؛ وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: وانتجبتُ بعدهُ فتاةً لانّ حفظه‌ فرضٌ لا ينقطع‌ وحجَّة‌ لاتخفي‌ وأنّ أوليائي‌ لا ينقطع‌ أبداً.

[24] ـ هذا هو الظاهر الموافق‌ لـ«إكمال‌ الدين‌» غير أنّ فيه‌: بكُلّ أوليائي‌؛ وفي‌ أصلَي‌ كليهما: إنَّ المكذِّبَ بالثلاثة‌....

[25] ـ ومثله‌ في‌ متن‌ «إكمال‌ الدين‌»، وفي‌ هامشه‌: وَأَمْتَحِنُهُ (خ‌ ل‌).

[26] ـ عفريت‌: خبيث‌ منكر. النافذ في‌ الامر مع‌ دُهاء، سواء كان‌ من‌ الجنّ أم‌ الاءنس‌ أم‌ الشياطين‌. جمعه‌: عَفاريت‌، ومؤنّثه‌: عِفْرِيتَة‌.

[27] ـ كذا في‌ الاصلَين‌؛ وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: حكمتي‌.

[28] ـ هذا هو الظاهر الموافق‌ لـ«إكمال‌ الدين‌»، وفي‌ الاصلَين‌: فجعلتُ الجنَّةَ... أهل‌ بيتي‌. راجع‌: الحديث‌ 2، الباب‌ 6، «عيون‌ الاخبار» ص‌ 34، والجزء 11 من‌ «أمالي‌ الطوسي‌ّ» ج‌ 1، ص‌ 297.

[29] ـ كذا في‌ الاصلَين‌، وفي‌ «إكمال‌ الدين‌»: وستذلّ أوليائي‌ في‌ زمانه‌ ويتهادون‌ ] ويتهادي‌ (خ‌ ل‌) [ رؤوسهم‌ كما تتهادي‌ رؤوس‌ الترك‌ والديلم‌.

[30] ـ ما بين‌ المعقوفين‌ ها هنا وما تقدّم‌ من‌ هذا الحديث‌ مأخوذ من‌ كتاب‌ «إكمال‌ الدين‌»، وفيه‌ أيضاً: تصبغ‌ الارض‌ من‌ دمائهم‌....

[31] ـ ومثله‌ في‌«إكمال‌ الدين‌»، ولكن‌ في‌ نسخة‌ منه‌ ـكما ذكرها في‌ هامشه‌ـ: وأرفع‌ القيود والاغلال‌.

[32] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 136 إلی 139، الباب‌ 32.

[33] ـ «الاحتجاج‌» ص‌ 41 و 42.

[34] ـ «الاختصاص‌» ص‌ 210 إلی 212.

[35] ـ «الغَيبة‌» ص‌ 101 إلی 103.

[36] ـ «الغَيبة‌» ص‌ 29 إلی 31.

[37] ـ «بحار الانوار» تاريخ‌ أمير المؤمنين‌، باب‌ 40، في‌ نصوص‌ الله‌ علی الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ من‌ خبر اللوح‌ والخواتيم‌، ج‌ 9، ص‌ 120 و 121، طبعة‌ الكمباني‌ّ؛ وفي‌ طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌: ج‌ 36، ص‌ 195 إلی 200؛ و«إكمال‌ الدين‌» ص‌ 179 و 180؛ و«عيون‌ أخبار الرضا» ص‌ 25 إلی 27.

[38] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 121 و 122، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 36، ص‌ 201، الطبعة‌ الحيدريّة‌. وذكر الشيخ‌ القمّيّ إجمال‌ هذا الحديث‌ عن‌ عبد العظيم‌ الحسنيّ في‌ ج‌ 2، ص‌ 516، من‌ «سفينة‌ البحار»، مادّة‌ لوح‌.

[39] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 527 و 528.

[40] ـ «إعلام‌ الوري‌ بأعلام‌ الهدي‌» ص‌ 371 إلی 373.

[41] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 139، الحديث‌ 433.

[42] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 122، طبعة‌ الكمباني‌ّ، و: ج‌ 36، ص‌ 201، الحديث‌ 4، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«إكمال‌ الدين‌» ص‌ 181؛ و«عيون‌ أخبار الرضا» ص‌ 28. وذكره‌ الشيخ‌ الطبرسي‌ّ في‌ «إعلام‌ الوري‌» ص‌ 373 و 374.

[43] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 139، الحديث‌ 434.

[44] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، عن‌ «بحار الانوار»؛ و«إكمال‌ الدين‌» ص‌ 181؛ و«عيون‌ الاخبار» ص‌ 28.

[45] ـ «الخصال‌» ج‌ 2، ص‌ 78.

[46] ـ «إكمال‌ الدين‌» ص‌ 157.

[47] ـ «عيون‌ الاخبار» ص‌ 28.

[48] ـ «الغَيبة‌» ص‌ 100.

[49] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 140 و 141.

[50] ـ «فرائد السمطين‌» عن‌ «بحار الانوار» ص‌ 120، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ص‌ 193 و 194، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«إكمال‌ الدين‌» ص‌ 178؛ و«عيون‌ الاخبار» ص‌ 24 و 25.

[51] ـ خاتَم‌ (بفتح‌ التاء): ما يُخْتَم‌ به‌ الشَّي‌ءُ كالختم‌ اليدويّ، أو فصّ الخاتم‌ الذي‌ يختم‌ به‌ في‌ آخر الرسائل‌. ويقال‌ للخاتم‌ خاتم‌ لانّ ختم‌ الاءنسان‌ عنده‌ دائماً، وهو متيسّر في‌ الغيبة‌ والحضور لختم‌ الرسائل‌ والمعاهدات‌ والمواثيق‌؛ لهذا كان‌ يُسجّل‌ اسم‌ صاحب‌ الخاتم‌ علی الفصّ مع‌ اسم‌ الله‌ وأسمائه‌ الحسني‌. ويُنزَع‌ الخاتم‌ من‌ اليد عند الختم‌ ليُخْتَمَ به‌ ثمّ يُعاد إليها. ونلحظ‌ في‌ هذا الحديث‌ أنّ الخاتم‌ استُعمل‌ هنا بمعني‌ الختم‌ من‌ أجل‌ إحكام‌ تلك‌ الصحيفة‌ وتشميعها. ومن‌ هنا قيل‌ للنَّبيّ: خاتم‌ النبيّين‌ بمعني‌ مَنْ يُخْتَمْ به‌ الانبياء، ولا نبي‌ّ بعده‌.

[52] ـ «بحار الانوار» الباب‌ 40، نصوص‌ الله‌ عليهم‌ من‌ خبر اللوح‌ والخواتيم‌، وما نصّ به‌ عليهم‌ في‌ الكتب‌ السالفة‌ وغيرها، من‌ كتاب‌ تاريخ‌ أمير المؤمنين‌، ج‌ 9، ص‌ 120، طبعة‌ الكمباني‌ّ، و: ج‌ 36، ص‌ 192 و 193، الحديث‌ 1، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ وكتاب‌ «إكمال‌ الدين‌» ص‌ 376؛ و«الامالي‌» للصدوق‌، ص‌ 242.

[53] ـ «الامالي‌» للشيخ‌ الطوسي‌ّ، ص‌ 282.

[54] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 122، طبعة‌ الكمبانيّ، و: ج‌ 36، ص‌ 203 و 204، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«علل‌ الشرائع‌» ص‌ 68.

[55] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 122؛ و«إكمال‌ الدين‌» ص‌ 134 و 135.

[56] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 124، طبعة‌ الكمباني‌ّ، و: ج‌ 36، ص‌ 209 و 210، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌؛ و«الغيبة‌» للنعماني‌ّ، ص‌ 24.

[57] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 124، طبعة‌ الكمبانيّ؛ و«الغَيبة‌» للنعمانيّ، ص‌ 24.

[58] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 124، طبعة‌ الكمباني‌ّ؛ و«الغَيبة‌» للنعماني‌ّ، ص‌ 25.

[59] ـ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌» ص‌ 280.

[60] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 66، مطبعة‌ صيدا، سنة‌ 1331.

 [61] ـ «الفصول‌ المهمّة‌ في‌ تأليف‌ الاُمّة‌» ص‌ 179 و 180، الطبعة‌ الخامسة‌، مطبعة‌ النعمان‌.

[62] ـ جاء في‌ كلام‌ المؤلّف‌: العقد الخمس‌، وهذا من‌ سهو القلم‌، لانّ الجميع‌ كتبوا أنّه‌ توفّي‌ في‌ أوّل‌ خلافة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وكانت‌ خلافته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ سنة‌ 35 ه.

[63] ـ كتاب‌ «جنّة‌ المأوي‌» ص‌ 156 و 157، للشيخ‌ محمّد الحسين‌ آل‌ كاشف‌ الغطاء، تعليق‌ السيّد محمّد علی القاضي‌ الطباطبائيّ، طبعة‌ تبريز، سنة‌ 1380 ه.

[64] ـ «كتاب‌ سُليم‌» ص‌ 5، الطبعة‌ الثالثة‌، النجف‌ الاشرف‌.

[65] ـ وقيل‌: وفاته‌ بعد قتل‌ عثمان‌، وقيل‌: مات‌ في‌ خلافة‌ علي‌ّ.

[66] ـ «نظرة‌ عامّة‌ في‌ تاريخ‌ الفقه‌ الإسلامي‌ّ» ص‌ 118.

[67] ـ «السنّة‌ قبل‌ التدوين‌» ص‌ 346، طبعة‌ دار الفكر.

[68] ـ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ الإسلام‌» ص‌ 278 إلی 280.

      
  
الفهرس
  الدرس‌ السادس‌ والتسعون‌ بعد المائة‌ إلی المائتين‌
  أهمّيّة‌ التدريس‌ والكتابة‌
  تفسير آية‌ الدَّين‌ والتجارة‌ من‌ سورة‌ البقرة‌
  الاستشهاد بالآيات‌ القرآنيّة‌ علی وجوب‌ الكتابة‌
  الكتابة‌ في‌ عهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  أحاديث‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ الامر بالكتابة‌
  كتابة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو للصحيفة‌ الصادقة‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌
  تعمّد الخطيب‌ عدم‌ نقل‌ أخبار حؤول‌ عمر دون‌ كتابة‌ رسول‌ الله‌
  حظر عمر الكتابة‌ ينطلق‌ من‌ أغراض‌ سياسيّة‌
  حظر عمر تدوين‌ الحديث‌ النبوي‌ّ
  ردّ العلاّمة‌ الاميني‌ّ علی عمر في‌ حظر تدوين‌ الحديث‌
  الصحابة‌ كانوا ينقلون‌ سنّة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  رأي‌ جولدتسيهر في‌ تدوين‌ الحديث‌
  آفات‌ الاعتقاد بقول‌ عمر: حسبنا كتاب‌ الله‌
  الحاجة‌ إلی الإمام‌ قائمة‌ مع‌ وجود السُّنّة‌
  كلام‌ أحمد أمين‌ في‌ الحاجة‌ إلی السُّنّة‌
  حوار آية‌ الله‌ كاشف‌ الغطاء مع‌ أحمد أمين‌
  اعتراف‌ أحمد أمين‌ بحؤول‌ عمر دون‌ كتابة‌ رسول‌ الله‌ في‌ مرضه‌
  اعتراف‌ أحمد أمين‌ بمطاعن‌ عثمان‌
  كلام‌ المرحوم‌ المظفّر في‌ ترك‌ النصّ علی الخليفة‌
  كلام‌ المستشار عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ تقدّم‌ علی عليه‌ السلام‌
  كلام‌ المستشار عبد الحليم‌ بشأن‌ مصحف‌ الإمام‌ علی عليه‌ السلام‌
  رفض‌ الناس‌ مصحف‌ أمير المومنين‌ علی عليه‌ السلام‌
  كلام‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌ الكريم‌
  الاستدلال‌ بتحدّي‌ القرآن‌ علی عدم‌ تحريفه‌
  الاستدلال‌ بحديث‌ الثقلين‌ وأمثاله‌ علی عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  أدلّة‌ الحشويّة‌ ومحدِّثي‌ الشيعة‌ والعامّة‌ في‌ تحريف‌ القرآن‌
  الاستدلال‌ بالإجماع‌ علی عدم‌ التحريف‌ يستلزم‌ الدور.
  الاستدلال‌ بأخبار التحريف‌ وجوابها
  أخبار التحريف‌ المدسوسة‌
  كلام‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ جمع‌ القرآن‌
  كلام‌ الطبرسي‌ّ والسيِّد المرتضي‌ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ آية‌ الله‌ الميرزا حسن‌ الآشتياني‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ الإمام‌ الهندي‌ّ في‌ تبرئة‌ الشيعة‌ من‌ القول‌ بالتحريف‌(التعلیقة).
  نقل سورة محرّفة من« دبستان المذاهب»..
  ما نصّ عليه‌ كتاب‌ «دبستان‌ المذاهب‌» حول‌ عقائد الشيعة‌
  نقل‌ كلام‌ محمّد أمين‌ الاسترابادي‌ّ في‌ المذهب‌ الاخباري‌ّ
  انتقاد المذهب‌ الاخباري‌ّ
  انتقاد كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌» في‌ تحريف‌ القرآن‌
  كلام‌ صاحب‌ «الذريعة‌» حول‌ كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌»..
  انتقاد المحدِّث‌ النوري‌ّ لتأليفه‌ كتاب‌ «فصل‌ الخطاب‌»..
  كلام‌ آية‌ الله‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العاملي‌ّ في‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌ (التعلیقة)
  كلام‌ السيّد محمّد التيجاني‌ّ في‌ تبرئة‌ الشيعة‌ من‌ القول‌ بالتحريف‌
  بين‌ السنّة‌ مَن‌ یروی روایات التحريف‌
  بحث‌ علمي‌ّ مفصّل‌ للعلاّمة‌ البلاغي‌ّ حول‌ عدم‌ تحريف‌ القرآن‌
  الدرس‌ الاوّل‌ بعد المائتين‌ إلی العاشر بعد المائتين‌ :تقدّم‌ الشيعة‌ ...
  تفسير آية‌: ن‌ والقلم‌ وما يسطرون‌
  مصحف‌ علی عليه‌ السلام‌
  الروايات‌ الواردة‌ في‌ صفة‌ كتاب‌ «الجامعة‌»..
  تفسير العلاّمة‌ المجلسي‌ّ لعلم‌ الائمّة‌ الاعظم‌
  روايات‌ «بصائر الدرجات‌» في‌ صفة‌ «الجامعة‌»..
  كلام‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر حول‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ التدوين‌
  الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ الجفر.
  خصائص‌ كتاب‌ الجفر.
  بيان‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ حول‌ الجفر
  الاحاديث‌ الاُخري‌ الواردة‌ حول‌ الجفر
  أُصُول‌ الجفر وقواعده‌ صحيحه‌
  الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ استكشفوا المغيبات‌ من‌ الجفر
  كلام‌ العلماء حول‌ الجفر
  كلام‌ ابن‌ خلدون‌ حول‌ الجفر
  ترجمة‌ الفواطم‌ في‌ زمن‌ الهجرة‌
  تهم‌ الرافعي‌ّ ضدّ الشيعة‌ في‌ تفسير القرآن‌ علی أساس‌ علم‌ الجفر
  رؤيا النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ حكومة‌ الامويّين‌ (التعلیقة)
  ردّ العلاّمة‌ الامين‌ علی تُهم‌ الرافعي‌ّ
  تحريف‌ السيّد حسن‌ الامين‌ كتاب‌ أبيه‌ «أعيان‌ الشيعة‌»..
  تحريف‌ وجريمة‌ أُخري‌ للسيّد حسن‌ الامين‌
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ الجفر
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ علم‌ الغيب‌ عند الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌
  نقد كلام‌ مغنية‌ وأمثاله‌ في‌ علم‌ الغيب‌ عند الائمّة‌
  إثبات‌ علم‌ الغيب‌ بالجفر في‌ كلام‌ الإيجي‌ّ والمير السيّد شريف‌
  صعوبة‌ تصديق‌ كثير من‌ المسائل‌ الغيبيّة‌ لغير أهل‌ العرفان‌ من‌ العلماء
  إخبار آية‌ الله‌ بهجت‌ ما في‌ ضمير المؤلّف‌
  الصحيفة‌ التي‌ فيها أسماء الشيعة‌ عند الإمام‌ الصادق‌ هي‌ غير الجفر
  حديث‌ السيّد حسن‌ الصدر عن‌ كتاب‌ «الديات‌»
  روايات‌ البخاري‌ّ في‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  كلام‌ أبو ريّة‌ حول‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  روايات‌ الشيعة‌ حول‌ «صحيفة‌ الديات‌»
  «صحيفة‌ الفرائض‌» من‌ تدوين‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ الرابع‌
  «كتاب‌ الستّين‌» التدوين‌ الخامس‌ لامير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  ردّ العلاّمة‌ الامين‌ علی الرافعي‌ّ بشأن‌ «كتاب‌ السِّتِّين‌»
  «مصحف‌ فاطمة‌» من‌ مدوّنات‌ علی عليه‌ السلام‌
  الروايات‌ في‌ هويّة‌ «مصحف‌ فاطمة‌»
  كلام‌ العلاّمة‌ الامين‌ حول‌ عظمة‌ مصحف‌ فاطمة‌ عليها السلام‌
  كتابة‌ علی أسماء الائمّة‌ بإملاء رسول‌ الله‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌
  كلام‌ الشيخ‌ مغنية‌ حول‌ «مصحف‌ فاطمة‌»
  حديث‌ لوح‌ فاطمة‌ عليها السلام‌
  حديث‌ الرسائل‌ السماويّة‌ المختومة‌ في‌ ولاية‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر
  أبو رافع‌ أوّل‌ مؤلّف‌ بين‌ الشيعة‌ بعد أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  تقدّم‌ سنن‌ أبي‌ رافع‌ علی كتاب‌ سُلَيم‌
  >>التدوين‌ عند أهل‌ السنّة‌ كان‌ بعد قرنين‌
  ردّ محمّد عجّاج‌ الخطيب‌ علی السيّد حسن‌ الصدر
  كلام‌ الشيخ‌ محمود أبو ريّة‌ في‌ كيفيّة‌ التدوين‌ عند أهل‌ السنّة‌
  الادلّة‌ علی أنّ التدوين‌ عند العامّة‌ بدأ في‌ رأس‌ المائة‌ الثالثة‌
  كلام‌ أبو ريّة‌ حول‌ الإسرائيليّات‌ في‌ الحديث‌
  نهي‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المؤكّد عن‌ رواية‌ الإسرائيليّات‌
  ضعف‌ روايات‌ أبي‌ هريرة‌ وعبد الله‌ بن‌ عمرو
  ردُّ أبي‌ ريّة‌ علی أحاديث‌ أبي‌ هريرة‌
  تفاهة‌ صحيفة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو وعدم‌ قيمتها
  دفاع‌ محمّد عجّاج‌ عن‌ «صحيفة‌ عبد الله‌ بن‌ عمرو»
  نقد كلام‌ محمّد عجّاج‌ في‌ ردّه‌ علی أبي‌ ريّة‌
  سلمان‌ الفارسي‌ّ وأبو ذرّ الغفاري‌ّ صحابيّان‌ مدوِّنان‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی