معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام(المجلد الخامس‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد الخامس عشر / القسم الثالث: نقد علی التبویب الموضوعیّ للصحیفة

«الصحيفة‌ الخامسة‌»، تدوين‌ السيّد محسن‌ الامين‌ الحسيني‌ّ العاملي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 1371ه

 للسيّد المعاصر محسن‌ بن‌ عبدالكريم‌ بن‌ عليُ بن محمّد الامين‌ الحسـيني‌ّ العاملي‌ّ نزيل‌ دمشـق‌. طبعـت‌ سنة‌ 1330 . وهي‌ محتـوية‌ علی‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » و « الرابعة‌ » وزيادة‌. وفـرغ‌ منها سـنة‌ 1323، ومجمـوع‌ أدعيتها 182 دعاء انفرد منها باثنين‌ وخمسين‌ دعاء، والبواقي‌موجودة‌في‌إحدي‌الصحيفتين‌.[1]

 قال‌ المرحوم‌ الامين‌ في‌ مقدّمة‌ صحيفته‌ بعد الحمد والصلوات‌: لمّا اضطرّني‌ القدر إلی‌ ترك‌ الوطن‌ والإقامة‌ بدمشق‌ الشام‌، اقتضي‌ الحال‌ في‌ سنة‌ ثلاث‌ وعشرين‌ بعد الثلاثمائة‌ وألف‌ أن‌ أنظر في‌ صحّة‌ نسخة‌ من‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ السجّاديّة‌ » وأُعلِّق‌ علیها حواشي‌ تتضمّن‌ شرح‌ غريبها وتفسـير غامضـها وغير ذلك‌ من‌ الفوائد إجابة‌ لالتماس‌ بعض‌ الإخـوان‌. وهي‌ الصحيفة‌ التي‌ جمعها الثقة‌ الجليل‌ المحدِّث‌ الشيخ‌ محمّد بن‌ الحسن‌بن‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌ الحرّ العاملي‌ّ المشغري‌ّ، صاحب‌ « الوسائل‌ » قدّس‌ سرّه‌ من‌ أدعية‌ مولانا زين‌ العابدين‌ وسيّد الساجدين‌ وإمام‌ العارفين‌ وأبي‌ الائمّة‌ الميامين‌ الإمام‌ عليُ بن الحسين‌ بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ صلوات‌ الله‌ وسلامه‌ علیهم‌ أجمعين‌.

 وقال‌: إنّه‌ جمع‌ فيها ما وصل‌ إلیه‌ ممّا نقله‌ العلماء الاعلام‌ من‌ أدعيته‌ علیه‌ السلام‌ ممّا ليس‌ في‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » المشهورة‌. ولم‌ يكن‌ عندي‌ يومئذٍ من‌ نسخها ما أعتمد علی‌ صحّته‌، فرجعت‌ إلی‌ الكتب‌ المتضمّنة‌ لتلك‌ الادعية‌، وفي‌ أثناء ذلك‌ عثرتُ علی‌ بعض‌ الادعية‌ المرويّة‌ عنه‌ علیه‌ السلام‌ ممّا ليس‌ في‌ الاُولي‌ ولا في‌ الثانية‌. فعزمتُ علی‌ أن‌ ألحقها بالثانية‌، لظنّي‌ أ نّها يسيرة‌. فلمّا استقصيتُ التتبّع‌ وجدتُ من‌ الادعية‌ المودعة‌ في‌ الكتب‌ المعتبرة‌ التي‌ خلت‌ عنها الصحيفتان‌ شيئاً كثيراً بحيث‌ لو جمع‌ لكان‌ صحيفة‌ كبيرة‌، هذا مع‌ تبحّر جامع‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » وتصدّيه‌ لجمع‌ كلّ ما فات‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » .

 فعزمت‌ بعد الاتّكال‌ علیه‌ تعإلی‌ علی‌ جمع‌ تلك‌ الادعية‌ في‌ صحيفة‌ ثالثة‌، فجمعت‌ منها نيّفاً وسبعين‌ دعاء قد خلت‌ عنها الصحيفتان‌ الاُولي‌ والثانية‌. ثمّ علمت‌ أنّ هناك‌ صحيفة‌ ثالثة‌، فاجتهدتُ في‌ تحصيلها حتّي‌ عثرتُ علیها بتوفيقه‌ تعإلی‌ بعد بحث‌ طويل‌ وطلب‌ في‌ الآفاق‌ شديد. وهي‌ التي‌ جمعها الفاضل‌ المتبحّر المتتبِّع‌ الميرزا عبدالله‌ بن‌ عيسي‌ بن‌ محمّد صالح‌ الإصفهاني‌ّ قدّس‌ سرّه‌ المعروف‌ بالافندي‌ صاحب‌ « رياض‌ العلماء »[2]، وتلميذ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ والمعاصر لصاحب‌ « الوسائل‌ » وأورد فيها ما خلت‌ عنه‌ صحيفة‌ معاصره‌ المذكور ولسان‌ حاله‌ يقول‌: كَمْ تَرَكَ المُعَاصِرُ لِلْمُعَاصِرِ.

 وعثرتُ أيضاً علی‌ صحيفة‌ رابعة‌ جمعها الفاضل‌ المعاصر المتبحّر المتتبّع‌ المطّلع‌ الميرزا حسين‌ بن‌ محمّد تقي‌ الطبرسي‌ّ النوري‌ّ المجاور بسامرّاء، ثمّ بالمشهد المقدّس‌ الغروي‌ّ حيّاً وميّتاً صاحب‌ « مستدرك‌ الوسائل‌ » قدّس‌ سرّه‌، وأورد فيها ما خلت‌ منه‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » و « الثالثة‌ » متمثّلاً بالمثل‌ السائر كَمْ تَرَكَ الاَوَّلُ لِلآخِرِ. وبعد استقراء جميع‌ أدعية‌ الصحيفتين‌ المذكورتين‌ الثالثة‌ والرابعة‌ وجدتهما خالِتين‌ من‌ أدعية‌ كثيرة‌ قد اشتملت‌ علیها الصحيفة‌ التي‌ جمعتها، فقلتُ: كَمْ تَرَكَ الاَوَّلُ لِلآخِرِ وَالمُعَاصِرُ لِلْمُعَاصِرِ. كما وجدتها خإلیة‌ من‌ جملة‌ من‌ الادعية‌ التي‌ اشتملا علیها. فَعَنَّ لي‌ أن‌ أُفرد ما انفردت‌ به‌ صحيفتي‌ عنهما وأجعله‌ صحيفة‌ خامسة‌. ثمّ عدلتُ عن‌ ذلك‌.

 أوّلاً: لئلاّ يذهب‌ ما عانيتُه‌ في‌ جمع‌ باقي‌ الادعية‌ وترتيبها وما ذكرته‌ معها من‌ بعض‌ الفوائد ضياعاً.

 وثانياً: ليعلم‌ الناظر أ نّي‌ لم‌ آل‌ جهداً في‌ التفتيش‌ والتنقيب‌. وأ نّني‌ وصلت‌ بحمد الله‌ تعإلی‌ وتوفيقه‌ إلی‌ أكثر ما وصلوا إلیه‌، وكثير ممّا لم‌يصلوا إلیه‌، فيكون‌ ذلك‌ سبباً لدعائه‌ لي‌ بالمغفرة‌ وباعثاً لي‌ علی‌ مجانبة‌ الجبن‌ والكسل‌، وموجباً للعلم‌ بأنّ كلّ مَنْ سَارَ عَلَی‌ الدَّرْبِ وَصَلَ . فعوّلتُ علی‌ أن‌ أُضيف‌ إلی‌ صحيفتي‌ ما فاتها من‌ صحيفتيهما، وأُسمّيها ب « الصحيفة‌ الخامسة‌ » وإن‌ تضمّنت‌ الثالثة‌ والرابعة‌. لكن‌ لاشتمالها علی‌ ما ليس‌ فيهما فارقتهما، واستحقّت‌ أن‌ تكون‌ خامسة‌ لرابعتهما.

 فبلغ‌ مجموع‌ ذلك‌ مائة‌ واثنين‌ وثمانين‌ دعاء وندبة‌. منها اثنان‌ وخمسون‌ دعاء انفردنا بنقلها، وخلت‌ منها كلّ من‌ الصحائف‌ الاربع‌، وواحد وسبعون‌ دعاء وجدناها في‌ مجموع‌ الصحيفتين‌ المذكورتين‌ وفي‌ غيرهما، واثنان‌ وثلاثون‌ دعاء نقلناها من‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » خاصّة‌، وسبعة‌ وعشرون‌ دعاء نقلناها من‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ » خاصّة‌.

 ومن‌ ذلك‌ يعلم‌ أ نّا لو لم‌ نطّلع‌ علی‌ صحيفتيهما لبلغ‌ ما جمعناه‌ مائة‌ وثلاثة‌ وعشرين‌ دعاء مجتمعةً ممّا انفردنا بنقله‌، وهو اثنان‌ وخمسون‌ دعاء، وما وجدناه‌ في‌ مجموع‌ الصحيفتين‌ وفي‌ غيرهما، وهو أحد وسبعون‌ دعاء. وهو يزيد كثيراً عمّا في‌ كلّ واحدة‌ من‌ الصحائف‌ الثلاثة‌ بانفرادها.

 وبذلك‌ يُعْلَم‌ فَضْلُ صحيفتي‌ علیها، اللهمّ إلاّ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » التي‌ لم‌يعلم‌ مقدار ما وصل‌ إلیه‌ تتبّع‌ جامعها لنقصان‌ نسختها كما ستعرف‌. ولم‌نأل‌ جهداً في‌ التنقيب‌ والتفتيش‌ في‌ مظانّ ذلك‌، وفي‌ الجمع‌ بين‌ النسخ‌ المختلفة‌ بحسب‌ الوسع‌ والطاقة‌. كما لم‌ نأل‌ جهداً في‌ ترتيب‌ الادعية‌ بالتقديم‌ والتأخير، ووضع‌ كلّ دعاء مع‌ مناسبه‌، وقد أهملا ذلك‌ في‌ صحيفتيهما.

 ولم‌ يكن‌ يدور في‌ خلدي‌ أو يخطر ببإلی‌ أن‌ يتيسّر لاحد الاستدراك‌ علی‌ هؤلاء الفضلاء الثلاثة‌ الذين‌ امتازوا عن‌ أهل‌ عصرهم‌ بالتتبّع‌ والتبحّر والاطّلاع‌، بل‌ لم‌ يكن‌ لهم‌ شغل‌ طول‌ عمرهم‌ سوي‌ ذلك‌.

 ومن‌ العجيب‌ أ نّني‌ وجدتُ كثيراً من‌ الادعية‌ في‌ الكتب‌ المشهورة‌ المتداولة‌ التي‌ كانت‌ عندهم‌ نسخها يقيناً، ونقلوا عنها.

 وحسبك‌ بصاحب‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » الذي‌ كان‌ قليل‌ النظير في‌ الحفظ‌ والتتبّع‌ ومعرفة‌ التصانيف‌ والمصنّفين‌. وكانت‌ تعرض‌ علیه‌ الاوراق‌ من‌ الكتب‌ المجهولة‌ التي‌ ذهب‌ أوّلها وآخرها فيميّزها ويعرف‌ أ نّها من‌ أي‌ّ كتاب‌، وقد قضي‌ نحواً من‌ نصف‌ عمره‌ في‌ السياحة‌ ودخل‌ أكثر البلاد وهو في‌ كلّ ذلك‌ يتصفّح‌ الكتب‌ ويتتبّعها.

 بل‌ وصاحب‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ » الذي‌ عاصرناه‌ وشاهدناه‌ ولم‌نر ولم‌نسمع‌ بنظيره‌ في‌ عصره‌ في‌ التتبّع‌ والتصفّح‌ وجمع‌ الكتب‌ العزيزة‌ الوجود والبحث‌ والتنقيب‌ عن‌ آثار أهل‌ البيت‌ علیهم‌ السلام‌ طول‌ عمره‌، بحيث‌ لم‌يكن‌ له‌ شغل‌ سوي‌ ذلك‌ حتّي‌ بلغ‌ سنّ الشيخوخة‌.

 وقد تعاقبوا علی‌ مقصد واحد، واجتهد كلّ لاحق‌ في‌ أن‌ يصل‌ إلی‌ ما لم‌يصل‌ إلیه‌ السابق‌ حتّي‌ مَنّ الله‌ علی بأفضل‌ ممّا أدركوا وسهّل‌ لي‌ الوصول‌ إلی‌ أصعب‌ ممّا إلیه‌ وصلوا. فإنّ جمع‌ مقدار من‌ هذه‌ الادعية‌ قبل‌ أن‌ تمدّ إلی‌ ذلك‌ يد أهون‌ من‌ الزيادة‌ علیها، والزيادة‌ علیها قبل‌ تتابع‌ الافكار وتعاقب‌ الانظار أهون‌ منها بعد ذلك‌ كما لايخفي‌، ولكن‌ ذَ ' لِكَ فَضْلُ اللَهِ يُؤْتِيهِ مَن‌ يَشَآءُ وَاللَهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. [3]

 فأنا أشكره‌ علی‌ فضله‌ وكرمه‌، وأقول‌ ما قلتُ تحدّثاً بنعمه‌، علی‌ أ نّي‌ لستُ من‌ فرسان‌ هذا المجال‌، ولكنّ الله‌ تعإلی‌ أمر سفينة‌ نوح‌ علیه‌ السلام‌ فاستوت‌ علی‌ أصغر الجبال‌.

 وقد قال‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ »: لولا المَثَل‌ السائر كَمْ تَرَكَ الاَوَّلُ لِلآخِرِ، لما بقي‌ بعد جهد هذين‌ العالمين‌ المتبحّرين‌، يعني‌ الحرّ العاملي‌ّ، والفاضل‌ الإصفهاني‌ّ قدّس‌ سرّهما، وما كان‌ لهما من‌ الكتب‌ والاعوان‌ ما يلتقطه‌ مثلي‌ القاصر الفاقد للاعوان‌ المبتلي‌ بشرّ الازمان‌ في‌ شرّ البلدان‌ من‌ مساكن‌ أهل‌ الإيمان‌ـ انتهي‌.

 فإذا كان‌ هذا قوله‌ رحمه‌ الله‌ وشكواه‌ من‌ فقد الاعوان‌ ومن‌ البلد والزمان‌ مع‌ ما كان‌ علیه‌ من‌ سعة‌ الحال‌، فما الذي‌ يقوله‌ مثلي‌ يا تري‌؟!

 هذا ولست‌ أدّعي‌ الإحاطة‌ بجميع‌ الادعية‌ المأثورة‌ عنه‌ علیه‌ السلام‌، بل‌ ربّما يكون‌ ما فات‌ منّي‌ أكثر ممّا وصل‌ إلی‌ّ. وقد يتيسّر لمن‌ يأتي‌ بعدي‌ أن‌ يزيد علی‌ ما جمعته‌ كما تيسّر لي‌ أن‌ أزيد علی‌ جمع‌ من‌ تقدّمني‌. فإنّ علوم‌ آل‌ محمّد علیهم‌ الصلاة‌ والسلام‌ لا تحصي‌، ومآثرهم‌ لا تستقصي‌. كيف‌ وهي‌ مأخوذة‌ من‌ مدينة‌ العلم‌ النبوي‌ّ ومستمدّة‌ من‌ منبع‌ الفيض‌ الإلهي‌ّ؟

ولعلّ ما خفي‌ منها عنّا أكثر ممّا وصل‌ إلینا. وعبادة‌ زين‌العابدين‌ علیه‌ السلام‌ ودعواته‌ ومناجاته‌ يعجز القلم‌ عن‌ إحصائها. وقد قال‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌»: إنّ أكثر كتب‌ الادعية‌ والاعمال‌، وخاصّة‌ من‌ روايات‌ قدماء أصحابنا قد تلف‌، وما وصل‌ إلینا منها أثر ولا عين‌. فكيف‌ ندّعي‌ الحصر والإحصاء؟ ثمّ قال‌: إلاّ أ نّي‌ قد بذلت‌ نهاية‌ مقدرتي‌ وجهدي‌... إلی‌ آخره‌ـانتهي‌. [4]

 وذكر المرحوم‌ الامين‌ قدّس‌ سرّه‌ هنا تسعة‌ تنبيهات‌. ثمّ أورد الادعية‌. وقال‌ في‌ التنبيه‌ الرابع‌: اعلم‌ أ نّي‌ حين‌ جمعي‌ لهذه‌ الادعية‌، لم‌أكن‌ أتعرّض‌ أوّلاً لاسانيدها وللكتب‌ المأخوذة‌ منها غالباً، مع‌ أ نّي‌ وجدتُ كثيراً منها متكرّراً في‌ الكتب‌ طلباً للاختصار كما فعل‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » . مع‌ عدم‌ فائدة‌ مهمّة‌ في‌ ذلك‌ لسهولة‌ الامر في‌ المستحبّات‌، ولاسيّما الدعوات‌، [5] مع‌ أنّ إرسالها في‌ كتاب‌ المتأخّر لايقصر عن‌ إرسالها في‌ كتاب‌ المتقدّم‌. ولنعم‌ ما قال‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » في‌ أثناء كلام‌ له‌ في‌ خطبتها: إنَّ أَهْلَ عَصْرِنَا لَمْ يَعْتَمِدُوا عَلَی‌ مَرَاسِيلِ أَمْثَالِنَا إلاَّ وَقَدْ بَلِيَتْ عِظَامُنَا وَطَالَ زَمَانُ وَفَاتِنَا.

 وفيه‌ إشارةٌ إلی‌ أنّ ما يرسله‌ المعاصر لا يقصر عمّا يرسله‌ المتقدّم‌ مع‌ تساويهما في‌ الوثاقة‌، إلاّ أنّ أهل‌ كلّ عصر قد طبعوا علی‌ استحقار معاصريهم‌، ولا يظهر فضل‌ الرجل‌ غالباً إلاّ بعد موته‌، بل‌ تقادم‌ العهد لوفاته‌، ولكنّه‌ مع‌ ذلك‌ قد نقم‌ علی‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » عدم‌ ذكره‌ لمأخذ الادعية‌ التي‌ نقلها الموجب‌ لخروجها عن‌ حدّ المسانيد ودخولها في‌ المراسيل‌. ولذلك‌ فقد أشار هو عند ذكر كلّ دعاء إلی‌ الكتاب‌ الذي‌ أخذه‌ منه‌ لكنّه‌ كثيراً ما يهمل‌ ذكر الاسانيد. ولعل‌ بعضها لم‌ يكن‌ مسنداً في‌ الكتب‌ التي‌ نقل‌ عنها.

 ولمّا عثرتُ علی‌ كلامه‌ هذا عزمتُ علی‌ ذكر الاسانيد وأسماء الكتب‌ التي‌ نقلتُ عنها هرباً عن‌ مثل‌ هذا الاعتراض‌، ولعدم‌ خلوّ ذلك‌ من‌ فائدة‌ـ[6] إلی‌ آخر كلامه‌.

كلام‌ الامين‌ في‌ نحل‌ المناجاة‌ المنظومة‌ المنسوبة‌ إلی‌الإمام السجّاد

 وقال‌ في‌ التنبيه‌ التاسع‌: اعلم‌ أنّ أكثر ما جمعناه‌ في‌ هذه‌ الصحيفة‌ الشريفة‌ نقلناه‌ من‌ كتب‌ معتبرة‌ معتمدة‌. ومع‌ ذلك‌ فإنّ له‌ منه‌ علیه‌ شواهد. فإنّ بلاغة‌ ألفاظه‌ وعلوّ مضامينه‌ أقوي‌ شاهد علی‌ صحّة‌ نسبته‌. وبعضه‌ ليس‌ بهذه‌ المثابة‌، وبعضه‌ في‌ النفس‌ منه‌ شي‌ء كما يظهر للناقد البصير، لكنّا حيث‌ لم‌ نقطع‌ بعدم‌ صحّة‌ نسبته‌، لم‌ يكن‌ لنا عذر في‌ تركه‌. فأثبتناه‌ جاعلین‌ عهدته‌ علی‌ ناقله‌ مع‌ سهولة‌ الامر لعدم‌ ترتّب‌ حكم‌ شرعي‌ّ، ورجاء حصول‌الثواب‌للداعي‌به‌.[7]

 ولكنّا قد عثرنا علی‌ غير واحدة‌ من‌ المناجاة‌ المنظومة‌ ممّا قطعنا بفساد نسبتها إلیه‌ علیه‌ السلام‌ لركاكة‌ ألفاظها بحيث‌ لايرضي‌ من‌ له‌ أقلّ تمييز بنسبتها إلی‌ نفسه‌، فكيف‌ يحتمل‌ صدورها من‌ منبع‌ الفصاحة‌ والبلاغة‌؟ ومع‌ ذلك‌ ففي‌ بعضها « لحن‌ وإيطاء»، وفي‌ بعضها إيطاء. فمن‌ ذلك‌ المناجاة‌ التي‌ أوردها صاحب‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ » نقلاً عن‌ خطّ بعض‌ العلماء، وأوّلها:

 أَلَمْ تَسْمَعْ بِفَضْلِكَ يَا مُنَائِي‌                    دُعَاءً مِنْ ضَعِيفٍ مُبْتَلاَءِ

 إلی‌ تمام‌ تسعة‌ أبيات‌ كلّها من‌ هذا القبيل‌. ورَوِي‌ّ بيتين‌ منها لفظ‌ الخطاء بالمدّ التي‌ جمعت‌ بين‌ الخطأ والإيطاء. ورَوِي‌ّ بيتين‌ لفظة‌ رجائي‌ .

 ومنه‌ المناجاة‌ التي‌ أوردها هو نقلاً عن‌ خطّ بعض‌ العلماء أيضاً، وأوّلها:

 إلَیكَ يَا رَبِّ قَدْ وَجَّهْتُ حَاجَاتِي                 ‌ وَجِئْتُ بَابَكَ يَا رَبِّ بِحَاجَاتِي‌

 إلی‌ تمام‌ أحد عشر بيتاً كلّها متساوية‌ في‌ الركاكة‌. ورَوِي‌ّ البيت‌ الثالث‌ أيضاً لفظ‌ حاجاتي‌ . وبعض‌ شطورها هكذا: أَنْتَ العلیمُ بِمَا يَحْوِي‌ الضَّمِيرُ بِهِ. وبعضها هكذا: وَ ارْحَمْ ذُنُوبِي‌ بِمَا أَخْطَأْتُ وَارْحَمْنِي‌. وعذر صاحب‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ » في‌ إيرادهما عدم‌ كمال‌ معرفته‌ باللسان‌ العربي‌ّ.

 ومنه‌ المناجاة‌ التي‌ وجدناها في‌ كتاب‌ محمّد الطبيب‌، ولم‌يذكرها أحد من‌ أهل‌ الصحائف‌، وأوّلها:

 أُجِلُّكَ عَنْ تَعْذِيبِ مِثْلِي‌ عَلَی‌ ذَنْبٍ                       وَلاَ نَاصِرٌ لِي‌ غَيْرُ نَصْرِكَ يَا رَبِّ

 إلی‌ تمام‌ خمسة‌ عشر بيتاً يستحيي‌ من‌ له‌ أقلّ معرفة‌ من‌ نسبتها إلیه‌ لصدورها ممّن‌ لا يحسن‌ علم‌ العربيّة‌، ولا يعرف‌ معني‌ الفصاحة‌ والبلاغة‌. وفيها: وَأَنَا عَبْدُكَ المَحْقُورُ فِي‌ عِظَمِ شَأْنِكُمْ. وفيها:

 وَتَقْلِبُنِي‌ مِنْ ظَهورِ آدَمَ نُطْفَةً                  أُحَدَّرُ فِي‌ قَعْرٍ صَرِيحٍ مِنَ الصُّلْبِ

 فَأَخْرَجْتَنِي‌ مِنْ ضِيقِ قَعْرٍ بِمَنِّكُمْ                        . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 وفيها:

 فَحَاشَاكَ فِي‌ تَعْظِيمِ شَأْنِكَ وَالعلی‌                     تُعَذِّبُ مَحْقُوراً بِإِحْسَانِكُمْ رَبِّي‌

 لاِنَّا رَأَيْنَا فِي‌ الاَنَامِ مُعَظَّماً                      تَجَلَّي‌ عَنِ المَحْقُورِ فِي‌ الحَبْسِ وَالضَّربِ

 إلی‌ غير ذلك‌ من‌ أمثال‌ هذه‌ الهذيانات‌. [8]

 ثمّ يبدأ مصنّف‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » بذكر مائة‌ وثلاثة‌ وثمانين‌ دعاء ومناجاة‌ للإمام‌ علیه‌ السلام‌ بالترتيب‌. وبخاصّة‌ الادعية‌ الاحد والعشرين‌ الساقطة‌ من‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ »، فإنّه‌ يذكر كلّ دعاء في‌ موضعه‌ المناسب‌، وينبّه‌ علی‌ أ نّه‌ من‌ الادعية‌ الساقطة‌. ويحدّد كلّ دعاء من‌ أدعية‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » للافندي‌، و « الصحيفة‌ الرابعة‌ » للنوري‌ّ، التي‌ تفرّدا بنقلها. ويعيّن‌ كلّ دعاء من‌ أدعيته‌ التي‌ تفرّد هو نفسه‌ بنقلها. ويشير إلی‌ كلّ دعاء وُجِدَ في‌ سائر المجاميع‌ مع‌ ذكر كتبه‌ ومصادره‌. وتشغل‌ هذه‌ الادعية‌ 494 صفحة‌ من‌ صحيفته‌. والحقّ أ نّه‌ بذل‌ جهوداً مضنية‌ في‌ تدوينها بهذا النحو وتعب‌ كثيراً في‌ هذا السبيل‌. ونظّم‌ وجمع‌ أدعية‌ كثيرة‌ من‌ الادعية‌ التي‌ تتمتّع‌ بشأن‌ يذكر، كما عرض‌ تفصيل‌ ذلك‌ نفسه‌.

 جَزاهُ اللَهُ عَنِ الإسلام وَالإيمَانِ وَالعِرْفَانِ وَالشُّهودِ، وَعَنْ مُنْشِي‌ِ الصَّحِيفَةِ سَيِّدِ السَّاجِدِينَ وَزَيْنِ العَابِدِينَ عَلَیهِ أَفْضَلُ التَّحِيَّةُ وَالسَّلاَمُ أَحْسَنَ الجَزَاءِ وِالثَّوَابِ وَالإكْرَامِ.

  «الصحيفة‌ السادسة‌ السجّاديّة‌» تدوين‌ الشيخ‌ محمّد صالح‌ بن‌ الميرزا فضل‌ الله‌ المازندراني‌ّ الحائري‌ّ المولود سنة‌ 1297 ه ذكرها في‌ فهرس‌ تصانيفه‌ [9]

 لم‌ يذكر آية‌ الله‌ المرعشي‌ّ النجفي‌ّ هذه‌ الصحيفة‌ في‌ الاستدراك‌ الذي‌ كتبه‌ علی‌ مقدّمة‌ السيّد محمّد مشكاة‌، الوارد في‌ الشرح‌ الفارسي‌ّ لصحيفة‌ السيّد صدر الدين‌ البلاغي‌ّ. بَيدَ أ نّه‌ ذكر صحائف‌ ثلاث‌ أُخري‌ بأرقام‌ ومصنّفين‌ مستقلّين‌، فقال‌: و «السادسة‌» لشيخنا الفقيه‌ المحدِّث‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد باقر بن‌ محمّد حسن‌ البيرجندي‌ّ القائني‌ّ.

 و «السابعة‌» لشيخنا في‌ الرواية‌ العلاّمة‌ الشيخ‌ هادي‌ بن‌ العبّاس‌ آل‌ كاشف‌الغطاء النجفي‌ّ صاحب‌ كتاب‌ « مستدرك‌ نهج‌ البلاغة‌ » وغيره‌.

 و «الثامنة‌» لشيخنا العلاّمة‌ الحاج‌ ميرزا عليّ الحسيني‌ّ المرعشي‌ّ الشهرستاني‌ّ الحائري‌ّ. [10]

 وإذا ضممنا صحيفة‌ الحائري‌ّ السادسة‌ المذكورة‌ في‌ « الذريعة‌ » إلی‌ هذه‌ الصحائف‌ الثلاثة‌ الاخيرة‌، والصحيفة‌ التي‌ حملت‌ عنوان‌ الملحقات‌ للملاّ محمّد تقي‌ الصوفي‌ّ الزرآبادي‌ّ القزويني‌ّ، فإنّ عدد الصحائف‌ المذكورة‌ يبلغ‌ عشراً. ولكن‌ ينبغي‌ أن‌ ننظر هل‌ زادت‌ هذه‌ الصحائف‌ الاربع‌ الاخيرة‌ شيئاً علی‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » للمرحوم‌ السيّد محسن‌ الامين‌، أو أنّ هؤلاء الاعلام‌ لمّا كانوا يعيشون‌ في‌ عصر واحد، فكلٌّ منهم‌ جمع‌ لنفسه‌ مستدركات‌ معيّنة‌، ولمّا لم‌ تطبع‌، ولم‌ يطّلع‌ أحدهم‌ علی‌ مصنّفات‌ الآخر، فلعلّ تداخلاً قد حصل‌ في‌ أدعيتهم‌ المرويّة‌، ومن‌ حيث‌ المجموع‌ لم‌ يضيفوا شيئاً إلی‌ الادعية‌ المجموعة‌ في‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » للسيّد الامين‌؟!

«الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» تدوين‌ موضوعي‌ّ

 «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌»

 انتشرت‌ أخيراً مجموعة‌ تحت‌ عنوان‌ « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌ » . قام‌ بتدوينها أحد الباحثين‌ الكبار في‌ حوزة‌ قم‌ المقدّسة‌. والحقّ أ نّها بلغت‌ درجة‌ الكمال‌ فيما يأتي‌:

 ( 1 ) جمع‌ كافّة‌ الادعية‌ المنسوبة‌ إلی‌ الإمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌، وجمع‌ أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ »، والثانية‌، والثالثة‌، والرابعة‌، والخامسة‌، ومصادر أُخري‌ غيرها.

 ( 2 ) الذوق‌ الرفيع‌ الملحوظ‌ في‌ التصحيح‌، والورق‌، والتجليد، والطبع‌، وسائر المزايا. بخاصّة‌ أ نّها تميّزت‌ بأربعة‌ عشر فهرساً متنوّعاً في‌ آخر الكتاب‌، وببحث‌ مفصّل‌ يدور حول‌ تواتر سند « الصحيفة‌ الكاملة‌ » والقطع‌ به‌. كما تزيّنت‌ بتنظيم‌ تصميم‌ ورسم‌ بعض‌ الاسناد الثابتة‌ حتّي‌ من‌ فضيلة‌ المدوِّن‌ نفسه‌ معنعناً حتّي‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌.

 ( 3 ) التبويب‌، وترتيب‌ الادعية‌ موضوعيّاً حسب‌ الاُسلوب‌ القديم‌.

 ( 4 ) سهولة‌ الرجوع‌ إلی‌ كلّ دعاء مطلوب‌ يختلف‌ حسب‌ الموضوعات‌ والحالات‌ المتباينة‌ للداعي‌.

 وهذه‌ الصحيفة‌ ذات‌ قطع‌ وزيري‌ّ، وحجم‌ ملحوظ‌. وهي‌ رائعة‌ مهمّة‌ في‌ دلالتها علی‌ شخصيّة‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ من‌ جهة‌ الحالات‌ والادعية‌ والمناجاة‌.

الردّ علی‌ كيفيّة‌ جمع‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌»

 بَيدَ أ نّي‌ سجّلتُ إشكالاً مهمّاً خطيراً انقدح‌ في‌ ذهني‌ ـوالله‌ العالِم‌ ـ ويتلخّص‌ هذا الإشکال في‌ أنّ أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » قد اختلطت‌ بأدعية‌ سائر الصحف‌ والمصادر. فصار يتعذّر تمييزها إلاّ بالرجوع‌ إلی‌ الدليل‌ الموجود في‌ آخر الكتاب‌ ( الفهرس‌ ) .

 ولمّا كانت‌ الادعية‌ قد قُسِّمت‌ موضوعيّاً، ولم‌ يُشَرْ في‌ عنوان‌ كلّ دعاء إلی‌ مصـدره‌، هل‌ هو « الصحيفة‌ الكاملة‌ » أو غيـرها، فإنّ كلّ من‌ أراد أن‌ يقرأ دعاء « الصحيفة‌ الكاملة‌ »، لا سبيل‌ له‌ إلی‌ تعيينه‌ إلاّ الرجوع‌ إلی‌ فهرس‌ تخريجاته‌ واتّحاداته‌. علماً أنّ هذا الفهرس‌ يدلّ فقط‌ علی‌ أنّ الدعاء المرقّم‌ كذا هو من‌ الكاملة‌ أو من‌ غيرها. ولا يرشد القاري‌ إلی‌ دعاء من‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » يريد أن‌ يقرأه‌ حسب‌ ما يستدعيه‌ حاله‌ فيقول‌ مثلاً: راجع‌ الدعاء الفلاني‌ّ!

كثرة‌ طرق‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»

 ومن‌ الواضح‌ أنّ أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » بخصوصها ذات‌ مزيّة‌ من‌ حيث‌ المتن‌ والمضمون‌، والبلاغة‌ والفصاحة‌، والسند والمصدر ممّا يجعلها لاتقبل‌ القياس‌ بأدعية‌ سائر الصحائف‌ أبداً.

 وتتمتّع‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » بسند متواتر قطعي‌ّ وقد حافظت‌ علی‌ تواترها منذ عصر الإمام‌ علیه‌ السلام‌ حتّي‌ الآن‌. وكان‌ الاعلام‌ من‌ العلماء والمحدِّثين‌ يذكرون‌ في‌ إجازاتهم‌ ـبخاصّة‌ ـ « نهج‌ البلاغة‌ » وتلك‌ الصحيفة‌. ولم‌يوردوها مجرّدة‌ وإنّما مشفوعة‌ بسند واحد، بل‌ بإسناد كثيرة‌ ومتنوّعة‌ في‌ كلّ عصر.

 ورواها المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ علیه‌ في‌كتاب‌ الإجازات‌ من‌ « بحار الانوار » بطرق‌ عديدة‌، منها عن‌ والده‌ العلاّمة‌ محمّد تقي‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌، إذ أخذها مباشرة‌ من‌ الإمام‌ المهدي‌ّ قائم‌ آل‌ محمّد علیه‌ السلام‌ في‌ عالم‌ المنام‌ مناولةً ورواها. [11]

 ثمّ رواها برواية‌ والده‌ محمّد تقي‌ عن‌ بعض‌ مشايخه‌ معنعناً. وقال‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌ في‌ خاتمتها: إلی‌ غير ذلك‌ من‌ الطرق‌ الكثيرة‌ التي‌ تزيد علی‌ الآلاف‌ والاُلوف‌، وإن‌ كان‌ ما ذكرته‌ مع‌ وجازته‌ يرتقي‌ إلی‌ ستمائة‌ طريق‌ عإلیة‌. [12]

 وقال‌ بعد أن‌ ذكر رواية‌ « الصحيفة‌ » عن‌ والده‌ محمّد تقي‌، عن‌ طريق‌ الشهيد الثاني‌: ما كان‌ مكتوباً بعد هذه‌ الإجازة‌ الشهيديّة‌ الثانويّة‌ بخطّ الوالد العلاّمة‌: أجزتُ للولد الاعزّ أن‌ يروي‌ عنّي‌ « الصحيفة‌ » بهذه‌ الاسناد عن‌ إمام‌ الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ والعارفين‌ عليُ بن الحسين‌ بن‌ عليُ بن أبي‌طالب‌ مع‌ الإسناد الذي‌ بلا واسطة‌ عن‌ صاحب‌الزمان‌ وخليفة‌ الرحمن‌ صلوات‌الله‌ وسلامه‌ علیه‌ الذي‌ وقع‌ في‌ الرؤيا مع‌ سائر الاسانيد التي‌ تزيد علی‌ ألف‌ ألف‌ سند ( مليون‌ ( [13]

 ونلحظ‌ أ نّه‌ بعد أن‌ نقل‌ رواية‌ « الصحيفة‌ » بأسناد كثيرة‌ مختلفة‌ عبر ذكر الحيلولات‌ بين‌ السند عن‌ والده‌ محمّد تقي‌، عن‌ الشيخ‌ بهاءالدين‌ العاملي‌ّ وسائر أساتذة‌ إجازته‌ وأعلامها، أورد في‌ خاتمتها لفظ‌ أبيه‌، وهو: ويرتقي‌ الاسانيد المذكورة‌ هنا إلی‌ ستّة‌ وخمسين‌ ألف‌ إسناد ومائة‌ إسناد. [14]

 وكذلك‌ عندما نقل‌ في‌ إجازة‌ أُخري‌ رواية‌ « الصحيفة‌ » عن‌ والده‌: العلاّمة‌ محمّد تقي‌ عن‌ طريق‌ صاحب‌ الزمان‌ علیه‌ السلام‌، وعن‌ خطّ الشّيخ‌ شمس‌الدين‌ محمّد صاحب‌ الكرامات‌: جدّ الحسين‌ بن‌ عبدالصمد والد الشيخ‌ البهائي‌ّ العاملي‌ّ أعلی‌ الله‌ تعإلی‌ مقامهم‌، وأيضاً صرّح‌ المرحوم‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌ بكثرة‌ الطرق‌ من‌ خلال‌ ذكر الحيلولات‌، قال‌ في‌ آخرها: والحاصل‌ أ نّه‌ لا شكّ في‌ أنّ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » عن‌ مولانا سيّد الساجدين‌ بذاتها وفصاحتها وبلاغتها، واشتمالها علی‌ العلوم‌ الإلهيّة‌ التي‌ لايمكن‌ لغير المعصوم‌ الإتيان‌ بها. والحمد للّه‌ ربّ العالمين‌ علی‌ هذه‌ النعمة‌ الجليلة‌ العظيمة‌ التي‌ اختصّت‌ بنا معشر الشيعة‌، والصلاة‌ علی‌ مدينة‌ العلوم‌ الربّانيّة‌، سيّد المرسلين‌ وعترته‌ أبواب‌ العلوم‌ والحكم‌ القدّوسيّة‌ والسلام‌ علیهم‌ ورحمة‌ الله‌ وبركاته‌.

 نمّقه‌ محمّد تقي‌ بن‌ مجلسي‌ّ في‌ غرّة‌ شهر الله‌ الاعظم‌ رمضان‌ لسنة‌ أربع‌ وستّين‌ بعد الالف‌ والاسانيد المذكورة‌ هنا خمسة‌ آلاف‌ وستمائة‌ وستّة‌ عشر إسناداً. [15]

 ونلحظ‌ بين‌ إجازات‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌ كلمة‌ لاَ يُحْصَي‌ كثيراً، أي‌: أنّ الاسناد من‌ الكثرة‌ بحيث‌ يتعذّر حصرها وإحصاؤها، مثلاً قال‌ في‌ إحدي‌ حيلولات‌ إجازة‌ « الصحيفة‌ » عن‌ الشيخ‌ البهائي‌ّ:

 وبالاسانيد السابقة‌ وغيرها ممّا لاَ يُحْصَي‌ بواسطة‌ الشهيد وبغيرها عن‌ السيّد تاج‌ الدين‌، عن‌ جمّ غفير من‌ علمائنا الذين‌ كانوا في‌ عصره‌. [16]

 وقال‌ أيضاً وسط‌ إجازته‌ عن‌ والد الشيخ‌ البهائي‌ّ ضمن‌ حيلولة‌: والذي‌ رأيتُ من‌ أسانيد « الصحيفة‌ » بغير هذه‌ الاسانيد فَهِي‌َ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَي‌. [17]

 أجل‌، إذا كانت‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » علی‌ هذه‌ الدرجة‌ من‌ الإتقان‌، فكيف‌ يمكن‌ خلط‌ أدعيتها بسائر الادعية‌ التي‌ لا تبلغ‌ مستواها، أو التي‌ تعرف‌ بضعف‌ سندها أحياناً، أو التي‌ يبدو التشويش‌ علی‌ متنها وألفاظها؟!

 ومن‌ وحي‌ ذلك‌ الإتقان‌ والرصانة‌ والإحكام‌ كان‌ العلماء الاعلام‌ في‌ كلّ زمان‌ يكتبونها بخطّهم‌، ويقابلونها، ويبذلون‌ قصاري‌ جهودهم‌ في‌ المحافظة‌ علی‌ عباراتها وكلماتها نفسها، ويذكرون‌ تلك‌ الادعية‌ عينها في‌ إجازاتهم‌، ويوصون‌ تلاميذهم‌ والاشخاص‌ المجازين‌ من‌ قبلهم‌ بالاحتياط‌. أي‌: أ نّهم‌ كانوا يتشدّدون‌ كثيراً في‌ إجازة‌ روايتها للآخرين‌، وفي‌ نقلها وحكايتها لئلاّ تتغيّر فيها كلمة‌ أو حرف‌، أو ينالها تحريف‌ وتبديل‌، لاسمح‌ الله‌.

 وهذا هو معني‌ الاحتياط‌ المألوف‌ الذي‌ يوصي‌ به‌ مشايخ‌ الإجازة‌ في‌ إجازاتهم‌ لمن‌ يجيزونهم‌!

 وحينئذٍ هل‌ يتسنّي‌ لنا أن‌ نساوي‌ صحيفة‌ هي‌ كالقرآن‌ في‌ تواتر سندها، وحملت‌ عنوان‌ « إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ »، و « زبور آل‌ محمّد »[18] ـوهما مشهوران‌ متداولان‌ في‌ الكتب‌ـمع‌ أدعية‌ غير فصيحة‌ لا ترقي‌ إلی‌ مستوي‌ عالٍ من‌ المعارف‌ الإلهيّة‌؟ أو أ نّها فصيحة‌ بَيدَ أنّ معارفها قاصرة‌ عن‌ بلوغ‌ ذلك‌ المستوي‌ الرفيع‌ من‌ المعارف‌؟ وهل‌ يمكننا أن‌ نجعلها في‌ سِلك‌ واحد؟!

 وهل‌ يعني‌ هذا العمل‌ غير جعل‌ العالم‌ مع‌ الجاهل‌، واللؤلؤ البرّاق‌ مع‌ الخزف‌، والفيروزج‌ مع‌ الخرز، ونظمها جميعها في‌ عقد واحد؟!

 وعندما يقرّ المؤلّف‌ المحترم‌ في‌ موضع‌ من‌ صحيفته‌ أنّ الدعاء 201 المروي‌ في‌ الصحيفة‌ 5/228، الدعاء 67 عن‌ كتاب‌ « أنيس‌ العابدين‌ » و « بحار الانوار » وفي‌ « الصحيفة‌ الرابعة‌ »، قد قال‌ فيه‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » أعني‌: آية‌ الله‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العاملي‌ّ ما نصّه‌: وَلَكِنْ فِي‌ عِبَارَاتِهِ مَا يُوهِنُ الجَزْمَ بِكَوْنِهِ مِنَ الإمام عَلَیهِ السَّلاَمُ وَيَقْوَي‌ كَوْنُهُ مِنْ تَإلیفِ مَنْ لاَ يُحْسِنُ العَرَبِيَّةَ، [19] فكيف‌ ذكره‌ بطوله‌ ومضامينه‌ الباردة‌، وجعله‌ في‌ عداد أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ »؟!

 وأورد المرحوم‌ المحدِّث‌ النوري‌ّ في‌ آخر صحيفته‌ الرابعة‌ مناجاتين‌ منظومتين‌ منسوبتين‌ إلی‌ الإمام‌ وجدهما بخطّ بعض‌ العلماء، ومطلع‌ أوّلهما:

 * أَلَمْ تَسْمَعْ بِفَضْلِكَ يَا مُنَائِي‌

 ومطلع‌ الاُخري‌:

 * إلَیكَ يَا رَبِّ قَدْ وَجَّهْتُ حَاجَاتِي‌ *

 والاُولي‌ تسعة‌ أبيات‌، والثانية‌ أحد عشر بيتاً. [20] وسبق‌ لنا أن‌ نقلناهما عن‌ آية‌الله‌ الامين‌ الذي‌ لم‌ يذكرهما في‌ صحيفته‌ الخامسة‌ ـمع‌ أ نّه‌ نقل‌ كافّة‌ أدعية‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ » و « الصحيفة‌ الرابعة‌ » ـوعدّهما في‌ التنبيه‌ التاسع‌ الوارد في‌ مقدّمة‌ صحيفته‌ موضوعتين‌، ركيكتين‌، قد صدرتا من‌ شخصٍ لايحسن‌ العربيّة‌.

 ولكنّ مدوّن‌ « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌ » قد ذكرهما معاً. والعجيب‌ أ نّه‌ قال‌: وَ نَحْنُ نُورِدُهُمَا كَذلِكَ مَعَ اعْتِقَادِنَا بِعَدَمِ صِحَّةِ نِسْبَتِهِمَا إلَیهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ، لِمَا فِيهِمَا مِنْ ضَعْفٍ فِي‌ نَظْمِهِمَا وَلَفْظِهِمَا، وَهُوَ عَلَیهِ السَّلاَمُ عَيْنُ الفَصَاحَةِ وَمَنْبَعُ البَلاَغَةِ. وَقَدْ قَطَعَ السَّيِّدُ الاَمِينُ بِفَسَادِ نِسْبَتِهِمَا إلَیهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ فِي‌ مُقَدِّمَةِ الصَّحِيفَةِ « 5 » وَقَالَ: عُـذْرُ صَاحِـبِ الصَّحِيفَـةِ « 4 » فِي‌ إيرادِهِمَا عَدَمُ كَمَالِ مَعْرِفَتِهِ بِاللِّسَانِ العَرَبِي‌ِّ. [21]

 لو فرضنا أنّ الإمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌ عاتب‌ المحدِّث‌ النوري‌ّ وآخذه‌ قائلاً له‌: لِمَ ذكرت‌ هذه‌ الادعية‌ الركيكة‌ الخإلیة‌ من‌ السند في‌ عِداد أدعيتي‌ ونَسَبْتَها إلی‌َّ؟! وأنّ المرحوم‌ الامين‌ نهض‌ للدفاع‌ عنه‌ مطايبةً وقال‌: عذره‌ عدم‌ كمال‌ معرفته‌ باللسان‌ العربي‌ّ. فماذا يقول‌ المؤلّف‌ المحترم‌ للإمام‌ علیه‌ السلام‌ إذا عاتبه‌ بقوله‌: إذا كنتَ تعترف‌ بفساد نسبتهما إلی‌َّ، فَلِمَ ذكرتَهما في‌ صحيفتك‌ الجامعة‌ ونسبتهما إلی، ومن‌ ثمّ جعلتهما في‌ عداد أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ »؟!

 وهل‌ يملك‌ جواباً غير قوله‌: أردتُ أن‌ تكون‌ صحيفتك‌ يا مولاي‌ أكبر وأضخم‌؟!

 بَيدَ أنّ أصل‌ الإشکال هنا وهو: لماذا لا نبيّن‌ ولا نكتب‌ ولانقرأ الادعية‌ كما وردت‌؟! ولماذا لا نطبع‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » علی‌ حِدة‌؟! ولماذا لانقدّم‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » و « الثالثة‌ »، و « الرابعة‌ »، و « الخامسة‌ » إلی‌ الناس‌ كما هي‌ علیه‌ بلا أدني‌ تصرّف‌ فيها، لكي‌ نحذر من‌ التلاعب‌ في‌ كلام‌ الإمام‌، وفي‌ كلام‌ أصحاب‌ الصحائف‌؟ ولماذا لا نفرز الصحيح‌ من‌ السقيم‌؟ ولماذا نخلط‌ الصواب‌ والخطأ، والمتيقّن‌ منه‌ والمشكوك‌ فيه‌؟!

 والصحيح‌ هو أن‌ نجعل‌ كتاب‌ الدعاء كما ورد، بخاصّة‌ إذا كان‌ دعاء من‌ أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ » ونضعه‌ علی‌ النَّسَق‌ المأثور عن‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌. أفلا يعني‌ إقحامه‌ في‌ غيره‌ تمثيلاً به‌؟!

 ولقد أصبح‌ مألوفاً إلیوم‌ في‌ طبع‌ كتب‌ الاعلام‌ أن‌ يتصرّف‌ محقّقها أو مصحّحها أو المعلِّق‌ علیها في‌ عبارات‌ مصنّفيها تصرّفات‌ لاتُسَوَّغُ بحالٍ، وذلك‌ من‌ خلال‌ عبارة‌ مَزِيدَةٌ مُنَقَّحةٌ . وهذا ذنب‌ كبير.

 ويبلغ‌ الامر حدّاً أ نّنا لا نلاحظ‌ اهتماماً بنفس‌ الكتاب‌ أبداً، لا نّنا لاندري‌ كم‌ بذل‌ المصحّح‌ من‌ جهودٍ علیه‌؟ وإلی‌ أي‌ّ درجة‌ تتطابق‌ مطالب‌ الكتاب‌ مع‌ كلام‌ المؤلّف‌؟

 ولهذا نجد في‌ الطبعة‌ الاخيرة‌ لكتاب‌ « الوافي‌ بالوفيات‌ » قد كتب‌ علی‌ ظهر الاجزاء الاُولي‌ منه‌ عبارة‌: الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ غَيْرُ المُنَقَّحَةِ. [22] أي‌: ليعلم‌ الناس‌ أنّ محتويات‌ الكتاب‌ سلمت‌ من‌ تلاعب‌ المتصدّين‌ لطبعه‌ ونشره‌.

 لقد جمع‌ المؤلّف‌ المحترم‌ الادعية‌ برمّتها، وبوّبها حسب‌ الموضوعات‌، وجعل‌ كلّ موضوع‌ في‌ باب‌ مستقلّ. فقد ذكر ـمثلاًـفي‌ بداية‌ الكتاب‌ ثمانية‌ أدعية‌ في‌ موضوع‌ التحميد والتوحيد والتسبيح‌ والتمجيد علی‌ النحو الآتي‌:

 الاوّل‌: إذَا ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ بَدَأَ بالتَّحْمِيدِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّنَاءَ عَلَیهِ: الحَمْدُ لِلَّهِ الاَوَّلِ بِلاَ أَوَّلٍ كَانَ قَبْلَهُ، وَالآخِرِ بِلاَ آخِرٍ يَكُونُ بَعْدَهُ ... إلی‌ آخره‌.

 الثاني‌: فِي‌ التَّحْمِيدِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:

 الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ تَجَلَّي‌ لِلْقُلُوبِ بِالعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عَنِ الاَبْصَارِ بِالعِزَّةِ ... إلی‌ آخره‌.

 الثالث‌: فِي‌ التَّوحِيدِ:

 إلَهِي‌ بَدَتْ قُدْرَتُكَ وَلَمْ تَبْدُ هَيْئَةُ جَلاَلِكَ، فَجَهِلُوكَ وَقَدَّرُوكَ بِالتَّقدِيرِ عَلَی‌ غَيْرِ مَا أَنْتَ بِهِ شَبَّهُوكَ ... إلی‌ آخره‌.

 الرابع‌: فِي‌ التَّسْبِيحِ:

 سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَحَنَانَيْكَ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَتَعَإلَیتَ ... إلی‌ آخره‌.

 الخامس‌: فِي‌ تَسْبِيحِ اللَهِ تَعَإلَی‌ وَتَنْزِيهِهِ:

 سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ نُورُهُ كُلَّ ظُلْمَةٍ، سُبْحَانَ مَنْ قَدَّرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قُدْرَةٍ ... إلی‌ آخره‌.

 السادس‌: إذَا تَلاَ قَوْلَهُ تَعَإلَی‌: «وَإِن‌ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَهِ لاَ تُحْصُوهَا»: سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَجْعَلْ فِي‌ أَحَدٍ مِنْ مَعْرِفَةِ نِعَمِهِ إلاَّ المَعْرِفَةِ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ مَعْرِفَتِهَا كَمَا لَمْ يَجْعَلْ فِي‌ أَحَدٍ مِنْ مَعْرِفَةِ إدْرَاكِهِ أَكْثَرَ مِنَ العِلْمِ بِأَ نَّهُ لاَ يُدْرِكُهُ ... إلی‌ آخره‌.

 السابع‌: فِي‌ التَّمْجِيدِ:

 الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ تَجَلَّي‌ لِلْقُلوبِ بِالعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عَنِ الاَبْصَارِ بِالعِزَّةِ ... إلی‌ آخره‌.

 الثامن‌: إذَا مَجَّدَ اللَهَ وَاسْتَقْصَي‌ فِي‌ الثَّنَاءِ عَلَیهِ:

 اللهُمَّ إنَّ أَحَداً لاَ يَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غَايَةً وَإنْ أَبْعَدَ إلاَّ حَصَلَ عَلَیهِ مِنْ إحْسَانِكَ مَا يُلْزِمُهُ شُكْرَكَ ... إلی‌ آخره‌.

 ويختم‌ الموضوع‌ هنا، ثمّ يدخل‌ في‌ موضوع‌ الصلوات‌، وهو الدعاء التاسع‌. [23]

 ولا يلاحظ‌ في‌ هذه‌ الادعية‌ ما يميّزها بعضها عن‌ بعض‌، فيُعرف‌ المتيقّن‌ صدوره‌ عن‌ الإمام‌ من‌ غيره‌، إلی‌ أن‌ يصل‌ إلی‌ خاتمة‌ الكتاب‌ في‌ الفهرس‌ الثالث‌ عشر الذي‌ يشتمل‌ علی‌ تخريجات‌ « الصحيفة‌ الجامعة‌ » واتّحاداتها، ويحدّد هناك‌ أنّ الدعاء الاوّل‌ من‌ « الصحيفة‌ الاُولي‌ » .

 وأنّ الدعاء الثاني‌ في‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ »، وفي‌ « الصحيفة‌ الثانية‌ » حسب‌ نقل‌ « الصحيفة‌ الثالثة‌ »، وهو موجود في‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » .

 والدعاء الثالث‌ في‌ « إرشاد الشيخ‌ المفيد »، ونُقِلَ من‌ «مطالب‌السئول‌».

 والدعاء الرابع‌ في‌ « ملحقات‌ الصحيفة‌ الاُولي‌ »، وفي‌ « الصحيفة‌الثانية‌»، وذكره‌ الكفعمي‌ّ في‌ مصباحه‌.

 والدعـاء الخامـس‌ في‌ « دعـوات‌ الراونـدي‌ّ »، و « الصحيفة‌ 3 »، و « الصحيفة‌ 5 » .

 والدعاء السادس‌ في‌ « تحف‌ العقول‌ »، و « الصحيفة‌ 4 »، و « الصحيفة‌ 5 » .

 والدعاء السابع‌ في‌ « ملحقات‌ الصحيفة‌ الاولي‌ »، وفي‌ « الصحيفة‌ 2 » .

 والدعاء الثامن‌ في‌ « الصحيفة‌ 3 » . وهو أحـد الادعية‌ الإحـدي‌ والعشرين‌ الساقطة‌. حكاه‌ صاحب‌ « الصحيفة‌ الخامسة‌ » . [24]

نقد علی‌ التبويب‌ الموضوعي‌ّ للصحيفة‌ السجّاديّة‌

 وإذا قيل‌: إنّنا نريد أن‌ نبوّب‌ الادعية‌ كلّها حسب‌ موضوعاتها! فإنّنا نقول‌ في‌ الجواب‌: لِمَ تريدون‌ أن‌ تجمعوا الادعية‌ المسلّمة‌ والمتيقّنة‌ مع‌ الادعية‌ المشكوكة‌ والواهية‌ من‌ حيث‌ المتن‌ والسند؟! ومَن‌ الذي‌ ألزمنا بهذا العمل‌؟ وما هي‌ فوائد التبويب‌ حسب‌ الموضوع‌ أساساً؟! ولو كان‌ هذا الامر صحيحاً، فَلِمَ لَمْ يُبَوِّب‌ الإمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌ نفسه‌ أدعيته‌ في‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ »؟! ولِمَ لَمْ تُبَوَّبِ السورُ والآياتُ القرآنيّة‌؟!

 إنّ القرآن‌ الكريم‌ كتاب‌ تلاوة‌ وعمل‌، ومصدر لكسب‌ المعنويّات‌. وتُلاَحَظُ في‌ كلّ سورة‌ آيات‌ متنوّعة‌ تشتمل‌ علی‌ مطالب‌ عرفانيّة‌ ومعارف‌ إلهيّة‌، ووحدة‌ الحقّ الاقدس‌ تعإلی‌ بصور وأشكال‌ متباينة‌. وينبغي‌ أن‌ يكون‌ هكذا. لانّ قاري‌ القرآن‌ في‌ كلّ يوم‌ وليلة‌، وفي‌ كلّ حالة‌ متفاوتة‌ يحتاج‌ إلی‌ جميع‌ ضروب‌ النصائح‌ والمواعظ‌ والحِكَم‌. وعلیه‌ أن‌ يتوجّه‌ إلی‌ التوحيد في‌ كلّ لحظة‌، وينبغي‌ أن‌ تدور آيات‌ الاحكام‌ في‌ وسطها دائماً. فليس‌ للقرآن‌ أوّل‌ ولا آخر. وكلّه‌ سواء.

 وهذا هو كتاب‌ الوحي‌ السماوي‌ّ، وورقة‌ العمل‌ لظهور الاحوال‌ المعنويّة‌ والحياة‌ الخالدة‌ الزاخرة‌ بالنعم‌ السرمديّة‌ الباقية‌، دنيويّة‌ كانت‌ أم‌ أُخرويّة‌. ولهذا نجد سوره‌ وآياته‌ كالطبيعة‌ النقيّة‌ صافيةً بلا تدخّل‌ ولاتصرّف‌، ليلها ونهارها متفاوتان‌، جبالها مختلفة‌، سهولها وصحاراها غير متناسبة‌، شمسها وقمرها مرّة‌ في‌ أوجهما، وأُخري‌ في‌ حضيضهما. لفصولها الاربعة‌ في‌ كلّ نقطة‌ من‌ العالم‌ حكم‌ خاصّ. ولكلٍّ من‌ أنهارها وبحارها ومحيطاتها حجم‌ وسعة‌ وحكم‌ مخصوص‌، ومياه‌ مختلفة‌.

 وهذا الاختلاف‌ الطبعي‌ّ والطبيعي‌ّ هو الذي‌ يقيم‌ العالم‌. وإذا قُدّر أن‌ تكون‌ الاشياء كلّها متساويةً ذات‌ شكلٍ واحد ولون‌ واحد وحجم‌ واحد وحرارة‌ واحدة‌، فلن‌ يستقيم‌ أمر العالم‌ لحظة‌ واحدة‌، ولتجرّع‌ بكلتا يديه‌ كأس‌ المنون‌، وكان‌ مصيره‌ إلی‌ الفناء والعدم‌ والهلاك‌.

 وهكذا دأب‌ القرآن‌، وكتاب‌ الدعاء، وكلّ كتاب‌ إلهي‌ّ، لا نّه‌ أُخذ من‌ فهم‌ النفوس‌ والارواح‌ التي‌ تعيش‌ في‌ هذا العالم‌ الملي‌ء بالاختلاف‌، وتحت‌ سمائه‌ الزرقاء.

 ولو أردتَ مثلاً أن‌ تبوّب‌ القرآن‌ الكريم‌ علی‌ شكل‌ مباحث‌ موضوعيّة‌ ومطالب‌ مصنّفة‌! فإنّك‌ ستجمع‌ آيات‌ الاحكام‌ المتعلّقة‌ بالإرث‌ والنكاح‌ والطلاق‌ في‌ مكان‌، وآيات‌ العبادات‌ المرتبطة‌ بالحجّ والصلاة‌ والصيام‌ في‌ مكان‌، وآيات‌ البيع‌ والدَّين‌ والرهن‌ في‌ مكان‌، والآيات‌ التوحيديّة‌ والمعارف‌ الإلهيّة‌ في‌ مكان‌، وحينئذٍ لايعود القرآن‌ قرآناً. ولايكون‌ قرآناًكريماً ومجيداً، ولا يتّصف‌ بصفة‌ المجد والكرم‌، ولايصدق‌ علیه‌ عنوان‌ لاَ يَمَسُّهُ و´ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ. [25]

 وسيصبح‌ كتاباً عاديّاًكسائر الكتب‌. ولن‌ يحمل‌ عنوان‌ المعجزة‌، والخلود، والابديّة‌. ولن‌ يهب‌ الإنسان‌ الباحث‌ عن‌ الله‌ روحاً. ولن‌يكون‌ مربّياً للارواح‌.

 لقد كان‌ محمّد علی‌ فروغي‌ عالماً. ويظهر من‌ كتاب‌ « سير حكمت‌» في‌ أُوروبّا، ومن‌ تصحيحه‌ بعض‌ الكتب‌ والتعلیق‌ علیها أ نّه‌ رجل‌ مثقّف‌ مطّلع‌. بَيدَ أ نّه‌ كان‌ في‌ عصر رضا خان‌ بهلوي‌ عَلَماً من‌ أعلام‌ الاستعمار الإنجليزي‌ّ في‌ إيران‌. وبلغ‌ تعاونه‌ مع‌ رضا خان‌ والانجليز درجة‌ بحيث‌ يجب‌ أن‌ يؤلَّف‌ كتاب‌ بل‌ كتب‌ في‌ هذا المجال‌ حقّاً. وفي‌ زمانه‌ أُلغيت‌ تلاوة‌ القرآن‌ في‌ المدارس‌ وحلّ محلّها بعض‌ الآيات‌ المنتخبة‌.

 وكان‌ عازماً علی‌ تلخيص‌ القرآن‌، وحذف‌ الآيات‌ المتكرّرة‌، بَيدَ أنّ يد الغيب‌ الاحديّة‌ صفعته‌ علی‌ رأسه‌، إذ لمّا دخل‌ الجيشان‌ الروسي‌ّ والإنجليزي‌ّ إيران‌، فإنّه‌ فزع‌ إلی‌ أسياده‌ فأمروه‌ بالاستقالة‌، ولاذ بالفرار و لِلَّهِ الحَمْدُ وَلَهُ المِنَّة‌ إذ انكسر الدنّ وأُريق‌ ما في‌ الصواع‌. ( أي‌: انتهي‌ كلّ شي‌ء وانتفي‌ أصل‌ الموضوع‌ ) .

 إنّ لكلّ عبارة‌ وكلمة‌ في‌ القرآن‌ الكريم‌، و « نهج‌ البلاغة‌ »، و « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ » موضوعيّة‌، وينبغي‌ أن‌ لاينالها تغيير وتبديل‌ وتحريف‌، وأن‌ لاتتفرّق‌ وتُلْحَق‌ بسائر الكتب‌، وأن‌ لا تُلْحَق‌ بها كتب‌ أُخري‌.

 وإذا أراد شخص‌ أن‌ يؤلّف‌ مستدركاً علی‌ « نهج‌ البلاغة‌ » فالطريق‌ أمامه‌ مفتوح‌، بَيدَ أ نّه‌ لا حقّ له‌ أن‌ يُقحمه‌ في‌ « نهج‌ البلاغة‌ »، ويخلطه‌ بخطبه‌ حسب‌ الموضوعات‌.

 إنّ « نهج‌ البلاغة‌ » مِن‌ البَدْوِ إلَی‌ الخَتْمِ هو من‌ اختيار الشريف‌ الرضي‌ّ لخطب‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وكُتُبه‌ وحِكَمه‌. وله‌ أُسلوب‌ خاصّ ومعانٍ مخصوصة‌ لَهَا مِنْهَا عَلَیهَا شَوَاهِدُ. فإذا زعم‌ أحد أ نّه‌ يجمع‌ بقيّة‌ الخُطَب‌، فهنيئاً له‌، ولكن‌ كما كتبوا ويكتبون‌، فعلیه‌ أن‌ يكتب‌ وينظّم‌ مستدركاً مستقلاً خاصّاً لها، ويفرده‌ في‌ كتابٍ علی‌ حِدَة‌، ولايجعله‌ مع‌ أصل‌ « نهج‌ البلاغة‌ » في‌ مجلّد واحد، وذلك‌ لكي‌ يُحفَظ‌ شأن‌ ومقام‌ كلّ خطبة‌ وكتاب‌ في‌ موضعهما.

 هل‌ يمكننا أن‌ نجعل‌ القرآن‌ الكريم‌ مع‌ التوراة‌ والإنجيل‌ ونبوّبه‌ معهما بشكل‌ مباحث‌ موضوعيّة‌ ومطالب‌ علميّة‌، ونجمعه‌ معهما في‌ مجموعة‌ واحدة‌ بحيث‌ لا تتميّز آياته‌ عمّا ورد فيهما، وبحيث‌ نحتاج‌ إلی‌ فهرس‌ لتمييزها، حتّي‌ لو فرضنا أنّ ذينك‌ الكتابين‌ هما الكتابان‌ الاصليّان‌ اللذان‌ لم‌ يُحرَّفا؟ وهل‌ يتسنّي‌ لنا مثلاً أن‌ نجعل‌ في‌ رأس‌ كلّ صفحة‌ علامة‌ لتمييز الآيات‌ القرآنيّة‌ وتمييز نصوص‌ التوراة‌ والإنجيل‌؟ وهذا المثال‌ المذكور هنا هو أبرز الامثلة‌ المتصوَّرة‌ وأبينها. ومن‌ الواضح‌ أنّ هذا العمل‌ غير سديد أبداً. فللقرآن‌ الكريم‌ ـعقلاً وشرعاً وشهوداًـخصائص‌ ومزايا وآثار وقيود معيّنة‌، فينبغي‌ أن‌ لا يُخلط‌ بسائر الكتب‌ وإن‌ كانت‌ أحاديث‌ قدسيّة‌ وألواح‌ سماويّة‌.

 

ارجاعات


[1] ـ «الذريعة‌» ج‌ 15، ص‌ 20، رقم‌ 99 .

[2] ـ قال‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الامين‌ في‌ الهامش‌: هو كتاب‌ في‌ الرجال‌ والتراجم‌ سمّاه‌ «رياض‌ العلماء وحياض‌ الفضلاء» ذكر فيه‌ أحوال‌ علمائنا من‌ زمن‌ الغيبة‌ الصغري‌ إلی‌ زمانه‌ وهو سنة‌ تسع‌ عشرة‌ بعد الالف‌ ومائة‌ في‌ عشرة‌ مجلّدات‌ لم‌ تخرج‌ إلی‌ البياض‌. وهو كتاب‌ نفيس‌ علی‌ ما يظهر. استعان‌ به‌ أكثر من‌ صنّف‌ بعده‌ في‌ هذا الباب‌. وله‌ غيره‌ مصنّفات‌ كثيرة‌ وتعلیقات‌ ولكنّها تلفت‌. وجري‌ بينه‌ وبين‌ شريف‌ مكّة‌ المكرّمة‌ منافرة‌ بالحجاز فذهب‌ إلی‌ القسطنطينيّة‌ وتقرّب‌ إلی‌ السلطان‌ حتّي‌ توصّل‌ إلی‌ عزل‌ الشريف‌ ونصب‌ غيره‌. ومن‌ يومئذٍ عرف‌ بالافندي‌. أقول‌: ها هي‌ خمسـة‌ أجـزاء منه‌ قد طبعت‌ بحمد الله‌ والمنّة‌ بجهـود محمودة‌ بذلها سماحة‌ حجّة‌ الإسلام‌ السيّد أحمد الحسيني‌ّ أدام‌ الله‌ معإلیه‌، ومازالت‌ أجزاؤه‌ الخمسة‌ الاُخري‌ مفقودة‌، ولا ندري‌ هل‌ هي‌ موجودة‌ أم‌ لا؟ وإذا كانت‌ موجودة‌، ففي‌ أي‌ّ زاوية‌ من‌ زوايا العالم‌ أو أي‌ّ مكتبة‌ من‌ مكتباته‌؟ بَيدَ أنّ هذا الكتاب‌ يترجم‌ لعلماء الخاصّة‌ والعامّة‌. فأجزاؤه‌ الخمسة‌ الاُولي‌ تحوم‌ حول‌ علماء الخاصّة‌. والثانية‌ تدور حول‌ علماء العامّة‌. ويؤسفنا ضياع‌ أجزاء من‌ كلّ منهما، إذ ضاع‌ جزءان‌ من‌ الاجزاء التي‌ تتناول‌ علماء الخاصّة‌، وثلاثة‌ أجزاء من‌ التي‌ تتحدّث‌ عن‌ علماء العامّة‌. والمطبوع‌ منه‌ حإلیاً خمسة‌، ثلاثة‌ منه‌ حول‌ الخاصّة‌ واثنان‌ حول‌ العامّة‌. وممّا يتميّز به‌ هذا الكتاب‌ عن‌ سائر كتب‌ التراجم‌ هو أنّ مؤلّفه‌ لم‌يعتمد علی‌ المصادر الرجإلیة‌ وكتب‌ التراجم‌ فحسب‌، بل‌ أمضي‌ نصف‌ عمره‌ في‌ التنقّل‌ بين‌ أمصار كثيرة‌، ومواجهة‌ العلماء والاعيان‌، والتنقيب‌ في‌ كتب‌ مختلفة‌. ومن‌ هنا تجده‌ يستخرج‌ ملاحظات‌ دقيقة‌ من‌ موضوعات‌ علميّة‌ متباينة‌ لاعلاقة‌ لها بكتب‌ التراجم‌ أبداً، ويدوّن‌ مشاهداته‌ في‌ نقطة‌ من‌ النقاط‌ النائية‌ لتكون‌ شاهد صدق‌ وتأييداً لنيّاته‌ وأهدافه‌، ويتحدّث‌ عن‌ عالم‌ أو شخصيّة‌ ربّما لم‌ تكن‌ شخصيّة‌ علميّة‌ لتنكشف‌ خفايا وغوامض‌ ومجاهيل‌ من‌ زوايا التأريخ‌ عند البحث‌ فيها.

[3] ـ الآية‌ 21، من‌ السورة‌ 57: الحديد؛ والآية‌ 4، من‌ السورة‌ 62: الجمعة‌.

[4] ـ «الصحيفة‌ الخامسة‌ السجّاديّة‌»، من‌ أدعية‌ الإمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌ للعلاّمة‌ المحقّق‌ المغفور له‌ السيّد محسن‌ الامين‌ العاملي‌ّ ( 1282 ـ 1371 ) ص‌ 2 إلی‌ 8، منشورات‌ مكتبة‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ العامّة‌. إصفهان‌ ـ إيران‌.

[5] ـ يريد المرحوم‌ الامين‌ هنا أن‌ يستند إلی‌ قاعدة‌ التسامح‌ في‌ المستحبّات‌، في‌ جواز قراءة‌ الادعية‌ الضعيفة‌ السند. وفي‌ هذا الاستناد إشكال‌. وتوضيح‌ ذلك‌: نقل‌ صاحب‌ «وسائل‌ الشيعة‌» تسع‌ روايات‌ في‌ هذا الباب‌. أوّلها: مَنْ بَلَغَهُ شَي‌ء من‌ الثواب‌ علی‌ شي‌ء من‌ الخير فعمل‌ به‌ كان‌ له‌ أجر ذلك‌، وإن‌ كان‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لم‌ يَقُلْهُـ الحديث‌.

 وعمل‌ العلماء الاعلام‌ بهذه‌ الروايات‌، لانّ أصل‌ صدورها من‌ المعصوم‌ ثابت‌ مقطوع‌ به‌. بعضها صحيحة‌، وبعضها موثّقة‌، وبعضها ضعيفة‌. ولمّا كان‌ صدورها ثابتاً فلانمتري‌ فيها. بَيدَ أنّ الإشكال‌ يرد علی‌ دلالتها، كم‌ تتّسع‌؟ وكم‌ مساحة‌ شمولها؟ هل‌ تشمل‌ كلّ عمل‌ مستحب‌ رواه‌ راوٍ ضعيف‌ مجهول‌ لا يوثق‌ به‌ حتّي‌ لو كان‌ يزيد بن‌ معاوية‌، ومن‌ ثمّ يسوقنا إلی‌ ما يريد بوضعه‌ رواية‌ علی‌ أساس‌ التسامح‌ في‌ أدلّة‌ السنن‌، وتؤدّي‌ هذه‌ الرواية‌ إلی‌ انتشار البدع‌، وقلب‌ السُّنن‌ الإسلاميّة‌، كما يلاحظ‌ هذا إلیوم‌، إذ نقلوا رواية‌ ضعيفة‌ عن‌ المعلی‌بن‌ خُنيس‌ من‌ أجل‌ أن‌ يضفوا طابعاً رسميّاً علی‌ عيد النوروز فظنّوا استحباب‌ الغسل‌ والدعاء فيه‌. وبلغ‌ هذا التسامح‌ مبلغاً انهارت‌ فيه‌ الاعمدة‌ العظيمة‌ للسنن‌ المحقّقة‌. أو أنّ مصبّ هذه‌ الروايات‌ ودلالتها وشمولها موضع‌ آخر. ومفاد هذه‌ الروايات‌ مفاد بحث‌ أُصولي‌ّ يتكافأ فيه‌ الانقياد مع‌ الطاعة‌ كما يتكافأ التجـرّؤ مع‌ المعصـية‌. لذلك‌ إذا أُثيب‌ أحدٌ علی‌ عمل‌ من‌ وحي‌ الحجج‌ الشرعيّة‌، وهو عمل‌ حسب‌ ما يقتضيه‌، ثمّ تبيّن‌ خلافه‌ فأجره‌ محفوظ‌ لعامله‌ ولايحرمه‌ الله‌ ثوابه‌. وورد في‌ ألفاظ‌ الرواية‌ لفظ‌ مَن‌ بَلَغَهُ. ويصدق‌ البلوغ‌ إذا تحقّق‌ الوصول‌ التعبّدي‌ّ كالوصول‌ الخارجي‌ّ في‌ عالـم‌ الاعتبار وتُؤتَي‌ الحجّـيّة‌ بالعمل‌. كالبلوغ‌ في‌ قوله‌ تعإلی‌: يا أيّها الرَّسولُ بلِّغ‌ ما أُنزِلَ إلیكَ مِن‌ ربِّك‌. وقوله‌ تعإلی‌: هَذا بَلَـ'غٌ لِلنَّاس‌. ويشمل‌ فقط‌ الحالات‌ التي‌ يتمّ فيها الموضوع‌ من‌ حيث‌ الاعتبار، إلاّ أنّ سهواً قد حصل‌ في‌ السند ولم‌يطابق‌ الواقع‌ اتّفاقاً. إذن‌، لا تشمل‌ أدلّة‌ التسامح‌ الروايات‌ المرسلة‌ والمقطوعة‌ والضعيفة‌ السند بخاصّة‌ في‌ الادعية‌ التي‌ تمثّل‌ أهمّ أركان‌ ربط‌ المخلوق‌ بالخالق‌. وفي‌ الموضوع‌ تفصيل‌ ليس‌ موضعه‌ هنا وستجده‌ إن‌ شاء الله‌ تعإلی‌ في‌ كتاب‌ «النيروز بدِعَةٌ وضلالةٌ» بحول‌ الله‌ وقوّته‌ ولاحول‌ ولا قوّة‌ إلاّ بالله‌ العليُالعظيم‌.

[6] ـ «الصحيفة‌ الخامسة‌» ص‌ 12 و 13 .

[7] ـ وقد تقدّم‌ بيان‌ فسادُ هذا الرأي‌.

[8] ـ «الصحيفة‌ الخامسة‌» ص‌ 18 و 19 .

[9] ـ «الذريعة‌» ج‌ 15، ص‌ 21، رقم‌ 100 .

[10] ـ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌» مع‌ ترجمة‌ السيّد صدر الدين‌ البلاغي‌ّ، من‌ منشورات‌ دار الكتب‌ الإسلاميّة‌، سنة‌ 1369 ه .

[11] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 43، طبعة‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌. وفيما يأتي‌ نصّ عبارة‌ العلاّمة‌ محمّد تقي‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌:. ... إنّي‌ أروي‌ «الصحيفة‌ الكاملة‌» عن‌ مولانا ومولي‌ الانام‌ سيّد الساجدين‌ عليُ بن‌ الحسين‌ زين‌ العابدين‌ مناولة‌ عن‌ صاحب‌ الزمان‌ وخليفة‌ الرحمن‌ الحجّة‌ بن‌ الحسن‌ علیهم‌ السلام‌ بين‌ النوم‌ وإلیقظة‌، ورأيتُ كأ نّي‌ في‌ الجامع‌ العتيق‌ بإصبهان‌، والمهدي‌ّ صلوات‌ الله‌ علیه‌ قائم‌ وسألت‌ عنه‌ مسائل‌ أشكلت‌ عليُفأجاب‌ عنها. ثمّ سألتُ عنه‌ علیه‌ السلام‌ كتاباً أعمل‌ علیه‌، فأحالني‌ بذلك‌ الكتاب‌ إلی‌ رجل‌ صالح‌، فلمّا أخذتُ منه‌ كان‌ «الصحيفة‌». وببركة‌ هذه‌ الرؤيا انتشرت‌ «الصحيفة‌» في‌ الآفاق‌ بعدما كان‌ مطموس‌ الاثر في‌ هذه‌ البلاد.

[12] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 45 إلی‌ 47 .

[13] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 50 . ونقل‌ المرحوم‌ الاُستاذ السيّد محمّد مشكاة‌ هذا اللفظ‌ نفسه‌ في‌ مقدّمته‌ المدوّنة‌ علی‌ الشرح‌ الفارسي‌ّ الذي‌ كتبه‌ السيّد صدر الدين‌ البلاغي‌ّ علی‌ «الصحيفة‌». وقال‌: وناهيك‌ في‌ ذلك‌ أنّ المولي‌ محمّد تقي‌ المجلسي‌ّ أشار في‌ بعض‌ رواياته‌ أنّ له‌ إلیها ألف‌ ألف‌ سند.

[14] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 51 إلی‌ 61 .

[15] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 63 إلی‌ 66 .

[16] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 54 إلی‌ 59 .

[17] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 54 و 59 .

[18] ـ نقل‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ في‌ بحاره‌: ج‌ 110، ص‌ 61، في‌ آخر إجازته‌ المفصّلة‌ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌ الكاملة‌» عن‌ الشيخ‌ بهاء الدين‌ العاملي‌ّ أنّ والده‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌: المولي‌ محمّد تقي‌ قال‌: والظاهر أنّ التسمية‌ بـ«زبور آل‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌» و«إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ علیهم‌ السلام‌» علی‌ ما ذكره‌ الشيخ‌ رشيد الدين‌ محمّد بن‌ شهرآشوب‌ المازندراني‌ّ أ نّه‌ كما أنّ الزبور والإنجيل‌ جريا من‌ الله‌ تعالی‌ علی‌ لسان‌ داود وعيسي‌ ابن‌ مريم‌، كذلك‌ جرت‌ الصحيفة‌ من‌ الله‌ تعالی‌ علی‌ لسان‌ سيّد الساجدين‌ عليُ بن‌ الحسين‌ زين‌العابدين‌ صلوات‌ الله‌ علیه‌. ويحتمل‌ أن‌ تكون‌ منزلة‌ من‌ السماء علی‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌. ولمّا كان‌ الظهور علی‌ يده‌ علیه‌ السلام‌ صارت‌ منسوبة‌ إلیه‌.

[19] ـ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» ص‌ 844 .

[20] ـ «الصحيفة‌ الرابعة‌» ص‌ 143 إلی‌ 145 .

[21] ـ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» ص‌ 516 و 517 .

[22] ـ «الوافي‌ بالوفيّات‌» تإلیف‌ صلاح‌ الدين‌ خليل‌ بن‌ ايبك‌ الصفدي‌ّ، طبعة‌ دار النشر فرانزشتاينر بفيسبارن‌ 1381 ه ـ 1962 م‌.

[23] ـ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» ص‌ 17 إلی‌ 30 .

[24] ـ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» ص‌ 817 و 818 . وذكرنا هنا مختصر الإرشادات‌ والمصادر وأُصولها.

[25] ـ الآية‌ 79، من‌ السورة‌ 56: الواقعة‌.

      
  
الفهرس
  درس‌ الحادي‌ عشر بعد المائتين‌ إلی‌ الخامس‌ والعشرين‌ بعد المائتين‌
  الروايات‌ والآثار الواردة‌ في‌ فضيلة‌ الكتابة‌
  أسماء الشيعة‌ من‌ التابعين‌ الذين‌ دوّنوا كتاباً
  قرابة‌الإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ من‌ القاسم‌ بن‌ محمّد بن‌ أبي‌ بكر
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الكاملة‌» ودعاءالإمام السجّاد حول‌ الخلافة‌
  نبذة‌ من‌ سيرة‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌(التعلیقة
  أهمّيّة‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌
  كلام‌ الجوهري‌ّ الطنطاوي‌ّ حول‌ «الصحيفة‌»
  كلام‌ السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ الكبير حول‌ «الصحيفة‌»
  ‌ نقل‌ ابن‌ النديم‌، وعبد الرحمن‌ المرشدي‌ّ بعض‌ أدعية‌ «الصحيفة‌»
  رؤيا المجلسي‌ّ الاوّل‌ رحمه‌ الله‌ في‌ «الصحيفة‌»
  تواتر «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌»
  ملحقات‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الثانية‌» تدوين‌ صاحب‌ «الوسائل‌» الشيخ‌ محمّد بن‌ حسن‌ الحرّ العاملي‌ّ
  «الصحيفة‌ الثالثة‌ السجّاديّة‌» تدوين‌ الميرزا عبد الله‌ الافندي‌
  «الصحيفة‌ الرابعة‌ السجّاديّة‌»، تدوين‌ الحاجّ الميرزا حسين‌ بن‌ محمّد تقي‌
  «الصحيفة‌ الخامسة‌»، تدوين‌ السيّد محسن‌ الامين‌ الحسيني‌ّ العاملي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 1371ه
  كلام‌ الامين‌ في‌ نحل‌ المناجاة‌ المنظومة‌ المنسوبة‌ إلی‌الإمام السجّاد
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» تدوين‌ موضوعي‌ّ
  الردّ علی‌ كيفيّة‌ جمع‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌»
  كثرة‌ طرق‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  >>نقد علی‌ التبويب‌ الموضوعي‌ّ للصحيفة‌ السجّاديّة‌
  قصّة‌ الشَّرَق‌، لا الخمر ولا العَرَق‌
  شرعيّة‌ حقّ التإلیف‌ وحقّ الترجمة‌
  أقدم‌ نسخة‌ من‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» ومواصفاتها
  نقص‌ «الصحيفة‌» المُكتشفة‌
  طبع‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌ مع‌ مقدّمة‌ آية‌ الله‌ الفهري‌ّ بالشام‌
  نقد المزايا المذكورة‌ لـ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  إشكالات‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ موضوع‌ الصلوات‌
  روايات‌ العامّة‌ حول‌ لزوم‌ ذكر «الآل‌» في‌ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ
  اتّحاد نفوس‌ الائمّة‌ مع‌ رسول‌ الله‌ مقتضي‌ ذِكر الآل‌
  ممارسة‌ أهل‌ السنّة‌ للتعصّب‌ وتحريفهم‌ الروايات‌
  ارتكاب‌ بعض‌ السنّة‌ المذابح‌ الجماعيّة‌ ضدّ الشيعة‌ وحرق‌ مكتباتهم‌
  حرق‌ مرقد الإمامین موسي‌ الكاظم‌ ومحمّد الجواد من‌ قبل‌ الحنابلة‌
  سبب‌ هجرة‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ من‌ بغداد إلی‌ النجف‌ الاشرف‌
  مقتل‌ السيّد تاج‌ الدين‌ الزيدي‌ّ بسبب‌ تشيّعة‌
  حول‌ الصلاة‌ البتراء
  سند الصحيفة‌ المكتشفة‌ مقدوح‌ فيه‌
  رواية‌ الصحيفة‌ من‌ قبل‌ عميد الرؤساء وابن‌ السكون‌
  رواة‌ «الصحيفة‌» غير ابن‌ السكون‌ وعميد الرؤساء
  كلام‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ حول‌ القائل‌: «حدّثنا»
  طرق‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌»
  البحث‌ في‌ سند «الصحيفة‌» هو للتيمّن‌ فحسب‌
  انتساب‌ «الصحيفة‌» إلی‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ قطعي‌ٌّ
  اشتهار «الصحيفة‌» بين‌ العلماء السابقين‌
  ترجمة‌ رجال‌ سند «الصحيفة‌» (التعلیقة)
  تفصيل‌ اللقاء بين‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌ ويحيي‌ بن‌ زيد
  إعطاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ الصحيفة‌ لمحمّد وإبراهيم‌
  رؤيا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بني‌ أُميّة‌ علی‌ منبره‌
  الجواب‌ عن‌ المزايا الوهميّة‌ في‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  توجيه‌ الروايات‌ الدالّة‌ علی‌ عقم‌ النهضة‌ قبل‌ قيام‌ القائم‌ علیه‌ السلام‌
  سبب‌ تسمية‌ «الصحيفة‌» بـ «الكاملة‌»
  مصنّفات‌ زيد بن‌ علي ّبن‌ الحسين‌ علیهما السلام‌
  شرح‌ حول‌ كتاب‌ «المجموع‌» لزيد بن‌ عليّ
  مكانة‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ وعلمه‌ وفضله‌ وزهده‌
  الاشعار الرفيعة‌ لشعراء أهل‌ البيت‌ في‌ مدح‌ زيد ورثائه‌
  شعر لشعراء البلاط‌ المرواني‌ّ في‌ ذمّ زيد
  قتل‌ الطالبيّين‌ علی‌ يد العبّاسيّين‌
  توبيخ‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ زيد بن‌ موسي‌ علی‌ خروجه‌
  إخبارالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ حكومة‌ السفّاح‌ والمنصور
  جرائم‌ المنصور الشنيعة‌ ضدّ بني‌ الحسن‌
  ترجمة‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  بعث‌ المنصور رأس‌ الديباج‌ إلی‌ خراسان‌ مكان‌ رأس‌ النفس‌ الزكيّة‌
  جدول‌ ذكر البعض‌ من‌ الشجرة‌ ممّن‌ هو موضع‌ الحاجة‌ في‌ التأريخ‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ تعييب‌ محمّد وإبراهيم‌
  دفاع‌ ابن‌ طاووس‌ عن‌ أعمال‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ رفض‌الإمام الباقر علیه‌ السلام‌ أخاه‌ زيداً
  إدانة‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ خروج‌ أخيه‌ زيد بن‌ موسي‌
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ وبكاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ علیه‌
  ترجمة‌ زيد بن‌ عليّ(التعلیقة)
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ لمقارعة‌ الظلم‌، لا لدعوة‌ الناس‌ إلی‌ إمامته‌
  رسالة‌الإمام الصادق‌ إلی‌ عبد الله‌ المحض‌ عند تحرّكه‌ إلی‌ بغداد
  استشهاد ابن‌ طاووس‌ برواية‌ الصادق‌ علی‌ حسن‌ حال‌ بني‌ الحسن‌
  نتيجة‌ البحث‌ حول‌ الثائرين‌ بالسيف‌ من‌ بني‌ فاطمة‌ علیها السلام‌
  كلام‌ السيّد نعمة‌ الله‌ الجزائري‌ّ حول‌ الثائرين‌ من‌ بني‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  ترجمة‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌ (التعلیقة)
  خروج‌ زيد النار في‌ المدينة‌
  كيفيّة‌ خروج‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  كان‌ زيد بن‌ عليّ في‌ درجة‌ متأخّرة‌ عن‌ المعصوم‌
  كلام‌ الميرزا عبد الله‌ الإصفهاني‌ّ في‌ التفاوت‌ بين‌ الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  اختلاف‌ النفوس‌ والاعمال‌ عند الائمّة‌ الطاهرين‌ حتمي‌ّ
  فعل‌ ولي‌ّ الله‌ عين‌ الحقّ
  الخلقة‌ المجرّدة‌ والنورانيّة‌ للائمّة‌ مقارنة‌ للاختيار
  انتقاد رأي‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ عدم‌ ذكر بعض‌ الحقائق‌ التأريخيّة‌
  زواج‌ عمر بأُمّ كلثوم‌ ابنة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  خِطبة‌ معاوية‌ ابنة‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر وزينب‌ علیها السلام‌
  المشاعر والعواطف‌ البشريّة‌ عند الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  مشاعر سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ وعواطفه‌ يوم‌ عاشوراء
  استشهاد الطفل‌ الرضيع‌ يوم‌ الطفّ
  فضائل‌ عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ واستشهاده‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ من‌ منظار معاوية‌
  حوار عليّ الاكبر مع‌الإمام الحسين‌ علیهما السلام‌ حول‌ الشهادة‌
  نماذج‌ نادرة‌ من‌ الامويّين‌ كانوا من‌ الموإلین‌ للإمام‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  جعل‌الإمام عليّ علیه‌ السلام‌ محمّدَ ابن‌ الحنفيّة‌ درعاً للحسنين‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ تلميذ مدرسة‌ الحسنين‌ علیهما السلام‌
  قصّة‌ إنشاد الفرزدق‌ قصيدته‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  قصيدة‌ الفرزدق‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  تقديرالإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ للفرزدق‌
  بعض‌ الذين‌ نقلوا هذه‌ القصيدة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی