معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام(المجلد الخامس‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد الخامس عشر / القسم السابع: من القائل: حدثنا فی اول الصحیفة؟،انتساب الصحیفة الی الامام السجّاد علیه السلام قطعیّ

كلام‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ حول‌ القائل‌: «حدّثنا»

 ولقد كنت‌ أكثر من‌ التردّد علی‌ سماحة‌ العلاّمة‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ أعلی‌ الله‌ تعإلی‌ مقامه‌ الشريف‌ أيّام‌ إقامتي‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ من‌ أجل‌ الدراسة‌، بخاصّة‌ في‌ أيّام‌ الخميس‌ والجمعة‌، لا نّه‌ كان‌ أُستاذي‌ في‌ علم‌ الدراية‌ والرجال‌ والحديث‌. يضاف‌ إلی‌ ذلك‌ أ نّه‌ كان‌ يتلطّف‌ عليّويودّني‌ كثيراً بسبب‌ انحدارنا من‌ مدينة‌ واحدة‌، ونتيجة‌ لعلاقات‌ قديمة‌ كانت‌ تربطه‌ بجدّي‌ وأبي‌ وخال‌ أبي‌. وبلغ‌ حبّه‌ إيّاي‌ أ نّي‌ إذا أردتُ منه‌ كتاباً أُطالعه‌ فإنّه‌ كان‌ يُعيرنيه‌ من‌ مكتبته‌ مهما كان‌ نوعه‌. وكنت‌ آتي‌ بالكتاب‌ وأكتب‌ منه‌. ولا يخفي‌ أنّ هذه‌ الكتب‌ مخطوطة‌ ولعلّ بعضها فريد من‌ نوعه‌ مثل‌ كتاب‌ «ضِيَاءُ المَفَازَاتِ فِي‌ طُرُقِ المَشَايِخِ وَالإجازات»، ونظائر ذلك‌ كإجازة‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر له‌.

 كنت‌ عنده‌ يوماً ودار الحديث‌ حول‌ سند « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ » فقال‌: لاشكّ أنّ القائل‌: « حدّثنا » هو أحد السبعة‌ الذين‌ ذكرهم‌ المجلسي‌ّ في‌ مشيخة‌ « بحار الانوار » في‌ إجازة‌ صاحب‌ « المعالم‌ » عن‌ خطّ الشهيد رحمه‌ الله‌. وكلّ واحد منهم‌ في‌ غاية‌ الوثوق‌ والإتقان‌. ثمّ قال‌: ذكرتُ أسماءهم‌ في‌ الورقة‌ الملحقة‌ في‌ ظهر صحيفتي‌، وإذا رغبتَ فاكتب‌، خذها إلی‌ البيت‌ واكتب‌! وأعطاني‌ صحيفته‌ المخطوطة‌، فكتبت‌ صفحة‌ منها طبق‌ الاصل‌ وألحقتها بصحيفتي‌ المخطوطة‌ الموروثة‌. وأنقلها فيما يأتي‌ نصّاً تيمّناً وتبرّكاً وتذكاراً للنجف‌ مدينة‌ العاشقين‌، وتخليداً للعالِم‌ المتّقي‌ المتحرّر من‌ هوي‌ النفس‌ العلاّمة‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ:

  بسمه‌ تعإلی‌ شأنه‌ العزيز

 رأيت‌ بخطّ العلاّمة‌ النحرير فريد عصرنا الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ مدّ ظلّه‌ في‌ ظهر «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» ما هذا لفظه‌:

 بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌، الحمد لوليّه‌، والصلاة‌ علی‌ نبيّه‌ ووصيّه‌، وبعد فاعلم‌ أ نّه‌ روي‌ «الصحيفة‌» عن‌ بهاء الشرف‌ المصدَّر بها اسمه‌ الشريف‌ جماعة‌ منهم‌ مَن‌ ذكرهم‌ الشيخ‌ نجم‌ الدين‌ جعفر بن‌ نجيب‌الدين‌ محمّد بن‌ جعفر بن‌ هبة‌ الله‌ بن‌ نما الحلّي‌ّ في‌ إجـازته‌ المسـطورة‌ في‌ إجازة‌ صاحب‌ «المعالم‌» ـ وتاريخ‌ بعض‌ إجازاته‌ سنة‌ 637 ـ في‌ إجازات‌ «البحار»، ص‌ 108: جعفر بن‌ عليّ المشهدي‌ّ أبو البقاء هبة‌ الله‌ بن‌ نما الشيخ‌ المُقْري‌ جعفر بن‌ أبي‌ الفضـل‌ بن‌ شعرة‌ الشـريف‌ أبو القاسـم‌ بن‌ الزكي‌ّ العلوي‌ّ الشريف‌ أبو الفتح‌ بن‌ الجعفريّة‌ الشيخ‌ سالم‌ بن‌ قبارويه‌ الشيخ‌ عربي‌ّ بن‌ مسافر وكلّهم‌ أجلاّء مشاهير، وأبو الفتح‌ المعروف‌ بابن‌ الجعفريّة‌ هو السيّد الشريف‌ ضياء الدين‌ ابو الفتح‌ محمّد بن‌ محمّد العلوي‌ّ الحسيني‌ّ الحائري‌ّ، وقد قرأ علیه‌ السيّد عزّالدين‌ أبوالحرث‌ محمّد بن‌ الحسن‌ بن‌ عليّ العلوي‌ّ الحسيني‌ّ البغدادي‌ّ كتاب‌ «معدن‌ الجـواهر للكراجـكي‌ّ في‌ الحلّة‌ السـيفيّـة‌» في‌ ج‌ 1 سنـة‌ 573، وذكرت‌ هذا التأريـخ‌ ليُعلم‌ عصـر غيـره‌ ممّن‌ شـاركه‌ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌» عن‌ بهاءالشرف‌ تقريباً وإجازة‌ صاحب‌ «المعالم‌» مدرجةٌ في‌ المجلّد الاخير من‌ «البحار» وأُدرج‌ هو في‌ إجازته‌ إجازات‌ ثلاث‌ وجدها بخطّ الشهيد الاوّل‌ إحداها إجازة‌ نجم‌ الدين‌ جعفر بن‌ نما، كما ذكره‌ في‌ أوائل‌ صفحة‌ المائة‌ من‌ هذا المجلّد، ثمّ أدرجها متفرّقةً في‌ إجازته‌ منها الفقرة‌ التي‌ نقلناها، فقد ذكرها في‌ وسط‌ ص‌ 108 من‌ مجلّد الإجازات‌.

 حرّره‌ مالك‌ النسخة‌ إرثاً الجاني‌ محمّد محسن‌ المدعو بآغا بزرك‌ الطهراني‌ّ في‌ 5 رجب‌ سنة‌ 1345 ـانتهي‌.

 حرّره‌ مالك‌ هذه‌ الصحيفة‌ إرثاً محمّد الحسين‌ الحسيني‌ّ الطهراني‌ّ في‌ 19 رجب‌، سنة‌ 1375 .

 ولا يخفي‌ فإنّ المرحوم‌ الاُستاذ أعلی‌ الله‌ تعإلی‌ مقامه‌ لم‌ يذكر في‌ هذه‌ الورقة‌ اسم‌ محمّد بن‌ جعفر المشهدي‌ّ الذي‌ كان‌ قد روي‌ عن‌ السيّد الاجلّ سماعاً، واكتفي‌ بذكر أبيه‌ جعفر بن‌ عليّ المشهدي‌ّ، في‌ حين‌ يعدّ من‌ رواة‌ « الصحيفة‌ » وبه‌ يكون‌ مجموع‌ الرواة‌ ثمانية‌.

 ومن‌ الطرائف‌ أ نّنا رأينا أخيراً في‌ ص‌ 164 من‌ هذه‌ المجموعة‌ نقلاً عن‌ صاحب‌ « المعالم‌ » أنّ الشهيد رحمه‌ الله‌ يروي‌ « الصحيفة‌ » بالسند المذكور في‌ أوّلها عن‌ السيّد تاج‌ الدين‌ بن‌ مُعَيَّة‌ بسندين‌ مختلفَين‌ عن‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ. ولمّا كانت‌ رواية‌ الشيخ‌ عن‌ السيّد الاجلّ متعذّرة‌ لامحالة‌، لانّ السيّد الاجلّ ـ كما تفيد قرائن‌ زمن‌ الرواة‌ عنه‌ـكان‌ في‌ النصف‌ الثاني‌ من‌ القرن‌ السادس‌، والشيخ‌ الطوسي‌ّ توفّي‌ في‌ النصف‌ الثاني‌ من‌ القرن‌ الخامس‌ ( ولد سنة‌ 385 ه، وتوفّي‌ سنة‌ 460 ه ) لهذا لا يمكن‌ أن‌ يـروي‌ الشـيخ‌ عن‌ السيّد بهاء الشرف‌ إلاّ أن‌ يكون‌ المراد من‌ عبارة‌ السند المذكور في‌ أوّل‌ ( الصحيفة‌ » الاشخاص‌ المتأخّرين‌ الذين‌ كانوا قبل‌ السيّد الاجّل‌. وهذا الاحتمال‌ حسن‌.

 إذ ـ مضافاً إلی‌ أنّ عندنا طريقة‌ الشيخ‌ في‌ رواية‌ « الصحيفة‌ » عن‌ غير بهاءالشرف‌ـ إنّ هاتين‌ الروايتَين‌ عن‌ تاج‌ الدين‌ بن‌ مُعَيَّة‌ تُشعران‌ بروايته‌ عن‌ هذا الطريق‌ أيضاً. ولهذا يبلغ‌ مجموع‌ الرواة‌ عن‌ السيّد الاجلّ لحدّ الآن‌، وعن‌ الرواة‌ السابقين‌ عن‌ طريقه‌ ثلاثة‌ عشر.

 رابعاً: لا ينحصر سند « الصحيفة‌ » بالسيّد الاجلّ بهاء الشرف‌. ذلك‌ أنّها رويت‌ عن‌ طريقٍ غيره‌ بأسناد لاتُحصي‌.

 وقد أورد العلاّمة‌ محمّد تقي‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌ بخطّه‌ شرحاً يدور حول‌ رواية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » عن‌ مشايخه‌ رضوان‌ الله‌ علیهم‌، وذكره‌ المجلسي‌ّ الثاني‌ في‌ « بحار الانوار » .

 قال‌ المجلسي‌ّ ضمن‌ الصورة‌ 41: رواية‌ أُخري‌ للوالد العلاّمة‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ » عن‌ مشايخه‌ رضوان‌ الله‌ علیهم‌ وهي‌ بخطّ الوالد العلاّمة‌.

 ويروي‌ المجلسي‌ّ الاوّل‌ هنا روايات‌ عديدة‌ بسنده‌ المتّصل‌ بالشهيد، والعلاّمة‌ وابن‌ طاووس‌، وغيرهم‌. وبخاصّة‌ يروي‌ بسنده‌ المتّصل‌ تسع‌ عشرة‌ رواية‌ حول‌ « الصحيفة‌ » يصل‌ سندها إلی‌ شيخ‌ الطائفة‌ محمّدبن‌ الحسن‌ الطوسي‌ّ، والشيخ‌ يرويها بجميع‌ هذه‌ الاسانيد عن‌ الحسين‌بن‌ عبيدالله‌ الغضائري‌ّ، عن‌ أبي‌ المفضّل‌ الشيباني‌ّ، عن‌ الشريف‌ الحسني‌ّ، إلی‌ آخر السند.

 ولا ينحصر سند عربي‌ّ بن‌ مسافر أيضاً بالسيّد الاجلّ، بل‌ يبلغ‌ بسنده‌ مع‌ السيّد الاجلّ إلی‌ الشيخ‌ إذ يقول‌: وَ عَنْهُ ( عن‌ السيّد غياث‌الدين‌بن‌ طاووس‌ )، عن‌ عليُ بن يحيي‌ الخـيّاط‌، عن‌ عربي‌ّ بن‌ مسـافر، عن‌ السـيّد بهاءالشرف‌، عن‌ محمّد بن‌ أبي‌ القاسم‌، عن‌ أبي‌ علی‌ّ، عن‌ أبيه‌ ( شيخ‌ الطائفة‌ ) إلی‌ غير ذلك‌، ممّا لايحصي‌. [1]

طرق‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌»

 قال‌ العلاّمة‌ صدر الدين‌ السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ الشيرازي‌ّ الكبير في‌ مقدّمة‌ شرحه‌ الفذّ الفريد علی‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ » بعد بيان‌ سلسلة‌ سنده‌ مرتّباً ومعنعناً حتّي‌ شيخ‌ الطائفة‌ أبي‌ جعفر الطوسي‌ّ:

 وله‌ ( الشيخ‌ الطوسي‌ّ ) قدّس‌ سرّه‌ في‌ روايتها طريقان‌ ذكرهما في‌ « الفهرست‌ »: أحدهما: عن‌ جماعة‌، عن‌ أبي‌ محمّد هارون‌ بن‌ موسي‌بن‌ التلعكبري‌ّ، عن‌ المعروف‌ بابن‌ أخي‌ طاهر، وهو أبو محمّد الحسن‌بن‌ محمّدبن‌ يحيي‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ جعفر بن‌ عبيد الله‌ بن‌ الحسين‌ بن‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌، [2] عن‌ محمّد بن‌ مطهّر، عن‌ أبيه‌، عن‌ عمير بن‌ المتوكّل‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ يحيي‌ بن‌ زيد.

 وثانيهما: عن‌ أبي‌ عبدالله‌ أحمد بن‌ عبدالواحد البزّاز المعروف‌ بابن‌ عبدون‌، عن‌ أبي‌ بكر الدوري‌ّ، عن‌ ابن‌ أخي‌ طاهر، عن‌ محمّدبن‌ مطهّر، عن‌ أبيه‌، عن‌ عمير بن‌ المتوكّل‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ يحيي‌ بن‌ زيد، عن‌ أبيه‌ زيد بن‌ علی‌ّ، عن‌ أبيه‌ عليُ بن الحسين‌ بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌.

 ويوجد له‌ في‌ هوامش‌ نسخ‌ « الصحيفة‌ » طريق‌ ثالث‌، وصورته‌: حدّثنا الشيخ‌ الاجلّ السيّد الإمام‌ السعيد أبو عليّ الحسن‌ بن‌ محمّدبن‌ الحسن‌ الطوسي‌ّ أدام‌ الله‌ تأييده‌ في‌ جمادي‌ الآخرة‌ من‌ سنة‌ إحدي‌ عشرة‌ وخمسمائة‌، قال‌: أخبرنا الشيخ‌ الجليل‌ أبو جعفر محمّد بن‌ الحسن‌ الطوسي‌ّ قال‌: أخبـرنا الحسـين‌ بن‌ عبيد الله‌ الغضـائـري‌ّ قال‌: حدّثـنا أبوالفضـل‌ ( أبوالمفضّل‌ـظ‌ ) محمّد بن‌ عبيد الله‌ بن‌ المطّلب‌ الشيباني‌ّ في‌ شهور سنة‌ خمس‌ وثمانين‌ وثلاثمائة‌. قال‌: حدّثنا الشريف‌ أبو عبدالله‌ جعفربن‌ محمّدبن‌ جعفربن‌ الحسن‌ إلی‌ آخر السند المذكور في‌ المتن‌. [3]

 قال‌ المحدِّث‌ الجزائري‌ّ: وأمّا النسخة‌ التي‌ في‌ الهامش‌ المصدَّرة‌ بقوله‌: حدّثنا الشيخ‌ الاجلّ، فهي‌ النسخة‌ التي‌ نقلها الفاضل‌ السديدي‌ّ من‌ نسخة‌ ابن‌ إدريس‌ لبيان‌ الاختلاف‌ في‌ السند بينها وبين‌ نسخة‌ ابن‌ السكون‌. وقد وجدناها مكتوبة‌ في‌ الاصل‌ في‌ كثير من‌ النسخ‌، والمتكلّم‌ بحدَّثنا هو ابن‌ إدريس‌. [4]

البحث‌ في‌ سند «الصحيفة‌» هو للتيمّن‌ فحسب‌

 خامساً: بعد ثبوت‌ تواتر سند « الصحيفة‌ » وقطعيّته‌ شأنها في‌ ذلك‌ شأن‌ القرآن‌ الكريم‌ و « نهج‌ البلاغة‌ »، فلا معني‌ للبحث‌ في‌ سندها والتشكيك‌ فيه‌. افرضوا أنّ صدر « الصحيفة‌ الكاملة‌ » خلا من‌ هذا السند، أو أنّ كتب‌ الرجال‌ ضعّفت‌ وفسّقت‌ جميع‌ رواتها، بَيدَ أنّ ثبوت‌ نسبتها إلی‌ الإمام‌ الهُمام‌ المولي‌ عليُ بن الحسين‌ سيّد الساجدين‌ وإمام‌ العارفين‌ كان‌ محقّقاً، لا نّها متواترة‌. ولا معني‌ للتواتر غير هذا.

انتساب‌ «الصحيفة‌» إلی‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ قطعي‌ٌّ

 وأعرب‌ كافّة‌ الذين‌ كتبوا شروحاً علیها أنّ البحث‌ في‌ سندها بعد ثبوت‌ تواترها لايمكن‌ أن‌ يكون‌ إلاّ للتيمّن‌ والتبرّك‌، ولهذا لانجد فائدة‌ في‌ البحث‌ في‌ سندها مع‌ ضعف‌ بعض‌ رواتها أو الجهل‌ بهم‌.

 قال‌ السيّد علی‌ خان‌ الكبير: تَنْبِيهٌ: السيّد نجم‌ الدين‌ بهاءالشرف‌ المذكور ليس‌ له‌ ذكر في‌ كتب‌ الرجال‌ . ولمّا كانت‌ نسبة‌ « الصحيفة‌ » الشريفة‌ إلی‌ صاحبها علیه‌ السلام‌ ثابتة‌ بالاسـتفاضة‌ ـالتي‌ كادت‌ تبلـغ‌ حدّ التواترـلم‌يُقدَح‌ في‌ صحّتها الجهل‌ بأحوال‌ بعض‌ رجال‌ أسانيدها. وذكرهم‌ لهؤلاء المشايخ‌ إنّما هو لاجل‌ التيمّن‌ بالاتّصال‌ في‌ الإسناد بالمعصوم‌ علیه‌ السلام‌. [5]

 وقال‌ السيّد محمّد باقر الداماد: « الصحيفة‌ الكريمة‌ السجّاديّة‌ » المسمّاة‌ « إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ »، و « زبور آل‌ الرسول‌ علیهم‌ السلام‌ » متواترة‌، كما سائر الكتب‌ في‌ نسبتها إلی‌ مصنّفيها، وذكر الاسناد لبيان‌ طريق‌ حمل‌ الرواية‌، وإجازة‌ تحمل‌ النقل‌، وذلك‌ سنن‌ المشائخ‌ في‌ الإجازات‌. [6]

 وقال‌ السيّد نعمة‌ الله‌ الجزائري‌ّ: قَوْلُهُ: أبو الحسن‌ محمّد بن‌ الحسن‌، حاله‌ مجهول‌. وفي‌ الرجال‌ كحال‌ الخازن‌، والخطّاب‌، والبلخي‌ّ، وهو غير ضائر لتواتر ما بين‌ الفريقين‌ حتّي‌ أنّ الغزّإلی‌ّ وغيره‌ سمّوها « إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ » و « زبور آل‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ » .

 وإنّما رتّبها أصحابنا علی‌ طريق‌ التعنعن‌ عنهم‌ سلوكاً لمحجّة‌ التيمّن‌ والتبرّك‌ باتّصال‌ روايتها بالمعصوم‌ علیه‌ السلام‌ مع‌ أ نّهم‌ من‌ أهل‌ الإجازة‌، لامن‌ أهل‌ الرواية‌.

 وأيضاً إعجاز أُسلوبها وغرابة‌ أطوارها شاهدان‌ عدلان‌ علی‌ أنّ مثلها لايصدر إلاّ عن‌ مثله‌. [7]

 وقال‌ آية‌ الله‌ آغا ميرزا محمّد عليّ المدرّسي‌ّ الجهاردهي‌ّ: اعلم‌ أنّ سلسلة‌ السند المذكور في‌ الكتاب‌ عدد لا نعلمهم‌، مثل‌ محمّدبن‌ الحسن‌ والخازن‌ والخطّاب‌ والبلخي‌ّ. وهذا لايقدح‌ في‌ المقام‌ بعد شهرة‌ الكتاب‌ عن‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌، حتّي‌ قال‌ الغزّإلی‌ّ وغيره‌: يقال‌ لهذا الكتاب‌ « إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ » و « زبور آل‌ محمّد »، لكنّ الاصحاب‌ الذين‌ يذكرون‌ السند معنعناً إنّما يفعلون‌ ذلك‌ للتيمّن‌ والتبرّك‌، إذ يتّصل‌ رواته‌ بالمعصوم‌. [8]

 وتحدّث‌ الملاّ محمّد باقر المجلسي‌ّ في‌ « بحار الانوار » حول‌ « الصحيفة‌ » مفصّلاً نقلاً عن‌ خطّ والده‌ الملاّ محمّد تقي‌، إلی‌ أن‌ قال‌ (المجلسي‌ّ الاوّل‌ ): وبالاسانيد المتواترة‌ عن‌ هارون‌ بن‌ موسي‌ التلعكبري‌ّ، عن‌ أحمدبن‌ العبّاس‌ الصيرفي‌ّ المعروف‌ بابن‌ الطيالسي‌ّ، يُكنّي‌ أبا يعقوب‌، روي‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » سنة‌ خمس‌ وثلاثين‌ وثلاثمائة‌ بإسناده‌ إلی‌ يحيي‌بن‌ زيد.

 والذي‌ رأيتُ من‌ أسانيد « الصحيفة‌ » بغير هذه‌ الاسانيد فهي‌ أكثر من‌ أن‌ تُحصي‌، ولا شكّ لنا في‌ أ نّها من‌ سيّد الساجدين‌. [9]

اشتهار «الصحيفة‌» بين‌ العلماء السابقين‌

 وقال‌ الاُستاذ السيّد محمّد مِشكاة‌ في‌ مقدّمته‌ علی‌ « الصحيفة‌ »: فكان‌ هذا ] كتاب‌ « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ » [ ثاني‌ كتابَين‌ ] الكتاب‌ الآخر هو « كتاب‌ سُليم‌ » [ لم‌يظهر قبلهما في‌ عالم‌ الإسلام‌ سوي‌ القرآن‌ المجيد. مضي‌ علی‌ هذا الكتاب‌ ثلاثة‌ عشر قرناً، وهو أنيسٌ لاكابر الزهّاد والصالحين‌، ومرجع‌ مشار إلیه‌ عند مشاهير العلماء والمصنّفين‌.

 أومأ إلیه‌ فقيه‌ الطائفة‌ وشيخها الاقدم‌ محمّد بن‌ محمّد بن‌ النعمان‌ المفيد ( 338 ـ 413 ) في‌ « الإرشاد » عند آخر ترجمة‌ مولانا عليُ بن الحسين‌ علیه‌ السلام‌. وصرّح‌ به‌ معاصره‌ الثقة‌ الجليل‌ الشهير عليُ بن محمّد الخزّاز القمّي‌ّ تلميذ الصدوق‌ ابن‌ بابويه‌ ( م‌ 381 )، وأحمد بن‌ عيّاش‌ ( م‌ 401 )، وأبوالمفضّل‌ الشيباني‌ّ، في‌ آخر كتاب‌ « كفاية‌ الاثر » حيث‌ روي‌ عن‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌ علیهما السلام‌، قال‌:

 حدّثنا عامر بن‌ عيسي‌ بن‌ عامر السيرافي‌ّ بمكّة‌ في‌ ذي‌ الحجّة‌ سنة‌ إحدي‌ وثمانين‌ وثلاثمائة‌ قال‌: حدّثني‌ أبو محمّد الحسن‌ بن‌ محمّدبن‌ يحيي‌ ] بن‌ [ الحسن‌ بن‌ جعفر بن‌ عبيد الله‌ بن‌ الحسين‌ بن‌ عليُ بن الحسين‌بن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌ قال‌: حدّثنا محمّد بن‌ مطهّر قال‌: حدّثني‌ أبي‌ قال‌: حدّثنا عمير بن‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌ البجلي‌ّ، عن‌ أبيه‌ متوكّل‌بن‌ هارون‌.

 قال‌: لقيتُ يحيي‌ بن‌ زيد بعد قتل‌ أبيه‌ وهو متوجّه‌ إلی‌ خراسان‌ فما رأيتُ رجلاً في‌ عقله‌ وفضله‌ مثله‌ ( وساق‌ الحديث‌ إلی‌ أن‌ قال‌ ) ثمّ أخرج‌ لي‌ صحيفة‌ كاملة‌ فيها أدعية‌ عليُ بن الحسين‌ علیه‌ السلام‌.

 ثمّ يُري‌ ذِكره‌ في‌ أقدم‌ كتاب‌ يختصّ بذكر مصنّفات‌ الشيعة‌ ورجالهم‌، أعني‌: « فهرست‌ شيخ‌ الطائفة‌ » ] المولـود 385، والمتـوفّي‌ 460 [، و « رجال‌ النجاشي‌ّ » ( المولود 372، والمتوفّي‌ 450 ) عند ترجـمة‌ متوكّل‌ بن‌ عمير، وفي‌ « رجال‌ الشيخ‌ » عند عليُ بن مالك‌، وغيرهما.

 وأمّا سائر كتب‌ الحديث‌ والرجال‌ فقد تكرّر اسم‌ « الصحيفة‌ » ورجالها في‌ أكثرها، لا تسع‌ هذه‌ المقدّمة‌ بوجازتها إحصاءها. وناهيك‌ في‌ ذلك‌ أنّ المولي‌ محمّد تقي‌ المجلسي‌ّ أشار في‌ بعض‌ رواياته‌ أنّ له‌ إلیها ألف‌ ألف‌ سند.

 وإذ كانت‌ روايات‌ الكتاب‌ متضافرة‌، وعلیه‌ عبقة‌ من‌ مِشكاة‌ النبوّة‌، ونفحة‌ من‌ رياض‌ الولاية‌، رأت‌ المشايخ‌ صدوره‌ من‌ الإمام‌ المعصوم‌ متيقّناً معلوماً، فلمّا تناولته‌ أيدي‌ الناس‌ ولم‌ يقابله‌ أحدٌ بردّ وإنكار، طار صيته‌ وامتدّ ضياؤه‌، فأكبّوا علی‌ استنساخه‌ ومقابلته‌، وأخذ الإجازة‌ علی‌ روايته‌.

 فتداول‌ الكتاب‌ بينهم‌ ـ وصار مسير الصباـ حتّي‌ اشتهر بـ« زبور آل‌ محمّد »، و « إنجيل‌ أهل‌ البيت‌ علیهم‌ السلام‌ » ولمّا ينتصف‌ القرن‌ السادس‌ للهجرة‌. فأقبل‌ الناس‌ علی‌ شرحه‌، ثمّ علی‌ نقله‌ إلی‌ الفارسيّة‌.

 ويواصل‌ المرحوم‌ مِشكاة‌ كلامه‌ إلی‌ أن‌ يقول‌: و « الصحيفة‌ » متواترة‌ من‌ طرق‌ الزيديّة‌ أيضاً... وشاهدت‌ أنا أيضاً بعض‌ أجلاّء الزيديّة‌ حينما اجتمعتُ بهم‌ حيث‌ كانوا يقابلون‌ « الصحيفة‌ » بكمال‌ الخضوع‌ والتعظيم‌ ويحترمون‌ شروحها خصوصاً شرح‌ السيّد علی‌ خان‌ الكبير.

 إنّ أدعية‌ الصحيفة‌ بحسن‌ بلاغتها وكمال‌ فصاحتها احتوت‌ علی‌ لُباب‌ العلوم‌ الإلهيّة‌ والمعارف‌ إلیقينيّة‌ التي‌ ينقاد لديها العقول‌، ويخضع‌ في‌ مقابلها الفحول‌. وذلك‌ ظاهر لمن‌ كان‌ له‌ قلب‌ أو ألقي‌ السمع‌ وهو شهيد. فعباراته‌ دالّة‌ علی‌ أ نّه‌ فوق‌ كلام‌ المخلوق‌. فهي‌ أرفع‌ شأناً وأعلی‌ مقاماً من‌ أن‌ تصل‌ إلیها يد أوهام‌ الواضعين‌.

 قال‌ بعض‌ العرفاء: إنّها تجري‌ مجري‌ التنزيلات‌ السماويّة‌ وتسير مسير الصحف‌ اللوحيّة‌ والعرشيّة‌.

 ونقل‌ المرحوم‌ مِشكاة‌ هنا قصّة‌ البصري‌ّ الذي‌ كان‌ قد زعم‌ أ نّه‌ يستطيع‌ أن‌ يأتي‌ بأدعية‌ كأدعية‌ « الصحيفة‌ »، وأخذ القلم‌ وأطرق‌ رأسه‌ فما رفعه‌ حتّي‌ مات‌ . وقد سبق‌ أن‌ ذكرناها في‌ هذا الجزء، عن‌ « رياض‌ السالكين‌ » و « مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌ » . ثمّ قال‌: إنّه‌ اعتمد علیه‌ ونقل‌ عنه‌ أئمّة‌ المصنّفين‌ في‌ مثل‌ هذا الشأن‌ بحيث‌ لايشذّ من‌ كتب‌ الادعية‌ المعتبرة‌ واحد.

 ثمّ ذكر شرحاً مفصّلاً لكتب‌ الادعية‌ الزاخرة‌ بأدعية‌ الصحيفة‌ ككتاب‌ شيخ‌ الطائفة‌، والقطب‌ الراوندي‌ّ، والسيّد عليُ بن الحسين‌ بن‌ باقي‌، والسيّد علی‌ّبن‌ طاووس‌، ورضي‌ّ الدين‌ أبي‌ القاسم‌ عليُ بن طاووس‌، والشهيد محمّدبن‌ مكّي‌، وإبراهيم‌ الكفعمي‌ّ، ثمّ قال‌:

 إنّ هذه‌ « الصحيفة‌ » المباركة‌ إمامٌ للكتب‌ الإسلاميّة‌، تإلیة‌ للقرآن‌ الكريم‌. وإنّ كلاّ من‌ العقل‌ والنقل‌ مستقلّ بشهادة‌ صدورها عن‌ قائلها الإمام‌ الرابع‌ علیه‌ السلام‌... ليس‌ يستطيع‌ أن‌ يقول‌ المعادي‌ فيها إلاّ الذي‌ يقول‌ الموإلی‌.

 فكما أن‌ منشي‌ هذا الكتاب‌ الشريف‌ يحتاج‌ الجميع‌ إلی‌ شفاعته‌ والتوسّل‌ بذيل‌ عنايته‌، والاستضاءة‌ من‌ نور معرفته‌، والاهتداء بهداه‌، وهو علیه‌ السلام‌ مستغنٍ عن‌ غير الله‌ تعإلی‌ من‌ المخلوقين‌، كذلك‌ كتابه‌ هذا يستغني‌ عمّا عملته‌ أيدي‌ الناس‌ استغناء منشئه‌ علیه‌ السلام‌ عنهم‌، ويد الكلّ باسطة‌ إلیه‌.

 إذ قد رأيتُ أنّ جميع‌ كتب‌ الادعية‌ عياله‌ يأخذ كلٌّ نصيبه‌ منه‌ حسب‌ ما وضع‌ له‌ من‌ الاغراض‌، لكن‌ هو حقٌّ محض‌ لايشوبه‌ باطل‌، مستغنٍ عن‌ الجميع‌، ليس‌ شي‌ء من‌ أدعيته‌ مأخوذاً من‌ كتاب‌ آخر سابق‌ علیه‌.

 إذ لا يسبقه‌ سابق‌، بل‌ لا يلحقه‌ لاحق‌. فكلّه‌ ممّا أجري‌ الله‌ تعإلی‌ علی‌ لسان‌ قائله‌ حينما كان‌ يخلو به‌ تعإلی‌ وبذكره‌. [10]

 المزيّة‌ الثامنة‌ التي‌ عدّها المؤلّف‌ المحترم‌ مزيّة‌ أُخري‌ في‌ ختام‌ مقدّمته‌ وأنهي‌ بها موضوعه‌ وأمضاه‌، هي‌: وجود فروق‌ جزئيّة‌ في‌ الالفاظ‌ والعبارات‌ بين‌ متن‌ رواية‌ هذه‌ « الصحيفة‌ » ومتن‌ رواية‌ « الصحيفة‌ » المعروفة‌ مع‌ الاشتراك‌ في‌ أصل‌ النقل‌، وذكِرها ليس‌ مهمّاً.

 والمهمّ الجدير بالذكر هو تتمّة‌ رواية‌ « الصحيفة‌ » المعروفة‌. فقد جاء فيها أ نّه‌ بعد خروج‌ أولاد عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ من‌ عند الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ وهم‌ يقولون‌: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العليّ العَظِيمِ، تحدّث‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ مع‌ المتوكّل‌ راوي‌ الحديث‌، ونقل‌ في‌ كلامه‌ رؤيا رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌، ووردت‌ في‌ بعضه‌ فقرة‌ يبدو أ نّها أصبحت‌ ذريعة‌ للمعارضين‌ تأسيسَ الجمهوريّة‌ الإسلاميّة‌ في‌ إيران‌ ( مع‌ غضّ النظر عن‌ توجيهها الصحيح‌ ) .

 والفقرة‌ هي‌: قال‌ علیه‌ السلام‌:

 (ما خَرَجَ وَلاَ يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ إلَی‌ قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَدٌ لِيَدْفَعَ ظُلْمَاً أَوْ يَنْعَشَ حَقَّاً إلاَّ اصْطَلَمَتْهُ البَليَّةُ وَكَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِي‌ مَكْرُوهِنَا وَشِيعَتِنَا) وهذه‌ الفقرة‌ من‌ الرواية‌ غير موجودة‌ في‌ « الصحيفة‌ » القديمة‌ أساساً.

 ومن‌ الطريف‌ أنّ في‌ آخر رواية‌ « الصحيفة‌ » المعروفة‌ سنداً آخر يبدأ من‌ أبي‌ المفضّل‌، وهو يحتوي‌ علی‌ أبواب‌ « الصحيفة‌ » .

 وهذا السند كسابقه‌ أيضاً، إذ إنّ القائل‌: « حدّثنا » غير معيّن‌، ومجمل‌ السند السابق‌ موجود في‌ هذا السند نصّاً، إلاّ أنّ مجري‌ الاُمور في‌ هذا السند كالصحيفة‌ القديمة‌ يبلغ‌ حتّي‌ أوّل‌ رؤيا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، ولم‌تُذكر تتمّة‌ رواية‌ الصحيفة‌ المعروفة‌ في‌ هذا السند.

 وَاللَهُ العَالِمُ بِحَقَائِقِ الاُمور.

 العَبْدُ المُفْتَاقُ إلَی‌ رَحْمَةَ رَبِّهِ

 السَّيِّد أَحْمَد الفَهْرِي‌ّ [11]

 ونجيب‌ عن‌ هذه‌ المزيّة‌ بعدّة‌ وجوه‌، ذلك‌ أ نّها هي‌ نفسها مقدوح‌ فيها من‌ عدّة‌ وجوه‌ أيضاً. ولهذا ينبغي‌ أن‌ نتحدّث‌ حديثاً مستقلاّ عن‌ كلّ جهة‌ من‌ هذه‌ الجهات‌ بالتفصيل‌ ثمّ نجيب‌ عنها. وقبل‌ أن‌ نبدأ، نذكر فيما يأتي‌ مقدّمة‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » التي‌ يدور البحث‌ حولها، ثمّ ندخل‌ في‌ البحث‌.

 حدّثنا [12] السيّد الاجلّ نجم‌ الدين‌ بهاء الشرف‌ ابوالحسن‌: محمدبن‌ الحسن‌بن‌ أحمد بن‌ عليُ بن محمّد بن‌ عمر بن‌ يحيي‌ العلوي‌ّ الحسيني‌ّ رحمه‌الله‌. [13]

 قال‌: أخبرنا الشيخ‌ السعيد أبو عبدالله‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌شهريار[14]الخازن‌ لخزانة‌ مولانا أميرالمؤمنين‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ في‌ شهر ربيع‌ الاوّل‌ من‌ سنة‌ ستّ عشرة‌ وخمسمائة‌ قراءة‌ علیه‌ وأنا أسمع‌.

 قال‌:[15] سمعتها علی‌ الشيخ‌ الصدوق‌ أبي‌ منصور محمّد بن‌ محمّدبن‌ أحمدبن‌ عبدالعزيز العكبري‌ّ المعدّل‌ رحمه‌ الله‌ [16] عن‌ أبي‌ المفضّل‌ محمّد ابن‌عبدالله‌ بن‌ المطّلب‌ الشيباني‌ّ.

 قال‌: حدّثنا الشريف‌ أبو عبدالله‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ جعفربن‌ الحسن‌بن‌ جعفر بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ أميرالمؤمنين‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌.

 قال‌: حدّثنا عبدالله‌ بن‌ عمر بن‌ خطّاب‌ الزيّات‌ سنة‌ خمس‌ وستّين‌ ومائتين‌.

 قال‌: حدّثني‌ خإلی‌ عليُ بن النعمان‌ الاعلم‌.

 قال‌: حدّثني‌ عمير بن‌ متوكّل‌ الثقفي‌ّ البلخي‌ّ عن‌ أبيه‌ متوكّل‌بن‌ هارون‌.

تفصيل‌ اللقاء بين‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌ ويحيي‌ بن‌ زيد

 قال‌: لقيتُ يحيي‌ بن‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ بعد قتل‌ أبيه‌ وهو متوجّه‌ إلی‌ خراسان‌ فسلّمت‌ علیه‌. فقال‌ لي‌: من‌ أين‌ أقبلتَ؟! قلتُ: من‌ الحجّ. فسألني‌ عن‌ أهله‌ وبني‌ عمّه‌ بالمدينة‌. وأحفي‌ السؤال‌ عن‌ جعفربن‌ محمّد علیه‌ السلام‌ فأخبرته‌ بخبره‌ وخبرهم‌ وحزنهم‌ علی‌ أبيه‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌.

 فقال‌ لي‌: قد كان‌ عمّي‌ محمّد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ [17] أشار علی‌ أبي‌ بترك‌ الخروج‌ وعرّفه‌ إنّ هو خرج‌ وفارق‌ المدينة‌ ما يكون‌ إلیه‌ مصير أمره‌! فهل‌ لقيت‌ ابن‌ عمّي‌ جعفر بن‌ محمّد علیه‌ السلام‌؟! [18]

 قلتُ: نعم‌! قال‌: فهل‌ سمعته‌ يذكر شيئاً من‌ أمري‌؟! قلتُ: نعم‌!

 قال‌: بِمَ ذكرني‌؟ خبّرني‌!

 قلتُ: جُعلتُ فداك‌! ما أحبّ أن‌ أستقبلك‌ بما سمعته‌ منه‌!

 فقال‌: أبالموت‌ تخوّفني‌؟! هات‌ ما سمعته‌!

 فقلتُ: سمعته‌ يقول‌: إنّك‌ تُقتَل‌ وتُصلَب‌ كما قُتِلَ أبوك‌ وصُلب‌!

 فتغيّر وجهه‌ وقال‌: يَمْحُوا اللَهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و´ أُمُّ الْكِتَـ'بِ .[19]يا متوكّل‌ إنّ الله‌ عزّ وجلّ أيّد هذا الامر بنا وجعل‌ لنا العلم‌ والسيف‌ فجُمعا لنا، وخصّ بنوعمّنا بالعلم‌ وحده‌.

 فقلتُ: جُعلتُ فداك‌! إنّي‌ رأيتُ الناس‌ إلی‌ ابن‌ عمّك‌ جعفر علیه‌ السلام‌ أَمْيَلَ منهم‌ إلیك‌ وإلی‌ أبيك‌.

 فقال‌: إنّ عمّي‌ محمّد بن‌ عليّوابنه‌ جعفراً علیهما السلام‌ دَعَوا الناس‌ إلی‌ الحياة‌ ونحن‌ دعوناهم‌ إلی‌ الموت‌!

 فقلتُ: يا ابن‌ رسول‌ الله‌! هم‌ أعلم‌ أم‌ أنتم‌؟!

 فأطرق‌ إلی‌ الارض‌ مليّاً ثمّ رفع‌ رأسه‌ وقال‌: كلّنا لنا علم‌ غير أ نّهم‌ يعلمون‌ كلّما نعلم‌ ولا نعلم‌ كلّ ما يعلمون‌.

 ثمّ قال‌ لي‌: أكتبتَ من‌ ابن‌ عمّي‌ شيئاً؟!

 قلتُ: نعم‌! قال‌: أَرِنِيهِ!

 فأخـرجتُ إلیه‌ وجـوهاً من‌ العلم‌، وأخـرجتُ له‌ دعـاءً أمـلاهُ عليّ ابوعبدالله‌ علیه‌ السلام‌ وحدّثني‌ أنّ أباه‌ محمّد بن‌ عليّ علیهما السلام‌ أملاه‌ علیه‌، وأخبره‌ أ نّه‌ من‌ دعاء أبيه‌ عليُ بن الحسين‌ علیهما السلام‌ من‌ دعاء « الصحيفة‌ الكاملة‌ » . فنظر فيه‌ يحيي‌ حتّي‌ أتي‌ علی‌ آخره‌ وقال‌ لي‌: أتأذن‌ في‌ نسخه‌؟!

 فقلت‌: يا ابن‌ رسول‌ الله‌! أتستأذن‌ فيما هو عنكم‌؟!

 فقال‌: أما لاخرجنّ إلیك‌ صحيفة‌ من‌ الدعاء الكامل‌ ممّا حفظه‌ أبي‌ عن‌ أبيه‌، وإنّ أبي‌ أوصاني‌ بصونها ومنعها غير أهلها.

 قال‌ عمير: قال‌ أبي‌ ( متوكّل‌ ): فقمتُ إلیه‌ فقبّلت‌ رأسه‌، وقلتُ له‌:

 والله‌ يا ابن‌ رسول‌ الله‌ إنّي‌ لادين‌ الله‌ بحبّكم‌ وطاعتكم‌! وإنّي‌ لارجو أن‌ يسعدني‌ في‌ حياتي‌ ومماتي‌ بولايتكم‌.

 فرمي‌ صحيفتي‌ التي‌ دفعتها إلیه‌ إلی‌ غلامٍ كان‌ معه‌، وقال‌: اكتب‌ هذا الدعاء بخطٍّ بيِّنٍ حَسَنٍ! واعرضه‌ عليّ! لعلی‌ أحفظه‌ فإنّي‌ كنتُ أطلبه‌ من‌ جعفر حفظه‌ الله‌ فيمنعنيه‌.

 قال‌ المتوكّل‌: فندمتُ علی‌ ما فعلتُ ولم‌ أدرِ ما أصنع‌. ولم‌ يكن‌ أبو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ تقدّم‌ إلی‌ّ ألاّ أدفعه‌ إلی‌ أحدٍ.

 ثمّ دعا ( يحيي‌ ) بعيبة‌ فاستخرج‌ منها صحيفة‌ مقفّلة‌ مختومة‌، فنظر إلی‌ الخاتم‌ وقبّله‌ وبكي‌، ثمّ فضّه‌ وفتح‌ القفل‌، ثمّ نشر الصحيفة‌ ووضعها علی‌ عينه‌ وأمرّها علی‌ وجهه‌ وقال‌: والله‌ يا متوكّل‌! لولا ما ذكرتَ من‌ قول‌ ابن‌ عمّي‌ أ نّني‌ أُقْتَلُ وأُصْلَبُ لما دفعتها إلیك‌ ولكنتُ بها ضنيناً ولكنّي‌ أعلم‌ أنّ قوله‌ حقّ أخذه‌ عن‌ آبائه‌، وأ نّه‌ سيصحّ. فخفتُ أن‌ يقع‌ مثل‌ هذا العلم‌ إلی‌ بني‌ أُميّة‌ فيكتموه‌ ويدّخروه‌ في‌ خزائنهم‌ لانفسهم‌ ( وينسبون‌ إنشاءها إلی‌ أنفسهم‌ ) . فاقبضها واكفنيها وتربّص‌ بها! فإذا قضي‌ الله‌ من‌ أمري‌ وأمر هؤلاء القوم‌ ما هو قاضٍ فهي‌ أمانةٌ لي‌ عندك‌ حتّي‌ توصلها إلی‌ ابنَي‌ عمّي‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ عليّ علیهما السلام‌ فإنّهما القائمان‌ في‌ هذا الامر بعدي‌.

 قال‌ المتوكّل‌: فقبضتُ الصحيفة‌ فلمّا قُتِل‌ يحيي‌ بن‌ زيد، صرتُ إلی‌ المدينة‌ فلقيتُ أبا عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ فحدّثته‌ الحديث‌ عن‌ يحيي‌ فبكي‌ واشتدّ وَجْدُهُ به‌، وقال‌: رحم‌ الله‌ ابن‌ عمّي‌ وألحقه‌ بآبائه‌ وأجداده‌!

 والله‌ يا متوكّل‌! ما منعني‌ من‌ دفع‌ الدعاء إلیه‌ إلاّ الذي‌ خافه‌ علی‌ صحيفة‌ أبيه‌! وأين‌ الصحيفة‌؟! فقلـتُ: ها هي‌ . ففتحها وقال‌: هذا والله‌ خطّ عمّي‌ زيد ودعاء جدّي‌ عليُ بن الحسين‌ علیهما السلام‌. ثمّ قال‌ لابنه‌: قم‌ يا إسماعيل‌ فائتني‌ بالدعاء الذي‌ أمرتك‌ بحفظه‌ وصونه‌! فقام‌ إسماعيل‌ فأخرج‌ صحيفة‌ كأ نّها الصحيفة‌ التي‌ دفعها إلی‌ّ يحيي‌ بن‌ زيد فقبّلها أبو عبدالله‌ ووضعها علی‌ عينه‌ وقال‌: هذا خطّ أبي‌ وإملاء جدّي‌ علیهما السلام‌ بمشهدٍ منّي‌. فقلتُ: يا بن‌ رسول‌ الله‌! إن‌ رأيتَ أن‌ أعرضها مع‌ صحيفة‌ زيد ويحيي‌ فائذن‌ لي‌ في‌ ذلك‌. وقال‌: قد رأيتُك‌ لذلك‌ أهلاً! فنظرتُ وإذا هما أمرٌ واحد. ولم‌ أجد حرفاً منها يخالف‌ ما في‌ الصحيفة‌ الاُخري‌. ثمّ استأذنتُ أبا عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ في‌ دفع‌ الصحيفة‌ إلی‌ ابنَي‌ عبدالله‌بن‌ الحسن‌. فقال‌: إِنَّ اللَهَ يَأْمُرُكُمْ أَن‌ تُؤَدُّوا الاْمَـ'نَـ'تِ إلَی‌'´ أَهْلِهَا. [20]

 نعم‌! فادفعها إلیهما. فلمّا نهضتُ للقائهما، قال‌ لي‌: مكانك‌.

إعطاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ الصحيفة‌ لمحمّد وإبراهيم‌

ثمّ وجّه‌ إلی‌ محمّد وإبراهيم‌ فجاءا، فقال‌: هذا ميراث‌ ابن‌ عمّكما يحيي‌ من‌ أبيه‌ قد خصّكما به‌ دون‌ إخوته‌. ونحن‌ مشترطون‌ علیكما فيه‌ شرطاً!

 فقالا: رحمك‌ الله‌! قُل‌ فقولك‌ المقبول‌!

 فقال‌: لا تخرجا بهذه‌ الصحيفة‌ من‌ المدينة‌!

 قالا: ولِمَ ذاك‌؟

 قال‌: إنّ ابن‌ عمّكما خاف‌ علیها أمراً أخافه‌ أنا علیكما!

 قالا: إنّما خاف‌ علیها حين‌ علم‌ أ نّه‌ يُقتَل‌.

 فقال‌ أبوعبدالله‌ علیه‌ السلام‌: وأنتما فلا تأمنا! فوالله‌ إنّي‌ لاعلم‌ أ نّكما ستخرجان‌ كما خرج‌ وتُقتلان‌ كما قُتِل‌! فقاما وهما يقولان‌: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العليّ العَظِيمِ.

 فلمّا خرجا، قال‌ لي‌ أبو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌: يا متوكّل‌! كيف‌ قال‌ لك‌ يحيي‌ إنّ عمّي‌ محمّد بن‌ عليّوابنه‌ جعفراً دعوا الناس‌ إلی‌ الحياة‌ ونحن‌ دعوناهم‌ إلی‌ الموت‌؟!

 قلتُ: نعم‌، أصلحكَ اللهُ! قد قال‌ لي‌ ابن‌ عمّك‌ يحيي‌ ذلك‌! فقال‌: يَرْحَمُ اللَهُ يَحْيَي‌!

رؤيا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بني‌ أُميّة‌ علی‌ منبره‌

 إنّ أبي‌ حدّثني‌ عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌، عن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ أخذته‌ نعسة‌ وهو علی‌ منبره‌، فرأي‌ في‌ منامه‌ رجالاً ينزون‌ علی‌ منبره‌ نزو القردة‌ ويردّون‌ الناس‌ علی‌ أعقابهم‌ القهقري‌. فاستوي‌ رسول‌ الله‌ جالساً والحزن‌ يُعرَف‌ في‌ وجهه‌، فأتاه‌ جبرائيل‌ علیه‌ السلام‌ بهذه‌ الآية‌: وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي‌´ أَرَيْنَـ'كَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي‌ القُرْءَانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَـ'نًا كَبِيرًا. [21] يعني‌ بني‌ أُميّة‌. قال‌: يا جبرائيل‌! أَعَلَی‌ عهدي‌ يكونون‌ وفي‌ زمني‌؟!

 قال‌: لا! ولكن‌ تدور رحي‌ الإسلام‌ من‌ مهاجرك‌ فتلبث‌ بذلك‌ عشراً! ثمّ تدور رحي‌ الإسلام‌ علی‌ رأس‌ خمسة‌ وثلاثين‌ من‌ مهاجرك‌ فتلبث‌ بذلك‌ خمساً. ثمّ لابدّ من‌ رحي‌ ضلالة‌ هي‌ قائمة‌ علی‌ قطبها. ثمّ ملك‌ الفراعنة‌.

 قال‌: وأنزل‌ الله‌ تعإلی‌ في‌ ذلك‌: إِنَّآ أَنزَلْنَـ'هُ فِي‌ لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَب'كَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ. [22] يملكها بنو أُميّة‌ ليس‌ فيها ليلة‌ القدر.

 قال‌: فأطلع‌ الله‌ نبيّه‌ علیه‌ السلام‌ أنّ بني‌ أُميّة‌ تملك‌ سلطان‌ هذه‌ الاُمّة‌ وملكها طول‌ هذه‌ المدّة‌. فلو طاولتهم‌ الجبال‌ لطالوا علیها حتّي‌ يأذن‌ الله‌ تعإلی‌ بزوال‌ ملكهم‌ وهم‌ في‌ ذلك‌ يستشعرون‌ عداوتنا أهل‌ البيت‌ وبغضنا. أخبر الله‌ نبيّه‌ بما يلقي‌ أهل‌ بيت‌ محمّد وأهل‌ مودّتهم‌ وشيعتهم‌ منهم‌ في‌ أيّامهم‌ وملكهم‌.

 قال‌: وأنزل‌ الله‌ تعإلی‌ فيهم‌:

 أَلَمْ تَرَ إلَی‌ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ* جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ. [23] ونعمة‌ الله‌ محمّد وأهل‌ بيته‌، حبّهم‌ إيمان‌ يُدخِلُ الجنّة‌، وبغضهم‌ كفر ونفاق‌ يُدخِلُ النارَ. فأسرّ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ ذلك‌ إلی‌ عليّوأهل‌ بيته‌.

 قال‌: ثمّ قال‌ أبو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌: ما خرج‌ ولا يخرج‌ منّا أهل‌ البيت‌ إلی‌ قيام‌ قائمنا أحد ليدفع‌ ظلماً أو يُنعش‌ حقّاً إلاّ اصطلمته‌ البليّة‌، وكان‌ قيامه‌ زيادة‌ في‌ مكروهنا وشيعتنا.

 قال‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌: ثمّ أملي‌ عليّ ابو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ الادعية‌ وهي‌ خمسة‌ وسبعون‌ باباً سقط‌ عنّي‌ منها أحد عشر باباً، وحفظت‌ منها نيّفاً وستّين‌ باباً.

 ( قال‌ أبو منصور محمّد بن‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ عبدالعزيز العُكبَري‌ّ المعدّل‌: ) وحدّثنا أبو المفضّل‌ قال‌: وحدّثني‌ محمّد بن‌ الحسن‌ بن‌ روزبه‌ أبوبكر المدايني‌ّ الكاتب‌ نزيل‌ الرحبة‌ ( الكوفة‌ أو بغداد ) في‌ داره‌ قال‌: حدّثني‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ مسلم‌ المطهّري‌ّ، قال‌: حدّثني‌ أبي‌ عن‌ عميربن‌ متوكّل‌ البلخي‌ّ، عن‌ أبيه‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌، قال‌: لقيت‌ يحيي‌ بن‌ زيدبن‌ عليّ علیهما السلام‌ ـفذكر الحديث‌ بتمامه‌ إلی‌ رؤيا النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ التي‌ ذكرها جعفر بن‌ محمّد عن‌ آبائه‌ صلوات‌ الله‌ علیهم‌ـ.

 وفي‌ رواية‌ المطهّري‌ّ ذكر الابواب‌:

 ( سَرَدَ أبو المفضّل‌ هنا أربعة‌ وخمسين‌ باباً من‌ أدعية‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » مع‌ عناوينها، ثمّ قال‌: ) وباقي‌ الابواب‌ بلفظ‌ أبي‌ عبدالله‌ الحسني‌ّ رحمه‌ الله‌.

 ( وقال‌ أبو المفضّل‌: ) حدّثنا أبو عبدالله‌ جعفر بن‌ محمّد الحسني‌ّ قال‌: حدّثنا عبدالله‌ بن‌ عمر بن‌ خطّاب‌ الزيّات‌ قال‌: حدّثني‌ خإلی‌ علی‌ّبن‌ النعمان‌ الاعلم‌ قال‌: حدّثني‌ عمير بن‌ متوكّل‌ الثقفي‌ّ البلخي‌ّ عن‌ أبيه‌ متوكّل‌ ابن‌هارون‌ قال‌: أملي‌ عليّسيِّدي‌ الصادق‌ أبو عبدالله‌ جعفر بن‌ محمّد قال‌: أملي‌ جدّي‌ عليُ بن الحسين‌ علی‌ أبي‌ محمّد بن‌ عليّ علیهم‌ أجمعين‌ السلام ‌ـ هذه‌ الادعية‌ بمشهدٍ منّي‌. [24]

 هذه‌ هي‌ مقدّمة‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » . وآن‌ الاوان‌ الآن‌ للالتفات‌ إلی‌ عبارات‌ المؤلّف‌ المحترم‌ لشرح‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌، والتحدُّث‌ عن‌ مواطن‌ الإشکال فيها.

 

ارجاعات


[1] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 51 إلی‌ 59، طبعة‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌.

[2] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 51 إلی‌ 59، طبعة‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌.

[3] ـ «رياض‌ السالكين‌» في‌ الطبعة‌ الحجريّة‌ سنة‌ 1334: ص‌ 5، وفي‌ الطبعة‌ الحديثة‌ لجماعة‌ المدرّسين‌ بقم‌: ج‌ 1، ص‌ 49 و 50 .

[4] ـ «نور الانوار في‌ شرح‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌»، ص‌ 3 .

[5] ـ «رياض‌ السالكين‌» ص‌ 6، الطبعة‌ الحجريّة‌ 1317، و: ج‌ 1، ص‌ 58، طبعة‌ جماعة‌ المدرّسين‌ بقم‌.

[6] ـ «شرح‌ الصحيفة‌» للميرداماد، ص‌ 45 .

[7] ـ «نور الانوار» ص‌ 3 .

[8] ـ «شرح‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌» للعلاّمة‌ المدرّسي‌ّ الجهاردهي‌ّ، ديباجة‌، ص‌ 5 .

[9] ـ «بحار الانوار» ج‌ 110، ص‌ 59، الطبعة‌ الحديثة‌.

[10] ـ مقدّمة‌ الاُستاذ السيّد محمّد مِشكاة‌ علی‌ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌» القطع‌ الجيبي‌ّ، ص‌ 2 إلی‌ 13 .

[11] ـ «شرح‌ وترجمة‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌» للسيّد أحمد الفهري‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 4 إلی‌ 9، الطبعة‌ الاُولي‌، بيام‌، انتشارات‌ مفيد، من‌ مقدّمة‌ الشارح‌. وممّا يذكر أ نّه‌ طبع‌ أصل‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌ في‌ دمشق‌ بخطّ الاُستاذ محمّد عدنان‌ سنقنقي‌، ومطبعة‌ دار طلاس‌ بالشام‌، وذكر في‌ مقدّمتها خمس‌ مزايا من‌ هذه‌ المزايا الثمان‌. ولكنّا لمّا رغبنا أن‌ نطّلع‌ علی‌ جميع‌ جوانب‌ كلامه‌، فقد أوردنا للقرّاء الكرام‌ هذه‌ المزايا من‌ شرحه‌ الفارسي‌ّ علی‌ الصحيفة‌.

[12] ـ قال‌ في‌ «رياض‌ السالكين‌» ص‌ 6، من‌ الطبعة‌ الحجريّه‌ الرحليّة‌ سنة‌ 1334، وج‌ 1، ص‌ 54، من‌ طبعة‌ جماعة‌ المدرّسين‌: ثّم‌ المراد من‌ قوله‌: حدّثنا السماع‌ من‌ لفظ‌ السيّد الاجلّ سواء كان‌ إملاء من‌ حفظه‌ أم‌ من‌ كتابه‌، وهو أرفع‌ طرق‌ التحمّل‌ السبعة‌ عند جمهور المحدِّثين‌. وقد اصطلح‌ علماء الحديث‌ علی‌ أن‌ يقول‌ الراوي‌ فيما سمعه‌ وحده‌ من‌ لفظ‌ الشيخ‌ أو شكّ هل‌ كان‌ معه‌ أحد حدّثني‌، ومع‌ غيره‌ حدّثنا، وفيما قرأ علیه‌ أخبرني‌، وفيما قرأ بحضرته‌ أخبرنا . ولا يجوز عندهم‌ إبدال‌ كلّ من‌ حدّثنا وأخبرنا بالآخر في‌ الكتب‌ المؤلّفة‌. وأمّا أنبأنا فهم‌ يطلقونه‌ علی‌ الإجازة‌ والمناولة‌ والقراءة‌ والسماع‌ اصطلاحاً، وإلاّ فلافرق‌ بين‌ الإنباء والإخبار لغةً.

[13] ـترجمة‌ رجال‌ سند «الصحيفة‌»

 ذكر السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ في‌ «رياض‌ السالكين‌» طبعة‌ رحليّة‌ 1334، ص‌ 6 و 7، وطبعة‌ وزيريّة‌، ج‌ 1، ص‌ 58 إلی‌ 69، ترجمة‌ رجال‌ سند «الصحيفة‌». ونُورد فيما يأتي‌ نتيجة‌ بحثه‌: السيّد نجم‌ الدين‌ بهاء الشرف‌ ليس‌ له‌ ذكر في‌ كتب‌ الرجال‌. الشيخ‌ أبو عبدالله‌بن‌ شهريار، ذكره‌ الشيخ‌ أبو الحسن‌ عليُ بن‌ عبيد الله‌ بن‌ بابويه‌ في‌ كتاب‌ «فهرست‌ مشايخ‌ الشيعة‌»، وأثني‌ علیه‌ بالفقه‌ والصلاح‌. وهو الخازن‌ بمشهد الغري‌ّ علی‌ ساكنه‌ السلام‌. وشهريار اسمٌ عجمي‌ّ مركّب‌ من‌ (شهر) و(يار) ومعناه‌: عظيم‌ البلد... وكان‌ الشيخ‌ أبو عبدالله‌ المذكور صهر شيخ‌ الطائفة‌ أبي‌ جعفر محمّد بن‌ الحسن‌ الطوسي‌ّ علی‌ ابنته‌. وهي‌ أُمّ ولده‌ أبي‌ طالب‌ حمزة‌ بن‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ شهريار كما يُستفاد من‌ كتاب‌ «إلیقين‌» للسيّد علی‌ّبن‌ طاووس‌ نوّر الله‌ مرقده‌. والعُكبَري‌ّ المعدَّل‌ المذكور لم‌ أجد له‌ ذكراً فيما وقفت‌ علیه‌ من‌ كتب‌ الرجال‌ لاصحابنا. وذكره‌ السمعاني‌ّ في‌ كتاب‌ «الانساب‌» فقال‌: حدّثنا عنه‌ جماعة‌ من‌ الشيوخ‌ ببغداد وإصبهان‌. مات‌ سنة‌ 472 . وأبوه‌ أبو نصر محمّد حدَّث‌ عن‌ جماعة‌ منهم‌ ابنه‌ أبو منصور. مات‌ بعكبري‌ سنة‌ 420 . وكان‌ صدوقاً. وعمّه‌ أبوالحسن‌ عبدالواحدبن‌ أحمدبن‌ الحسين‌بن‌ عبدالعزيز العكبري‌ّ المعدّل‌، وكان‌ صدوقاً متشيّعاً، ومات‌ سنة‌ 419 بعكبري‌ـ (انتهي‌ كلام‌ السمعاني‌ّ).

 وأبو المفضّل‌ هو محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ محمّد بن‌ عبيد الله‌ بن‌ البهلول‌ بن‌ همّام‌بن‌ المطّلب‌ بن‌ همّام‌ بن‌ بحر بن‌ مطر بن‌ مرّة‌ الصغري‌ بن‌ همّام‌ بن‌ مرّة‌ بن‌ ذهل‌ بن‌ شيبان‌. قال‌ النجاشي‌ّ: كان‌ سافر في‌ طلب‌ الحديث‌ عمره‌. وكان‌ في‌ أوّل‌ أمره‌ ثبتاً ثمّ خلط‌. ورأيتُ جُلّ أصحابنا يغمزونه‌ ويضعّفونه‌، له‌ كتب‌ كثيرة‌ منها: كتاب‌ «شرف‌ التربة‌»، كتاب‌ «مزار أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌»، كتاب‌ «مزار الحسين‌ علیه‌ السلام‌»، كتاب‌ «فضائل‌ العبّاس‌»، كتاب‌ «الدعاء»، كتاب‌ «مَن‌ روي‌ حديث‌ غدير خُمّ»، كتاب‌ «رسالة‌ في‌ التقيّة‌ والإذاعة‌»، كتاب‌ «مَن‌ روي‌ عن‌ زيد بن‌ عليُ بن‌ الحسين‌ علیهم‌ السلام‌»، كتاب‌ «فضائل‌ زيد»، كتاب‌ «الشافي‌ في‌ علوم‌ الزيديّة‌»، كتاب‌ «أخبار أبي‌ حنيفة‌»، كتاب‌ «القلم‌»، رأيتُ هذا الشيخ‌ (الشيباني‌ّ) وسمعت‌ منه‌ كثيراً، ثمّ توقّفت‌ عن‌ الرواية‌ عنه‌ إلاّ بواسطةٍ بيني‌ وبينه‌ـ (انتهي‌ كلام‌ النجاشي‌ّ).

 وقال‌ شيخ‌ الطائفة‌ في‌ «الفهرست‌»: كثير الرواية‌ حسن‌ الحفظ‌، غير أ نّه‌ ضعّفه‌ جماعة‌ من‌ أصحابنا، له‌ كتاب‌ «الولادات‌ الطيّبة‌»، وكتاب‌ «الفرائض‌»، وكتاب‌ «المزار»، وغير ذلك‌. أخبرنا بجميع‌ رواياته‌ عنه‌ جماعة‌ من‌ أصحابناـ (انتهي‌).

 وقال‌ ابن‌ الغضائـري‌ّ فيه‌: إنّه‌ وضّاع‌ كثير المناكيـر، رأيتُ كتبه‌، وفيها الاسانيد من‌ دون‌ المتون‌، والمتون‌ من‌ دون‌ الاسانيد، وأري‌ ترك‌ ما ينفرد به‌ـ (انتهي‌). وذكره‌ العلاّمة‌ في‌ «الخلاصة‌» مرّتين‌، مرّة‌ كما ذكره‌ النجاشي‌ّ، ومرّة‌ كما ذكره‌ ابن‌ الغضائري‌ّ. وذكره‌ ابن‌ داود في‌ رجاله‌ ثلاث‌ مرّات‌، مرّة‌ في‌ الموثّقين‌، ومرّتين‌ في‌ المجروحين‌. والله‌ أعلم‌.

 وأمّا الشريف‌ أبو عبدالله‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ جعفر بن‌ الحسن‌ بن‌ جعفر بن‌ الحسن‌بن‌ الحسن‌بن‌ أميرالمؤمنين‌ عليُ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌، فقد قال‌ النجاشي‌ّ بعد سرد نسبه‌: هو والد أبي‌ قيراط‌، وابنه‌ يحيي‌ بن‌ جعفر روي‌ الحديث‌، وكان‌ وجهاً في‌ الطالبيّين‌ متقدّماً، وكان‌ ثقةً في‌ أصحابنا سمع‌ وأكثر وعمّر وعلا إسناده‌. له‌ كتاب‌ «التاريخ‌ العلوي‌ّ»، وكتاب‌ «الصخرة‌ والبئر». أخبرنا شيخنا محمّد بن‌ محمّد قال‌: حدّثنا محمّد بن‌ عمر بن‌ محمّد الجعابي‌ّ قال‌: حدّثنا جعفر بكتبه‌. ومات‌ في‌ ذي‌ القعدة‌ سنة‌ 308، وله‌ نيّف‌ وتسعون‌ سنة‌. وذكر عنه‌ أ نّه‌ قال‌: ولدتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَي‌ سنة‌ 224 . ولا يخفي‌ أنّ تأريخ‌ ولادته‌ ووفاته‌ لايوافق‌ ما ذكره‌ من‌ أ نّه‌ مات‌ وله‌ نيّف‌ وتسعون‌ سنة‌. وأرّخ‌ العلاّمة‌ في‌ «الخلاصة‌» وفاته‌ سنة‌ ثمانين‌ وثلاثمائة‌، وهو لايوافق‌ ذلك‌ أيضاً، والظاهر أ نّه‌ سبق‌ قلم‌ والله‌ أعلم‌.

 وأمّا حول‌ عبدالله‌ بن‌ عمر بن‌ الخطّاب‌ الزيّات‌، فقد قال‌ الفيّومي‌ّ: خطب‌ إلی‌ القوم‌: إذا طلب‌ أن‌ يتزوّج‌ منهم‌، والاسم‌ الخِطبة‌ بالكسر فهو خاطب‌، وخطّاب‌ مبالغة‌، وبه‌ سمّي‌ـ (انتهي‌). وهذا الرجل‌ ليس‌ له‌ ذكر في‌ رجال‌ أصحابنا مطلقاً. قال‌ بعضهم‌: لمّا كان‌ أخبار السعيد أبي‌ عبدالله‌ الخازن‌ سنة‌ ستّ عشرة‌ وخمسمائة‌، وتحديث‌ عبدالله‌ بن‌ عمر المذكور سنة‌ خمس‌ وستّين‌ ومائتين‌، وكانت‌ عدّة‌ الرواة‌ المتخلّلة‌ بينهما في‌ هذا الإسناد ثلاثة‌ مع‌ أنّ الزمان‌ المتوسّط‌ بين‌ الإخبارين‌ يرتقي‌ إلی‌ مائتين‌ وإحدي‌ وخمسين‌ سنة‌، وكان‌ الظاهر لقاء هؤلاء الرواة‌ الثلاثة‌ بعضهم‌ بعضاً كما ينصّ علیه‌ قوله‌: «حدّثنا» وكما تُشعر به‌ العنعنة‌ ومقدار هذا الزمن‌ بالنسبة‌ إلی‌ عدّة‌ هذا السند رحب‌ واسع‌ طويل‌، استبان‌ أنّ هذا السند عالٍ بالمعني‌ المستفيض‌ عن‌ المحدِّثين‌ حيث‌ قالوا: (العإلی‌ السند) هو: القليل‌ الواسطة‌ مع‌ اتّصاله‌، وقد امتدحوه‌ ورجّحوه‌ علی‌ ما خالفه‌ حتّي‌ كان‌ طَلَبُهُ سُنَّةً عند أكثر السلف‌. وقد كانوا يشدّون‌ الرحال‌ إلی‌ المشايخ‌ إلی‌ أقصي‌ البلاد لاجله‌ لان‌ يعلو السند ويبعد الحديث‌ عن‌ الخلل‌ المتطرّق‌ إلی‌ كلّ راوٍ، إذ ما من‌ راوٍ من‌ رجال‌ السند إلاّ والخطأ جائز علیه‌، فكلّما كثرت‌ الوسائط‌ وطال‌ السند كثرت‌ مظانّ التجويز، وكلّما قلّت‌، قلّت‌.

 وأمّا حول‌ عليُ بن‌ النعمان‌ الاعلم‌ النخعي‌ّ فقد قال‌ النجاشي‌ّ: روي‌ عن‌ الرضا علیه‌ السلام‌، وأخوه‌ داود أعلی‌ منه‌. وابنه‌ الحسن‌ بن‌ علی‌ّ، وابنه‌ أحمد رويا الحديث‌. وكان‌ عليُثقةً وجهاً ثبتاً صحيحاً واضح‌ الطريقة‌. له‌ كتاب‌ يرويه‌ جماعة‌ـ (انتهي‌). وليس‌ في‌ كتب‌ الرجال‌ عليُ بن‌ النعمان‌ سواه‌.

 وأمّا حول‌ المتوكّل‌ بن‌ عمير بن‌ المتوكّل‌، فقد قال‌ النجاشي‌ّ: المتوكّل‌ بن‌... روي‌ عن‌ يحيي‌بن‌ زيد دعاء الصحيفة‌. أخبرنا الحسين‌ بن‌ عبيد الله‌ عن‌ ابن‌ أخي‌ طاهر *، عن‌ أبيه‌، عن‌ عميربن‌ المتوكّل‌، عن‌ أبيه‌ متوكّل‌، عن‌ يحيي‌ بن‌ زيد بالدعاءـ ** (انتهي‌). ولايخفي‌ أنّ أوّل‌ كلامه‌ ظاهر في‌ أنّ الراوي‌ عن‌ يحيي‌ بن‌ زيد دعاء الصحيفة‌ هو المتوكّل‌ بن‌ عمير. ويظهر من‌ سنده‌ أ نّه‌ المتوكّل‌ جدّه‌ كما في‌ المتن‌. ويمكن‌ التوفيق‌ بنوع‌ عنايةٍ . ولم‌ ينصّ أحدٌ من‌ الاصحاب‌ علی‌ توثيق‌ المتوكّل‌ المذكور غير أنّ الحسن‌ بن‌ داود ذكر سبطه‌ متوكّل‌ بن‌ عمير في‌ قسم‌ الموثّقين‌ من‌ كتابه‌، وهو لايجدي‌ كما توهّم‌ بعضهم‌.

 وقال‌ آية‌ الله‌ الميرزا أبوالحسن‌ الشعراني‌ّ في‌ شرح‌ صحيفته‌، ص‌ 5: متوكّل‌ بن‌ هارون‌ غير مذكور في‌ كتب‌ الرجال‌. وذكر الشيخ‌ الطوسي‌ّ والنجاشي‌ّ رحمهما الله‌ أ نّه‌ متوكّل‌بن‌ عميربن‌ متوكّل‌. ومن‌ الطبيعي‌ّ أنّ نسخة‌ الصحيفة‌ التي‌ كانت‌ عندهما أوثق‌ ممّا عندنا. ذلك‌ أ نّهما كانا ينقلان‌ الصحيفة‌ برواية‌ أُخري‌ ليس‌ فيها أبو المفضّل‌ الشيباني‌ّ، بل‌ رواها التلعكبري‌ّ عن‌ ابن‌ أخي‌ طاهر، عن‌ محمّد بن‌ المطهّر، عن‌ أبيه‌، عن‌ متوكّل‌ بن‌ عمير، والاعتماد علی‌ نسختهم‌ عند الاختلاف‌. وقال‌ آية‌ الله‌ الشعراني‌ّ في‌ ص‌ 4، حول‌ طول‌ زمان‌ الرواة‌ الثلاثة‌ البالغ‌ 251 سنة‌: ونحن‌ وجّهناه‌ علی‌ علوّ السند عن‌ السيّد علی‌ خان‌ الشيرازي‌ّ: بين‌ التأريخين‌ المذكورين‌ في‌ الاسناد 251 سنة‌، والرواة‌ في‌ هذه‌ المدّة‌ ثلاثة‌: العكبري‌ّ، والشيباني‌ّ، والشريف‌ أبو عبدالله‌. توفّي‌ العكبري‌ّ سنة‌ 472 ه، ولابدّ أ نّه‌ روي‌ عن‌ الشيباني‌ّ بعد سنة‌ 400، وكان‌ الشيباني‌ّ حيّاً بعد سنة‌ 400 . ومات‌ الشريف‌ أبو عبدالله‌ سنة‌ 308 . وإذا كان‌ الشيباني‌ّ قد لقيه‌ عند الموت‌، وتعلّم‌ منه‌ الحديـث‌، وبلغ‌ سـنّ العقل‌، فلابـدّ أ نّه‌ ولد قبل‌ سنة‌ 300 وتجاوز عمره‌ المائة‌. ولعلّ العكبري‌ّ نقل‌ عن‌ الشـيباني‌ّ بواسـطةٍ غير مذكـ ورة‌ في‌ الاسناد.

 * ـ هكذا في‌ الاصل‌، ولكن‌ في‌ النسخة‌ المطبوعة‌ من‌ النجاشي‌ّ: عن‌ محمّدبن‌ مطهّر.

 ** ـ «رجال‌ النجاشي‌ّ» ص‌ 301 .

[14] ـ أي‌: قال‌ ابن‌ شهريار . ومن‌ هنا يستبين‌ سهو فيض‌ الإسلام‌ في‌ شرحه‌ علی‌ الصحيفة‌، ص‌ 8، إذ خال‌ أنّ فاعل‌ قال‌ هو السيّد نجم‌ الدين‌.

[15] ـ قال‌ آية‌ الله‌ المدرّسي‌ّ الجهاردهي‌ّ في‌ ص‌ 10 من‌ شرحه‌ علی‌ الصحيفة‌: كان‌ الشيخ‌ محمّد هذا فقيهاً وصالحاً. لُقِّبَ بالمُفَجَّع‌ لكثرة‌ حزنه‌ علی‌ أهل‌ بيت‌ العصمة‌ علیهم‌ الصلاة‌ والسلام‌. وكان‌ صحيح‌ المذهب‌ حسن‌ الاعتقاد، ومن‌ كبار مذهب‌ الإماميّة‌.

[16] ـ من‌ الجدير ذكره‌ أنّ ما أورده‌ الاُستاذ الحاجّ مهدي‌ إلهي‌ قمشه‌اي‌ في‌ ص‌ 16 من‌ الترجمة‌ الفارسيّة‌ لشرح‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» عند ترجمة‌ هذه‌ الفقرات‌ سهو. فقد قال‌: حدّثنا الشيخ‌ السعيد محمّد بن‌ أحمد بن‌ شهريار (وهو صهر شيخ‌ الطائفة‌ الصدوق‌ علیه‌ الرحمة‌) أنّ أبا منصور محمّد بن‌ أحمد بن‌ عبدالعزيز العكبري‌ّ المُعَدَّل‌ رحمه‌ الله‌ كان‌ يعرض‌ «الصحيفة‌» علی‌ الشيخ‌ الصدوق‌ قراءة‌ علیه‌ وأنا أسمع‌.

 أوّلاً: سنجد في‌ الهامش‌ أنّ محمّد بن‌ أحمد بن‌ شهريار الخازن‌ لقبر أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ كان‌ صهر شيخ‌ الطائفة‌ الطوسي‌ّ لا الصدوق‌. ولم‌ نر إلی‌ الآن‌ إطلاق‌ الصدوق‌ علی‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ عَلَماً مشهوراً يُعَرِّفه‌.

 ثانياً: الصدوق‌ في‌ الرواية‌ صفة‌ لابي‌ منصور محمّد العكبري‌ّ المعدّل‌ ـ وهو الذي‌ روي‌ الصحيفة‌ عن‌ أبي‌ المفضّل‌ الشيباني‌ّـ لا عَلَمٌ ـ ورواية‌ العكبري‌ّ كانت‌ بسبب‌ العرض‌ علی‌ الشيخ‌ الصدوق‌. فلاحظ‌ وتأمّل‌!

[17] ـ جاء في‌ ص‌ 10 من‌ هذا المصدر أنّ عمر الإمام‌ محمّد الباقر علیه‌ السلام‌ 55 سنة‌، إذ كانت‌ ولادته‌ سنة‌ 59 في‌ حياة‌ جدّه‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌، ووفاته‌ في‌ شهر ربيع‌ الآخر سنة‌ 114، وقيل‌ غير ذلك‌.

[18] ـ ذكر السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ في‌ ص‌ 8 من‌ شرحه‌ علی‌ الصحيفة‌، الطبعة‌ الحجريّة‌، عمر الإمام‌ جعفر الصادق‌ علیه‌ السلام‌ كالآتي‌: وُلِد بالمدينة‌ سنة‌ 83 من‌ الهجرة‌، وقُبِض‌ بها في‌ شوّال‌ سنة‌ 148، وله‌ خمس‌ وستّون‌. وقيل‌: ثمان‌ وستّون‌ علی‌ أنّ مولده‌ سنة‌ ثمانين‌.

[19] ـ الآية‌ 39، من‌ السورة‌ 13: الرعد.

[20] ـ الآية‌ 58، من‌ السورة‌ 4: النساء.

[21] ـ الآية‌ 60، من‌ السورة‌ 17: الإسراء.

[22] ـ الآيات‌ 1 إلی‌ 3، من‌ السورة‌ 97: القدر.

[23] ـ الآيتان‌ 28 و 29، من‌ السورة‌ 14: إبراهيم‌.

[24] ـ مقدّمة‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الكاملة‌» بأنواعها المختلفة‌.

      
  
الفهرس
  درس‌ الحادي‌ عشر بعد المائتين‌ إلی‌ الخامس‌ والعشرين‌ بعد المائتين‌
  الروايات‌ والآثار الواردة‌ في‌ فضيلة‌ الكتابة‌
  أسماء الشيعة‌ من‌ التابعين‌ الذين‌ دوّنوا كتاباً
  قرابة‌الإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ من‌ القاسم‌ بن‌ محمّد بن‌ أبي‌ بكر
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الكاملة‌» ودعاءالإمام السجّاد حول‌ الخلافة‌
  نبذة‌ من‌ سيرة‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌(التعلیقة
  أهمّيّة‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌
  كلام‌ الجوهري‌ّ الطنطاوي‌ّ حول‌ «الصحيفة‌»
  كلام‌ السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ الكبير حول‌ «الصحيفة‌»
  ‌ نقل‌ ابن‌ النديم‌، وعبد الرحمن‌ المرشدي‌ّ بعض‌ أدعية‌ «الصحيفة‌»
  رؤيا المجلسي‌ّ الاوّل‌ رحمه‌ الله‌ في‌ «الصحيفة‌»
  تواتر «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌»
  ملحقات‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الثانية‌» تدوين‌ صاحب‌ «الوسائل‌» الشيخ‌ محمّد بن‌ حسن‌ الحرّ العاملي‌ّ
  «الصحيفة‌ الثالثة‌ السجّاديّة‌» تدوين‌ الميرزا عبد الله‌ الافندي‌
  «الصحيفة‌ الرابعة‌ السجّاديّة‌»، تدوين‌ الحاجّ الميرزا حسين‌ بن‌ محمّد تقي‌
  «الصحيفة‌ الخامسة‌»، تدوين‌ السيّد محسن‌ الامين‌ الحسيني‌ّ العاملي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 1371ه
  كلام‌ الامين‌ في‌ نحل‌ المناجاة‌ المنظومة‌ المنسوبة‌ إلی‌الإمام السجّاد
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» تدوين‌ موضوعي‌ّ
  الردّ علی‌ كيفيّة‌ جمع‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌»
  كثرة‌ طرق‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  نقد علی‌ التبويب‌ الموضوعي‌ّ للصحيفة‌ السجّاديّة‌
  قصّة‌ الشَّرَق‌، لا الخمر ولا العَرَق‌
  شرعيّة‌ حقّ التإلیف‌ وحقّ الترجمة‌
  أقدم‌ نسخة‌ من‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» ومواصفاتها
  نقص‌ «الصحيفة‌» المُكتشفة‌
  طبع‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌ مع‌ مقدّمة‌ آية‌ الله‌ الفهري‌ّ بالشام‌
  نقد المزايا المذكورة‌ لـ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  إشكالات‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ موضوع‌ الصلوات‌
  روايات‌ العامّة‌ حول‌ لزوم‌ ذكر «الآل‌» في‌ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ
  اتّحاد نفوس‌ الائمّة‌ مع‌ رسول‌ الله‌ مقتضي‌ ذِكر الآل‌
  ممارسة‌ أهل‌ السنّة‌ للتعصّب‌ وتحريفهم‌ الروايات‌
  ارتكاب‌ بعض‌ السنّة‌ المذابح‌ الجماعيّة‌ ضدّ الشيعة‌ وحرق‌ مكتباتهم‌
  حرق‌ مرقد الإمامین موسي‌ الكاظم‌ ومحمّد الجواد من‌ قبل‌ الحنابلة‌
  سبب‌ هجرة‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ من‌ بغداد إلی‌ النجف‌ الاشرف‌
  مقتل‌ السيّد تاج‌ الدين‌ الزيدي‌ّ بسبب‌ تشيّعة‌
  حول‌ الصلاة‌ البتراء
  سند الصحيفة‌ المكتشفة‌ مقدوح‌ فيه‌
  رواية‌ الصحيفة‌ من‌ قبل‌ عميد الرؤساء وابن‌ السكون‌
  رواة‌ «الصحيفة‌» غير ابن‌ السكون‌ وعميد الرؤساء
  كلام‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ حول‌ القائل‌: «حدّثنا»
  طرق‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌»
  >>البحث‌ في‌ سند «الصحيفة‌» هو للتيمّن‌ فحسب‌
  انتساب‌ «الصحيفة‌» إلی‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ قطعي‌ٌّ
  اشتهار «الصحيفة‌» بين‌ العلماء السابقين‌
  ترجمة‌ رجال‌ سند «الصحيفة‌» (التعلیقة)
  تفصيل‌ اللقاء بين‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌ ويحيي‌ بن‌ زيد
  إعطاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ الصحيفة‌ لمحمّد وإبراهيم‌
  رؤيا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بني‌ أُميّة‌ علی‌ منبره‌
  الجواب‌ عن‌ المزايا الوهميّة‌ في‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  توجيه‌ الروايات‌ الدالّة‌ علی‌ عقم‌ النهضة‌ قبل‌ قيام‌ القائم‌ علیه‌ السلام‌
  سبب‌ تسمية‌ «الصحيفة‌» بـ «الكاملة‌»
  مصنّفات‌ زيد بن‌ علي ّبن‌ الحسين‌ علیهما السلام‌
  شرح‌ حول‌ كتاب‌ «المجموع‌» لزيد بن‌ عليّ
  مكانة‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ وعلمه‌ وفضله‌ وزهده‌
  الاشعار الرفيعة‌ لشعراء أهل‌ البيت‌ في‌ مدح‌ زيد ورثائه‌
  شعر لشعراء البلاط‌ المرواني‌ّ في‌ ذمّ زيد
  قتل‌ الطالبيّين‌ علی‌ يد العبّاسيّين‌
  توبيخ‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ زيد بن‌ موسي‌ علی‌ خروجه‌
  إخبارالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ حكومة‌ السفّاح‌ والمنصور
  جرائم‌ المنصور الشنيعة‌ ضدّ بني‌ الحسن‌
  ترجمة‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  بعث‌ المنصور رأس‌ الديباج‌ إلی‌ خراسان‌ مكان‌ رأس‌ النفس‌ الزكيّة‌
  جدول‌ ذكر البعض‌ من‌ الشجرة‌ ممّن‌ هو موضع‌ الحاجة‌ في‌ التأريخ‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ تعييب‌ محمّد وإبراهيم‌
  دفاع‌ ابن‌ طاووس‌ عن‌ أعمال‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ رفض‌الإمام الباقر علیه‌ السلام‌ أخاه‌ زيداً
  إدانة‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ خروج‌ أخيه‌ زيد بن‌ موسي‌
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ وبكاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ علیه‌
  ترجمة‌ زيد بن‌ عليّ(التعلیقة)
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ لمقارعة‌ الظلم‌، لا لدعوة‌ الناس‌ إلی‌ إمامته‌
  رسالة‌الإمام الصادق‌ إلی‌ عبد الله‌ المحض‌ عند تحرّكه‌ إلی‌ بغداد
  استشهاد ابن‌ طاووس‌ برواية‌ الصادق‌ علی‌ حسن‌ حال‌ بني‌ الحسن‌
  نتيجة‌ البحث‌ حول‌ الثائرين‌ بالسيف‌ من‌ بني‌ فاطمة‌ علیها السلام‌
  كلام‌ السيّد نعمة‌ الله‌ الجزائري‌ّ حول‌ الثائرين‌ من‌ بني‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  ترجمة‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌ (التعلیقة)
  خروج‌ زيد النار في‌ المدينة‌
  كيفيّة‌ خروج‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  كان‌ زيد بن‌ عليّ في‌ درجة‌ متأخّرة‌ عن‌ المعصوم‌
  كلام‌ الميرزا عبد الله‌ الإصفهاني‌ّ في‌ التفاوت‌ بين‌ الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  اختلاف‌ النفوس‌ والاعمال‌ عند الائمّة‌ الطاهرين‌ حتمي‌ّ
  فعل‌ ولي‌ّ الله‌ عين‌ الحقّ
  الخلقة‌ المجرّدة‌ والنورانيّة‌ للائمّة‌ مقارنة‌ للاختيار
  انتقاد رأي‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ عدم‌ ذكر بعض‌ الحقائق‌ التأريخيّة‌
  زواج‌ عمر بأُمّ كلثوم‌ ابنة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  خِطبة‌ معاوية‌ ابنة‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر وزينب‌ علیها السلام‌
  المشاعر والعواطف‌ البشريّة‌ عند الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  مشاعر سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ وعواطفه‌ يوم‌ عاشوراء
  استشهاد الطفل‌ الرضيع‌ يوم‌ الطفّ
  فضائل‌ عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ واستشهاده‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ من‌ منظار معاوية‌
  حوار عليّ الاكبر مع‌الإمام الحسين‌ علیهما السلام‌ حول‌ الشهادة‌
  نماذج‌ نادرة‌ من‌ الامويّين‌ كانوا من‌ الموإلین‌ للإمام‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  جعل‌الإمام عليّ علیه‌ السلام‌ محمّدَ ابن‌ الحنفيّة‌ درعاً للحسنين‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ تلميذ مدرسة‌ الحسنين‌ علیهما السلام‌
  قصّة‌ إنشاد الفرزدق‌ قصيدته‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  قصيدة‌ الفرزدق‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  تقديرالإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ للفرزدق‌
  بعض‌ الذين‌ نقلوا هذه‌ القصيدة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی