معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام(المجلد الخامس‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد الخامس عشر / القسم التاسع: حول بعض الناهضین من الشیعة

توبيخ‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ زيد بن‌ موسي‌ علی‌ خروجه‌

 وقال‌ في‌ زيد بن‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌: وأمّا ما رواه‌ أبو نُعيم‌ والخطيب‌ أنّ علیاً الرضا علیه‌ السلام‌ وبّخ‌ أخاه‌ زيداً حين‌ خرج‌ علی‌ المأمون‌، وقال‌ له‌:

 مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَسُولِ اللَه‌؟! أَغَرَّكَ قَوْلُهُ: إنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَهُ وَذُرِّيَّتَهَا عَلَی‌ النَّارِ؟!

 إنَّ هَذَا لِمَنْ خَرَجَ مِنْ بَطْنِهَا لاِ لِي‌ وَلاَ لَكَ! وَاللَهِ مَا نَالُوا ذَلِكَ إلاّ بِطَاعَةِ اللَهِ. فَإن‌ أَرَدْتَ أَنْ تَنَالَ بِمَعْصِيَتِهِ مَا نَالُوهُ بِطَاعَتِهِ إنَّكَ إذَاً لاَكْرَمُ عَلَی‌ اللَهِ مِنْهُمْ! فهذا من‌ باب‌ التواضع‌ والحثّ علی‌ الطاعات‌ وعدم‌ الاغترار بالمناقب‌ وإن‌ كثرت‌، كما كان‌ الصحابة‌ المقطوع‌ لهم‌ بالجنّة‌ علی‌ غاية‌ من‌ الخوف‌ والمراقبة‌. وإلاّ فلفظ‌ « ذرّيّة‌ » لا يخصّ بمن‌ خرج‌ من‌ بطنها في‌ لسان‌ العرب‌ وَمِن‌ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُ و دَ وَسُلَيْمَـ'نَ ـ الآية‌. [1] وبينه‌ وبينهم‌ قرون‌ كثيرة‌. فلايريد بذلك‌ مثل‌ عليّ الرضا مع‌ فصاحته‌ ومعرفته‌ لغة‌ العرب‌؟! [2]

أبو العبّاس‌ السفّاح‌ هو عبد الله‌ بن‌ محمّد بن‌ عليّ بن عبدالله‌بن‌ عبّاس‌.

 نقل‌ الطبري‌ّ أ نّه‌ بويع‌ لثلاث‌ عشرة‌ مضت‌ من‌ شهر ربيع‌ الآخر سنة‌ 132 وكان‌ بالكوفة‌. وبايعه‌ الكوفيّون‌ في‌ هذا التأريخ‌.

 ذكر الطبري‌ّ هذا القول‌ نقلاً عن‌ هشام‌ بن‌ محمّد، ولكنّه‌ قال‌: قال‌ الواقدي‌ّ: بويع‌ لابي‌ العبّاس‌ بالمدينة‌ بالخلافة‌ في‌ جمادي‌ الاُولي‌ سنة‌ 132 . [3]

إخبارالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ حكومة‌ السفّاح‌ والمنصور

 قال‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ: عندما كانت‌ الدولة‌ الامويّة‌ علی‌ وشك‌ الانهيار، اجتمع‌ بالابواء جماعة‌ من‌ بني‌ العبّاس‌، منهم‌: أبوالعبّاس‌ السفّاح‌ وأخواه‌ أبو جعفر المنصور وإبراهيم‌، وعمّه‌ صالح‌ بن‌ عليّ، وجماعة‌ من‌ الطالبيّين‌، منهم‌: عبدالله‌ المحض‌، ووالده‌ محمّد وإبراهيم‌، وأخوه‌ لاُمِّه‌ محمّد الديباج‌ وغيرهم‌، واتّفقوا علی‌ بيعة‌ أحد أولاد عبدالله‌ المحض‌، فبايع‌ الجميع‌ محمّداً، لا نّهم‌ كانوا قد سمعوا من‌ بيت‌ الرسالة‌ أنّ مهدي‌ّ آل‌محمّد سَمي‌ّ رسول‌ الله‌. [4]

 ثمّ بعثـوا وراء الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السـلام‌، وعبدالله‌ بـن‌ محمّدبن‌ عُمربن‌ عليّ علیه‌ السـلام‌ ليأخـذوا منهما البيـعة‌. بَيدَ أنّ الإمام‌ الصادق‌ علیه‌السلام‌ لم‌ يبايع‌ وقال‌: هذا ليس‌ هو المهدي‌ّ. وغرّكم‌ اسمه‌! وقال‌ لعبد الله‌ المحض‌: إذا كانت‌ هذه‌ البيعة‌ من‌ أجل‌ الخروج‌ والامر بالمعروف‌، فلم‌نبايع‌ ابنك‌ ولا نبايعك‌ وأنت‌ شيخ‌بني‌هاشم‌؟! ولكن‌ عبدالله‌ قال‌ للإمام‌: كلامك‌ هذا غير صحيح‌، وأنت‌ لا تبايع‌ حسداً!

 فقام‌ الإمام‌ ووضع‌ يده‌ علی‌ ظهر السفّاح‌ وقال‌: هذا هو الخليفة‌، ويليها من‌ بعده‌ إخوته‌ وأولاده‌. وضرب‌ علی‌ منكب‌ عبدالله‌ المحض‌ وقال‌: والله‌ ما هي‌ إلیك‌ ولا إلی‌ ابنيك‌، ولكنّها لهم‌ وإنّ أبنيك‌ لمقتولان‌. وقال‌ لعبد العزيز: سيقتل‌ صاحب‌ الرداء الاصفر ( المنصور ) عبدالله‌، وابنه‌ محمّداً.

 وقد حجّ المنصور سنة‌ 140 ه، ثمّ دخل‌ المدينة‌ وحبس‌ عبدالله‌ وبني‌ الحسن‌ ومحمّد الديباج‌. [5]

 وذكر الطبري‌ّ أنّ أبا العبّاس‌ السفّاح‌ مات‌ في‌ 13 ذي‌ الحجّة‌ سنة‌ 136 وكانت‌ ولايته‌ من‌ لَدُن‌ قُتِل‌ مروان‌ بن‌ محمّد أربع‌ سنين‌. توفّي‌ وهو ابن‌ 33، أو 36، أو 28 سنة‌.

 وفي‌ هذه‌ السنة‌ أوصي‌ أبو العبّاس‌ عبدالله‌ بن‌ محمّد إلی‌ أخيه‌ أبي‌ جعفر المنصور ( عبدالله‌ بن‌ محمّد ) [6] وعهد إلیه‌ بالخلافة‌ بعده‌، وإذا مات‌ فلابي‌ جعفر عيسي‌ بن‌ موسي‌ بن‌ محمّد بن‌ علی‌ّ، ودفع‌ عهده‌ إلی‌ عيسي‌.

 بويع‌ المنصور يومئذ وسمّاه‌ الناس‌ خليفة‌.

 وفي‌ سنة‌ 137 قتل‌ المنصور أبا مسلم‌ الخراساني‌ّ غيلةً. آمنه‌ ودعاه‌، وحين‌ دخل‌ مجلسه‌ فتك‌ به‌. ونقل‌ الطبري‌ّ مقتله‌ مفصّلاً. [7]

 وقال‌ الطبري‌ّ أيضاً: في‌ سنة‌ 139 سار عبدالرحمن‌ بن‌ معاوية‌بن‌ هشام‌ بن‌ عبدالملك‌ بن‌ مروان‌ إلی‌ الاندلس‌. فملّكه‌ أهلها أمرهم‌، فولده‌ ولاتها إلی‌ إلیوم‌. وفيها وسّع‌ أبو جعفر المسجد الحرام‌. [8]

 وفي‌ سنة‌ 140 خرج‌ المنصور حاجّاً، وحين‌ قدم‌ المدينة‌، حبس‌ عبدالله‌ المحض‌. [9]

جرائم‌ المنصور الشنيعة‌ ضدّ بني‌ الحسن‌

 وأمر رياحاً بأخذ بني‌ حسن‌، [10] ووجّه‌ في‌ ذلك‌ أبا الازهر المهري‌ّ. وقد كان‌ حبس‌ عبدالله‌ بن‌ حسن‌ فلم‌ يزل‌ محبوساً ثلاث‌ سنين‌. فكان‌ حسن‌بن‌ حسن‌ قد نصل‌ خضابه‌ تسلّياً علی‌ عبدالله‌. فكان‌ أبوجعفر يقول‌: مَا فَعَلَتِ الحَادَّةُ؟

 فأخذ رياح‌ حسناً ( المثلّث‌ )، وإبراهيم‌ ( الغمر ) ابنَي‌ حسن‌ بن‌ حسن‌ ( الحسن‌ المثنّي‌)، وحسن‌ بن‌ جعفر بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌، وسليمان‌ وعبدالله‌ ابنَي‌ داود بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌، ومحمّداً وإسماعيل‌ وإسحاق‌ بني‌ إبراهيم‌بن‌ حسن‌بن‌ حسن‌ ( أولاد إبراهيم‌ الغمر )، وعبّاس‌ بن‌ حسن‌ ( المثلّث‌ ) بن‌ حسن‌ ( المثنّي‌ ) بن‌ حسن‌ بن‌ عليُ بن أبي‌طالب‌، أخذوه‌ علی‌ بابه‌، فقالت‌ أُمّه‌ عائشة‌ ابنة‌ طلحة‌ بن‌ عمر بن‌ عبيد الله‌ بن‌ معمر: دعوني‌ أشمّه‌! قالوا: لا،والله‌ ما كنتِ حيّةً في‌ الدنيا. وعليُ بن حسن‌ بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌ العابد.

 وحبس‌ معهم‌ أبو جعفر المنصور عبدالله‌ بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌ أخا عليّ( أي‌: الابن‌ الآخر للحسن‌ المثلّث‌ ) . [11]

 وحدّثني‌ ابن‌ زبالة‌ قال‌: سمعتُ بعض‌ علمائنا يقول‌: مَا سَارَّ عَبْدُاللَهِ ابْنُ حَسَنٍ أَحَداً قَطُّ إلاَّ فَتَلَهُ عَنْ رَأْيِهِ. [12]

 حجّ أبو جعفر سنة‌ أربع‌ وأربعين‌ ومائة‌، فتلقّاه‌ رياح‌ بالرَّبَذَة‌، فردّه‌ إلی‌ المدينة‌، وأمره‌ بإشخاص‌ بني‌ حسن‌ إلیه‌، وبإشخاص‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ ابن‌ عمروبن‌ عثمان‌ محمّد الديباج‌، وهو أخو بني‌ حسن‌ لاُمِّهم‌. أُمّهم‌ جميعاً فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌ بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌.

 كان‌ بنو الحسن‌ في‌ حبس‌ المنصور بالمدينة‌ ثلاث‌ سنين‌ ثمّ سيقوا إلی‌ سجن‌ الكوفة‌.

 وتحرّك‌ المنصور من‌ الربذة‌ إلی‌ الكوفة‌. وجلس‌ في‌ محمل‌ وقيّد بني‌ الحسن‌ ومحمّد الديباج‌ بالاغلال‌، وأجلسهم‌ في‌ محامل‌ بلاغطاء ولاوطاء وأخذهم‌ معه‌ إلی‌ الكوفة‌، وحبسهم‌ في‌ محبس‌ الهاشميّة‌ قرب‌ القنطرة‌.

 وضرب‌ محمّد الديباج‌ أربعمائة‌ سوط‌ حتّي‌ جُرح‌ بدنه‌ [13] ولصق‌ ثوبه‌ بجلده‌. وأمر بخلع‌ ذلك‌ الثوب‌ اللاصق‌ بالجلد، وإلقاء قميص‌ غليظ‌ علیه‌ مكانه‌، وسوق‌ مركبه‌ أمام‌ مركب‌ عبدالله‌ المحض‌ أخيه‌ لاُمّه‌ ـ وكان‌ يحبّه‌ كثيراً ـ ليراه‌ عبدالله‌ بذلك‌ الوضع‌ طول‌ الطريق‌. فكان‌ يراه‌ أمامه‌ علی‌ تلك‌ الحالة‌.

 وكان‌ السجن‌ ضيّقاً إلی‌ درجة‌ أ نّهم‌ كانوا لا يعرفون‌ الليل‌ من‌ النهار، ونتيجة‌ لرائحة‌ السجن‌ النتنة‌ فقد ورمت‌ أجسامهم‌ وماتوا جميعهم‌ في‌ السجن‌. [14]

 ولمّا حُمِل‌ بنو الحسن‌ إلی‌ الكوفة‌، كان‌ محمّد وإبراهيم‌ يأتيان‌ معتمّين‌ كهيئة‌ الاعراب‌، فيسايران‌ أباهما ويسائلانه‌ ويستأذنانه‌ في‌ الخروج‌، فيقول‌: لا تعجلا حتّي‌ يمكنكما ذلك‌، ويقول‌: إنْ مَنَعَكُمَا أَبُو جَعْفَرٍ أَنْ تَعِيشَا كَرِيمَيْنِ، فَلاَ يَمْنَعْكُمَا أَنْ تَمُوتَا كَرِيمَيْنِ. [15]

 وكانت‌ رقيّة‌ ابنة‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ العثماني‌ّ زوجة‌ إبراهيم‌بن‌ عبدالله‌بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌.

 قال‌ سليمان‌ بن‌ داود بن‌ الحسن‌: ما رأيتُ عبدالله‌ بن‌ حسن‌ جَزِع‌ من‌ شي‌ء ممّا ناله‌ إلاّ يوماً واحداً، فإنّ بعير محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ عمروبن‌ عثمان‌ انبعث‌ وهو غافل‌، لم‌ يتأهّب‌ له‌، وفي‌ رجليه‌ سلسلة‌، وفي‌ عنقه‌ زَمَّارة‌ [16] فهوي‌، وعلقت‌ الزمّارة‌ بالمحمل‌، فرأيته‌ منوطاً بعنقه‌ يضطرب‌. فرأيتُ عبدالله‌ بن‌ حسن‌ قد بكي‌ بكاءً شديداً. [17]

 وحدّثني‌ محمّد بن‌ أبي‌ حرب‌ قال‌: كان‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ عمرو ( الديباج‌ ) محبوساً عند أبي‌ جعفر وهو يعلم‌ براءته‌، حتي‌ كتب‌ إلیه‌ أبو عون‌ من‌ خراسان‌: أخبر أميرَ المؤمنين‌ أنّ أهل‌ خراسان‌ قد تقاعسوا عنّي‌، وطال‌ علیهم‌ أمر محمّد بن‌ عبد الله‌ . فأمر أبو جعفر عند ذلك‌ بمحمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ عمرو، فضُربت‌ عنقه‌، وأرسل‌ برأسه‌ إلی‌ خراسان‌، وأقسم‌ لهم‌ إنّه‌ رأس‌ محمّدبن‌ عبد الله‌، وأنّ أُمّه‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌.

 وقيل‌: أمر المنصور به‌ ( محمّد بن‌ عبدالله‌ الديباج‌ ) فضُرب‌ حتّي‌ مات‌، ثمّ احتزّ رأسه‌ فبعث‌ به‌ إلی‌ خراسان‌، فلمّا بلغ‌ ذلك‌ عبدالله‌بن‌ حسن‌ قال‌:[18] إِنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَیهِ رَاجِعُونَ، وَاللَهِ إنْ كُنَّا لَنَأْمَنُ بِهِ فِي‌ سُلْطَانِهِمْ ثُمَّ قُتِلَ بِنَا فِي‌ سُلْطَانِنَا. [19]

 ... وعن‌ مسكين‌ بن‌ عمرو قال‌: لمّا ظهر محمّد بن‌ عبدالله‌بن‌ حسن‌ أمر أبو جعفر بضرب‌ عنق‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ عمرو، ثمّ بعث‌ به‌ إلی‌ خراسان‌، وبعث‌ معه‌ الرجال‌ يحلفون‌ بالله‌ إنّه‌ لمحمّد بن‌ عبدالله‌ ابن‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌. قال‌ عمر: فسألت‌ محمّدبن‌ جعفربن‌ إبراهيم‌، في‌ أي‌ّ سبب‌ قُتل‌ محمّد بن‌ عمرو؟ قال‌: احتيج‌ إلی‌ رأسه‌....

بعث‌ المنصور رأس‌ الديباج‌ إلی‌ خراسان‌ مكان‌ رأس‌ النفس‌ الزكيّة‌

 فلمّا قُتِل‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ حسن‌، وجّه‌ أبو جعفر برأسه‌ إلی‌ خراسان‌، فلمّا قدم‌ به‌ ارتاب‌ أهل‌ خراسان‌، وقالوا: إلیس‌ قد قُتل‌ مرّةً وأتينا برأسه‌؟! ثمّ تكشّف‌ لهم‌ الخبر حتّي‌ علموا حقيقته‌، فكانوا يقولون‌: لم‌يُطَّلَع‌ من‌ أبي‌ جعفر علی‌ كذبةٍ غيرها. [20]

 نلحظ‌ هنا أنّ المنصور قد مكر واحتال‌، وبعث‌ رأس‌ محمّدبن‌ عبدالله‌بن‌ عمرو ( محمّد الديباج‌ ) ـ أخو عبدالله‌ المحض‌ لاُمّه‌، وأُمّهما فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌ـ مكان‌ رأس‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌، وقد ورّي‌ والتورية‌ كذب‌.

 أي‌: لمّا كانت‌ أُمّ محمّد الديباج‌ هي‌ فاطمة‌ ابنة‌ الإمام‌ الحسين‌ابن‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌ الله‌، فقد قال‌ المنصور: هذا ابن‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌الله‌.

 وأمّا أُمّ محمّد بن‌ عبدالله‌، فقد كان‌ واضحاً أنّ عبدالله‌ لمّا كان‌ ابنَ الحسن‌بن‌ الحسن‌، فهو ابن‌ فاطـمة‌ ابنة‌ رسـول‌ الله‌. وتوضـيح‌ ذلـك‌: لمّا كانت‌ فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌ زوجة‌ الحسن‌ المثنّي‌ بن‌ الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌، فهي‌ أُمّ عبدالله‌، وابنها هو محمّد بن‌ فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌، وعلی‌ هذا يصل‌ نسب‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ إلی‌ فاطمة‌ الزهراء ابنة‌ رسول‌ الله‌ من‌ طرف‌ الاب‌ والاُمّ معاً.

 استغلّ المنصور هذا التشابه‌ في‌ الاسم‌، وبعث‌ رأس‌ محمّد الديباج‌ مكان‌ رأس‌ محمّد بن‌ عبدالله‌

جدول‌ ذكر البعض‌ من‌ الشجرة‌ ممّن‌ هو موضع‌ الحاجة‌ في‌ التأريخ‌

 

 قال‌ الطبري‌ّ أيضاً: حبس‌ المنصور بني‌ الحسن‌ في‌ سجن‌ مظلم‌ دامس‌ حتّي‌ كانوا لا يعرفـون‌ أوقات‌ الصـلاة‌ إلاّ بأحـزابٍ من‌ القرآن‌ كان‌ يقرأها علی‌ّبن‌ حسن‌ ( ابن‌ الحسن‌ المثلّث‌ وكان‌ يُسمّي‌ العابد ) .

 وقال‌: قال‌ عمر: حدّثني‌ ابن‌ عائشة‌ قال‌: سمعتُ موليً لبني‌ دارم‌، قال‌: قلتُ لبشير الرحّال‌: ما يسرعك‌ إلی‌ الخروج‌ علی‌ هذا الرجل‌؟!

 قال‌: إنّه‌ أرسل‌ إلی‌ّ بعد أخذه‌ عبدالله‌ بن‌ حسن‌ فأتيته‌، فأمرني‌ يوماً بدخول‌ بيت‌ فدخلته‌، فإذا بعبدالله‌ بن‌ حسن‌ مقتولاً. فسقطتُ مغشيّاً عَلَی‌َّ، فلمّا أفقتُ أعطيتُ الله‌ عهداً ألاّ يختلف‌ في‌ أمره‌ سيفان‌ إلاّ كنتُ مع‌ الذي‌ علیه‌ منهما. وقلتُ للرسول‌ الذي‌ معي‌ من‌ قبله‌: لا تخبره‌ بما لقيتَ! فإنّه‌ إن‌ علم‌ قتلني‌.

 قال‌ عمر: فحدّثتُ به‌ هشام‌ بن‌ إبراهيم‌ بن‌ هشام‌ بن‌ راشد من‌ أهل‌ همذان‌، وهو العبّاسي‌ّ أنّ أبا جعفر أمر بقتله‌. فحلف‌ بالله‌ ما فعل‌ ذلك‌؛ ولكنّه‌ دسّ إلیه‌ مَن‌ أخبره‌ أنّ محمّداً قد ظهر فقتل‌، فانصدع‌ قلبه‌، فمات‌.

 قال‌: وحدّثني‌ عيسي‌ بن‌ عبدالله‌، قال‌ مَن‌ بقي‌ منهم‌: إنّهم‌ كانوا يسقَوْن‌؛ فماتوا جميعاً إلاّ سليمان‌ وعبدالله‌ ابْنَي‌ داود بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌، وإسحاق‌ وإسماعيل‌ ابنَي‌ إبراهيم‌ بن‌ حسن‌ بن‌ حسن‌، وجعفر بن‌ حسن‌، فكان‌ مَن‌ قُتِل‌ منهم‌ إنّما قُتِل‌ بعد خروج‌ محمّد. [21]

 لمّا أُخذ المحبوسون‌ من‌ بني‌ الحسن‌ إلی‌ المنصور في‌ الربذة‌، بعث‌ إلی‌ محمّد الديباج‌، فلمّا أُدخل‌ علیه‌، قال‌: أخبرني‌ عن‌ الكذّابَينِ ما فعلا؟! وأين‌ هما؟! قال‌: والله‌ يا أميرالمؤمنين‌ ما لي‌ بهما علم‌. قال‌: لتخبرنّي‌، قال‌: قد قلتُ لك‌ وإنّي‌ والله‌ لصادق‌. ولقد كنت‌ أعلم‌ علمهما قبل‌ إلیوم‌! وأمّا إلیوم‌ فما لي‌ والله‌ بهما علم‌!

 قال‌: جرّدوه‌! فَجُرِّد، فضربه‌ مائة‌ سوط‌، وعلیه‌ جامعة‌ حديد في‌ يده‌ إلی‌ عنقه‌. فلمّا فرغ‌ من‌ ضربه‌ أُخرج‌ فأُلبس‌ قميصاً له‌ قوهيّاً [22] علی‌ الضرب‌، وأُتي‌ به‌ إلینا. [23] فو الله‌ ما قدروا علی‌ نزع‌ القميص‌ من‌ لصوقه‌ بالدم‌، حتّي‌ حلبوا علیه‌ شاةً، ثمّ انتُزع‌ القميص‌ ثمّ داووه‌.

 فقال‌ أبو جعفر: احدروا بهم‌ إلی‌ العراق‌، فقدم‌ بنا إلی‌ الهاشميّة‌، فحبسنا بها. فكان‌ أوّل‌ مَن‌ مات‌ في‌ الحبس‌ عبدالله‌ بن‌ حسن‌. فجاء السـجّان‌ فقال‌: ليخـرج‌ أقربكم‌ به‌ فليصـلّ علیه‌. فخـرج‌ أخـوه‌ حسن‌بن‌ حسن‌بن‌ حسن‌بن‌ عليّ علیهم‌ السلام‌، فصلّي‌ علیه‌.

 ثمّ مات‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ بن‌ عمرو بن‌ عثمان‌، فأخذ رأسه‌، فبعث‌ به‌ مع‌ جماعة‌ من‌ الشيعة‌ إلی‌ خراسان‌، فطافوا في‌ كور خراسان‌، وجعلوا يحلفون‌ بالله‌ أنّ هذا رأس‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ ابن‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ يوهمون‌ الناس‌ أ نّه‌ رأس‌ محمّد بن‌ عبدالله‌بن‌ حسن‌ الذي‌ كانوا يجدون‌ خروجه‌ علی‌ أبي‌ جعفر في‌ الرواية‌. [24]

 إنّ مالك‌ بن‌ أنس‌ استُفتي‌ في‌ الخروج‌ مع‌ محمّد، وقيل‌ له‌: إنّ في‌ أعناقنا بيعة‌ لابي‌ جعفر، فقال‌: إِنَّما بَايَعْتُمْ مُكْرَهِينَ، وَلَيْسَ عَلَی‌ كُلِّ مُكْرَهٍ يَمِينٍ . فأسرع‌ الناس‌ إلی‌ محمّد، ولزم‌ مالك‌ بيته‌.

 وحدّثني‌ محمّد بن‌ إسماعيل‌، قال‌: حدّثني‌ ابن‌ أبي‌ مليكة‌ مولي‌ عبدالله‌بن‌ جعفر، قال‌: أرسل‌ محمّد إلی‌ إسماعيل‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ جعفر ـوقد كان‌ بلغ‌ عمراًـ فدعاه‌ محمّد حين‌ خرج‌ إلی‌ البيعة‌، فقال‌: يا بن‌ أخي‌! أنت‌ والله‌ مقتول‌، فكيف‌ أُبايعك‌؟! فارتدع‌ الناس‌ عنه‌ قليلاً.

 وكان‌ بنو معاوية‌[25] قد أسرعوا إلی‌ محمّد. فأتته‌ حمادة‌ ابنة‌ معاوية‌، فقالت‌: يا عمّ! إنّ إخوتي‌ قد أسرعوا إلی‌ ابن‌ خالهم‌، وإنّك‌ إن‌ قلتَ هذه‌ المقالة‌ ثبّطتَ عنه‌ الناس‌، فيُقتل‌ ابن‌ خإلی‌ وإخوتي‌.

 قال‌: فأبي‌ الشيخ‌ إلاّ النهي‌ عنه‌، فيقال‌: إنّ حمّادة‌ عدت‌ علیه‌ فقتلته‌، فأراد محمّد الصلاة‌ علیه‌، فوثب‌ علیه‌ عبدالله‌ بن‌ إسماعيل‌، فقال‌: تأمر بقتل‌ أبي‌، ثمّ تصلّي‌ علیه‌؟! فنحّاه‌ الحرس‌، وصلّي‌ علیه‌ محمّد. [26]

 قال‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ رحمه‌ الله‌ ( ما تعريبه‌ ): خرج‌ محمّد النفس‌ الزكيّة‌ في‌ سنة‌ 145 ه في‌ شهر رجب‌ بالمدينة‌، وقتل‌ لاربع‌ عشرة‌ ليلة‌ خلت‌ من‌ رمضان‌ عند أحجار الزيت‌. وكان‌ مكثه‌ منذ ظهر إلی‌ أن‌ قتل‌ شهرين‌ وسبعة‌ عشر يوماً، وسنّه‌ خمس‌ وأربعون‌ سنة‌. [27]

 وكان‌ خروج‌ إبراهيم‌ ( أخي‌ محمّد ) غرّة‌ شوّال‌، وقيل‌: غرّة‌ رمضان‌ سنة‌ 145 بالبصـرة‌، ثمّ سـار إلی‌ الكـوفة‌ بعد أن‌ دعاه‌ أهلها، وقتل‌ في‌ باخمري‌ علی‌ ستّة‌ عشر فرسخاً من‌ الكوفة‌ من‌ أرض‌ الطفّ. وكان‌ مقتله‌ في‌ نهار يوم‌ الاثنين‌ سنة‌ 145 من‌ ذي‌ الحجّة‌، وهو ابن‌ ثماني‌ وأربعين‌ سنة‌. وأمر المنصور أن‌ يُحمل‌ رأسه‌ إلی‌ أبيه‌ عبدالله‌ في‌ سجن‌ الهاشميّة‌. [28]

رواية‌ «الكافي‌» في‌ تعييب‌ محمّد وإبراهيم‌

 نقل‌ محمّد بن‌ يعقوب‌ الكليني‌ّ في‌ « الكافي‌ »، في‌ علامات‌ ما يُفصل‌ به‌ بين‌ دعوي‌ المحقّ والمبطـل‌ في‌أمر الإمامة‌، رواية‌ مفصّـلة‌ ذكر فيها قصّـة‌ بني‌ الحسن‌ بإسهاب‌. وهذه‌ الرواية‌ في‌ غاية‌ الروعة‌ وتضمّ مطالب‌ تأريخيّة‌ وتنبّه‌ علی‌ مقام‌ إمامة‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌، وتدلّ علی‌ عدم‌ صحّة‌ دعوي‌ عبدالله‌ المحض‌ وابنَيْه‌ محمّد وإبراهيم‌، ومن‌ المطالب‌ التي‌ تنطـوي‌ علیها مايأتي‌:

 1 ـ قالت‌ خديجة‌ ابنة‌ عمر بن‌ عليُ بن الحسين‌ بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌ لعبدالله‌ بن‌ إبراهيم‌ بن‌ محمّد الجعفري‌ّ: سمعتُ عمّي‌ محمّد ابن‌عليّصلوات‌ الله‌ علیه‌ يقول‌: إنَّما تَحْتَاجُ المَرْأَةُ فِي‌ المَأْتَمِ إلَی‌ النَّوْحِ لِتَسِيلَ دَمْعَتُهَا، وَلاَ يَنْبَغِي‌ لَهَا أَنْ تَقُولَ هُجْراً. فَإذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَلاَ تُؤْذِي‌ المَلاَئِكَةَ بِالنَّوْحِ!

 2 ـ كان‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ المحض‌ متوارياً عند اختفائه‌ في‌ جبلٍ في‌ جُهَينة‌ يُقال‌ له‌: الاشقر، وهو علی‌ ليلتين‌ من‌ المدينة‌.

 3 ـ عندما التقي‌ عبدالله‌ بالإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ ودعاه‌ إلی‌ بيعة‌ ابنه‌ محمّد وأصرّ علی‌ ذلك‌، امتنع‌ وقال‌ له‌:

 وَاللَهِ إنَّكَ لَتَعْلَمُ أَ نَّهُ الاَحْوَلُ الاَكْشَفُ الاَخْضَرُ المَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ عِنْدَ بَطْنِ مَسِيلِهَا. [29]

 ثمّ قال‌: ما أخوفني‌ أن‌ يكون‌ هذا البيت‌ يلحق‌ صاحبنا: مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِي‌ الخَلاَءِ ضَلاَلاً! فَوَاللَهِ إنِّي‌ لاَرَاهُ أَشْأَمَ سَلْحَةٍ [30] أَخْرَجَتْهَا أَصْلاَبُ الرِّجَالِ إلَی‌ أَرْحَامِ النِّسَاءِ.

 وقال‌ علیه‌ السلام‌ لعبدالله‌: أُخْبِرُكَ أَنِّي‌ سَمِعْتُ عَمَّكَ وَهُوَ خَالُكَ يِذْكُرُ: أَ نَّكَ وَبَنِي‌ أَبِيكَ سَتُقْتَلُونَ. [31]

 4 ـ لمّا لم‌ ينفع‌ كلام‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌، قال‌: أَمَا وَاللَهِ إنْ كُنْتُ حَرِيصاً وَلَكِنِّي‌ غُلِبْتُ، وَلَيْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ. ثُمَّ قَامَ وَأَخَذَ إحْدَي‌ نَعلیهِ فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ وَالاُخْرَي‌ فِي‌ يَدِهِ وَعَامَّةُ رِدَائِهِ يَجُرُّهُ فِي‌ الاَرْضِ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَحُمَّ عِشْرِينَ لَيْلَةً لَمْ يَزِلْ يَبْكِي‌ فِيهِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارَ حَتَّي‌ خِفْنَا عَلَیهِ.

 5 ـ قَتَل‌ أَبو جعفر الدوانيقي‌ّ جميع‌ بني‌ الحسن‌ الذين‌ كانوا محبوسين‌ إلاّ حسن‌ بن‌ جعفر، وطباطبا، وعليُ بن إبراهيم‌، وسليمان‌ بن‌ داود، وداود ابن‌ حسن‌، وعبدالله‌ بن‌ داود.

 6 ـ كان‌ عيسي‌ بن‌ زيد بن‌ عليُ بن الحسين‌ من‌ ثقات‌ محمّد. قال‌ له‌: اغلظ‌ علی‌ جعفر بن‌ محمّد لاخذ البيعة‌ منه‌! لهذا استدعي‌ الإمام‌، وأراد أن‌ يأخذ منه‌ البيعة‌ بالعنف‌. فتحدّث‌ الإمام‌ قليلاً. فقال‌ عيسي‌: لو تكلّمتَ لكسرتُ فمك‌!

 فقال‌ علیه‌ السلام‌ لمحمّد: أَمَا وَاللَهِ! يَا أَكْشَفُ، يَا أَزْرَقُ! لَكَأَ نِّي‌ بِكَ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ جُحْراً تَدْخُلُ فِيهِ! وَمَا أَنْتَ فِي‌ المَذْكُورِينَ عِنْدَ اللِّقَاءِ[32]! وَإنِّي‌ لاَظُنُّكَ إذَا صُفِّقَ [33] خَلْفَكَ، طِرْتَ مِثْلَ الهِيقِ النَّافِر. [34]

 قام‌ إلیه‌ السراقي‌ّ بن‌ سلخ‌ الحوت‌، فدفع‌ في‌ ظهره‌ حتّي‌ أُدخِل‌ السجن‌.

 7 ـ أُتي‌ بإسماعيل‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ جعفر بن‌ أبي‌ طالب‌ ليبايـع‌. وهو شيخ‌ كبير ضعيف‌، قد ذهبت‌ إحدي‌ عينيه‌. فلم‌ يبايع‌ وقرأ علیهم‌ رواية‌ عجيبة‌ في‌ قتله‌ علی‌ أيديهم‌. ثمّ أُعيد إلی‌ منزله‌. وما أمسي‌ المساء حتّي‌ دخل‌ علیه‌ بنو أخيه‌ بنو معاوية‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ جعفر الذين‌ كانوا قد أسرعوا إلی‌ بيعة‌ محمّد فتوطّؤوه‌ حتيّ قتلوه‌. وبعث‌ محمّد بن‌ عبدالله‌ إلی‌ جعفر الصادق‌ علیه‌السلام‌ فخلّي‌ سبيله‌.

 8 ـ قدم‌ جيش‌ المنصور بقيادة‌ عيسي‌ بن‌ موسي‌ وحاصر المدينة‌، وقَتَل‌ مُحمّدٌ حميدَ بن‌ قحطبة‌ وانهزم‌ أصحابه‌. [35]

 تحـدّث‌ الفقيه‌ والرجإلی‌ّ العظـيم‌ الشيخ‌ عبد الله‌ المامقاني‌ّ عن‌ محمّد ابن‌ عبدالله‌بن‌ الحسن‌ مفصّلاً في‌ أربع‌ صفحات‌ رحليّة‌، وقال‌: ويبطل‌ ما ذهب‌ إلیه‌ بعض‌ المتأخّرين‌ من‌ أصحابنا المحدّثين‌ من‌ أنّ خروج‌ محمّد وسائر بني‌ الحسن‌ كان‌ عن‌ رضيً باطني‌ّ من‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ كما رضي‌ باطناً بخروج‌ عمّه‌ زيد وأظهر عدم‌ الرضا للتقيّة‌. وأقول‌: هذا في‌ زيدٍ حقٌّ دلّ علیه‌ الإجماع‌ من‌ أصحابنا والاخبار المستفيضة‌ التي‌ كادت‌ تبلغ‌ التواتر كما ذكرنا جملة‌ منها في‌ ترجمته‌.

 وأمّا محمّد وسائر بني‌ الحسن‌ وأفعالهم‌ الشنيعة‌ فإنّها تدلّنا علی‌ خلاف‌ ما ذهب‌ وعدم‌ رضا الصادق‌ علیه‌ السلام‌. ( إلی‌ أن‌ قال‌ ):

دفاع‌ ابن‌ طاووس‌ عن‌ أعمال‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌

وقد رام‌ السيّد الجليل‌ ابن‌ طاووس‌ في‌ كتاب‌ « الإقبال‌ »[36] إصلاح‌ حال‌ بني‌ الحسن‌ وحمل‌ ما يدلّ علی‌ مخالفتهم‌ للائمّة‌ علیهم‌ السلام‌ علی‌ التقيّة‌ لئلاّ ينسب‌ إظهارهم‌ لإنكار المنكر إلیهم‌ علیهم‌ السلام‌ مستدلاّ علی‌ ذلك‌ بما رواه‌ مسنداً عنه‌ من‌ أ نّه‌ بكي‌ علی‌ بني‌ عمّه‌ المحمولين‌ إلی‌ العراق‌ حتّي‌ علا صوته‌، وقال‌: حدّثني‌ أبي‌ عن‌ فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌ أ نّها قالت‌: سمعتُ أبي‌ صلوات‌ الله‌ علیه‌ يقول‌:

 يُقْتَلُ مِنْكِ ـ أَوْ يُصَابُ مِنْكِ ـ نَفَرٌ بِشَطِّ الفُرَاتِ مَا سَبَقَهُمُ الاَوَّلُونَ وَلاَ يُدْرِكُهُمْ الآخِرُونَ. وَإنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ وُلْدِهَا غَيْرُهُمْ. [37]

 قال‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ رحمه‌ الله‌: بكاء الصادق‌ علیه‌ السلام‌ وهذه‌ الروايات‌ تدلّ علی‌ حقّانيّتهم‌ في‌ خروجهم‌ غير المستند إلی‌ الإمام‌ تقيّةً.

 ولكن‌ المامقاني‌ّ يقول‌: إنّ رقّته‌ ( الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ ) علیهم‌ للرحم‌ القريبة‌ بينهم‌ وبينه‌، وليس‌ فيها ما يدلّ علی‌ حقّانيّتهم‌. [38]

رواية‌ «الكافي‌» في‌ رفض‌الإمام الباقر علیه‌ السلام‌ أخاه‌ زيداً

 نقل‌ الكليني‌ّ في‌ « الكافي‌ » حوار الإمام‌ الباقر علیه‌ السلام‌ مع‌ أخيه‌ زيد بالتفصيل‌، وكيف‌ نصحه‌ الإمام‌ ودلّه‌ علی‌ أنّ الوقت‌ ليس‌ وقت‌ خروج‌، وأنّ الخروج‌ ينبغي‌ أن‌ يكون‌ بأمر الإمام‌، وفي‌ وقته‌ المناسب‌. وهذه‌ الرواية‌ مفصّلة‌ جدّاً. وقال‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ في‌ أوّلها:

 إنَّ الطَّاعةَ مَفْرُوضَةٌ مِنَ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسُنَّةٌ أَمْضَاهَا فِي‌ الاوَّلِينَ، وَكَذَلِكَ يُجْرِيهَا فِي‌ الآخِرِينَ. والطَّاعَةُ لِوَاحِدٍ مِنَّا وَالمَوَدَّةٌ لِلجَمِيعِ. وَأَمْرُ اللَهِ يَجْرِي‌ لاِوْلِيَائِهِ بِحُكْمٍ مَوْصُولٍ، وَقَضَاءٍ مَفْصُولٍ، وَحَتْمٍ مَقْضِيٍّ، وَقَدَرٍ مَقْدُورٍ، وَأَجَلٍ مُسَمَّي‌ لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ. «فَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ»،[39] «إِنَّهُمْ لَن‌ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَهِ شَيْـًا»،[40] فَلاَ تَعْجَلْ! فَإنَّ اللَهَ لاَ يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ العِبَادِ، وَلاَ تَسْبِقَنَّ اللَهَ فَتُعْجِزَكَ البَلِيَّةُ، فَتَصْرَعَكَ!

 قَالَ: فَغَضِبَ زَيْدٌ عِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ الإمام مِنَّا مَنْ جَلَسَ بَيْتَهُ، وَأَرْخَي‌ سَتْرَهُ، وَثَبَّطَ عَنِ الجِهَادِ، وَلَكِنَّ الإمام مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ، وَجَاهَدَ فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَدَفَعَ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِهِ.

 وبعد أن‌ أجابه‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ مفصّلاً، قال‌ في‌ آخر كلامه‌:

 أَعُوذُ بِاللَهِ مِنْ إمَامٍ ضَلَّ عَنْ وَقْتِهِ، فَكَانَ التَّابِعُ فِيهِ أَعْلَمَ مِنَ المَتْبُوعِ أَتُرِيدُ أَخِي‌ أَنْ تُحْيِيَ مِلَّةَ قَوْمٍ قَدْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَهِ وَعَصَوْا رَسُولَهُ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ هُديً مِنَ اللَهِ، وَادَّعَوُا الخِلاَفَةَ بِلاَ بُرْهانٍ مِنَ اللَهِ، وَلاَ عَهْدٍ مِنْ رَسُولِهِ؟!

 أُعِيذُكَ بِاللَهِ يَا أَخِي‌ أَنْ تَكُونَ غَداً المَصْلُوبَ بِالكُنَاسَةِ، ثُمَّ ارْفَضَّتْ[41] عَيْنَاهُ وَسَالَتْ دُمُوعُهُ. ثُمَّ قَالَ: اللَهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَنْ هَتَكَ سِتْرَنَا وَجَحَدَنَا حَقَّنَا، وَأَفْشَي‌ سِرَّنَا، وَنَسَبَنَا إلَی‌ غَيْرِ جَدِّنَا، وَقَالَ فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي‌ أَنْفُسِنَا! [42]

 وكذلك‌ ذكر الكليني‌ّ رسالة‌ يحيي‌ بن‌ عبد الله‌ المحض‌ ـالذي‌ شهد واقعة‌ فخّ، ثمّ فرّ إلی‌ الديلم‌، وأقام‌ فيها حكومته‌، وآل‌ أمره‌ إلی‌ الاستشهاد في‌ حبس‌ هارون‌ الرشيدـ إلی‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌:

 أَمَّا بَعْدُ! فَإنِّي‌ أُوصِي‌ نَفْسي‌ بتَقْوَي‌ اللَهِ وَبِهَا أُوصِيكَ! فَإنَّهَا وَصِيَّةُ اللَهِ فِي‌ الاوَّلِينَ وَوَصيَّتُهُ فِي‌ الآخِرِينَ.

 خَبَّرَنِي‌ مَنْ وَرَدَ عليّمِنْ أَعْوَانِ اللَهِ عَلَی‌ دِينِهِ وَنَشْرِ طَاعَتِهِ بِمَا كَانَ مِنْ تَحَنُّنِكَ مَعَ خِذْلاَنِكَ! وَقَدْ شَاوَرْتُ فِي‌ الدَّعْوَةَ لِلرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمّد صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَقَدِ احْتَجَبْتَهَا وَاحْتَجَبَهَا أَبُوكَ مِنْ قَبْلِكَ! وَقَدِيماً ادَّعَيْتُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ، وَبَسَطْتُمْ آمَالَكُمْ إلَی‌ مَا لَمْ يُعْطِكُمُ اللَهُ فَاسْتَهْوَيْتُمْ وَأَضْلَلْتُمْ، وَأَنَا مُحَذِّرُكَ مَا حَذَّرَكَ اللَهُ مِنْ نَفْسِهِ!

 فكتب‌ إلیه‌ أبو الحسن‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ جواباً وافياً، منه‌: وَلَمْ يَدَعْ حِرْصُ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِهَا لاِهْلِهَا مَطْلَباً لآخِرَتِهِمْ حَتَّي‌ يُفْسِدَ عَلَیهِمْ مَطْلَبَ آخِرَتِهِمْ فِي‌ دُنْيَاهُمْ.

 أي‌: أضاعوا جميع‌ الرغبات‌ الاُخرويّة‌ والمعنويّة‌ في‌ طريق‌ الوصول‌ إلی‌ الدنيا وبلوغ‌ الآراء والافكار الوهميّة‌ والشيطانيّة‌. ورفعوا عَلَمَ الدِّين‌ في‌ سبيل‌ الدِّين‌ وباسم‌ الدِّين‌، ولكنّ اهتمامهم‌ كلّه‌ مُنْصَبٌّ علی‌ الوصول‌ إلی‌ الدنيا والرئاسة‌ والإمامة‌ والحكومة‌ فيها.

 أجل‌، كتب‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ في‌ آخر رسالته‌:

 إنَّا قَدْ أُوحِيَ إلَینَا أَنَّ العَذَابَ عَلَی‌ مَن‌ كَذَّبَ وَتَوَلَّي‌! [43]

 تحدّث‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ المامقاني‌ّ عن‌ زيد بن‌ عليُ بن الحسين‌ وذكر مطالب‌ منها أنّ الشهيد رحمه‌ الله‌ صرّح‌ في‌ قواعده‌ في‌ بحث‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر بأنّ خروجه‌ كان‌ بإذن‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌. ومن‌ كلماته‌: إنَّهُ لَمْ يَكْرَهْ قَوْمٌ قَطُّ حَرَّ السُّيُوفِ إلاَّ ذَلُّوا . ولمّا بلغ‌ هشام‌بن‌ عبدالملك‌ هذا الكلام‌ قال‌: أَلَسَتُمْ تَزْعَمُونَ أَنَّ أَهْلَ هَذَا البَيْتِ قَدْ بَادُوا؟ لَعَمْرِي‌ مَا انْقَرَضُوا مَنْ مِثْلُ هَذَا خَلَفُهُمْ.

 عَن‌ الكشّي‌ّ بإسناده‌، عن‌ الإمام‌ الباقر علیه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌: هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ بَيْتِي‌ وَالطَّالِبُ بِأَوْتَارِهِمْ!

 وعنه‌ أيضاً في‌ ترجمة‌ الحِميري‌ّ، عن‌ فُضَيْل‌ الرَّسّان‌ قال‌: دَخَلْتُ عَلَی‌ أَبِي‌ عَبْدِ اللَهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ بَعْدَمَا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ علی عَلَیهِ السَّلاَمُ فَأُدْخِلْتُ بَيْتاً جَوْفَ بَيْتٍ.

 فَقَالَ لِي‌: يَا فُضَيْلُ! قُتِلَ عَمِّي‌ زَيْدٌ؟! قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ!

 قَالَ: رَحِمَهُ اللَهُ، أَمَا إنَّهُ كَانَ مُؤْمِناً وَكَانَ عَارِفاً وَكَانَ عَالِماً وَكَانَ صَدوقاً. أَمَا إنَّهُ لَوْ ظَهَرَ لَوْفَي‌. أَمَا إنَّهُ لَوْ مَلَكَ لَعَرَفَ كَيْفَ يَضَعُهَا؟!

إدانة‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ خروج‌ أخيه‌ زيد بن‌ موسي‌

 وعن‌ الصدوق‌ في‌ « عيون‌ الرضا »، عن‌ محمّد بن‌ بريد النحوي‌ّ، عن‌ أبي‌ عَبْدون‌، عن‌ أبيه‌ قال‌:

 لمّا حُمِلَ زيد بن‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ إلی‌ المأمون‌، وكان‌ قد خرج‌ بالبصرة‌ وأحرق‌ دور ولد بني‌ العبّاس‌، ووهب‌ المأمون‌ جُرمه‌ لاخيه‌ عليُ بن موسي‌ الرضا علیه‌ السلام‌، وقال‌ له‌: يَا أَبَا الحَسَن‌! لئن‌ خرج‌ أخوك‌ وفعل‌ ما فعل‌، لقد خـرج‌ من‌ قبله‌ زيـد بن‌ عليّ علیه‌ السـلام‌ فقُتل‌. ولولا مكانك‌ لقتلتُهُ، فليس‌ ما أتاه‌ بصغير!

 فقال‌ له‌ الرضا علیه‌ السلام‌: يا أميرالمؤمنين‌! لا تَقِسْ أخي‌ زيد إلی‌ زيدبن‌ عليّ! فإنّه‌ كان‌ من‌ علماء آل‌ محمّد، غضب‌ للّه‌ فجاهد أعداءَه‌ حتّي‌ قُتِلَ في‌ سبيله‌.

 ولقد حدّثني‌ أبي‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیه‌ السلام‌ أ نّه‌ سمع‌ أباه‌ جعفربن‌ محمّد علیه‌ السلام‌ يقول‌: رَحِمَ اللَهُ عَمِّي‌ زَيْداً، إنَّهُ دَعَا إلَی‌ الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَوْ ظَهَرَ لَوْفَي‌ بِمَا دَعَا إلَیهِ، وَلَقَدِ اسْتَشَارَنِي‌ فِي‌ خُروجِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ! إنْ رَضِيتَ أَنْ تَكُونَ المَقْتُولَ المَصْلُوبَ بِالكُنَاسَةِ فَشَأْنُكَ!

 فَلَمَّا وَلَّي‌، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمَا السَّلاَمُ: وَيلٌ لِمَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ!

 فقال‌ المأمون‌: يَا أَبَا الحَسَنِ! إلَیسَ قَدْ جَاءَ فِيمَنِ ادَّعَي‌ الإمامةَ بِغَيْرِ حَقِّهَا مَا جَاءَ؟!

 فقال‌ الرضا علیه‌ السلام‌: إنَّ زَيْدَ بْنَ عليّلَمْ يَدَّعِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ! وَإنَّهُ كَانَ أتْقَي‌ لِلَّهِ مِنْ ذَاكَ. إنَّهُ قَالَ: أَدْعُوكُمْ إلَی‌ الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ. وَإنَّمَا جَاءَ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَدَّعِي‌: أَنَّ اللَهَ نَصَّ عَلَیهِ، ثُمَّ يَدْعُو إلَی‌ غَيْرِ دِينِ اللَهِ وَيُضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.

 وَكَانَ زَيْدُ بْنُ علی وَاللَهِ مِمَّنْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الآيةِ: «وَجَـ'هِدُوا فِي‌ اللَهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَیـ'كُمْ». [44]

 وفي‌ « العيون‌ » أيضاً: إنّ زيد بن‌ عليّ قد خرج‌ يوم‌ الاربعاء غرّة‌ صفر ومكث‌ الاربعاء والخميس‌، وقُتِلَ يوم‌ الجمعة‌ سنة‌ 121 ه.

 

ارجاعات


[1] ـ الآية‌ 84، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌؛ والآيات‌ 83 إلی‌ 86 هي‌: وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَـ'هَآ إبْرَ ' هِيمَ علی‌' قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَـ'تٍ مَّن‌ نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ علیمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ و´ إِسْحَـ'قَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن‌ قَبْلُ وَمِن‌ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُ و دَ وَسُلَيْمَـ'نَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَي‌' وَهَـ'رُونَ وَكَذَ ' لِكَ نَجْزِي‌ الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَي‌' وَعِيسَي‌' وَإلیاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّـ'لِحِينَ* وَإِسْمَـ'عِيلَ وَإلیسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا علی‌ الْعَـ'لَمِينَ.

[2] ـ «الغدير» ج‌ 3، ص‌ 295 .

[3] ـ «تاريخ‌ الاُمم‌ والملوك‌» (تاريخ‌ الطبري‌ّ) ج‌ 7، ص‌ 420، تحقيق‌ محمّد أبوالفضل‌ إبراهيم‌، طبعة‌ دار المعارف‌ بمصر.

[4] ـ قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: اسمُهُ اسمي‌ . وأمّا ما جاء في‌ بعض‌ الاحاديث‌ أنّ اسم‌ أبيه‌ اسم‌ أبي‌، فلعلّه‌ من‌ وضع‌ أصحاب‌ محمّد النفس‌ الزكيّة‌، لا نّه‌ كان‌ يعرف‌ بالمهدي‌ّ، واسم‌ أبيه‌ اسم‌ أبي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌.

[5] ـ«منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 1، ص‌ 195، طبعة‌ (علميّة‌ إسلاميّة‌) من‌ القطع‌ الرحلي‌ّ.

[6] ـ اسم‌ المنصور كاسم‌ أخيه‌ السفّاح‌: عبدالله‌. ولهذا يقال‌ لهما معاً: عبدالله‌بن‌ محمّد.

[7] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 468 إلی‌ 494 .

[8] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 500، 522، 523 .

[9] ـ في‌ كتاب‌ «النزاع‌ والتخاصم‌ بين‌ بني‌ أُميّة‌ وبني‌ هاشم‌» تإلیف‌ المقريزي‌ّ، ص‌ 53 إلی‌ 55، مطالب‌ حول‌ ظلم‌ المنصور لبني‌ الحسن‌.

[10] ـ كان‌ رياح‌ بن‌ عثمان‌ المرِّي‌ وإلی‌ المدينة‌ من‌ قبل‌ المنصور. وذكر المستشار عبدالحليم‌ الجندي‌ّ في‌ كتاب‌ «الإمام‌ جعفر الصادق‌» ص‌ 124 و 125، رياح‌ بن‌ عثمان‌ بالباء الموحّدة‌ (رباح‌) وقال‌: وفي‌ إمرته‌ اقتحم‌ الجند منازل‌ أهل‌ البيت‌ فأخرجوا منها رجالهم‌ إلی‌ السجون‌، ومرّت‌ مواكب‌ أهل‌ البيت‌ في‌ شوارع‌ المدينة‌ وهم‌ في‌ الاصفاد، هزلهم‌ العذاب‌ والايّام‌ الشداد، ثمّ سيقوا إلی‌ الكوفة‌ ليودعوا السجن‌ حيث‌ حُبسوا ـ كما يقول‌ المسعودي‌ّ في‌ «مروج‌ الذهب‌» ـ في‌ سرداب‌ تحت‌ الارض‌ لا يعرفون‌ الليل‌ من‌ النهار حتّي‌ مات‌ أكثرهم‌، ثمّ خرّ علیهم‌ ليموت‌ تحت‌ أنقاضه‌ الاحياء منهم‌، ويدفن‌ الذين‌ سبقوهم‌ إلی‌ الموت‌ دون‌ أن‌ يعني‌ بهم‌ أحد.

[11] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 537 .

[12] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 539 .

[13] ـ جاء في‌ «منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 1، ص‌ 197 (ما تعـريبه‌): كان‌ جسم‌ محمّد كسـبيكة‌ الفضّة‌، ثمّ اسودّ وجهه‌ وصار كالزنج‌ من‌ شدّة‌ الضرب‌ ووقع‌ السياط‌ وقد فُقئت‌ إحدي‌ عينيه‌ وسالت‌ علی‌ وجهه‌ من‌ ذلك‌. وقال‌ في‌ ص‌ 199: بايع‌ المنصور محمّد النفس‌ الزكيّة‌ مرّتين‌: احداهما في‌ المسجد الحرام‌، والاُخري‌ في‌ الابواء بالمدينة‌. وقال‌ أيضاً: كان‌ محمّد يتخفّي‌ أحياناً في‌ شـعاب‌ الجبال‌. وكان‌ يوماً في‌ جبل‌ رضـوي‌ مع‌ أُمّ ولد ولدت‌ له‌ رضـيعاً. ولمّا رأي‌ عبداً جاء لطلبه‌ من‌ قبل‌ المنصور فرّ ومعه‌ أُمّ ولده‌ فسقط‌ الطفل‌ الرضيع‌ من‌ يدها في‌ الوادي‌ وتقطّع‌ إرباً إرباً. ونقل‌ أبو الفرج‌ هذا المطلب‌. أقول‌: ذكره‌ الطبري‌ّ في‌ تاريخه‌ أيضاً.

[14] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 540، 541 .

[15] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 540، 541 .

[16] ـ جاء في‌ «أقرب‌ الموارد» مادّة‌ زمر: (الزَّمَّارَة‌) القصبة‌ التي‌ يُزَمَّر فيها والساجور ومنه‌ «أتي‌ الحجّاج‌ بسعيد بن‌ المسيِّب‌ وفي‌ عنقه‌ زَمَّارَة‌» وهي‌ الساجور استعيرت‌ للجامعة‌ وـ عمودٌ بين‌ حلقتي‌ الغُلّ . وقال‌ في‌ مادّة‌ سَجَرَ: الساجور خشبة‌ تُعلَّق‌ في‌ عنق‌ الكلب‌، ج‌سواجير.

[17] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 543 .

[18] ـ ترجمة‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌

قال‌ السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ في‌ «رياض‌ السالكين‌» ص‌ 18، طبعة‌ سنة‌ 1334، وفي‌ طبعة‌ جماعة‌ المدرّسين‌: ج‌ 1، ص‌ 131 و 132: هو عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌بن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌. يكنّي‌ أبا محمّد ويُدعي‌ بالمحض‌، لانّ أباه‌ الحسن‌بن‌ الحسن‌، وأُمّه‌ فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌. وهو أوّل‌ مَن‌ جمع‌ ولادة‌ الحسنين‌ من‌ آل‌ الحسن‌، وأوّل‌ من‌ جمعها من‌ آل‌ الحسين‌ الباقر علیه‌ السلام‌. وكان‌ عبدالله‌ شيخاً من‌ شيوخ‌ الطالبيّين‌، وربّما قال‌ من‌ الشعر شيئاً فمنه‌ قوله‌:

 بِيضٌ حرائرُ مَا هَممنَ برِيبةٍ                   كظِباء مكّة‌ صَيْدِهنّ حرامُ

 يُحْسَبْنَ مِنْ لِينِ الكَلاَمِ فَواسِقاً                             وَيصدّهنّ عَنِ الخنا الإسلام

 روي‌ ثقة‌ الإسلام‌ في‌ «الروضة‌» بإسناده‌ عن‌ عليُ بن‌ جعفر قال‌: حدّثني‌ معتب‌ أو غيره‌ قال‌: بعث‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ إلی‌ أبي‌ عبدالله‌ علیه‌ السلام‌ يقول‌ لك‌ أبو محمّد: أنا أشجع‌ منك‌، وأنا أسخي‌ منك‌، وأنا أعلم‌ منك‌.

 فقال‌: أمّا الشجاعة‌ فو الله‌ ما كان‌ لك‌ موقف‌ يُعْرَفُ به‌ جبنك‌ من‌ شجاعتك‌. وأمّا السخاء فهو الذي‌ يأخذ الشي‌ء من‌ جهته‌ فيضعه‌ في‌ حقّه‌. وأمّا العلم‌ فقد أعتق‌ أبوك‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ ألف‌ مملوك‌، فَسَمِّ لنا خمسةً منهم‌ وأنت‌ عالم‌.

 فعاد إلیه‌ الرسول‌ فأعلمه‌، ثمّ أعاد إلیه‌ فقال‌: يقول‌: إنَّكَ رَجُلٌ صَحَفِي‌ٌّ *!

 فقال‌ له‌ أبو عبد الله‌ علیه‌ السلام‌: قل‌ له‌: إنَّهَا وَاللَهِ صحف‌ إبراهيم‌ وموسي‌ وعيسي‌ ورثتها عن‌ آبائي‌ علیهم‌ السلام‌ . ** وكان‌ أبو جعفر المنصور يسمّي‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ أبا قُحافة‌ تهكّماً به‌، لانّ ابنه‌ محمّداً ادّعي‌ الخلافة‌ وأبوه‌ عبدالله‌ حي‌ّ، ولم‌ يلِ الخلافة‌ مَن‌ أبوه‌ حي‌ّ قبله‌ سوي‌ أبي‌ بكر بن‌ أبي‌ قحافة‌.

 وكان‌ أبو العبّاس‌ السفّاح‌ يكرم‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌ إكراماً تامّاً. فيُحكي‌ أنّ عبدالله‌ قال‌ له‌ يوماً: لم‌ أر مائة‌ ألف‌ قطّ مجتمعة‌!

 فقال‌ له‌ أبو العبّاس‌: ستراها الآن‌، ثمّ أمر له‌ بمائة‌ ألف‌ درهم‌، ولم‌ يتعرّض‌ له‌ ولا لاحدٍ من‌ أهل‌ بيته‌ بمكروهٍ مدّة‌ خلافته‌ حتّي‌ مضي‌ بسبيله‌.

 وقام‌ من‌ بعده‌ أخوه‌ المنصور فقلب‌ للطالبيّين‌ ظهر المجنّ، وخاف‌ خروجهم‌ علیه‌، وقد بلغه‌ ذلك‌ عنهم‌ فحجّ سنة‌ 140، ورجع‌ علی‌ طريق‌ المدينة‌، فقبض‌ علی‌ عبدالله‌ ابن‌ الحسـن‌ وأخيه‌ إبراهيم‌ وسائر إخـوته‌ وأولادهم‌ وسيّرهم‌ معه‌ في‌ الحـديد إلی‌ الكـوفة‌ فحبسهم‌ هناك‌.

 ثمّ أمر المنصور بقتل‌ عبدالله‌ فقُتِل‌، وهو ابن‌ خمس‌ وسبعين‌ سنة‌. وذلك‌ في‌ سنة‌ خمس‌ وأربعين‌ ومائة‌.

 * ـ في‌ «أقرب‌ الموارد»: الصَّحَفِيُّ الذي‌ يروي‌ الخطا عن‌ الصُّحَف‌ بأشباه‌ الحروف‌، مولَّدة‌، وـمن‌ يأخذ العلم‌ من‌ الصحيفة‌ لا عن‌ أُستاذ، وهو منسوب‌ إلیها بحذف‌ إلیاء علی‌ القياس‌ كَحَنفي‌ّ إلی‌ حنيفة‌.

 * ـ«الكافي‌» ج‌ 8، ص‌ 363 و 364، الحديث‌ 553 .

[19] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 547 .

[20] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 548 .

[21] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 549 .

[22] ـ القوهي‌ّ: ثياب‌ بيض‌ تُنسب‌ إلی‌ قوهستان‌، كورة‌ بين‌ نيسابور وهراة‌.

[23] ـ القائل‌ هو عبدالرحمن‌ بن‌ أبي‌ الموإلی‌.

[24] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 551 .

[25] ـ أولاد معاوية‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ جعفر.

[26] ـ«تاريخ‌ الطبري‌ّ» ج‌ 7، ص‌ 560 .

[27] ـ«منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 1، ص‌ 199 إلی‌ 202 .

[28] ـ«منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 1، ص‌ 199 إلی‌ 202 .

[29] ـ أي‌: لتعلم‌ أنّ ابنك‌ محمّداً هذا هو الاحول‌ الاكشف‌ الاخضر الذي‌ أخبر به‌ المخبر الصادق‌ أ نّه‌ سيخرج‌ بغير حقّ ويقتل‌ صاغراً. والاكْشف‌: الذي‌ نبتت‌ له‌ شعيرات‌ في‌ قصاص‌ ناصيته‌ دائرة‌ ولا تكاد تسترسل‌ والعرب‌ تتشأم‌ به‌. والاخضر: ربّما يقال‌ الاسود أيضاً. والسُّدَّة‌: باب‌ الدار. وأشجع‌: أبو قبيلة‌ سمّيت‌ باسم‌ أبيهم‌.

[30] ـ السَّلْحَة‌: النجو، وهو الريح‌ أو الغائط‌ الذي‌ أُخرج‌ من‌ البطن‌.

[31] ـ حكي‌ في‌ الهامش‌ عن‌ «الوافي‌» فقال‌: كأ نّه‌ أراد به‌ أباه‌ علیهما السلام‌. أي‌: أ نّه‌ سمّي‌ الباقر، الذي‌ كان‌ ابن‌ عمّ عبدالله‌ المحض‌ وابن‌ خاله‌، عمّاً وخالاً مجازاً. ويمكن‌ أن‌ يكون‌ المراد هو السجّاد، لا نّه‌ كان‌ خال‌ عبدالله‌ حقيقةً وابن‌ عمّه‌.

[32] ـ المراد باللقاء: اللقاء في‌ ميدان‌ الحرب‌. قالت‌ زينب‌ علیها السلام‌ لاهل‌ الكوفة‌: خوّارون‌ في‌ اللِّقاء.

[33] ـ التصفيق‌: ضرب‌ إحدي‌ إلیدين‌ بالاُخري‌. والهِيق‌: الذَّكر من‌ النعامة‌.

[34] ـ في‌ اصطلاحنا العامّي‌ّ (ما تعريبه‌): تَجْفل‌ إذا سمعتَ طقطقةً من‌ خلفك‌.

[35] ـ«أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 358 إلی‌ 366، طبعة‌ مطبعة‌ حيدري‌.

[36] ـ في‌ أعمال‌ شهر محرّم‌ الحرام‌.

[37] ـ أي‌: لا وجود لاحد من‌ أولاد فاطمة‌ ابنة‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ الآن‌ غيرهم‌ فينطبق‌ علیهم‌ هذا الحديث‌. فالذين‌ يقتلون‌ بشطّ الفرات‌ هم‌ هؤلاء أنفسهم‌.

[38] ـ«تنقيح‌ المقال‌» ج‌ 3، ص‌ 140 .

[39] ـ الآية‌ 60، من‌ السورة‌ 30: الروم‌: وفي‌ الآية‌: وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ....

[40] ـ الآية‌ 19، من‌ السورة‌ 45: الجاثية‌.

[41] ـ ارْفَضَّ الدَّمْعُ ارفضاضاً: سال‌ وترشّش‌. يقال‌: ارْفَضَّ عرقاً. والجرح‌: سال‌ قيحه‌ . «أقرب‌ الموارد».

[42] ـ«أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 356 و 357 .

 ويسـتبين‌ من‌ هذه‌ الرواية‌ جيّداً أنّ زيداً كان‌ ذا روح‌ ثـوريّة‌ منذ بادي‌ أمـره‌، حتّي‌ أ نّه‌ كان‌ كذلك‌ في‌ عصر إمامة‌ أخيه‌. ولمّا وقعت‌ وفاة‌ الإمام‌ الباقر علیه‌ السلام‌ في‌ عصر هشام‌بن‌ عبدالملك‌، في‌ 7 ذي‌ الحجّة‌ الحرام‌ سنة‌ 114 ه، علی‌ ما روي‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ «منتهي‌ الآمال‌»، وكان‌ استشهاد زيد في‌ يوم‌ الجمعة‌ الثالث‌ من‌ صفر المظفّر سنة‌ 121، علی‌ ما نقل‌ الصدوق‌ في‌ «عيون‌ أخبار الرضا»، فالفترة‌ الواقعة‌ بين‌ استشهادهما ستّ سنين‌ وشهران‌. وأراد زيد الخروج‌ قبل‌ هذا التأريخ‌، إذ نصّ علی‌ ذلك‌ لفظ‌ يحيي‌ بن‌ متوكّل‌ بن‌ هارون‌ الوارد في‌ مقدّمة‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» قال‌: قد كان‌ عمّي‌ محمّد بن‌ عليُّ أشار علی‌ أبي‌ بترك‌ الخروج‌ وعرّفه‌ إن‌ هو خرج‌ وفارق‌ المدينة‌ ما يكون‌ إلیه‌ مصير أمره‌.

[43] ـ«أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 366 و 367 .

[44] ـ الآية‌ 78، من‌ السورة‌ 22: الحجّ.

      
  
الفهرس
  درس‌ الحادي‌ عشر بعد المائتين‌ إلی‌ الخامس‌ والعشرين‌ بعد المائتين‌
  الروايات‌ والآثار الواردة‌ في‌ فضيلة‌ الكتابة‌
  أسماء الشيعة‌ من‌ التابعين‌ الذين‌ دوّنوا كتاباً
  قرابة‌الإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ من‌ القاسم‌ بن‌ محمّد بن‌ أبي‌ بكر
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الكاملة‌» ودعاءالإمام السجّاد حول‌ الخلافة‌
  نبذة‌ من‌ سيرة‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌(التعلیقة
  أهمّيّة‌ الصحيفة‌ السجّاديّة‌
  كلام‌ الجوهري‌ّ الطنطاوي‌ّ حول‌ «الصحيفة‌»
  كلام‌ السيّد علی‌ خان‌ المدني‌ّ الكبير حول‌ «الصحيفة‌»
  ‌ نقل‌ ابن‌ النديم‌، وعبد الرحمن‌ المرشدي‌ّ بعض‌ أدعية‌ «الصحيفة‌»
  رؤيا المجلسي‌ّ الاوّل‌ رحمه‌ الله‌ في‌ «الصحيفة‌»
  تواتر «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌»
  ملحقات‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الثانية‌» تدوين‌ صاحب‌ «الوسائل‌» الشيخ‌ محمّد بن‌ حسن‌ الحرّ العاملي‌ّ
  «الصحيفة‌ الثالثة‌ السجّاديّة‌» تدوين‌ الميرزا عبد الله‌ الافندي‌
  «الصحيفة‌ الرابعة‌ السجّاديّة‌»، تدوين‌ الحاجّ الميرزا حسين‌ بن‌ محمّد تقي‌
  «الصحيفة‌ الخامسة‌»، تدوين‌ السيّد محسن‌ الامين‌ الحسيني‌ّ العاملي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 1371ه
  كلام‌ الامين‌ في‌ نحل‌ المناجاة‌ المنظومة‌ المنسوبة‌ إلی‌الإمام السجّاد
  «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌» تدوين‌ موضوعي‌ّ
  الردّ علی‌ كيفيّة‌ جمع‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الجامعة‌»
  كثرة‌ طرق‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌»
  نقد علی‌ التبويب‌ الموضوعي‌ّ للصحيفة‌ السجّاديّة‌
  قصّة‌ الشَّرَق‌، لا الخمر ولا العَرَق‌
  شرعيّة‌ حقّ التإلیف‌ وحقّ الترجمة‌
  أقدم‌ نسخة‌ من‌ «الصحيفة‌ السجّاديّة‌» ومواصفاتها
  نقص‌ «الصحيفة‌» المُكتشفة‌
  طبع‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌ مع‌ مقدّمة‌ آية‌ الله‌ الفهري‌ّ بالشام‌
  نقد المزايا المذكورة‌ لـ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  إشكالات‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ موضوع‌ الصلوات‌
  روايات‌ العامّة‌ حول‌ لزوم‌ ذكر «الآل‌» في‌ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ
  اتّحاد نفوس‌ الائمّة‌ مع‌ رسول‌ الله‌ مقتضي‌ ذِكر الآل‌
  ممارسة‌ أهل‌ السنّة‌ للتعصّب‌ وتحريفهم‌ الروايات‌
  ارتكاب‌ بعض‌ السنّة‌ المذابح‌ الجماعيّة‌ ضدّ الشيعة‌ وحرق‌ مكتباتهم‌
  حرق‌ مرقد الإمامین موسي‌ الكاظم‌ ومحمّد الجواد من‌ قبل‌ الحنابلة‌
  سبب‌ هجرة‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ من‌ بغداد إلی‌ النجف‌ الاشرف‌
  مقتل‌ السيّد تاج‌ الدين‌ الزيدي‌ّ بسبب‌ تشيّعة‌
  حول‌ الصلاة‌ البتراء
  سند الصحيفة‌ المكتشفة‌ مقدوح‌ فيه‌
  رواية‌ الصحيفة‌ من‌ قبل‌ عميد الرؤساء وابن‌ السكون‌
  رواة‌ «الصحيفة‌» غير ابن‌ السكون‌ وعميد الرؤساء
  كلام‌ الشيخ‌ آغا بزرك‌ الطهراني‌ّ حول‌ القائل‌: «حدّثنا»
  طرق‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ رواية‌ «الصحيفة‌»
  البحث‌ في‌ سند «الصحيفة‌» هو للتيمّن‌ فحسب‌
  انتساب‌ «الصحيفة‌» إلی‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ قطعي‌ٌّ
  اشتهار «الصحيفة‌» بين‌ العلماء السابقين‌
  ترجمة‌ رجال‌ سند «الصحيفة‌» (التعلیقة)
  تفصيل‌ اللقاء بين‌ المتوكّل‌ بن‌ هارون‌ ويحيي‌ بن‌ زيد
  إعطاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ الصحيفة‌ لمحمّد وإبراهيم‌
  رؤيا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بني‌ أُميّة‌ علی‌ منبره‌
  الجواب‌ عن‌ المزايا الوهميّة‌ في‌ «الصحيفة‌» المكتشفة‌
  توجيه‌ الروايات‌ الدالّة‌ علی‌ عقم‌ النهضة‌ قبل‌ قيام‌ القائم‌ علیه‌ السلام‌
  سبب‌ تسمية‌ «الصحيفة‌» بـ «الكاملة‌»
  مصنّفات‌ زيد بن‌ علي ّبن‌ الحسين‌ علیهما السلام‌
  شرح‌ حول‌ كتاب‌ «المجموع‌» لزيد بن‌ عليّ
  مكانة‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌ وعلمه‌ وفضله‌ وزهده‌
  الاشعار الرفيعة‌ لشعراء أهل‌ البيت‌ في‌ مدح‌ زيد ورثائه‌
  شعر لشعراء البلاط‌ المرواني‌ّ في‌ ذمّ زيد
  قتل‌ الطالبيّين‌ علی‌ يد العبّاسيّين‌
  توبيخ‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ زيد بن‌ موسي‌ علی‌ خروجه‌
  إخبارالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ حكومة‌ السفّاح‌ والمنصور
  >>جرائم‌ المنصور الشنيعة‌ ضدّ بني‌ الحسن‌
  ترجمة‌ عبد الله‌ بن‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  بعث‌ المنصور رأس‌ الديباج‌ إلی‌ خراسان‌ مكان‌ رأس‌ النفس‌ الزكيّة‌
  جدول‌ ذكر البعض‌ من‌ الشجرة‌ ممّن‌ هو موضع‌ الحاجة‌ في‌ التأريخ‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ تعييب‌ محمّد وإبراهيم‌
  دفاع‌ ابن‌ طاووس‌ عن‌ أعمال‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌
  رواية‌ «الكافي‌» في‌ رفض‌الإمام الباقر علیه‌ السلام‌ أخاه‌ زيداً
  إدانة‌الإمام الرضا علیه‌ السلام‌ خروج‌ أخيه‌ زيد بن‌ موسي‌
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ وبكاءالإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ علیه‌
  ترجمة‌ زيد بن‌ عليّ(التعلیقة)
  نهضة‌ زيد بن‌ عليّ لمقارعة‌ الظلم‌، لا لدعوة‌ الناس‌ إلی‌ إمامته‌
  رسالة‌الإمام الصادق‌ إلی‌ عبد الله‌ المحض‌ عند تحرّكه‌ إلی‌ بغداد
  استشهاد ابن‌ طاووس‌ برواية‌ الصادق‌ علی‌ حسن‌ حال‌ بني‌ الحسن‌
  نتيجة‌ البحث‌ حول‌ الثائرين‌ بالسيف‌ من‌ بني‌ فاطمة‌ علیها السلام‌
  كلام‌ السيّد نعمة‌ الله‌ الجزائري‌ّ حول‌ الثائرين‌ من‌ بني‌ الحسن‌ (التعلیقة)
  ترجمة‌ محمّد وإبراهيم‌ ابنَي‌ عبد الله‌ المحض‌ (التعلیقة)
  خروج‌ زيد النار في‌ المدينة‌
  كيفيّة‌ خروج‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  كان‌ زيد بن‌ عليّ في‌ درجة‌ متأخّرة‌ عن‌ المعصوم‌
  كلام‌ الميرزا عبد الله‌ الإصفهاني‌ّ في‌ التفاوت‌ بين‌ الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  اختلاف‌ النفوس‌ والاعمال‌ عند الائمّة‌ الطاهرين‌ حتمي‌ّ
  فعل‌ ولي‌ّ الله‌ عين‌ الحقّ
  الخلقة‌ المجرّدة‌ والنورانيّة‌ للائمّة‌ مقارنة‌ للاختيار
  انتقاد رأي‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ عدم‌ ذكر بعض‌ الحقائق‌ التأريخيّة‌
  زواج‌ عمر بأُمّ كلثوم‌ ابنة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌
  خِطبة‌ معاوية‌ ابنة‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر وزينب‌ علیها السلام‌
  المشاعر والعواطف‌ البشريّة‌ عند الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌
  مشاعر سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ وعواطفه‌ يوم‌ عاشوراء
  استشهاد الطفل‌ الرضيع‌ يوم‌ الطفّ
  فضائل‌ عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ واستشهاده‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ من‌ منظار معاوية‌
  حوار عليّ الاكبر مع‌الإمام الحسين‌ علیهما السلام‌ حول‌ الشهادة‌
  نماذج‌ نادرة‌ من‌ الامويّين‌ كانوا من‌ الموإلین‌ للإمام‌ عليّ علیه‌ السلام‌
  جعل‌الإمام عليّ علیه‌ السلام‌ محمّدَ ابن‌ الحنفيّة‌ درعاً للحسنين‌
  عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ تلميذ مدرسة‌ الحسنين‌ علیهما السلام‌
  قصّة‌ إنشاد الفرزدق‌ قصيدته‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  قصيدة‌ الفرزدق‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌
  تقديرالإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ للفرزدق‌
  بعض‌ الذين‌ نقلوا هذه‌ القصيدة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی