معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام(المجلد السادس‌عشر والسابع‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد السادس عشر و السابع عشر / القسم الخامس: تقدم الشیعة فی العلوم المختلفة

تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الكلام‌

 أوّل‌ من‌ صنّف‌ ودوّن‌ في‌ علم‌ الكلام‌ عيسي‌ بن‌ رَوْضَة‌ التابعيّ الإماميّ المصنّف‌ في‌ الإمامة‌. بقي‌ إلی‌ أيّام‌ أبي‌ جعفر المنصور، واختصّ به‌، لا نّه‌ مولي‌ بن‌ هاشم‌. [1] وهو الذي‌ فتق‌ بابه‌ وكشف‌ نقابه‌. وذكر كتابه‌ أحمد بن‌ أبي‌ طاهر في‌ كتاب‌ « تاريخ‌ بغداد » ووصفه‌ وذكر أ نّه‌ رأي‌ الكتاب‌ كما في‌ فهرست‌ كتاب‌ النجاشيّ.

 ثمّ صنّف‌ أبو هاشم‌ بن‌ محمّد بن‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ كتباً في‌ الكلام‌. وهو مؤسّس‌ علم‌ الكلام‌ من‌ أعيان‌ الشيعة‌. ولمّا حضرته‌ الوفاة‌، دفع‌ كتبه‌ إلی‌ محمّد بن‌ عليّ بن‌ عبدالله‌ بن‌ عبّاس‌ الهاشميّ التابعيّ، وصرف‌ الشيعة‌ إلیه‌، كما في‌ معارف‌ ابن‌ قتيبة‌. وهما مقدّمان‌ علی أبي‌ حُذَيْفَة‌: واصِل‌ بن‌ عَطَاء المعتزليّ، الذي‌ ذكر السيوطيّ أنّ أوّل‌ من‌ صنّف‌ في‌ الكلام‌.

  وأوّل‌ من‌ ناظر في‌ التشيُّع‌ من‌ الإماميّة‌ أبو ذرّ الغفاريّ

 قال‌ أبو عثمان‌ الجاحظ‌: أوّل‌ من‌ ناظر في‌ التشيّع‌ الكُمَيْت‌ بن‌ زَيْد الشاعر، أقام‌ فيه‌ الحجج‌. ولولاه‌ لما عرفوا وجوه‌ الاحتجاج‌ عليه‌.

 قلت‌: بل‌ تقدّمه‌ في‌ ذلك‌ أبو ذرّ الغفاريّ الصحابيّ رضي‌ الله‌ عنه‌. أقام‌ يبثّ مدّة‌ في‌ دمشق‌ دعوته‌ وينشر مذهبه‌ في‌ العلويّة‌ وآراءه‌ الشيعيّة‌. فاستجاب‌ له‌ قوم‌ في‌ نفس‌ الشام‌. ثمّ خرج‌ إلی‌ صرفند وميس‌ ـ وهما من‌ أعمال‌ الشام‌ من‌ قري‌ جبل‌ عامل‌ ـ فدعاهم‌ إلی‌ التشيّع‌ فأجابوا. بل‌ في‌ كتاب‌ « أمل‌ الامل‌ »: لمّا أُخرج‌ أبو ذرّ إلی‌ الشام‌ بقي‌ أيّاماً فتشيّع‌ جماعة‌ كثيرة‌. ثمّ أخرجه‌ معاوية‌ إلی‌ القري‌، فوقع‌ في‌ جبل‌ عامل‌، فتشيّعوا من‌ ذلك‌ إلیوم‌.

 وأوّل‌ طبقة‌ من‌ مشاهير أئمّة‌ علم‌ الكلام‌ من‌ الشيعة‌ تضمّ كُمَيْل‌ بن‌ زياد نزيل‌ الكوفة‌. تخرّج‌ علی عليٍّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ العلوم‌، وأخبره‌ أنّ الحجّاج‌ يقتله‌، فقتله‌ الحجّاج‌ بالكوفة‌ سنة‌ ثلاث‌ وثمانين‌ تقريباً.

 و سُلَيْم‌ بن‌ قَيْس‌ الهِلإلی التابعيّ. طلبه‌ الحجّج‌ أشد الطلب‌ ولم‌ يظفر به‌. ومات‌ في‌ أيّام‌ الحجّاج‌. كان‌ من‌ خواصّ عليّ عليه‌ السلام‌.

 والحارث‌ الاعْوَر الهَمْدَانيّ صاحب‌ « المناظرات‌ في‌ الاُصول‌ » أخذ من‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وتخرّج‌ عليه‌. ومات‌ سنة‌ 65 ه.

 وجابر بن‌ يزيد بن‌ الحارث‌ الجُعفيّ: أبو عبدالله‌ الكوفيّ، مُتبحِّر في‌ الاُصول‌ وسائر علوم‌ الدين‌. تخرّج‌ علی الباقر عليه‌ السلام‌.

 وبعد هؤلاء طبقة‌ أُخري‌ مثل‌ قَيْس‌ بن‌ الماصِر، من‌ أعلام‌ علماء علم‌ الكلام‌ في‌ عصره‌. تعلّم‌ الكلام‌ من‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ عليّ بن‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌.

 وشهد له‌ الإمام‌ أبو عبدالله‌ الصادق‌ بالحذاقة‌ فيه‌، قال‌: أَنْتَ وَالاَحْوَالُ قَفَّازَانِ حَاذِقَانِ! والاحوال‌ هو أبو جعفر محمّد بن‌ علی بن‌ النعمان‌ بن‌ أبي‌ طريفة‌ البَجَليّ [2] الاحول‌. كان‌ دكّانه‌ في‌ طاق‌ المحامل‌ بالكوفة‌. يُرجع‌ إلیه‌ بالنقد فيردّ ردّاً ويخرج‌ كما يقول‌، فقيل‌ له‌: شَيْطَانُ الطَّاقِ.

 تعلّم‌ من‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌، وصنّف‌ كتاب‌ « افعل‌ ولاتفعل‌ »، وكتاب‌ « الاحتجاج‌ في‌ إمامة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ »، وكتاب‌ « الكلام‌ علی الخوارج‌ »، وكتاب‌ « مجالسة‌ مع‌ الإمام‌ أبي‌ حنيفة‌ والمرجئة‌ »، وكتاب‌ « المعرفة‌ »، وكتاب‌ « الردّ علی المعتزلة‌».

 وحُمْران‌ بن‌ أعْين‌ أخو زرارة‌ بن‌ أعين‌. تعلّم‌ الكلام‌ من‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌. وهشام‌ بن‌ سالم‌ من‌ شيوخ‌ الشيعة‌ في‌ الكلام‌.

 ويونس‌ بن‌ يعقوب‌ ماهر في‌ الكلام‌. قال‌ له‌ الإمام‌ أبو عبدالله‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌: تَجْرِي‌ بِالكَلاَمِ علی الاَثَرِ فَتُصِيبُ!

 وَفَضَّال‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ فَضَّال‌ الكوفيّ المتكلّم‌ المشهور. ما ناظر أحداً من‌ الخصوم‌ إلاّ قطعه‌، وحكي‌ السيّد المرتضي‌ في‌«الفصول‌المختارة‌»[3] بعض‌ مناظراته‌ مع‌ الخصوم‌. وكلّ هؤلاء كانوا في‌ عصر واحد، وماتوا في‌ أثناء المائة‌ الثانية‌.

 وبعد هؤلاء في‌ الطبقة‌ هِشام‌ بن‌ الحَكَم‌. [4] قال‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ فيه‌: هَذَا نَاصِرُنَا بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ!

 ناظر كلّ أهل‌ الفرق‌ وأفحمهم‌. وله‌ مجالس‌ مع‌ الخصوم‌. صنّف‌ في‌ الكلام‌، وحسده‌ الناس‌ لشدّة‌ صولته‌ وعلوّ درجته‌، فرموه‌ بالمقالات‌ الفاسدة‌، وهو بري‌ء منها ومن‌ كلّ فاسد. مات‌ سنة‌ 179 ه.

 ثمّ السَّكَّاك‌ محمّد بن‌ خليل‌ أبو جعفر البغداديّ، صاحب‌ هشام‌بن‌ الحكم‌ وتلميذه‌. أخذ عنه‌ الكلام‌، وله‌ كتب‌ في‌ الكلام‌.

 و أبو مالِك‌ الضَّحَّاك‌ الحَضْرَميّ إمام‌ في‌ الكلام‌، أحد أعلام‌ الشيعة‌. أدرك‌ الصادق‌ والكاظم‌ عليهما السلام‌.

 ومنهم‌ آل‌ نوبخت‌. قال‌ ابن‌ النديم‌ في‌ « الفهرست‌ »: آل‌ نوبخت‌ معروفون‌ بولاية‌ عليٍّ وولده‌. وقال‌ في‌ « رياض‌ العلماء »: بنو نوبخت‌ طائفة‌ معروفة‌ من‌ تمتكلّمي‌ علماء الشيعة‌.

 قلتُ: أمّا نوبخت‌، فهو فارسيّ فاضل‌ في‌ علوم‌ الاوائل‌. صحب‌ المنصور لحذاقته‌ باقتران‌ الكواكب‌. ولمّا ضعف‌ عن‌ الصحبة‌ قام‌ مقام‌ ابنه‌ أبو سهل‌، اسمه‌ كنيته‌. ونشأ لابي‌ سهل‌ المذكور الفضل‌ بن‌ أبي‌ سهل‌بن‌ نوبخت‌، فتقدّم‌ في‌ الفضل‌ والعلم‌. قال‌ بعض‌ الفضلاء من‌ أصحابنا عند ذكره‌: هُوَ الفيلسوف‌ المتكلّم‌، والحَكريم‌ المتألِّه‌، وَحِيدٌ في‌ علوم‌ الاوَائل‌، كَانَ مِنْ أرْكَان‌ الدَّهْر.

 نقل‌ كثيراً من‌ كتب‌ البهلويّين‌ الاوائل‌ في‌ الحكمة‌ الإشراقيّة‌ من‌ الفارسيّة‌ إلی‌ العربيّة‌، وصنّف‌ في‌ أنواع‌ الحكمة‌. وله‌ كتاب‌ في‌ الإمامة‌، كبير. وصنّف‌ في‌ فروع‌ علم‌ النجوم‌ لرغبة‌ أهل‌ عصره‌ بذلك‌. وهو من‌ علماء عصر الرشيد هارون‌ بن‌ المهديّ العبّاسيّ. وكان‌ علی خزانة‌ الحكمة‌ للرشيد. وله‌ أولاد علماء أجلاّء.

 وقال‌ القفطيّ [5] في‌ كتاب‌ « أخبار الحكماء »: الفضل‌ بن‌ نوبخت‌ أبو سهل‌ الفارسيّ!، مذكور مشهور من‌ أئمّة‌ المتكلّمين‌. وذكر في‌ كتب‌ المتكلّمين‌. واستوفي‌ نسبه‌ من‌ ذكره‌ كمحمّد بن‌ إسحاق‌ النديم‌، وأبي‌ عبدالله‌ ( أبي‌ عبيدالله‌ ـ ظ‌ ) المرزبانيّ. كان‌ في‌ زمن‌ هارون‌ الرشيد، وولاّه‌ القيام‌ بخزانة‌ كتب‌ الحكمة‌.

 قلتُ: ومن‌ أولاده‌ البارعين‌ في‌ العلوم‌ إسحاق‌ بن‌ أبي‌ سهل‌ بن‌ نوبخت‌، تخرّج‌ علی أبيه‌ في‌ العلوم‌ العقليّة‌ وسائر علوم‌ الاوائل‌. وقام‌ مقام‌ أبيه‌ في‌ خزانة‌ كتب‌ الحكمة‌ لهارون‌. وله‌ أولاد علماء متبحّرون‌ في‌ الكلام‌ كأبي‌ إسحاق‌ إسماعيل‌ بن‌ إسحاق‌ بن‌ أبي‌ سهل‌ بن‌ نوبخت‌، صاحب‌ كتاب‌ « إلیاقوت‌ في‌ الكلام‌ » الذي‌ شرحه‌ العلاّمة‌ ابن‌ المطهَّر الحلّيّ. قال‌ في‌ أوّله‌: لشخينا الاقدم‌ وإمامنا الاعظم‌ أبي‌ إسحاق‌ بن‌ نوبخت‌.

 وهنا ذكر باحثنا القدير المرحوم‌ الصدر عدداً كبيراً من‌ العلماء، وواصل‌ حديثه‌ إلی‌ أن‌ قال‌: ومنهم‌: شَيْخُ الشِّيعَةِ وَمُحويِي‌ الشَّرِيعَةِ شَيْخُنَا المُفِيدُ أَبو عبدالله‌ محمّد بن‌ محمّد بن‌ النُّعْمان‌ المعروف‌ بابن‌ المعلِّم‌. قال‌ ابن‌ النديم‌: انتهت‌ رئاسة‌ متكلّمي‌ الشيعة‌ إلیه‌. مقدّم‌ في‌ صناعة‌ الكلام‌ علی مذهب‌ أصحابه‌، دقيق‌ الفطنة‌، ماضي‌ الخاطر. شاهدته‌، فرأيته‌ بارعاً، وله‌ كتب‌ ـ انتهي‌.

 قلتُ: وهو إمام‌ عصره‌ في‌ كلّ فنون‌ الإسلام‌. كان‌ مولده‌ سنة‌ 338 ه، توفّي‌ سنة‌ 409 ه.

  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ مكارم‌ الاخلاق‌

 إنّ أوّل‌ من‌ صنّف‌ فيه‌ هو أميرالمؤمنين‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌. كتب‌ كتاباً فيه‌ عند منصرفه‌ من‌ صفّين‌، وأرسله‌ إلی‌ ولده‌ الحسن‌ أو محمّد ابن‌ الحنفيّة‌. وهو كتاب‌ طويل‌ جمع‌ فيه‌ جميع‌ أبواب‌ هذا العلم‌، وطرق‌ سلوكه‌، ومكارم‌ الملكات‌، وكلّ المنجيات‌ والمهلكات‌، وطرق‌ التخلّص‌ من‌ تلك‌ الهلكات‌.

 رواه‌ علماء الفريقين‌ وأثنوا عليه‌ بما هو له‌ أهل‌. رواه‌ الكلينيّ منّا في‌ كتاب‌ « الرسائل‌ » من‌ عدّة‌ طرق‌. ورواه‌ الإمام‌ أبو محمّد الحسن‌ بن‌ عبدالله‌ ابن‌ سعيد العسكريّ، وأخرجه‌ بتمامه‌ في‌ كتاب‌ « الزواجر والمواعظ‌ ». قال‌: ولو كان‌ من‌ الحكمة‌ ما يجب‌ أن‌ يكتب‌ بالذهب‌ لكانت‌ هذه‌. قال‌: وحدّثني‌ بها جماعة‌. ثمّ ذكر طرقه‌ في‌ رواية‌ الكتاب‌. [6]

 وأوّل‌ من‌ صنّف‌ فيه‌ من‌ الشيعة‌ إسماعيل‌ بن‌ مهران‌ بن‌ أبي‌ نصر أبو يعقوب‌ السَّكُونيّ، وسمّاه‌ كتاب‌ « صفة‌ المؤمن‌ والفاجر ». وله‌ جمع‌ خطب‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وأمثاله‌.

 ذكرهما أبو عمر الكشّيّ!، وأبو العبّاس‌ النجاشيّ في‌ فهرست‌ أسماء المصنّفين‌ من‌ الشيعة‌، وذكروا أ نّه‌ روي‌ عن‌ عدّة‌ من‌ أصحاب‌ أبي‌ عبدالله‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، وعمّر حتّي‌ لقي‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌، وروي‌ عنه‌. وهو من‌ علماء المائة‌ الثانية‌.

 وقد صنّف‌ فيه‌ من‌ القدماء الشيعة‌ كأبي‌ محمّد الحسن‌ بن‌ علیبن‌ الحسن‌بن‌ شُعْبَة‌ الحَرَّانيّ رضي‌ الله‌ عنه‌ من‌ علماء المائة‌ الثالثة‌، صنّف‌ كتاب‌ « تحف‌ العقول‌ فيما جاء في‌ الحكم‌ والمواعظ‌ ومكارم‌ الاخلاق‌ عن‌ آل‌ الرسول‌ ». وهو كتاب‌ جليل‌ لم‌ يُصَنَّف‌ مِثلُه‌. وقد اعتمده‌ شيوخ‌ علماء الشيعة‌، كالشيخ‌ المفيد ابن‌ المعلِّم‌، ينقل‌ عنه‌ وغيره‌ حتّي‌ قال‌ بعض‌ علمائنا: هو كتاب‌ لم‌ يسمح‌ الدهر بمثله‌. [7]

  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ فنّ الجغرافيّة‌ في‌ صدر الإسلام‌

 إنّ هشام‌ بن‌ محمّد الكلبيّ من‌ أصحاب‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌ صنّف‌ فيه‌ كتاب‌ « الاقإلیم‌ »، وكتاب‌ « البلدان‌ »الكبير،وكتاب‌«البلدان‌» الصغير، وكتاب‌ « تسمية‌ الارضين‌ »، وكتاب« الانهار وكتاب‌«الحيرة‌»، [8]وكتاب « منازل‌ إلیمن‌ »، وكتاب‌ « العجائب‌ الاربعة‌ »، وكتاب‌« أسواق‌ العرب‌ »، وكتاب‌ « الحيرة‌ »، و « تسمية‌ البيع‌ والديارات‌ »، كما نصّ علی كلّ ذلك‌ أبو الفرج‌، وابن‌ النديم‌ في‌ « الفهرست‌ » عند ذكره‌ أنواع‌ ما صنّفه‌ الكلبيّ.

 والعجب‌ من‌ الحمويّ في‌ « معجم‌ البلدان‌ » حيث‌ لم‌ يزد علی قوله‌: « وهشام‌ بن‌ محمّد الكلبيّ وقفت‌ له‌ علی كتاب‌ سمّاه‌ « اشتقاق‌ البلدان‌ »، مع‌ أ نّه‌ بزعمه‌ استقصي‌ طبقة‌ الإسلاميّين‌ المصنّفين‌ في‌ ذلك‌، من‌ الذين‌ قصدوا ذكر البلاد والممالك‌، وعيّنوا مسافة‌ الطرق‌ والمسالك‌. وكلّهم‌ متأخّرون‌ عن‌ هشام‌ بن‌ محمّد الكلبيّ، والذين‌ قصدوا ذكر الاماكن‌ العربيّة‌ والمنازل‌ البدويّة‌ من‌ طبقة‌ أهل‌ الادب‌، كلّهم‌ أيضاً متأخّرون‌ عن‌ هشام‌ بن‌ محمّد الكلبيّ، كما لا يخفي‌ علی مثله‌.

  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الاخبار والتواريخ‌ والآثار، ومزيّتهم‌ علی الآخرين‌

 قال‌ ابن‌ النديم‌: « قرأتُ بخطّ أحمد بن‌ الحارث‌ الخزاعيّ: « قالت‌ العلماء: أبو مِحْنَف‌ بأمر العراق‌ وأخبارها وفتوحها يزيد علی غيره‌. و المداينيّ بأمر خراسان‌ والهند وفارس‌. والواقديّ بالحجاز والسيرة‌، وقد اشتركا في‌ فتوح‌ الشام‌ » ـ انتهي‌.

 قلتُ: والشيعة‌ من‌ هولاء أبو مِحْنَف‌، والواقديّ. وقد تقدّم‌ نصّ ابن‌ خلّكان‌ أنّ هشام‌ بن‌ محمّد الكلبيّ أعلم‌ الناس‌ بالانساب‌، وقد تقدّمت‌ ترجمته‌. فنذكر ترجمة‌ أبي‌ مخنف‌، والواقديّ، وأمثالهما ممّن‌ فاق‌ أقرانه‌، فتول‌:

 أبو مخنف‌ الازديّ الغامديّ شيخ‌ أصحاب‌ الاخبار بالكوفة‌ من‌ الشيعة‌ ووجههم‌. اسمه‌ لوط‌ بن‌ يحيي‌ بن‌ سعيد بن‌ مخنف‌ بن‌ سالم‌، أو سليمان‌، أو سليم‌. وكان‌ أبوه‌ يحيي‌ من‌ أصحاب‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، وجدّه‌ مخنف‌ صحابيّ، روي‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، وصحب‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بعده‌، وكانت‌ راية‌ الازد بصفّين‌ معه‌. واستُشهد بعين‌ الوردة‌ سنة‌ 64 ه كما في‌ « التقريب‌ ».

 وأبو مخنف‌ صاحب‌ الترجمة‌ روي‌ عن‌ أبي‌ عبدالله‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌. وقيل‌: روي‌ عن‌ الباقر عليه‌ السلام‌. والشيوخ‌ لاتصحّح‌ ذلك‌. وقد وهم‌ من‌ قال‌ فيه‌: إنّه‌ من‌ أصحاب‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، فإنّه‌ لم‌يلقه‌. وصنّف‌ من‌ الكتب‌ كتاب‌ « الرَّدّة‌ »، كتاب‌ « فتوح‌ الشام‌ »، كتاب‌ « فتوح‌ العراق‌ »، كتاب‌ « الجمل‌ »، كتاب‌ « صفّين‌ »، كتاب‌ « أهل‌ النهروان‌ والخوارج‌ »، كتاب‌ « الغارات‌ »، كتاب‌ « الحرث‌ بن‌ راشد وبني‌ ناجية‌ »، كتاب‌ « مقتل‌ عليٍّ عليه‌ السلام‌ ». وأحصي‌ المرحوم‌ السيّد حسن‌ الصدر له‌ ثلاثة‌ وثلاثين‌ كتاباً آخراً، ذكرها بأسمائها.

 ومنهم‌: الواقديّ. وهو أبو عبدالله‌ محمّد بن‌ عمر مولي‌ الاسلَمين‌ من‌ سَهْم‌ بن‌ أسْلَم‌. كان‌ من‌ أهل‌ المدينة‌. انتقل‌ إلی‌ بغداد وولي‌ القضاء بها للمأمون‌ بعسكر المهديّ. عالماً بالمغازي‌ والسير والفتوح‌، واختلاف‌ الناس‌ في‌ الحديث‌ والفقه‌ والاحكام‌ والاخبار.

 قال‌ ابن‌ النديم‌: وكان‌ يتشيّع‌، حسن‌ المذهب‌، يلزم‌ التقيّة‌. قال‌: وهو الذي‌ روي‌ أنّ عليّاً عليه‌ السلام‌ كان‌ من‌ معجزات‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ كالعصا لموسي‌ عليه‌ السلام‌، وإحياء الموتي‌ لعيسي‌ ابن‌ مريم‌، وغير ذلك‌ من‌ الاخبار ـ انتهي‌. كان‌ تولّده‌ سنة‌ 103، ووفاته‌ سنة‌ 207 ه وله‌ ثمان‌ وسبعون‌ سنة‌. [9] وله‌ من‌ الكتب‌ كتاب‌ « التاريخ‌ والمغازي‌ والمبعث‌ »، كتاب‌ « أخبار مكّة‌ »، كتاب‌ « الطبقات‌ »، كتاب‌ « فتوح‌ الشام‌ »، كتاب‌ « فتوح‌ القرآن‌ ». وثلاثة‌ وعشرون‌ كتاباً آخراً ذكرها المرحوم‌ الصدر كلّها.

 قال‌ ابن‌ النديم‌: خلّف‌ الواقديّ بعد وفاته‌ ستمائة‌ قِمْطَر كتباً ( القمطر صندوق‌ للكتب‌ )، كلّ قمطر منها حِمْل‌ رجلين‌. قال‌: وكان‌ له‌ مملوكان‌ يكتبان‌ الليل‌ والنهار. وقبل‌ ذلك‌ بيع‌ له‌ كتب‌ بألفي‌ دينار. [10]

  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ اللغة‌

 أوّل‌ من‌ جمع‌ كلام‌ العرب‌ وحصره‌ وظمّ جميعه‌، وبيّن‌ قيام‌ الابنية‌ من‌ حروف‌ المعجم‌ وتعاقب‌ الحروف‌، وأسّس‌ ذلك‌ بنظر صائب‌ لم‌يتقدّمه‌ أحد فيه‌ هو الحبر العلاّمة‌ شيخ‌ العالم‌ حجّة‌ الادب‌، ترجمة‌ لسان‌ العرب‌ المولي‌ أبو الصَّفاء الخليل‌ بن‌ أحمد الازْديّ إلیحْمُدِيّ الفراهيدي‌ّ رضي‌ الله‌ عنه‌. [11]

 وهذا ممّا لاخلاف‌ فيه‌ بين‌ أهل‌ العلم‌ بالادب‌. إلی‌ أن‌ قال‌: قال‌ شيخ‌ الشيعة‌ جمال‌ الدين‌ بن‌ المطهّر في‌ « الخلاصة‌ »: الخليل‌ بن‌ أحمد كان‌ أفضل‌ الناس‌ في‌ الادب‌، وقوله‌ حجّة‌ فيه‌. اخترع‌ العروض‌. وفضله‌ أشهر من‌ أن‌ يذكر. كان‌ إماميّ المذهب‌.

 وقال‌ المولي‌ عبدالله‌ أفندي‌ في‌ « رياض‌ العلماء »: والخليل‌ جليل‌ القدر، عظيم‌ الشأن‌، أفضل‌ الناس‌ في‌ علم‌ الادب‌. كان‌ إماميّ المذهب‌ وإلیه‌ ينسب‌ علم‌ العروض‌. وكان‌ في‌ عصر مولانا الصادق‌، بل‌ الباقر عليهما السلام‌ أيضاً ـ انتهي‌. [12]

 ومن‌ مشاهير أئمّة‌ اللغة‌ من‌ الشيعة‌ ممّن‌ يزيد علی غيره‌ ابن‌ السِّكِّيت‌. قال‌ أبو العبّاس‌ ثعلب‌: أجمع‌ أصحابنا أ نّه‌ لم‌ يكن‌ بعد ابن‌ الاعرابيّ أعلم‌ باللغة‌ من‌ ابن‌ السِّكِّيت‌.

 قتله‌ المتوكّل‌ لاجل‌ التشيّع‌، وأمره‌ مشهور. عَمَّرَ ثماني‌ وخمسين‌ سنة‌، واستشهد ليلة‌ الاثنين‌ لخمس‌ خلون‌ من‌ رجب‌ سنة‌ 244، وقيل‌: سنة‌ 246، وقيل‌: سنة‌ 243.

 وله‌ من‌ الكتب‌ « إصلاح‌ المنطق‌ » الذي‌ قال‌ المُبَرَّد فيه‌: ما عبر علی جسر بغداد كتاب‌ في‌ اللغة‌ مثل‌ « إصلاح‌ المنطق‌ ». وله‌ كتاب‌ « الالفاظ‌ »، وكتاب‌ «الزبرج‌»،وكتاب‌«الامثال‌»،وكتاب‌«المقصوروالممدود»، وكتاب‌ « المذكّر والمؤنّث‌ »، وكتاب‌ «الاجناس‌» ـ وهو كتاب‌ كبير ـ وكتاب‌ « الفِرَق‌ »، وكتاب‌ « السَّرج‌ واللِّجام‌ »، وكتاب‌ « الوحوش‌ »، وكتاب‌ « الإبل‌ »، وكتاب‌ « النوادر»، وكتاب‌ « معاني‌ الشِّعر » الكبير، وآخر صغير،وكتاب‌«سرقات‌الشعراء»، وكتاب‌ « فَعَلَ وأفْعَل‌»، وكتاب‌ « الحشرات‌ »، وكتاب‌ « الاصوات‌ »، وكتاب‌ « الاضداد »، وكتاب‌ « الشجر والغابات‌ ».

 فتأمّل‌ هذه‌ المصنَّفات‌ في‌ هذا العمر القصير! هذا مضافاً إلی‌ ما رواه‌ عن‌ الرضا والجواد والهاديّ عليهم‌ السلام‌.

 ومنهم‌: أبو بَكر بن‌ دُرَيد الازْدِيّ إمام‌ اللغة‌. كان‌ صدراً في‌ العلم‌ ستّين‌ سنة‌. ولد بالبصرة‌ سنة‌ ثلاث‌ وعشرين‌ ومائتين‌، ونشأ بها. ولمّا فتحها الزنج‌ هرب‌ إلی‌ عمان‌، وأقام‌ اثنتي‌ عشرة‌ سنة‌، ثمّ رجع‌ إلی‌ وطنه‌، ثمّ رجل‌ إلی‌ فارس‌، إلی‌ بني‌ ميكال‌، فعلا عندهم‌ قدره‌. وتولّي‌ نظارة‌ الديوان‌.

 ولمّا خُلع‌ بنو ميكال‌، جاء إلی‌ بغداد سنة‌ ثمان‌ وثلاثمائة‌، واتّصل‌ بابن‌ الفرات‌ وزير المقتدر بالله‌. فقرّ به‌ المقتدر، وعيّن‌ له‌ وظيفة‌ نحو خمسين‌ ديناراً في‌ كلّ شهر. وما زال‌ مكرّماً معظّماً حتّي‌ جاء أجله‌ في‌ شعبان‌ سنة‌ إحدي‌ وعشرين‌ وثلاثمائة‌، وقد عمّر ثماني‌ وتسعين‌ سنةً. وقد صنّف‌ كتاب‌ « السرج‌ واللجام‌ »، وكتاب‌ « المقتبس‌ »، وكتاب‌ « زوّار العرب‌ »، وكتاب‌ « اللغات‌ »، وكتاب‌ « السلاح‌ »، وكتاب‌ « غريب‌ القرآن‌ »، وكتاب‌ « الوِشاح‌ »، وكتاب‌ « الجمهرة‌ » في‌ اللغة‌، في‌ ستّة‌ أجزاء كلّ جزء في‌ مجلّد. وله‌ مقاطيع‌ محبوكة‌ الطرفين‌، وقصيدة‌ في‌ المقصور والممدود. وله‌ القصيدة‌ المقصورة‌ ذات‌ الحكم‌ والآداب‌، أكبّ علی شرحها العلماء.

 وعدّه‌ الشيخ‌ رشيد الدين‌ بن‌ شهر آشوب‌ المازندرانيّ في‌ « معالم‌ العلماء » في‌ شعراء أهل‌ البيت‌ المجاهدين‌ فيهم‌. ومن‌ شعره‌ في‌ ولاء أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌:

 أَهْوَي‌ النَّبِيَّ مُحَمَّداً وَوَصِيَّةُ                    وَابْنَيْهِ وَابْنَتَهُ البَتُولَ الطَّاهِرَةِ

 أَهْلَ الوَلاَءِ فَإنَّنِي‌ بِوَلاَئِهُمْ                       أَرْجُو السَّلاَمَةَ وَالنَّجَا فِي‌ الآخِرَة‌

 وَأَرَي‌ مَحَبَّةَ مَنْ يَقُولُ بِفَضْلِهِمْ                سَبَباً يُجِيرُ مِنَ السَّبِيلِ الجَائِرَة‌

 أَرْجُو بِذَاكَ رِضَا المُهَيْمِنِ وَحْدَهُ                يَوْمَ الوُقُوفِ علی ظُهُورِ السَّاهِرَة‌

 ونصّ علی تشيّعه‌ في‌ « رياض‌ العلماء »، و « معالم‌ العلماء »، و « أمل‌ الآمل‌ »، و « طبقات‌ الشيعة‌ » للقاضي‌ نور الله‌ المرعشيّ.

 ومنهم‌: أبو عمرو الزاهد، قال‌ التنوخيّ: لم‌ أر قطّ أحفظ‌ منه‌. أملي‌ من‌ حفظه‌ ثلاثين‌ ألف‌ ورقة‌. ولد سند إحدي‌ وستّين‌ ومائتين‌، ومات‌ سنة‌ خمسين‌ وأربعين‌ وثلاثمائه‌. وله‌ من‌ الكتب‌ كتب‌ « مناقب‌ أهل‌ البيت‌ »، اختصره‌ السيّد ابن‌ طاووس‌. وأخرج‌ في‌ « سعد السُّعود » جملة‌ من‌ أحاديث‌ أبي‌ عمرو الزاهد في‌ مناقب‌ أهل‌ البيت‌.

 وكذلك‌ صاحب‌ « تحفة‌ الابرار » السيّد الشريف‌ الحسين‌ بن‌ مساعد الحسينيّ الحائريّ، روي‌ عن‌ أبي‌ عمرو الزاهد اللغويّ النحويّ من‌ كتابه‌ في‌ مناقب‌ أهل‌ البيت‌، ونصّ علی تشيّعه‌. إلی‌ أن‌ قال‌:

 ونصّ في‌ « رياض‌ العلماء » علی أ نّه‌ من‌ علماء الإماميّة‌، وأنّ له‌ كتاب‌ « اللباب‌ ». وينقل‌ عن‌ كتبه‌ ابن‌ طاووس‌ في‌ كتبه‌ كثيراً من‌ الاخبار. وكتاب‌ « المناقب‌ »، وينقل‌ بعض‌ المتأخّرين‌ في‌ كتبهم‌ بعض‌ الاخبار في‌ فضائل‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ عنه‌.

 قلتُ: لا ريب‌ في‌ تشيّع‌ أبي‌ عمرو المذكور.

 ومنهم‌: أحمد بن‌ فارس‌ بن‌ زكريّا بن‌ محمّد بن‌ حبيب‌ أبو الحسين‌ اللغويّ المعروف‌، الكوفيّ المذهب‌، صاحب‌ « المجمل‌ » في‌ اللغة‌، و « فقه‌ اللغة‌ »، المعروف‌ بالصاحبيّ. صنّفه‌ للصاحب‌ بن‌ عبّاد. له‌ ترجمة‌ في‌ « وفيّات‌ الاعيان‌ »، و « بغية‌ الوعاة‌ ».

 ومنهم‌: الصاحب‌ بن‌ عَبَّاد وزير فخر الدولة‌ الديلميّ. [13] كان‌ كافي‌ الكُفاد. صنّف‌ في‌ علم‌ اللغة‌ « المحيط‌ باللغة‌ » في‌ عشرة‌ أجزاء، رتّبه‌ علی حروف‌ المعجم‌، كثّر فيه‌ الالفاظ‌ وقلّل‌ الشواهد. و « جوهرة‌ الجمهرة‌ ». وله‌ في‌ الادب‌ كتاب‌ « الاعياد »، كتاب‌ « الوزارء »، كتاب‌ « الكشف‌ عن‌ مساوي‌ المتبنيّ »، ورسائل‌ في‌ فنون‌ الكتابة‌، رتّبها علی خمسة‌ عشر باباً، وله‌ ديوان‌ شعر. وله‌ في‌ علم‌ الكلام‌ كتاب‌ « أسماء الله‌ تعإلی‌ وصفاته‌ »، وكتاب‌ « الانوار » في‌ الإمامة‌، وكتاب‌ « الإبانة‌ عن‌ الإمام‌ ». وهو أوّل‌ من‌ سُمِّي‌ الصاحب‌ من‌ الوزراء. مُدِح‌ بمائة‌ ألف‌ قصيدة‌ عربيّة‌ وفارسيّة‌، وإلیتيمة‌ في‌ شعرائه‌.

 وحكي‌ الحسن‌ بن‌ عليّ الطبرسيّ في‌ كتابه‌ « الكامل‌ البهائيّ » أنّ للصاحب‌ بن‌ عبّاد عشرة‌ آلاف‌ بيت‌ شعر في‌ مدح‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌. [14]

  تقدم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الإنشاء والكتابة‌

 بعد أن‌ ذكر المرحوم‌ الصدر هنا ابن‌ العميد، والصاحب‌ بن‌ عَبَّاد، وأبا بكر الخوارزميّ، أضاف‌ قائلاً: وأوّل‌ مَن‌ كتب‌ لاميرالمؤمنين‌ علیبن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ عبيد الله‌ بن‌ أبي‌ رافع‌ مولي‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. قال‌ ابن‌ قتيبة‌ في‌ كتاب‌ « المعارف‌ »: فلم‌ يزل‌ كاتباً لعلی ابن‌أبي‌ طالب‌ خلافته‌ كلّها.

 وقال‌: ومنهم‌ ( الوزارء الكتّاب‌ »: بنو سَهْل‌ وزراء المأمون‌. أوّلهم‌ الفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذَوْ الرِّياسَتَيْنِ لجمعه‌ بين‌ السيف‌ والقلم‌. ولمّا نقل‌ المأمون‌ الخلافة‌ إلی‌ بني‌ عليّ، كان‌ الفضل‌ بن‌ سهل‌ هو القائم‌ بهذا الامر والمحسِّن‌ له‌. ولمّا رأي‌ المأمون‌ إنكار العبّاسيّين‌ ببغداد لذلك‌ حتّي‌ خلعوه‌ وبايعوا إبراهيم‌ عمّه‌، قام‌ وقعد ودسّ جماعة‌ علی الفضل‌ بن‌ سهل‌ فقتلوه‌ في‌ الحمّام‌، ثمّ قتل‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ بالسمّ، وكتب‌ إلی‌ بغداد أنّ الذي‌ أنكرتموه‌ من‌ أمر عليّ بن‌ موسي‌ قد زال‌. وكان‌ ذلك‌ سنة‌ 204.

 ثمّ استوزر المأمون‌ الحسن‌ بن‌ سَهل‌. ثمّ عرضت‌ له‌ سوداء كان‌ أصلها جزعه‌ علی أخيه‌. فانقطع‌ بداره‌ ليتطبّب‌ واستخلف‌ أحد كتّابه‌. ومات‌ الحسن‌ بن‌ سهل‌ في‌ سنة‌ ستّ وثلاثين‌ ومائتين‌ في‌ أيّام‌ المتوكّل‌.

 ومنهم‌: أبو الفَضْل‌ جعفر بن‌ محمود الإسكافيّ وزير المعتزّ والمهتدي‌.

 ومنهم‌: أبو المَعَإلی‌ هِبَةُ الله‌ بن‌ محمّد بن‌ المُطَّلِب‌ وزير المستظهر. كان‌ من‌ علماء الوزراء وأفاضلهم‌ وأخيارهم‌. نصّ علی تشيّعه‌ في‌ « جامع‌ التواريخ‌ ». قال‌: ولهذا لم‌ يرض‌ بوزارته‌ محمّد بن‌ ملكشاه‌ السلجوقي‌ّ! فكتب‌ إلی‌ الخليفة‌: كيف‌ يكون‌ وزير خليفة‌ الوقت‌ رافضيّاً؟! وكرّر الكتابة‌ في‌ ذلك‌، فعزله‌ المستظهر.

 فذهب‌ أبو المعإلی‌ إلی‌ السلطان‌ محمّد بن‌ ملكشاه‌ وتوسّل‌ إلیه‌ بواسطة‌ سعد الملك‌ الاَوْجي‌ وزيره‌ فاسترضاه‌. واشترط‌ عليه‌ السلطان‌ أن‌ لا يخرج‌ عن‌ مذهب‌ أهل‌ السنّة‌ والجماعة‌ في‌ وزارته‌. وكتب‌ السلطان‌ إلی‌ المستظهر، فأعاده‌ إلی‌ الوزارة‌. ثمّ تغيّر عليه‌ الخليفة‌، فذهب‌ إلی‌ إصفهان‌. وكان‌ في‌ ديوان‌ السلطان‌ محمّد ملك‌ شاه‌ حتّي‌ مات‌.

 ومنهم‌: مُؤيِّد الدِّين‌ أبو طالب‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ العَلْقَميّ الاسَديّ وزير المستعصم‌. صنّف‌ له‌ الصفانيّ اللغويّ « العباب‌ »، وهو كتاب‌ جليل‌ في‌ اللغة‌. وصنّف‌ له‌ عزّ الدين‌ بن‌ أبي‌ الحديد « شرح‌ نهج‌ البلاغة‌ » فأثابهما وأحسن‌ جائزتهما، ومدحه‌ الشعراء وانتجعه‌ الفضلاء. وظلمه‌ العامّة‌ حيث‌ نسبوا إلیه‌ الغدر والخيانة‌، وهو بري‌ء من‌ كلّ خيانة‌.

 قال‌ ابن‌ الطقطقيّ، وهو من‌ أهل‌ ذلك‌ العصر وأشراف‌ ذلك‌ الزمان‌، في‌ مقام‌ بيان‌ إهمال‌ المستعصم‌ وعدم‌ التفاته‌ وتفريطه‌ ما لفظه‌:

 وكان‌ وزيره‌ مؤيِّد الدين‌ بن‌ العلقميّ يعرف‌ حقيقة‌ الحال‌ في‌ ذلك‌، ويكاتبه‌ بالتحذير والتنبيه‌، ويشير عليه‌ بالتيقّظ‌ والاحتياط‌ والاستعداد، وهو لا يزداد إلاّ غفولاً. وكان‌ خواصّه‌ يوهمونه‌ أ نّه‌ ليس‌ في‌ هذا كبير خطر ولا هناك‌ محذور. وأنّ الوزير إنّما يعظّم‌ هذا يلنفق‌ سوقه‌ ولتبرز إلیه‌ الاموال‌ ليجنّد بها العساكر، فيقطع‌ منها لنفسه‌... إلی‌ آخر كلامه‌.

 ومنهم‌: أبو الحسن‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ فَطير الكاتِب‌ الوزير المشهور. ذكره‌ ابن‌ كثير، وذكر أ نّه‌ من‌ الوزراء الكتّاب‌ الشيعة‌ بالعراق‌. قال‌: ولمّا كان‌ تشيّعه‌ شائعاً، جاءه‌ رجل‌ فقال‌ له‌: إنّي‌ رأيتُ أميرالمؤمنين‌ علیبن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ في‌ المنام‌، وقال‌ لي‌: امضِ إلی‌ ابن‌ فطير وقل‌ له‌ يعطيك‌ عشرة‌ دنانير. فقال‌ له‌: متي‌ رأيتَه‌؟ قال‌: في‌ أوّل‌ الليل‌. فقال‌: صدقتَ! فإنّي‌ رأيتُه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ آخر الليل‌. وأمرني‌ أن‌ إذا جاءك‌ سائل‌ كذا صفته‌ وسألك‌ شيئاً فأعطه‌... إلی‌ آخر القصّة‌. وقد نقلتها بالواسطة‌ عن‌ تاريخ‌ ابن‌ كثير من‌ كتاب‌ طبقات‌ القاضي‌ المرعشيّ بالفارسيّة‌.

 ومنهم‌: آل‌ جُوَين‌، منهم‌: الصاحب‌ الاعظم‌ شمس‌ الدين‌ محمّد الجُوَيْنيّ الملقَّب‌ بصاحب‌ الديوان‌ للسلطان‌ محمّد خوارزم‌ شاه‌، وللسطان‌ جلال‌ الدين‌، وكذلك‌ أخوه‌ علاء الدين‌ عطاء الملك‌ الجُوَيْني‌، وكذلك‌ الصاحب‌ المعظّم‌ الامير الرشيد بَهَاء الدين‌ محمّد بن‌ صاحب‌ الديوان‌، وقد صنّف‌ المحقّق‌ الشيخ‌ ميثم‌ البحرانيّ « شرح‌ نهج‌ البلاغة‌ » باسمه‌. وصنّف‌ الحسن‌ بن‌ عليّ الطبرسيّ كتاب‌ « الكامل‌ في‌ التاريخ‌ » باسمه‌، فسمّاه‌ « الكامل‌ البهائيّ »، ثمّ الصاحب‌ شرف‌ الدين‌ هارون‌ أخوه‌ ابن‌ صاحب‌ الديوان‌ الجوينيّ كان‌ جامعاً لجميع‌ العلوم‌ حتّي‌ الموسيقيّ، كما في‌ « مجالس‌ المؤمنين‌ » للمرعشيّ. وقام‌ مقام‌ أخيه‌ في‌ الوزراة‌.

 ومنهم‌: أحمد بن‌ محمّد بن‌ ثوابة‌ بن‌ خالد الكاتب‌: أبي‌ العبّاس‌. كان‌ أيّام‌ المهديّ. ونصّ ياقوت‌ في‌ « معجم‌ الاُدباء » علی تشيّعه‌. مات‌ أبو العبّاس‌ سنة‌ 277 ه، وقيل‌: سنة‌ 273 ه.

 ومنهم‌: أبو أحمد عبيد الله‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ طاهر بن‌ الحسين‌ بن‌ مُصْعَب‌ بن‌ زُرَيْق‌ بن‌ مَاهَا الخُزَاعِيّ الامير البغداديّ الإماميّ. كان‌ ولي‌ بغداد وخراسان‌. وكان‌ عالماً فاضلاً وشاعراً بارعاً وكاتباً ماهراً، ولاعجب‌ فإنّه‌ ابن‌ أبيه‌ ( عبدالله‌ الشاعر والاديب‌ ) وحفيد طاهر.

 قال‌ الخطيب‌ عند ذِكره‌ لابيّ أحمد المذكور: كان‌ فاضلاً أديباً شاعراً فصيحاً. وكان‌ أبوه‌ عبدالله‌ شاعراً مجيداً وجواداً سخيّاً. وجدّه‌ طاهر لايحتاج‌ إلی‌ وصف‌ بالكمال‌. وهو أحد الثلاثة‌ الذين‌ قال‌ المأمون‌ فيهم‌: هم‌ أجلّ ملوك‌ الدنيا والدين‌ ـ قاموا بالدول‌ ـ وهم‌ الإسكندر، وأبو مسلم‌ الخراسانيّ، وطاهر. قال‌: وكان‌ متشيّعاً كحفيده‌ المذكور، إلی‌ أن‌ قال‌: مات‌ أبو أحمد ليلة‌ يوم‌ السبت‌ لاثنتي‌ عشرة‌ ليلة‌ خلت‌ من‌ شوّال‌ سنة‌ ثلاثمائة‌. حكاه‌ عن‌ الخطيب‌ ضياء الدين‌ في‌ « نسمة‌ السَّحَر ».

 ومنهم‌: أحمد بن‌ عَلَوِيَّة‌ المعروف‌ بأبي‌ الاسود الكاتب‌ الكرانيّ الإصفهانيّ. قال‌ ياقوت‌: كان‌ صاحب‌ لغة‌ يتعاطي‌ التأديب‌ ويقول‌ الشِّعر الجيّد. وكان‌ من‌ أصحاب‌ لفذة‌؛ ثمّ صار من‌ ندماء أحمد أبي‌ دُلَف‌. إلی‌ أن‌ قال‌: وله‌ « رسائل‌ مختارة‌ »، و « رسالة‌ في‌ الشيب‌ والخضاب‌ »، وقصيدة‌ شيعيّة‌ علی ألف‌ قافية‌. عُرضت‌ علی أبي‌ حاتم‌ السجستانيّ فأُعجب‌ بها وقال‌: يَا أَهْلَ البَصَرةِ! غَلَبَكُمْ أَهْلُ إصْفَهَانَ. عمرّ نيّفاً ومائة‌ سنة‌، وتوفّي‌ سنة‌ نيّف‌ وعشرين‌ وثلاثمائة‌.

 ومنهم‌: الإسكافيّ محمّد بن‌ أبي‌ بكر هَمَّام‌ بن‌ سَهْل‌ المشهور بالكاتب‌ الإسكافيّ، من‌ شيوخ‌ الشيعة‌، مقدّم‌ في‌ كلّ فنون‌ العلم‌. صنّف‌ في‌ الكلّ. له‌ ترجمة‌ طويلة‌ في‌ الكتب‌ الموضوعة‌ في‌ أحوال‌ الرجال‌ لاصحابنا. كان‌ تولّده‌ في‌ يوم‌ الاثنين‌ سابع‌ ذي‌ القعدة‌ من‌ شهور سنة‌ ثمان‌ وخمسين‌ ومائتين‌، وتوفّي‌ يوم‌ الخمسي‌ لإحدي‌ عشرة‌ ليلة‌ من‌ جمادي‌ الآخرة‌ سنة‌ ستّ وثلاثين‌ وثلاثمائة‌.

 ومنهم‌: الشيخ‌ أبو بكر الخوارَزميّ محمّد بن‌ العبّاس‌[15] شيخ‌ الادب‌ وعلاّمة‌ عصره‌ في‌ علوم‌ عرب‌. قال‌ الثعالبيّ في‌ « إلیتيمة‌ » عند ذكره‌: نابغة‌ الدهر، وبحر الادب‌، عَلَم‌ النظم‌ والنثر، وعالم‌ الظرف‌ والفضل‌. كان‌ يجمع‌ بين‌ الفصاحة‌ والبلاغة‌، ويحاضر بأخبار العرب‌ وأيّامها ودواوينها، ويُدَرِّس‌ كتب‌ اللغة‌ والنحو والشعر، ويتكلّم‌ بكلّ نادرة‌، ويأتي‌ بكلّ درّة‌، ويبلغ‌ في‌ محاسن‌ الادب‌ كلّ مبلغ‌... إلی‌ آخر كلامه‌ الحسن‌.

 توفّي‌ أبو بكر في‌ شهر رمضان‌ سنة‌ 383 ه. ومن‌ شعره‌ المحكيّ في‌ « معجم‌ البلدان‌ » في‌ لفظة‌ ( آمل‌ ):

 بِآمُلَ مَوْلِدِي‌ وَبَنُو جَرِيرٍ               فَأَخْوَإلی‌ وَيَنْحِكي‌ المَرْءُ خَالَهْ

 فَهَا أَنَا رَافِضِي‌ٌّ عَنْ تُرَاثٍ                        وَغَيْرِي‌ رَافِضِيٌّ عَنو كَلاَلَهْ

 ومنهم‌: أبو الفَضْل‌ بَديع‌ الزَّمان‌ أحمد بن‌ الحسين‌ بن‌ يحيي‌ بن‌ سعيد الهَمَدانيّ أحد أركان‌ الدهر. وشهرته‌ تُغني‌ عن‌ نقل‌ ما ذكره‌ العلماء في‌ ترجمته‌. نصّ الشيخ‌ أبو عليّ في‌ « منتهي‌ المقال‌ » علی أ نّه‌ من‌ الشيعة‌ الإماميّة‌، وأ نّه‌ أوّل‌ من‌ أسّس‌ وضع‌ المقامات‌. مات‌ سنة‌ 378. [16]

 ثمّ تحدّث‌ المرحوم‌ الصدر مفصّلاً عن‌ تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ المعاني‌ والبيان‌ والفصحاة‌ والبلاغة‌، وكتبهم‌ المصنّفة‌ في‌ هذا المجال‌. وكذلك‌ تقدّمهم‌ في‌ علم‌ البديع‌، والعروض‌، وفنون‌ الشعر، وعلم‌ الصرف‌ والنحو في‌ فصول‌ وصحائف‌ عديدة‌. ثمّ عرّج‌ علی تحقيق‌ السبب‌ الذي‌ دعا أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ إلی‌ اختراع‌ أُصول‌ علم‌ النحو وتحديد حدوده‌، وتحقيق‌ السبب‌ الذي‌ دعا أبا الاسود إلی‌ ما رسمه‌ من‌ النحو الذي‌ كان‌ تعلّمه‌ من‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌.[17] وبعد ترجمة‌ أُولئك‌ الرجال‌ الذين‌ صنّفوا في‌ علم‌ النحو من‌ مشاهير الشيعة‌ وأئمّة‌ العربيّة‌ وآدابها كعطاء بن‌ أبي‌ الاسود، والفرّاء النحويّ المشهور وغيرهما، وبعد نقله‌ مطالب‌ رائعة‌ وثمينة‌، قال‌:

 ومنهم‌: قُتَيْبَة‌ النحويّ الجُعْفيّ الكوفيّ من‌ أئمّة‌ علم‌ النحو واللغة‌. ووصفه‌ النجاشيّ في‌ فهرست‌ أسماء مصنّفي‌ الشيعة‌ بالاعشي‌ المؤدِّب‌، وكنّاه‌ بأبي‌ محمّد المُقْري‌ مَوْلَي‌ الازْد. وذكره‌ السيوطيّ في‌ « الطبقات‌ »، وحكي‌ عن‌ الزبيديّ ذِكره‌ في‌ أئمّة‌ نحاة‌ الكوفيّين‌. وأ نّه‌ قال‌: وقّع‌ كاتب‌ المهديّ: قريٍ عربيَّةٌ، فنّون‌ قريً، فأنكره‌ شبيب‌ بن‌ شيبة‌، فسأل‌ قتيبة‌ هذا، فقال‌: إن‌ أُريد قري‌ الحجاز فلا تنوّن‌، لا نّها لا تنصرف‌، أو قري‌ السودان‌ نُوِّنت‌ لا نّها تنصرف‌. [18]

 وقال‌: ومنهم‌: الاخفش‌ الاوّل‌ المتوفّي‌ قبل‌ الخمسين‌ ومائتين‌، واسمه‌ أحمد بن‌ عِمْران‌ بن‌ سَلاَمة‌ الإلْهَانيّ. يكنّي‌ أبا عبدالله‌ النحويّ. قال‌ ياقوت‌ بعد ترجمته‌: وله‌ أشعار كثيرة‌ في‌ أهل‌ البيت‌، منها:

 إنَّ بَنِي‌ فَاطِمَةَ المَيْمُونَه                        ‌ الطَّيِّبِينَ الاَكْرَمِينَ الطِّينَه‌

 رَبِيعُنَا فِي‌ السَّنَةِ المَلْعُونَه                     ‌ كُلُّهُمُ كَالرَّوْضَةِ المَهْتُونَهْ

 وذكره‌ السيّد بحر العلوم‌ الطباطبائيّ في‌ كتاب‌ « الرجال‌ »، وذكر أ نّه‌ من‌ شعراء أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌، خالص‌ الودّ لآل‌ البيت‌، أصله‌ من‌ الشام‌، وهاجر للعلم‌ بالعراق‌، ثمّ رحل‌ إلی‌ مصر، ثمّ إلی‌ طبريّة‌. صحب‌ إسحاق‌ بن‌ عَبْدُس‌، وكان‌ يؤدِّب‌ ولده‌ بطبريّة‌. [19]

 

 * * *

  أجل‌، تبيّن‌ ممّا ذكرنا كالشمس‌ الساطعة‌ أنّ الشيعة‌ وحدهم‌ كانوا منذ عصر صاحب‌ الرسالة‌ الخاتمة‌ قد وقفوا علی أهمّيّة‌ العلم‌ والحديث‌ والسنّة‌ والخبر، وكانوا مجدّين‌ وساعين‌ إلی‌ تدوين‌ الكتب‌ وتصنيف‌ الاسفار، وكانوا يعدّون‌ ذلك‌ من‌ أهمّ واجباتهم‌ في‌ وقت‌ كان‌ المعارضون‌ لنشر العلم‌ والكتابة‌ والتدوين‌ يجلدون‌ رواة‌ الحديث‌ ويعذّبونهم‌ ويسجنونهم‌ وينفونهم‌، وينهون‌ نهياً أكيداً بليغاً عن‌ تفسير القرآن‌ وكتابة‌ وبيان‌ الحديث‌ والسنّة‌ النبويّة‌. وما جري‌ علی الشيعة‌ الملتزمين‌ الغيورين‌ الناطقين‌ بالحقائق‌ في‌ القرن‌ الاوّل‌، والثاني‌، حيث‌ كانت‌ الحكومات‌ الجائرة‌ الغاصبة‌ تبذل‌ قصاري‌ جهدها لإخفاء الحقائق‌ والصدق‌ والامانة‌، لانّ أركان‌ عروشها المُمَمَّوهة‌ قائمة‌ علی ممارساتها القمعيّة‌ المتمثّلة‌ بكمّ الافواه‌، والقتل‌، والسلب‌، والنهب‌.

 ولم‌يكن‌ للشيعة‌ من‌ سبيل‌ إلاّ نشر العلم‌، ذلك‌ أ نّهم‌ أرسوا دعائم‌ منهجهم‌ علی الحقّ والصدق‌. وهذا المنهج‌ لم‌ يسمح‌ لم‌ قطّ أن‌ يستسلموا لحكّام‌ الجور وأُمراء الظلم‌، أو يركعوا لهم‌ من‌ أجل‌ المحافظة‌ علی أرواحهم‌ وأموالهم‌ أو رغبة‌ في‌ إعلاء منزلتهم‌ ومكانتهم‌. لهذا راضوا أنفسهم‌ علی الفقر والتشريد والنكبات‌ في‌ جميع‌ العهود الرهيبة‌، كي‌ يُبيِّضُوا كرّاساتهم‌ المُسَوَّدَة‌، ويرووا للآخرين‌ كتبهم‌ المرويّة‌، من‌ أجل‌ أن‌ لا تنقطع‌ سلسلة‌ الحقّ، ولا ينفصم‌ عقد الفهم‌ والدراية‌ والعلم‌. وليصونوا كلام‌ رسول‌الله‌ الذي‌ أخذوه‌ من‌ رسول‌ الله‌ حتّي‌ عصر بقيّة‌ الله‌ أرواحناه‌ فداه‌.

 لقد قام‌ الشيعة‌ بالكتابة‌ والتدوين‌ والتصنيف‌ منذ عصر رسول‌ الله‌. وكانوا يحذون‌ حذوه‌ ويتّبعون‌ هَدْيَه‌. وكانت‌ الدعوة‌ إلی‌ الإسلام‌ والدعوة‌ إلی‌ التشيّع‌ علی حدٍّ سواء، إذ تمثّلاً في‌ آية‌ الإنذار وحديث‌ العشيرة‌. فكان‌ التشيّع‌ روح‌ الإسلام‌، والإسلام‌ بلا تشيّع‌ كجيفة‌ تنتة‌ تزكم‌ الاُنوف‌ وتزعج‌ عالم‌ الشرف‌ والضمير والإنسانيّة‌، وتشكّل‌ عبثاً ثقيلاً علی كاهله‌.

 

ارجاعات


[1] ـ إذا أُضيف‌ المولي‌ إلی‌ طائفة‌ أو قبيلة‌ فالمقصود منه‌ إمّا الحليف‌، أو النزيل‌.

[2] ـ تحدّث‌ أحمد أمين‌ بك‌ المصريّ في‌ كتاب‌ «ضحي‌ الإسلام‌» ج‌ 3، عن‌ محمّد بن‌ النعمان‌ المؤمن‌ (مؤمن‌ الطاق‌) الذي‌ يسميّه‌ أمل‌ السنّة‌ شيطان‌ الطاق‌، وختم‌ حديثه‌ عن‌ الإماميّة‌. قال‌: والطاق‌ محلّة‌ ببغداد. وكان‌ صيرفيّاً ماهراً بمعرفة‌ الدراهم‌ والدنانير، فسمّوه‌ شيطان‌ الطاق‌ لذلك‌. (بعد ص‌ 269 ).

[3] ـ عنوان‌ هذا الكتاب‌ «الفصول‌ المختارة‌». وهو بقلم‌ الشريف‌ المرتضي‌ ومن‌ إفادات‌ وتقريرات‌ الشيخ‌ المفيد محمّد بن‌ محمّد بن‌ النعمان‌ الذي‌ كان‌ يدرّسه‌ في‌ مجالس‌ معيّنة‌، وتلحق‌ به‌ مطالب‌ من‌ كتاب‌ معروف‌ للشيخ‌ المفيد، وعنوانه‌ «العيون‌ والمحاسن‌»، وقد أدرجه‌ الشريف‌ المرتضي‌ أيضاً فيه‌. وطُبع‌ الكتاب‌ المذكور بالنّجف‌ الاشرف‌ في‌ جزءين‌ بضمّهما مجلّد واحد، تحت‌ عنوان‌ «الفهرست‌» خطأً. وقال‌ البعض‌: إنّما طُبع‌ بهذا العنوان‌ عمداً تقيّة‌ من‌ حكومة‌ بغداد التي‌ كانت‌ تصادر الكتب‌ الشيعيّة‌.

 قال‌ الشيخ‌ محمّد جواد مغنية‌ في‌ هامش‌ ص‌ 17 من‌ كتاب‌ «الشيعة‌ والتشيّع‌» طبعة‌ مدرسة‌ ودار الكتب‌ اللبنانيّة‌ للطباعة‌ والنشر ببيروت‌: هذا الكتاب‌ جمعه‌ الشريف‌ المرتضي‌ من‌ أقوال‌ أُستاذه‌ الشيخ‌ المفيد. وطُبع‌ في‌ النجف‌ سنة‌ 1937 م‌ باسم‌ «الفهرست‌» خشية‌ أن‌ تمنعه‌ السلطة‌ يومذاك‌ لو طُبع‌ باسمه‌ الحقيقيّ.

[4] ـ قال‌ أحمد أمين‌ بك‌ المصريّ في‌ «ضحي‌ الإسلام‌» ج‌ 3، ص‌ 269، فيما قاله‌ في‌ ترجمة‌ هشام‌: وجاءه‌ رجل‌ ملحد فقال‌ له‌: أنا أقول‌ بالاثنين‌. وقد عرفت‌ إنصافك‌ فلست‌ أخاف‌ مشاغبتك‌. فقام‌ هشام‌ وهو مشغول‌ بثوب‌ ينشره‌ وقال‌: حفظك‌ الله‌، هل‌ يقدر أحدهما علی‌ أن‌ يخلق‌ شيئاً لا يستعين‌ بصاحبه‌ علیه‌؟

 قال‌: نعم‌! قال‌ هشام‌: فما ترجو من‌ اثنين‌؟! واحدٌ خلق‌ كُلَّ شي‌ءٍ أَصَحُّ لَكَ! فقال‌ الرجل‌: لم‌ يكلّمني‌ بهذا أحد قبلك‌. إلی‌ أن‌ قال‌ أحمد أمين‌: ويظهر أ نّه‌ كان‌ يميل‌ إلی‌ الجبر، وله‌ مع‌ المعتزلة‌ في‌ ذلك‌ مناظرات‌. كما كان‌ يمل‌ إلی‌ التجسيم‌. وحُكي‌ عنه‌ في‌ ذلك‌ أقوال‌، والجاحظ‌ يشتدّ علیه‌ في‌ المناقشة‌ ويغضب‌ في‌ نقده‌ غيرة‌ علی‌ المعتزلة‌. وعلی‌ الجملة‌ فقد كان‌ له‌ فضل‌ كبير في‌ صياغة‌ الكلام‌ علی‌ المذهب‌ الشيعيّ. وألّف‌ كتباً كثيرة‌ لم‌ يصل‌ إلینا شي‌ء منها. قال‌ ابن‌ النديم‌ إنّه‌ توفّي‌ بعد نكبة‌ البرامكة‌ مستتراً. وقيل‌: في‌ خلافة‌ المأمون‌.

[5] ـ جاء في‌ المصدر «القطفيّ» سهواً.

[6] ـ وذكره‌ الشريف‌ الرضيّ في‌ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 2، باب‌ الرسائل‌، الرسالة‌ 31، تحت‌ عنوان‌: ومن‌ وصيَّةٍ له‌ للحَسَن‌ بنِ علی علیهما السلام‌ كتبها إلیه‌ بحاضرين‌ منصرفاً من‌ صفّين‌. وهو في‌ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 2، ص‌ 37 إلی‌ 57، طبعة‌ مصر، شرح‌ الشيخ‌ محمّد عبده‌. وحين‌ هاجرت‌ إلی‌ مدينة‌ مشهد المقدّسة‌ سلام‌ الله‌ علیه‌ ثاويها كنتذ قد كتبتُ في‌ طهران‌ وصيّة‌ بتأريخ‌ 20 ربيع‌ الاوّل‌ سنة‌ 1400 ه، جاء فيها: وأُوصيهم‌ أدام‌ الله‌ توفيقهم‌ وتأييدهم‌ بنظم‌ أُمورهم‌ والتوجّه‌ إلی‌ الله‌ تعإلی‌ وا لتبتّل‌ إلیه‌ في‌ كلّ الاحوال‌ والتمسّك‌ بالعروة‌ الوثقي‌ وا لحبل‌ المتين‌ ولاء أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. وعزمت‌ علی‌ أن‌ تكون‌ وصيّة‌ مفصّلة‌ مشتملة‌ علی‌ مطالب‌ أخلاقيّة‌ مهمّة‌. فرأيتُ أنّ من‌ المخجل‌ التحدّث‌ عن‌ مكارم‌ الاخلاق‌ وآداب‌ المعاشرة‌ مع‌ وجود وصيّة‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ ـ التي‌ كتبها بحاضرين‌ لولده‌ الإمام‌ المجتبي‌ علیه‌ السلام‌، والحاوية‌ مطالب‌ رفيعة‌ وحقائق‌ سامية‌، وهي‌ مثبّتة‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌» ـ لذا أُوصي‌ جميع‌ أولادي‌ أن‌ يطالعوا هذه‌ الوصيّة‌ وينظروا فيها دائماً ويُنعموا الفكر في‌ مضامينها. ويعلّقوا تلك‌ الدرر الثمينة‌ في‌ آذانهم‌، ويجعلوها قدوة‌ لاعمالهم‌، ويأخذوا من‌ جدّهم‌، ويسيروا علی‌ نهجه‌، ويتأسّوا برسول‌ الله‌ ووصيّه‌ أَبَوَي‌ الاُمّة‌ الشفيقين‌، ويتمسّكوا بالمقام‌ المقدّس‌ للصدِّيقة‌ الكبري‌ سلام‌ الله‌ علیها، ويستضيئوا بمعنويّة‌ وروحانيّة‌ قدسها وطهارتها وعصمتها.

[7] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 79 إلی‌ 98.

[8] ـ ذُكر آنفاً، ويبدو أ نّه‌ مكرّر.

[9] ـ بناءً علی‌ هذا الحساب‌ ينبغي‌ أن‌ يكون‌ عمره‌ مائة‌ وأربع‌ سنين‌. ولمّا كان‌ المرحوم‌ الصدر قد ذكر السنة‌ ( 103 ) رقماً وكتابةً، لهذا لا يتسنّي‌ تغييرها. ولكن‌ ابن‌ سعد ذكر في‌ طبقاته‌ ج‌ 7، ص‌ 77، ترجمة‌ الواقديّ، أ نّه‌ ولد سنة‌ 130 في‌ آخر حكومة‌ مروان‌ بن‌ محمّد، لذا فإنّ العدد ( 103 ) رقماً وكتابة‌ من‌ سهو القلم‌. وعمره‌، كما ذكر السيّد الصدر، ثمان‌ وسبعون‌ سنة‌.

[10] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 104 إلی‌ 108.

[11] ـ قال‌ المحدِّث‌ القمّيّ في‌ «تتمّة‌ المنتهي‌» ص‌ 223 إلی‌ 225، الطبعة‌ الثالثة‌، (ما تعريبه‌): وفي‌ سنة‌ 170 ه أيضاً توفّي‌ الخليل‌ بن‌ أحمد الإماميّ العروضيّ النحويّ اللغويّ بالصبرة‌ كما قال‌ ابن‌ خلّكان‌، والخليل‌ أُستاذ سيبويه‌ والنضر بن‌ شميل‌. وهو الذي‌ استنبط‌ علم‌ العروض‌. مدحوه‌ بالعقل‌ والعلم‌ والزهد والصلاح‌ والحلم‌ والوقار. ونقلت‌ عنه‌ كلمات‌ حكميّة‌ كثيرة‌. وطالما كان‌ يتمثّل‌ ببيت‌ الاخطل‌:

 وإذا افتقرت‌ إلی‌ الذخائر لم‌ تجد                           ذخراً يكون‌ كصالح‌ الاعمال‌

 ومن‌ كلماته‌ بحقّ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: احتياج‌ الكلّ إلیه‌ واستغناؤه‌ عن‌ الكلّ دليلُّ علی‌ أ نّه‌ إمامُ الكُلّ. وقيل‌: إنّ أبا الخليل‌ هو أوّل‌ من‌ سُمّي‌ «أحمد» بعد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌... وبالجملة‌، كان‌ الخليل‌ رجلاً جليلاً، وكلماته‌ الحكميّة‌ كثيرة‌: (منها) العلمُ لا يُعطيك‌ بعضَه‌ حتّي‌ تعطيه‌ كُلّكَ، ثمّ أنت‌ في‌ إعطائه‌ إيّاك‌ بعضه‌ مع‌ إعطائك‌ إيّاه‌ كلّك‌ علی‌ خطر. (ومنها) لا يعلم‌ الإنسان‌ خطأ معلِّمه‌ حتّي‌ يُجالسَ غيره‌. (ومنها) إذا نسخ‌ الكتاب‌ ثلاث‌ مرّات‌ ولم‌ يعارض‌ تحوّل‌ بالفارسيّة‌ (ومنها) أصفي‌ ما يكون‌ ذهن‌ الإنسان‌ وقت‌ الشَّحَر. (ومنها) إنّ أفضل‌ كلمة‌ يرغّب‌ الإنسان‌ إلی‌ طلب‌ العلم‌ والمعرفة‌ قول‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: قدر كلّ امري‌ ما يُحسن‌. إلی‌ غير ذلك‌. وحُكيّ أنّ دخل‌ رجل‌ علی‌ الخليل‌ ومعه‌ ابنه‌، فقال‌: أيّها الشيخ‌! جئتك‌ من‌ سفر بعيد فأدّب‌ ابني‌ شيئاً من‌ علم‌ النجوم‌ والنحو الطبّ وفرائض‌ الفقه‌، والحمار علی‌ الباب‌. فقال‌ له‌ الخليل‌: اعلم‌ أنّ الثُّريّا في‌ وسط‌ السماء، وأنّ الفاعل‌ مرفوع‌، وأنّ الهليلج‌ الكابليّ دافع‌ للصفراء، وإنّ مات‌ أحدٌ وترك‌ ابنين‌ فالمال‌ بينهما سواء. فقال‌: قُم‌ يا بُنَيَّ.

[12] ـ قال‌ أبو المحاسن‌ يوسف‌ بن‌ تَغْري‌ بَرْدي‌ في‌ كتاب‌ «النجوم‌ الزاهرة‌ في‌ ملوك‌ مصر والقاهرة‌»، ج‌ 1، ص‌ 311 و 312: وقيل‌: وفيها توفّي‌ الخليل‌ بن‌ أحمد بن‌ عمرو الفراهيديّ أبو عبدالرحمن‌ النحويّ البصريّ في‌ سنة‌ إحدي‌ وثلاثين‌ ومائة‌. قال‌ ابن‌ قَرَاوغلي‌: ولم‌يكن‌ بعد الصحابة‌ أذكي‌ من‌ الخليل‌ هذا ولا أجمع‌ وكان‌ قد برع‌ في‌ علم‌ الادب‌. وهو أوّل‌ من‌ صنّف‌ العروض‌. وكان‌ من‌ أزهد الناس‌. قلتُ: ولعلّ ابن‌ قراوغلي‌ واهم‌ في‌ وفاة‌ الخليل‌ هذا. والذي‌ أعرفه‌ أ نّه‌ كان‌ في‌ عصر أبي‌ حنيفة‌ وغيره‌. وذكر الذهبيّ وفاته‌ في‌ سنة‌ 260. وقال‌ ابن‌ خلّكان‌: كانت‌ ولادته‌ (يعني‌ الخليل‌) في‌ سنة‌ 100 من‌ الهجرة‌، وتوفّي‌ في‌ سنة‌ 170، وقيل‌: 175. وقال‌ ابن‌ قانع‌ في‌ تاريخه‌ المرتّب‌ علی‌ السنين‌: إنّه‌ توفّي‌ سنة‌ 160. وقال‌ ابن‌ الجوزيّ في‌ كتابه‌ الذي‌ سمّاه‌ «شذور العقود»: إنّه‌ مات‌ سنة‌ 130. وهذا غلط‌ قطعاً. والصحيح‌ أ نّه‌ عاش‌ لبعد الستّين‌ ومائة‌. ويقال‌: إنّه‌ كان‌ له‌ ولد، فدخل‌ علیه‌، فوجده‌ يقطّع‌ بيت‌ شعر بأوزان‌ العروض‌، فخرج‌ إلی‌ الناس‌، فقال‌: إنّ أبي‌ جُنَّ، فدخلوا إلیه‌، وأخبروه‌، فقال‌ مخاطباً ابنه‌:

 لو كنتَ تعلم‌ ما أقول‌ عذرتَني‌                     أو كنتَ تعلم‌ ما تقول‌ عذلتكا

 لكن‌ جهلت‌ مقالتي‌ فعذلتني                     ‌ وعلمتُ أ نّك‌ جاهل‌ فعذرتُكا

[13] ـ قال‌ أحمد أمين‌ بك‌ المصريّ في‌ كتاب‌ «ظهر الإسلام‌» ص‌ 142: أمّا الدولة‌ البويهيّة‌ فقد كانت‌ كذلك‌ معتنية‌ بالعلم‌ والادب‌. لقد بدأت‌ حياتها تتعصّب‌ للادب‌ الفارسيّ، ولكن‌ ما ثبت‌ أن‌ تثقّفت‌ الثقافة‌ العريبّة‌ وتعصّب‌ لها. ونبغ‌ مِن‌ ملوكهم‌ مَن‌ كان‌ يشارك‌ العلماء والشعراء في‌ شعرهم‌ وأدبهم‌، مثل‌ عضدالدولة‌ البويهيّ. وكان‌ وزارء استنّوا سنّتهم‌ وعنوا بالادب‌. علی‌ رأسهم‌ هؤلاء الاقطاب‌ الاربعة‌: ابن‌ العَميد، والصاحب‌ بن‌ عَبَّاد، والوزير المهلّبيّ، وابن‌ سعدان‌. وقد كان‌ كلٌّ عظيم‌ الجاه‌، يقصد إلیه‌ الاُدباء والعلماء، وكان‌ لكلٍّ ميزةٌ. كان‌ للصاحب‌ بن‌ عبّاد ميزته‌ الادب‌ البحت‌، وهو في‌ مجالسه‌ يعلّم‌ الاُدباء النقد، ويقترح‌ علیهم‌ نظم‌ الشعر في‌ موضوعات‌ معيّنة‌، أو إجازة‌ بعض‌ الابيات‌. وابن‌ العميد كانت‌ ميزته‌ العلم‌ والادب‌، ويضمّ إلیه‌ طائفة‌ من‌ المتخصّصين‌ في‌ هذا. وابن‌ سعدان‌ كان‌ يُعني‌ بالفلسفة‌ ويجالس‌ الفلاسفة‌ أمثال‌ أبي‌ حيّان‌ التوحيديّ، ويثير في‌ مجالسه‌ مسائل‌ فلسفيّة‌. والوزير المهلّبيّ كان‌ يُعني‌ بالادب‌ الصِّرف‌، وفي‌ التإلیف‌ في‌ الادب‌. ومن‌ جلسائه‌: أبو الفرج‌ الاءصفهانيّ، وله‌ أ لّف‌ كتابه‌ «الاغاني‌»، والقاضيّ التنوخيّ، وغيرهما. هؤلاء ملاوا الدنيا علماً وأدباً. وقال‌ أحمد أمين‌ في‌ ص‌ 143: وللصاحب‌ بن‌ عبّاد نحو عشرة‌ آلاف‌ بيت‌ في‌ مناقب‌ أهل‌ البيت‌ والتبرّؤ من‌ أعدائهم‌. وممّا يُنسب‌ إلیه‌ قوله‌، وهو من‌ أفظع‌ الهجاء:

 قَالَتْ: تُحِبُّ مُعَاوِيَه                 ‌ قُلْتُ: اسْكُتِي‌ يَا زَانِيَه‌

 قَالَتْ: أَسَأْتَ جَوَابَنَا                                فَأَعَدْتُ قَوْلِي‌ ثَانِيَه‌

 يَا زَانِيَه‌ يَا ابْنَةَ أَلْفَي‌ زَانِيَه                     ‌ أَأُحِبُّ مَنْ شَتَمَ الوَصِيَّ عَلاَنِيَه‌

 فَعلی‌ يَزِيدٍ لَعْنَةٌ                      وَعلی‌ أَبِيهِ ثَمَانِيَه‌

 ومن‌ شعر مهيار الديلميّ في‌ ذلك‌:

 وقائلٌ لي‌ علی كان‌ وارثه‌                     بالنَّصِّ منه‌ فهل‌ أعطوه‌ أو منعوا

 فقلتُ كَأنْتَ هناك‌ لستُ اذكرها                            يجزي‌ بها الله‌ أقواماً بما صَنَعوا

 هُمُ رجالٌ إذا سَمَّيّتَهُمْ عُرِفوا                 لَهُمْ وجوهٌ من‌ الشحناء تمتَقِعُ

 مازِلتُ مُذْيَفَعَتْ سِنِّي‌ ألوذ بكم‌                             حتّي‌ محا حقّكم‌ شكّي‌ فأنتجعُ

[14] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 116 إلی‌ 121.

[15] ـ قال‌ أحمد أمين‌ بك‌ المصريّ في‌ كتاب‌ «ظهر الاسلام‌»، ج‌ 4، ص‌ 144: وممّن‌ تشيّع‌ من‌ كبار الكتّاب‌ أبو بكر الخوارزميّ. كان‌ شيعيّاً متعصّباً لاهل‌ البيت‌، شريحاً في‌ مواجهته‌ لهم‌، مسلّطاً قلمه‌ علی‌ خصومهم‌. وللتشيّع‌ هذا أثر قويّ في‌ رسائله‌. فهو لا يترك‌ فرصة‌ دون‌ أن‌ يستغلّها في‌ هجاء خصومه‌ أو مدح‌ رؤساء الشيعة‌ أو إظهار التوجّع‌ والتفجّع‌ لما أصاب‌ أهل‌ البيت‌ من‌ ظلم‌ وقتل‌ وغصب‌. فإذا كتب‌ رسالة‌ إلی‌ جماعة‌ الشيعة‌ في‌ نيسابور، أسهب‌ وأطال‌ فيما أصاب‌ أنصار الشيعد من‌ قتل‌ وتشريد ومحنة‌ وبلاء أيّام‌ الامويّين‌ والعبّاسيّين‌ بأُسلوب‌ تسوده‌ نغمة‌ الحزن‌ والكابة‌... ويواصل‌ أحمدأمين‌ حديثه‌ حتّي‌ يقول‌ في‌ ص‌ 145: وتتابع‌ الشيعد علی‌ هذا المنوال‌. فألّف‌ ابن‌ أبي‌ الحديد شارح‌ «نهج‌ البلاغة‌» قصائد سبعاً كالمعلّقات‌ السبع‌ سمّاها «القصائد السبع‌ العلويّات‌». الاُولي‌ في‌ ذكر فتح‌ خيبر، والثانية‌ في‌ ذكر فتح‌ مكّة‌، والثالثة‌ في‌ وصف‌ النبيّ، والرابعة‌ في‌ واقعة‌ الجمل‌، والخامسة‌ في‌ وصف‌ علی، والسادسة‌ في‌ وصفه‌ أيضاً ومدحه‌، والسابعة‌ في‌ أوصافه‌. فمثلاً يقول‌ في‌ وصفه‌:

 ولقد بكيت‌ لقتل‌ آل‌ محمّدٍ                      بالطفِّ حتّي‌ كلّ عضو مَدْمَعُ

 وحريمُ آل‌ محمّد بين‌ العِدَا                     نَهبٌ تقاسِمُه‌ الِّلئامُ الرُّضَّعُ

 تاللهِ لا أنْسَي‌ الحسينَ وشِلْوَهُ                             تحت‌ السنابك‌ بالعَراء مُوَزَّعُ

 مُتَلَفِّعاً حُمْر الثِّيابِ وفي‌ غدٍ                   بالخضر من‌ فردوسه‌ يتلفَّعُ

 تَطَأُ السنابك‌ صدره‌ وجبينه‌                    والارض‌ ترجف‌ خيفة‌ وتضعضعُ

... إلی‌ آخر القصيدة‌. وعلی‌ الجملة‌ فالثروة‌ الادبيّة‌ التي‌ تركها الشيعة‌ في‌ العويل‌ والبكاء ومدح‌ الخلفاء ثروة‌ كبيرة‌. وإذا نحن‌ قلنا: الادب‌ الشيعيّ فهو بعينه‌ أدب‌ معتزليّ، لانّ الادب‌ البويهيّ كان‌ أدباً شيعيّاً معتزليّاً ـ انتهي‌.

[16] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 122 إلی‌ 134 باختصار مركّز.

[17] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» في‌ خمس‌ صفحات‌ تامّة‌، تحدّث‌ فيها عن‌ هذا الموضوع‌، ص‌ 158 إلی‌ 164.

[18] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 168.

[19] ـ «الشيعة‌ وفنون‌ الإسلام‌» ص‌ 170.

      
  
الفهرس
  الدرس‌ السادس‌ والعشرون‌ بعد المائتين‌ إلی‌ الاربعين‌ بعد المائتين‌:تقدّم‌ الشيعة‌ وتأسيسهم‌
  عظمة‌ الكلمات‌ الآفاقيّة‌ والانفسيّة‌
  كلمات‌ قصار للعلماء في‌ عظمة‌ القلم‌ والكتابة‌
  كلام‌ أبي‌ سعيد في‌ رواية‌ الحديث
  الصحابة‌ يكتبون‌ جميع‌ ما يسمعونه‌ من‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  خلاف‌ العامّة‌ في‌ صيغة‌ التشهّد
  تدوين‌ الشيعة‌ الحديث‌ اقتداءً بأئمّتهم‌
  أئمّة‌ العامّة‌ الاربعة‌ من‌ الناس‌ العاديّين‌ في‌ أعصارهم‌
  تدوين‌ الشيعة‌ التابعين‌ للحديث‌
  منزلة‌ أبي‌ حمزة‌ الثمالی‌ّ
  منزلة‌ بُريد، وزرارة‌، ومحمّد بن‌ مسلم‌، وأبي‌ بصير
  كلام‌ الشهرستانيّ في‌ تبجيل‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  ‌ دفاع‌ الشهرستانيّ عن‌ هشام‌ بن‌ الحكم‌
  المدوّنون‌ من‌ أصحاب‌ الإمام‌ الكاظم‌ حتّي‌ العسكري‌ّ عليهما السلام‌
  كلام‌ عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ تدوين‌ الشيعة‌ للسنّة‌ النبويّة‌
  الشيخ‌ الطوسي‌ّ والشريفان‌ المرتضي‌ والرضي‌ّ
  السبّاقون‌ في‌ التدوين‌ هم‌ شيعة‌ علی من‌ الصحابة‌ والتابعين‌
  شروط‌ الشيعة‌ في‌ قبول‌ الحديث‌ ممّن‌ يرويه‌
  الشيعة‌ يروون‌ عن‌ أهل‌ السنّة‌ أيضاً
  رواة‌ الشيعة‌ أفذاذ في‌ الحفظ‌ والإتقان‌ والورع‌
  مائة‌ من‌ مشايخ‌ الشيعة‌ كانوا من‌ شيوخ‌ العامّة‌ في‌ الرواية‌
  ترجمة‌ معروف‌ الكرخي‌ّ وتوثيقه‌
  ذنب‌ المحدِّثين‌ من‌ الشيعة‌ تشيّعهم‌!
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ تأسيس‌ العلوم‌ الإسلاميّة‌
  الشيعة‌ هم‌ السبّاقون‌ في‌ العلوم‌ القرآنيّة‌ المتنوّعة‌
  أئمّة‌ علم‌ القرآن‌ من‌ الشيعة‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الحديث‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الدراية‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الرجال‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الفقه‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الكلام‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ مكارم‌ الاخلاق‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ فنّ الجغرافيّة‌ في‌ صدر الإسلام‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الاخبار والتواريخ‌ والآثار، ومزيّتهم‌ علی الآخرين‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ اللغة‌
  >>تقدم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الإنشاء والكتابة‌
  الاحاديث‌ النبويّة‌ في‌ لزوم‌ التشيّع‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌عصر سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ زين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌
  ثورة‌ المختار والثناء عليه‌
  ثورة‌ التوّابين‌ (التعلیقة)
  جرائم‌ الحجّاج‌ وعبد الملك‌ ضدّ الشيعة‌
  كان‌ الكثير من‌ حكّام‌ الجور في‌ بادي‌ أمرهم‌ من‌ أهل‌ الزهد والعبادة‌ (التعلیقة)
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ موسي‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الجواد عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ عليّ الهاديّ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الحسن‌ العسكريّ عليه السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ المهديّ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ الغيبة‌ الكبري‌
  الدرس‌ الحادي‌ والاربعون‌ بعد المائتين‌ إلی‌ الخامس‌ والخمسين‌ بعد المائتين‌
  الكلمة‌ الطيّبة‌ هي‌ حقيقة‌ الولاية‌
  ردّ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ علی الآلوسي‌ّ في‌ الدفاع‌ عن‌ بني‌ أُميّة‌
  حقيقة‌ الكلمة‌ التكوينيّة‌ الطيّبة‌ وجود سرّ الإنسان‌ الكامل‌
  كلام‌ المرحوم‌ الكمباني‌ّ في‌ الفرق‌ بين‌ الكلمة‌ والكتاب‌ الإلهي‌ّ
  رسول‌ الله‌ وآله‌ لهم‌ المقام‌ الجمعي‌ّ في‌ أعلی القلم‌
  وراثة‌ الإمام‌ الصادق‌ العلوم‌ الكلّيّة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  عمر الإمام‌ الصادق‌ الطويل‌ أحد البواعث‌ علی ظهور علومه‌
  أسباب‌ تسمية‌ التشيّع‌ بالمذهب‌ الجعفري‌ّ
  تعبّد الناس‌ بفقه‌ العامّة‌ حتّي‌ عصر الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  دور الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ عرض‌ الاُسس‌ الإسلاميّة‌
  عمل‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ إبانة‌ الإسلام‌ الحقيقي‌ّ
  سبب‌ امتناع‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ عن‌ قبول‌ الخلافة
  كلام‌ مترجم‌ كتاب‌ «مغز متفكّر جهان‌ شيعة‌» حول‌ المذهب‌ الجعفري‌ّ (التعلیقة)
  تفصيل‌ مواقف‌ المنصور الدوانيقي‌ّ من‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  كان‌ المنصور الدوانيقي‌ّ يعطي‌ الامان‌ ويقتل‌
  اعتقال‌ المنصور بني‌ الحسن‌ في‌ سجن‌ الهاشميّة‌
  موقف‌ المنصور من‌ محمّد الديباج‌ وتعذيبه‌
  المنصور أوّل‌ مثير للخلاف‌ بين‌ العبّاسيّين‌ والعلويّين‌
  شدّة‌ حرص‌ المنصور الدوانيقي‌ّ وبخله‌
  استدعاء الامويّين‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ إلی‌ الشام‌
  استدعاء المنصور الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌من‌المدينة‌إلی‌قصرالحمراء
  حوار المنصور مع‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ولين‌ الإمام‌
  إغلاق‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ كلّ طريق‌ للانتهاك‌ أمام‌ المنصور
  موقف‌ آخر للمنصور من‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  جواب‌ الإمام‌ الصادق‌ للمنصور حول‌ سبب‌ امتناعه‌ عن‌ مخالطته‌
  دعاء الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ دفع‌ شرّ المنصور عنه‌
  استدعاء المنصور، واستحلاف‌ الإمام‌ الصادق‌ الرجل‌ الكاذب‌ وهلاكه‌
  ضعف‌ الاسباب‌ في‌ استدعاء المنصور للإمام‌ الصادق‌ عدّة‌ مرّات‌
  عدم‌ استطاعة‌ المأمون‌ تحمّل‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌
  احتجاج‌ رجل‌ صوفي‌ّ، وعزم‌ المأمون‌ علی قتل‌ الإمام‌ الرضا
  علوم‌ الإمام‌ الصادق‌ كالشجي‌ المعترض‌ في‌ حلق‌ المنصور
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ يُطفي‌ غضب‌ المنصور
  موقف‌ الإمام‌ الحكيم‌ من‌ المنصور
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ يجيب‌ جواسيس‌ المنصور بالنفي‌
  تشيّع‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ الاشعث‌ بسبب‌ علوم‌ الإمام‌ الغيبيّة‌
  التجسّس‌ علی العلويّين‌ وخداعهم‌ بالمال‌ الكثير
  تقيّة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ الشديدة‌ وخوفه‌ علی سفيان‌
  مواعظ‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ لسفيان‌ الثوري‌ّ
  سنون‌ الحكومة‌ الامويّة‌ والمروانيّة‌ (التعلیقة)
  معاناة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ من‌ الولاة‌ الجائرين‌
  خطبة‌ والی‌ المدينة‌ واعتراض‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  قتل‌ المعلی بن‌ خنيس‌ ومصادرة‌ أموال‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌
  تبديل‌ الثورة‌ الدينيّة‌ للعبّاسيّين‌ إلی‌ إمبراطوريّة‌
  اعتقال‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ودعاؤه‌ بالخلاص‌
  بعض‌ الإصلاحات‌ التي‌ قام‌ بها عمر بن‌ عبد العزيز
  حوار الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ مع‌ المتصوّفة‌ حول‌ الزهد الحقيقي‌ّ
  البحث‌ الثاني‌ في‌ مدرسة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ وعلومه‌ وتلامذته‌
  تلاميذ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أربعة‌ آلاف‌
  جمع‌ كثير من‌ المشايخ‌ كانوا تلاميذ الإمام‌ عليه‌ السلام‌
  تلمذة‌ مالك‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ وأبو حنيفة‌
  تمجيد أبي‌ حنيفة‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  بحث‌ حول‌ مالك‌ بن‌ أنس‌ بن‌ أبي‌ عامر الاصبحيّ المدنيّ أحد أئمّة‌العامّة‌في‌الفقه‌
  تمجيد مالك‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  ردّ الإمام‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌ أحاديث‌ العامّة‌ للحسن‌ بن‌ عبد الله‌
  بحث‌ حول‌ أبي‌ حنيفة‌: النعمان‌ بن‌ ثابت‌ بن‌ زُوطي‌ التميميّ إمام‌ آخر من‌ أئمّة‌العامّة‌الاربعة‌
  مناقب‌ مزيّفة‌ مزعومة‌ لابي‌ حنيفة‌ (التعلیقة)
  مخالفة‌ أبي‌ حنيفة‌ للسُّنّة‌ النبويّة‌ الشريفة‌ في‌ مواضع‌ كثيرة‌
  صلاة‌ القفّال‌ المروزي‌ّ علی فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌
  ترجمة‌ أبي‌ يوسف‌ القاضي‌ تلميذ أبي‌ حنيفة‌
  عبارات‌ دامغة‌ لاعاظم‌ السنّة‌ في‌ أبي‌ حنيفة‌
  كرامتان‌ باهرتان‌ لقبر أبي‌ حنيفة‌
  قصّة‌ الرجل‌ الزائر مع‌ خادم‌ قبر أبي‌ حنيفة‌
  مدّة‌ الحمل‌ عند العامّة‌ ومدّة‌ حمل‌ الشافعي‌ّ
  استهزاء أبي‌ حنيفة‌ بقول‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  كلام‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ في‌ أبي‌ حنيفة‌
  حكم‌ أبي‌ حنيفة‌ في‌ قطع‌ يد السارق‌ الذي‌ سرق‌ فسيل‌ النخل‌
  تشبيه‌ أبي‌ حنيفة‌ بالمولّدين‌ من‌ بني‌ إسرائيل‌
  كلام‌ شريك‌ حول‌ انحراف‌ أبي‌ حنيفة‌
  فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌ تفصل‌ النساء عن‌ أزواجهنّ
  شهادة‌ علماء العامّة‌ علی جهل‌ أبي‌ حنيفة‌
  اتّهام‌ مؤمن‌ الطاق‌ أبا حنيفة‌ بالتناسخ‌
  ردّ ابن‌ المبارك‌ علی أحاديث‌ أبي‌ حنيفة‌
  مرجع‌ الكتب‌ الشاملة‌ لفتاوي‌ الفقهاء الاربعة‌
  حوار يوحنّا مع‌ علماء العامّة‌
  أبو حنيفة‌: حكم‌ القاضي‌ نافذ ظاهراً وباطناً
  تصديق‌ المذنب‌ الشهودَ يوجب‌ سقوط‌ الحدّ!
  موارد من‌ فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌ المخالفة‌ للشرع‌ والعقل‌
  مالك‌ يجيز اللواط‌
  الحنابلة‌ يقولون‌ بجسمانيّة‌ الله‌
  بعض‌ علماء العامّة‌ يكفّرون‌ الشيعة‌ ويستحلّون‌ دماءهم‌
  مدح‌ الصحابة‌ بشرط‌ عدم‌ ارتدادهم‌
  إشكالات‌ الجويني‌ّ علی مالك‌
  جواز تعاطي‌ البنج‌ ولعب‌ الشطرنج‌ و... عند الفقهاء الاربعة‌
  ردّ استدلال‌ المالكيّين‌ علی جواز وط‌ء الغلام‌
  مسألة‌ رضاع‌ الكبير عند العامّة‌
  قصّة‌ رضاع‌ سالم‌ مولي‌ أبي‌ حذيفة‌
  رضاع‌ الكبير عند عائشة‌ من‌ الثدي‌
  بحث‌ حول‌ محمّد بن‌ إدريس‌ الشافعيّ القُرَشيّ المُطَّلِبيّ
  حوار الشافعي‌ّ مع‌ مالك‌
  شعر الشافعي‌ّ في‌ ولاء أهل‌ البيت‌
  شعر الشافعي‌ّ في‌ حبّ آل‌ محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  كان‌ الشافعي‌ّ عامّي‌ّ المذهب‌ ومعتقداً بالخلفاء
  الشافعي‌ّ سنّي‌ّ معتدل‌
  الشافعي‌ّ لا يجيز العمل‌ بالرأي‌ والقياس‌
  ردّ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ علی أبي‌ حنيفة‌ قوله‌ بالقياس‌
  نصائح‌ الإمام‌ الصادق‌ للإمام‌ الكاظم‌ علی ما نقله‌ الدميري‌ّ
  حوار الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ مع‌ أبي‌ حنيفة‌ حول‌ الرأي‌ والقياس‌
  أهل‌ القياس‌ يبدّلون‌ الحلال‌ والحرام‌ أحدهما بالآخر (التعلیقة)
  كان‌ أبو بكر لا يجيز العمل‌ بالرأي‌ والقياس‌
  روايات‌ الشيعة‌ في‌ حرمة‌ العمل‌ بالقياس‌
  وفاة‌ الشافعي‌ّ وشي‌ء من‌ شعره‌
  بحث‌ حول‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ حَنْبَل‌ الشَّيْبانيّ المروزيّ البغداديّ
  من‌ مشاهير المعتزلة‌
  لقاء أحمد بأحد مشايخ‌ الشيعة‌ بالكوفة‌
  كيفيّة‌ تقليد العامّة‌ قبل‌ الرشيدَين‌ وبعدهما
  أحمد بن‌ حنبل‌ يجيز لعن‌ يزيد ويسبّب‌ لعن‌ بعض‌ الصحابة‌
  شعر الزمخشري‌ّ في‌ كتمان‌ مذهبه‌
  العواقب‌ السيّئة‌ لغلق‌ باب‌ الاجتهاد والقول‌ بعدالة‌ الصحابة‌
  الإماميّة‌ يعتقدون‌ بالعدل‌ الإلهي‌ّ وعصمة‌ الانبياء
  الاشاعرة‌ يعتقدون‌ بجسمانيّة‌ الله‌ في‌ رؤيته‌
  رأي‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ في‌ العدل‌
  كلام‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ في‌ عصمة‌ الانبياء
  عقائد الاشاعرة‌ في‌ التوحيد والعدل‌ مدعاة‌ إلی‌ البراءة‌ من‌ الإسلام‌
  الحُسن‌ والقبح‌ العقليّان‌ من‌ منظار الشيعة‌ والاشاعرة‌
  إن‌ الله‌ تعالی‌ لا یفعل‌ القبيح‌
  أفعال‌ الله‌ معلّلة‌ بأغراض‌
  صفات‌ النبي‌ّ عند الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌
  انتهاء علوم‌ الفقهاء الاربعة‌ إلی‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  خطأ أحمد أمين‌ في‌ الحكم‌ بأخذ الشيعة‌ عن‌ المعتزلة‌
  خطأ أحمد أمين‌ في‌ التأريخ‌ وعلم‌ المصادر
  دخول‌ مالك‌ علی أبي‌ جعفر المنصور الدوانيقي‌ّ بمني‌
  أمر المنصور مالكاً بتالیف‌ كتاب‌ الفقه‌
  دفاع‌ مالك‌ عن‌ فتواه‌ في‌ القسامة‌
  حوار المغيرة‌ المخزومي‌ّ ـ تلميذ مالك‌ـ مع‌ أبي‌ يوسف‌ القاضي‌
  موطّأ مالك‌ دستور المنصور الانقلابي‌ّ للبلاد
  أبيات‌ الشاعرة‌ بروين‌ اعتصامي‌ّ في‌ ظلم‌ الحكّام‌
  سبب‌ تقليل‌ روايات‌ «الموطّأ»
  سبب‌ تألیفه‌ وزمن‌ تألیف‌ «الموطّأ»
  تهرّب‌ مالك‌ من‌ أمر المنصور بتإلیف‌ الرسالة‌
  الانحراف‌ التدريجي‌ّ لمالك‌ وركونه‌ إلی‌ المنصور
  كلام‌ عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ انتقال‌ الفقه‌ من‌ المدينة‌ إلی‌ العراق‌
  المذهب‌ الجعفري‌ّ يبطل‌ القياس‌
  كلام‌ قادح‌ لاحمد أمين‌ في‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  عظمة‌ محمّد بن‌ زيد في‌ معاملة‌ ابن‌ هشام‌ الاموي‌ّ
  نماذج‌ الاصالة‌ عند محمّد بن‌ زيد العلوي‌ّ
  شعر الشافعي‌ّ في‌ مقتل‌ أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌
  فضيلة‌ زيارة‌ قبر الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ (التعلیقة)
  أبيات‌ من‌ القصيدة‌ الاُزريّة‌ في‌ عظمة‌ مقام‌ الائمّة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی