معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > اعتقادات > معرفة‌ الإمام > معرفة الامام(المجلد السادس‌عشر والسابع‌عشر)
کتاب معرفة الامام / المجلد السادس عشر و السابع عشر / القسم الثامن عشر: افعال الله و اغراضها، خطأ الحکم بأخذ الشیعة عن المعتزلة

أفعال‌ الله‌ معلّلة‌ بأغراض‌

 وهكذا يسجّل‌ العلاّمة‌ ستّة‌ إشكالات‌ أُخري‌ علی الاشاعرة‌، ثمّ يصل‌ إلی‌ المطلب‌ الرابع‌ في‌ أنّ الله‌ تعإلی‌ يفعل‌ لغرض‌ وحكمة‌، وينقل‌ قول‌ الاشاعرة‌ في‌ أ نّه‌ لا يجوز أن‌ يفعل‌ الله‌ شيئاً لغرض‌، ولامصلحة‌ ترجع‌ إلی‌ العباد، ولغاية‌ من‌ الغايات‌. ولزمهم‌ من‌ ذلك‌ محالات‌، ويؤاخذهم‌ بعدد من‌ الإشكالات‌، حتّي‌ يصل‌ إلی‌ الإشكال‌ الرابع‌ فيقول‌: إنّه‌ يلزم‌ الطامّة‌ العظمي‌، والدهية‌ الكبري‌ عليهم‌، وهو: إبطال‌ النبوّات‌ بأسرها، وعدم‌ الجزم‌ بصدق‌ أحدٍ منهم‌، بل‌ يحصل‌ الجزم‌ بكذبهم‌ أجمع‌، لانّ النبوّة‌ إنّما تتمّ بمقدّمتين‌:

 إحداهما: أنّ الله‌ تعإلی‌ خلق‌ المعجزة‌ علی يد مدّعي‌ النبوّة‌ لاجل‌ التصديق‌.

 والثانية‌: أنّ كلّ من‌ صدّقه‌ الله‌ تعإلی‌ فهو صادق‌.

 وتحدّث‌ العلاّمة‌ مفصّلاً عن‌ المقدّمة‌ الاُولي‌. ثمّ انتقل‌ انتقل‌ إلی‌ المقدّمة‌ الثانية‌، فقال‌:

 المقدّمة‌ الثانية‌: وهي‌ أنّ كلّ من‌ صدّقه‌ الله‌ تعإلی‌ فهو صادق‌. ممنوعة‌ عندهم‌ ( عند الاشاعرة‌ ) أيضاً، لا نّه‌ يخلق‌ الضلال‌ والشرور وأنواع‌ الفساد والشرك‌، والمعاصي‌ الصادرة‌ من‌ بني‌ آدم‌، فكيف‌ يمتنع‌ عليه‌ تصديق‌ الكاذب‌؟! فيبطل‌ المقدّمة‌ الثانية‌ أيضاً.

 هذا نصّ مذهبهم‌، وصريح‌ معتقدهم‌. نعوذ بالله‌ من‌ عقيدة‌ أدّت‌ إلی‌ إبطال‌ النبوّات‌، وكذيب‌ الرسل‌، والتسوية‌ بينهم‌ وبين‌ مسيلمة‌، حيث‌ كذب‌ في‌ ادّعاء الرسالة‌.

 فلينظر العاقل‌ المنصف‌، ويَخَف‌ ربّه‌، ويخش‌ من‌ إلیم‌ عقابه‌، ويعرض‌ علی عقله‌: هل‌ بلغ‌ كفر الكافر إلی‌ هذه‌ المقالات‌ الرديّة‌ والاعتقادات‌ الفاسدة‌؟! وهل‌ هؤلاء أعذر في‌ مقالتهم‌، أم‌ إلیهود، والنصاري‌ الذين‌ حكموا بنبوّة‌ الانبياء المتقدّمين‌ عليهم‌ السلام‌، وحكم‌ عليهم‌ جميع‌ الناس‌ بالكفر، حيث‌ أنكروا نبوّة‌ محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌؟!

 وهؤلاء قد لزمهم‌ إنكار جميع‌ الانبياء عليهم‌ السلام‌، فهم‌ شرّ من‌ أُولئك‌. ولهذا قال‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، حيث‌ عدّهم‌، وذكر إلیهود، والنصاري‌: إنَّهُمْ شَرُّ الثَّلاَثَةِ. [1]

 ولا يعذر المقلّد نفسه‌. فإنّ فساد هذا القول‌ معلوم‌ لكلّ أحد، وهم‌ معترفون‌ بفساده‌ أيضاً.

 ويواصل‌ العلاّمة‌ كلامه‌ فيسجّل‌ بعد هذا الإشكال‌ سبعة‌ إشكالات‌ أُخري‌ علی الاشاعرة‌ في‌ هذه‌ المقالة‌ ويختم‌ الموضوع‌. [2] وقال‌ في‌ مبحث‌ « تكليف‌ ما لا يُطاق‌ »:

  المطلب‌ الثامن‌: في‌ امتناع‌ تكليف‌ ما لا يُطاق‌

 قالت‌ الإماميّة‌: إنّ الله‌ تعإلی‌ يستحيل‌ عليه‌ من‌ حيث‌ الحكمة‌ أن‌ يكلّف‌ العبد ما لا قدرة‌ له‌ عليه‌، ولا طاقة‌ له‌ به‌، وأن‌ يطلب‌ منه‌ فعل‌ ما يعجز عنه‌، ويمتنع‌ منه‌، فلا يجوز له‌ أن‌ يكلّف‌ الزمِن‌ الطيران‌ إلی‌ السماء، ولا الجمع‌ بين‌ الضدّين‌، ولا كونه‌ في‌ المشرق‌ حال‌ كونه‌ في‌ المغرب‌، ولا إحياء الموتي‌، ولا إعادة‌ آدم‌ ونوح‌ عليهما السلام‌، ولا إعادة‌ أمس‌ الماضي‌، ولا إدخال‌ جبل‌ قاف‌ في‌ خرم‌ الإبرة‌، ولاشرب‌ ماء دجلة‌ في‌جرعة‌ واحدة‌، ولا إنزال‌ الشمس‌ والقمر إلی‌ الارض‌، إلی‌ غير ذلك‌ من‌ المحالات‌ الممتنعة‌ لذاتها.

 وذهبت‌ الاشاعرة‌ إلی‌ أنّ الله‌ تعإلی‌ لم‌ يكلّف‌ العبد إلاّ ما لا يُطاق‌، ولا يتمكّن‌ من‌ فعله‌. [3] فخالفوا المعقول‌ الدالّ علی قبح‌ ذلك‌، والمنقول‌، وهو المتواتر من‌ الكتاب‌ العزيز. قال‌ الله‌ تعإلی‌: لاَ يُكَلِّفُ اللَهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا. [4]

 وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـ'مٍ لِّلْعَبِيدِ. [5]

 لاَ ظُلْمَ إلیوْمَ. [6]

 وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا. [7]

 والظلم‌ هو إضرار غير المستحقّ، وأي‌ إضرارٍ أعظم‌ من‌ هذا، مع‌ أ نّه‌ غير مستحقّ؟!

 تَعَإلی‌ اللَهُ عَن‌ ذَلِكَ عُلوّاً كَبِيراً. [8]

 يواصل‌ العلاّمة‌ رحمه‌ الله‌ كلامه‌ بعد بحوث‌ طويلة‌ الذيل‌ في‌ الاُصول‌ وفروع‌ موارد الخلاف‌ بين‌ الشيعة‌ الإماميّة‌ والعامّة‌ بعد الذي‌ اخترناه‌، إلی‌ أن‌ يصل‌ إلی‌ مسألة‌ مهمّة‌ من‌ موارد خلاف‌ الشيعة‌ والعامّة‌ وهي‌ نَزَاهَةُ النَّبِيِّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَنْ دَنَاءَةِ الآبَاءِ وَعَهْرِ الاُمَّهَاتِ. فيقول‌ في‌ هذا البحث‌: في‌ أ نّه‌ يجب‌ أن‌ يكون‌ منزّهاً عن‌ دناءة‌ الآباء، وعهر الاُمَّهات‌. [9]

صفات‌ النبي‌ّ عند الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌

 ذهبت‌ الإماميّة‌ إلی‌ أنّ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ يجب‌ أن‌ يكون‌ منزّهاً عن‌ دناءة‌ الآباء، وعهر الاُمّهات‌، برئياً من‌ الرذائل‌ والافعال‌ الدالّة‌ علی الخسّة‌، كالاستهزاء به‌، والسخرية‌، والضحك‌ عليه‌، لانّ ذلك‌ يسقط‌ محلّه‌ من‌ القلوب‌، وينفّر الناس‌ عن‌ الانقياد إلیه‌، فإنّه‌ من‌ المعلوم‌ بالضرورة‌ الذي‌ لا يقبل‌ الشكّ والارتياب‌.

 وخالفت‌ السنّة‌ فيه‌:

 أمّا الاشاعرة‌ فباعتبار نفي‌ الحُسن‌ والقبح‌، فلزمهم‌ أن‌ يذهبوا إلی‌ جواز بعثة‌ ولد الزنا، المعلوم‌ لكلّ أحد.

 وأن‌ يكون‌ أبوه‌ فاعلاً لجميع‌ أنواع‌ الفواحش‌، وأبلغ‌ أصناف‌ الشرك‌، وهو ممّن‌ يُسخر به‌، ويُضحَك‌ عليه‌، ويُصفع‌ في‌ الاسواق‌، ويُستهز؟ به‌.

 ويكون‌ قد ليط‌ به‌ دائماً لابنةٍ فيه‌، قوّاداً.

 وتكون‌ أُمّة‌ في‌ غاية‌ الزنا والقيادة‌، والافتضاح‌ بذلك‌، لا تردّ يد لامس‌. ويكون‌ هو في‌ غاية‌ الدناءة‌ والسفاة‌، ممّن‌ قد ليط‌ به‌ طول‌ عمره‌، حال‌ النبوّة‌ وقبلها، ويُصفح‌ في‌ الاسواق‌، ويعتمد المناكير، ويكون‌ قوّاداً بصّاصاً.

 فهؤلاء يلزمهم‌ القول‌ بذلك‌ حيث‌ نفوا التحسين‌ والتقبيح‌ العقليّين‌، وأنّ ذلك‌ ممكن‌. فيجوز من‌ الله‌ وقوعه‌. وليس‌ هذا بأبلغ‌ من‌ تعذيب‌ الله‌ من‌ لا يستحقّ العذاب‌، بل‌ يستحقّ الثواب‌ طول‌ الابد!

 وأمّا المُعْتَزِلَة‌، فلانّهم‌ جوّزوا صدور الذنب‌ عنهم‌، لزمهم‌ القول‌ بجواز ذلك‌ أيضاً. واتّفقوا علی وقوع‌ الكبائر منهم‌ كما في‌ قصّة‌ إخوة‌ يوسف‌.

 فلينظر العاقل‌ بعين‌ الإنصاف‌: هل‌ يجوز المصير إلی‌ هذه‌ الاقاويل‌ الفاسدة‌، والآراء الرديّة‌؟ وهل‌ يبقي‌ مكلّف‌ ينقاد إلی‌ قبول‌ قول‌ مَن‌ كان‌ يُفعل‌ به‌ الفاحشة‌ طول‌ عمره‌ إلی‌ وقت‌ نبوّته‌؟ وأ نّه‌ يُصفع‌ ويُستهزأ به‌ حال‌ النبوّة‌؟ وهل‌ يثبت‌ بقول‌ هذا حجّة‌ علی الخلق‌؟!

 وأعلم‌ أنّ البحث‌ مع‌ الاشاعرة‌ في‌ هذا الباب‌ ساقط‌، وأ نّهم‌ إن‌ بحثوا في‌ ذلك‌ استعملوا الفضول‌، لا نّهم‌ يجوّزون‌ تعذيب‌ المكلّف‌ علی أ نّه‌ لم‌ يفعل‌ ما أمره‌ الله‌ تعإلی‌ به‌، من‌ غير أن‌ يعلم‌ ما أمره‌ به‌، ولا أرسل‌ إلیه‌ رسولاً البتّة‌، بل‌ وعلی امتثال‌ أمره‌ بها. وأنّ جميع‌ القبائح‌ من‌ عنده‌ تعإلی‌، وأنّ كلّ ما وقع‌ في‌ الوجود فإنّه‌ فعله‌ تعإلی‌، وهو حَسَن‌، لانّ الحَسن‌ هو الواقع‌، والقبيح‌ هو الذي‌ لم‌ يقع‌.

 فهذه‌ الصفات‌ الخسيسة‌ في‌ النبيّ وأبويه‌ تكون‌ حسنة‌ لوقوعها من‌ الله‌ تعإلی‌. فأيّ مانع‌ حينئذٍ من‌ البعثة‌ باعتبارها، فكيف‌ يمكن‌ للاشاعرة‌ منع‌ كفر النبيّ وهو من‌ الله‌، وكلّ ما يفعله‌ تعإلی‌ فهو حَسَن‌؟! وكذا أنواع‌ المعاصي‌؟ وكيف‌ يمكنهم‌ مه‌ هذا المذهب‌ التنزيه‌ للانبياء؟!

 نَعُوذُ بِاللَهِ من‌ مذهب‌ يؤدّي‌ إلی‌ تحسين‌ الكفر، وتقبيح‌ الإيمان‌، وجواز بعثة‌ من‌ اجتمع‌ فيه‌ كلّ الرذائل‌ والسقطات‌. وقد عرفت‌ من‌ هذا أنّ للاشاعرة‌ في‌ هذا الباب‌ قد أنكروا الضروريّات‌. [10]

 * * *

 انتهاء علوم‌ الفقهاء الاربعة‌ إلی‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌

 من‌ الجدير ذكره‌ أنّ جميع‌ الفقهاء الاربعه‌ ورؤساء الاشاعرة‌ والمعتزلة‌ كانوا من‌ تلاميذ مدرسة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌. وقد أخذوا منه‌ مباشرة‌ أو غير مباشرة‌. كلّ ما في‌ الامر أ نّهم‌ انحرفوا عقيديّاً أو فكريّاً أو عمليّاً بعد أن‌ وجدوا أنفسهم‌ أُولي‌ علم‌ ودراية‌، وشعروا بالاستقلال‌ في‌ آرائهم‌.

 وهذه‌ المسألة‌ خليقة‌ بالإمعان‌ جدّاً، إذ كيف‌ كان‌ ذلك‌ الإمام‌ الهُمام‌ الحامي‌ الوحيد للواء الشريعة‌ والعلم‌ والطريقة‌ والدراية‌. واضطلع‌ عليه‌ السلام‌ بعب‌ء الشيعة‌، وليس‌ عب‌ء الشيعة‌ وحدهم‌ بل‌ عب‌ء جميع‌ المسلمين‌ وحمل‌ علی عاتقة‌ المبارك‌ أعباء النبوّة‌ المصطفويّة‌ والولاية‌ المرتضويّة‌، بل‌ استفاض‌ جميع‌ العالم‌ وكافّة‌ مدارس‌ العلم‌ من‌ وجوده‌ المبارك‌.

 قال‌ العلاّمة‌ الحلّيّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ إرجاع‌ جميع‌ العلوم‌ إلی‌ سيّدنا أميرالمؤمنين‌ عليه‌ أفضل‌ صلوات‌ المصلّين‌ إلی‌ يوم‌ الدين‌:

 وأمّا الفقه‌ فالفقها، كلّهم‌ يرجعون‌ إلیه‌. أمّا الإماميّة‌ فظاهر، لا نّهم‌ أخذوا علمهم‌ منه‌ ومن‌ أولاده‌ عليهم‌ السلام‌.

 وأمّا غيرهم‌ كذلك‌. أمّا أصحاب‌ أبي‌ حنيفة‌ كأبي‌ يوسف‌ ومحمّد بن‌ الحسن‌ الشيبانيّ وزُفَر، فإنّهم‌ أخذوا عن‌ أبي‌ حنيفة‌ ( وكان‌ أبو حنيفة‌ تلميذ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ).

 والشافعيّ قرأ علی محمّد بن‌ الحسن‌ الشيبانيّ وعلی مالك‌، فرجع‌ فقهه‌ إلیهما.

 وأمّا أحمد بن‌ حنبل‌ فقرأ علی الشافعيّ، فرجع‌ فقهه‌ إلیه‌، وفقه‌ الشافعيّ راجع‌ إلی‌ أبي‌ حنيفة‌، وأبو حنيفة‌ قرأ علی الصادق‌ عليه‌ السلام‌، والصادق‌ عليه‌ السلام‌ قرأ علی الباقر عليه‌ السلام‌، والباقر عليه‌ السلام‌ قرأ علی زين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌، وزين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌ قرأ علی أبيه‌ عليه‌ السلام‌، وأبوه‌ عليه‌ السلام‌ قرأ علی عليّ عليه‌ وآله‌ الصلاة‌ والسلام‌.

 ومالك‌ قرأ علی ربيعة‌ الرأي‌، وقرأ ربيعة‌ علی عكرمة‌، وعكرمة‌ علی عبدالله‌ بن‌ عبّاس‌، وعبدالله‌ بن‌ عبّاس‌ تلميذ عليّ عليه‌ السلام‌.

 وأمّا علم‌ الكلام‌ فهو عليه‌ السلام‌ أصله‌، ومن‌ خطبه‌ استفاد الناس‌، وكلّ الناس‌ تلاميذه‌. فإنّ المعتزلة‌ انتسبوا إلی‌ واصل‌ بن‌ عطاء، وهو كبيرهم‌. وكان‌ تلميذ أبي‌ هاشم‌ عبدالله‌ بن‌ محمّد ابن‌ الحنفيّة‌، وأبو هاشم‌ تلميذ أبيه‌، وأبوه‌ تلميذ عليّ! عليه‌ السلام‌.

 والاشعريّة‌ تلامذة‌ أبي‌ الحسن‌ عليّ بن‌ ] إسماعيل‌ بن‌ [ أبي‌ بشر الاشعريّ، وهو تلميذ أبي‌ عليّ الجبّائيّ، وهو شيخ‌ من‌ مشايخ‌ المعتزلة‌.[11]

 * * *

خطأ أحمد أمين‌ في‌ الحكم‌ بأخذ الشيعة‌ عن‌ المعتزلة‌

 تحدّث‌ أحمد أمين‌ بك‌ المصريّ عن‌ الشيعة‌ مفصّلاً، إلی‌ أن‌ قال‌: وهم‌ ( الشيعة‌ ) يقولون‌ في‌ كثير من‌ مسائل‌ أُصول‌ الدين‌ بقول‌ المعتزلة‌. فقد قال‌ الشيعة‌ كما قال‌ المعتزلة‌ بأنّ صفات‌ الله‌ عين‌ ذاته‌، وبأنّ القرآن‌ مخلوق‌، وبإنكار الكلام‌ النفسيّ!، وإنكار رؤية‌ الله‌ بالبصر في‌ الدنيا والآخرة‌، كما وافق‌ الشيعة‌ المعتزلة‌ في‌ القول‌ بالحُسن‌ والقبح‌ العقليّين‌، وبقدرة‌ العبد واختياره‌، وأ نّه‌ تعإلی‌ لايصدر عنه‌ قبيح‌، وأنّ أفعاله‌ معلّلة‌ بالعلل‌ والاغراض‌... إلی‌ آخره‌.

 وقد قرأتُ كتاب‌ « إلیاقوت‌ » لابي‌ إسحاق‌ إبراهيم‌ بن‌ نوبخت‌ من‌ قدماء متكلّمي‌ الشيعة‌ الإماميّة‌،[12] فكنتُ كأنّي‌ أقرأ كتاباً من‌ كتب‌ أُصول‌ المعتزلة‌ إلاّ في‌ مسائل‌ معدودة‌ كالفصل‌ الاخير في‌ الإمامة‌، وإمامة‌ عليّ، وإمامة‌ الاحد عشر بعده‌.

 ولكن‌ أيّهما أخذ من‌ الآخر؟ أمّا بعض‌ الشيعة‌ فيزعم‌ أنّ المعتزلة‌ أخذوا عنهم‌، وأنّ واصل‌ بن‌ عطاء ـ رأس‌ المعتزلة‌ ـ تتلمذ لجعفر الصادق‌. وأنا أُرّجح‌ أنّ الشيعة‌ هم‌ الذين‌ أخذوا من‌ المعتزلة‌ تعإلیمهم‌. وتتبُّع‌ نشوء مذهب‌ الاعتزال‌ يدلّ علی ذلك‌.

 وزيد بن‌ عليّ زعيم‌ الفرقة‌ الشيعيّة‌ الزيديّة‌ التي‌ تنتسب‌ إلیه‌ تتلمذ لواصل‌. وكان‌ جعفر يتصّل‌ بعمّه‌ زيد.

 ويقول‌ أبو الفرج‌ الإصفهانيّ في‌ « مقاتل‌ الطالبيّين‌ »: كان‌ جعفر بن‌ محمّد يمسك‌ لزيد بن‌ عليّ بالركاب‌ ويسوّي‌ ثيابه‌ علی السرج‌. [13] فإذا صحّ ما ذكره‌ الشهرستانيّ وغيره‌ عن‌ تتلمذ زيد لواصل‌، فلا يعقل‌ كثيراً أن‌ يتتلمذ واصل‌ لجعفر.

 وكثير من‌ المعتزلة‌ كان‌ يتشيّع‌. فالظاهر أ نّه‌ عن‌ طريق‌ هؤلاء تسرّبت‌ أُصول‌ المعتزلة‌ إلی‌ الشيعة‌. [14]

 إنّ حكم‌ أحمد أمين‌ هذا غير سديد، وقد انطلق‌ فيه‌ من‌ عناده‌ ومكابرته‌ للشيعة‌. فعندما يذكر المؤرّخون‌ ؤنّ واصل‌ بن‌ عطاء كان‌ يحضر في‌د رس‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌، ويستفيد من‌ علومه‌، ثمّ تركه‌ وعقد له‌ مجلساً مستقلاً، فلا معني‌ لو هم‌ أحمدأمين‌، وكلامه‌ في‌ غير سدد.

 بخاصّة‌ مع‌ علم‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ الغزير وفكره‌ الواسع‌، كيف‌ يمكن‌ أن‌ يكون‌ زيد المعلیء بالعلوم‌ تلميذاً للإمام‌؟ كلّ ما في‌ الامر لمّا كان‌ زيد أكبر سنّاً من‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌، وكان‌ عمّه‌، والعمّ بمنزلة‌ الاب‌، فإنّ احترام‌ الإمام‌ المفرط‌ إيّاه‌ لا يتنافي‌ مع‌ عظمة‌ علم‌ الإمام‌ بالنسبة‌ إلی‌ زيد.

 الجميع‌ يعلمون‌ أنّ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أخذ علومه‌ من‌ أبيه‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌، وأنّ أباه‌ أخذها من‌ الإمام‌ سيّد الساجدين‌ عليه‌ السلام‌، وسيّدالساجدين‌أخذهامن‌أبَوَيه‌الحسن‌[15]والحسين‌ عليهما السلام‌، وهما أخذاها من‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ الصلاة‌ والسلام‌.

 كانت‌ هذه‌ المدرسة‌ مدرسة‌ واحدة‌ متماسكة‌ لاتقبل‌ الانفصال‌ والثغرات‌. وتلك‌ المطالب‌ الدقيقة‌ العميقة‌ من‌ أسرار التوحيد وحقيقة‌ لبّ المعرفة‌ الواردة‌ في‌ عبارات‌ الإمام‌ وكلمات‌ أبيه‌، وفي‌ تضاعيف‌ الادعية‌ الرفيعة‌ ل « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ الكاملة‌ »، وفي‌ خطب‌ مولي‌ الموإلی‌ أميرالمؤمنين‌ عليهم‌ جمعياً سلام‌ الله‌ وصلوات‌ ملائكته‌ المقرّبين‌ لم‌ يحلم‌ بها واصل‌ بن‌ عطاء قطّ. وكم‌ من‌ الإجحاف‌ أن‌ يوزن‌ الصدف‌ بالفيروزج‌، والزجاج‌ بإلیاقوت‌ المتلإلی‌!!

 ألم‌ تكن‌ عبارات‌ واصل‌ بن‌ عطاء وكلماته‌ قريبة‌ المنال‌؟! قايسوها بكلمة‌ واحدة‌ من‌ كلمات‌ الإمام‌ وسائر الائمّة‌ لتروا هل‌ تعطّر واصل‌ برائحة‌ تلك‌ الاسرار التوحيديّة‌ الخفيّة‌ والمطالب‌ العرفانيّة‌ العإلیة‌ في‌ التوحيد، أو العدل‌، أو سائر الاُمور المشتركة‌ بين‌ الشيعة‌ والمعتزلة‌!

 أجل‌، لقد جار الدكتور أحمد أمين‌ كثيراً في‌ حكمه‌ علی الشيعة‌ والتشيّع‌ في‌ كتابيه‌ « فجر الإسلام‌ » و « ضحي‌ الإسلام‌ ». ويُستقبَح‌ من‌ باحث‌ مؤرّخ‌ أن‌ يتقوّل‌ عليهم‌ ويرميهم‌ بتهمٍ تافهة‌ رخيصة‌ هم‌ منها بُرَاء. فقد أراد هذا الرجل‌ ـ من‌ غير مطالعة‌ لكتب‌ الشيعة‌ ـ أن‌ يعرف‌ محتويات‌ البيت‌ ويحكم‌ عليه‌ من‌ علی سطحه‌. واستبان‌ للباحثين‌ في‌ العالم‌ تخطبّه‌ ومآربه‌ التخريبيّة‌.

 وقد انتبه‌ أحمد أمين‌ في‌ كتاب‌ « يوم‌ الإسلام‌ » الذي‌ صنّفه‌ في‌ الايّام‌ الاخيرة‌ من‌ حياته‌ إلی‌ كثير من‌ موضوعاته‌ المموَّهة‌ المشوَّقة‌ وأصلحها. وكتابه‌ هذا في‌ الحقيقة‌ كتاب‌ توبة‌ من‌ مطالب‌ مغلوطة‌ وأحكام‌ غير صائبة‌ حكم‌ بها علی الشيعة‌ في‌ كتبه‌ السابقة‌[16] استطراداً.

خطأ أحمد أمين‌ في‌ التأريخ‌ وعلم‌ المصادر

 عندما نلحظ‌ في‌ موضع‌ من‌ المواضع‌ أ نّه‌ ضعيف‌ جدّاً في‌ التأريخ‌، إذ مع‌ ما أبداه‌ من‌ آراء وأقضية‌ حول‌ زيد، فإنّه‌ لم‌ يعرف‌ وجوده‌ الخارجيّ، ولم‌ يعلم‌ أنّ الزيديّ هو من‌ انتسب‌ إلی‌ زيد بن‌ عليّ بن‌ الحسين‌! فقد قال‌ في‌ كتاب‌ « فجر الإسلام‌ »: فالزيديّة‌ أتباع‌ زيد بن‌ حسن‌ بن‌ عليّ الحسين‌ بن‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌. [17]

 وعندما نعلم‌ أ نّه‌ لم‌ ير كتاب‌ « سرّ العالمين‌ » للغزإلی ولم‌ يعرفه‌، وسمّاه‌ « سرّ العارفين‌ » [18] وذهب‌ إلی‌ أ نّه‌ من‌ وضع‌ الشيعة‌ ومنسوب‌ إلی‌ الغزّإلی، فماذا نتوقّع‌ منه‌؟ وأ نّي‌ له‌ أن‌ يكون‌ مصيباً في‌ أحكامه‌ ومتّخذاً نهجاً صحيحاً في‌ آرائه‌ التي‌ حكم‌ بها علی الشيعة‌ والتشيّع‌؟!

 وأهمّ من‌ هذا كلّه‌ أنّ دكاترة‌ وأساتذة‌ التأريخ‌ والآداب‌ والفلسفة‌ وعلم‌ الاجتماع‌ الدارسين‌ في‌ الخارج‌ يريدون‌ علی سجيّة‌ معلّميهم‌ المستشرقين‌ وغيرهم‌ وفي‌ ضوء تعإلیمهم‌ أن‌ يقيسوا العلوم‌ الإلهيّة‌ بالعلوم‌ الذهنيّة‌ والكفريّة‌، ويضعوا لها مصدر علاقة‌ إنسانيّة‌ وتعليم‌ خارجيّ، إنّهم‌ غافلون‌ عن‌ العلوم‌ الإلهاميّة‌ واللدنيّة‌. وعندما يصلون‌ إلی‌ علوم‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ يحاولون‌ أن‌ يمتروا فيها فيقولون‌: ممّن‌ أخذ محمّد ] صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ [ علمه‌؟!

 ولمّا كانوا لا يعرفون‌ الوحي‌، ولا جبرائل‌، ولا الروح‌ الامين‌، ولا الجذبات‌ الربّانيّة‌ السبحانيّة‌، ولا الحالات‌ التوحيديّة‌ وكيفيّة‌ تلقّي‌ الوحي‌ من‌ العالم‌ العلويّ، فإنّهم‌ يتشبّثون‌ بكلام‌ فارغ‌، وترّهات‌ وأباطيل‌ فيقولون‌: أخذه‌ من‌ الراهب‌ الفلانيّ، أو الحبر الفلانيّ العالم‌ بالتلمود! فانظر إلی‌ البون‌ الشاسع‌ بين‌ الطريقين‌! وشتّان‌ بينهما!

 من‌ هنا، نحن‌ لانثمّن‌ هذا الضرب‌ من‌ العلوم‌ السطحيّة‌، ونري‌ أنّ أساتذتها ودكاترتها عامّيّين‌ لاعمق‌ لهم‌، إذ إنّ الدروس‌ الحوزويّة‌ هي‌ التي‌ تربّي‌ الإنسان‌ الباحث‌ المتبحّر المتّبّع‌. ولاحظنا ونلاحظ‌ أنّ الدكتور أحمد أمين‌ وأمثاله‌ مع‌ ضخامة‌ كتبهم‌ لم‌ يعالجوا أدواء المجتمع‌، ولم‌ يضعوا الورود والرياحين‌ في‌ طريق‌ أبنائه‌، ولم‌يتركوا له‌ إلاّ الخلاف‌ النابع‌ من‌ نفوسهم‌ الامّارة‌.

 أجل‌، لانعجب‌ من‌ ضروب‌ هذا التعصّب‌ الذي‌ ما زال‌ يُمارَس‌، ولانعجب‌ من‌ إخفاء وجه‌ الحقّ، فمنذ عصر وليّ الله‌ المطلق‌ وأُستاذ الكلّ في‌ الكلّ الإمام‌ الناطق‌ بالحقّ جعفر بن‌ محمّد الصادق‌ عليه‌ وعلی آبائه‌ الاكرمين‌ وأولاده‌ الاطيبين‌ أفضل‌ صلوات‌ الله‌ وصلوات‌ أنبيائه‌ المرسلين‌ وملائكته‌ المقرّبين‌، رأينا كيف‌ كانوا يمنعون‌ الناس‌ من‌ دخول‌ بيت‌ الإمام‌، ويردعونهم‌ عن‌ التردّد عليه‌، وكان‌ في‌ الحقيقة‌ تحت‌ الإقامة‌ الجبريّة‌، مع‌ أنّ علمه‌ قد ملا الآفاق‌. وزهده‌ بلغ‌ القمر، وإعراضه‌ عن‌ الدنيا والرئاسة‌ قد أقرّ به‌ أعداؤه‌ كأبي‌ جعفر المنصور الدوانيقيّ وغيره‌. مع‌ ذلك‌ لمّا كان‌ أساس‌ وجوده‌ محرجاً لسطنة‌ المنصور الكسرويّة‌ وجبروتيّته‌ الفرعونيّة‌، فقد بذل‌ ما بذل‌ من‌ الاموال‌ الطائلة‌ من‌ أجل‌ إطفاء نوره‌. وتزامناً مع‌ إمامته‌، وسجن‌ نجله‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌ مع‌ التشريد والتضييق‌ في‌ طوامير سجن‌ بغداد، واستشهادهما ـ في‌ آخر المطاف‌ ـ بسمٍّ قاتل‌، أمر مالك‌ بن‌ أنس‌ أن‌ يصنّف‌ كتاب‌ المسائل‌ ( توضيح‌ المسائل‌ في‌ عصرهم‌) لينشره‌ في‌ أرجاء العالم‌ بالقوّة‌ والإكراه‌.

 ونكتفي‌ فيما يأتي‌ بما ذكره‌ ابن‌ قتبية‌ الدينوريّ في‌ كتاب‌ « الإمامة‌ والسياسة‌ » حول‌ هذا الكتاب‌ الذي‌ صُنِّف‌ بأمر المنصور. ولعلّ مسائل‌ أُخري‌ تستبين‌ للقاري‌ الكريم‌ حوله‌ أيضاً من‌ خلال‌ الإمعان‌ في‌ خصوصيّات‌ الامر:

 قال‌ ابن‌ قتيبة‌: وذكروا أ نّه‌ هاج‌ بالمدينة‌ هيج‌ في‌ ابتداء أيّام‌ أبي‌ جعفر، فبعث‌ إلیها أبو جعفر ابن‌ عمّه‌ جعفر بن‌ سليمان‌ بن‌ العبّاس‌، ليسكن‌ هيجها وفتنتها، ويجدّد بيعة‌ أهلها، فقدمها وهو يتوقّد ناراً علی أهل‌ الخلاف‌ لهم‌، فأظهر الغلظة‌ والشدّة‌، وسطا بكلّ من‌ ألحد في‌ سلطانهم‌، وأشار إلی‌ المنازعة‌ لهم‌، وأخذ الناس‌ بالبيعة‌.

 وكان‌ مالك‌ بن‌ أنس‌ لم‌ يزل‌ صغيراً وكبيراً محسداً... فاستدعي‌ ذلك‌ منهم‌ الحسد له‌، وألجأهم‌ ذلك‌ إلی‌ البغي‌ عليه‌، فدسّوا إلی‌ جعفربن‌ سليمان‌ من‌ قال‌ له‌: إنّ مالكاً يُفتي‌ الناس‌ بأنّ أيمان‌ البيعة‌ لاتحلّ، ولا تلزم‌ لمخالفتك‌، واستكراهك‌ إيّاهم‌ عليها، وزعموا أ نّه‌ يُفتي‌ بذلك‌ أهل‌ المدينة‌ أجمعين‌ لحديث‌ رواه‌ عن‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ أ نّه‌ قال‌: رُفِعَ عَنْ أُمَّتي‌ لخَطَأُ وَالنِّسيَانُ وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ.

 فعظم‌ ذلك‌ علی جعفر واشتدّ عليه‌ وخاف‌ أن‌ ينحلّ عليه‌ ما أبرم‌ من‌ بيعة‌ أهل‌ المدينة‌، وهمّ أن‌ يبدر فيه‌ بما عافاه‌ الله‌ منه‌، وأنعم‌ علی المسلمين‌ ببقائه‌.

 فقيل‌ له‌: لاتبدر فيه‌ ببادرة‌، فإنّه‌ من‌ أكرم‌ الناس‌ علی أميرالمؤمنين‌ ( المنصور )، وآثرهم‌ عنده‌. ولابأس‌ عليك‌ منه‌، فلاتحدّث‌ شيئاً إلاّ بأمر أميرالمؤمنين‌، أو يستحقّ ذلك‌ عندنا بأمر لايخفي‌ علی أهل‌ المدينة‌.

 فدسّ ا7ليه‌ جعفر بن‌ سليمان‌ بعض‌ من‌ لم‌ يكن‌ مالك‌ يخشي‌ أن‌ يؤتي‌ من‌ قبله‌، ومن‌ مأمنه‌ يؤتي‌ الحذر. فسأله‌ عن‌ الايمان‌ في‌ البيعة‌، فأفتاه‌ مالك‌ بذلك‌ طمأنينة‌ إلیه‌، وحسبة‌ فيه‌. فلم‌ يشعر مالك‌ إلاّ ورسول‌ جعفر بن‌ سليمان‌ فيه‌، فأتوا به‌ إلیه‌ منتهك‌ الحرمة‌، مذال‌ الهيبة‌. فأمر به‌، فضُرب‌ سبعين‌ سوطاً. فلمّا سكن‌ الهيج‌ بالمدينة‌، وتمّت‌ له‌ البيعة‌، بلغ‌ بمالك‌ ألم‌ الضرب‌ حتّي‌ أضجعه‌.

 

 إنكار أبي‌ جعفر المنصور لضرب‌ مالك‌

 وذكروا أ نّه‌ لمّا بلغ‌ أباجعفر ضرب‌ مالك‌ بن‌ أنس‌، وما أنزل‌ به‌ جعفر بن‌ سليمان‌ أعظم‌ ذلك‌ إعظاماً شديداً، وأنكره‌ ولم‌ يرضه‌. وكتب‌ بعزل‌ جعفر بن‌ سليمان‌ عن‌ المدينة‌، وأمر أن‌ يؤتي‌ به‌ إلی‌ بغداد علی قتب‌. وولّي‌ علی المدينة‌ رجلاً من‌ قريش‌ من‌ بني‌ مخزوم‌. وكان‌ يوصف‌ بدين‌ وعقل‌ وحزم‌ وذكاء، وذلك‌ في‌ شهر رمضان‌ من‌ سنة‌ إحدي‌ وستّين‌ ومائة‌.

 وكتب‌ أبو جعفر إلی‌ مالك‌ بن‌ أنس‌ ليستقدمه‌ إلی‌ نفسه‌ ببغداد، فأبي‌ مالك‌، وكتب‌ إلی‌ أبي‌ جعفر يستعفيه‌ من‌ ذلك‌، ويعتذر له‌ ببعض‌ العذر إلیه‌. فكتب‌ أبو جعفر إلیه‌: أن‌ وافني‌ بالموسم‌ العام‌ القابل‌ إن‌ شاءالله‌، فإنّي‌ خارج‌ إلی‌ الموسم‌.

 دخول‌ مالك‌ علی أبي‌ جعفر المنصور الدوانيقي‌ّ بمني‌

 وذكروا أنّ مالكاً حجّ سنة‌ ثلاث‌ وستّين‌ ومائة‌، ثمّ وافي‌ أباجعفر بمني‌ أيّام‌ مني‌. فذكروا أنّ مطرقاً أخبرهم‌، وكان‌ من‌ كبار أصحاب‌ مالك‌. قال‌ لي‌ مالك‌: لمّا صرتُ بمني‌ أتيتُ السرادقات‌، فأذنت‌ بنفس‌، فأذن‌ لي‌، ثمّ خرج‌ إلی الإذن‌ من‌ عنده‌ فأدخلني‌. فقلتُ للآذن‌: إذا انتهيتَ بي‌ إلی‌ القبّة‌ التي‌ يكون‌ فيها أميرالمؤمنين‌ فأعلمني‌!

 فمرّ بي‌ من‌ سرادق‌ إلی‌ سرادق‌، ومن‌ قبّة‌ إلی‌ أُخري‌، في‌ كلّها أصناف‌ من‌ الرجال‌ بأيديهم‌ السيوف‌ المشهورة‌، والاجزرة‌ المرفوعة‌، حتّي‌ قال‌ لي‌ الآذن‌: هو في‌ تلك‌ القبّة‌.

 ثمّ تركني‌ الآذن‌ وتأخّر عني‌. فمشيت‌ حتّي‌ انتهيتُ إلی‌ القبّة‌ التي‌ هو فيها. فإذا هو قد نزل‌ عن‌ مجلسه‌ الذي‌ يكون‌ فيه‌ إلی‌ البساط‌ الذي‌ دونه‌. وإذا هو قد لبس‌ ثياباً قصدة‌ لاتشبه‌ ثياب‌ مثله‌ تواضعاً لدخولي‌ عليه‌.

 وليس‌ معه‌ في‌ القبّة‌ إلاّ قائم‌ علی رأسه‌ بسيف‌ صلّيت‌.

 فلمّا دنوتُ منه‌ رحّب‌ بي‌ وقرب‌، ثمّ قال‌: ها هنا إلی! فأوميت‌ للجلوس‌. فقال‌: ها هن‌! فلم‌ يزل‌ يُدنيني‌ حتّي‌ أجلسني‌ إلیه‌ ولصقت‌ ركبتي‌ بركبتيه‌.

 ثمّ كان‌ أوّل‌ ما تكلّم‌ به‌ أن‌ قال‌: وَاللَهِ الَّذِي‌ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ يا أباعبدالله‌ ما أمرتُ بالذي‌ كان‌، ولا علمته‌ قبل‌ أن‌ يكون‌، ولا رضيته‌ إذ بلغني‌ ( يعني‌ الضرب‌!).

 قال‌ مالك‌: فحمدتُ الله‌ تعإلی‌ علی كلّ حال‌، وصلّيت‌ علی الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌، ثمّ نزّهته‌ عن‌ الامر بذلك‌. والرضا به‌.

 ثمّ قال‌: يا أباعبدالله‌! لا يزال‌ أهل‌ الحرمين‌ بخير ما كنتَ بين‌ أظهرهم‌! وإني‌ أخالُكَ أماناً لهم‌ من‌ عذاب‌ الله‌ وسطوته‌. ولقد دفع‌ الله‌ بك‌ عنهم‌ وقعة‌ عظيمة‌! فإنّهم‌ ما علمتَ أسرع‌ الناس‌ إلی‌ الفتن‌، وأضعفهم‌ عنها! قَـ'تَلَهُمُ اللَهُ أَ نَّي‌' يُؤْفَكُونَ. [19]

 وقد أمرتُ أن‌ يؤتي‌ بعدوّ الله‌ من‌ المدينة‌ علی قتب‌، وأمرتُ بضيق‌ مجلسه‌، والمبالغة‌ في‌ امتهانه‌. ولابدّ أُنزل‌ به‌ من‌ العقوبة‌ أضعاف‌ مانا لك‌ منه‌.

 فقلتُ له‌: عافي‌ الله‌ أميرالمؤمنين‌، وأكرم‌ مثواه‌! قد عفوتُ عنه‌ لقرابته‌ من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌، ثمّ منك‌.

 قال‌ أبو جعفر: وأنت‌ فعفي‌ الله‌ عنك‌ ووصلك‌.

 قال‌ مالك‌: ثمّ فاتحني‌ فيما مضي‌ من‌ السَّلَف‌ والعلماء، فوجدته‌ أعلم‌ الناس‌ بالناس‌. ثمّ فاتحني‌ في‌ العلم‌ والفقه‌. فوجدته‌ أعلم‌ الناس‌ بما اجتمع‌ عليه‌، وأعرفهم‌ بما اختلفوا فيه‌، حافظاً لما روي‌، واعياً لما سمع‌.

أمر المنصور مالكاً بتإلیف‌ كتاب‌ الفقه‌

 ثمّ قال‌ لي‌: يا أباعبدالله‌! ضع‌ هذا العلم‌ ودوِّنه‌! ودوِّنْ منه‌ كتباً! وَتَجَنَّبْ شَدَائِدَ عَبْدَاللَهِ بْنَ عُمَرَ وَرُخَصَ عَبْدِاللَهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَشَوَاذَّ ابْنِ مَسْعُودٍ! وَاقْصِدْ إلی‌ أَوَاسِطِ الاُمُورِ، وَمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الاَئمَّةُ وَالصَّحَابَةُ رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُمْ. لتحمل‌ الناس‌ إن‌شاءالله‌ علی علمك‌ وكتبك‌، ونبثّها في‌ الامصار، ونعهد إلیهم‌ أن‌ لا يخالفوها، ولا يقضوا بسواها.

 فقلتُ له‌: أَصْلَحَ اللَهُ الاَمِيرَ! إنّ أهل‌ العراق‌ لا يرضون‌ علمنا، ولايرون‌ في‌ علمهم‌ رأينا!

 فقال‌ أبوجعفر: يُحملون‌ عليه‌، ونضرب‌ عليه‌ هاماتهم‌ بالسيف‌، ونقطع‌ طيّ ظهورهم‌ بالسياط‌. فتعجّل‌ بذلك‌ وضعها!

 فسيأتيك‌ محمّد ابني‌ المهدي‌ العالم‌ القابل‌ إن‌شاءالله‌ إلی‌ المدينة‌ ليسمعها منك‌. فيجدك‌ وقد فرغت‌ من‌ ذلك‌ إن‌شاءالله‌!

 قال‌ مالك‌: فبينما نحن‌ قعود إذ طلع‌ بُنيّ له‌ صغير من‌ قبّة‌، بظهر القبّة‌ التي‌ كنّا فيها. فلمّا نظر إلی الصبيّ فزع‌، ثمّ تقهقر فلم‌ يتقدّم‌.

 فقال‌ له‌ أبو جعفر: تقدّم‌ يا حبيبي‌! إنّما هو أبو عبدالله‌ فقيه‌ أهل‌ الحجاز!

 ثمّ التفتَ إلی فقال‌: يا أباعبدالله‌! أتدري‌ لمّا فزع‌ الصبيّ ولم‌يتقدّم‌؟

 فقلتُ: لا.

 فقال‌: والله‌ استنكر قرب‌ مجلسك‌ منّي‌، إذ لم‌ ير به‌ أحداً غيرك‌ قطّ. فلذلك‌ تقهقر.

 قال‌ مالك‌: ثمّ أمر لي‌ بألف‌ دينار عيناً ذهباً، وكسوة‌ عظيمة‌، وأمر لابي‌ بألف‌ دينار.

 ثمّ استأذنته‌، فأذن‌ لي‌. فقمتُ فودّعني‌ ودعا لي‌. ثمّ مشيتُ منطلقاً. فلحقني‌ الخصي‌ بالكسوة‌ فوضعها علی منكبي‌، وكذلك‌ يفعلون‌ بمن‌ كسوه‌، وإن‌ عظم‌ قدره‌، فيخرج‌ بالكسوة‌ علی الناس‌ فيحملها، ثمّ يسلّمها إلی‌ غلامه‌.

 فلمّا وضع‌ الخصي‌ الكسوة‌ علی منكبي‌ انحنيتُ عنها بمنكبي‌ كراهة‌ احتمالها، وتبرّؤاً من‌ ذلك‌. فناداه‌ أبو جعفر: بلِّغْها رَحْلَ أبي‌ عبدالله‌!

 

  قدوم‌ المهدي‌ إلی‌ المدينة‌

 وذكروا أنّ مالك‌ بن‌ أنس‌ لمّا أخذ في‌ تدوين‌ كتبه‌، ووضع‌ علمه‌، قدم‌ عليه‌ المهدي‌ بن‌ أبي‌ جعفر، فسأله‌ عمّا صنع‌ فيما أمره‌ به‌ أبو جعفر. فأتاه‌ بالكتب‌ وهي‌ كتب‌ « الموطّأ ». فأمر المهدي‌ بانتساخها، وقرئت‌ علی مالك‌. فلمّا أتمّ قراءتها أمر له‌ بأربعة‌ آلاف‌ دينار، ولابنه‌ ألف‌ دينار.

 يواصل‌ ابن‌ قتيبة‌ حديثه‌ فيذكر تأريخ‌ موت‌ أبي‌ جعفر المنصور، واستخلاف‌ المهدي‌. ثمّ استخلاف‌ هارون‌ الرشيد. ويبلغ‌ دخول‌ هارون‌ إلی‌ المدينة‌، فيقول‌:

 قدوم‌ هارون‌ الرشيد المدينة‌

دفاع‌ مالك‌ عن‌ فتواه‌ في‌ القسامة‌

 وذكروا أ نّه‌ لمّا كانت‌ سنة‌ أربع‌ وسبعين‌ ومائة‌ خرج‌ هارون‌ حاجّاً إلی‌ مكّة‌، فقدم‌ المدينة‌ زائراً قبر النبيّ عليه‌ الصلاة‌ والسلام‌، فبعث‌ إلی‌ مالك‌ بن‌ أنس‌، فأتاه‌، فسمع‌ منه‌ كتاب‌ « الموطّأ ». وحضر ذلك‌ يومئذٍ الحجاز والعراق‌ والشام‌ وإلیمن‌. ولم‌ يتخلّف‌ منهم‌ أحد إلاّ حضر الموسم‌ مع‌ الرشيد وسمع‌ وسمعوا من‌ مالك‌ موطّأه‌ الذي‌ وضع‌. وكان‌ قارئه‌ يومئذٍ حبيب‌ كاتب‌ الرشيد. فلمّا أتمّ قراءته‌ قال‌ هارون‌ لفقهاء الحجاز والعراق‌: هل‌ أنكرتم‌ شيئاً من‌ هذا العلم‌؟ قالوا: ما أنكرنا شيئاً إلاّ ما ذكر من‌ أمر الدماء والتدمية‌ في‌ القتل‌، فإنّ هذا من‌ أنكر ما يكون‌ من‌ العلم‌ وأبطله‌.

 يقول‌ الرجل‌: قتلني‌ فلان‌ فيقبل‌ منه‌، ويحلف‌ أولياؤه‌ علی القائل‌ خمسين‌ يمنياً، ثمّ يقتل‌. ولعلّ أولياءه‌ لم‌ يحضروا ولم‌يكونوا بمصر، فيعرض‌ بهم‌ الحَنْثُ فِي‌ الاَيْمَانِ، فيقبل‌ قول‌ رجل‌ علی غيره‌، وهو لايقبل‌ في‌ ربع‌ دانق‌ يدّعيه‌ إلاّ ببيّنة‌ تقوم‌.

 إنّ هذا لهو الضلال‌. وقد قال‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ في‌ الحديث‌ الصحيح‌ الذي‌ رواه‌ ابن‌ عبّاس‌ حيث‌ قال‌: لَوْ يُعْطِي‌ النَّاسُ بِدَعْوَاهمْ لاَ دَّعَي‌ نَاسٌ دِمَاءَ قَوْمٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ البَيِّنَةَ علی المُدَّعِي‌، وَإلیمِينَ علی مَنْ أَنْكَرَ.

 قال‌ الرشيد: ويحكم‌! إنّ في‌ كتاب‌ الله‌ ما يصدّق‌ ذلك‌، ولا أخال‌ أباعبدالله‌ أخذه‌ إلاّ من‌ كتاب‌ الله‌ فاستثبتوه‌!

 فأرسل‌ إلیه‌ فأقبل‌. فقال‌ هارون‌: يا أباعبدالله‌! إنّ أصحابنا هؤلاء لم‌ يختلف‌ منهم‌ اثنان‌ في‌ الإنكار عليك‌ فيما وضعت‌ في‌ موطّئك‌ من‌ التدمية‌، وتصديق‌ قول‌ من‌ ادّعي‌. وأنت‌ وهم‌ تزعمون‌ بطل‌ دعوي‌ من‌ ادّعي‌ علی رجل‌ دانقاً إلاّ ببينّةٍ تقوم‌ له‌! فأخبر القوم‌، وأوضح‌ لهم‌ حجّتك‌ في‌ ذلك‌! وأنا معك‌ عليهم‌! فإنّي‌ لا أعلم‌ بعد أميرالمؤمنين[20]‌ أحداً أعلم‌ منك‌!

 فقال‌ مالك‌: يا أميرالمؤمنين‌، إن‌ ممّا يصدق‌ القسامة‌ ما في‌ كتاب‌ الله‌ من‌ القتل‌، والاخذ بالدم‌ الذي‌ كان‌ في‌ بني‌ إسرائيل‌. قال‌ الله‌ عزّ وجلّ: اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا. [21]

 فذبحت‌ البقرة‌، ثمّ ضربوه‌ بعضو من‌ أعضائها، فحيي‌ القتيل‌، ثمّ تكلّم‌، فقال‌: فلان‌ قتلني‌. فقتله‌ موسي‌ بن‌ عمران‌ ( علی نبيّنا وآله‌ و ) عليه‌ السلام‌ بقوله‌ ذلك‌، وهو حكم‌ التّوراة‌. فِيهَا هُدًي‌ وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا. [22]

 فالذين‌ أسلموا محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ وأصحابه‌. وقد حكم‌ بالتوراة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ في‌ المرجوم‌ إلیهوديّ الذي‌ زني‌، فرجمه‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌.

 وقد ذكر أنس‌ بن‌ مالك‌ أنّ يهوديّاً لقي‌ جارية‌ من‌ جواري‌ الانصار في‌ بعض‌ أنقاب‌ المدينة‌، وعليها أوضاح‌ من‌ ذهب‌ وورق‌، فأخذ الاوضاح‌ منها، وشدخ‌ رأسها بين‌ حجرين‌.

 فأُدركت‌ بالجارية‌ وبها رمق‌. فاتُّهم‌ بها إلیهود، فأتي‌ بهم‌. فعرضوا عليها رجلاً رجلاً وهي‌ لا تتكلّم‌، حتّي‌ أتي‌ بصاحبها الذي‌ قتلها فعرفته‌. فقيل‌ لها: هذا الذي‌ قتلك‌؟ فأومأت‌ برأسها أن‌ نعم‌! فأمر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ فشدخ‌ رأسه‌ بين‌ حجرين‌.

 فهذا يا أميرالمؤمنين‌ حكم‌ الدماء، والقسامة‌ فيها سنّة‌ قائمة‌ من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ والخلفاء فقنعوا منه‌ بذلك‌ وصاروا إلی‌ الرضا بقوله‌: والتصديق‌ لروايته‌، والتسليم‌ لتأويل‌ ما تأوّل‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌.

 ثمّ قال‌ له‌ مالك‌: إنّ أباك‌ يا أميرالمؤمنين‌ بعث‌ إلی في‌ هذا المجلس‌ كما بعثتَ إلی، وحدّثته‌ بما حدّثتك‌ به‌ في‌ شأن‌ أهل‌ المدينة‌، وما يصبرون‌ عليه‌ من‌ البلاء، وشدّة‌ الزمان‌، وغلاء الاسعار صبراً علی ذلك‌ واختياراً لجوار قبر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌!

 فقال‌ هارون‌: ذلك‌ أبي‌ وأنا ابنه‌، وسوف‌ أفعل‌ ما فعل‌. وأمر لاهل‌ المدينة‌ بعَشْرَةِ أَبْيَاتٍ[23] مال‌ ضعفَي‌ ما أمر لهم‌ المهدي‌.

 وكان‌ أبو يوسف‌ القاضي‌ مع‌ الرشيد يومئذٍ فسأله‌ أن‌ يجمع‌ بينه‌ وبين‌ مالك‌، ليكلّمه‌ في‌ الفقه‌.

 فقال‌ الرشيد لمالك‌: كلّمه‌ يا أباعبدالله‌.

 فأنف‌ من‌ ذلك‌ مالك‌ وتنزّه‌ عنه‌. وقال‌ الهارون‌: هاهنا من‌ فتيان‌ قريش‌ من‌ تلامذتنا من‌ يبلغ‌ حاجة‌ أميرالمؤمنين‌، ويخصمه‌ فيما يتكلّم‌ به‌، ويذهب‌ إلیه‌.

 فسرّ ذلك‌ الرشيد حين‌ أضاف‌ ذلك‌ إلی‌ قريش‌، فقال‌: من‌ هو؟!

 فقال‌: المغيرة‌ بن‌ عبدالرحمن‌ المخزوميّ.

 فبعث‌ إلیه‌ الرشيد، فقال‌ له‌: كلّمني‌ بما بدا لك‌ أُجاوبك‌!

حوار المغيرة‌ المخزومي‌ّ ـ تلميذ مالك‌ـ مع‌ أبي‌ يوسف‌ القاضي‌

 فقال‌ أبو يوسف‌ القاضي‌: يا أميرالمؤمنين‌! إنّ هؤلاء، يعني‌ مالكاً وأصحابه‌ يقضون‌ بغير ما في‌ كتاب‌ الله‌. يقول‌ الله‌ عزّ وجلّ:

 وَأَشْهَدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ. [24]

 وقال‌: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن‌ رِّجَالِكُمْ. [25]

 وهؤلاء يقضون‌ بإلیمين‌ مع‌ الشاهد، ولا يسمعون‌ أنّ الله‌ تعإلی‌ ذكر إلاّ شاهدين‌ وأربعة‌ شهداء. [26] ولم‌ يصحّ عن‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ أ نّه‌ قضي‌ به‌.

 وإنّما يدور هذا الحديث‌ الذي‌ روي‌ فيه‌ سهيل‌ عن‌ أبي‌ صالح‌ عن‌ أبيه‌. ثمّ نسبه‌ سهيل‌، فكان‌ يحدّث‌ ويقول‌: حدّثني‌ ربيعة‌ عن‌ أبي‌ هريرة‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ قضي‌ بإلیمين‌ مع‌ الشاهد. فلمّا نسبه‌ سهيل‌ بطل‌ الخبر وأثبت‌ أصله‌، فلا معني‌ لذكره‌.

 قال‌ المغيرة‌: قضي‌ به‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌، وقضي‌ به‌ عليّ بالكوفة‌.

 فقال‌ أبو يوسف‌: أنا أُكلّمك‌ بالقرآن‌، وأنت‌ تكلّمني‌ بأفعال‌ الناس‌، أتراك‌ تعرّفني‌ بهذا؟! وبما قضي‌ به‌ عليّ وغيره‌؟!

 فقال‌ المغيرة‌: فأنت‌ كافر بنبيّ قضي‌ بإلیمين‌ مع‌ الشهد، أو مؤمن‌ به‌؟!

 فسكت‌ أبو يوسف‌، فحجّه‌ المغيرة‌. فسُرّ بذلك‌ الرشيد، وأمر للمغيرة‌ بألف‌ دينار. ثمّ أرسل‌ الرشيد إلی‌ مالك‌، فقال‌: ما تقول‌ في‌ هذا المنبر؟! فإنّي‌ أُريد أن‌ أنزع‌ مازاد فيه‌ معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌، وأردّه‌ إلی‌ الثلاث‌ درجات‌ التي‌ كانت‌ بعهد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌!

 فقال‌ له‌ مالك‌: لاتفعل‌ يا أميرالمؤمنين‌! فإنّما هو من‌ عودٍ ضعيف‌ قد تخرّمته‌ المسامير. فإن‌ نقضته‌ تفكّك‌ وذهب‌ أكثره‌.

 ومع‌ هذا أ نّه‌ يا أميرالمؤمنين‌ لو أعدته‌ إلی‌ ثلاث‌ درجات‌ لم‌ آمن‌ عليه‌ أن‌ ينقل‌ عن‌ المدينة‌! يأتي‌ بعدك‌ أحد فيقول‌ أو يُقال‌ له‌: ينبغي‌ لمنبر رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ أن‌ يكون‌ معك‌ حيث‌ كنتَ. فإنّما المنبر للخليفة‌، فينتقل‌ كما انتقل‌ من‌ المدينة‌ كلّ ما كان‌ بها من‌ آثار رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ ما أعلم‌ أ نّه‌ ترك‌ له‌ عليه‌ الصلاة‌ والسلام‌ بها نعل‌، ولا شعر، ولا فراش‌، ولا عصاة‌، ولاقدح‌، ولا شي‌ء ممّا كان‌ له‌ هاهنا من‌ آثاره‌ إلاّ وقد انتقل‌. فأطاعه‌ الرشيد، وانتهي‌ عن‌ ذلك‌ برأي‌ مالك‌ بن‌ أنس‌. وكان‌ ذاك‌ رحمة‌ من‌ الله‌ لاهل‌ المدينة‌، وتثبيتاً لمنبر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ بين‌ أظهرهم‌. [27]

 أجل‌، لو أراد أبو جعفر المنصور أن‌ يُرجع‌ الناس‌ إلی‌ أصل‌ الإسلام‌ في‌ تدوين‌ الحديث‌ والسُّنّة‌ العمليّة‌ لامر مالك‌ بن‌ أنس‌ بتدوين‌ ما صحّ من‌ السنّة‌ النبويّة‌ وعليه‌ شاهد في‌ كتاب‌ الله‌. بَيدَ أ نّه‌ لم‌ يقصد ذلك‌ لقوله‌ في‌ أمره‌ له‌: تجنّب‌ شدائد عبدالله‌ بن‌ عمر ورُخَص‌ عبدالله‌ ابن‌ عبّاس‌ وشواذّ ابن‌ مسعود! واقصد إلی‌ أواسط‌ الاُمور، وما اجتمع‌ عليه‌ الائمّة‌ والصحابة‌!

 أي‌: أنّ مُوطّأه‌ يحمل‌ هذه‌ المواصفات‌. مثلاً لايمكن‌ أن‌ تكون‌ فيه‌ حلّيّة‌ المتعة‌ لاختلاف‌ الصحابة‌ فيها. فعمر وأتباعه‌ رفضوها، وأميرالمؤمنين‌ وشيعته‌ وابن‌ عبّاس‌ أقرّوها.

موطّأ مالك‌ دستور المنصور الانقلابي‌ّ للبلاد

 إنّ كتاب‌ « الموطّأ » في‌ الحقيقة‌ كالدستور الذي‌ يُدوَّن‌ للبلاد بعد الانقلاب‌ العسكريّ، فلابدّ أن‌ تكون‌ أحكامه‌ وتعإلیمه‌ مطابقة‌ لعقيدة‌ الانقلابين‌ ومنهجهم‌ وأخلاقهم‌. وقد قام‌ المنصور الدّوانيقيّ بانقلاب‌ مذهل‌، وثبّت‌ أركان‌ التسلّط‌ والاستبداد والظلم‌ العبّاسيّ الذي‌ دام‌ أكثر من‌ خمسمائة‌ سنه‌، فلا محيد من‌ تدوين‌ هذا الميثاق‌ بأمره‌، ومن‌ ثمّ إرساله‌ إلی‌ أقصي‌ نقاط‌ بلاده‌.

 وعلی هذا الاساس‌ نلحظ‌ أنّ « الموطّأ » يشتمل‌ علی خمسمائة‌ حديث‌ منتخبة‌ من‌ عشرة‌ آلاف‌ حديث‌. [28] أي‌: أُسقِطَ منها تسعة‌ آلاف‌ وخمسمائة‌ حديث‌. فلماذا أُسقط‌ هذا العدد؟!

 ألم‌ يسمع‌ مالك‌ حديث‌ الغدير، وحديث‌ الطير، وحديث‌ الثقلين‌، وحديث‌ المنزلة‌، وحديث‌ الموالاة‌ وغيرها. ولم‌يروها بأسناد صحيحة‌ متّصلة‌؟! ألم‌ يجرِ الحديث‌ عن‌ الولاية‌ والإمارة‌ الحقّة‌ والإمامة‌ والخلافة‌ بحضور الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ وتلاميذه‌ الذين‌ كان‌ مالك‌ أحدهم‌، فيروي‌ أيضاً ما رواه‌ زُرارة‌، ومحمّد بن‌ مسلم‌، وأبو بصير، وأمثالهم‌ من‌ الاحاديث‌؟!

 أجل‌، لقد سمعها. والله‌ قد سمعها، بَيدَ أ نّها لم‌ تَرُق‌ المنصور فلابدّ أن‌ تسقط‌ ليظلّ شأن‌ مالك‌ واعتباره‌ وجاهه‌ علی أريكة‌ التحكيم‌، وليعلم‌ أنّ معارضة‌ وإلی‌ المدينة‌ المنصوب‌ من‌ قبل‌ المنصور تستبع‌ سبعين‌ جلدة‌ لفتوي‌ صحيحة‌ أفتاها، ولعلّه‌ لم‌ يَنسَ مرارتها حتّي‌ آخر العمر.

 إنّ معارضة‌ المنصور تستبع‌ الضرب‌ والقتل‌ والحبس‌، وهو ما رآه‌ مالك‌ رأي‌ العين‌ مع‌ بني‌ الحسن‌. وتستبع‌ أيضاً التشريد والاذي‌، والاعتصام‌ في‌ بيت‌ العلم‌، والسجن‌، والنفي‌، وأخيراً سمّ الإمام‌ الصادق‌، وهو ما كان‌ مالك‌ بن‌ أنس‌ مطّلعاً علی تفاصيله‌.

 بَيدَ أنّ مالكاً كان‌ يريد أن‌ يكون‌ رئيس‌ الافتاء ومرجع‌ الحجاز في‌ الحكم‌ والقضاء، ويحضر في‌ مسجد المدينة‌ بلباس‌ جميل‌ وخلعة‌ خلاّبة‌، ويدرِّس‌ فيه‌، وتُقَسّم‌ خمسة‌ أبيات‌ المال‌ حيناً. وعشرة‌ أبياته‌ حيناً آخر علی أهل‌ المدينة‌ غنيّهم‌ وفقيرهم‌ بِيَدِهِ وتحت‌ إشرافه‌، لتبقي‌ الشؤون‌ المالكيّة‌ محفوظة‌ تحت‌ إمارة‌ أميرالمؤمنين‌ المهدي‌ وأميرالمؤمنين‌ هارون‌. وليستمتع‌ بالجوائز السنيّة‌، ألف‌ دينار له‌ وألف‌ لابنه‌ في‌ مِني‌ مرّة‌، وعشرة‌ آلاف‌ دينار له‌ وألف‌ لابنه‌ مرّة‌ أُخري‌ بعد تدوين‌ دستور البلاد للمنصور ( كتاب‌ « الموطّأ »).

 هل‌ يمكن‌ أن‌ نتصوّر أنّ مالكاً يعارض‌ المنصور بعد ذلك‌ التجليل‌ والتبجيل‌ الذي‌ أبداه‌ له‌ في‌ مني‌؟! لماذا لم‌ يقل‌ مالك‌ للمنصور حين‌ اعتذر إلیه‌ المنصور: لمّا كانت‌ بيعتك‌ بالقوّة‌ والإكراه‌، فلا مؤاخذة‌ علی نكثها وفقاً للحديث‌ النبويّ؟!

 لماذا قبل‌ عذر جعفر بن‌ سليمان‌، وعفا عنه‌ لقرابته‌ منه‌؟!

 هذه‌ وعشرات‌ الاسئلة‌ التي‌ لاحظناها من‌ تضاعيف‌ حكاية‌ ابن‌ قُتيبة‌ تدلّنا علی أنّ مالك‌ بن‌ أنس‌ هو الذي‌ وطّد دعائم‌ الحكومة‌ الغاصبة‌ الجائرة‌ والإمارة‌ العادية‌ للدوانيقيّ. ألم‌ تكن‌ دموع‌ عبدالله‌ المحض‌ وإخوته‌ في‌ مطامير بغداد وضروب‌ القتل‌ والتعذيب‌ التي‌ لايمكن‌ تصوّرها، والتي‌ كان‌ يأمر بها المنصور، هي‌ التي‌ تتحوّل‌ إلی‌ دنانير حمراء تنهال‌ علی فقهاء البلاط‌ وعّاظ‌ السلاطين‌، ويُعطاها مالك‌ بن‌ أنس‌ فقيه‌ المدينة‌، ليس‌ بوصفها أجراً علی السكوت‌، بل‌ بوصفها معيناً وناصراً ومثبتاً لحكومة‌ الظالم‌؟!

أبيات‌ الشاعرة‌ بروين‌ اعتصامي‌ّ في‌ ظلم‌ الحكّام‌

 أراني‌ هنا مضطرّاً لذكر أبيات‌ الشاعرة‌ صاحبة‌ الضمير الحي‌، المتفرّسة‌، المفكّرة‌ بالعاقبة‌، المتوجّهة‌ إلی‌ عالم‌ البقاء، المعرضة‌ عن‌ عالم‌ الفناء المرحومة‌ پروين‌ اعتصامي‌ حشرها الله‌ مع‌ جدّتنا المظلومة‌ الصدِّيقة‌ الزهراء: تقول‌:

 اشك‌ يتيم‌ ( = دموع الیتیم)

 روزي‌ گذشت‌ پادشهي‌ از گذرگهي              ‌ فرياد شوق‌ بر سَر هر كوي‌ وبام‌ خاست‌

 پُرسيد زان‌ ميانه‌ يكي‌ كودك‌ يتيم                ‌ كاين‌ تابناك‌ چيست‌ كه‌ بر تاج‌ پادشاست‌[29]

 آن‌ يك‌ جواب‌ داد چه‌ دانيم‌ ما كه‌ چيست‌                   پيداست‌ آنقدر كه‌ مَتاعي‌ گرانبهاست‌

 نزديك‌ رفت‌ پيرزني‌ كوژپشت‌ و گفت‌                         اين‌ اشك‌ ديدة‌ من‌ و خون‌ دل‌ شماست‌

 ما را به‌ رخت‌ و چوب‌ شباني‌ فريفته‌ است‌                اين‌ گرگ‌ سالهاست‌ كه‌ با گله‌ آشناست‌

 آن‌ پارسا كه‌ دِه‌ خَرَد و مِلْك‌، رهزن‌ است‌                   آن‌ پادش‌ كه‌ مال‌ رعيّت‌ خورد گداست‌

 بر قطرة‌ سرشك‌ يتيمان‌ نظاره‌ كُن‌                تا بنگري‌ كه‌ روشني‌ گوهر از كجاست‌

 پروين‌ به‌ كجروان‌ سخن‌ از راستي‌ چه‌ سود               كو آنچنان‌ كسي‌ كه‌ نرنجد ز حرف‌ راست‌ [30]

 قال‌ الشيخ‌ محمود أبو ريّة‌ المصريّ: قال‌ عبدالرحمن‌ بن‌ مهدي‌: أئمّة‌ الناس‌ في‌ أزمانهم‌ أربعة‌: سفيان‌ الثوريّ بالكوفة‌، ومالك‌ بالحجاز، والاوزاعيّ بالشام‌، وحمّاد بن‌ زيد بالبصرة‌... وكان‌ ( مالك‌ ) يتكلّم‌ برأيه‌ علی الاجتهاد وعلی ما أدرك‌ عليه‌ أهل‌ العلم‌ ببلده‌... وقال‌ الدهلويّ في‌ « حجّة‌ الله‌ البالغة‌ »: إنّ الطبقة‌ الاُولي‌ من‌ كتب‌ الحديث‌ منحصرة‌ بالاستقراء في‌ ثلاثة‌ كتب‌: « المؤطّأ »، و « صحيح‌ البخاريّ »، و « صحيح‌ مسلم‌ »....

 

ارجاعات


[1] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: في‌ «الوسائل‌» ج‌ 1، ص‌ 493، عن‌ «علل‌ الشرائع‌» للشيخ‌ الصدوق‌ قدّس‌ الله‌ سرّه‌ بالاءسناد عن‌ عبدالله‌ بن‌ يعفور عن‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ بعد ذكر حكم‌ إلیهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ قال‌ علیه‌ السلام‌: والناصب‌ لنا أهل‌ البيت‌، فهو شرّهم‌ فإنّ الله‌ تبارك‌ وتعإلی‌ لم‌ يخلق‌ أنْجَسَ من‌ الكَلْب‌ وإنّ الناصب‌ لاهل‌ البيت‌ أنجس‌ منه‌.

وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 27، ص‌ 224، و«ثواب‌ الاعمال‌» ص‌ 199 و 200، قال‌ أبو عبدالله‌ علیه‌ السلام‌: مُدْ مِن‌ الخمر كعابد الوثن‌، والناصب‌ لآل‌ محمّد شرُّ منه‌.

[2] ـ «نهج‌ الحقّ وكشف‌ الصدق‌» ص‌ 86 إلی‌ 96.

[3] ـ «الملل‌ والنحل‌» ج‌ 1، ص‌ 96؛ و«التفسير الكبير» ج‌ 7، ص‌ 140؛ و«روح‌ المعاني‌» ج‌ 7، ص‌ 60.

[4] ـ الآية‌ 286، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[5] ـ الآية‌ 46، من‌ السورة‌ 14: فصّلت‌.

[6] ـ الآية‌ 17، من‌ السورة‌ 40: غافر.

[7] ـ الآية‌ 49، من‌ السورة‌ 18: الكهف‌.

[8] ـ ليس‌ مضمون‌ آية‌ قرآنيّة‌ بل‌ اقتباس‌ منها. وانظر: «نهج‌ الحقّ وكشف‌ الصدق‌» ص‌ 99 و 100.

[9] ـ قال‌ في‌ «أقرب‌ الموارد» دَنَأ (ع‌)، يَدْنَأُ ودَنُؤَ (ر) يَدْنُؤُءَةً وَدَنَاءَةً: كَانَ دَنِيئاً. الدَّنِي‌ءذ: الخسيس‌ الدون‌ و ـ الذي‌ لا خير فيه‌، ج‌ دُنَآء وَأَدْنَاء. ومنه‌ أهل‌ الدَّنَاءَةِ هم‌ أهل‌ الشَّفَاءَةِ.

 وعَهَرَ إلیها (ع‌) عَهْراً وعِهْراً وعَهَراً وعُهُوراً وعُهُورةً وعَهَارَةً: أتاها للفجور فهو (عَاهِرٌ ج‌ عُهَّار). والمرأة‌ (عاهِرٌ وعاهِرَةٌ) أيضاً. جمع‌ عَوَاهِر. وفي‌ «المصباح‌»: عَهِرَ عَهَراً من‌ باب‌ تعب‌: فجر فهو عَاهِر، وعَهَرَ عُهُوراً من‌ باب‌ قَعَدَ لغةً.

[10] ـ «نهج‌ الحقّ وكشف‌ الصدق‌» ص‌ 158 إلی‌ 163.

[11] ـ «منهاج‌ الكرامة‌» ص‌ 75 و 76، طبعة‌ عبدالرحيم‌ الحجريّة‌.

[12] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: وهو مخطوط‌ نادر تفضّل‌ صديقي‌ الاُستاذ أبو عبدالله‌ الزنجانيّ فأهدانية‌.

[13] ـ «مقاتل‌ الطالبيّين‌» ص‌ 93.

[14] ـ «ضحي‌ الإسلام‌» ج‌ 3، ص‌ 267 و 268.

[15] ـ استُشهد الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ علیه‌ السلام‌ بسمّ جُغدَة‌ ابنة‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ (زوجته‌) سنة‌ 50 ه. ولمّا كان‌ عُمر الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ واقعة‌ الطفّ الحادثة‌ سنة‌ 60 ه ثلاثاً وعشرين‌ سنة‌، لذا أدرك‌ ثلاث‌ عشرة‌ سنة‌ من‌ حياة‌ عمّه‌ الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ علیه‌ السلام‌. وهذه‌ المدّة‌ كافية‌ للطفل‌ أن‌ يستفيد من‌ العلوم‌ جيّداً.

[16] ـ تحدّثنا في‌ الجزء الرابع‌ عشر من‌ كتاب‌ «معرفة‌ الإمام‌» الدروس‌ 196 إلی‌ 200، عن‌ عدول‌ أحمد أمين‌ عن‌ تهمه‌ التي‌ افتراها علی‌ الشيعة‌.

[17] ـ «فجر الإسلام‌» ص‌ 272.

[18] ـ «فجر الإسلام‌» ص‌ 275.

[19] ـ الآية‌ 4، من‌ السورة‌ 63: المنافقون‌.

[20] ـ أي‌: أنا الذي‌ أري‌ نفسي‌ أميرالمؤمنين‌.

[21] ـ الآية‌ 73، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا.

[22] ـ الآية‌ 44، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا.

[23] ـ يعادل‌ كلّ بيت‌ مال‌ خمسمائة‌ ألف‌ درهم‌.

[24] ـ الآية‌ 2، من‌ السورة‌ 65: الطلاق‌.

[25] ـ الآية‌ 282، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[26] ـ الآية‌ 4، من‌ السورة‌ 24: النور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـ'تِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبِعَةِ شُهَدَآءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَـ'نِينَ جَلْدَةً.

[27] ـ كتاب‌ «الإمامة‌ والسياسة‌» المعروف‌ ب «تاريخ‌ الخلفاء» تإلیف‌ أبي‌ محمّد عبدالله‌ بن‌ مسلم‌ بن‌ قتيبة‌ الدينوريّ المولود سنة‌ 213 والمتوفّي‌ سنة‌ 267، ج‌ 2، ص‌ 146 إلی‌ 154، طبعة‌ مطبعة‌ الاُمّة‌ بدرب‌ شغلان‌، مصر، سنة‌ 1338 ه؛ و: ج‌ 2، ص‌ 177 إلی‌ 186، الطبعد الثالثة‌، سنة‌ 1382 ه، مطبعة‌ مصطفي‌ البابي‌ الحلبيّ بمصر.

[28] ـ كتاب‌ «أضواء علی‌ السنّة‌ المحمّديّة‌»، للشيخ‌ محمود أبو ريّة‌ المصريّ، ص‌ 296.

[29] ـ «ديوان‌ قصائد ومثنويّات‌ وتمثيلات‌ ومقطّعات‌ خانم‌ پروين‌ اعتصامي‌» (= ديوان‌ قصائد السيّدة‌ پروين‌ اعتصامي‌ ومزدوجها وتمثيلاتها ومقطوعاتها( ص‌ 79، رقم‌ 57، الطبعة‌ الخامسة‌، جمادي‌ الآخرة‌ 1382.

تقول: مرّ مَلِک ذات یوم من طریق فتعالت صیحات الشوق من کلّ حیّ و من سطوح الدور.

فسأل من بین الجموع طفل یتیم: ما هذا التلألؤ علی تاج الملک.

[30] تقول‌: س‌دنت‌ امرأة‌ عجوز محدودبة‌ الظهر وقالت‌: هذا دمع‌ عيني‌ ومُعاناتكم‌ الدامية‌!

 لقد خدعنا بلباسه‌ وعصارَعيْه‌، فهذا الذئب‌ يعرف‌ القطيع‌ منذ سنين‌.

 ذلك‌ المتظاهر بالزهد الذي‌ يشتري‌ القري‌ والاملاك‌ سلاّب‌، وذلك‌ الملك‌ الذي‌ يأكل‌ مال‌ الرعيّة‌ شحّاذ.

 انظر إلی‌ دموع‌ إلیتامي‌ لتري‌ سرّ تلالؤ المجوهرات‌!

 يا «بروين‌» إما فائدة‌ الكلام‌ عن‌ الصدق‌ للمنحرفين‌، وأين‌ الذين‌ لا يألمون‌ من‌ الكلام‌ الصادق‌؟»

      
  
الفهرس
  الدرس‌ السادس‌ والعشرون‌ بعد المائتين‌ إلی‌ الاربعين‌ بعد المائتين‌:تقدّم‌ الشيعة‌ وتأسيسهم‌
  عظمة‌ الكلمات‌ الآفاقيّة‌ والانفسيّة‌
  كلمات‌ قصار للعلماء في‌ عظمة‌ القلم‌ والكتابة‌
  كلام‌ أبي‌ سعيد في‌ رواية‌ الحديث
  الصحابة‌ يكتبون‌ جميع‌ ما يسمعونه‌ من‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  خلاف‌ العامّة‌ في‌ صيغة‌ التشهّد
  تدوين‌ الشيعة‌ الحديث‌ اقتداءً بأئمّتهم‌
  أئمّة‌ العامّة‌ الاربعة‌ من‌ الناس‌ العاديّين‌ في‌ أعصارهم‌
  تدوين‌ الشيعة‌ التابعين‌ للحديث‌
  منزلة‌ أبي‌ حمزة‌ الثمالی‌ّ
  منزلة‌ بُريد، وزرارة‌، ومحمّد بن‌ مسلم‌، وأبي‌ بصير
  كلام‌ الشهرستانيّ في‌ تبجيل‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  ‌ دفاع‌ الشهرستانيّ عن‌ هشام‌ بن‌ الحكم‌
  المدوّنون‌ من‌ أصحاب‌ الإمام‌ الكاظم‌ حتّي‌ العسكري‌ّ عليهما السلام‌
  كلام‌ عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ تدوين‌ الشيعة‌ للسنّة‌ النبويّة‌
  الشيخ‌ الطوسي‌ّ والشريفان‌ المرتضي‌ والرضي‌ّ
  السبّاقون‌ في‌ التدوين‌ هم‌ شيعة‌ علی من‌ الصحابة‌ والتابعين‌
  شروط‌ الشيعة‌ في‌ قبول‌ الحديث‌ ممّن‌ يرويه‌
  الشيعة‌ يروون‌ عن‌ أهل‌ السنّة‌ أيضاً
  رواة‌ الشيعة‌ أفذاذ في‌ الحفظ‌ والإتقان‌ والورع‌
  مائة‌ من‌ مشايخ‌ الشيعة‌ كانوا من‌ شيوخ‌ العامّة‌ في‌ الرواية‌
  ترجمة‌ معروف‌ الكرخي‌ّ وتوثيقه‌
  ذنب‌ المحدِّثين‌ من‌ الشيعة‌ تشيّعهم‌!
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ تأسيس‌ العلوم‌ الإسلاميّة‌
  الشيعة‌ هم‌ السبّاقون‌ في‌ العلوم‌ القرآنيّة‌ المتنوّعة‌
  أئمّة‌ علم‌ القرآن‌ من‌ الشيعة‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الحديث‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الدراية‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الرجال‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الفقه‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الكلام‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ مكارم‌ الاخلاق‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ فنّ الجغرافيّة‌ في‌ صدر الإسلام‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الاخبار والتواريخ‌ والآثار، ومزيّتهم‌ علی الآخرين‌
  تقدّم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ اللغة‌
  تقدم‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الإنشاء والكتابة‌
  الاحاديث‌ النبويّة‌ في‌ لزوم‌ التشيّع‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌عصر سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ زين‌ العابدين‌ عليه‌ السلام‌
  ثورة‌ المختار والثناء عليه‌
  ثورة‌ التوّابين‌ (التعلیقة)
  جرائم‌ الحجّاج‌ وعبد الملك‌ ضدّ الشيعة‌
  كان‌ الكثير من‌ حكّام‌ الجور في‌ بادي‌ أمرهم‌ من‌ أهل‌ الزهد والعبادة‌ (التعلیقة)
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ موسي‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الجواد عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ عليّ الهاديّ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ الحسن‌ العسكريّ عليه السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ عصر الإمام‌ المهديّ عليه‌ السلام‌
  مسار العلوم‌ وتأريخ‌ الشيعة‌ في‌ الغيبة‌ الكبري‌
  الدرس‌ الحادي‌ والاربعون‌ بعد المائتين‌ إلی‌ الخامس‌ والخمسين‌ بعد المائتين‌
  الكلمة‌ الطيّبة‌ هي‌ حقيقة‌ الولاية‌
  ردّ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ علی الآلوسي‌ّ في‌ الدفاع‌ عن‌ بني‌ أُميّة‌
  حقيقة‌ الكلمة‌ التكوينيّة‌ الطيّبة‌ وجود سرّ الإنسان‌ الكامل‌
  كلام‌ المرحوم‌ الكمباني‌ّ في‌ الفرق‌ بين‌ الكلمة‌ والكتاب‌ الإلهي‌ّ
  رسول‌ الله‌ وآله‌ لهم‌ المقام‌ الجمعي‌ّ في‌ أعلی القلم‌
  وراثة‌ الإمام‌ الصادق‌ العلوم‌ الكلّيّة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  عمر الإمام‌ الصادق‌ الطويل‌ أحد البواعث‌ علی ظهور علومه‌
  أسباب‌ تسمية‌ التشيّع‌ بالمذهب‌ الجعفري‌ّ
  تعبّد الناس‌ بفقه‌ العامّة‌ حتّي‌ عصر الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  دور الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ عرض‌ الاُسس‌ الإسلاميّة‌
  عمل‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ إبانة‌ الإسلام‌ الحقيقي‌ّ
  سبب‌ امتناع‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ عن‌ قبول‌ الخلافة
  كلام‌ مترجم‌ كتاب‌ «مغز متفكّر جهان‌ شيعة‌» حول‌ المذهب‌ الجعفري‌ّ (التعلیقة)
  تفصيل‌ مواقف‌ المنصور الدوانيقي‌ّ من‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  كان‌ المنصور الدوانيقي‌ّ يعطي‌ الامان‌ ويقتل‌
  اعتقال‌ المنصور بني‌ الحسن‌ في‌ سجن‌ الهاشميّة‌
  موقف‌ المنصور من‌ محمّد الديباج‌ وتعذيبه‌
  المنصور أوّل‌ مثير للخلاف‌ بين‌ العبّاسيّين‌ والعلويّين‌
  شدّة‌ حرص‌ المنصور الدوانيقي‌ّ وبخله‌
  استدعاء الامويّين‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ إلی‌ الشام‌
  استدعاء المنصور الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌من‌المدينة‌إلی‌قصرالحمراء
  حوار المنصور مع‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ولين‌ الإمام‌
  إغلاق‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ كلّ طريق‌ للانتهاك‌ أمام‌ المنصور
  موقف‌ آخر للمنصور من‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  جواب‌ الإمام‌ الصادق‌ للمنصور حول‌ سبب‌ امتناعه‌ عن‌ مخالطته‌
  دعاء الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ دفع‌ شرّ المنصور عنه‌
  استدعاء المنصور، واستحلاف‌ الإمام‌ الصادق‌ الرجل‌ الكاذب‌ وهلاكه‌
  ضعف‌ الاسباب‌ في‌ استدعاء المنصور للإمام‌ الصادق‌ عدّة‌ مرّات‌
  عدم‌ استطاعة‌ المأمون‌ تحمّل‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌
  احتجاج‌ رجل‌ صوفي‌ّ، وعزم‌ المأمون‌ علی قتل‌ الإمام‌ الرضا
  علوم‌ الإمام‌ الصادق‌ كالشجي‌ المعترض‌ في‌ حلق‌ المنصور
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ يُطفي‌ غضب‌ المنصور
  موقف‌ الإمام‌ الحكيم‌ من‌ المنصور
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ يجيب‌ جواسيس‌ المنصور بالنفي‌
  تشيّع‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ الاشعث‌ بسبب‌ علوم‌ الإمام‌ الغيبيّة‌
  التجسّس‌ علی العلويّين‌ وخداعهم‌ بالمال‌ الكثير
  تقيّة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ الشديدة‌ وخوفه‌ علی سفيان‌
  مواعظ‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ لسفيان‌ الثوري‌ّ
  سنون‌ الحكومة‌ الامويّة‌ والمروانيّة‌ (التعلیقة)
  معاناة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ من‌ الولاة‌ الجائرين‌
  خطبة‌ والی‌ المدينة‌ واعتراض‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  قتل‌ المعلی بن‌ خنيس‌ ومصادرة‌ أموال‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌
  تبديل‌ الثورة‌ الدينيّة‌ للعبّاسيّين‌ إلی‌ إمبراطوريّة‌
  اعتقال‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ودعاؤه‌ بالخلاص‌
  بعض‌ الإصلاحات‌ التي‌ قام‌ بها عمر بن‌ عبد العزيز
  حوار الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ مع‌ المتصوّفة‌ حول‌ الزهد الحقيقي‌ّ
  البحث‌ الثاني‌ في‌ مدرسة‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ وعلومه‌ وتلامذته‌
  تلاميذ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أربعة‌ آلاف‌
  جمع‌ كثير من‌ المشايخ‌ كانوا تلاميذ الإمام‌ عليه‌ السلام‌
  تلمذة‌ مالك‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ وأبو حنيفة‌
  تمجيد أبي‌ حنيفة‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  بحث‌ حول‌ مالك‌ بن‌ أنس‌ بن‌ أبي‌ عامر الاصبحيّ المدنيّ أحد أئمّة‌العامّة‌في‌الفقه‌
  تمجيد مالك‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  ردّ الإمام‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌ أحاديث‌ العامّة‌ للحسن‌ بن‌ عبد الله‌
  بحث‌ حول‌ أبي‌ حنيفة‌: النعمان‌ بن‌ ثابت‌ بن‌ زُوطي‌ التميميّ إمام‌ آخر من‌ أئمّة‌العامّة‌الاربعة‌
  مناقب‌ مزيّفة‌ مزعومة‌ لابي‌ حنيفة‌ (التعلیقة)
  مخالفة‌ أبي‌ حنيفة‌ للسُّنّة‌ النبويّة‌ الشريفة‌ في‌ مواضع‌ كثيرة‌
  صلاة‌ القفّال‌ المروزي‌ّ علی فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌
  ترجمة‌ أبي‌ يوسف‌ القاضي‌ تلميذ أبي‌ حنيفة‌
  عبارات‌ دامغة‌ لاعاظم‌ السنّة‌ في‌ أبي‌ حنيفة‌
  كرامتان‌ باهرتان‌ لقبر أبي‌ حنيفة‌
  قصّة‌ الرجل‌ الزائر مع‌ خادم‌ قبر أبي‌ حنيفة‌
  مدّة‌ الحمل‌ عند العامّة‌ ومدّة‌ حمل‌ الشافعي‌ّ
  استهزاء أبي‌ حنيفة‌ بقول‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  كلام‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ في‌ أبي‌ حنيفة‌
  حكم‌ أبي‌ حنيفة‌ في‌ قطع‌ يد السارق‌ الذي‌ سرق‌ فسيل‌ النخل‌
  تشبيه‌ أبي‌ حنيفة‌ بالمولّدين‌ من‌ بني‌ إسرائيل‌
  كلام‌ شريك‌ حول‌ انحراف‌ أبي‌ حنيفة‌
  فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌ تفصل‌ النساء عن‌ أزواجهنّ
  شهادة‌ علماء العامّة‌ علی جهل‌ أبي‌ حنيفة‌
  اتّهام‌ مؤمن‌ الطاق‌ أبا حنيفة‌ بالتناسخ‌
  ردّ ابن‌ المبارك‌ علی أحاديث‌ أبي‌ حنيفة‌
  مرجع‌ الكتب‌ الشاملة‌ لفتاوي‌ الفقهاء الاربعة‌
  حوار يوحنّا مع‌ علماء العامّة‌
  أبو حنيفة‌: حكم‌ القاضي‌ نافذ ظاهراً وباطناً
  تصديق‌ المذنب‌ الشهودَ يوجب‌ سقوط‌ الحدّ!
  موارد من‌ فتوي‌ أبي‌ حنيفة‌ المخالفة‌ للشرع‌ والعقل‌
  مالك‌ يجيز اللواط‌
  الحنابلة‌ يقولون‌ بجسمانيّة‌ الله‌
  بعض‌ علماء العامّة‌ يكفّرون‌ الشيعة‌ ويستحلّون‌ دماءهم‌
  مدح‌ الصحابة‌ بشرط‌ عدم‌ ارتدادهم‌
  إشكالات‌ الجويني‌ّ علی مالك‌
  جواز تعاطي‌ البنج‌ ولعب‌ الشطرنج‌ و... عند الفقهاء الاربعة‌
  ردّ استدلال‌ المالكيّين‌ علی جواز وط‌ء الغلام‌
  مسألة‌ رضاع‌ الكبير عند العامّة‌
  قصّة‌ رضاع‌ سالم‌ مولي‌ أبي‌ حذيفة‌
  رضاع‌ الكبير عند عائشة‌ من‌ الثدي‌
  بحث‌ حول‌ محمّد بن‌ إدريس‌ الشافعيّ القُرَشيّ المُطَّلِبيّ
  حوار الشافعي‌ّ مع‌ مالك‌
  شعر الشافعي‌ّ في‌ ولاء أهل‌ البيت‌
  شعر الشافعي‌ّ في‌ حبّ آل‌ محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌
  كان‌ الشافعي‌ّ عامّي‌ّ المذهب‌ ومعتقداً بالخلفاء
  الشافعي‌ّ سنّي‌ّ معتدل‌
  الشافعي‌ّ لا يجيز العمل‌ بالرأي‌ والقياس‌
  ردّ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ علی أبي‌ حنيفة‌ قوله‌ بالقياس‌
  نصائح‌ الإمام‌ الصادق‌ للإمام‌ الكاظم‌ علی ما نقله‌ الدميري‌ّ
  حوار الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ مع‌ أبي‌ حنيفة‌ حول‌ الرأي‌ والقياس‌
  أهل‌ القياس‌ يبدّلون‌ الحلال‌ والحرام‌ أحدهما بالآخر (التعلیقة)
  كان‌ أبو بكر لا يجيز العمل‌ بالرأي‌ والقياس‌
  روايات‌ الشيعة‌ في‌ حرمة‌ العمل‌ بالقياس‌
  وفاة‌ الشافعي‌ّ وشي‌ء من‌ شعره‌
  بحث‌ حول‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ حَنْبَل‌ الشَّيْبانيّ المروزيّ البغداديّ
  من‌ مشاهير المعتزلة‌
  لقاء أحمد بأحد مشايخ‌ الشيعة‌ بالكوفة‌
  كيفيّة‌ تقليد العامّة‌ قبل‌ الرشيدَين‌ وبعدهما
  أحمد بن‌ حنبل‌ يجيز لعن‌ يزيد ويسبّب‌ لعن‌ بعض‌ الصحابة‌
  شعر الزمخشري‌ّ في‌ كتمان‌ مذهبه‌
  العواقب‌ السيّئة‌ لغلق‌ باب‌ الاجتهاد والقول‌ بعدالة‌ الصحابة‌
  الإماميّة‌ يعتقدون‌ بالعدل‌ الإلهي‌ّ وعصمة‌ الانبياء
  الاشاعرة‌ يعتقدون‌ بجسمانيّة‌ الله‌ في‌ رؤيته‌
  رأي‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ في‌ العدل‌
  كلام‌ الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌ في‌ عصمة‌ الانبياء
  عقائد الاشاعرة‌ في‌ التوحيد والعدل‌ مدعاة‌ إلی‌ البراءة‌ من‌ الإسلام‌
  الحُسن‌ والقبح‌ العقليّان‌ من‌ منظار الشيعة‌ والاشاعرة‌
  إن‌ الله‌ تعالی‌ لا یفعل‌ القبيح‌
  أفعال‌ الله‌ معلّلة‌ بأغراض‌
  صفات‌ النبي‌ّ عند الشيعة‌ وأهل‌ السنّة‌
  انتهاء علوم‌ الفقهاء الاربعة‌ إلی‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  خطأ أحمد أمين‌ في‌ الحكم‌ بأخذ الشيعة‌ عن‌ المعتزلة‌
  >>خطأ أحمد أمين‌ في‌ التأريخ‌ وعلم‌ المصادر
  دخول‌ مالك‌ علی أبي‌ جعفر المنصور الدوانيقي‌ّ بمني‌
  أمر المنصور مالكاً بتالیف‌ كتاب‌ الفقه‌
  دفاع‌ مالك‌ عن‌ فتواه‌ في‌ القسامة‌
  حوار المغيرة‌ المخزومي‌ّ ـ تلميذ مالك‌ـ مع‌ أبي‌ يوسف‌ القاضي‌
  موطّأ مالك‌ دستور المنصور الانقلابي‌ّ للبلاد
  أبيات‌ الشاعرة‌ بروين‌ اعتصامي‌ّ في‌ ظلم‌ الحكّام‌
  سبب‌ تقليل‌ روايات‌ «الموطّأ»
  سبب‌ تألیفه‌ وزمن‌ تألیف‌ «الموطّأ»
  تهرّب‌ مالك‌ من‌ أمر المنصور بتإلیف‌ الرسالة‌
  الانحراف‌ التدريجي‌ّ لمالك‌ وركونه‌ إلی‌ المنصور
  كلام‌ عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ انتقال‌ الفقه‌ من‌ المدينة‌ إلی‌ العراق‌
  المذهب‌ الجعفري‌ّ يبطل‌ القياس‌
  كلام‌ قادح‌ لاحمد أمين‌ في‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌
  عظمة‌ محمّد بن‌ زيد في‌ معاملة‌ ابن‌ هشام‌ الاموي‌ّ
  نماذج‌ الاصالة‌ عند محمّد بن‌ زيد العلوي‌ّ
  شعر الشافعي‌ّ في‌ مقتل‌ أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌
  فضيلة‌ زيارة‌ قبر الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ (التعلیقة)
  أبيات‌ من‌ القصيدة‌ الاُزريّة‌ في‌ عظمة‌ مقام‌ الائمّة‌

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی