معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > الاخلاق والحكمة و العرفان > الشمس المنيرة

 

 

هو الحيّ

الشّمْسُ المنيرة

عرضٌ موجَزٌ عنِ الشّخصيّة العلميّة والأَخْلاقيّة

لحَضْرَةِ العلاّمة آيَةُ الله

الحاجّ السيّد مُحمّد الحُسَين الحُسَينيّ الطهرانيّ

"قدّسَ اللهُ نَفْسَهُ الزكيّة"

تأليف

السيّد محمّد مُحسن الحُسيني الطهرانيّ

 

 

 

بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الحمدُ لله رَبِّ العالمين, وصَلّى الله عَلَى نَبِيِّنا سَيّدِ المرسلينَ

وعَلى آلهِ الأئمّةِ المعْصومين, ولَعنةُ الله عَلى أَعدائِهِم أَجمَعين

 

تَحَصّنتُ بالمَلِكِ الحيّ الذي لا يموت, واعتصَمْتُ بِذي

العِزّةِ والعَدْلِ والجبروت, واسْتَعَنْتُ بِذي العَظَمَةِ

والقُدْرَةِ والمَلَكوت, مِنْ كُلّ مَا أَخافُ وأَحْذَر.

 

إلهي! إنّ الوجودَ والبقاءَ في جَميعِ مَراتِبِ تَعيّنِه وتحقُّقِه مُنحَصِرٌ بِذاتِكَ الأَقْدَس, والحَمْدُ والثَّناءُ في دائِرتي النّزولِ والصّعودِ قائمٌ عَلى مَحوَرِيّة ظُهورِ بَهائِك وكِبرِيائِك..

نوِّرْ قُلوبَنا بِأَنوارِ عِشْقِ ذاتِك ومَحَبَّتِك, وارْوِ عُقولَنا بِفَيضِ سُحُبِ هِدايَتِك! وثَبّتْ أَقدامنا على نَهجِ الكرامَة الإنسَانيّة القَويمِ والصّراطِ المسْتَقيمِ لأَوْلِيائِكَ العِظام, وَصُنْ أَقلامَنا عَنْ الغوايَةِ وَالضّلالَةِ في بَيانِها العَلومَ وَالحَقائِق! آمين!

سُبحانَك! أيُّ عينٍ تقومُ نصبَ بهاءِ نورك, وتَرْقَى إِلى نورِ ضياءِ قُدرتِك؟! وأيّ فهمٍ يَفهمُ ما دونَ ذلك إلاّ أبصارٌ كشفتَ عنها الأغطية.. وهتكتَ عنها الحجبَ العَميّة! فَرقَتَ أرواحُها إلى أَجنحَة الأَرْواح.. فناجَوك في أَركانك.. وَوَلجوا بينَ أَنوار بهائِك.. ونَظروا مِنْ مُرتقى التُّربَةِ إلى مُسْتَوَى كِبريائك.. فسمّاهم أَهلُ الملكوت زوّاراً.. ودَعَاهُم أَهلُ الجبروتِ عُمّاراً([1]).

في الوقت الذي شاءَ مُدوِّنُ التّقدير, ومَدبّرُ المشيئة المُتقنة, ومُنشِئُها حَسبما تقتضيه حِكْمَتُه البالغة ) َ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى‏ كلُ‏َّ شىَ‏ْءٍ خَلْقَهُ ثمُ‏َّ هَدَى‏( ([2]) أنْ يكشفَ النّقاب عن الطّلعة المنوّرة للحكيم المؤدّب, والعارفِ الكامِل, والسالكِ الواصِل, الحكيمِ الأَوحد, الفقيهِ الثّبت, حَضرةِ العلاّمة آية الله الحاج السيّد مُحمّد حسين الحسيني الطهرانيّ     ـ قدّسِ الله نفسه ونوّر ترابَ قبره ـ أُحيلت هذه المهمّة إلى القلمِ الخاوي, القاصرِ عن البيان, والحالُ أنّ مؤلفاتِه الثمينةَ تمثّلُ شهادةً صادقةً, وبُرهاناً قاطعاً يشهدُ على مراتبِ تَوحيدِهِ ومَدارجِ يَقينِهِ: فالشّمْسُ خيرُ دليلٍ عَلى الشّمْسِ.. إلاّ أنّ سُلَيمانَ المعرِفةِ لمْ يَتعيّر مِنْ هَديّة نمَلَتِه.. ويوسفُ كِنعانَ لمْ يَسأمْ منْ بِضاعَةِ تلكَ العجوزِ المُزْجَاة.

آب دريا را اگر نتوان كشيد

 

 

هم بقدر تشنگى بايد چشيد([3])

يك دهان خواهم به پهناى فلك

 

 

تا بگويم وصف آن رشك ملك([4])

     

هَجَمَ بهمُ العلمُ على حقيقةِ البصيرة, وباشروا روحَ اليقين, واستلانوا ما استوعَرَه المُترَفون, وأَنِسوا بِما استوحَشَ مِنْهُ الجاهلون, وصَحِبوا الدنيا بأَبدانٍ أَرواحُها مُعلّقةٌ بالمَحلّ الأَعلى, أُولئِك خُلفاءُ الله في أَرضِه, والدّعاةُ إِلى دِينِه, آهٍ آهٍ ! شَوقاً إِلى رُؤْيَتِهم([5]).

لا صوّت الناعي بفقدك إنّه

 

 

يومٌ على آل الرسول عظيم

     

العلامة الطهراني من سلالة العلماء المشهورين

حلّ العلاّمة آيةُ الله السيّد محمّد حُسَين الحُسَينيّ الطهرانيّ في هذا العالم سَنة 1345 هِجريّة قَمريّة. و والده هو المرحومُ آيةُ الله الحاجّ السيّد محمّد صادق, وهو من أَعاظِم عُلماء طَهران, رَجلٌ شديد الغيرة والحميّة, قويّ البنيان, مشار إليه بالبَنان, حيثُ كانَ يُعدّ وحيدَ عصره إِزاءَ تحمّله أَعباءَ الشريعة الغرّاء, ومعارضته للنظام الطاغوتيّ البهلويّ ومواجهتِه له. فقد عادَ من سامرّاء قاصداً طهرانَ مع أَبيه الجليل المرحوم آيةِ الله المعظّم الحاجّ السيّد إِبراهيم الطهرانيّ, والذي كانَ أحدَ تلامذة أُستاذِه المعروف باسم آية الله العظمى الميرزا حسن الشيرازي رضوان الله عليه.

أمّا جدّه الأعلى, فهو السيّد محمّد وليّ, الذي ينتهي نَسبُه إلى حضرة الإمام السجّاد عليه السلام عن طريقِ زيدِ بنِ عليّ بنِ الحُسين عليهما السلام, وهو مدفونٌ في محلّة >دَرَكِه< الواقعة في طَهران, وله مزار هناك؛ وأمّا من ناحية الأم, فنَسبُه يصِلُ إلى العلاّمة مَولَى محمّد تَقي المجلِسي رحمة الله عليه.

أَنهى دِراسته للهندسة الصناعيّة طِبقاً لمِا كانَ رائجاً آنذاك, فَحازَ على الشهادةِ الفنّية بصفته الطالب الجامعي الأوّل في كليّة الفنون الصناعيّةِ في طهران. وكانَ أنْ مَنَحتْهُ الحُكومة مِنحةً للسّفر إلى أَلمانيا ومتابعة دراسته, ليعودَ ويتسلّم المسؤوليات والمناصب العالية في هذا المجال, وذلك بعنوانه الطالب الأوّل من بين زملائه و (الحائزِ على وسام الفخر والتشجيع).

      
  
الفهرس
15   ديباجة
15   العلامة الطهراني من سلالة العلماء المشهورين
35-21   الفصل الأول : الهجرةُ إلى قُمْ واكتسابُ المعارفِ الإلهيّةِ بعنوانها الطريق الوحيد للسعادة
23   أساتذته في دروس السطوح ومعرفته بالعلامة الطباطبائيّ.
25   كلام سيّد الشهداء يدلّ على انحصار معرفة الإمام عليه السلام بطريق العرفان
25   لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية
31   العلاّمة الطباطبائيّ هو المشرف المباشر على البناء العلمي والمعرفي للعلامة الطهراني
33   العلامة الطباطبائيّ يرى أنّ لمدرسة العرفان أركان ثلاث: العقل والشرع والشهود
39-53   الفصل الثاني: الهجرة إلى النجف
41   ارتباط العلامة الطهراني الوثيق بآية الله السيّد جمال الدين الگلبايكاني في النجف
45   تقسيم برنامجه وأوقاته في النجف على أساس المحورين العلمي والعملي
47   الآراء المختلفة لأساتذة العلاّمة الحوزويّين بالنسبة إلى العرفان والشهود
51   آفة التقليد أنه يزيل الاعتقاد بالحق..
57 ـ 59   الفصل الثالث أساتذته في العلوم المختلفة وتعرفه على المرحوم الأنصاري
59   تعرفه على المرحوم الشيخ الأنصاري رضوان الله عليه
63 ـ 74   الفصل الرابع :التعرف على المرحوم الحداد والرجوع إلى الوطن بأمرٍ من الأستاذ
65   مكانة أساتذته ورتبتهم بالنسبة إلى العلامة الطهراني وكيفية ابتناء ارتباطه
67   يمكننا أن نستكشف شدّة علاقته بالمرحوم الحداد من خلال إحدى الرسائل
69   عودته إلى الوطن والتزامه بنشر المعارف الإسلامية إنما كان بأمرٍ من أستاذه
73   الهداية حق فطري لجميع البشر
74   عدم ذكر شيء عنه ضمن تاريخ الانقلاب
77 ـ 108   الفصل الخامس: أسسه التربوية ومنهاجه في المسائل المختلفة
79   السفر إلى الخارج لأجل التداوي مع وجود الأطباء الحاذقين مخالف لعزة الإسلام
81   تربيته للتلاميذ السلوكيين وطلاب العلوم الدينية
85   المنع من دخول الأفراد في المعاملات الربوية البنكية
87   حرمة الرجوع إلى الحكام الظلمة في المرافعات والخصومات
91   برنامجه في مسجد القائم
93-107   الولاية المطلقة للإمام عليه السلام هي عين التوحيد
95   العلامة الطهراني كأستاذه لا يتنازل عن التوحيد أبداً
97   لا يستحسن الجمع بين زيارة الإمام الرضا و أمثال الحكيم السبزواري و بايزيد البسطامي
99   الميزان في صحة حال السالك الموافقة للموازين العقلية والشرعية
103   لا بد من كتابة الكلمة المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" بدلاً من  باسمه تعالى
  من الخطأ نسبة الكلمة المعروفة "إنّما الحياة  عقيدة وجهاد" إلى سيد الشهداء
107   تأكيد العلاّمة على ضرورة رؤية الهلال لترتيب الأحكام الشرعيّة وعدم اعتنائه بالتقويم
111 ـ 115   الفصل السادس : الشخصية السياسية و مشروع إيجاد الحكومة الإسلامية
113   المرحوم العلامة كانَ يرى أنّ الثورة الإسلامية موهبة إلهية لجميع الأمة الشيعية
115   كم هو مناسب أن تقرأ كلمات رسول الله التوحيدية حين فتحه مكه
119 ـ 128   الفصل السابع: الهجرة إلى مشهد و الشروع بالتأليف
121   تعريف إجمالي لمؤلفات العلامة الطهراني
125   يلحظ القارئ أن مؤلفات العلامة تبعث في نفسه روح الحياة والانبساط
127   من خصائص العلامة الطهراني خدمة الناس و إيجاد المحبة و نشر الصفاء بين الأفراد
131 ـ 134   الفصل الثامن : غربته وعدم معرفة شخصيّته
133   إن السيد محمد حسين سيد الطائفتين؛ علماء الظاهر, وعلماء الباطن.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی