معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > الاخلاق والحكمة و العرفان > الشمس المنيرة

الفصل الأول:

الهجرةُ إلى قُمْ واكتسابُ المعارفِ الإلهيّةِ بعنوانها الطريق الوحيد للسعادة

 يقول العلاّمة الطهرانيّ:

قد شَخصَ أمامي في تلك الفترة خياراتٌ متعدّدة وطرقٌ كثيرةٌ لمستقبلي, حتّى صِرتُ متحيّراً إِزاء تشخيص الخيارِ الأتمّ وانتخابِ المسار النفيس والأرشد, وفي النهاية, بعد الاستنابة الشديدة واللجوء إلى عَتبة قاضي الحاجات, والاتّكال على حَضرة الحقّ ومقدّر المشيئة المطلقة, وتفويض جميع شراشرِ وجودي وأزمّة اختيارِ الصلاح والرشاد, إلى قبضة تدبيرِ مُدبّر الأمور, وفي إحدى الليالي, عَمَدتُ إلى الاستخارة لأجل هذا الموضوع ثمانية عشر مرّة, وما كان إلاّ أن جاءتْ ـ جميعُها واحدةً تِلوَ الأخرى ـ تصرّحُ بالإلزام والحصر, آمرةً بالاشتغال بخصوصِ العلوم الدينيّة دونَ غيرها, واكتسابِ المعارفِ الإلهيّة, والورودِ في زُمرة الطلاّب والمشتغلين بعلومِ آلِ محمّدٍ صلواتُ الله عليهمْ أجميعن.

ففي هذا الحال الذي تراءَت أمامَه جميعُ الطرق وكلّ الخيارات, ولاحتْ أمام ناظريه النتائجُ الوافرة, والعواقب المؤثّرة على مستقبله الشخصي, إلاّ أنّه وبعد التأمّل والتحقيق في حقيقة الدنيا الدنيئة وواقعيّتها, بما تمثّلُه من صِدام وعِراك في الأهواء الغاوية والمغويّة, الباعثة على اضمحلال جميع القُوَى البشريّة, ومحقِ الاستعدادات الملكوتيّة, كلّ ذلك دَعَاهُ ـ بفارغ الاطمئنان وهدوءِ البال ـ إلى التوجّه نحوَ >قُمْ< عُشّ آلِ محمّد, وشدّ الرحال نحو العتبة البهيّة المنوّرة, لحضرةِ فاطمةِ المعصومة سَلامُ الله عليها, وذلكَ بعزمٍ راسخٍ وقَدمٍ ثابت, ليَنهلَ من المعارف الإلهيّة الحقّة, ويَبلُغَ المصادرَ الحيّة والأُسسَ الحيويّة للأئمّة المعصومين صَلواتُ الله عَليهمْ أجمَعين. فكان أوّلَ طالبٍ يسكنُ في مدرسةِ المرحومِ آيةِ الله السيّد "محمّد حجّت كوه كمره اي" (الحجتيّة).

أمّا أساتذته في السطوح فهم: في >اللمعة< آية الله الشيخ محمّد صدوقي اليزدي, أمّا >القوانين< و>الرسائل< و>المكاسب< فقدْ دَرَسَها على يدَي الآيات العِظام؛ الشيخ عبد الجواد سدهي الأصفهاني, والحاج السيّد رضا بهاء الديني, و>الكفاية< لدى آية الله الشيخ مرتضى الحائري اليزدي, وحضرَ سنتين بحثَ الخارج عندَ المرحوم آية الله السيّد محمّد داماد, رحمة الله عليهم أجمعين.

وأمّا دروس الفلسفة والحكمة المتعالية والتفسير والفقه والحديث والعرفان النظري, فقد أكمَلَها في محضرِ الأستاذِ الفريد الذي لا مَثيل له, علاّمة الدهر, الحكيم على الإطلاق, العارف بالله وبأمر الله, المرحوم آية الله العظمى الحاج السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ التبريزي رضوان الله عليه.

فقد شرعَ ارتباطه بالمرحوم العلاّمة الطباطبائيّ من خلال التّلمَذَة في دروس الفلسفة, وذلك حينما كانَ قد تجاوز مرحلة دراسة واكتساب العلوم الحوزويّة المتداولة, المتزامن مع بروزِ شغفه واندفاعه, وانجذابه إلى الصفات الملكوتية لهذا العظيم, واشتداد ظمئه إلى الارتواء من فيضان علوم التشيّع والولاية, والغوص في بحر معارفهما الحقّة, والتي كانتْ متجليّة في نفسه القدسية؛ فكان ذلك إيذاناً ببدءِ مرحلة جديدة من حياته العلميّة ونضوج بصيرته الباطنيّة, ليشخصَ أمامَ عينيه أفقٌ جديدٌ من المعارف الإلهيّة, يقوده إلى ناحية عوالم الغيب ومراتب الشهود.

أساتذته في دروس السطوح ومعرفته بالعلامة الطباطبائيّ

ذاتَ يوم, يقول العلاّمة:

قبل العزمِ على الذهاب إلى قمْ, والانخراط بالمجتمع العلمائي والارتباط مع المشتغلين بالعلوم الدينية, كانَ يخايلُني تصوّر أنّ تمامَ هؤلاءِ همْ منْ زُمرة الصلحاء والأخيار, وأنّهم مِن أجلّة الخَلق, والمتصفين بالصفات القدسيّة, المتخلّقين بأخلاق الربّانيين, وبقيَ حسنُ الظنّ هذا يخالجني حتّى وردتُ إلى الحوزة, وعاينت الطبقات المختلفة من العلماء ومفكّريهم, والمتلبسين بلباس العلم, فأدركتُ أنّ حسنَ الظنّ هذا بالنسبة إلى جميعهم أمرٌ وهميّ نادرٌ, ومخالف للحقيقة والواقع, ولمستُ أنّ النظر إليهم على نسقٍ واحدٍ وجعلهم في زمرة الأتقياء والصلحاء مخالف للإنصاف, بل قد يُرى في أوساطهم أشخاصٌ ظاهرهم حَسَنٌ, قد تأدّبوا بآداب العلم, وأقاموا أنفسهم في سِلك العظماء والأولياء, إلاّ أنّ باطنهم مُنغمسٌ في الشهوات والأَهواء الرديئة, قابعٌ في الخيالات الضالّة المضلّة, إلى حدٍّ أنّك لو ارتبطتَ بأحدهم وتعاملتَ معه, لأدركت أنّ رائحةَ التعفّن والكدورة تفوحُ منه, إلى الحدّ الذي تتأذّى من رائحته شامّة الروح, ويتكدّر منه القلبُ من على بُعد فراسخ متباعدة, تماماً كما ورَدَ في رواية الإمام الصادق عليه السلام, مخاطباً أصحابه في أحدِ الأيّام:

(تجدُ الرجلَ لا يُخطئُ بِلامٍ ولا وَاوٍ, خَطيباً مِسقَعَاً, ولَقلبُهُ أشدُّ ظُلمَةً مِنَ الليلِ المُظلِم)([6])

يبدو من الأتقياء ظاهراً, أماّ باطنه فليلٌ مظلم, وحَسْبَ بيانِ الإمامِ جعفر الصادقِ عليه السّلام في ذمّ عُلماءِ السّوءِ:

(هُمْ أضَرُّ عَلَى ضُعَفاءِ شيعَتِنا مِنْ جَيشِ يزيد على الحسين بن عليّ عليه السلام وأصحابه)([7])

وفي مقابل ذلك, صادفتُ علماءَ كانوا في أشدّ الخلوص ومنتهى الصفاء؛ بهاءٌ ومجدٌ وعظمة.. لا يمكّن للإنسان أن يجري على لسانه اسمهم, ولا يحقّ لأحدٍ أنْ يتخيّلَهم غير الملائكة. والعلاّمة الطباطبائيّ ـ رضوانُ الله عليه ـ كانَ منْ هذه الطائفة, وكلّما كنتُ أتأمّل في رفعةِ هذا الرجل العظيم, وعلوِّ مجده, وكرامته وعظمته, أرى فكري ولبّي قاصرين عن بلوغ شأوه, فأظلّ والهاً حيراناً, مبهوتاً في السير والبحث, والغور في بحار فضائله.

حينما لَمَسَ العلاّمة الطباطبائيّ ما لهذا التلميذ البارزِ من استعدادٍ لتلقّي جَميعِ مراتب المعرفة, وبلوغه الحقيقة, ووُرودِه كُنْهَ الشريعة, ووُقوفه على مَشرَعة مَدرسةِ الوحْي, فَدونَ أيّ بخلٍ أو شحّ, عمدَ إلى نقلِ لبِّ ولُبابِ الحقيقةِ والمعرفة إليه, والتي تمثّلُ نتيجةَ تجربته العلمية وخلاصة سلوكه العرفاني, وصفوة سَيره وبحثه لسنينَ متمادية في محضر العظماء وأعلام حوزة النجف, نظير الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني والسيّد حسين "بـادكوبـه اى", وبالأخصّ فريد العصر ووحيد الدهر, ترجمان القرآن وسلمان الزمان: آية الحقّ والعرفان آية الله العظمى السيّد علي القاضي الطباطبائيّ رضوان الله عليهم.

كلامُ سيّد الشهداء يدلّ على انحصار معرفة الإمام عليه السلام بطريق العرفان

يقول العلاّمة الطهراني في أحدِ الأيّام لأستاذه العلاّمة الطباطبائيّ:

كيفَ يمكنُ بلوغَ كُنْهِ هذا الحديث الشريف المروِيّ عنْ حضرةِ سيّد الشهداءِ عليه السلام حيثُ يقول:

أيّها الناس! إنّ الله ما خَلَقَ خَلْقَ الله إلا لِيَعرِفوه, فإذا عَرَفوه عَبَدوه واستَغْنَوا بعبادَتِه عنْ عِبادةِ ما سواه. فقالَ رَجل: يا ابنَ رسولِ الله! ما مَعرفةُ الله عزّ وجلّ؟ فقالَ: معرفةُ أهْلِ كُلّ زمانٍ إِمامهُ الذي يجبُ عليهِم طاعَتَه([8]).

يجيبه العلاّمة الطباطبائيّ قائلاً: هناك طريقٌ واحدٌ لا ثانيَ له, فالوصولُ إلى معرفةِ الإمامِ عليه السلام, وإِدراكُ مقامِ الولايةِ المطلقةِ لحضراتِ المعصومينَ صلواتُ الله عليهم أجمعين منحصرٌ بالعرفان فحسب!

هذا الكلام يجرّنا إلى نكتةٍ جديرةٍ بالتوقّفِ والتأمّلِ وهي:

أولاً: لماذا حَصرَ المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ طريقَ معرفةِ الإمام عليه السلام بخطّ العرفان وطريق السلوك إلى الله؟

وثانياً: كيفَ هو هذا الطريق؟ وبواسطة من يمكنُ اجتيازه؟ وهل يمكنُ للإنسانِ أنْ يضعَ قدمه في طريق العرفان بمعزلٍ عن قائدٍ ومرشد, فيسلك إلى الله من تلقاءِ نفسه, وسطَ كلّ هذه العقبات الكؤود, والمنزلقات الهائلة, ودونَ وجود عارفٍ خبيرٍ بهذا الطريق ممّن قد طواه واجتازه مسبقاً, أو لا يمكنه؟

وللإجابة عن السؤال الأوّل ينبغي أنْ يقال: إنّ معرفة الإمام عليه السلام على نحوين:

النحو الأوّل: المعرفة الإجمالية, أيْ معرفة الأب والأم, الأولاد, الأخوة, الأخوات, كيفيّة حياته, ارتباطه مع سائر الأفراد, المقطع التاريخي الذي عاصره وعاش فيه, المسائل التي واجهها طوال حياته, ميزان علم الإمام بالنسبة لسائر العلوم والفنون, وذلك حسبَ رتبةِ المتتبِّع نفسه و سِعَتِه. كذلك معرفة كيفيّة تعامله مع مختلف المسائل التي كانت تواجهه طوال فترة حياته, وبكلمة واحدة: المعرفة الإجماليّة للمسائل الاجتماعيّة والعلميّة والثقافيّة للإمامِ عليه السلام.

وهذا النوعُ منَ المعرفة إنّما يمثّل الهويّة الشخصيّة, ولكن للسؤال باب واسع, فهل تنحصرُ حقيقة الإمام عليه السلام بهذا المقدار؟ وهل هذا هو كلّ شيء بحيث لا توجد وراءَه حقائق وعوالم أُخرى؟ ألا يوجدُ تفاوتٌ بين مقامِ الإمامِ الثبوتي ومقامه الإثباتي؟ ثمّ ما نَراهُ من ظواهر أعمالِ الإمام وتعامله وأقوالهِ, ونسمعُهُ ونُشاهده, هلْ كلّ ذلك بنفس المقدار من النورانيّة والحقيقة المنطوية في وجود الإمام؟ أو أنّ المسألة شيءٌ آخر؟

وحينئذٍ ينفتحُ الباب أمامَ النحو الثاني من المعرفة:

وهو: المعرفة الحقيقيّة والواقعيّة لوجود الإمام عليه السلام.

إنّ الاختلاف والافتراقَ بينَ الإمام عليه السلام وسائرِ الأفراد ـ بأيّ نحو من الأنحاء ـ لهو اختلافٌ وتمايزٌ جوهري, وليسَ مجرّدَ اختلافٍ في الأعراضِ والصفات الظاهريّة, فالعلومُ والمدركاتُ الإنسانية الكامنة في جميع الأفراد والطبقات, إنّما تتحدّد وتتقرّر على أساسِ الصور المرتَسِمةِ والعلومِ الحُصوليّة, وهذه العلومُ والمدركات بدورها منبعثةٌ من الحواس الظاهريّة, يرسمُها الإنسان بواسطة الجمع والتفريق الذهنيين, نعمْ, من الممكن للإنسانِ أنْ يكتسبَ الكثيرَ بواسطة طريق الباطن, ومن خلال انكشاف العوالم الغيبية, والوصول إلى مدارج العوالم العلوية وطيّ معارجها, وذلك بواسطة الرياضات الشرعيّة, وتهيئة الظروف المستوجبة لتزكية النفس, ولكن أنّى هذا من علم ِ الإمام عليه السلام القائمِ على أساس الشهود, والذي هو نتيجة للتبدّل والتغيير الجوهري الكائن في نفسه, الناتج من السير في طريق الله, والوصول إلى حريم كبرياء الحق, والفناء التام والمطلق في الذات الأحديّة, وحذفِ جميع التعيّنات الماهويّة والبشريّة, واندكاكها في الذات الإلهية وصيرورته ذات الله, فلمْ يَعُدْ بشراً, وقَد فَقَدَ أوصافَه البشريّة, ففِعلُهُ فعلُ الله, وكلامُهُ كلامُ الله, وسِرّ سويدائِهِ ليس سوى الله.

ومن خلال هذا البيان نصلُ إلى هذه النتيجة: مفادها أنّ معرفة الإمام بتمام معنى الكلمة والحقيقة, وبنحوٍ مطلق, والوصول إلى كنه ذاته المقدّس, هو عينُ معرفة الله, وهو المعرفة الواقعيّة والحقيقيّة للذّات الأَحَديّة بتمامِ المعنى والحقيقة, لذلك قال المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ: إنّ معرفة الإمام غير متيسّرة إلا بواسطة طريق العرفان والسلوك إلى الله.

بناءً عليه, ومع التوجّه إلى المطالب السابقة, يتضّح الجواب عن السؤال الثاني.

ففي مقام الإجابة لا بدّ وأنْ نقول: إنّ الشخصَ القادرَ على قيادة البشر وهدايتهم إلى الحقائق المنطوية في باطن الإمام عليه السلام وسرّه, وإيصالهم إلى باطن الإمام وحقيقته, هوَ منْ كانَ قد اندكّ وجوده في مقام الولاية, وفَنِيَ في الذات الأحديّة وانمحى بتمامِ معنى الكلمة وعلى الإطلاق. وإلا فمادام هناك شائبةٌ من شوائب إنّيته وتعيّنه, فأبداً وأبداً.. لنْ يعرفَ الإمامَ واقعاً وبشكل كلّي؛ وكلّ ما يتفوّه به من أوصافه وكمالاته فهو مجرّدُ كلامٍ نابعٍ عن محدوديّة سعته الوجوديّة, لا يتجاوز دائرة مدركاته, وكلّ ما يخالُ له أنّه الإمام غيرُ منطبقٍ عليه, وإنّما هو مرتبة من مراتبه, ومنزلة من منازله اللامتناهية.

نستنتج ممّا سبق, أنّ منْ شرطِ الأستاذِ أنْ يكونَ قدْ عَبَرَ من مقامِ الجزئيّة بشكلٍ تامّ وتحقّق بالكليّة, وخرجَ من شوائبِ النفس ـ بجميع مراتبها ـ وانكشفتْ أمامه جميعُ الحجب, فلا كدورةَ ولا ظلمةَ من الظلمات المبعّدة, ولا ستارَ أمامه ولا حجاب, سَواءً الحجب الظلمانيّة أمْ النورانيّة, بلْ نفسُهُ متّصلةٌ بنفس الإمام, بلْ مندكّة وفانية فيها. بناءً على ذلك, فأيّ شيءٍ يقومُ به ويفعلُه, فكأنّ الإمام قامَ بهِ بنفسه, وأيّ حديثٍ يُدلي به, فهو عنْ لسانِ الإمامِ عليه السلام, يظهرُ من خلاله بعنوانه أحد مظاهرِ الإمام, وإحدى بروزاته, وكلّ ما يخطرُ في ضميره النيّر, فهو رشحةٌ من نفس الإمام دون أيّ شائبة!

لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية

وبعبارة أخرى, هما حقيقةٌ واحدةٌ (والتي هي عينُ مقام ولاية الإمام عليه السلام وإحاطته الكليّة والنورانيّة) قد تجلّت وبرزتْ في ظهورَين وتجلّيَين, فتجارب الوليّ وبياناته هي من تلك العين الزلال, ومن معيِن مشرعته النضرة. بَلَى! حينئذٍ يستطيعُ الأستاذُ أنْ يهدي إلى الذات الأحديّة, وإلى حقيقة مقام الولاية المطلقة, فهنا لا يبقى بين الولاية والتوحيد أيّ مائزٍ أو فارق, خلافاً لما تدعيه الشيخيّة من وجودِ التمايز والافتراق بين مفهوميهما ومعنييهما, حيثُ يقولون بالاختلاف الماهويّ بينهما, وأنّ كلاً منهما من رتبة خاصّة, وأنّ التوحيدَ أعلى وأشرف من الولاية. فكلّ هذه المسائلِ شركٌ وكفرٌ وإِلحاد, وابتعاد عن المباني الأصيلةِ والحقيقيّة للتوحيدِ الإسلامي, ومخالفة للتشيُّع.

فعلى هذا الأصل, لا فرقَ بين كلامِ الأستاذ والإمام, بلْ لا معنى له أبداً, لأنّ كلّ ما يقولُه الأستاذُ الواصل, والعارفُ الكامل والوليُّ المندكّ والفاني في ولاية الإمام هو عن الإمام, وكلّ ما يقومُ به فهو من الرشحات الوجوديّة للإمام عليه السلام, فكلام الأستاذ هو كلام الإمام, وفعلُه فعلُ الإمام, وضميره وسرّه وسويداؤه سوف تكون ضميرَ الإمام, فهنا مقام تجلّي الحقّ في مرآتين؛ فهو ظهورٌ لا شائبة فيه, نور للوجود قد تجلّى في موجودين, فاختلاف الأستاذ مع الإمام لا يعدو كونه اختلافاً في الشكل فحسب؛ اختلافٌ في الصورة والعرض, اختلافٌ في المظاهر المُلكيّة والناسوتيّة, فهذه الجهة الشكليّة المُمَيِّزَةِ لِكلٍّ منهما لا تقبلُ التغيير والتبديل أبداً, إلاّ أنّها لا توجبُ الافتراقَ والتباين.

من هذا المنظار, يمكنُنا إدراكُ حقيقة ما كانَ يذكُرُه المرحومُ العلاّمة الطهرانيّ مراراً, حيثُ كانَ يقول:

كنت أنظر إلى أستاذي وكأنّه النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أو الإمام عليه السلام, لذلك كان يرى أنّ المرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ محمّد جواد الأنصاريّ كالنبيّ الأكرم ـ بالطبع مع حذف الخصوصيّات الفرديّة ـ

أيّ كلامٍ عرشيٍّ عظيم هذا الكلام؟! إنّه لعميقٌ جداً, وبيانٌ واقعيّ جداً! ينبئُ عن سرّ السلوك, وحقيقة العرفان والتوحيد, والمعرفة الواقعيّة للإمام عليه السلام, ويكشفُ عن الوصول إلى أعلى مرتبة من المعرفة والدراية.

ها هو العلاّمة الطهرانيّ يتوجّه إلى محضرِ العلاّمة الطباطبائيّ مع شوقٍ عجيبٍ لاكتسابِ المعارفِ والعلوم الحقّة الإلهيّة, وهو بدوره كالأبِ الرقيقِ العطوف, يغوصُ مع تلميذه المهتدي في بحره الموّاج, الزاخر بالعلوم الإلهيّة, دون ذرّة بخلٍ أو حسرة, لينهلَ من الجواهر النضرة ولآلئ الحكم الإلهيّة النفيسة صباحاً ومساءً, فالعلاّمة الطباطبائيّ من خلال رؤيته المستقبلية ونظرته الثاقبة, فمن خلال تدريسه العلومَ الحوزويّةَ المتعارفة من (علم الحكمة والهيئة والتفسير والفقه والحديث وغيره) لم يكتفِ ببلوغه أعلى المراتب, والتربّع على قمّة العلم والمعرفة, واستيفائه تمام فعليّتهما, وإنّما يقومُ بفتحِ أبواب الهداية نحو العوالم الربوبيّة, واحداً تلوَ الآخر, من خلال بيان الحقائق المستترة والمختفية عن أنظار الخلق الحيارى, وبواسطة كشفِ النقابِ عن العوالم الربوبيّة, وتصويرِ حقيقة عالم الخلق والأمر وترسيمها, وبالتالي رفعِ الستار عن النوافذ التي يتمّ الولوج من خلالها إلى عوالم أسرارِ الوجود.

كذلك يذكرُ العلاّمة الطهرانيّ فيما يتعلّق بهذه المسألة, في كتابه القيّم >الشمس الساطعة< فيقول:

العلاّمة الطباطبائيّ هو المشرف المباشر على البناء العلمي والمعرفي للعلامة الطهراني

و في بعض الأحيان كانَ يُلقي علينا بياناتٍ عديدةً يشرحُ فيها أحوالَ العلماء العظام وأولياء الله, ويستعرضَ أنحاء المدارس العرفانيّة, وبالأخصّ فيما يتعلّق بأستاذه في المعارف الإلهيّة والأخلاق مدّة مكوثه في النجف, المرحوم سيّد العارفين وسند المتألهين, آية الله المتفرّد, السيّد الحاج الميرزا علي السيّد القاضي ـ رضوان الله عليه ـ وكانت له بيانات مفصّلة, تبعثُ في نفوسنا البهجة والسرور, وقد كانتْ مجالسنا معه تمتدّ أحياناً ـ علاوة على أوقات الدروس الرسميّة ـ إلى ساعتين أو ثلاث في كل يومٍ وليلة.

ولقد بلغتْ بنا درجةُ الشغف والوله به إلى حدٍ حَمَلَنا على تركِ حُجرة المدرسة, لنستأجرَ غرفةً قربَ منزله, ونلوذ بجواره بغية ازدياد اللقاء به, والاستفادة والاستفاضة منه بشكلٍ أكثر, فكانَ يلقي علينا المواعظَ الأخلاقيّة والعرفانيّة بشكلٍ مستمر, وذلك قُبيلَ الغروبِ بساعةٍ أو ساعتين, وفي بعض الأحيان كانت تمتدّ الجلسة إلى ما بعدَ مضيّ قسطٍ من الليل, وأمّا في فصل الربيع, فكانَ يأتي إلى حديقة الـ "قلعة" القريبة من منزله, فيلقي عليّ وعلى اثنين من الرفقاء مطالب متعدّدة, تدورُ حولَ سيرة الفلاسفة المتألّهين المسلمين ونهجهم, وتبيّن مسلك علماء الأخلاق, وسَيرِ وسلوكِ العُرفاء الأجلاّء, بالأخصّ فيما يتعلّق بأحوال المرحوم الآخوند الملاّ حسين قلي الهمداني وتلامذته البارزين, أمثال السيّد أحمد الكربلائي الطهرانيّ, والسيّد الحاج ميرزا جواد الملكي التبريزي, والسيّد الحاج الشيخ محمّد البهاري, والسيّد محمّد سعيد الحبّوبي, وعن سيرة المرحوم السيّد ابن طاووس وبحر العلوم ونهجهما, وعن أستاذه المرحوم القاضي ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ كلّ ذلك بشكل مسهب مفصّل, حيث إنّها كانت مفتاحاً لطريقنا وهدايتنا إلى المعارف الإلهيّة.

وحقّاً, لو لم نكنْ لنعثرَ على هكذا شخص, لكنّا صفرَ اليدين.. خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ, فلك الحمدُ وله المنّة([9])

هذا مضافاً إلى توضيحه السلوك العملي والمنهج العرفاني لعلماء السير والسلوك, أمثالِ المرحومِ الآخوند الملاّ حسينقلي الهمداني والسيّد أحمد الكربلائي والحاج الميرزا جواد ملكي التبريزي وبالأخصّ أستاذه: السيّد علي القاضي الطباطبائيّ, مضافاً إلى حثّه وتشويقه على الدخول في هذا الطريق, والذي يراه أنّه الطريق الوحيد الموصل إلى حقيقة التوحيد والولاية, كلّ ذلك جعلَ من العلاّمة الطهرانيّ ـ علاوة على تتلمذه في العلوم المتداولة والمتعارفة ـ تلميذاً سلوكيّاً بشكلٍ أوّلي وأساسي, وأصبحَ تحتَ رعاية وهداية العلاّمة الطباطبائيّ من حيث المداومة على الأذكار والأوراد وسائر الدستوارت والبرامج الأخلاقية.

فالمعرفة والإدراك في مدرسة العرفان لدى العلاّمة الطباطبائيّ            ـ رضوان الله عليه ـ تدور مدار حقيقة واحدة, هي ذلك التوحيد الخالص, وخالص التوحيد المتقن والمحكم, والطريقُ الوحيد لبلوغ هذه الحقيقة هو معرفة الإمام عليه السلام, والعبور من نافذة ولايته المطلقة.

فعلى أساس هذه المدرسة, تتشكّل هذه الحقيقة ضمن قوالبَ متعدّدةٍ ومظاهرَ مختلفةٍ وطرقٍ متفاوتةٍ, ليتحقّق العبورُ من خلالِ هذه النوافذ المتنوّعةِ, الموصلةِ إلى ساحة القدسِ, والتحقّقِ بالوجود المطلق, وبالتالي بلوغ الهدف الغائي بشكل شامل, وحصول السعة الوجوديّة الحقيقيّة الإطلاقيّة. فلا يكون شيءٌ من هذه الطرق المتفاوتة متضادّاً مع الآخر, بل إنّ كلاًّ منها مؤيّدٌ للآخر يقوّيه ويعضده ويُحكمه, سواء على كلا المستويين التكويني أم التشريعي.

العلامة الطباطبائيّ يرى أنّ لمدرسة العرفان أركان ثلاث: العقل والشرع والشهود

إنّ حقانيّة هذه المدرسة قائمة على أساس "أصالة انطباق التكوين مع التشريع" أثناءَ تبدّل استعدادات الإنسان إلى الفعليّة التامة, وظهور شمس المعرفة, وعدم إهدارها هباءً, ليساند بعضها البعض الآخر ويدعمه. كما وقد ثبتتْ صحّة هذين الأصلَين بما لا غبار عليه من الروايات الواردة عن الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين, حيث عُبّر عنهما بحجيّة الباطن والظاهر, وحسب الاصطلاح بالعقل المتصل والعقل المنفصل.

يعتبرُ العقلُ في مدرسة العلاّمة الطباطبائيّ وتلميذه العلاّمة الطهرانيّ بعنوانه حجّة باطنيّة, مسدّداً ومؤيّداً من الحجّة الظاهريّة في جميع المراحل ودون استثناء, فهذه الحجّة الظاهريّة هي أصلُ التشريع وأساسُ الحقائق المنزلة من الوحي, التي هبطتْ بواسطة النفوس القدسيّة لحضراتِ المعصومين سلامُ الله عليهم أجمعين, ونتيجةً لهذا الاقتران الميمون والمبارك, يتمُّ العبورُ من الكثرات الأنفسيّة, وتظهرُ مراتب الأسماء والصفات الجماليّة والجلاليّة للحق, والتي يُعبّرُ عنها اصطلاحاً بالمشاهدات الصوريّة والمعنويّة المتجلّية في وجود السالك, والمنتهية به إلى وروده حَرَمَ الأمن عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر  , واستحالة انفكاك هذه الأركان الثلاثة في نظام التربية والهداية الإلهية بشاهد الآية الشريفة ( َ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى‏ كلُ‏َّ شىَ‏ْءٍ خَلْقَهُ ثمُ‏َّ هَدَى‏) ([10]) جعلَ من الأستاذِ وتلميذه وإلى آخرِ حياتهما المملوءة بالبركة, أنْ يتمسّكا بحراسة هذه المقامات الثلاث الرفيعة, من العقل والشرع والشهود, وذلك بجعلها فريضة, ووضعِها نصبَ أعينهما, وحملِ ذلك وأخذه بكلّ ما لديهما من طاقة وقدرة, خلافاً لأصلِ التعبّد والطاعة العمياء, ممّا هو شائع لدى سائر الملل والنحل, من الفرق المدّعية للعرفان والتصوّف على حساب إِبعاد العقلِ, والمنعِ من الاعتماد عليه, وكم يتّفقُ أنْ يتعاملوا مع الشرع كأصلٍ مسلّم ومقدّم عليه. وأمّا في مدرسة هذين العلَمَين, فإنّ العملَ باليقين والاستناد إلى العقل لهو المحور الحيوي لرُقي السالك وبلوغه مراتب الكمال.

ولَطالما كانَ العلاّمة الطهرانيّ يُطلقُ على أستاذه العرفانيّ الآخَر, حضرةِ آية الحق والعرفان الحاج السيّد هاشم الحدّاد ـ رضوان الله عليه ـ بأنّه أعقلُ أفرادِ الدنيا. حيث لمْ يكنْ يرى أيّ قيمة في التعبّد الأعمى بالأستاذ, والإطاعة دون الالتفات إلى الجنبة المنطقيّة والعقلانية, وبعيداً عن الإدراك الصحيح لمباني الأستاذ, ممّا يؤدّي غالباً إلى الوقوع في المهالك والمخاطر الموبقة, التي لا تقبل التدارك والجبران.

وقد سُمعَ هذا المطلب من المرحوم الحدّاد ـ رضوان الله عليه ـ مراراً وتكراراً حيثُ كان يقول:

طريقُ العرفان هو طريقُ العقل, وأكثر السالكين توفيقاً في هذا المسلك أقواهم عقلاً, وأوفرهم نصيباً من القوى المدرِكة, فالمشاكلُ تتجلّى في مواضع عديدة وأشكال مختلفة, ممّا يضعُ سلوك السالك أمام سراب خطير, وخصوصاً مع عدم التمكّن من الوصول إلى الأستاذ, وبالأخصّ بعد رحيل الأستاذ, فعدمُ رعاية هذا الأصل قدْ يؤدّي إلى هبوط السالك وسقوطه من رتبته الوجوديّة, و وُرودِه في أهواء الأبالسة, ودخوله في جحيم الجهل والأهواء الغاوية والمُغوية.

وقد امتدّت العلاقة الوثيقة, والرفاقة والمعاشرة بين العلاّمة الطهرانيّ وأستاذه سبع سنوات, كانَ قد أقامَ خلالها في قمْ, حتّى في فصل الصيف وسائر الفرص التعطيليّة للطلبة, أيّاماً يَنهلُ فيها من النبع الفيّاض لهذا الرجل العظيم, والعين الوافرة في جميع المعارف الإلهيّة: التفسير, الكلام, الحكمة, فقه الحديث, العرفان النظري, والتربية السلوكيّة, فكانَ أنْ بدّله إلى حكيم متبحّر, ومجتهدٍ ضليع, ومفسّر فهيم, وفي آخر المطاف سالك متحرّر, ليحملَ البُشرى للخلائق, وينفعهم من رشحات فيضه في المستقبل المشرق. وفي هذه الأثناء كان والده المعظّم قد وَدّعَ الدّار الفانية وارتحلَ عنها, بعدَ أنْ نصّبه وصيّاً وخلفاً له, وَسَطَ جَبلٍ من المشاكل والصّعاب, وبحرٍ هائجٍ من الاضطرابات والبهتان والأذيّة, كانَ قدْ خاضَ غِمارها في تلك المرحلة الحالكة بعد ارتحال والده.

 

 پاورقي


[6] ـ نور ملكوت القرآن، تأليف العلامة الراحل آية الله الحاج السيد محمّد الحسين الحسيني الطهراني, الجزء الثاني, صفحة 270.

[7] ـ الاحتجاج للطبرسي, الجزء الثاني، صفحة 264.

[8] ـ لمعات الحسين، الطبعة الثانية، ص11.

[9]ـ مهرتابان، طبع دوم, انتشارات علامة طباطبائي، صفحة 16 و 17. كذلك في النسخة العربية (الشمس الساطعة) صفحة 15 و 16.

[10] ـ سورة طه (20) ذيل الآية 50.

      
  
الفهرس
15   ديباجة
15   العلامة الطهراني من سلالة العلماء المشهورين
35-21   الفصل الأول : الهجرةُ إلى قُمْ واكتسابُ المعارفِ الإلهيّةِ بعنوانها الطريق الوحيد للسعادة
23   أساتذته في دروس السطوح ومعرفته بالعلامة الطباطبائيّ.
25   كلام سيّد الشهداء يدلّ على انحصار معرفة الإمام عليه السلام بطريق العرفان
25   لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية
31   العلاّمة الطباطبائيّ هو المشرف المباشر على البناء العلمي والمعرفي للعلامة الطهراني
33   العلامة الطباطبائيّ يرى أنّ لمدرسة العرفان أركان ثلاث: العقل والشرع والشهود
39-53   الفصل الثاني: الهجرة إلى النجف
41   ارتباط العلامة الطهراني الوثيق بآية الله السيّد جمال الدين الگلبايكاني في النجف
45   تقسيم برنامجه وأوقاته في النجف على أساس المحورين العلمي والعملي
47   الآراء المختلفة لأساتذة العلاّمة الحوزويّين بالنسبة إلى العرفان والشهود
51   آفة التقليد أنه يزيل الاعتقاد بالحق..
57 ـ 59   الفصل الثالث أساتذته في العلوم المختلفة وتعرفه على المرحوم الأنصاري
59   تعرفه على المرحوم الشيخ الأنصاري رضوان الله عليه
63 ـ 74   الفصل الرابع :التعرف على المرحوم الحداد والرجوع إلى الوطن بأمرٍ من الأستاذ
65   مكانة أساتذته ورتبتهم بالنسبة إلى العلامة الطهراني وكيفية ابتناء ارتباطه
67   يمكننا أن نستكشف شدّة علاقته بالمرحوم الحداد من خلال إحدى الرسائل
69   عودته إلى الوطن والتزامه بنشر المعارف الإسلامية إنما كان بأمرٍ من أستاذه
73   الهداية حق فطري لجميع البشر
74   عدم ذكر شيء عنه ضمن تاريخ الانقلاب
77 ـ 108   الفصل الخامس: أسسه التربوية ومنهاجه في المسائل المختلفة
79   السفر إلى الخارج لأجل التداوي مع وجود الأطباء الحاذقين مخالف لعزة الإسلام
81   تربيته للتلاميذ السلوكيين وطلاب العلوم الدينية
85   المنع من دخول الأفراد في المعاملات الربوية البنكية
87   حرمة الرجوع إلى الحكام الظلمة في المرافعات والخصومات
91   برنامجه في مسجد القائم
93-107   الولاية المطلقة للإمام عليه السلام هي عين التوحيد
95   العلامة الطهراني كأستاذه لا يتنازل عن التوحيد أبداً
97   لا يستحسن الجمع بين زيارة الإمام الرضا و أمثال الحكيم السبزواري و بايزيد البسطامي
99   الميزان في صحة حال السالك الموافقة للموازين العقلية والشرعية
103   لا بد من كتابة الكلمة المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" بدلاً من  باسمه تعالى
  من الخطأ نسبة الكلمة المعروفة "إنّما الحياة  عقيدة وجهاد" إلى سيد الشهداء
107   تأكيد العلاّمة على ضرورة رؤية الهلال لترتيب الأحكام الشرعيّة وعدم اعتنائه بالتقويم
111 ـ 115   الفصل السادس : الشخصية السياسية و مشروع إيجاد الحكومة الإسلامية
113   المرحوم العلامة كانَ يرى أنّ الثورة الإسلامية موهبة إلهية لجميع الأمة الشيعية
115   كم هو مناسب أن تقرأ كلمات رسول الله التوحيدية حين فتحه مكه
119 ـ 128   الفصل السابع: الهجرة إلى مشهد و الشروع بالتأليف
121   تعريف إجمالي لمؤلفات العلامة الطهراني
125   يلحظ القارئ أن مؤلفات العلامة تبعث في نفسه روح الحياة والانبساط
127   من خصائص العلامة الطهراني خدمة الناس و إيجاد المحبة و نشر الصفاء بين الأفراد
131 ـ 134   الفصل الثامن : غربته وعدم معرفة شخصيّته
133   إن السيد محمد حسين سيد الطائفتين؛ علماء الظاهر, وعلماء الباطن.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی