معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > الاخلاق والحكمة و العرفان > الشمس المنيرة

الولاية المطلقة للإمام عليه السلام هي عين التوحيد

لذا فالأشخاص الذين يملكون اطّلاعاً على حقائق الأشياء وكنه نظام التكوين كالمعصومين والأولياء العظام، يكتمون ما يرون ولا يظهرونه، وأمّا الذين يعرضون بضاعتهم المزجاة فليسوا مطّلعين على حقائق الأمور بشكلٍ واف، ومسألة البداء المذكورة في القرآن والروايات تشير إلى هذه الحقيقة.

لقد كانتْ صلابةُ العلاّمة الطهرانيّ في طريقتهِ وممشاه, وإتقانُه إلى الحدّ الذي لم يكنْ معه أيّ مجالٍ للتنازل عن التوحيد والولاية إلى الكثرات والنشأة السفلى، فهذه الصلابة وذاك الإتقان هما نتيجة التجربتين الحياتيّة والعلميّة المتميّزة والراسخة في وجوده المبارك:

التجربة الأولى: التبحّر في العلوم الحِكَميّة والفلسفيّة والعرفان النظري، والوصول إلى سرّ الحياة ومبدأ الوجود عن طريق البرهان والدليل، واعتبار هذه المسألة أصلاً مسلّماً في النظام التربوي وتكامل النفوس. وكذلك مهارته في تأيّيد ما توصّل إليه من علوم عرفانيّة وفلسفيّة وتكميله بواسطة تضلّعه في منابع الوحي وتبحّره في كلمات المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين. وفي الحقيقة إنّ الاستعداد الذاتي لهذا الرجل العظيم وتهيُئِه إلى تلقّي الأصول والمباني المتقنة ـ كما صرّح العلاّمة الطباطبائيّ مراراً قائلاً له، لا يمكنني أن أجيب على أسئلتك أثناء الدرس ـ هذا من جهة، واستفادته من أستاذ الكلّ دون استثناء, وعلاّمة دهره العلاّمة الطباطبائيّ ـ رضوان الله عليه ـ في دروس الحكمة والتفسير وفقه الحديث، واستفادته كذلك من سائر أساتذته العلماء من جهة أخرى، هي التي ساعدت في تحقّق هذه التجربة واستيفائها عند العلاّمة الطهرانيّ.

وأما التجربة الثانية: فكانت عبارة عن السلوك العمَلي مع آخر أساتذته وأكملهم وأرقاهم؛ السيّد الحدّاد قدّس الله نفسه الزكيّة.

فقد كان المرحوم الحدّاد متوغّلاً في التوحيد، بحيث لا يمكن أن يتنازل عنه أبداً، فلم يكن في قلبه سوى الحقيقة الأحديّة، ولم يجرِ على لسانه غيرَ الذكر والورد، حتّى أنّه لم يكن يسمح في مجلسه بالحديث عن أقربِ سلسلة العلل والأسباب؛ أي العوالم الربوبيّة وعالم الأرواح والحجب القريبة وعالم الملائكة المقرّبين. وإذا أتى أحدهم على ذكر المراتب العالية للعوالم الربوبيّة, وعروج الملائكة المقرّبين كجبرائيل الأمين وغيره، كان يقول له:

العلامة الطهراني كأستاذه لا يتنازل عن التوحيد أبداً

ما لنا ولهذه المطالب؟ فنحن نحلّق في مكان لا يستطيع جبرائيل الأمين أنْ يصلَ إليه ويحلّق فيه، ويستحيل عليه بلوغ ذروةِ تلك العلياء.

ولم يُسمع منه في تمامِ حياته أنّه تحدّث عن أمورٍ غير عاديّة، حتّى وإنْ كانت حقّاً, إلاّ أنّها مشوبة بشائبة الكثرة، مثل مسألة إحضار الأرواح وطيّ الأرض وأمثال ذلك، أو العلوم الغريبة كعلم الرمل والجفر وتسخير الأرواح والشمس والنجوم والجنّ، كما أنّه لم يشجّع تلاميذه على الإقدام على هذه الأمور، بل كان يعتبر الاشتغال بها من الأمور المخلّة بالطريق، والموجبة لإتلاف الوقت والعمر، وضياع رأسمال السالك ووجوده.

لقد بلغَ العلاّمة الطهرانيّ ما بلغَه من العلوّ والرقيّ في التجربة الثانية، بعناية هكذا إنسانٍ سالكٍ راقٍ متعال، ومع اجتماع هذين الأمرين، وُلدَ هذا التجلّي وأينعت الثمرة، والتي كانت عبارة عن إتقان جميع الأمور وإحكامها على أحسن وجه وأرقى سبيل.

تتركّز طريقة العلاّمة الطهرانيّ في التربية حول الاتجاه نحو التوحيد فقط، ولم يكن يستحسن طرق بعض العلماء كالمرحوم آية الله الحاج الشيخ حسين علي النخودكي الأصفهاني أعلى الله مقامه، الذي كان يستفيد من قراءة الأذكار والأدعية فضلاً عن بعض التصرفات، لشفاء المرضى ورفع المشاكل ومساعدة المحتاجين. وكان يقول:

على العارف أن لا يسعى وراء تغيير مشيئة الحقّ تعالى المتنزّلة في جميع مراتب الظهور والمظاهر المختلفة، وعليه أنْ لا يضعَ نفسه باختيار عوامّ الناس ويعمل بناء على ما تمليه ميولهم وأهواؤهم، حيث يتحرّكون غالباً بدافعِ عقولهم الضعيفة والناقصة, مخالفين المشيئة والمصلحة الحكيمة اللامتناهية لذات الحقّ تعالى. والحال أنّه لا فرق بين أن يُقدّر الله شفاء هذا المريض أو موته, فكلاهما واحد.

وكان العلاّمة الطهرانيّ كأستاذه في مسألة التوحيد، لم يكن يرتضي أبداً أن يُبدّل مسألة التوحيد بأيّ أمر آخر مهما كان الثمن، وحيثُ كان يرى حقيقة الولاية بالحمل الشائع هي عين واقعيّة التوحيد، وأنّ حقيقة التوحيد الخالص متجلّية في شخص المعصوم عليه السلام، جعل محوريّة تربيته السلوكيّة لتلاميذه قائمة على أساس معرفة حقيقة الإمام عليه السلام وإدراك واقعيّتة، والتحقّق بحقيقة ولايته، كما قال العارف العظيم الشأن, ابن الفارض المصري:

عَلَيْكَ بِها صِرْفاً فإنْ شِئْتَ مَزجَها

 

 

فَعَدْلُكَ عَن ظَلْمِ الحبيبِ هُوَ الظُّلْمُ([23])

     

(أي عليك أن تدرك حقيقة ذات الأحد ومبدأ الوجود مباشرة، وإذا أردت أن تمزج هذه الحقيقة بمظهر من مظاهر التعيّن، فلا ينبغي لك أن تتنازل عن رضاب فم الحبيب وتتوجّه إلى غيره).

يقول المرحوم السيّد القاضي:

إنّ المقصود من لُعاب فمِ الحبيب هنا هم الأئمّة المعصومون عليهم السلام.

لا يستحسن الجمع بين زيارة الإمام الرضا وأمثال الحكيم السبزواريّ وبايزيد البسطامي

وكان العلاّمة الطهرانيّ في صيف كلّ سنة, يشدُّ الرحال قاصداً زيارة عتبة حضرة علي بن موسى الرضا في مشهد المقدسة، وفي إحدى تلك السنوات التي كان قدْ تشرّف فيها المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ والمرحوم الشهيد آية الله مرتضى المطهريّ بالزيارة أيضاً، قال له آية الله المطهريّ: قرّرنا والعلاّمة الطباطبائيّ الذهاب إلى سبزوار لزيارة المرحوم الحاج السبزواريّ([24])، فإذا كانت لديك رغبة في رفقتنا تفضّل معنا. فأتى العلاّمة الطهرانيّ بعذرٍ وأظهر عدمَ رغبته في الذهاب، فذهب هذان العالمان لزيارة المرحوم الحكيم السبزواريّ، وبعد ذلك قال المرحوم العلاّمة الطهرانيّ:

كيفَ يمكنُ لزائر الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام، أنْ يصرف وقته في زيارة أمثال الحاج السبزواريّ؟ فالآلاف من أمثال الحاجّ السبزواريّ وغيره مندكّون وفانون في الولاية المطلقة للإمام، ومستفيضون من بحار الفيوضات اللا متناهية لذاك الظهور السرمدي الأتمّ، أليس مؤسفاً أنْ يصرفَ الإنسانُ توجّهه عن ساحة الملائكة الصافّين إلى أحد المقتاتين على فتات موائدهم كالحكيم السبزواريّ وغيره!.

وكان يقول:

إنّ أولئك الذين يأتون لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام بالسيّارة، عليهم أن لا يقصدوا زيارة أحد ٍمن العلماء العظام في طريقهم، أمثال بايزيد البسطاميّ والشيخ أبو الحسن الخرقاني والشيخ فريد الدين العطّار في نيشابور، والحكيم السبزواريّ في سبزوار، وذلك لأنّ زائر علي بن موسى الرضا يجب أن يتوجّه فقط وفقط إلى شخص الإمام، ويغضّ الطرفَ عن كلّ أحدٍ سواه، فإنّهم جميعاً فانون في ذاته وولايته عليه السلام، هذا فضلاً عن أنّ زيارة علي بن موسى الرضا موجبة للثواب الأكثر بآلاف المرّات من زيارة المزارات الموجودة على طريق الزائر.

إنّ العرفان في مدرسة العلاّمة الطهرانيّ قائمٌ على أساس البرهان واليقين، وهذان شرطان أساسيّان لصحّة الطريق واستقامة مسير السالك. وكانَ يسعى دائماً لإثبات صحّة طريق أستاذه السيّد الحدّاد بالموازين العقليّة والشرعيّة، وكان يتجنّب دعاوى الصوفيّين الفارغة, والخالية عن المضمون, والمفتقرة إلى العلم والبرهان.

يتّسعُ عرفان العلاّمة الطهرانيّ لجميع النفوس البشريّة؛ العالم والجاهل، المسلم وغير المسلم، الحكيم والفقيه، الطبيب والكاسب، فقد جعل هؤلاء جميعاً مُلزمين بقبول هذا العرفان. فلا مجال في مدرسته لـ:

>هر چه ديدى دم مزن ـ عيش ما بر هم مزن<، >بنده چه دعوى كند حكم خداوند است<، >شرط, تسليم است ني راه دراز<

(لا تتفوّهنّ بكلمة عمّا رأيت, ولا تنغّص علينا عيشنا), (فالحكم لله وليس للعبد شيءٌ من الأمر), (فالشرط الأساسي هو التسليم, لا طول مدّة السير).

ففي مدرسة العلامة الطهرانيّ لا مجال لالتزام الصمت وإظهار السكون وإطراق الرؤوس وثنيها إلى الصدور, وإحالة الصحّة على الحكمِ الخاطئ والمخالف, وعدم الرويّة وعدم التدقيق, والوقوع في توجيه الأفعال المحرّمة المشينة, وتنزيل أعمال الأناس العاديين منزلة ما يصدرُ عن العصمة الذاتية لرسول الله والأئمّة الأطهار, وإيقاع الخلق الحيارى في شراك الغواية والضلال.

في عرفان العلاّمة الطهرانيّ ـ وكما هو واضح من كتبه المدوّنة ـ ينحصرُ الميزان القيمي بالنسبة إلى صحّة أو عدم صحّة مسير السالك, بخصوصِ الموازين الحكميّة والعقليّة والشرعيّة المسلّمة من مصدر الوحي، دون الاعتماد على المنامات والمكاشفات والتخيّلات الموهومة، فلا يحصدنّ السالك منها سوى الوقوع في المهالك وشباك الأبالسة والانحراف عن مسير الحقّ.

الميزان في صحّة حال السالك الموافقة للموازين العقليّة والشرعيّة

إنّ معرفة الإنسان الكامل والوليّ، لا تحصل إلا باختياره الموجب لحصول القطع واليقين بعبور الحجب الظلمانيّة؛ النفسيّة والنوريّة، وعبور مراتب الأسماء والصفات الكلّية، وحصوله على الفناء الذاتي في الذات الأحديّة. وهذا العلم واليقين كثيراً ما يحصل بواسطة المحاورات والمباحثات في مراتب الأسماء والصفات، بل وحتّى من خلال التأمّل والإمعان في كيفيّة صدور أفعال الولي وأعماله ضمنَ مواقف مختلفة، والحصول على النتيجة في مقام الثبوت بواسطة مقام الإثبات (وهو ما يسمى بالبرهان اللّمّي).

كذلك الحال في معرفة الأنبياء العظام ـ طبقاً لما تصرّح به الآيات القرآنيّة ـ فهو من هذا القبيل، وكذا الحال بالنسبة لأئمّة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين. والأمر كذلك أيضاً بالنسبة لمعجزات الأولياء العظام الحاكية عن وجود تعلّقٍ وارتباطٍ بين ظهور نفس الإمام في مقام الفعل مع مبدأ الولاية المطلقة، ومن هذا الباب كانت مباحثات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصادقَي آل محمّد، والإمام علي بن موسى الرضا بحضور المأمون وجميع علماء الأديان، وجواد الأئمّة، وكذلك سائر الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

نعم، ممّا لا شكّ فيه, أنّه في بعض الموارد النادرة, قد تستوجب العناية الإلهيّة تولّدَ هذا القطع وحدوثَ هذا العلم بدون توسّط هذه الوسائل وتلك الأسباب المذكورة.

تجدر الإشارة هنا إلى مسألة مهمّة جدّاً؛ وهي أنّه مع التوجّه إلى المطالب السالفة، وملاحظة أهميّة العلم واليقين بمرتبة الأستاذ والولي في مقام التربية والهداية، سوفَ تتمتّع جميعُ الأوامر والدساتير التي يطلقها الولي الكامل والأستاذ الواصل بحجّية ذاتيّة، لتكونَ شاهدة بدلالتها الطبعيّة والعقليّة (لا الوضعيّة) على صدق قوله وصحّة عمله. نعمْ يمكنُ أن يُعمد في بعض الموارد إلى الإثبات والاستعانة بالدلالة الوضعيّة لإتمام الحجّة من باب الاضطرار، نظير ما حدثَ في واقعة الغدير ونصب أمير المؤمنين عليه السلام وليّاً وخليفة وإماماً للمسلمين.

أمّا في غير هذه الصورة (عدم وصول السالك إلى الفناء الذاتي)، فلا بدّ أن تكون حجّية كلامه وتنجّز أوامره ونواهيه ـ مع التوجّه إلى عدم تحقّق مقام الثبوت ـ منوطة بتوسّط وليّ كامل، كأن يُصرّح في مقام الإثبات على وجه الملأ، أو أن يعمد إلى كتابة صريحة لا يشوبها أيّ إبهام أو إجمال. وقد أيّد المرحوم العلاّمة الطهرانيّ هذا المطلب في كتابه "الروح المجرّد" صفحة 456، حيث قال:

الوصاية قسمان: ظاهرية وباطنيّة. فالوصيّ الظاهري هو ذلك الذي يجعله الأستاذ وصيه أمام الملأ العام, فيكتب بذلك ويمضيه ويعلنه.

وفي غير هذه الصورة، لا يوجد أيّ مسوّغ لإطاعة أيّ شخص فاقد لمقام الثبوت أو الإثبات، ومن يطع هكذا إنسان فسوف يتحمّل المسؤوليّة أمام الله تعالى.

كما ومن الواضح جدّاً أنْ لا معنى لتحقّق مقام الإثبات ـ بناء على ما ذكره المرحوم العلاّمة الطهرانيّ ـ إذا كان منقولاً بصورة خبر الواحد أو كان مصرّحاً به في الخفاء، فهذا مما يتعارض مع نفس مقام الإثبات. كما أنّ نفس المرحوم العلاّمة الطهرانيّ لم ينصب أيّ وصيٍّ ظاهري له، بمعنى أنّه لم يتكلّم في هذا الموضوع أمام الملأ، ولم يترك فيه أثراً مكتوباً.

من المؤسف أنّ عدم التوجّه إلى هذا الأصل الحيويّ الهامّ، أوجبَ الانصرافَ عن الأصولِ والموازين المتقنة للعلاّمة، وأدّى إلى تبدّل الحقائق والأصول المنقّحة في العرفان الأصيل إلى الأوهام والخرافات، وبعبارة أخرى أدّى إلى التنزّل عن المنهاج المنيع والممشى الرفيع لذاك العالم الكبير إلى التخيّلات والأوهام.

طبعاً، لا يخفى أنّ عدداً من تلاميذ هذا العارف العظيم الشأن استطاعوا ـ بواسطة التأسّي بمرام العلاّمة الطهرانيّ وحفظ أصوله وأسسه الجليّة والمحكمة ـ أن يحافظوا على استقامتهم ويظفروا في الامتحان, ويحقّقوا ممشى ذاك الرجل العظيم ومسيره في حياتهم السلوكيّة، ولم يحيدوا عن صراط الحقّ ومسير الصدق مع كثرة الضغوط وتوالي الشدائد.

ومن المسائل الأخرى التي كان المرحوم آية الله العلاّمة الطهرانيّ يسعى للحفاظ عليها، الاهتمامُ بالمميزات البارزة في الثقافة الإسلاميّة وبالأخصّ مدرسة التشيّع، فكان يعتقد بضرورة الاجتناب ـ في مقام المحاورة والكلام ـ عن استعمال الألفاظ المشتركة بين المذاهب والأديان فضلاً عن تلك المشتركة بين الملل والنحل المختلفة، وكذلك عدم استعمال الألفاظ المختصّة بالمدرسة الشيعيّة في غير ما وضعت له، وذلك كي تظهر الأصالة الثقافيّة للإسلام, وتتألّق معالم مدرسة التشيّع بوضوح وجلاء، وتكون الألفاظ مشيرة إلى محتواها، فضلاً عن أنّه يسدُّ الطريقَ أمامَ المحرّفين وأصحابِ البدع الضالّة المضلّة وقطّاع طرق الدين والإيمان. فمثلاً كان يقول:

إنّ استعمال لفظ (نيايش) أي الدعاء مكان لفظ الصلاة هو استعمال خاطئ، لأنّ هذا اللفظ يشير إلى معنى عبادي مشترك بين جميع الأديان، وكلٌّ من هؤلاء يقوم يوميّاً أو أسبوعيّاً بأعمال وطقوس للتقرّب إلى الله تعالى تحت عنوان الدعاء، لكن لا يمكن أن يُطلق على فعلهم اسم الصلاة، لأنّ الصلاة بهذه الخصوصيّات، أمرٌ مختصّ بالدين الإسلامي، ومُنزلة من نفس النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وبناء عليه يجب أن لا تُعتبر الأعمال العباديّة المختصّة كسائر الأعمال العباديّة للشرائع والأديان الأخرى، ويؤتى بلفظِ "الدعاء" المشترك بين جميع الأديان ويستعمل في هذه الموارد.

كذلك استعمال الكلمة المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" فهي مختصّة بالمبدأ الأعلى، وتشير إلى الصفات الجماليّة للذات المقدّسة من العطوفة والرحمة والشفقة، وتستجمع ضمنها جميع صفات الله وأسمائه الكليّة. وعليه, فإنّ كتابة كلمة "باسمه تعالى" وإن كانت دالّة على الذات المباركة للحقّ تعالى بواسطة القرائن الحاليّة، لكن رجوع هذا الضمير إلى "الله" إنّما فُهم بعد ملاحظة القرائن، وإلاّ فاللفظ بنفسه ليس مُشعراً بهذا المعنى أبداً.

وبناء عليه، فما هو المسوّغ للمسلم وللشيعي أنْ يعدلَ عن استعمال اللفظ المختصّ بذات المبدأ الأعلى ويجعلها نسياً منسيّاً في زاوية الإهمال، ويحذف اسم الحبيب من صفحات المحاورة والكتابات، ويستعيض عنها بكلمات مبهمة ومشتركة تشير بإيماءٍ إلى المقام الأقدس لله تعالى؟ فهل كان دَيدنُ رسول الله وأئمّة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين كذلك؟ وهل كانوا يكتبون في رسائلهم وكتبهم باسمه تعالى؟ وهل لدينا ولو رسالة واحدة عن النبيّ الأكرم قد استعاض فيها لفظ "بسم الله الرحمن الرحيم" بلفظ باسمه تعالى؟! أوَليس عمل أولياء الدين حجّة علينا؟ أوَلسنا مكلّفين بالتأسي بسيرتهم؟ أوَلم يكن الأنبياء السابقون يفتتحون رسالاتهم بعبارة بسم الله؟ ففي قصّة النبيّ سليمان تذكر الآية المباركة: ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*أَلَّا تَعْلُواْ عَلىَ‏َّ وَ أْتُونىِ مُسْلِمِين‏) ([25]).

وبهذه المناسبة نذكر حكايةً وقعتْ حين ارتحال أستاذه العالم الجليل في النجف الأشرف؛ المرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ حسين الحلي أعلى الله مقامه:

لا بدّ من كتابة الكلمة المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" بدلاً من باسمه تعالى

لقد كان المرحوم آية الله العظمى سندُ الفقهاء والمجتهدين وعمادُ العلماء الصالحين الحاجّ الشيخ حسين الحلّي تغمّده الله برحمته أستاذاً للعلاّمة الطهرانيّ في الفقه والأصول عندما كان في النجف الأشرف. وقد استفادَ من هذا البحر الزاخر بالعلم والفقاهة, المليءِ بالفهم والدراية مدّة سبع سنوات، وواقعاً يمكن القول بأنّه كان لدى المرحوم آية الله الحاج حسين الحلّي الأثر الكبير في اجتهاد العلاّمة وعمقِ استنباطه للأحكام وتلقّيه المباني الشرعيّة. وكان المرحوم آية الله العلاّمة يعظّمه ويجلّه طوال حياته، وكان يعتبره بطل ميدان الفقاهة والتحقيق، فبعد ارتحال المرحوم الحلي عقدَ له العلاّمة الطهرانيّ مجلسَ فاتحة في مسجد القائم، وطبعَ بياناً بهذه المناسبة نشره في مساجد طهران وشوارعها وكذلك في الصحف، وكان مُفتتحاً بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم".

وبعد ذلك بأيّام عُقد مجلسُ فاتحة للمناسبة ذاتها في مسجد سوق طهران، حضرَهُ المرحوم العلاّمة الطهرانيّ أيضاً، وكانَ بجانبه عالم من علماء طهران المعروفين، فقال له أثناء قراءة القرآن ـ وكان يدخّن النارجيلة ـ: لماذا وضعت في بيان نعي المرحوم الحاج الشيخ حسين الحلّي عبارة بسم الله؟ فهذا العمل خلاف الشرع. فقال له العلاّمة:

هل كتابة عبارة "بسم الله" خلاف الشرع؟

فقال له: نعم، خلاف الشرع، فاسم الله محترم ولا ينبغي أن يُوضع في الإعلانات والبيانات. فأجابه العلاّمة:

إنّ احترام اسم الله يكون بنشره وإشاعته، لا بكتمانه وإخفائه.

ثمّ يحتدّ النقاش إلى الحدّ الذي ألفتَ أنظار الحضور إليهما؛ والعلاّمة مصرٌّ على قوله وذاك منكر.. حتّى قال له ذاك العالم: إنّ انتشار هذا الاسم موجب لهتك الحرمة، لأنّه سوف يقع في يد أيّ إنسان, وقد يتّفق وقوعه على الأرض. فأجابه المرحوم العلاّمة:

يجب أن ينتشر اسم الله، وعلى كلّ شخص أن يحافظ على وظيفته في ذلك، وأمّا أنّ هذا الاسم سوف يقع في يد غير المسلمين فليس دليلاً على حرمة نشره، ألمْ يرسل النبيّ الأكرم رسائل إلى غير المسلمين من النصارى واليهود والزردشت؟

فقال له ذاك الشخص: كان هؤلاء يحترمون هذه الرسائل ولا يهينوها، فأجابه المرحوم العلاّمة:

أليس تمزيق خسرو پرويز ملك الفرس لرسالة رسول الله موجباً للهتك؟

أليس تمزيق خسرو پرويز ملك الفرس لرسالة رسول الله موجباً للهتك؟

فقال هذه قضيّة واحدة لا يقاس عليها، فأجابه:

لا علاقة لحرمة المسألة بوجود قضيّة واحدة أو قضايا متعدّدة، فهل يحترق قلبك على حرمة اسم الله أكثر من رسول الله؟

وعند ذلك توجّه إليه وخاطبه:

أريدُ أنْ أسألك سؤالاً:

ألا تنزعج إذا كنت تتكلّم على المنبر، وشخصٌ تحت المنبر يدخّن النارجيلة؟

قال وكيف لا! فعندها قال له:

إنّ القارئ يقرأ القرآن وأنتَ مشغولٌ بتدخين النارجيلة! فهل كلام الله تعالى أحطّ قدراً وأنزل وأقلّ قيمة من كلامك، حتّى تتعامل معه بهذا القدر من عدم الاعتناء، وتتكلّم بهذا الكلام وتشتغل بتدخين النارجيلة وتُقَرْقِر بها؟ إذاً، لا تتكلّم بكلام الدفاع عن الإسلام وحرمة ذكر اسم الله، ولا تكن أكثر حناناً من الأمّ، وليس من الضروري أن يحترق قلبك بهذا الشكل على الإسلام، فللإسلام أناس أحنّ و...

فعند ذلك تقدّم أحد المعمّمين القريبين منه وقال للمرحوم العلاّمة الطهرانيّ: اعلم أنّه لا يوافقك أحد على هذا الرأي، سوى آية الله السيّد أحمد الخوانساري، لذا لا تصرّ على كلامك هذا، فلا فائدة من ذلك.

من الخطأ نسبة الكلمة المعروفة "إنّما الحياة عقيدة وجهاد" إلى سيّد الشهداء

ونظيرُ هذا الذي حدث مع المرحوم العلاّمة من تحفّظه على ثوابت المذهب وغربلة الصحيح من السقيم, قد واتّفقَ للمرحوم آية الله المطهريّ ـ رحمة الله عليه ـ وذلك أثناء أحد منابره حيث كان قد صرّح قائلاً:

"إنّ نسبة هذه الجملة (إنّما الحياة عقيدة وجهاد) إلى سيّد الشهداء عليه السلام ليست صحيحة، لأنّه إنْ كان المقصود من الحياة؛ الحياة الدنيوية، فلا تتناسب مع المحمول، وإنْ كان المقصود منها الحياة الأخرويّة والحياة الطيّبة والمرضيّة عند الله، فلازمه وجود عقيدة صحيحة وواقعية موصلة إلى الكمالات والغايات الإنسانيّة، لا كلّ عقيدة مهما كان انتماؤها ولو كانت منبثقة عن مدارس إلحاديّة أو علمانيّة، وإلا فأولئك لديهم عقائد وأهداف أيضاً، وكثيراً ما تكون ظاهرة بمظاهر جذّابة ومقبولة عند العوام. وكلمة (عقيدة) نكرة لا تدلّ على نوع العقيدة أو على مدرسة خاصة".

هذا الكلام متين جدّاً, وخطاب شامخ للغاية, وذلك لأنّ ما هو ممضى في الإسلام ومرضيّ عنده، هو انطباق أعمال الناس وأفعالهم على الموازين الشرعيّة والأوامر الإلهيّة, والاعتقاد بالمبدأ والمعاد وبعثِ الرسل وإنزال الكتب, والحشر والنشر والعالم الأخروي، وسائر المباني والأصول الموضوعة في الشرع المبين. فقد قرنَ القرآن الكريم في جميع المواضع بين العملِ الصالح والإيمان بالله ورسوله, حيث قال (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا) ([26]). وواضحٌ جدّاً أنّ مجرّد الاعتقاد بمدرسة غير توحيديّة، ولو لسبب وجيه، لن يكون أمراً ممضى شرعاً.

وكذلك ينسب بعضهم هذه الجملة المعروفة للخطيب المصري (إن كان دين محمّد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) إلى سيّد الشهداء عليه السلام، وهذه العبارة وإن كانت مناسبة، إلا أنّ نسبتها إلى الإمام عليه السلام مسألة أخرى. ومن الأمور التي كانت موجبة للاختلاف من وقت لآخر، هي اهتمامه برؤية الهلال وأحكامه الفقهيّة الخاصة في ثبوت بداية الشهر وترتّب آثاره الشرعيّة، وكان هذا مدعاة للحديث هنا وهناك. فمع الالتفات إلى عدم حجيّة قول المنجّم والفلكي، لم يكن المرحوم العلاّمة الطهرانيّ يحكم بدخول شهر رمضان وترتّب آثاره وأعماله المختصّة، إلا بالرؤية أو بالعلم بالرؤية أو بقيام دليل شرعي متين على ذلك، وكذا الحال في دخول شهر شوّال والحكم بالإفطار. وفي كثير من السنوات كان يقيم الأعمال اليوميّة لشهر رمضان متأخراً عن المساجد الأخرى للسبب ذاته، حتّى أنّه كان يحيي ليالي القدر متأخّراً عن بقيّة المحافل الأخرى، وهذا ما أدّى إلى اعتراض الكثير من العلماء وأئمّة الجماعات، باعتقادهم أنّ هذا الأمر يتنافى مع الوحدة والاجتماع وحفظ حدود رجال الدين. لكن لم تكن هذه العناوين لتنال من إرادته واهتمامه بالعمل بالمباني وإنجاز الأحكام الفقهيّة المستنبطة، وبقي مستمرّاً على طريقته هذه. وهذه الاستقامة والصلابة في إعمال الأصول لم تكن في أواخر إقامته في طهران فقط، بل إنّه منذ هجرته إلى طهران وإقامته صلاة الجماعة في مسجد القائم جعل هذا المنهج والطريق نصب عينيه، ولم يكن ليتجاوزه أبداً.

تأكيد العلاّمة على ضرورة رؤية الهلال لترتيب الأحكام الشرعيّة وعدم اعتنائه بالتقويم

وفي سنة من السنوات أثناء إقامته في طهران ـ وفي حياة المرحوم آية الله العظمى البروجردي رحمة الله عليه ـ لم يُر هلال شهر شوّال، فبناء على المباني الشرعيّة حكم ببقاء شهر رمضان ولم يذهب إلى المسجد لصلاة العيد. وفي ذاك اليوم نُقل أنّ أحد العلماء المعروفين في طهران تناول المفطر أمام الملأ، ممّا حمل بقيّة المساجد في طهران على إعلان الإفطار، وقد تمّت مراجعة العلاّمة الطهرانيّ في هذا الصدد وطُلب منه إعلان دخول شهر شوّال، لكنّه نفى هذا الأمر بشدّة وحكم ببقاء شهر رمضان، ولم يقبل العدول عن رأيه حتّى مع إصرار أطراف متعدّدة على ذلك. وحيثُ أنّ رؤية هلال شوّال لم تكن ثابتة عند المرحوم آية الله العظمى البروجردي ـ رضوان الله عليه ـ ولم يعلنْ دخول الشهر، فقد تلقّى ضغوطاً شديدة، وكانوا يرسلون إليه البرقيات المتوالية التي تحكم بدخول شهر رمضان, لكنّه لم يرضخ لجميع هذه الضغوط إلى أن استمرّ ذلك حتّى الساعة الخامسة بعد الظهر، وعندها أُبلغ السيّد البروجردي بأنّه إذا لم يحكم بدخول شهر شوّال والإفطار ـ مع التوجّه إلى عملِ ذاك العالِمِ وإشاعةِ فعله بين الناس ـ فإنّه لن يبقى للإسلام كرامة. فعندها حكم المرحوم آية الله البروجردي مضطرّاً بدخول شهر شوّال، وبما أنّ العلاّمة الطهرانيّ يعتبر حكم المجتهد نافذ وواجب الاتّباع، فقد حكم أيضاً بالإفطار وأقام صلاة العيد.

وكان العلاّمة يعتمد بشكل عام على خصوص التاريخ الهجري القمري في تواريخه، وهو التاريخ الثابت بدايته ونهايته على أساس الرؤية، وكان يطرح هذه المسألة ويصرّح بها كثيراً خلال إقامته في طهران، ولم يكن يعتدّ أو يعتني أبداً بالتقويم والحسابات الفلكيّة.


 پاورقي


[23] ـ ديوان ابن الفارض، قافية "الميم".

[24] ـ أي قبر الحاج السبزواري رحمه الله. (المترجم)

[25] ـ سورة النّمل (27) آية 30 و 31.

[26] ـ سورة الكهف (18) آية 30.

      
  
الفهرس
15   ديباجة
15   العلامة الطهراني من سلالة العلماء المشهورين
35-21   الفصل الأول : الهجرةُ إلى قُمْ واكتسابُ المعارفِ الإلهيّةِ بعنوانها الطريق الوحيد للسعادة
23   أساتذته في دروس السطوح ومعرفته بالعلامة الطباطبائيّ.
25   كلام سيّد الشهداء يدلّ على انحصار معرفة الإمام عليه السلام بطريق العرفان
25   لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية
31   العلاّمة الطباطبائيّ هو المشرف المباشر على البناء العلمي والمعرفي للعلامة الطهراني
33   العلامة الطباطبائيّ يرى أنّ لمدرسة العرفان أركان ثلاث: العقل والشرع والشهود
39-53   الفصل الثاني: الهجرة إلى النجف
41   ارتباط العلامة الطهراني الوثيق بآية الله السيّد جمال الدين الگلبايكاني في النجف
45   تقسيم برنامجه وأوقاته في النجف على أساس المحورين العلمي والعملي
47   الآراء المختلفة لأساتذة العلاّمة الحوزويّين بالنسبة إلى العرفان والشهود
51   آفة التقليد أنه يزيل الاعتقاد بالحق..
57 ـ 59   الفصل الثالث أساتذته في العلوم المختلفة وتعرفه على المرحوم الأنصاري
59   تعرفه على المرحوم الشيخ الأنصاري رضوان الله عليه
63 ـ 74   الفصل الرابع :التعرف على المرحوم الحداد والرجوع إلى الوطن بأمرٍ من الأستاذ
65   مكانة أساتذته ورتبتهم بالنسبة إلى العلامة الطهراني وكيفية ابتناء ارتباطه
67   يمكننا أن نستكشف شدّة علاقته بالمرحوم الحداد من خلال إحدى الرسائل
69   عودته إلى الوطن والتزامه بنشر المعارف الإسلامية إنما كان بأمرٍ من أستاذه
73   الهداية حق فطري لجميع البشر
74   عدم ذكر شيء عنه ضمن تاريخ الانقلاب
77 ـ 108   الفصل الخامس: أسسه التربوية ومنهاجه في المسائل المختلفة
79   السفر إلى الخارج لأجل التداوي مع وجود الأطباء الحاذقين مخالف لعزة الإسلام
81   تربيته للتلاميذ السلوكيين وطلاب العلوم الدينية
85   المنع من دخول الأفراد في المعاملات الربوية البنكية
87   حرمة الرجوع إلى الحكام الظلمة في المرافعات والخصومات
91   برنامجه في مسجد القائم
93-107   الولاية المطلقة للإمام عليه السلام هي عين التوحيد
95   العلامة الطهراني كأستاذه لا يتنازل عن التوحيد أبداً
97   لا يستحسن الجمع بين زيارة الإمام الرضا و أمثال الحكيم السبزواري و بايزيد البسطامي
99   الميزان في صحة حال السالك الموافقة للموازين العقلية والشرعية
103   لا بد من كتابة الكلمة المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" بدلاً من  باسمه تعالى
  من الخطأ نسبة الكلمة المعروفة "إنّما الحياة  عقيدة وجهاد" إلى سيد الشهداء
107   تأكيد العلاّمة على ضرورة رؤية الهلال لترتيب الأحكام الشرعيّة وعدم اعتنائه بالتقويم
111 ـ 115   الفصل السادس : الشخصية السياسية و مشروع إيجاد الحكومة الإسلامية
113   المرحوم العلامة كانَ يرى أنّ الثورة الإسلامية موهبة إلهية لجميع الأمة الشيعية
115   كم هو مناسب أن تقرأ كلمات رسول الله التوحيدية حين فتحه مكه
119 ـ 128   الفصل السابع: الهجرة إلى مشهد و الشروع بالتأليف
121   تعريف إجمالي لمؤلفات العلامة الطهراني
125   يلحظ القارئ أن مؤلفات العلامة تبعث في نفسه روح الحياة والانبساط
127   من خصائص العلامة الطهراني خدمة الناس و إيجاد المحبة و نشر الصفاء بين الأفراد
131 ـ 134   الفصل الثامن : غربته وعدم معرفة شخصيّته
133   إن السيد محمد حسين سيد الطائفتين؛ علماء الظاهر, وعلماء الباطن.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی