معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب رسالة المودة > رسالة المودة – المجلس الثالث: المودة الواجبة ومعانيها الصحيحة

_______________________________________________________________

هو العليم

رسالة في مودّة ذوي القربى

تفسير قوله تعالى:
{قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى}

المجلس الثالث

خلاصة محاضرة يوم الجمعة 2جمادى الأولى
سنة 1391 هجريّة قمريّة


من مؤلفّات العلاّمة الراحل

آية الله الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس الله نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف                                           تحميل الملف الصوتي للمحاضرة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم

قال الله الحكيم في كتابه الكريم :
{قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُور}
(الآية الثالثة والعشرون من سورة الشورى: السورة الثانية والأربعون من القرآن الكريم)
أجمع المفسّرون من الخاصّة تبعاً للروايات الواردة من طرقنا على أنّ المقصود من المودة في القربى مودّة أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. إلّا أنّ القربى فسّرت بمعاني مختلفة في تفاسير أهل السنّة. ونحن لأجل إدراك حقيقة الأمر سنذكر المعاني التي ذكروها لهذه اللفظة والردّ عليه.

    

معاني المودّة الواردة في الآية والتأمّل فيها

المعنى الأول: وهو الذي نسب إلى جمهور من مفسّري أهل السنّة أنّ الخطاب لقريش والأجر الذي قد وقع فيمورد السؤال هو مودّتهم للنبي صلّى الله عليه وآله وسلم لقرابته منهم؛ وذلك لأنهم كانوا يكذّبونه ويبغضونه لتعرّضه لآلهتهم، فأُمر صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يسألهم: إن لم تؤمنوا بي فودّوني واتركوا البغض والعداء جانباًـ كحدّأقل ـ لقرابتي منكم، فـ «القربى» هنا مصدر بمعنى القرابة، ولفظة (في) استعملت بمعنى السببية.
وقد ذكر هذا المعنى الفخر الرازي في تفسيره في ذيل الآية الشريفة ونسبه إلى ابن عبّاس نقلاً عن الشعبي[1]. ونسبه في مجمع البيان إلى ابن عبّاس وقتادة ومجاهد وجماعة غيرهم[2]. وعليه يكون المعنى : إن لَم تُؤمنوا بي ولَم تَودّوني لأجل النبوّة فودّوني لأجل القرابة التي بيني وبينكم.
يقول في لسان العرب: والقرابة والقربى: الدنوّ في النسب والقربى في الرحم إلى أن قال: وقوله تعالى:{قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} أي: إلاّ أن تودّوني في قرابتي منكم.[3]
ويرجّح هذا المعنى كلّ من الآلوسي في تفسير (روح المعاني) والشيخ إسماعيل حقّي في (تفسير روح البيان).[4]و[5] ولكنّ تفسير الكشّاف يذكر هذا المعنى معبّراً عنه بقوله: (قِيل)، أي:إنّه احتمال ضعيف وأحد من الأقوال الواردة.[6]
ولكنّ هذا المعنى غير صحيح كما بيّن ذلك العلّامة الطباطبائي في تفسيره «الميزان» قائلاً:
إنّ معنى الأجر إنّما يتمّ إذا قوبل به عملٌ يمتلكه معطي الأجر، فيعطي العامل ما يعادل ما امتلكه من مالٍ ونحوه، فسؤال الأجر من قريش وهم كانوا مكذّبين له كافرين بدعوته إنّما كان يصحّ على تقدير إيمانهم به صلّى الله عليه وآله وسلم؛ لأنّهم على تقدير تكذيبه والكفر بدعوته لم يأخذوا منه شيئاً حتّى يقابلوه بالأجر، وعلى تقدير الإيمان به و النبوّة أحد الاُصول الثلاثة في الدين لا يتصوّر بغض حتّى تُجعل المودّة أجراً للرسالة[7].
أضف إلى ذلك أنّ لفظة (في) ظاهرة في الظرفيّة، مع أنّهاقد تُستعمل في معنى لام التعليل،نحو: «إنّ إمرأة دخلت النار في هرّة»، لكنّ هذا المعنى خلاف الظاهر ومع عدم القرينة القطعيّة لا يمكن أن نترك حملها على المعنى الأولّي الحقيقي وأن نحملها على المعنى الثانوي المجازي. ولذلكأبقى الزمخشري لفظة (في) على معنى الظرفيّة وفسّر الآية بناءً على هذا المعنى ، وبيّن أنّ المقصود من المودّة في القربى هي المودّة في حقّ أقرباء النبيّ صلّى الله عليه وآله.
كما أنّ المرحوم السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي في كتابه «الفصول المهمّة» ردّ هذا المعنى من الآية الشريفة بخمسة أدلّة. إلّا أنّه ليس الغرض الآنأن ننظر إلى الأخبار أو أن نتجاوز متن الآية، ولذا سنكتفي بهذا الوجه الذي ذكرناه.
المعنى الثاني: أنّ الخطاب لأنصار المدينة، والمراد من القربى نفس المعنى الأوّل، يعني: يا أنصار المدينة الذين آمنتم، أنا لا اُريد مقابلاً للرسالة إلاّ أن تودّوني وذلك تبعاً للقرابة والارتباط فيما بيننا. وبناءً على نقل الآلوسي في «روح المعاني» من بعض التواريخ أنّ النبيّ كان له قرابة من جهة سلمى بنت زيد النجارية اُمّ عبد المطلّب ومن جهة أخوال اُمّه آمنة الذين كانوا من أنصار المدينة.[8]
وهذا المعنى أيضا غير تامٍّ؛ لأنّه أوّلاً: لا مجال للشكّ والشبهة في محبّة ومودّة أنصار المدينة للنبيّ، ولا داعي لأن يدعوهم النبيّ لمودّته ، فالأنصار في بادى الأمر ومع كامل العشق والمحبّة للنبي قاموا بدعوته من مكّة للمدينة ثمّ قاموا باستضافته على أتمّ وجه. كذلك آوواالمهاجرين في منازلهم ولم يتوانوا عن تقديم أيّ نوع من الإحسان المالي والنفسي لهم، بل قدّموهم على أنفسهم إلى الحدّ الذي مدحهم الله في سورة الحشر:{وَ الَّذينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ لإيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لا يَجِدُونَ في‏ صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ}[9].
والأنصار هم الذين آمنوا واختاروا السكن في منزل الإيمان قبل أنيأتي مهاجروا مكّة إليهم، وهم الذين أظهروا المحبّة والارتباط مع الأفراد الذين هاجروا إليهم، ولم يتوانوا في الأموال والأرزاق التي أعطاها المهاجرون إيّاهم، ومع الفقر والحاجة، قدّموا المهاجرين أيضاً على أنفسهم في تمام شؤون المعيشة.
فينبغي التأمّل بأنّه عندما تكون محبّتهم لمؤمني مكّة إلى هذا الحدّ، فما حدود محبّتهم للرسول إذا؟! وفي هذه الحالة ما معنى أن يقوم الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتوسّل إلى مودّتهم بقرابته منهم هذه القرابة البعيدة وأن يدعوهم لمحبته في ظلّ وجود المحبّة والمودّة الوطيدة معه؟!
وثانياً: أنّ العرب لم يكونوا يرون وجوب احترام القرابة من جهت الاُمّأوالمرأة، حتّى يأتي النبي ويعرّف نفسه لقومه وأهله على موجب ذلك. على أن العرب قبل الإسلام ـكما أفاد العلاّمة الطباطبائي ـ ما كانت تعتني بالقرابة من جهة النساء ذاك الاعتناء، وإنّما أدخل الإسلام النساء في القرابة وساوى بين أولاد البنين وأولاد البنات.[10]
المعنى الثالث: أنّ الخطاب لقريش ولأقرباء النبي، والمودّة في القربى هي المودّة بسبب القرابة الرحميّة، غير أنّ المراد بها مودّة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا مودّة قريش،وعليه يکون الاستثناء منقطعاًً. ومحصّل المعنى يصبح هکذا: إنّي لا أسألكم أجراً على ما أدعوكم إليه من الهدى الذي ينتهي بكم إلى روضات الجنّات والخلود فيها ولا أطلب منكم جزاء، لكنّ حبّي لكم بسبب قرابتكم منّي دفعني إلى أن أهديكم إليه وأدلّكم عليه.
وهذا المعنى أيضا غير سديدٍ أيضاً؛ إذ بالرجوع إلى الآيات القرآنيّة ولسيرة الرسول الأكرم نجد أوّلاً: أنّ الدافع لدعوة الرسول كان أمر الله فقط، ولم يكن عند الرسول إرادة في مقابل إرادة الله سبحانه، ولم يحصل أيّ حبّأو بغض شخصيّ ليكون باعثاً وموجباً للدعوة. بل ورد ذلك في كثير من الآيات نحو قوله تعالى: { فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ }.[11]وقوله تعالى:{‏ طه*ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ *إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى‏ }[12]. وقوله تعالى: { إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ *لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر }[13]وقوله تعالى: { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ }.[14]
وثانياً: لقد كانت دعوة النبيّ عامّة ومحبّته للناس محبّة إلهيّة، ولقد كانت قريش وغيرها عند النبيّ سواء. مضافاً إلى أنّ (إلاّ) ظاهرةٌ في الاستثناء، ومن المؤكد أنّ حملها على معنى (بل) الإضرابيّة خلاف للظاهر، ومع عدم القرينة لا يمكن استعمال (إلاّ) في معنى (بل).
المعنى الرابع: أنّ القربى بمعنى التقرّب إلى الله، والمودّة في القربى هي التودّد إليه تعالى بالطاعة والتقرّب، وعليه يتحصّل هذا المعنى : يا أيّها النبي قل: أنا لا أريد منكم أجراً إلاّ أنّ تظهروا لله عزّ وجلّ المحبّة من خلال الأعمال الصالحة وكل عمل يقرّبكم إليه. وهذا المعنى ينقله الفخر الرازي عن الحَسَن.[15]
وهذا المعنى غير تامٍّ أيضاً؛ وذلك أوّلاً: لأنّ القربى ظاهرة في معنى القرابة من جهة الرحميّة والنسب، وواضح أنّه لا يوجد لأحد قربٌ أو قرابةٌ مع الله من هذه الجهة. ومع عدم الدليل لا يمكن استعمال لفظ القربى في مطلق معنى القرب والتقرّب.
وثانياً: المودّة التي استعملت في الآية غير التودّد؛لأنّ المودّة ظاهرة بمعنى الحبّوالمحبّة، أمّا التودّد فظاهر إمّا بمعنى طلب المحبّة وجلبها، أو بمعنى إظهار المحبّة إذا استعملت مع لفظ (إلى)؛ فيقال: تودّده: طلب مودّته واجتلب ودّه، ويقال: تودّد إليه: تحبّب إليه وأظهر محبّته له.
ولو صرّحت الآية بالقول «إلاّ التودّد في القربى» لكان فيها وجه لحملها على هذا المعنى، فعلى الوجه الأوّل يتحصّل المعنى التالي: اطلبوا المحبّة من الله بواسطة الأعمال الصالحة التي تتقربون فيها إليه. وعلى أساس الوجه الثاني يكون المعنى: أظهروا المودّة والمحبّة بواسطة الأعمال الصالحة التي تتقرّبون فيها إليه. ولكن في الآية المباركة لم يأتِ لفظ التودّد، بل الوارد هو لفظة «المودّة» بمعنى المحبّة، وفي هذه الحالة لا يكون هناك معنى للقول: أحبوا الله بواسطة الأعمال الصالحة.
وثالثاً: أنّ مادّة المودّة ليست بمعنى المحبّة، بل أفاد الراغب الأصفهاني نقلاًعن بعض في «المفردات في غريب القرآن»، بأنّ في المودّة إشعاراً في المراعاة والتطلّع إلى حال المحبوب والعناية به. ولذا نُسب هذا المعنى في القرآن المجيد إلى الله تعالى، كما ورد في قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي رَحيمٌ وَدُودٌ}[16]، وقوله تعالى:{وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود}[17]. لأنّه يصحّ أن يقال: إنّ الله يعتني بأحوال عباده ولأجل مراعاة أحوالهم يتطلّع إليهم دائماً. ولكن لا يستقيمهذا المعنى من جهة العبد، ولا يمكن أن يقال: إنّ العبد يتفقّد ويتطلّع إلى الله ويحضر قلبه إليه،ولذا لا يجب القول بأنّ المؤمنين لديهم مودّة لله، بل يجب القول بأنّ لديهم محبّة لله.
المعنى الخامس: أنّ القربى وردت بنفس معنى القرابة النَسَبِيّة والرَحِميّة، ولكن لا قرابة الرسول بل قرابة الناس بعضهم لبعض. وبناءً على ذلك يصبح المعنى: أيّها النبي قل: بأنّني لا أريد منكم جزاءاً ولا أجراً أبداً، إلاّأن تتوادّوا وتتحابّوامع أرحامكم وأقربائكم.
وهذا المعنى غير سديدٍ قطعاً؛ لأنّ الإسلام قطع أرحام الجاهليّة ومنع التودّد مع الأقارب غير المسلمين.{ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ في‏ قُلُوبِهِمُ الإيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ }.[18]
وعلى هذا الأساس فمن ضروريّات الدين أنّ الولد الكافر لا يرِث من الأب المُسلم وبالعكس، يعني: أنّ الكافر لا يرث من المسلمين في كلّّ طبقة من طبقات الإرث. وقد حَرَم الإسلام الكفّار في سائر الجهات الاجتماعيّة من هذه الخصائص من النكاح وغيره وإن كان عندهم صِلات قرابة مع المسلمين.وعليه كيف يمكن القول بالمودّة بشكل مطلق للأقرباء، مع أنّ مفاد الجملة الإستثنائية أجر مقام الرسالة.
وإذا قيل بأنّ الجملة الإستثنائية مخصَّصة أو مقيَّدة بالآية: { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ...}، فينبغي الإجابة بأنّ سياق جملة: { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى } لا يلائم التخصيص؛ لأنّه قد بيّن أجر الرسالة في هذه الجملة وهذا المعنى له أهميّة بالغة، وإذا كان هناك تخصيص لعمومه وإطلاقه، للزم أن يُذكر.
وثانياً:أنّ سياق الآية: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...} ناظر إلى التنويه بالمؤمنين الذين مع إيمانهم بالله واليوم الآخر لم يقع حبّ الكفّار في قلوبهم، وإلى أنّ الإيمان قد كتب في قلوبهم وأنّهم سيخلدون في روضات الجنان. فإنّ هذا السياق والخطاب غير ناظر إلى جهة التخصيص في آية المودة في القربى.
والحاصل: مع أنّ الإسلام أكّد على أهمّيّة الرحم والقرابة، لكنّ ذلك كان بعنوان صلة الرحم وإيتاء المال لذوي القربى ونظائر ذلك، لا بعنوان مطلق المحبّة، بل المحبّة إليهم في ضوء المحبة لله ممدوحة، أي: في حالة كونهم مؤمنين.
لقد أورد هذه المعاني التي ذكرت في تفسير هذه الآية جمع من علماء أهل السنّة. وبالإضافة إلى ما ذُكر من جواب يمكن القول بأنّه لا دليل على شيء من هذه المعاني لديها دليل، يعني: لنفرض أنّ الأية حُملت على معنى مع إمكان حملها أيضا على معنى غيره، فعليه لا يمكن الجزم بتفسيرها بمعنى معيّن من دون دليل، لا سيّما في مثل هذه الآيةالتي تتناول الأجر المقابل للرسالة، ويمكن بلحاظ الأهمّيّة القول بأنّها من أهم آيات القرآن، وذلك لأنّ كلّ واحد يفهم هذه الآية ويعمل على طبقها يكون قد أعطى أجر الرسالة، والذي لا يفهمها ولا يعمل على طبقها لا يكون قد أعطى أجراً ولا جزاءاًعلى الرسالة. بناءاً على ذلك إنّ الذي يقوم بتفسير هكذا آية بدون دليل ولا شاهد، بل على طبق رأيه وذوقه يحتاج بذلك إلى الكثير من الجرأة،لأنّه إنّما يتجرّأ على ربّه.
وأمّا بالنظر إلى العديد من الروايات الواردة من طرق أهل السنّة والأخبار المستفيضة الواردة من طرق الشيعة في تفسير الآية، فبالإضافة إلى الروايات المتواترة عن طريق الشيعة والسنّة في الحثّ على موالاة أهل البيت عليهم السلام ومحبّتهم، يتّضح معنى الآية على أساسها بأنّه: يا أيّها النبي قل: أنا لا أطلب منكم أجراًإلاّ موالاة أهل بيتي.
ويتبيّن حقيقة هذا المطلب وسرّه من خلال الروايات المتواترة عن طريق الشيعة والسنّة في ضرورة إرجاع الناس إلى أهل البيت عليهم السلام في فهم القرآن المجيد وأصول معارف الدين وفروعه وفي بيان حقائق كتاب الله وفي لزوم التمسّك بهم. وعليه لا ينبغي الشك لدى الشخص المُنصِف في: إنّ المراد بالمودّة في القربى عين موالاة أهل البيت عليهم السلام التي جعلت كأجر وجزاء على الرسالة فتكون وسيلة في إرجاع الناس إلى تلك الذوات المقدّسة في كشف الحقائق العلميّة ورفع المصائب الاجتماعيّة ولزوم الاعتماد على تلك الذوات الطاهرة في جلب المنافع والخيرات ورفع المشاكل.
فأيّ شخص مُنصف يتأمّل في الروايات الصحيحة المتواترة عن طريق الشيعة والسنّة التي نُقلت عن رسول الله كحديث السفينة: «مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كمَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِق»[19]. وحديث الثقلين: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْض» [20]. وقوله (صلّى الله عليه وآله): «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلّمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَاد َالْمَدِينَة َفَليَأْتِهَا مِنْ بَابِها»[21] ويُلاحِظ الكثير من الروايات الواردة في وجوب محبّتهم،لا يتردّد في أنّ وجوب المودّة والأجر للرسالة يكون في إرجاع الأمّة إليهم وفي كسب الفضائل المعنويّة منهم والاقتداء بسيرتهم وطريقتهم في جميع مراحل الحياة: الجسميّة والروحيّة، المادّية والمعنويّة، الظاهريّة والباطنيّة، الدنيويّة والأخرويّة؟!

    

استلزام المودّة للاتّباع والاقتداء

ولأنّ مودّة أهل البيت تستلزم اتّباعهم والاقتداء بسننهم وآدابهم وتستلزم أيضاً التعرّف على علومهم وكشف حقائق القرآن ومراتب التوحيد، لذا تصبح هذه المودّة بمنزلة بقاء للرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ودوام وجوده المقدّس و بمنزلة سلسلة العلل الحافظة للإسلام وأثراً من آثار النتائج الحاصلة من جهوده صلّى الله عليه وآله وسلّم التي تجشّمها، وعليه تكون حقّاً أجراً وجزاءاًعلى الرسالة؛ لأنّه بناءً على البيان السابق من أنّ الدّاعي من الرسالة هو وصول أفراد البشر إلى مراتب الإنسانيّة وعروجهم من سطح البهيميّة إلى مستوى البشرية والوصول إلى الأهداف الإنسانية الرفيعة والخروج من كلّ أنواع الشرك ثمّ الوصول إلى سلسلسة مراتب التوحيد،فإذا سار أحد كذلك فإنّه حقّاً سيكون قد دفع أجر الرسالة. وهذا السير لن يحدث بدون الارتباط والمودّة بأهل البيت الذي له حكم بقاء وجود نفس رسول الله ودرجة نفسه النفيسة.
مع أنّه لم يرتب أحد من المسلمين فيأنّ أهل البيت هم الحامل الوحيد لعلوم الرسول الأكرم، وهذا المعنى موضع تصديق أيضاً بين علماء العامّة، كما أنّ المسلمين الأوائل كانوا يعلمون بأنّ أهل البيت حاملوا أسرار القرآن والعلوم النبويّة وأنّهم حلاّلوا المشاكل العلميّة والعمليّة.
لذا فالمودّة لأهل البيت والتأسّي بهم استمرار للمودّة برسول الله والتأسّي به صلّى الله عليه وآله، وستحيا نفس رسول الله القدسيّة بعد ارتحاله في حياة أهل البيت، وهذه هي العلّة لعدم انفكاك القرآن عن العترة إلى قيام الساعة والورود إلى جانب حوض الكوثر، فكأنّ نفس النبي التي هي نفس وروح القرآن ستحيا وتخلّد مع كتابه الذي هو كتاب الله إلى يوم القيامة،نظيرالمعنى والصورة الحافظ لعالم البشريّة والهادي للبشريّة إلى مقام الكمال والسعادة.
ولا ننسى أن نذكّر بأنّ بعضهم قد توهّم أنّ تفسير آية المودّة في القربى بأهل البيت فيها تنافٍ مع شأن النبيّ؛ لأنّه يقرّ بوجود أفضليّة لأرحامه وأقربائه الخواصّ في مقابل الرسالة ويكون قد جرّ المنفعة إلى خلفائه من أهل البيت. ويشهد له التنافي مع الآيات القرآنيّة التي دلّت أوّلاً على أنّ تمام الأنبياء ما أرادوا شيئاً من الأجر والجزاء من اُممهم، وأنّ قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرى‏ لِلْعالَمينَ}[22] يفيد أنّ النبيّ لم يطلب الأجر والجزاء.
وفيه نظرٌ من عدّة جهات:
الأوّل: أنّه بحسب الدليل الذي ذكرناه سابقاً يلاحظ أنّ المودّة في القربى هي نفس الوصول إلى الله سبحانه، كما يدلّ عليه قوله تعالى: {قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبيلا}.[23]. والوصول إلى الله عين مودّة ومحبّة أهل البيت عليهم السلام كما أنّه منحصر في محبّتهم، ولم يتعلّق بنفس النبي، بل تعلّقت منافعه بالناس والأمّة.
وعليه فما ذُكر من أنّ الأجر والجزاء في الحقيقة مفاده عود المنفعة والفائدة بطرف الإنسان في إزاء العمل الذي قد قام به ليس متحقّقا هنا،والإستثناء منقطع، وهذا المعنى توضّحه الآية المباركة: {قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّه‏}. أي: قل يأيّها النبي بأنّ الأجر الذي سألتكم عنه يكون لكم، وعليه ففائدة مودّة ذوي القربى ستعود عليكم أنفسكم وأجري ومجازاتي فقط على الله سبحانه.
الثاني: أنّه على أساس هذا المعنى فالمخاطب في هذه الآية هم المسلمون والآية مدنيّة. فكيف يمكن للمسلمين أن يحدثوا أوهاماً من هذا القبيل بعد إيمانهم بالرسول الأكرم وتصديقهم بعصمته ومشاهدتهم جميع مراتب عظمة وسعة الروح وعلوّ المقام؟!
فإذا كان هذا المعنى مخالفاً لمرتبة النبوّة مع سخافة هذه الاتّهامات فلا يجب الحكم والتصديق به. ومع أنّه لو قيل به للزم القول بمنافاة سائر الامتيازات للرسول الأكرم التي دلّت الآيات القرآنيّة عليها من قبيل وجوب الإطاعة المطلقة والتسليم المحض في قبال أوامره، وكاختصاص الأنفال والغنائم به واختصاص الخمس بذوي القربى، وإختصاصه بالأمر الذي أبيح له في مسألة النساء، وستكون هذه الأحكام مخالفة للواقع ومنافية لشأن الرسول صلّى الله عليه وآله، مع أنّه لا قائل بذلك.
الثالث: أنّه لنفرض أنّنا صرفنا النظر عن معنى الآية ولم نفسّر قوله تعالى: {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} على وجوب المودّة لأهل البيت (دفعاً لهذا الاتّهام)، لكن ما محلّ الأخبار المتواترة الخارجة عن العدّ والإحصاء من طرق السنّة والشيعة الصريحة في وجوب المودّة لأهل البيت عليهم السلام؟
فإذا التزمنا بأنّ وجوب المودّة لأهل البيت يكون منافياً لشأن الرسالة فما الفرق بين أن تدلّ آية قرآنيّة على ذلك، أو إخبار الرسول من غير طريق القرآن؛ لأنّه بناءً على الفرض فإنّ نفس الدّعوة إلى أهل البيت وإلزام الأمّة بوجوب مودّتهم مستلزمة للمحذور، لا خصوص دلالة القرآن؟!
والحاصل فإنّ قرب أهل بيت الرسالة من النبي الأكرم لا يقتصر على القرب المادّي والجسمي، بل يتعدّاه إلى القرب الروحي والحقيقي به. وظاهر هذه العلّة يقتضي أنّهم كانوا من جميع الجهات نفس النبي وأثره الظاهر في المراتب العلميّة والأخلاقيّة والمعنويّة، فالرجوع إليهم في حكم الرجوع إلى نفس رسول الله وإلى أجر الرسالة.

    

دلالة الأحاديث الروايات الواردة في المقام

يروى الكلبي عن ابن عبّاس أنّه قال: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قدم المدينة كانت تعروه نوائب وحقوق وليس في يده سعة، فقال الأنصار: إنّ هذا الرجل قد هداكم الله على يده وهو ابن اُختكم وجاركم في بلدكم، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا ثمّ أتوه به فردّه عليهم، فنزل قوله تعلى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} أي: على الإيمان إلّا أن تودّوا أقاربي فحثّهم على مودّة أقاربه[24].
كما قد ورد في تفسير الآلوسي أنّه روى ذاذان عن عليّ كرّم الله وجهه قال: فينا في آل حم[25] آية لا يحفظ مودّتنا إلاّ مؤمن. ثمّ قرأ هذه الآية. ثمّأردف قائلاً: وإلى هذا أشار الكميت في قوله:
وجدنا لكم في آل حم آية
                             تأوّلها منّا تقيّ ومُعرب
[26]


وفي تفسير مجمع البيان يروي بإسناده المتّصل عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أنّه قال: لمّا نزلت {قُلْ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} الآية، قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال: علي وفاطمة ووُلدهما.[27]
وينقل عين هذا الحديث أيضاً في ينابيع المودّة عن مسند أحمد بن حنبل بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس.[28]
وقال الزمخشري في تفسير الكشّاف: رُوي أنّها لمّا نزلت، قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
ويروي أيضا في ينابيع المودّة عن صحيحي البخاري ومسلم: سأل ابن عبّاس عن هذه الآية، فقال سعيد بن جبير: هي قربى آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويروي في تفسير مجمع البيان بإسناده عن كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل مرفوعا عن أبي اُمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخُلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصنٍ من أغصانها نجا،ومن زاغ عنها هوى. ولوأنّ عبداًعبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثمّ ألف عام ثمّ ألف عام حتّى يصير كالشنّ البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا كبّه الله على منخريه في النار. ثمّ تلا: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}[29].

    

طرف من مصائب سيّد الشهداء عليه السلام

وخرّج الآلوسي في تفسيره عن ابن جريرعن أبي الديلم قال: لمّا جيء بعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما أسيراً فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له علي رضي الله تعالى عنه: أقرأت القرآن؟ قال: نعم قال: أقرأت آل حم؟ قال: نعم قال: ما قرأت {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}‏ قال: فإنكم لأنتم هم؟قال: نعم[30].
كما ورد في كتاب إرشاد المفيد: عندما وصل خبر شهادة سيّد الشهداء وأولاده وأصحابه إلى المدينة، خرجت أُمّ لقمان بنت عقيل بن أبي طالب رحمة الله عليهم حين سمعت نعي الحسين عليه السلام حاسرةً ومعها أخواتها: اُمّ هانىء وأسماء ورملة وزينب، بنات عقيل ابن أبي طالب رحمة الله عليهنّ تبكي قتلاها بالطفّ وهي تقول:
ماذا تقولون إن[31] قال النبي لكم
                             ماذا فعلتم وأنتم آخر الاُمم


بعترتي وأهلي بعد مفتقدي
                             منهم أسارى وقتلى ضُرّجوا بدم


ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
                             أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
[32]


[1] ـ تفسير الفخر الرازي ج27, ص 164

[2] ـ مجمع البيان طبع صيدا , ج5, ص28

[3] ـ يقول في أقرب الموارد: " القربة : القرب, قيل: القرب في المكان, والقربى في الرحم, والقربة في المنزلة, والأصل واحد."

[4] ـ روح المعاني ج25, ص31, وروح البيان طبع المطبعة العثمانية, ج8, ص311.

[5] ـ روح المعاني ج25, ص31, وروح البيان طبع المطبعة العثمانية, ج8, ص311.

[6] ـ تفسير الكشّاف طبعة دار الكتاب العربي, ج4, ص221

[7] ـ تفسير الميزان ج18, ص43

[8] ـ تفسير روح المعاني ج25, ص30.

[9] ـ الآية 9 , من السورة 59, الحشر.

[10] ـ تفسير "الميزان"، ج 18 ، ص 44.

[11] ـ ذيل الآية 40, من السورة 13: الرعد.

[12] ـ الأيات 1 إلى 3 من السورة 20: طه.

[13] ـ بعض من الآيات 21 و 22, من السورة 88:الغاشية

[14] ـ الآية 129 من السورة 9: التوبة

[15] ـ تفسير الفخر الرازي ج27, ص165

[16] ـ ذيل الآية 90 , من السورة 11: هود

[17] ـ الآية 14, من السورة 85: البروج

[18] ـ قسم من الآية 32 من السورة 58:المجادلة

[19] ـ ينقل هذا الحديث الفخر الرازي في تفسيره في ذيل آية مودّة القربى, في الجزء 27, ص 167

[20] ـ ينقل هذا الحديث أحمد ابن حنبل بطريقين صحيحين عن زيد بن ثابت: الأوّل في أوّل ص 182, والثاني في آخر ص 189 من مسنده في هذه الصورة: قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. يقول في تقسير الدرّ المنثور طبع دار المعرفة, ج6, ص7: وأخرج الترمذيّ وحسّنه ابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن أرقم رضي الله عنع قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّي تارك فيكم ما غن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي, أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي, ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ويذكر الحديث في غاية المرام ص211 بعد 39 طرق عن العامّة و82 طريق عن الخاصّة. ( ولقد بُحث هذا الحديث بشكل مستوفي من ناحية سنده ودلالته في الجزء الثالث عشر من كتاب معرفة الإمام.)

[21] ـ لقد بُحث في هذا الحديث وفي أسانيده المتقنة في كتاب معرفة الإمام الجزء 11, ص 51 إلى ص 133, وفي كتاب الغدير ج6, ص61.

[22] ـ جزء من الآية 90, من السورة 6:الأنعام

[23] ـ الآية 57, من السورة 25:الفرقان

[24] ـ تفسير الفخر الرازي ج27, ص164

[25] ـ المقصود من آل حم سلسلة سور حم وعددها سبعة ويُقال لها الحواميم. فقد عبّر سلام الله عليه بآل حم لوقوع آية المودّة في القربي في سورة الشورى التي هي إحدى سور الحواميم.

[26] ـ تفسير روح المعاني ج25, ص31, وأيضا قد ورد في ينابيع المودّة طبعة النجف ص124, وفي مجمع البيان ج5 , ص29 [وكذلك قد أورد آية الله السيّد شرف الدين العاملي في كتاب الكلمة الغرّاء ص 221 هذه الرواية وهذا الشعر]

[27] ـ مجمع البيان طبعة صيدا, ج5, ص28

[28] ـ لقد ورد هذا الحديث في ينابيع المودّة طبعة النجف, ص 123, ولكن بلفظ الحسن والحسين مكان لفظ وُلدهما. ثم يقول: وينقل هذا الحديث كل من الطبراني في المعجم الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المناقب والواحدي في البسيط والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء والثعلبي في تفسيره والحمويني في فرآئد السّمطين. وينقل هذا الحديث السيد شرف الدين العاملي في الفصول المهمّة الطبعة الخامسة مطبعة عثمان النجف, ص 219, عن ابن عبّاس بسلسلة إسناد ابن منذر وابن مردويه المقريزي والبغوي في تفاسيرهم والسيوطي في الدرّ المنثور والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء والحمويني في فرآئد السمطين وغيرهم من المحدّثين والمفسّرين. وقد ذكر في تفسير الدرّ المنثور لفظ ولداهما مكان لفظ ابناهما.

[29] ـ مجمع البيان ج5, ص 28, ويرويه كذلك السيد شرف الدين في الفصول المهمّة ص220 عن الحاكم في تفسيره, كما قد ورد في مجمع البيان بإسناده عن أبي أمامة الباهلي. كما أنّ العلامّة الأميني في الغدير في الطبعة الرابعة لدار الكتاب العربي, ج2,ص308 يروي هذه الرواية باختلاف بسيط , عن الحافظ الطبري وابن عساكر والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بطرق عديدة عن أبي أمامة الباهلي, ويقول أيضا أنّ الكنجي ذكره في الكفاية ص 178. ويقول في التفسير المنسوب لمحيي الدين ابن العربي: قال الرسول الأكرم: علي وفاطمة والحسن والحسين وأبناؤهما.

[30] ـ روح المعاني ج5, ص31, وينقل أيضا هذا الحديث السيد شرف الدين العاملي في الفصول المهمّة ص221 عن الطبراني وعن الصواعق المحرقة وعن غيرهم.

[31] ـ إذ– خ ل.

[32] ـ الإرشاد, الطبعة الحجريّة, ص 270, ومن الطبعة الثانية لدار المفيد بيروت, ج2, ص124.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی