معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات آية الله السيد محمد محسن الطهراني > سلسلة محاضرات شرح حديث عنوان البصري > شرح حديث عنوان البصري - من المجلس رقم 201 إلى الأخير > شرح حديث عنوان البصري ـ الجلسة 209: العقلانية السلوكية وأهمية المراقبة

_______________________________________________________________

هو العليم

العقلانيّة السلوكيّة وأهمّية المراقبة

شرح حديث عنوان البصري المحاضرة رقم 209

ألقيت في الثالث والعشرين من شهر جمادى الثاني لعام 1434 هـ ق

سماحة آية اللـه

السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني
حفظه اللـه

 

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد للـه ربّ العالمين
وصلّى اللـه على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمّد
اللهمَّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

ذكرنا في المجلس السابق ـ بمناسبة طروء بعض المسائل والإبهامات التي حصلت للبعض ـ بأنّ الملاك في السلوك والحركة نحو الله هو العقلانيّة، وعلى السالك أن يجعل عمله على أساس العقلانيّة، وإلّا فلن يمتلك إمكانيّة الحركة والسلوك. وأمّا المسائل التي تطرح منذ مدّة قديمة؛ بأنّ طريق الله هو طريق العشق وترك المسائل والمباني وتجاوز القوانين وغيرها من الأمور، ويأتون على هذا الأمر بشواهد من كلمات وأشعار وعبارات، فإنّها جميعاً مبنيّة على أساس التوهّمات والتخيّلات، وناشئة عن الفرار من التعهّد والمسؤوليّة والالتزام.

    

كمال العقلانيّة هو ما قام به أبو الفضل العبّاس

كنت يوماً حاضراً في مجلس عزاء وكان يوم التاسع من المحرّم، وكان الخطيب يتحدّث عن أبي الفضل العبّاس سلام الله عليه، وأنّه كيف صدر منه أفعال وأعمال يوم العاشر، وبَدَر منه تجاوز للنفس وغيرها من الأمور؛ بحيث لو كان غيره من الأشخاص مكانه لما صدر منه ذلك، وقال بأنّ هذا الأمر خارج عن دائرة التعقّل. وأتى على ذلك بمثال وهو استشهاد إخوته وإرسالهم إلى القتال؛ حيث كان لأبي الفضل ثلاثة إخوة أشقّاء من أمّه، وأمّا سائر الإخوة فلم يكونوا أشقاء بل كانوا من أمّهات مختلفة؛ كالإمام المجتبى وسيّد الشهداء عليهما السلام، وكذا سائر إخوته كمحمّد بن الحنفيّة، فقام بتقديم إخوته الأشقاء يوم عاشوراء لمواجهة أولئك المعاندين، لماذا فعل ذلك؟ هناك العديد من الأسباب، لكن إحدى تلك الأسباب هي تقديم أقرب الأشخاص إليه فداء لإمام زمانه، هذه إحدى تلك الأسباب، وهناك أسباب أخرى أيضاً في هذا المجال.
وكذا مسألة إلقائه الماء في الفرات وإمساكه عن شرب الماء بعد وصوله إليه، فيمكن أن نتصوّر بأنّ هذا الفعل لا ينسجم مع المباني العقليّة! إذ الشخص الظامئ بحاجة إلى الماء لبقائه واستمرار حياته، ويريد أن يستعمل هذا الماء في سبيل الإمام والدفاع عنه، لا أنّه يريد البقاء والحياة دونه، بل يريد أن يشرب ليتقوّى على الدفاع أكثر عن إمامه، والعقل يُمضـي ذلك، فلو كنّا نحن مكانه لفعلنا هذا! أليس كذلك! فهذا العقل الذي منحنا الله إيّاه يحكم علينا بأن نقوم بهذا الفعل، والحال أنّ العطش كان قد تغلّب عليه بحيث لم يعد لديه طاقة ولا رمق. إذ لا يمكن للإنسان أن يدرك تصوّر عطش سيّد الشهداء وأبي الفضل العبّاس، فهل يمكن أن نتصوّر في هذه الحالة أن يقرّب الإنسان الماء إلى فمه ثم يلقيه!؟ إنّ عقلنا لا يقبل بهذا الفعل. لذا بعضهم يلقي هذه المسألة ويوكلها إلى عالم العشق والفداء ونكران الذات وأمثال ذلك، لكن حقّ المطلب، إذا نظرنا إلى هذا الفعل من ناحية أخرى نرى أن هذا هو عين العقل ولا منافاة له مع العقل.

    

مراتب العقل

غاية الأمر أنّ العقل له مراتب، فعقل الطفل مختلف عن عقل الرجل ذي الخمسين عاماً، فالقضايا التي يدركها عقل الطفل ذي الخمس سنوات، مختلفة كثيراً عن الرجل الذي يدركها في سنّ الخمسين، هذا بالنسبة إلى الأشخاص العاديّين، دون ملاحظة الإسلام وغير الإسلام، وإلّا فهؤلاء الأشخاص العاديّون لا يوكلون إدارة مصنع إلى طفل صغير، بل يوكلون هذه المسؤوليّة إلى شخص لديه تجربة وخبرة عالية. هذا العقل في حالة تكامل دائم، وبعبارة أخرى هو في حالة انتقال دائم من الاستعداد إلى الفعلية، ويترقّى بسبب ذلك، فإن سار العقل في هذا الترقّي ضمن مسير صحيح، فسوف يكون تكامله في سبيل التقرّب، وهذه المسألة دقيقة جداً وحسّاسة، إذ كيف يمكن لأفراد الإنسان أن يكونوا مختلفين من جهة النتائج التي يحصلون عليها من القضايا. فمثلاً إذا قلت شيئاً لشخص وقلت نفس ذلك الشيء لشخص آخر، فترى أنّ هذا يصل إلى نتيجة وذاك يصل إلى نتيجة أخرى، مع أنّ كلاً منهما سمع نفس الكلام، فإنّ كلاً منهما يدرك شيئاً من تلك المسألة؛ فهذا يقول ينبغي أن نفعل ذلك، وذاك يقول ينبغي أن نفعل هذا.
فإذا فرضنا أن قضيّة واحدة رُفعت إلى المحكمة، يحكم قاضٍ بحكم الإعدام، وآخر يحكم بالحبس، وثالث يقول ينبغي إخراجه من السجن.. فهذه أحكام ثلاثة، والحال أنّ الملفّ واحد، والجميع نظر في هذا الملفّ الواحد. هذا إنّما هو بسبب تشكّل العقل.. والحال أنّ أحداً منهم لم يكن لديه غرض في هذا الحكم.. نحن لا نتحدّث هنا عن القضاة الذين يكونون في عالم العناد، بل عن القضاة العاديّين.. فأحدهم يقول هذا لم يفعل شيئاً، والآخر يقول يجب أن يعدم! لذا يقال بأنّه في مثل هذه القضايا، ينبغي أن يستفاد من مجموعة من العقول، ويؤخذ بالنتيجة التي تفرضها هذه العقول، ليكون هذا الحكم أقرب إلى الواقع.
في المشاورات الأمر كذلك، حيث ورد: "ما خاب من استشار"، في جميع القضايا، فلماذا يستشير الإنسان؟ لكي يصل إلى النتيجة المطلوبة والأقرب إلى الواقع من خلال هذه المشورة.

    

تأثير البيئة التربويّة على تكوّن العقل

انظروا إلى ذاك العقل الذي نما في بيئة صحيحة، وكان خاضعاً لتربية سليمة.. نرى أنّ طريقة تعاطي هذا الشخص وتصرّفاته وظهوراته تختلف اختلافاً كاملاً مع العقل الذي يكون قد تربّى في ظروف غير صحيحة، وفي بيئة غير مناسبة، بأن يكون قد تربّى في حالة من العناد، وفي حالة من الصراع والنزاع. لذا نرى هذا يقول ينبغي أن يفعل هذا الفعل في هذا المورد، والآخر يقول عكس ذلك تماماً، لماذا؟ لأنّ هذا عقله قد تربّى في مهد الشيطان، لذا لا يُسمّى عقلاً بل يُسمّى شيطنة، يسمّى مكراً وحيلةً وخداعاً. هذا ليس عقلاً! يعني أنّ التكامل الذي ينبغي أن يحصل لهذا العقل في حالة من الحريّة لكي يصل إلى نتائج أعلى وتكامل أفضل، إذا فرضنا أنّ هذا العقل وضع في موضع غير مناسب، سوف تتحوّل نفس الإدارة والتدبير التي لديه إلى جهة شيطانيّة، هو يفكّر ويدبّر، لكن هذا التدبير والتفكير يكون في اتّجاه الشيطان، وهذا إنّما هو بسبب أنّ الطريق الذي سلكه لم يكن طريقاً مناسباً، ولم يكن ضمن بيئة روحانيّة. ونحن نرى الكثير من هذه المسائل والمطالب.
لدينا عقل يقول ينبغي أن يشرب الماء ويجدّد قواه ويتقوّى على الدفاع عن الإمام عليه السلام، هذا عقل، وهو صحيح..

    

عقلانيّة أمير المؤمنين في التعامل مع خصومه

في معركة صفّين نرى أنّ الفعل الذي قام به أمير المؤمنين مع ذاك الشخص [عمرو بن العاص]، قلنا بأنّنا لو كنّا نحن هناك ماذا كنّا نفعل؟ لكن أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يفكّر من عقل أعلى وأفضل، ذاك العقل الذي يمتلكه يفرض عليه أن يتعامل بشكل مختلف، عليه أن يتعامل بشكل يجعلنا نضع اصبع الحيرة على فمنا دائماً ونتعجّب من هذا الفعل، كيف يمكن لقائد جيش ـ مع استنفاره لهذا الجيش وحثّهم على القتال لاستئصال جرثومة الفساد التي تسمّى معاوية ـ في تلك اللحظة الحسّاسة التي ينبغي أن يقطف فيها النتيجة، أن يتوقّف؟!
لقد استمرّت حرب صفّين ثمانية عشر شهراً، وهذا الوقت لم يكن في الاعتدال الربيعي، بل كانت الحرب في الصيف الحار والشتاء البارد. نعم فقد ذهبت إلى هناك وعاينت مناخ المكان.. نرى أنّ أمير المؤمنين يُبقي جيشه في مثل هذه الظروف، مع ما قُتل من الطرفين.. جميع هذه الأمور كانت للوصول إلى هذا الهدف، وهو استئصال معاوية، وبعد ذلك إقامة حكومة إلهيّة وحكومة إسلاميّة طبقاً لمباني الإمامة، تلك هي الحكومة. إذاً جميع تلك المقدّمات التي حصلت نرى أنّها تصبّ في خانة أنّه عند الوصول إلى هذه الموقعيّة الاستثنائيّة والظرف المناسب بيد هذا القائد، ينبغي أن تنتهي المسألة، لكن نرى أنّه بإشاحة وجهه، عندما وصل إلى عمرو بن العاص ولم يقتله، يكون قد ضيّع جميع تلك الأشهر الثمانية عشر، وجعلها هباء منثوراً.. جميع تلك الخطابات وجميع تلك الدعوات والرسائل وجميع ذاك الاستنفار وجميع تلك الليالي التي جرى فيها القتال؛ كليلة الهرير.. جميع هذه الأمور ذهبت هباءً! ما هذه المسألة؟ إذ نحن نقول ما هذه القصّة؟ ولماذا فعل ذلك؟ لكن هذه ليست المرّة الوحيدة، بل كلّ يوم كانت تحصل مع الأئمة عليهم السلام، كلّ يوم يحصل ذلك مع أولياء الله.
وقد شاهدت مثل هذا الأمر مع المرحوم الوالد، وهو لا يمكن أن يبرّر إلا بهذا المعيار، وإلا فعقلنا لا يفهم هذه الأمور أبداً. فهؤلاء يتحرّكون على هذا الأساس، فالمعيار والميزان في تشخيص الباطل والحق إنّما هو تحت سلطته واختياره؛ بمعنى أنّه لا يتحرّك إلّا ضمن هذا المحور دون هذا أو ذاك.

    

عقلانيّة أبي الفضل تفرض عليه عدم الشرب

حسناً، فعقل أبي الفضل كان عقلاً أفضل، ولو كنّا نحن هناك [مكان أمير المؤمنين] لقلنا إنّ قتل هذا الإنسان أمر حسن، ولكنّا أقدمنا على قتله! هذه درجة من درجات العقل. لكن هناك درجة أعلى منها، وهي مختصّة بالأشخاص ذوي العقل المستنير الذي يستمد من أنوار التجرّد والتوحيد، فهؤلاء متّصلون بذاك العقل. فلو فرضنا أنّ أبا الفضل العبّاس قد شرب من ماء الشريعة في تلك اللحظة لكان قد خسر، لماذا؟ لأنّ أبا الفضل كان قد تجاوز ذاك العقل، طوى ذاك العقل الذي نمتلكه نحن، وتخطّاه إلى ما هو أعلى منه، وصار أكثر تجرّداً وأعلى قدراً. وفي تلك المرتبة من العقل التي حصل عليها لا يرى فرقاً بينه وبين مولاه؛ حيث يقول: هو عطشان، فينبغي أن أكون أنا كذلك! وعندما يشرب هو، أشرب أنا. لكن إذا كان هو عطشان فعلاً، فما قيمة هذا الدفاع الذي أقوم به؟! فهذا الدفاع ليس مراداً أبداً، بل المراد أن أشعر بذاك التعب والعطش الشديد، وعليه فما معنى الشـرب في هذه الحالة؟ فلو كان المراد منه هو الدفاع، فلا أريد هذا الدفاع أبداً، بل لم يكن يتمكّن من فتح فمه وإدخال تلك الجرعة من الماء أبداً، لأنّه كان يرى عطش مولاه ويشعر به..
أدعوا الله تعالى أن تحصل هذه الحالة لنا حتى نستطيع أن نعرف شيئاً ممّا منحهم الله تعالى إيّاه، فتلك الحقائق التي منّ الله تعالى بها عليهم لم تأت بشكل اعتباطي.
هل تظن أنّه يمكن أن يطلق على أيّ شخص أنّه أبو الفضل العبّاس؟! ويقال لأيّ شخص قمر بني هاشم؟ أو يقال لأيّ شخص عليّ الأكبر؟! أو يقال: يا حسين! إذا كان لديك رجل واحد هو عليّ الأكبر، فنحن لدينا آلاف الرجال من عليّ الأكبر.. هذا الكلام هراء! فهل نحن نتحدّث عن البطّيخ والفواكه؟! كلّا! بل هؤلاء كانوا هكذا! لو بحثنا في الدنيا كلّها على أن نجد كشعرة من شعرات عليّ الأكبر لما وجدنا! ولن نعثر على درجة واحدة من درجات قمر بني هاشم في السماوات والأرضين. مع ذلك نأتي ونفتح أفواهنا ونتكلّم بأيّ كلام في هذا الموضوع.
تلك المرتبة العقليّة التي كان فيها أبو الفضل هي التي منعته من شرب الماء، إذ عند ذلك لا معنى للدفاع والحماية! يقول: أصلاً لا أتمكّن بأن أشعر براحة وهدوء، والحال أنّ مولاي واقع في حالة من العطش والتعب الشديد. وهنا نقول أين هذه العقلانيّة من العقلانيّة الظاهريّة العاديّة؟ فإذا وضع الإنسان نفسه في المحيط الصحيح يمكنه أن يصل إلى هذه المرتبة من العقلانيّة، هل التفتم؟ قد يصل الإنسان إلى هذه المرتبة من العقلانيّة التي تجعله يشخّص الطريق الصحيح عند وجود طريقين أمامه وعند الشكّ والشبهة، ويمكّنه من اختيار الطريق الصحيح، ومن اختيار ما ينبغي عليه أن يختاره. هذا هو طريق الله، إذ على الإنسان في أعماله وعلاقاته ومواقفه أن ينظر إلى أقرب تلك الطرق والسبل المتصوّرة فيختارها، حيث من الممكن أن لا يكون لدى بعض الأشخاص إلا طريق واحد، لكن عندما تتغيّر ظروفه عليه أن لا يبقى في هذا المسير، بل عليه أن يغيّر مسيره نحو الأحسن؛ لأنّ ظروفه تغيّرت.
بالنسبة إلى كيفيّة الإنفاق والمصرف، ذكرنا في الجلسة السابقة بأنّ السالك عليه دائماً أن يختار الأسلوب والعمل الأقرب إلى العقلانيّة من غيره، ولا يذهب وراء الاعتباريّات وكلام الناس والشعارات هنا وهناك، أو أن يصغي إلى ما يقوله الناس! فليقولوا ما شاؤوا! أو أن يفكّر بأنّي إذا فعلت هذا الأمر ماذا سيقول الناس عنّي وماذا ستكون ردّة فعلهم، فلا داعي له، بل عليه أن يكون فعله فعلاً صحيحاً، دون أن يصغي إلى شيء آخر..

    

الفرق بين الإسراف والإتقان في الإنفاق

لقد وجّه بعض الإخوة سؤلاً؛ بأنّه ما هو معيار الإسراف إذن؟ متى يكون لدينا إسراف، ومتى يكون العمل صحيحاً؟ المعيار في ذلك هو العقلانيّة، فأنت عندما تقوم بعمل معيّن، تارة تنظر إلى نفس العمل والفعل، وتارة أخرى تنظر إلى جهاته الأخرى؛ فعندما تريد أن تشتري إناءً، تارة تريد أن تشتريه لاستخدامه والاستفادة منه، وتارة تريد هذا الإناء للزّينة، فالثاني يعدّ إسرافاً. تارة تشتري الإناء الجيّد لأجل أن لا ينكسر إذا وقع من يد الطفل فتُجبر على شراء إناء آخر، أو تشتريه لأجل الجنبة الصحيّة فيه، ولأنّه مصنوع من مواد غير ضارّة بل مفيدة للبدن، وأمّا تلك الأواني التي توجب الضرر فالكثير من العرفاء يقولون بأنّه لا ينبغي أن تستعمل، وقد اتّضحت الكثير من المسائل الآن وصار تشخيصها سهلاً.. نفس المرحوم العلّامة كان يمنع في حياته من استعمال بعض هذه الأواني وكان يعاتب على ذلك ويقول: لماذا وضعت الطعام في هذا الوعاء؟! لكن أحياناً أخرى ينظر ـ بالإضافة إلى جهة الإتقان والفائدة فيه والتي هي أهمّ شيء فيه ـ إلى جهات أخرى، فمثلاً يقول هذه أجمل من تلك، أو يلتفت إلى بهرجتها وزينتها وجهة التفاخر فيها فقط، عند ذلك يكون قد خرج عن جانب العقلانيّة وجهة الصحّة والسلامة والمتانة. أو أن يذهب الإنسان لشراء سلعة يريد منها أن لا تخرب سريعاً ولا تحتاج إلى إصلاح، إذ بعض الأدوات عندما تشتريها على أنّها تتميّز بجودة عالية وتأتي بها إلى المنزل ترى أنّها بحاجة إلى إصلاح وترميم، فتضطر إلى إتلاف الوقت في الذهاب إلى المصلّح وغيره. نعم إذا كان الإنسان عاطلاً ولديه مال كثير ويريد كل يوم أن يغيّر ما لديه ويشتري شيئاً جديداً.. حيث ترى طبائع الناس مختلفة. لكن أحياناً يكون المراد من الشراء هو أن يرتاح ويطمئنّ باله وأن يكون في هذه السلعة ضمانة، عند ذلك يكون هذا الشراء عقلانيّاً. طبعاً هذا إذا كانت ظروف الإنسان تسمح له بالاختيار في الشراء، لكن قد لا يكون لدى الإنسان إلا خيار واحد فقط بحسب ظروفه وأحواله.
هنا عندما يريد الإنسان أن يشتري دواء أو سيّارة وأمثالها فهي تختلف عن اللباس، إذ هناك يقول بأنّه إذا لم نحصل على هذا نأخذ ذاك، أما هنا فالمسألة مرتبطة بالروح وسلامة الإنسان نفسه. ألم يتم الإعلان رسمياً بأنّ الكثير من الحوادث المميتة سببها العيب الموجود في السيّارة، ألم يصدر هذا الكلام من المسؤولين؟ فلو حصل هذا الحادث بسيّارة أخرى لما وقعت تلك الخسائر! إذا كان الأمر كذلك، فهل أذهب وأشتري تلك السيّارة التي فيها نقص؟ هل هذا هو مراد المرحوم العلّامة؟!
في الجلسة السابقة، ذكرت لكم بأنّه إذا كانت المصنوعات الوطنيّة واجدة لخصوصيّات الجودة فلا مبرّر لشراء الصناعات الواردة من دول الكفّار، لماذا يفعل الإنسان ذلك؟ لكن إذا لم تكن لدى المنتجات الوطنيّة مثل هذه الخصوصيّة ماذا يحكم العقل السليم؟! هل يحكم بأن تشتري من هذه المنتجات؟! من يشتريها والحال هذه فهو مجنون! عندما تريد أن تشتري دواء له جنبة حياتيّة ويعدّ ضرورة ملحّة لك، ومع ذلك لا يكون هذا الدواء فعّالاً في مجاله، فأيّ عقل سليم يقول بأنّه ينبغي أن تشتري هذا الدواء؟! لكنّ العقل يقول بأنّه ينبغي أن تبحث في كل مكان عن الدواء النافع، فإن لم تحصل على هذا الدواء المصنوع في الخارج، فسافر إلى الخارج للوصول إلى هذا الدواء؛ لأنّ المسألة مسألة حياة! هذه هي العقلانيّة، وأمّا تلك فسفاهة وجنون، هل التفتّم؟
نعم، إذا كان لدينا دواء وطنيّ ويتمتّع بمواصفات الجودة العالميّة، فلا شك في أنّه ينبغي أن يشتري هذا الدواء، ولا شبهة في ذلك! إذ الإنسان لا يأخذ الدواء لأجل جماله واسمه، بل يأخذه للخصوصيّة التي فيه. وبناء عليه فالملاك في الإسراف وعدمه هو الالتفات إلى أصل القضيّة والقاعدة الأساسيّة، أو التوجّه إلى الأمور الهامشيّة والجانبيّة والخارجة عن حيثيّات هذا الشيء.
فالمنزل الذي تريد أن تبنيه ينبغي أن تنظر إلى الهدف الذي يقع خلف هذا البناء؛ إذ تارة تكون رفع حاجتك تحصل ببناء غرفتين فقط، فأنت ليس لديك ذاك الكم من الضيوف والمتردّدين والعيال، بل أنت وزوجتك وولدان معك فقط، فلا مبرّر في هذه الحالة أن يأتي الإنسان ويبني بيتاً مؤلّفاً من أربعمائة متر، ماذا يفعل بهذا البيت الوسيع، بل سيكون عبئاً عليه في تنظيفه والمحافظة عليه. لكن أحياناً أخرى يكون الشخص من الناحية الاجتماعيّة والعلاقات في مكانة وموقعيّة وخصوصيّة بحاجة إلى هذا المكان الواسع، إذ كل شخص له خصوصيّة في هذا الأمر، فيصير الأمر مرتبطاً بوضعيّته وخصوصيّته. ولدينا الكثير من الأمور في هذه المسائل، فكل شخص عليه أن ينظر إلى وضعه ومكانته الخاصّة، ففي البناء الذي يريد الإنسان أن يبنيه، هناك الكثير من الأمور التي يتم لحاظها فيه، إذ كل شيء تريد وضعه فيه هناك خيارات، فتارة تقتضي الوضعيّة أن تضع فيه الباطون عندما تكون الأرض فيه بمواصفات معيّنة.. كأن تكون متحرّكة أو ليّنة أو ما إلى ذلك. لكن أحياناً لا يكون بحاجة إلى هذه الأمور، بل يكتفي بالبناء العادي، فإذا قال الإنسان والحال هذه بأنّي أريد أن أضع في هذا البناء ما يوضع في تلك الظروف المتقدمة، عندئذٍ يكون هذا من الإسراف وذاك عقلانيّة. فكلّ شيء في ظرفه الخاصّ يمكن أن يخضع لهذا المعيار.
كان هذا تتمّة المطلب الذي تقدّم الكلام حوله.

    

المراقبة من أهمّ الأمور في الأشهر الثلاثة

وأمّا المطلب الذي ينبغي أن نذكره بمناسبة هذه الأيّام والليالي في استقبال الأشهر الثلاثة المباركة رجب وشعبان ورمضان، التي كان العظماء وأهل المعرفة يؤكّدون عليها ويبدون اهتماماً كبيراً بها، هناك مطالب كان العظماء يذكّرون تلامذتهم بها قبل دخول شهر رجب، وكان هذا ديدن المرحوم العلّامة رضوان الله عليه، وبحسب اطّلاع الحقير، فقد كان في كلّ سنة ـ عندما كان في طهران وبعد هجرته إلى مشهد ـ يذكّر أصدقاءه ورفقاءه وأصحابه بها؛ سواء كان ذلك بشكل خاص أو بشكل عام. والذي أذكره أنّ أهم مسألة كان يوصي بها هي إعمال المراقبة، وأعتقد أنّي ذكرت هذه القضيّة أكثر من مرّة بين الرفقاء، وقلت بأنّا نتعامل مع المراقبة على أساس المزاح، ولا نلتفت إليها بشكل جدّي، وأنّ من الاشتباهات الكبيرة التي نقع فيها عادة هي أنّنا نعتقد بأنّ طريق الله والسير والسلوك منحصر في الإتيان بالأمور العباديّة والأذكار وصلاة الليل وأمثال ذلك، وهذا من جملة تصوّرات النفس، إذ النفس تريد دائماً أن تفرّ من القيام بوظائفها، فتشغل ذاتها بأمور ترضيها وتسرّها؛ فتفرّ من الأمور التي يجب عليها القيام بها، وتأتي بعذر وسبب لفعل ما لا ينبغي فعله. وكنت أرى هذه المسألة في زمن المرحوم الوالد، إذ كان الأشخاص يتصوّرون بأنّهم بمجرّد ارتباطهم بالمرحوم الوالد ووصولهم إليه يمنحون دستوراً فيه أنواع الذكر والورد وأمثالهما، كما هو موجود عند الآخرين، وكانوا يتصوّرون بأنّهم بمجرّد التزام الإنسان بالأذكار والأوراد يمكنه أن يطوي هذه المراحل ويصل إلى مراتب عالية، فإن أضاف إليها صلاة الليل والأذكار التي في الأسحار فهو نور على نور. وأمّا بالنسبة إلى الأمور الأخرى؛ الاجتماعيّة منها والشخصيّة، والأفكار والأوهام التي يكوّنها في ذهنه عن الآخرين، فإنّه يبقى غافلاً عنها بشكل كامل، والحال أنّ عمدة المطلب ـ كما ذكرت ذلك مراراً للإخوة ـ ترجع إلى نفس المراقبة، إذ تسعون بالمائة من السلوك يرجع إلى المراقبة، وعشرة بالمائة منه صلاة الليل والأوراد والأذكار، هل التفتّم؟!
ما يجعل النفس في حالة حركة وانتقال من عالم البهيميّة، وما يخرجها من الكثرات ويكشف لها الحقائق التوحيديّة هو المراقبة التي يقوم بها الإنسان، لا الأوراد والأذكار! فلو لم يلتفت الإنسان إلى المراقبة.. عندما يذهب إلى الدكّان والعيادة والمكتب والسوق وعندما يتعامل مع رفيقه وأخيه وعندما يتعامل مع جاره، فإن لم تكن جميع هذه الأمور طبقاً للموازين، فصلاة الليل التي يصلّيها لن يكون لها أيّ أثر أبداً، وكذا الأذكار والأوراد التي يذكرها لن يكون لها أيّ أثر، بل سيكون لها ـ لا قدّر الله ـ أثر معكوس عليه؛ فتنغلق النفس عندئذٍ ولا تعود تقبل بالحق أبداً. فيصير هذا الإنسان مثل الخوارج الذين خاطبهم أمير المؤمنين في حرب النهروان، واحتجّ عليهم وأتاهم بالدليل وبيّن لهم الطريق الصحيح، وبعد ذلك رجع ثمانية آلاف شخص منهم، وهم الذين كان لا يزال في نفوسهم بارقة أمل، في حين بقي أربعة آلاف شخص على موقفهم المعادي لأمير المؤمنين، وهؤلاء كانوا من قارئي القرآن، وكانوا من الذين يحيون الليل بالعبادة وقراءة القرآن، لكن نفوسهم كانت مغلقة وقاسية كالحجارة الصمّاء التي لا يمكن كسرها.

    

خطورة العمل دون مراقبة

هذه النفس تصير مغلقة؛ فتتحدّث عن الله، لكن هذا الإله الذي تتحدّث عنه هو إله النفس، وهو الشيطان، تراه يدافع عن الله، لكن هذا الدفاع إنّما هو عن النفس، وتراه يدافع عن العرفان، لكن من تعاسة حظ هذا العرفان الذي يأتي أمثال هؤلاء للدفاع عنه.
كنت في يوم من الأيّام في مرقد حافظ، ورأيت شخصاً جالساً وظهره إلى قبر حافظ يعرّف الناس بهذا الرجل العظيم. فقلت من سوء حظّ حافظ أن يأتي يوم يقوم أمثال هؤلاء بتعريف حافظ للناس...
تراه يدافع عن الله تعالى، لكن نقول له: يا تعيس الحظ! اذهب وأصلح نفسك أولاً، إن كنت صادقاً فيما تدّعيه، فاسمع كلام الحقّ أوّلاً، واترك العناد والخداع واترك الكذب والاحتيال، واترك إنكار الحقّ.. ما هذا العرفان والتوحيد! الخوارج لم يكونوا يشـربون الخمر، بل كان القرآن شعارهم، لكنّ القرآن سيتحوّل يوم القيامة إلى قطعة نار مسلّطة على رؤوسهم، نعم نفس هذا القرآن الذي يعلّقونه على رقابهم؛ لأنّه يسخّر القرآن لخدمته، ويوظّفه لنفسانيّاته، لا أنّه يريد أن يعمل بالقرآن، بل يريد أن يفدي نفسه بالقرآن. المراقبة تعني هذا.
أمّا أن تأتي وتتحدّث عن الله، فلا ينفع، بل يمكنك أن تضع مكانه شريطاً مسجّلاً وتستمع إليه، أو رجلاً آليّاً أو مسجّلاً رقميّاً أو شيئاً من هذا القبيل، فهذا يمكنه أن يقرأ أي شيء تريده؛ يقرأ القرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجاديّة، بل يمكن أن تجعله يخطب أيضاً، لكن كم هو فهمه؟ طبعاً لا شيء! إذ هو عبارة عن أشرطة وقطع بلاستيكيّة لا غير، ليس له فهم. ما يوجب التقدّم للإنسان هو الانقياد للحقّ، لا الوقوف في وجه الحقّ، لا إنكار الشمس في رابعة النهار! وإلا فسوف يحاسب الله تعالى على كلّ واحدة من هذه الأمور، فيقال له: أيّها المحتال! أتريد أن تخادع بالله؟! تريد أن تخادع بالعرفان! لذا ترى أنّ الخداع في كلّ شيء، حتّى في العرفان!
هذا الكلام الذي أذكره لكم ليس كلامي، بل هناك مطالب من قبل العظماء، فقد سمعت هذه الأمور منهم على امتداد سنوات طويلة، ولمستها منهم، وشاهدتها في حركتهم وفعلهم وحياتهم، لقد جاؤوا ليستفيد منهم من يريد الحركة والتقدّم، ومن يريد الدواء لدائه، لا من يريد أن يتّخذ المسائل شعاراً فقط، كلامهم إنّما كان لهؤلاء الذين لا علاقة لهم بفعل الآخرين.

    

عدم المراقبة يؤدّي إلى إنكار الحقّ

لقد كتب المرحوم العلّامة مرّة كتاباً، فكان بعض الأشخاص يرسلون إليه من هنا وهناك ويقولون له: لا صلاح في نشـر هذا الكتاب! فقال لي يوماً ـ وكنّا ذاهبين إلى المستشفى في مشهد لمراجعة الطبيب ـ سيّد محمّد محسن! أنا لم أكتب هذا الكتاب لهؤلاء! إنّما كتبته للأشخاص الذي يريدون الفهم، لا لمن يضع القطن في أذنيه ولا يريد أن يسمع شيئاً! هذا الكلام كلام دقيق، حيث قال: أنا لم أكتب هذا الكتاب لهؤلاء! فهؤلاء كانوا يكتبون مقالات عليه وينشرونها في المجلات؛ يقولون بأنّ هذا الرجل يريد أن يطرح نفسه ويظهر نفسه على الملأ، يا أخي فليظهر نفسه وليطرحها! لكن أليس كلامه حقّ! كلامه هذا حقّ أم باطل؟! فلماذا تطرح شعاراً فقط؟ لماذا تطأ الحقّ بقدمك، فتقول هذا السيّد يريد أن يظهر نفسه ويرفعها! إذا فعل ذلك فليفعل! فهل ورد الوحي في أنّه ينبغي أن يكون شخص معيّن فقط هو الأعلى من الجميع؟! من قال ذلك؟! إنّ مسألة طرح الشعارات هي ديدن العاجز الضعيف! فهذا يقال له: إن كان الكلام كذباً فقل هو كذب! وإلّا فسوف يبتليه الله، ثم قال [المرحوم العلّامة]: لا تتصوّر أنّ المطالب التي نذكرها مختصّة بالمسلمين فقط! بل هذا الكلام نكتبه لليهود والنصارى أيضاً، وكل شخص في الدنيا لديه بقيّة فطرة سليمة ووجدان صاف ولو بمقدار قليل، هو مخاطب في كتاباتنا؛ سواء كان مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً، لا فرق بينهم أبداً. هذا ليس شعاراً! أمّا أن نأتي ونقول: نحن شيعة أمير المؤمنين، وأنّ على رأسنا عمامة، وأنّنا أتباع هذا الطريق! كلّ هذا لا قيمة له! الذي له قيمة هو أنك إلى أيّ مقدار أنت ملتزم بالحق؟! هذه هي المسألة، إلى أيّ حدّ تسعى وراء الحقّ! أمّا أن تقول: نحن أدركنا زمن المرحوم العلّامة! أدركناه لمدة سنتين! لكن أيّها التعيس الحظ! لقد أدرك بعض الصحابة رسول الله مدّة ثلاثة وعشرين عاماً، وبعد رحلته اتّبعوا العجل.. مع أنّهم رأوا منه جميع تلك المعاجز واليد البيضاء، لكن بعد وفاته ذهبوا إلى سقيفة بني ساعدة! فهل ينفع إدراك زمن المرحوم العلّامة مدّة سنتين؟! جميع هذه الأمور خيالات وأوهام! لا أنا الذي هو ابنه ـ والذي أدّعي بأنّ معرفتي به أكثر من الجميع ـ يمكنني أن أصل إلّا إذا مشيت على هذا الطريق، وكذلك كلّ من كان مع هذا الرجل العظيم أو لم يكن، يستطيع ذلك، لذا المهم هو أن نعلم ونعمل.

    

المطالب التي تلقى إنما هي لمن يريد العمل لا السماع فقط

وقد ضربت مثالاً في الجلسة السابقة، وبيّنت لكم الطريق من غيره، وأنّه ينبغي أن لا نغمض أعيننا. والمطالب التي أنقلها في هذه الجلسات إنّما هي لأجل من يريد أن يسمع، لا لمن وضع مكان عقله ودماغه حجارة، أمّا الذي وضع مكان عقله الحجارة والاسمنت فلا أخاطبه أصلاً، وليس يشمله خطابي أبداً. الذي أخاطبه هو من يسعى وراء الدواء لدائه، لذا نحن لا نؤذي أنفسنا بالكلام الذي يطرح هنا وهناك في كلّ مدّة، فقد اعتدنا على هذا الكلام.. المرحوم العلاّمة قال نحن نذكر المطالب لمن يريد ـ والتعبير له ـ أن يرفع القطن من أذنيه، أمّا من يريد أن يضع القطن في أذنيه فليس مخاطباً لنا أبداً، وعليه فليستشكلوا علينا ما شاءوا، فنحن لم نكتب لهم ولم نخاطبهم بهذا الكلام.
هذه هي مسألة المراقبة، لذا على الإخوة أن يلتفتوا إلى أنّ المسألة المهمّة في شهر رجب هي مسألة المراقبة. طبعاً، هناك دستورات في هذا الشهر، وهي دستورات المرحوم السيّد القاضي رضوان الله عليه.
حسناً لقد انتهى الوقت، وغير مسموح للحقير أن يتحدّث أكثر من هذا المقدار، وإن شاء الله نكمل الحديث حول خصوصيّات شهر رجب وكذا شعبان وشهر رمضان والاهتمام أكثر بهذه الأشهر.

اللهمَّ صلّ على محمّد وآل محمّد.

 

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی