معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  19 جمادى الأولى 1446
| 2024 November 21
متابعة سؤال سؤال و جواب ارسال السؤال  
 
زائر . المجيب: سماحة آیة الله السید محمد محسن الحسیني الطهراني
رمز المتابعه:58513/124تاریخ الإجابة: 23/04/30 12:00:00 ص الموضوع: الحدية والغضب
السؤال السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم، عمري 22سنة, ولديّ ولدان أحدهما عمره سنتان, و الآخر سبعة أشهر، وفي كثير من الأحيان ابتلى بالغضب وأصرخ في وجههم, وفي بعض الأحيان أقوم بضربهم، وأنا منزعج جداً من هذا الأمر, ولا أحبّ أن تسري أخلاقي هذه إلى أولادي، ساعدوني من لطفكم..
الإجابة:

الغضب هو من جملة الصفات والملكات الإنسانية, التي إن توفرت ظروفها وأوضاعها الخاصة, فإنّها تؤدّي إلى الخير, كما وأنّها من الصفات التي يوجب غيابها وفقدانها خللاً وشراً في شخصية الإنسان، ويقابل هذه الصفة الرحمة والرأفة والعطف. وغاية وجودها في الإنسان هي الوقاية من الوقوع في الأمور غير المتوقعة والمخالفة لإرادة الإنسان، إذن فإن كانت في موقعها فهي جيدة جداً وممدوحة, كما أنّ صفة الرحمة والعطف إذا وضعت في غير موضعها فسوف تكون مذمومة وغير محمودة، يقول القرآن الكريم: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" فالمؤمنون بمحمد هم قوم يتميزون بالقسوة والشدة والغضب في مواجهة الظلم والكفر, وبالرأفة والعطف فيما بينهم.
وفي المحيط الأسري, يجب أن تُعمَل كلا هاتين الصفتين في مكانها المناسب؛ فالرأفة والعطف الزائدان عن الحدّ, يوجبان انحراف أفراد الأسرة, وانغماسهم في الميول النفسية, ممّا يؤدّي إلى جموح النفس الأمارة وتمرد الأطفال عن الأوامر الضرورية بالنسبة لهم, وتضييع مصالحهم الواقعية, وهو ما يؤدّي إلى الإضرار والخسران بالأسرة. وفي مقابل هذا الأسلوب السيّئ, نجد أنّ الاعتماد المفرط والزائد عن الحدّ للقوة الغضبية, يؤدي أيضاً إلى سيطرة جوّ من البرودة والفتور في العواطف, والانكسار في القلوب, واليأس والخمود بين أعضاء الأسرة. لذلك فإنّ كلا الأسلوبين خاطئ, والصحيح هو إعمال كلّ من هاتين القوتين في مكانها وظروفها المناسبة.
فإنّ تربية الطفل تتفاوت بتفاوت ظروف حياته المختلفة, ولا تنتهي المسألة بالتذرّع بكون ولدي طفل صغير.. فأترك له المجال ليفعل ما يشاء بلا أيّ رادع أو مانع، فهذا عين الظلم والإهمال اتجاهه, وهو تضييع لمستقبله. بل يجب أن يشعر الطفل أنّ حال والديه لن يكون واحداً أمام تصرفاته المختلفة, وأنّه لا يمكنه أن يفعل كلّ ما يحلو له من تلقاء نفسه. ولا يخفى أنّ جانب التأديب يجب أن يكون أقوى في شخصية الأب, ويكون جانب الرأفة هو الغالب في شخصيّة الأم (از شير حملة خوش بود از غزال رم) يقول الشاعر: يحلو من الأسد هجومه ومن الغزال فراره.

    1

    جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

    © 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


    Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
    عربی فارسی انگلیسی