زائر . المجيب: سماحة آیة الله السید محمد محسن الحسیني الطهراني
رمز المتابعه:54426/188تاریخ الإجابة: 01/05/30 12:00:00 ص الموضوع: القراءة

هل يجب قصد الحكاية في سورة الحمد؟

السؤال: غالبية مراجع التقليد يصرحون في رسائلهم العملية أنّه يجب أثناء تلاوة سورة الحمد في الصلاة, أن لا يقصد الإنشاء بل يجب أن تقرأ علی نحو الحكاية(المراد بقصد الحكاية أن يقصد المصلي حين قوله إياك نعبد وإياك نستعين, أنّ المتكلم هو رسول الله وليس هو.. وكذلك في سائر ضمائر التي ترد في القرآن الكريم. فلا ينسبها إلى نفسه وإنما يحكيها حكاية عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(م) ), وأنا إلی الآن لم أدرك مقصود حضرات المراجع, وصرت أعاني من الضياع والحيرة, أرجو أن تعينوني في هذا الأمر.

الإجابة:

هو العالم

القرآن الکريم الذي نزل علی قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جانب الله تعالی, هو لأجل تنمية استعدادات البشر وإيصالها إلی مرحلة الفعلية الكمال, فهو مختص بجميع أفراد البشر, وقد أنزله الله لكل فرد علی حدة إلی يوم القيامة, فهو تماما يشبه الرسالة التي يقرؤها شخص مهم على مجموعة ما, بحيث يكون جميعهم مورد خطاب تلك الرسالة ومحتوياتها فرداً فرداً, أو هو يشبه الوصية التي يوصي بها شخص يحتضر ويلقيها على مسمع جميع الأفراد, فحتی مع كونها قد كتبت في ورقة واحدة, إلا أنها بمثابة أوراق متعددة, لكلّ واحد منهم ورقته المستقلة. لذلك نحن نری أنّ خطاب القرآن موجه لجميع الأفراد ((يا أيها الذين آمنوا, يا أهل الكتاب, إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات, الذين تتوفاهم الملائكة, و....)) فالكل مشمولون للخطاب الإلهي بشكل مباشر. حتّی أنّ الآيات التي تخاطب بظاهرها النبيّ مثل ((قل هو الله أحد)) فهي موجهة للجميع وليست لخصوص النبي, يعني إنّ جميع الأفراد يجب أن يقولوا هو الله أحد. وهنا يوجد مطلب لطيف وهام, فانّ هذه الحقائق القرآنية تتجلی في نفس النبيّ الطاهرة, لتنعكس علی جميع الأفراد, ولا توجد نفس أخرى غير هذه النفس المطهرة تؤدي هذا الانعكاس والتجلي. وبهذا اللحاظ فكما أنّ رسول الله وسائر المعصومين عليهم السلام كانوا يقرؤون القرآن, ولم يكن هناك أيّ قصد للحكاية أو الإخبار في قراءاتهم تلك ,فكذلك علی سائر أفراد المسلمين أيضا أن يقرؤوا القرآن بهذه الطريقة وبدون أدنی تغيير وتدخل, سواء في الصلاة أو في غيرها.
ويكفي كدليل على ذلك عدم وجود مدرك ودليل روائي من المعصومين عليهم السلام يوحي بضرورة قصد الحكاية..