كيف ينبغي على الإنسان أن يقرأ القرآن؟ وكيف يؤثّر القرآن في قارئه؟ وما هي حالات حامل القرآن وخصائصه؟ وكيف تكون أوصافه؟ قام سماحة العلاّمة الطهراني رضوان الله عليه في هذا المجلس ببيان هذه المطالب شافعاً ذلك بالعديد من الروايات

لا شكّ أن القرآن الكريم كتاب هداية و إرشاد، و لكن كيف يمكن للإنسان أن يستفيد منه لتحصيل ذلك؟ و ما هي الأمور التي ينبغي مراعاتها لكي يكون القرآن مرشداً لنا في حياتنا و هاديا لنا في السير والسلوك؟ و كيف يمكن للمؤمن أن يأنس بالقرآن الكريم؟ أسئلة أجاب عنها العلامة السيد محمد الحسين الطهراني في هذا المجلس من كتاب أنوار الملكوت، في القسم المختص بنور ملكوت القرآن.

إن من بديهيات الدين الإسلامي أنّ القرآن الكريم هو دستور العمل لجميع الناس إلى يوم القيامة، فما هو سرّ خلود هذا الكتاب المجيد؟ ولماذا كانت أحكام القرآن الكريم عامّة وكليّة تشمل جميع أفراد الناس في كلّ زمان ومكان؟ وما هو تأثير ذلك في تعاملنا مع القرآن الكريم واستفادتنا منه؟ أسئلة أجاب عنها سماحة آية اللـه العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه في هذا المجلس الثامن من مجالس نور ملكوت القرآن.

تعرّض العلاّمة الطهراني رضوان الله عليه في هذا المجلس إلى واحد من مفاتيح فهم القرآن الكريم و الجمع بينه و بين الروايات، مبينا أن القرآن له ظاهر و باطن و أن الكثير من الروايات إنما وردت لبيان تأويل بعض الآيات، ثمّ يذكر مجموعة من الروايات الواردة في هذا الصدد كمثال على ذلك، و لتوضيح ذلك قام سماحته بشرح طائفتين من هذه الروايات تفسران الصراط المستقيم و الميزان بأمير المؤمنين عليه السلام.

في المجلس السادس من مجالسه المعقودة لبيان أسرار القرآن الكريم وحقائقه أفاد آية الله العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه أنّ القرآن فرقانٌ بين الحقّ والباطل, وبين الحقيقة والمجاز, وبين العدل والظلم, فلا ينزل منه إلا ّما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين, فيما لا يزيد الظالمين إلاّ خسراناً وضلالة. ثمّ تعرّض قدّس سرّه إلى المراد من الآيات المتشابهة في القرآن مع بيان الأدلّة الدالّة على أنّ الواو في قوله تعالى: وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم . عاطفةٌ لا استئنافيّةٌ, ثمّ عطف الكلام إلى قتال أمير المؤمنين عليه السلام على التأويل, كقتال رسول الله على التنزيل, وإلى حال الناكثين والقاسطين والمارقين في الدنيا والآخرة.

في المجلس الخامس من مجالس نور ملكوت القرآن صرّح المرحوم العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه أنّ القرآن الكريم نورٌ ورحمةٌ للمؤمن وحجابٌ ونقمة للكافر؛ إذ يزيد الذين آمنوا إيماناً وتقوىً, ولا يزيد الكافرين الظالمين إلاّ خسراناً مبيناً. لقد كان أهل النفاق في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله في خصام دائم مع ظاهر القرآن ومراده, كما قاموا بمعارضة باطنه وتأويله بعد رحيله. وأشار العلاّمة رحمه الله في بحثه إلى النقاط التالية أيضاً: (1) القرآن فرقان بين الحقّ والباطل (2) القرآن رحمة للمؤمن ونقمة للكافر (3) عدم تحريف القرآن (4) المراد بالتحريف في بعض الروايات (5) اتّحاد القرآن والعترة.

في مجلسه الرابع من مجالسه المعقودة لبيان حقائق القرآن وأسراره بيّن المرحوم العلاّمة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني أنّ الكتاب الحكيم نزل تبياناً لكلّ شيءٍ وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين, غايته أنّه لا تبلغ إلى معارفه السامية وحقائقه العالية عقول الرجال, إلاّ الذين اصطفاهم الله تعالى من الأنبياء والأوصياء والأولياء ونحوهم ممّن تجاوز علمهم الحسّ والحسّيّات ووصلوا إلى حقّائق العلوم الكّليّة وعالم القدس ومقام الطهارة المطلقة, كما أشار قدّس سّره في بحثه الشريف إلى نكات التالية:(1) عجز الإنس والجنّ عن الإتيان بمثله (2) حقائق القرآن آفاقه السامية (3) سعي بني أميّة إلى كتمان فضائل أهل البيت ومناقبهم (4) خروج يزيد وأضرابه عن الدين وأهله.

أكّد المرحوم العلاّمة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني في مجلسه الثالث من مجالسه المنعقدة لبيان حقائق القرآن وأسراره أنّ غرض الكتاب العزيز الهداية إلى طرق السلامة والخروج بالإنس والجنّ من الظلمة إلى النور وسوقهم في اتجاه الصراط المستقيم وجادّة الاعتدال, كما تطرّق إلى جملة من المعارف السامية التالية:(1) القرآن كتاب نور ورحمة (2) ما ورد عن المعصوم عليه السلام في وصف القرآن وبيان حكمه (3) القرآن حقّ لا يتطرّق إليه الباطل أصلاً (4) طرق من واقعة الطفّ ومقتل سيد الشهداء عليه السلام وأصحابه.

أفاد المرحوم العلاّمة آية الله السيّد محّمد الحسين الحسيني الطهراني في مجلسه الثاني من مجالسه المنعقدة لبيان حقائق القرآن الكريم وأسراره أنّ الكتاب العزيز اُنزل لدعوة البشر إلى التوحيد والعروج بهم من عالم الكثرة إلى رحاب الوحدة والخروج بهم من سبل الغي والضلال والانحراف إلى صراط الحقّ والحقيقة والاستفاقة, كما تعرّض إلى بيان الشجرة الطيبّة و الشجرة الخبيثة في القرآن، ودور القرآن في رقيّ السالك وهدايته، مستعرضاٌ قصّة الفضيل بن عياض وسند كتاب مصباح الشريعة، ويختم بذكر طرق من واقعة الطفّ ومقتل الحسين عليه السلام وأصحابه.

في أولى بياناته الشريفة من سلسلة "نور ملكوت القرآن" تعرّض المرحوم العلاّمة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه إلى تفسير قوله تعالى {إنَّ هذَا الْقُرْآن يَهْدي لِلَّتي‏ هيَ أقوَم وَ يُبَشِّرُ الْمُؤمنين الَّذينَ يَعْمَلونَ الصالحاتِ أَنَّ لَهم أَجراً كَبيرا } و أفاد سماحته أنّ للقرآن الكريم نزولين: دفعي وتدريجي، والفرق بينهما بالإجمال والتفصيل، وأنّ الكتاب الحكيم لا يختصّ بزمانٍ ومكانٍ معيّنين، فلزم على العبد المؤمن المطيع لمولاه أن يقيس عقائده وأخلاقه وسيره وسلوكه وخواطره وملكاته ويقوّمها على أساس تعاليمه وإرشاداته، كما يدلّ عليه غير واحدٍ من الأخبار الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام، وإلّا كان عاقبته الخسران والضلال المبين. ثمّ أشار قدّس سرّه إلى ما نقل عن الميرزا النائيني من حضوره درساً في تفسير آيةٍ كريمةٍ واحدةٍ عقده المرحوم المولى فتح علي السلطان آبادي استمرّ لثلاثين يوماً ذكر فيه ثلاثين بطناً من بطون الآية، مؤكّداً على تعدّد أبعاد القرآن الكريم وعلوّ أغراضه وأهدافه وسمّو معانيه. ثم انتقل العلّامة إلى ذكر طرفٍ من حالات الإمام الحسن صلوات الله عليه وبعض فضائله ومناقبه وعلومه وعلوّ مقامه وشأنه في الإسلام.