ما هو سبب انغماس الإنسان في الحياة الدنيا؟ وهل يُمكن للصلاة أن تكون من مظاهر التوحيد ونفي الاستقلال عن الأسباب؟ وكيف تجلّت هذه الحقيقة من خلال تشريع الصلاة في مختلف الظروف التي يعيشها الإنسان (خوف، شكر، سفر، استخارة، ...)؟هي أسئلة سعى المرحوم العلاّمة رضوان الله عليه إلى معالجتها في هذا المجلس الثامن من مجالس نور ملكوت الصلاة.

بعدما بيّن المرحوم العلاّمة في المجلس السابق أهمّية الصلاة بالنسبة للمؤمن، عمد رضوان الله عليه في هذا المجلس إلى بيان خطورة الاستخفاف بهذه الشعيرة الإلهيّة مسترشداً بالآية الكريمة {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتين‏}، حيث أشار في البداية إلى معنى الصلاة الوسطى، ثمّ بيّن المراد الحقيقي من الاستخفاف بالصلاة، والنتائج السلبيّة المترتّبة عن ذلك، مستشهداً ببعض النماذج السيّئة الواردة في النصوص عن بني إسرائيل وأناس آخر الزمان، ليختم بحثه في الأخير بنماذج عطرة عن سيرة سيّد الشهداء عليه السلام الذي جعل من الصلاة محوراً لدعوته في كربلاء.

استمراراً في حديثه عن الصلاة، يتعرّض المرحوم العلاّمة رضوان الله عليه في هذا المجلس لبيان الأهمّية التي ينبغي أن تحظى بها هذه الشعيرة في حياة المؤمن من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هو سبب احتلال الصلاة لكلّ هذه الأهمّية في حياة الإنسان؟ وما هي مظاهر اهتمام الشارع بالصلاة؟ وكيف كان الأئمّة عليهم السلام والصالحون يتعاملون مع الصلاة؟ وفي الأخير، يُبيّن المرحوم العلاّمة رضوان الله عليه كيف تجلّت كلّ هذه المعاني في صلاة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.

هل للصلاة تأثير على غفران الذنوب؟ ما هو هذا التاثير ؟ وكيف يحصل ؟ وما هي شروط الحصول على ثمار الصلاة والأخذ من فوائدها؟ هذه الأسئلة كانت محورا لهذه المحاضرة التي ألقاها العلامة الطهراني رضوان الله عليه، حيث بين كيفية عروج الصلاة بالإنسان المؤمن وأثر ذلك على الذنوب مستشهدا بمجموعة من الآيات الشريفة والروايات الكريمة.

في مجالسه المنعقدة لبيان ملكوت الصلاة المأخوذة من كتاب أنوار الملكوت، أفاد آية اللـه العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني (قدّس سرّه) بأنّ للصلاة ظاهراً وباطناً، وأنها اتصال باللـه وإقرار له بالربوبية، ثم نقل تأكيد الأنبياء والأولياء عليها، وأشار إلى أنها ميزان الإيمان والكفر، وأكّد على ضرورة حضور القلب في عروج المصلّي، وبعدها نقل ما كان يحصل للأئمة عليهم السلام عند الصلاة، ثم ختم بذكر طرف من مصائب سيّد الشهداء عليهم السلام

أشار آية اللـه العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني (قدّس سرّه) في بحثه الشريف عن ملكوت الصلاة وسرّها ـ المأخوذ من كتاب أنوار الملكوت باللغة الفارسية ـ أنّ المؤمن الفالح الفائز هو الخاشع في صلاته المعرض عن زخارف الدنيا، وتعرّض (قدّس سرّه) إلى ما يوجب حضور القلب أثناء الصلاة، ثم ذكر أبيات السيّد بحر العلوم في فضل الصلاة وشرائطها، لافتاً إلى مقدار اهتمام الأئمة عليهم السلام بالصلاة، ثم ختم بذكر طرف من سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام.

.في المجلس الثاني من المجالس المعقودة للبحث حول أسرار الصلاة وملكوتها تعرّض المرحوم العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني إلى بعض الآيات الكريمة الواردة في أوقات الصلوات الخمس وبيان دورها في دوام اتصّال العبد السائر إلى اللـه بمقام العزّة والكرامة وآثار التهجّد في الليل في عروجه وكماله ووصوله إلى المقام المحمود. كما أشار (قدس سرّه)إلى جملةٍ من النكات التالية في البحث: لزوم المحافظة على أداء الصلوات الخمس في أوقات فضيلتها، دور الصلاة في نيل المقام المحمود، تشريع الصلوات الخمس في المعراج، ردّ الشمس لسليمان بن داود ويوشع بن نون عليهما السلام، وردّ الشمس مرّتين لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

في ضمن سلسلة أبحاث أنوار الملكوت أفاد المرحوم العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني أن الصلاة مناجاة العبد الحامد مع الرّب المحمود وانمحاء قلبه المتضرّع في عظمة الموجود الأزلي. وأمّا حقيقتها فهي حضور القلب والنفس المطمئنّة بين يدي الجمال والجلال ونفي الخواطر والخيالات وزوال الواردات والأفكار والعروج بالمؤمن إلى مقام العزّة والكرامة. ومّما اشتمل عليه هذا الأثر النفيس المباحث التالية: حقيقة الصلاة, آثار الصلاة, دور السجود في رقيّ المرء وكماله, ومنزلة الصلاة عند مولانا سيّد الشهداء عليه السلام.