معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت القرآن > نور ملكوت القرآن ـ المجلس الثالث: تفسير آية {قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين}

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت القرآن

المجلس الثالث: تفسير آية {قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين}

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390 )

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية الله الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس الله نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف                                          

بسم الله الرحمن الرحيم‏
و الصلاة على محمّد وآله الطاهرين‏
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين‏

{قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وكِتابٌ مُبينٌ، يَهْدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ويُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ ويَهْديهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيم}.[1]
في هذه الآية الكريمة يُعرّف الله تعالى القرآنَ بصفتين: الاُولى أنّه نور، والثانية أنّه كتاب مُبين، وينعته بثلاث صفات: الاُولى هي الهداية إلى طرق السلامة، الثانية هي الخروج من الظلمة والورود في عالم النور, والثالثة هي السوق في اتّجاه الطريق المستقيم والسير على جادّة الاعتدال.

    

القرآن نورٌ لا ظلام فيه

أمّا أنّ القرآن نور فلأنّ جميع آياته صدرت عن عالم النور، ولم تعجز أبداً عن تشخيص الأمراض الإنسانيّة وطرق معالجتها، ولأنّ ما يُحدّده لتكامل الإنسان يكون كلّه علماً وبصيرة وبلوغاً للنتيجة، لا جهلاً أو عجزاً أو إيصالاً احتماليّاً، بل إيصالاً حتميّاً ويقينيّاً إلى المطلوب؛ إذ الإنسان الذي تُظلّه أشعّة النور يرى كلّ شيء ولا يخفى عليه شيء. أضف إلى ذلك أنّ النور بحدّ ذاته لا يحتاج إلى مُظهر، بل هو بذاته يُعرِّف ذاته, بخلاف الظلمة التي تكون ـ أوّلاً ـ ذاتُها عين الإبهام والجهل، مضافاً إلى منعها رؤيةَ الموجودات الماثلة فيها القابعة تحت أفقها. فالقرآن نورٌ، بمعنى أنّه دليل على نفسه ومعرّف لها, فلا يُمكن لأيّ كتاب أو قائل غير القرآن نفسه أنّ يُعرّف القرآن كما يليق به أو يُبيّن واقعه وحقيقته؛ لأنّ جميع الكتب والقائلين إنّما يعرّفونه بناء على أفق فكرهم ومستوى إدراكهم الذي يتضاءل ويقصر حين يُقاس بعلوم القرآن، اللهمّ إلَّا إذا وصلوا إلى مقام الطهارة المطلقة ونظروا إليه من نافذته ومنبع نزوله، وهو مقامٌ يختصّ بأولياء الله والمقرّبين من فنائه فحسب! وعليه فعند الاستنارة بهذا النور، فإنّ أيّ إبهام أو إشكال سيتضّح، وأيّ إشكالٍ سينحلّ.
القرآن كتاب الحقيقة وكتاب رقي لإيصال الأفراد إلى درجة الكمال وإخراجهم من مستوى البهيميّة إلى أعلى نقطة من ذروة الإنسانيّة.
وعجيب أمر القرآن في ذلك؛ فهو يشخّص المرض جيّداً، ويعالجه كلّيّاً بسهولة ويسر وسرعة، فلا يخطيء في تشخيص الداء ووضع يدِه على موطن العلّة، ولا في اُسلوب العلاج والمداواة، ولا يصف دواءً خاطئاً، بل يصف الدواء ويُشير إلى‏ موارد الاحتراز والاجتناب بما يقتضي من دون زيادةٍ أو نقصان، ولا يرفع يدَه عن المعالجة ولا يوقفها حتّى يشفي أفراد البشر من كافّة الأمراض الخفيّة والكامنة والمتراكمة. فهو في أمره أشبه بطبيب لا نظير له في العمليّات الجراحيّة، حيث يلحظ على الفور النقطة السوداء, فيستأصلها من مكانها بأسرع وقت, ويُريح المريض منها، ويصف الدواء لمن لا يحتاج إلى جراحة ويعالجه بحسب نوعيّة مزاجه.
وقد أفاد أمير المؤمنين عليه الصلاة و‏السلام في «نهج البلاغة» أنّ رسول الله: «طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ»[2] (أي: إنّه كان يُحيط كثيراً بالأمراض وأقسامها وعلاقتها ببعضها، وكذلك بالدواء وأسلوب العلاج. وقد كان طبيباً حاذقاً ومطّلعاً على كافّة الأمور التي تُحيط بالمرض وجميع طُرُق علاجها). ومن المعلوم أنّ روحه صلّى الله عليه وآله المقدّسة هي نفس حقيقة القرآن وحسب! وبالنظر إلى هذا المعنى يُسمّى القرآن بالفرقان: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذى أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقان}.[3] أي: إنّ ذلك النور يشخّص الحقّ والباطل، ويُفرّق بين الصحّة والسقم، بين الصديق والعدوّ، بين النفحات الرحمانيّة والخاطرات الشيطانيّة, ويفصل الطريق القويم عن جادّة الضلال.
وعليه، فإنّ هذا القرآن كتاب مبين. والمبين مشتقّ من مادّة أبان يُبين إبانةً، وتُستعمل هذه الكلمة في المعنى اللازم والمتعدّي. أبانَ الشيء: اتضح، وأبانَه: جعله بيّناً وواضحاً. فالقرآن واضح وموضِّح، جليٌّ ومـُجلٍّ. هذا فيما يخصّ الصفتين اللتين عرّف بهما الله تعالى القرآن. وأمّا آثاره فالأثر الأوّل هو الهداية إلى سبل السلام, وطريق السلام هو الطريق الذي يوجد فيه الأمن الذي يقع في مقابل القلق, أي: الأمن من كلّ شيء؛ من الآفات الدنيويّة والنفسيّة والاُخرويّة. فهذا القرآن يُعرّفنا على طريق السلامة المطلقة التي لا تعتريها مشاكل أو ألم أو تعب أو اضطراب في الفكر أو الخاطر, بل يقودنا إلى حيث الجنّة الحقيقيّة. لكن هذا لا يتيسّر إلاّ لمن أسلم قلبه وروحه للقرآن، وانقاد له في سبيل الوصول إلى رضوان الله. ومن المعلوم ـ تبعاً لهذا المعنى ـ أنّ الأثر الثاني يصير مشهوداً؛ أعني: الخروج من ظلمات النفس الأمّارة إلى عالم النور. وهنا يكتشف الإنسان بحقٍّ كم هي قبيحة وسيّئة ظلمات النفس، وكم هو لطيف وحسن الخروج منها! فالإنسان الذي يعيش في ظلمات النفس يُواجه آلاف المصائب والآلام والعُقد وآلاف الخصال الرديئة والخواطر المشوّشة. ونظرً لكونه غارقاً في الظلام، فإنّه لن يتمكّن من تحديد حقيقة العيب وطريقة علاجه، ولا من التشخيص الواقعي للصفة الرديئة والخُلُق السيّء الذي جعله عُرضةً للهلاك. لكن ما إن تُشرق شمس القرآن لِتُضيء صفحة النفس حتّى يطّلعَ الإنسانُ على عيوبه، ويُسلب منه بعد ذلك هدوءُ البال، ويُحرّكه من باطنه باعث قويّ جدّاً للعمل وِفق تعاليم القرآن, فتتحقّق بذلك رغبتُه الباطنيّة التي تتجلّى في الوصول إلى المرتبة المطلقة للإنسانيّة ومقام الطهارة المحضة.
والأثر الثالث للقرآن الكريم هو الصراط المستقيم؛ بمعنى: أنّ القرآن يوصل الإنسانَ إلى هذا الهدف العالي بأدنى مسافة، وفي أوجز مدّة، وبأقلّ علاج, فلا يتقاعس ولا يتلكّأ في العلاج، ولا يُطيل فترة النقاهة، ولا يُضعف قوى الإنسان ويضعه على أعتاب الموت، بل يُعالجه في الحين وبشكل سريع, وهذا هو الطريق الأقرب لبلوغ المقصد والوصول إلى مقام التوحيد. رزقنا الله بمحمّد وآله الطّاهرين.

    

ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين في وصف القرآن

يقول أميرالمؤمنين عليه السلام في «نهج البلاغة»:
«ثُمَّ أنزَلَ الكِتابَ نُورًا لا تُطفَأُ مَصابِيحُهُ, وسِراجًا لا يَخبُو تَوَقُّدُهُ, وبَحرًا لا يُدرَكُ قَعرُهُ, ومِنهاجًا لا يُضَلُّ نَهجُهُ, وشُعاعًا لا يُظلَمُ ضَوءُهُ, وفُرقانًا لا يُخمَدُ بُرهانُهُ, وتِبيانًا لا تُهدَمُ أركانُهُ, وشِفاءً لا تُخشَى أسقامُهُ, وعِزًّا لا تُهزَمُ أنصارُهُ, وحَقًّا لا تُخذَلُ أعوانُهُ. فَهُوَ مَعدِنُ الإيمانِ وبُحبُوحَتُهُ, ويَنابِيعُ العِلمِ وبُحُورُهُ, ورِياضُ العَدلِ وغُدرانُهُ, وأثافِيُّ الإسلامِ وبُنيانُهُ, وأودِيَة الحَقِّ وغِيطانُهُ. وبَحرٌ لا يَنزِفُهُ المُستَنزِفُونَ, وعُيُونٌ لا يُنضِبُها الماتِحُونَ, ومَناهِلُ لا يَغِيضُها الوارِدُونَ, ومَنازِلُ لا يَضِلُّ نَهجَها المُسافِرُونَ, وأعلامٌ لا يَعمَى عَنها السّائِرُونَ, وآكامٌ لا يَجُوزُ عَنها القاصِدُونَ. جَعَلَهُ اللهُ رِيًّا لِعَطَشِ العُلَماء,ِ ورَبِيعًا لِقُلُوبِ الفُقَهاءِ, ومَحاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ, ودَواءً لَيسَ بَعدَهُ داءٌ, ونُورًا لَيسَ مَعَهُ ظُلمَة. وحَبلًا وَثِيقًا عُروَتُهُ, ومَعقِلًا مَنِيعًا ذِروَتُهُ, وعِزًّا لِمَن تَوَلّاهُ, وسِلمًا لِمَن دَخَلَهُ, وهُدىً لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ, وعُذرًا لِمَنِ انتَحَلَهُ, وبُرهانًا لِمَن تَكَلَّمَ بِهِ, وشاهِدًا لِمَن خاصَمَ بِهِ, وفَلجًا لِمَن حاجَّ بِهِ, وحامِلًا لِمَن حَمَلَهُ, ومَطِيَّةً لِمَن أعمَلَهُ, وآيَة لِمَن تَوَسَّمَ, وجُنَّةً لِمَنِ استَلأمَ, وعِلمًا لِمَن وَعَى, وحَدِيثًا لِمَن رَوَى, وحُكمًا لِمَن قَضَى».[4]

    

القرآن حقّ لا يتطرّف إليه الباطل أصلاً

فالقرآن شفاءٌ من كلّ مرض، وكتابٌ لن يجد أبداً أيّ باطل طريقه إلى أحكامه ومطالبه: {وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ، لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ، ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَة وذُو عِقابٍ أَليمٍ، ولَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَأَعْجَمِىٌّ وعَرَبِىٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذينَ آمَنُوا هُدىً وشِفاءٌ والَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ في آذانِهِمْ وَقْرٌ وهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ}.[5]
وكون القرآن عزيزاً مقابل كونه ذليلاً؛ أي: كونه يتأثّر، وتُطلق الذلّة على حالة التأثّر والانكسار. فالقرآن المجيد عزيز؛ بمعنى: أنّ أحكامه وآياته لن تتعرّض للانكسار والإبطال والنسخ، ولن تتمكّن علوم البشر من الطعن فيه والنيل من موضوعاته وأحكامه، أو رميها بالضعف والفتور، ليصير ـ كسائر الكتب الأخرى ـ عُرضةً للنقد والإبطال. فلا يتسّلل إليه البطلان والفساد، لا {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} ، فإنّ كلّ فرد من أفراد البشر ـ إلى يوم القيامة ـ إذا تعرض لمواجهة القرآن في علم أو تجربة، فلا محيص له عن الخضوع لمقام عزّه؛ لأنّ أدلّته محكمة ومتقنة لا يطرؤ عليها التغيير والتبديل؛ فقد فُصّل على أساسٍ من الثبات والاستقرار، ولم تستند علومُه إلى الحسّ والخيال لتزول بزوالهما. وعليه فمع ما وصلت إليه العلوم المادّيّة والتجريبيّة إلى الآن من رقيّ وتطوّر في مجال الهيئة والنجوم والطبيعيّات وتسخير النور والأمواج والكهرباء وشطر الذرّة والصعود إلى القمر وتقدّم الصناعة والطبّ وسائر العلوم المرتبطة بالأبحاث النفسيّة والقانونيّة وعلوم ما وراء الطبيعة والاتّصال بعالم النفس.. لم يتمكّن أحد من الإتيان بموضوع أرقى ومطلب أسمى من القرآن.
فالكلّ خاضع وخاشع ومعترف بحاجته إلى القرآن، وبعدم وجود أيّة فائدة من التقدّم في هذه العلوم المادّيّة والطبيعيّة لنجاة البشريّة من سجن الجهل، إن لم تكن باتباع تعاليم القرآن السامية، بل سيزيد ذلك الطين بلّة والمشكلة تعقيداً. وهذا هو معنى عزّة القرآن الذي يمثّل كلام الله والذي لا يتراجع عن منطقه وفرضيّاته أو ينهزم عنها، فهو كالمصباح المضيء والشمس المنيرة التي تُشعّ على كلّ العالم.
{ولا مِنْ خَلْفِهِ}: كما أنّ ما تمّ ذكره حول المتقدّمين من الأنبياء والمرسلين والأولياء والأُمم والطوائف وأوضاعهم وأهل الإيمان والكفر منذ زمان آدم.. صحيح كلّه ويستعصي على النقد والتفنيد، بينما يرد على التوراة والإنجيل الموجودين بين أيدينا المئات من الإشكالات والاعتراضات العقليّة دون أن يتصدّى القائمون عليهما للجواب عنها، بل تراهم يتراجعون أمام الأسئلة الوجيهة التي يطرحها أهل النقد ويُصابون بالذلّة والمهانة. فالمسيحيّة تورّطت بمسألة التثليث، ولم يذكر كتاب التوراة شيئاً عن المعاد, بل نسب الفجائع والدواهي إلى ساحة الأنبياء. بينما وقف القرآن الكريم في وجه كلّ ذلك بكلّ عزّة وسيادة ورفعة، وليس بإمكان أحد أن ينتقد مضامينه وآياته وقصصه لكي يعثر في طيّاته على موضوع يُخالف التاريخ أو يُناقض العقل. فليس القرآن بالكتاب الذي يُرعب الناس إلى درجة يصلون معها إلى حدّ اليأس، ولا يؤمّلهم إلى مستوى يُصابون فيه بالطغيان.
يقول الله تعالى: {ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَة وذُو عِقابٍ أَليم}.[6] يا أيّها الرسول! إنّ ما أُوحي إليك هي تلك الحقيقة والواقعيّة بعينها التي أُوحيَت إلى الأنبياء من قبلك: وهي أنّ ربّك رحيم وغفور للمطيعين من الناس، وذو عذاب أليم للطاغين منهم.
فلو أنّنا جئنا بهذا القرآن على شكل معقّد ومبعثر ومجمل وغامض، لقال المغرضون: لما كانت آياتُه غير واضحة، وغير مبيّنة بشكل جليّ وفصيح؟ ولقالوا: ما الفائدة التي تحصل لقوم فصحاء من كتاب غير واضح ولا فصيح؟ قل: ـ يا أيّها الرسول ـ ارفعوا أيديكم وأعرضوا عن هذه المطالب، فهي لا تنفعكم في شيء! فهذا الكتاب للمؤمنين الذين فتحوا بصائر قلوبهم كتاب هداية يسوقهم إلى أقصى منزلة منشودة، ويبلغ بهم أعلى درجات الإنسانيّة وذروتها, ويصل بهم إلى مقام التوحيد، ويشفيهم من الأمراض المتراكمة والمستعصية. وأمّا الذين لم يؤمنوا به فقد صُمّت أسماعهم وعُميت أبصارهم، فلم يعد بإمكانهم سماع آيات الله أو مشاهدتها. فما الذي يجنيه الكافر بإعراضه عن القرآن سوى صمم أذن القلب وعمى البصيرة وعجزهما عن الإصغاء والرؤية! أُولئك يصلهم النداء من بعيد بشكل غير واضح ولا مفهوم, بخلاف المؤمنين الذين عاشوا في رحاب القرآن من خلال انقيادهم وتبعيّتهم له، وأدركوا بحسّهم وعقلهم القرآنَ بأجمعه واستوعبوه بالشكل المطلوب، فصارت أرواحهم مُشرقة وعقولهم كاملة.

    

ما صدر عن المعصوم عليه السلام في بيان حقيقة القرآن

ويروي الكليني في «الكافي» بسنده المتّصل ضمن حديث أنّه:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «القُرآنُ هُدى مِنَ الضَّلَالَةِ, وتِبْيَانٌ مِنَ العَمَى, وَاسْتِقَالَةٌ مِنَ العَثْرَةِ, ونُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ، وضِيَاءٌ مِنَ الأحْدَاثِ[7] (والآفات والفتن المضلّة والبدع المحدَثة), وعِصْمَةٌ مِنَ الهَلَكَةِ, ورُشْدٌ مِنَ الغَوَايَةِ، وبَيَانٌ مِنَ الفِتَنِ وبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إلى الآخِرَةِ (كافٍ للعبور من عالم ا لدنيا إلى عالم الآخرة)، وفِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ. ومَا عدَلَ أَحدٌ عَنِ القُرْآنِ إلاَّ إلى النَّارِ».[8]
و يروي المرحوم الكلينيّ أيضاً عن سَماعة بن مِهران أنّه قال:
قال أبو عبدِ اللهِ عَلَيه السلامُ: «إنَّ العَزِيزَ الجَبَّارَ (الذي يمتلك صفة الاستقلالية والعزّة والاتكاء على الذات) أنزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ، وهُوَ الصَّادِقُ البَارُّ (في نفس الوقت الذي يتصف فيه بالصدق وإفاضة الرحمة وإنزال الخيرات والبركات)، فِيهِ خَبَرُكُمْ وخَبَرُ مَن قَبْلَكُمْ وخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ وخَبَرُ السَّمَاءِ والأرْضِ. ولَوْ أتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَن ذَلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ» (كيف أنّ هذه الأخبار التي أتى بها القرآن تُطابق أقوال المخبر من دون زيادة أو نقصان أو تغيير أوتحريف).[9]
لذا من اعتمد على القرآن فهو عزيز, وسواه ذليل، ومن تعلّق قلبه به فهو في أمان, وغيره في خوف ووجل.
عن الكلينيّ بإسناده عن الإمام جعفر الصادق عليه‏ السلام أنّه قال:
«كَانَ في وَصِيَّةِ أمِيرِالمُؤْمِنِينَ [عليه السلام] لأصْحَابِهُ: اعْلَمُوا أنَّ القُرْآنَ هُدَى النَّهَارِ (بحيث يُشكّل برنامج عمل ويفسح لكم المجال ويكون لكم أسوة في كلّ عمل تؤدّونه)، ونُورُ اللَّيْلِ المُظْلِمِ (وذلك عندما يهجع الجميع وينامون، فتغرقون في عالم من النور والصفاء والسرور والتجرّد والبساطة من خلال تلاوته أحياناً بقراءة السور الطوال والآيات العجيبة في صلاة الليل. ومع كلّ آية تتلونها تردون روضةً خاصّة، وتفيضون بواسطة أنوارها الوهّاجة ومصابيحها الساطعة على كلّ عقبة معتمة ومرتفع مظلم ضياءً وقوّة نورانيّة تحيّر الأبصار وتُجلّي الليل البهيم. وإلى أن يطلع الصبح ويلوح بياض الفجر الصادق الذي يبشّر فيه شعاع نور الشمس بطلائع بزوغها من وراء الأفق، فإنّكم لن تكونوا في ظُلمة أبداً، ولن تحسّوا بافتقاد النور) عَلَى مَا كَانَ مِنْ جُهْدٍ وفَاقَةٍ» (ومع أنّكم كنتم تعيشون في درجة عالية من الفقر والمشاكل المادّيّة ومصاعب الحياة اليوميّة، غير أنّ باطنكم و ذهنكم مع هذا كلّه كان مضيئاً منوّراً بأنوار الآيات القرآنيّة).[10]
وكذلك يحدّث الكلينيّ بإسناده عن الزهري أنّه قال:
سمعتُ عليّ بن الحسين عليه ‏السلام يقول: «آياتُ القُرْآنِ خَزَائِنُ العِلْمِ، فَكُلَّمَا فَتَحْتَ خِزَانَةً، يَنْبَغِي لَكَ أنْ تَنْظُرَ مَا فِيهَا».[11]
ويروي المرحوم الكليني أيضاً عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال:
قالَ عَلِىُّ بنُ الحُسَينِ عَلَيهما السّلامُ: «لَو ماتَ مَن بَينَ المَشرِقِ والمَغرِبِ (بحيث أعيش وحيداً فريداً ومن دون أنيس ومؤنس) لَما استَوحَشتُ بَعدَ أن يَكُونَ القُرآنُ مَعِي»؛ وكانَ عَلَيه السّلامُ إذا قَرَأ {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُكَرِّرُها حَتَّى كادَ أن يَمُوتَ.[12]
فالإنسان غنيّ بالقرآن؛ لأنّه يُلقّنه العلوم الواقعيّة، وبدون القرآن هو فقير. قد يطّلع الإنسان على جميع مكتبات العالم ويقرأ الكتب الموجودة فيها، ومع ذلك يبقى فقيراً؛ لأنّه لم يتجاوز العلوم الظاهرية الخياليّة ليُلامس العلم الحقيقي.
روى المرحوم الكليني بسنده عن معاوية بن عمّار أنّه قال:
قالَ لِي أبُو عَبدِ اللهِ عَلَيه السّلامُ: «مَن قَرَأ القُرآنَ فَهُوَ غَنِىٌّ لا فَقرَ بَعدَهُ وإلّا ما بِهِ غِنًى».[13]
والقرآن كتاب عميق وبعيد الغور, بحيث كلّما ازدادت مطالعة الإنسان له والتدقيق فيه، كلّما ازداد فهمه له. مضافاً إلى أنّ فهم باطن القرآن وإدراك حقيقته يحتاج إلى التزكية والطهارة؛ فلا يُمكن الوصول إلى حقيقة القرآن وعمقه من خلال المطالعة فقط: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (أي: محلّ نزول النجوم أو الآيات القرآنيّة أو حركة أولياء الله المقرّبين ووقوفهم في مقابل حضرة الحقّ) وإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ، في كِتابٍ مَكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون}.[14]
وعليه فمن أراد أن يقف على حقيقة القرآن، عليه أن يصل إلى حقيقة الطهارة المطلقة، ويعبر من عالم النفس الأمّارة, ويُمتّع ناظريه بالجمال الأزلي ـ من خلال انقياده وتبعيّته للقرآن ـ ليصل إلى مقام التوحيد. وأمّا سائر الناس فيظفر كلّ واحد منهم من علوم القرآن بما يتناسب مع سعة فهمه وقدرة عقله، وكذلك بحسب درجة التقوى والطهارة التي بلغ إليها. فكلّ من حصل على التقوى والطهارة يصير عقله أقوى ويهتدي إلى درجة أعلى من القرآن، فتمنحه هذه الدرجة بصيرةً أكبر, وتبعث على ازدياد تقواه وعقله، ليُفضيان بدورهما ـ أي هذا العقل وتلك التقوى ـ إلى فهمه وإدراكه لمرتبة أعلى من القرآن, وهكذا؛ فإنّ مثل درجات ومراتب فهم القرآن كمثل درجات السلّم التي يتطلّب الوصول إلى كلّ واحد منها العبور من الدرجة التي قبلها، بحيث تكون الدرجة الأدنى معدّة ومعينة على بلوغ الدرجة الأعلى، وهكذا إلى نصل إلى السطح؛ فهو نورٌ على نورٍ.
روى المرحوم الكليني بسنده عن جابر عن الإمام محمد الباقر عليه السلام:
«قالَ: يَجِي‏ءُ القُرآنُ يَومَ القِيامَة فى أحسَنِ مَنظُورٍ إلَيهِ صُورَة, فَيَمُرُّ بِالمُسلِمِينَ, فَيَقُولُونَ: هَذا الرَّجُلُ مِنّا! فَيُجاوِزُهُم إلَى النَّبِيِّينَ فَيَقُولُونَ: هُوَ مِنّا! فَيُجاوِزُهُم إلَى المَلائِكَة المُقَرَّبِينَ فَيَقُولُونَ: هُوَ مِنّا! حَتَّى يَنتَهِيَ إلَى رَبِّ العِزَّة عَزَّوجَلَّ، فَيَقُولُ: يا رَبِّ! فُلانُ بنُ فُلانٍ أظمَأتُ هَواجِرَهُ وأسهَرتُ لَيلَهُ فى دارِ الدُّنيا، وفُلانُ بنُ‏ فُلانٍ لَم أظمَأ هَواجِرَهُ ولَم أسهِر لَيلَهُ! فَيَقُولُ تَبارَكَ وتَعالَى: أدخِلهُمُ الجَنَّة عَلَى مَنازِلِهِم. فَيَقُومُ فَيَتَّبِعُونَهُ, فَيَقُولُ لِلمُؤمِنِ: اقرَأ وارقَه. قالَ: فَيَقرَأ ويَرقَى حَتَّى يَبلُغَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم مَنزِلَتَهُ الَّتِى هِيَ لَهُ (والتي عُيّنت له بحسب الآيات القرآنيّة) فَيَنزِلُها».[15]
ولهذا من الجدير بالمؤمن ما دام لم يصل بعدُ إلى حقيقة القرآن ويطّلع على معانيه الباطنيّة، ألاّ يكفّ عن التفكّر في آياته ولا عن تزكية نفسه وتطهيرها وأداء العبادات الموصلة حتّى يبلغ في الأخير إلى غايته المنشودة.
وينقل المرحوم الكليني أيضاً بسنده عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال:
«يَنبَغِى لِلمُؤمِنِ أن لا يَمُوتَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ القُرآنَ أو يَكُونَ فى تَعلِيمِهِ»[16].[17]

    

طرف من واقعة الطفّ

وفي صباح عاشوراء اعتلى سيّد الشهداء عليه السلام ناقةً طويلة، وفتح مصحفاً, ووضعه على رأسه، ثمّ وقف بين الصفيّن وصاح منادياً بصوت عالٍ: أنّ بيني وبينكم كتاب الله شاهد حاضر، وجدّي رسول الله ناظر، ونادَى بِأعلَى صَوتِهِ:
«يا أهلَ العِراقِ! وكُلُّهُم يَسمَعُونَ, فَقالَ: أيُّها النّاسُ اسمَعُوا قَولِي ولا تَعجَلُوا (في قتلي) حَتَّى أعِظَكُم بِما يَحِقُّ لَكُم عَلَيَّ وحَتَّى أعذِرَ إلَيكُم، فَإن أعطَيتُمُونِيَ النَّصَفَ (أي: دخلتم في طريق العدل والإنصاف) كُنتُم بِذَلِكَ أسعَدَ (وبذلك لن تتبقى لكم حجّة لقتلي وأيّ طريق لاعتراضي واعتقالي) وإن لَم تُعطُونِيَ النَّصَفَ مِن أنفُسِكُم (واعتبرتم بأنّ حجّتي غير وافية) فَأجمِعُوا رَأيَكُم {ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّة ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ ولا تُنْظِرُون}،[18] {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذى نَزَّلَ الْكِتابَ وهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ}».[19] ثُمَّ قالَ: «أمّا بَعدُ فَانسُبُونِي فَانظُرُوا: مَن أنا؟ ثُمَّ ارجِعُوا الى أنفُسَكُم وعاتِبُوهُم، فَانظُرُوا: هَل يَصلُحُ لَكُم قَتلِي وانتِهاكُ حُرمَتِي؟ ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم وابنَ وَصِيِّهِ وابنَ عَمِّهِ وأوَّل المُؤمنِينَ لِرَسُولِ اللهِ صَلّى الله عَلَيه وآلِه وسَلّم بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبِّهِ؟! أوَ لَيسَ حَمزَة سَيِّدُ الشُّهَداءِ عَمِّي؟! أوَ لَيسَ جَعفَرٌ الطَّيّارُ فى الجَنَّة بِجَناحَينِ عَمِّي؟! أوَ لَم يَبلُغكُم ما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى الله‏ عَلَيه وآلِه وسَلّم لِي ولأخِي: هَذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّة؟! فَإن صَدَّقتُمُونِي بِما أقُولُ, وهُوَ الحَقُّ, واللهِ ما تَعَمَّدتُ كَذِبًا مُذ عَلِمتُ أنَّ اللهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أهلَهُ، وإن كَذَّبتُمُونِي فَإنَّ فِيكُم مَن إن سَألتُمُوهُ عَن ذَلِكَ أخبَرَكُم: اسألُوا جابِرَ بنَ عَبدِاللهِ الأنصارِيَّ وأبا سَعِيدٍ الخُدرِيَّ وسَهلَ بنَ سَعدٍ السّاعِدِيَّ وزَيدَ بنَ أرقَمَ وأنَسَ بنَ مالِكٍ يُخبِرُوكُم أنَّهُم سَمِعُوا هَذِهِ المَقالَة مِن رَسُولِ اللهِ صَلّى الله عَلَيه وآلِه وسَلّم لِي ولأخِي. أَمَا في هَذا حاجِزٌ لَكُم عَن سَفكِ دَمِي؟!»
ثمّ قال لهم [الحسينُ عَلَيه السّلامُ‏]: «فَإن كُنتُم فى شَكٍّ مِن هَذا أَفَتَشُكُّونَ أنِّي ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم؟! فَوَاللهِ ما بَينَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيرِى فِيكُم ولا فى غَيرِكُم! وَيحَكُم أتَطلُبُونِي بِقَتِيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ؟ أو مالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ, أو بِقِصاصٍ مِن جِراحَة؟!» فَأخَذُوا لا يَتكَلَّمُونَهُ. فَنادَى: «يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ! يا حَجّارَ بنَ أبجَرَ! يا قَيسَ بنَ الأشعَثِ! يا يَزِيدَ بنَ الحارِثِ! أَلَم تَكتُبُوا إلَيَّ أن قَد أينَعَتِ الثِّمارُ واخضَرَّ الجَنّاتُ,[20] وإنَّما تَقدَمُ عَلَى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ
(لنصرتك وهو مجهزّ من جميع النواحي بكلّ التجهيزت اللازمة، فأقبل إلينا إذن) ؟» فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأشعَثِ: ما نَدرِي ما تَقُولُ؟ ولَكِنِ انزِل عَلَى حُكمِ بَنِي عَمِّكَ (أي: بنو أُميّة)؛ فَإنَّهُم لَن يَرَوكَ إلّا ما تُحِبُّ. فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عَلَيه السّلامُ: «لا واللهِ! لا أعطِيكُم بِيَدِي إعطاءَ الذَّلِيلِ, ولا أقِرُّ لَكُم إقرارَ العَبِيدِ[21]!» ثُمَّ نادَى: «يا عِبادَ اللهِ! {وإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي ورَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُون}[22]و أعُوذُ بِرَبِّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ».
ثمّ نزل عليه السلام عن تلك الناقة الطويلة وأمر عقبة بن سمعان بعقلها. قيل:
ونادَى عُمَرُ بنُ سَعدٍ: يا دُرَيدُ, ادنِ رَايَتكَ! فَأدناها ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ فى كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقالَ: اشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمَى! ثُمَّ ارْتَمَى النَّاسُ وتَبَارَزوا.[23]

    

 

 


[1] ـ سورة المائدة (5)، ذيل الآيتين 15 و16.

[2] ـ نهج البلاغة، ج 1، ص 237.

[3] ـ سورة البقرة (2)، الآية 185.

[4] ـ تبدأ هذه الخُطبة بـ: «يعلم عجيج الوحوش بالفلوات»، وتوجد هذه العبارة من كلامه عليه السلام في ج 2، ص 177، الخطبة 198 من نهج البلاغة، شرح محمد عبده.

[5] ـ سورة فصّلت (41)، الآية 41 إلى 44.

[6] ـ سورة فصّلت (41)، الآية 43.

[7] ـ هكذا في نسخة الكافي، ولكن في المحجّة رواه الأجداث نقلاً عن الكافي.

[8] ـ الكافي، ج 2، ص 600.

[9] ـ نفس المصدر، ص 599.

[10] ـ الكافي، ج 2، ص 600.

[11] ـ الكافي، ج 2، ص 600.

[12] ـ الكافي، ج 2، ص 609.

[13] ـ نفس المصدر، ص 605.

[14] ـ سورة الواقعة (56)، الآية 75 إلى 78.

[15] ـ الكافي، ج 2، ص 601.

[16] ـ هكذا في نسخة الكافي، ولكن في المحجّة نقلاً عن الكافي: في تعلّمه.

[17] ـ الكافي، ج 2، ص 607.

[18] ـ سورة يونس (10)، ذيل الآية 71.

[19] ـ سورة الأعراف (7)، الآية 196.

[20] ـ الجنان (خ ل).

[21] ـ لا أفر فرار العبيد (خ ل)

[22] ـ سورة الدخان (44)، الآية 20.

[23] ـ ناسخ التواريخ (حضرة سيّد الشهداء عليه السلام)، ج 2، ص 257.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی