معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت الصلاة > المجلس الثاني: الصلوات الخمس

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت القرآن

المجلس الثاني: تفسير قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلىغَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً* وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً}

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390 )

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية اللــه الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس اللـه نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم اللـه الرحمن الرحيم
والصلاة على محمّد وآله الطاهرين
ولعنة اللـه على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً* وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً}.[1]

    

ضرورة المحافظة على أوقات الصلاة

تقدّم سابقاً: أنّ الصلاة هي أفضل الحالات التي يكون فيها العبد مع ربّه؛ فهي حالة الخلوة والأُنس. إلا أنّه لو تقرّر أن تُقضى جميع لحظات وآنات الليل والنهار بالصلاة، للزم من ذلك تعطيل جميع الأفعال والأعمال الضروريّة للحياة في عالم الطبيعة. ولذا فإنّ اللـه عزّ وجلّ أوجب خمس صلوات في أوقات معيّنة مع فاصلة زمنيّة معيّنة بين الواحدة والأُخرى؛ لتبقى تلك الحال والحقيقة التي تنكشف للمؤمن حال الصلاة في خاطره على الأقلّ إلىحين بلوغ وقت الصلاة اللاحقة. وبهذا النحو، يُمكن أن يُقال:إنّ المؤمن حقيقةً في حال صلاةبشكلٍ دائمٍ وفي كلّ لحظة؛ لأنّه إذا بقي أثر الصلاة عدّة ساعات على الأقل، وتكرّرت هذه الصلاة على التوالي في أوقات معيّنة، كان العبد المؤمن حينئذٍ في حكم المصلّي دائماً، سواءً في وقت القيام الظاهري وأداء التكليف الخارجي للصلاة، أو في وقت الكسب والعمل والأكل والأُنس مع العيال والنوم وغير ذلك. ولعلّ المراد من قوله تعالى: {الَّذينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ}[2] هو هذا المعنى.
يقول المرحوم بابا طاهر[3]:
خوشا آنان كه دائم در نمازند
                             بهشتجاودانبازارشان بي[4]

يبيّن اللـه تعالى في الآية المباركة ـ الواردة في صدر الكلام ـ جميع الصلوات الخمس. وهذا الخطاب للنبيّ كسائر الخطابات ليس مختصّاً به صلّى اللـه عليه وآله وسلّم، بل يخاطَب به باعتبار أنّ نفسه الشريفة هي الطريق لوصول خطاب اللـه إلى الناس، وأنّها بحكم النافذة التي تعبر منها الأنوار الإلهيّة إلى الناس. والآية الكريمة الشريفة: {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[5] تعبّر عن هذا المعنى: بأنّه نحن أنزلنا عليك القرآن للناس دفعةً وتدريجاً عبر نفسك؛ كي تبيّن لهم الذي نُزّل عليهم وتوضّح ما أنزلنا عليهم؛لعلّهم يتفكّرون.
نعم، أقم الصلاة من حين ميل الشمس عن خطّ نصف النهار الذي هو الظهر الشرعي إلى وقت حلول عتمة اللّيل واستيعابها السماء بشكل كامل. وأقم قرآن الصبح ،أي: صلاة الصبح،لأنّ معنى الدلوك هو الميل، ودلوك الشمس ميل الشمس إلى طرف المغرب، وهذا أوّل عبور لها عن خطّ نصف النهار، و«الغسق»[6] شدّة الظلمة والعتمة، حينما تختفي الحمرة المغربيّة أيضاً، ولا يبقى من أثرٍ في السماء لانعكاس نور الشمس تحت الأفق. وبما أنّ الصلاة لا أثر لها من دون القرآن، لذلك فقد عبّر عن صلاة الصبح بـ «قرآن الفجر».
وقد ورد في«الكافي» عن زرارة عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَمَّا فَرَضَ اللـه عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّلَاةِ فَقَالَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. فَقُلْتُ: فَهَلْ سَمَّاهُنَّ وَ بَيَّنَهُنَّ فِي كِتَابِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ اللـه تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلّى اللـه عليه وآله وسلّم: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ}وَدُلُوكُهَا زَوَالُهَا، وفِيمَابَيْنَ دُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ أَرْبَعُ صَلَوَاتٍ سَمَّاهُنَّ اللـه وَ بَيَّنَهُنَّ وَوَقَّتَهُنَّ. وَغَسَقُ اللَّيْلِ هُوَ انْتِصَافُهُ. ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً}[7]فَهَذِهِ الْخَامِسَة؛[8] الحديث.

    

دور الصلاة في نيل المقام المحمود

ثمّ یقول اللـه تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً}.[9]
والتهجّد بمعنى اليقظة وزوال النوم من الإنسان؛ لأنّ الهُجود بمعنى النوم، والمتهجِّد هو الذي يُلقي الهُجُود عن نفسه، كما يُقال: المتهرِّج والمتأثِّم لِمَن يُلقي الهَرَج والإثمَ عن نَفسِه.
أي: اشتغل بالقرآن بعد يقظتك مقداراً من اللّيل! فهذه غنيمة لك وزيادة، لعلّ اللـه يجعل أجرك وثوابك المقام المحمود ويبعثك في ذلك المقام، وهوالمقام الذي يحمدك عليه الأوّلون والآخرون، وهو مقام الشفاعة الكبرى.
أفاد في «مجمع البيان» ما يلي:
أجمَع المفسّرون على أنّ المقام المحمود هو مقام الشفاعة، وهو المقام الذي يُعطى فيه لِواء الحمد، فيُوضع في كفِّه، ويجتمع تحته الأنبياء والملائكة، فيكون أوّل شافع وأوّل مُشفِّع.[10]
ومن الواضح أنّ أهمّيّة الصلاة قد بلغت حدّاً بحيث كانت هي السبب لوصول النبيّ وبلوغه أعلى الدرجات، وحيازته بذلك لواء الحمد ومقام الشفاعة الكبرى.ولهذا السبب فُرضت الصلاة على أُمّة النبيّ وأتباعه وصارت واجبةً عليهم {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتاباً مَوْقُوتاً}[11]. والـ «موقوت»أي:المعيّن والواجب.
عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللـه عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً}، أَيْ: واجباً.[12]
وعَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللـه عليه السلام [في] قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} قَالَ كِتَاباً ثَابِتاً.الْحَدِيثَ.[13]
و عن زُرَارَةُ وَالْفُضَيْلُ أنّهما قالا: قُلْنَا لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللـه عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً}؟ قَالَ: [يَعْنِي: كِتَاباً] مَفْرُوضاً.[14]

    

تشريع الصلوات الخمس في المعراج

وأورد في كتاب «من لا يحضره الفقيه» عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال:
إِنَّ رَسُولَ اللـه صَلّى اللـه عَليهِ وَآلهِ وَسَلَّم لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، أَمَرَهُ رَبُّهُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً، فَمَرَّ عَلَى النَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ، لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ. فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِخَمْسِينَ صَلَاةً. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَحَطَّ عَنْهُ عَشْراً. ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِأَرْبَعِينَ صَلَاةً. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَحَطَّ عَنْهُ عَشْراً. ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِثَلَاثِينَ صَلَاةً. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَحَطَّ عَنْهُ عَشْراً. ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِعِشْرِينَ صَلَاةً. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَحَطَّ عَنْهُ عَشْراً. ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ؛ فَإِنِّي جِئْتُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا افْتَرَضَ اللـه عَزَّ وَجلَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَأْخُذُوا بِهِ وَلَمْ يَقِرُّوا عَلَيْهِ. فَسَأَلَ النَّبِيُّ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَخَفَّفَ عَنْهُ فَجَعَلَهَا خَمْساً. ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّينَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَقَالَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ. فَقَالَ: اسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِكَ؛
فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي أَنْ أَعُودَ إِلَى رَبِّي، فَجَاءَ رَسُولُ اللـه بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ.
وَقَالَ رَسُولُ اللـه صلّى اللـه عليه وآله: جَزَى اللـه مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَنْ أُمَّتِي خَيْراً!
وَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام: جَزَى اللـه مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَنَّا خَيْراً![15]

ونقل في كتاب «من لا يحضره الفقيه» روايًة أُخرى بعد هذه الرواية عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبِي سَيِّدَ الْعَابِدِينَ عليه السلام، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَةِ! أَخْبِرْنِي عَنْ جَدِّنَا رَسُولِ اللـه لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِخَمْسِينَ صَلَاةً، كَيْفَ لَمْ يَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ؟
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّ رَسُولَ اللـه لَا يَقْتَرِحُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا يُرَاجِعُهُ فِي شَيْءٍ يَأْمُرُهُ بِهِ. فَلَمَّا سَأَلَهُ مُوسَى ذَلِكَ، وَصَارَ شَفِيعاً لِأُمَّتِهِ إِلَيْهِ، لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَرُدَّ شَفَاعَةَ أَخِيهِ مُوسَى، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَسَأَلَهُ التَّخْفِيفَ إِلَى أَنْ رَدَّهَا إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ.
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَةِ! فَلِمَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ مِنْ خَمْسِ صَلَوَاتٍ، وَقَدْ سَأَلَهُ مُوسَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ويَسْأَلَهُ التَّخْفِيفَ؟
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! أَرَادَ أَنْ يُحَصِّلَ لِأُمَّتِهِ التَّخْفِيفَ مَعَ أَجْرِ خَمْسِينَ صَلَاةً؛ لِقَوْلِ اللـه عَزَّ وَجَلَّ:
{مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}[16]. أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ويَقُولُ [لَكَ]: إِنَّهَا خَمْسٌ بِخَمْسِينَ،{ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[17]؟
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَةِ! أَلَيْسَ اللـه جَلَّ ذِكْرُهُ لَا يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ: بَلَى! تَعَالَى اللـه عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. قُلْتُ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ مُوسَى لِرَسُولِ اللـه: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ؟ فَقَالَ: مَعْنَاهُ: مَعْنَى قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ:{إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ}[18]. وَمَعْنَى قَوْلِ مُوسَى عليه السلام:{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى}[19]. وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:{فَفِرُّوا إِلَى اللـه}[20]، يَعْنِي: حُجُّوا إِلَى بَيْتِ اللـه.

يَا بُنَيَّ! إِنَّ الْكَعْبَةَ بَيْتُ اللـه، فَمَنْ حَجَّ بَيْتَ اللـه، فَقَدْ قَصَدَ إِلَى اللـه. وَالْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللـه: فَمَنْ سَعَى إِلَيْهَا، فَقَدْ سَعَى إِلَى اللـه وَقَصَدَ إِلَيْهِ. وَالْمُصَلِّي مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ فَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ اللـه عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَاعاً فِي سَمَاوَاتِهِ، فَمَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى بُقْعَةٍ مِنْهَا فَقَدْ عُرِجَ بِهِ إِلَيْهِ. أَلَا تَسْمَعُ اللـه عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:{تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}[21]؟ وَ يَقُولُ اللـه عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام:{بَلْ رَفَعَهُ اللـه إِلَيْهِ}[22]؟ وَيَقُولُ اللـه عَزَّ وَجَلَّ:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[23]؟[24]
كما روي في كتاب«من لا يحضره الفقيه»، أنّ زُرارَة وَالْفُضَيْل قالا:
قُلْنَا لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللـه عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً}؟ قَالَ: يَعْنِي: كِتَاباً مَفْرُوضاً (والمقصود من الفرض الوجوب). وَلَيْسَ يَعْنِي وَقْتَ فَوْتِهَا. إِنْ جَازَ ذَلِكَ الْوَقْتُ ثُمَّ صَلَّاهَا، لَمْ تَكُنْ صَلَاةً مُؤَدَّاةً. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لَهَلَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ صَلَّاهَا بِغَيْرِ وَقْتِهَا، وَلَكِنَّهُ مَتَى مَا ذَكَرَهَا صَلَّاهَا.[25]

    

ردّ الشمس لسليمان ويوشع عليهما السلام

يقول المرحوم الشيخ الصدوق: إِنَّ الْجُهَّالَ مِنْ أَهْلِ الْخِلَافِ يَزْعُمُونَ أَنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ اشْتَغَلَ ذَاتَ يَوْمٍ بِعَرْضِ الْخَيْلِ حَتَّى تَوَارَتِ الشَّمْسُ بِالْحِجَابِ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَدِّ الْخَيْلِ وَأَمَرَ بِضَرْبِ سُوقِهَا وَأَعْنَاقِهَا وَقَتْلِهَا، وَقَالَ: إِنَّهَا شَغَلَتْنِي عَنْ ذِكْرِ رَبِّي. وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ: جَلَّ نَبِيُّ اللـه سُلَيْمَانُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْفِعْلِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلْخَيْلِ ذَنْبٌ، فَيَضْرِبَ سُوقَهَا وَأَعْنَاقَهَا؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَعْرِضْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ وَ لَمْ تَشْغَلْهُ، وَإِنَّمَا عُرِضَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بَهَائِمُ غَيْرُ مُكَلَّفَةٍ.
والصحيح في ذلك مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ:
إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليه السلام عُرِضَ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ بِالْعَشِيِّ الْخَيْلُ، فَاشْتَغَلَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا حَتَّى تَوَارَتِ الشَّمْسُ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: رُدُّوا الشَّمْسَ عَلَيَّ حَتَّى أُصَلِّيَ صَلَاتِي فِي وَقْتِهَا! فَرَدُّوهَا، فَقَامَ فَمَسَحَ سَاقَيْهِ وَعُنُقَهُ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ فَاتَتْهُمُ الصَّلَاةُ مَعَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكَانَ ذَلِكَ وُضُوءَهُمْ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا فَرَغَ غَابَتِ الشَّمْسُ وَطَلَعَتِ النُّجُومُ. ذَلِكَ قَوْلُ اللـه عَزَّ وَجَلَّ:{وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ[26] الْجِيادُ* فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ* رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ}[27][28].
وَقَد رُوي أنَّ اللـه تبارك وتعالى رَدَّ الشمسَ علَى يوشَع بن نونٍ وصيِّ موسَى عليه السلام حتَّى صلَّى الصلاة التي فاتته في وقتها.[29]

    

ردّ الشمس لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام

كما أنّ النَّبِيُّ صلّى اللـه عليه وآله وسلّم قال:
يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ[حَذْوَ] الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ؛[30]لأنّ اللـه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:{سُنَّةَ اللـه الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللـه تَبْدِيلاً}[31]، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:{وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً}[32].
فَجَرَتْ هَذِهِ السُّنَّةُ فِي رَدِّ الشَّمْسِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ: رَدَّ اللـه عَلَيْهِ الشَّمْسَ مَرَّتَيْنِ:[33] مَرَّةً فِي أَيَّامِ رَسُولِ اللـه صلّى اللـه عليه وآله وسلّم، وَ مَرَّةً بَعْدَ وَفَاتِهِ.
أَمَّا فِي أَيَّامِهِ فَرُوِيَ[34] عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللـه نَائِمٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِعَلِيٍّ عليه السلام، فَفَاتَتْهُ الْعَصْرُ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ:
اللـهمَّ إِنَّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ! قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَرَأَيْتُهَا وَاللـه غَرَبَتْ ثُمَّ طَلَعَتْ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ، وَلَمْ يَبْقَ جَبَلٌ وَلَا أَرْضٌ إِلَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ، حَتَّى قَامَ عَلِيٌّ عليه السلام، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ غَرَبَتْ.
وأمّا بعد وفاةالرسول الأكرم فَإِنَّهُ رُوِيَ[35]عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ مُسْهِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ) عليه السلام مِنْ قَتْلِ الْخَوَارِجِ، حَتَّى إِذَا قَطَعْنَا فِي أَرْضِ[36] بَابِلَ، حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَنَزَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَنَزَلَ النَّاسُ. فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ! هَذِهِ أَرْضٌ مَلْعُونَةٌ قَدْ عُذِّبَتْ فِي الدَّهْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَفِي خَبَرٍ آخَرَ مَرَّتَيْنِ وَهِيَ تَتَوَقَّعُ الثَّالِثَةَ، وَهِيَ إِحْدَى الْمُؤْتَفِكَاتِ، وَهِيَ أَوَّلُ أَرْضٍ عُبِدَ فِيهَا وَثَنٌ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِنَبِيٍّ وَ لَا لِوَصِيِّ نَبِيٍّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهَا. فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ. فَمَالَ النَّاسُ عَنْ جَنْبَيِ الطَّرِيقِ يُصَلُّونَ، وَرَكِبَ هُوَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللـه وَمَضَى.قَالَ جُوَيْرِيَةُ: فَقُلْتُ في نفسي:واللـه لَأَتَّبِعَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَأُقَلِّدَنَّهُ صَلَاتِيَ الْيَوْمَ، فَمَضَيْتُ خَلْفَهُ، فواللـه مَا جُزْنَا جِسْرَ سُورَاءَ،[37] حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَشَكَكْتُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وقَالَ: يَا جُوَيْرِيَةُ! أَشَكَكْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.فَنَزَلَ عَنْ نَاحِيَةٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ، فَنَطَقَ بِكَلَامٍ لَا أُحْسِنُهُ، إِلَّا كَأَنَّهُ بِالْعِبْرَانِيِّ، ثُمَّ نَادَى: الصَّلَاةَ! فَنَظَرْتُ وَاللـه إِلَى الشَّمْسِ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ لَهَا صَرِيرٌ، فَصَلَّى الْعَصْرَ وَصَلَّيْتُ مَعَهُ. فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلَاتِنَا، عَادَ اللَّيْلُ كَمَا كَانَ،فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا جُوَيْرِيَةَ بْنَ مُسْهِرٍ! إِنَّ اللـه عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}[38]، وَإِنِّي سَأَلْتُ اللـه عَزَّ وَجَلَّ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، فَرَدَّ عَلَيَّ الشَّمْسَ.
وَ رُوِيَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ لَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: أَنْتَ وَصِيُّ نَبِيٍّ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.[39]


[1] ـ سورة الإسراء (17) الآية 78 و 79.

[2] ـ سورة المعارج (70) الآية 23.

[3] ـ شاعر إيراني، يعدّ من كبار الشعراء الصوفيّين، عاش في القرن الخامس الهجري، وقبره في مدينة همدان في إيران. (المعرّب).

[4] ـ يعني: طوبى لأولئك الذين هم في حال الصلاة على الدوام؛ فسُوقهم لا يخرج من الجنّة الخالدة.

[5] ـ سورة النحل (16) الآية 44.

[6] ـ الغَسَق، يعني: شدّة الظلمة، وكما هو معلوم من علم الهيئة فإنّ أشدّ أوقات اللّيل ظلمة هو نصف اللّيل.

[7] ـ سورة الإسراء (17) ذيل الآية 78.

[8] ـ الكافي، ج 3، ص 171.

[9] ـ سورة الإسراء (17) الآية 79.

[10] ـ مجمع البيان، ج 6، ص 284.

[11] ـ سورة النساء (4) الآية 103.

[12] ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 210.

[13] ـ المصدر السابق.

[14] ـ المصدر السابق.

[15] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 125.

[16] ـ سورة الأنعام (6) الآية 160.

[17] ـ سورة ق (50) الآية 29.

[18] ـ سورة الصافات (37) الآية 99.

[19] ـ سورة طه (20) ذيل الآية 84.

[20] ـ سورة الذاريات (51) صدر الآية 50.

[21] ـ سورة المعارج (70) صدر الآية 4.

[22] ـ سورة النساء (4) صدر الآية 158.

[23] ـ سورة فاطر (35) جزء من الآية 10.

[24] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 198.

[25] ـ المصدر السابق، ص 202.

[26] ـ الصافنات: وهي الخيول التي تقوم على ثلاث قوائم، وترفع الأخرى حتّى تكون على طرف الحافر. الجياد: وهي السراع من الخيل. العشيّ: وهو وقت ما بعد العصر. حبّ الخير: هو حبّ الخيل والمال.

[27] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 202.

[28] ـ سورة ص (38) الآيات 30 إلى 33.

[29] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 203.

[30] ـ المصدر السابق.

[31] ـ سورة الفتح (48) الآية 23.

[32] ـ سورة الإسراء (17) ذيل الآية 77.

[33] ـ من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 203.

[34] ـ المصدر السابق.

[35] ـ المصدر السابق.

[36] ـ بابل: اسم موضع بالعراق قريب الحلّة وبالقرب منه مسجد ردّ الشمس.

[37] ـ سورَى وسوراء: بلدة بأرض بابل وبها نهر يقال له نهر سوراء.

[38] ـ سورة الواقعة (56) الآية 74 و 96.

[39] ـ وفي إرشاد المفيد، جعل ردّ الشمس من معجزات أمير المؤمنين ولكن ذكره بكيفيّة أخرى، راجع ص 191.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی