معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت القرآن > نور ملكوت القرآن ـ المجلس التاسع: كيف يأنس المؤمن بالقرآن الكريم ؟

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت القرآن

المجلس التاسع: كيف يأنس المؤمن بالقرآن الكريم؟

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390)

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية اللـه الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس اللـه نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرّحمن الرحيم
والصّلاة على محمّد وآله الطّاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدّين

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ}[1]

    

التدبر بالقرآن طريق الهداية

يذكر الله سبحانه وتعالى هذه الآية الكريمة في مقام التوبيخ واللوم, ويُبيّن أنّ كلّ من لم يختَم على قلبه بالشقاء والكدورة وظلمة العناد, فمن المحتّم أنّه سيستفيد من كتاب الله والتدبّر في آياته.
إنّ القرآن كتاب سير وسلوك, وهو عبارة عن المرشد إلى المقصد الأعلى والمقام الأسمى للإنسانيّة, ومن المؤكّد بأنّ الذي يريد المضيّ في هذا الطريق لا بدّ أن يكون مطّلعاً عليه, ولو لم يكن لديه معرفة بالقرآن ولم يعرف منه الطريق الذي ينبغي أن يجتازه ومعدّاته وموانعه وآفاته فإلى أين يمكنه أن يصل؟!
بناءً على ذلك، فأصل نزول القرآن كان لأجل الهداية والعمل, وهذه الغاية متوقّفة على التفكّر والتدبّر .‌
يذكر الله سبحانه وتعالى في أربعة مواضع مختلفة من سورة القمر(54) هذه الجملة: {وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ}، وذلك في الآيات: 17 ، 22، 32،‌ 40 .
لقد جاء القرآن بلسان فصيح مجرّداً عن كلّ الموانع والعوائق حتّى يفهمه الجميع ويحصلوا على نصيبهم وحاجتهم منه. ومع أنّ القرآن يحمل في طيّاته معانٍ عميقة يُدركها ذوو القلوب الحيّة اليقظة, فإنّه في الوقت نفسه ينطوي على المعاني والمفاهيم الظاهريّة التي من شأنها أن تُوجب العبرة والسـرور، والخوف والخشية، والتقوى والإخلاص والمعرفة لدى عموم الناس, وكلٌّ يستفيد منها على قدر استعداده وظرفيّته. فقد ورد في سورة الإسراء (17) في الآية 41 {وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا نُفُورٗا}.
والمعنى: لقد أوردنا في هذا القرآن كلّ المعاني والدلائل والأمثال وغيرها مما يوجب الاعتبار, وذلك من أجل أن يتذكّروا أمر الله ويسيروا ويتوجّهوا إليه سبحانه.

    

أهميّة ترتيل القرآن

ولذلك جاء الأمر بترتيل القرآن في نصّ القرآن الكريم والروايات: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا * نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا * أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا}[2]
والمعنى: يا أيّها الرجل الملتفّ بالعباءة! قم الليل كلّه إلا قليلاً منه، أو قم نصف الليل، أو النصف إلا قليلاً منه، أو النصف زائداً عليه ثمّ اقرأ القرآن قراءة ترتيل.
يروي في الكافي بإسناده عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل : {وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} قال : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : بيّنه تبياناً, ولا تهذّه[3] هذّ الشعر, ولا تنثره نثر الرمل, ولكن أفزِعوا قلوبكم القاسية, ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة.[4]
وورد في مجمع البيان ما رواه أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في هذا قال: هو أن تتمكّث فيه، وتحسّن به صوتك.[5]
وروي عن أمّ سلمة، أنّها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقطّع قراءته آية آية.[6]
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة، فاسأل الله الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار، فتعوّذ بالله من النار! [7]
ولقد ورد في الديوان المنسوب إلى مولى الموالي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ضمن وصاياه لابنه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال:

أبنيّ إنّ الذكّر فيه مواعظ
                             فمن الذي بعظاته يتأدّب
اقرأ كتاب الله جهدك واتله
                             فيمن يقوم به هناك وينصب
بتفكّرٍ وتخشّعٍ وتقرّبٍ
                             إنّ المقرّب عنده المتقرّب
واعبد إلهك ذا المعارج مخلصاً
                             وانصت إلى الأمثال فيما تُضـرب
وإذا مررت بآية مخشيّة
                             تصف العذاب فقف ودمعك تسكب
يا من يعذّب من يشاء بعدله
                             لا تجعلنّي في الذين تعذّب
إنّي أبوء بعثرتي وخطيئتي
                             هرباً وهل إلّا إليك المهرب
وإذا مررت بآية في ذكرها
                             وصف الوسيلة والنّعيم المعجِب
فاسأل إلهك بالإنابة مُخلصاً
                             دار الخلود سؤال من يتقرّب
واجهد لعلّك أن تحلّ بأرضها
                             وتنال روح مساكن لا تخرُبُ
وتنال عيشاً لا انقطاع لوقته
                             وتنال ملك كرامة لا يُسلب[8]

    

أهميّة الاستماع الى القرآن

ولهذا يجب الاستماع عند تلاوة القرآن, وأن يكون ذلك في حالة من السكوت حتّى تتنزّل هذه الآيات على قلب المستمع: {وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ}[9].
ولقد أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ابن مسعود فقال له: اقرأ! فقال يا رسول الله أقرأ وعليك أُنزل؟ فقال: إنّي أُحبّ أن أسمعه من غيري! فكان يقرأ ورسول الله صلّى الله عليه وآله عيناه تفيضان. وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من استمع إلى آية من كتاب الله عزّ وجلّ كانت له نوراً يوم القيامة.[10]
ورُوي أنّ رجلاً تعلّم من النبيِّ القرآن, فلمّا انتهى إلى قوله تعالى:{فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ * وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ} قال يكفيني هذه! وانصرف. فقال رسول الله: انصـرف الرجل وهو فقيه.[11]
ولقد ورد النهي كثيراً في الأخبار عن الغافلين واللّاهين عن القرآن. ففي الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانيّة، لا يجوز تراقيهم, قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم.[12]
وهناك في قبال هؤلاء، من يقرأ القرآن بتأمّل ودقّة وهدوء وتفكّر, بحيث أنّ قلوبهم ترتجف خوفاً من الله سبحانه, وتبين آثار الحزن جليّة على جباههم: {وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ}.[13]
يروي في الكافي بإسناده عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول لرجل: أتحبّ البقاء في الدنيا؟ فقال : نعم، فقال: ولمَ؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد، فسكت عنه، فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن عُلّم في قبره ليرفع الله به من درجته فإنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارق، فيقرأ ثمّ يرقى. قال حفص: فما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ولا أرجى الناس منه وكانت قراءته حزناً، فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنساناً.[14]

    

أصناف قرّاء القرآن

ويروي في الكافي أيضاً بإسناده عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام أنّه قال: قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتّخذه بضاعة واستدرّ به الملوك واستطال به على الناس. ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده وأقامه إقامة القدح[15] فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبّار البلاء، وبأولئك يديل الله عزّ وجلّ من الأعداء[16]، وبأولئك ينزل الله عزّ وجلّ الغيث من السماء، فوالله لَهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر![17]
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه.[18]

    

أهميّة قراءة القرآن في البيوت

وقد وردت في ذلك روايات كثيرة:
منها ما في الكافي بإسناده عن ليث بن أبي سليم، رفعه قال: قال النبي (صلّى الله عليه وآله): نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن، ولا تتّخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى، صلّوا في الكنائس والبيع وعطّلوا بيوتهم، فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتّسع أهله [19] وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا.[20]
ويروي في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: إنّ البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدريّ في السماء.[21]
كما أنّه ورد في الكافي عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: البيت الذي يُقرأ فيه القرآن، ويُذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته, وتحضـره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الأرض. وإنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ولا يُذكر الله عز وجل فيه، تقلّ بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين.[22]

    

لزوم التأنّي في قراءة القرآن

ولكن من الضروريّ أن يتأنّى قارئ القرآن في قراءته ليستفيد من معانيه.
فقد ورد في الكافي بإسناده عن محمّد ابن عبد الله قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقرأ القرآن في ليلة؟ قال: لا يعجبني أن تقرأه في أقلّ من شهر.[23]
ويروي في الكافي أيضا عن عليّ بن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال: لا، قال: ففي ليلتين؟ قال: لا، قال: ففي ثلاث؟ قال: "ها" وأشار بيده [يريد أنّه لا إشكال في ذلك]، ثم قال: يا أبا محمّد إنّ لرمضان حقاً وحرمة لا يشبهه شيء من الشهور، وكان أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل، إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة[24] ولكن يرتّل ترتيلاً؛ فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فقف عندها، وسل الله عز وجلّ الجنّة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار، فقف عندها وتعوَّذ بالله من النار.[25]
وفي الكافي عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.[26]

    

أهميّة قراءة القرآن بصوت حسن

وممّا ينبغي مُراعاته أثناء قراءة القرآن الصوت الحسن, فمن المناسب جدّاً للإنسان أن يقرأ القرآن بصوت جيّد وفي حالة من الحزن.
يروي في الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): لكلّ شيء حلية, وحلية القرآن الصوت الحسن.[27]
ويروي أيضا في الكافي عن عليّ بن إسماعيل الميثمي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيّاً إلّا حسن الصوت.[28]
وفي الكافي أيضا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات الله عليه) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان السقّاؤون يمرّون فيقفون ببابه يسمعون قراءته، وكان أبو جعفر (عليه السلام) أحسن الناس صوتاً.[29]
وكذلك يحدّث في الكافي بإسناده عن عليّ بن محمّد النوفلي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ذكرت الصوت عنده فقال: إنّ عليّ بن الحسين (عليهما السلام) كان يقرأ فربّما مرّ به المارّ فصعق من حسن صوته، و إنّ الامام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه، قلت: ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يحمّل الناس من خلفه ما يطيقون.[30]

    

الابتداء بالاستعاذة

وبالجملة ينبغي للقارئ إضافة إلى ما ذكر أن يلوذ ويلجأ إلى الله سبحانه ويستعيذ به: {فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ}[31] ومن الواضح أنّ الاستعاذة به سبحانه ليست مجرّد قول «أعوذ بالله», بل ينبغي تسليم القلب إليه سبحانه، ونسيان ما عداه عند قراءة القرآن, وأن يكون الابتداء بالقراءة بالتفكّر والتأمّل, سواء كانت قراءة القرآن للصلاة أو لغيرها.
ينقل حسن بن عليّ بن شعبة الحرّاني في تحف العقول عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه, ولا في قراءة ليس فيها تدبّر.[32]

    

استحباب قراءة القرآن في الصلاة

أما قراءة القرآن في الصلاة فلها شأنها الخاصّ وهي ممدوحة جدّاً, والقرآن الذي يُتلى في الصلاة ثوابه مضاعف.
فقد رويَ في الكافي بإسناده عن عبد الله ابن سليمان، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأه في صلاته جالساً كتب الله له بكلّ حرف خمسين حسنة، ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات.[33]
ولقد نقل حجّة الإسلام الغزالي هذه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام إلى قوله: «خمسين حسنة» وأضاف عليها أيضاً قوله: «ومن قرأ في غير صلاة وهو على وضوء فخمس وعشـرون حسنة, ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسنات, وما كان من القيام باللّيل فهو أفضل, لأنّه أفرغ للقلب».[34]
يصف الله العلّي الأعلى في القرآن المجيد الأشخاص الذين يصرفون أوقاتهم في اللّيل بقراءة القرآن والذكر لله سبحانه سواء في الصلاة أم في غيرها{ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗاوَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ}[35] فقد مدحَ الله سبحانه جميع هذه الأصناف من كان منهم يقرأ في حالة القيام ومن كان يقرأ في حالة القعود والنوم وعلى جنوبهم, ولكنّه قدّم القيام على القعود، والقعود على الذكر حال الاضطجاع على الجنب.
ويأمر الله سبحانه نبيّه بإحياء جزء من ليله بالصلاة وقراءة القرآن: {إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ[36] فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ [37]وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ }[38] فالمقصود من {فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ} و {فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ} هو قراءة القرآن داخل الصلاة بقرينة قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ} وذلك لأنّ المراد من القيام في هذه الآية الشريفة هو القيام للصّلاة, وبما أنّ قراءة القرآن واجبة في الصلاة, فإنّ التعبير بقراءة القرآن مقصود منه إقامة الصلاة, وذلك مثل قوله تعالى: {وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا}.[39]
أي: أقم قرآن الفجر(صلاة الصبح), لأنّ صلاة الصبح هذه مشهودة لصفّين من ملائكة اللّيل وملائكة النهار!
لم يكن المؤمنون في صدر الإسلام يقرؤون في صلواتهم السور القصار, بل كانوا في صلواتهم الواجبة وتبعاً لأمر النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي كان يقضي بأن يقرؤوا في صلاتي الظهر والعصر السور القصار كالقارعة وأمثالها بعد الحمد, وفي صلاتي المغرب والعشاء مثل سور الأعلى والشمس, وفي صلاة الصبح نحو سور المزمّل والمدّثر, وفي باقي صلوات اللّيل والنهار أن يقرؤوا سورة التوحيد ولو مرّة واحدة, وفي الصلوات المستحبّة أن يقرؤوا السور الطوال, والخلاصة بأن يُقرأ القرآن كثيراً في الصلاة، وأن لا يكتفي الإنسان أبداً بسورة واحدة في صلاته؛ لأنّ ذلك سيكون مستوجباً لتضييع القرآن وهجرانه.
وفيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام في من لا يحضره الفقيه أنّه قال: «أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلّا يكون القرآن مهجوراً مضيّعاً، وليكن محفوظاً مدروساً فلا يضمحلّ ولا يجهل، وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمِع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد، ثمّ شرع عليه السلام في تفسير سورة الحمد إلى آخرها».[40]

    

أنس المؤمنين بالقرآن

فالمؤمنون الذين كانوا مع رسول الله كانوا يقرؤون السور الطوال في صلاة اللّيل وفي الصلوات الواجبة ـ غير صلاة الجماعة خلف النبيّ ـ وفي صلواتهم المستحبّة أيضاً كانوا يقرؤون السور الطوال, وكانوا يغرقون في عالم من اللّذة والأنس والتكلّم مع الله سبحانه وهم مسرورين.
حدّث جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه [وآله] سلّم فى غزوة ذات الرقاع من نخل، وكان المسلمون قد أسروا نساء المشركين, فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين، فلمّا انصرف رسول الله صلّى اللّه عليه و آله وسلّم قافلاً أتى زوجُها وكان غائباً، فلمّا أُخبر الخبر حلف أن لا ينتهي حتّى يهريق في أصحاب محمّدٍ دماً، فخرج يتبع أثر رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم، فنزل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله وسلّم منزلاً، فقال: «من رجل يكلؤنا ليلتنا؟»[41] قال: فانتدب رجلٌ من المهاجرين، قيل: هو عمّار بن ياسر، و رجل من الأنصار، قيل: هو عبّاد بن بشر، فلمّا خرج الرجلان إلى فم الشُّعب قال الأنصاريّ للمهاجريّ: أيَّ الليل تحبُّ أن أكفيكه أوّله أو آخره؟ قال: بل اكفني أوّله فاضطجع المهاجري فنام، وقام الأنصاريّ يصلّي، وأتى الرجل فلمّا رأى شخصه عرف أنّه ربيئة القوم[42]، فرماه بسهم فوضعه فيه، قال: فانتزعه عنه و ثبت قائماً، ثمّ رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه، وثبت قائماً، ثم عاد له بثالث، فوضعه فيه فنزعه ثمّ ركع وسجد، ثم أهبّ[43] صاحبه فقال: اجلس فقد أُثْبِتُّ[44]. قال: فوثب، فلمّا رآهما الرجل عرف أن قد نذِرا بهِ فهرب، فلمّا رأى المهاجريّ ما بالأنصاريّ من الدماء، قال: سبحان الله، أفلا أهببتنى أوّل ما رماك؟ قال: كنت فى سورة أقرؤها فلم أحبّ أن أقطعها حتّى أنفذَها[45]، فلمّا تابع على الرمي ركعتُ فآذنتك، وأيم الله لولا أن أضيّعَ ثغراً أمرني رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحفظه، لقُطِعَ نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها[46]!
يقول المرحوم القمّي رحمه الله: لقد كان عمّار بن ياسر ذلك الرجل من المهاجرين, وعبّاد بن بشر الرجل من الأنصار، والسورة التي كان يقرؤها هي سورة الكهف.

    

عمار بن ياسر وعلاقته بالقرآن

هكذا كان أُنس المسلمين بالقرآن المجيد, وهكذا كانوا يذوبون في عوالم العشق مع الله سبحانه وتعالى في خلواتهم وعند تلاوتهم للقرآن للمجيد, وكانوا مستعدّين لأن يسلّموا أنفسهم وأرواحهم على أن لا ينقطعوا عن لذّة مكالمة الله تعالى.
يُروى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه خطب في آخر أسبوع من حياته آخر خطبة له, وقد قال في هذه الخطبة: أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيِّهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنيّة، وأُبْرِد[47] برؤوسهم إلى الفجرة؟ ثمّ ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء، ثمّ قال [عليه السلام]: أوّه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه.[48]
لقد كان عمّار من كبار صحابة رسول الله وأمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام, أضف إلى أنّه كان من كبار الفقهاء والزهّاد وأهل البصيرة والنظر، ومن أهل الولاية وذوي القلب الحيّ والضمير المـُـشرق, حتّى قال رسول الله في حقّه: «عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار حيث كان, عمّار جلدة بين عيني وأنفي, تقتله الفئة الباغية»[49]ولقد نُقل في صحيح البخاري أنّ عمّاراً عند بناء مسجد النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يحمل من الحجارة ضعف ما يحمله الآخرون، إحدى الحصّتين عنه والأخرى عن رسول الله، فمرّ به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومسح عن رأسه ووجهه الغبار وقال: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية؛ ويدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار».[50]
كما أنّ النبيّ قال في حقّه: «فأبشر يا أبا اليقظان فإنّك أخو عليّ في ديانته، ومن أفاضل أهل ولايته، ومن المقتولين في محبّته، تقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك من الدنيا ضياح من اللبن»[51].[52]. [53]
لقد قام عثمان[54] زمن خلافته بضربه إلى الحدّ الذي أُغمي على عمار, ثمّ أمر غلمانه أن يوثقوا يديه ورجليه ويضربوه على مذاكيره حتّى أصابه الفتق من جرّاء ذلك, وكُسِر ضلع من أضلاعه, في الوقت الذي روى المخالفون في فضل عمّار ما رووا, وأنّه مُلئ إيمانا حتّى أخمص قدميه, وأنّ من عاداه عاداه الله, وأنّ من أبغضه أبغضه الله, وأنّ الجنّة مشتاقة إليه.[55]
إلى أن وقع شهيداً في حرب صفّين وكان يقول عندها: والله لو ضربونا بأسيافهم حتّى يبلغونا سعفات[56] هجر لعلمنا أنّا على حقّ وأنّهم على باطل!
وفي معركة صفّين خرج عمّار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له: يا أخا رسول الله! أتأذن لي في القتال؟ قال: مهلا رحمك الله! فلمّا كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله, فأعاده ثالثاً فبكى أمير المؤمنين عليه السلام, فنظر إليه عمّار فقال: يا أمير المؤمنين! إنّه اليوم الذي وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وآله. فنزل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن بغلته وعانق عمّاراً وودّعه ثمّ قال: يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيّك خيراً، فنعم الأخ كنت، ونعم الصاحب كنت! ثمّ بكى عليه السلام وبكى عمّار، ثمّ برز إلى القتال.[57]
وكان الذي قتل عمّاراً أبو عادية المرّي طعنه برمح في خاصرته فسقط شهيداً. وكان يومئذ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين سنة. وقد ورد في رجال الكشّي عن أبي البختري أنّه قال: أُتِيَ عمّار يومئذ بلبن فضحك ثمّ قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة[58] من لبن حتى تموت.[59]
فلما وقع وثب عليه ابن جرى[60] السكسكي فاحتزّ رأسه، فأقبل هذان الرجلان إلى معاوية يختصمان وكلاهما يقول: أنا قتلته. فقال عمرو بن العاص اللعين: والله إن يختصمان إلّا في النار![61]
ولقد بكى أمير المؤمنين لقتل عمّار, فلمّا كان الليل طاف أمير المؤمنين في القتلى فوجد عماراً ملقى فجعل رأسه على فخذه ثمّ بكى عليه السلام وأنشأ يقول:
أيا مَوتُ كَم هَذا التَّفَرُّقُ عَنوَة
                             فَلَستَ تُبَقِّى لي خَليلَ خَليلٍ‏
ألا أيُّها المَوتُ الَّذى لَيسَ تارِكي
                             أرِحنِي فَقَد أفنَيتَ كُلَّ خَليلٍ
أراكَ بَصيرًا بِالَّذينَ أحِبُّهُم
                             كَأنَّكَ تَمضـِى نَحوَهُم بِدَليل‏[62]


ثمّ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! إنّ امرأً لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمّار فما هو في الإسلام من شيء, ثمّ صلّى عليه.[63]


 


[1] ـ سورة محمّد (47) الآية 24.

[2] ـ سورة المزّمّل (73) الآيات 1 إلى 4.

[3] ـ هذّ هذّا: قطعه سريعاً.

[4] ـ الكافي, ج2, ص 614. [ومعنى الرواية: اقرأه قراءة جيّدة وواضحة، ولا تقرأه كقراءة الشعر حين يقرأ بسرعة بحيث يغدو بعضه على بعض ولا يفهم معناه، وكذلك لا تجعله منتشراً متفرّقاً انتشار الرمل بحيث يصعب جمعه ويضيع معناه لذلك أيضاً، ولكن اقرأه بنحو يجعل قلوبكم القاسية تصاب بالخوف والدهشة والخشية، ولا يكن همّك عند القراءة أن تصل إلى آخر السورة].

[5] ـ مجمع البيان. ج10, ص 162. [أي أن تقرأه متمهّلاً بصوت حسن].

[6] ـ نفس المصدر.

[7] ـ نفس المصدر.

[8] ـ ديوان أمير المؤمنين عليه السلام, ص6.

[9] ـ سورة الأعراف (7) آية 204.

[10] ـ المحجّة البيضاء, ج2, ص232, من طريق العامة.

[11] ـ سفينة البحار, ج2, ص414, منقولاً عن بحار الأنوار, ج89, ص107.

[12] ـ الكافي, ج2, ص614. [أي أنّ قراءة هؤلاء تبقى في صدورهم ولا تجاوزها إلى رؤوسهم ومركز الفكر فلا تبلغ الآذان والأعين والعقول].

[13] ـ سورة الحج (22) آية 34 و35.

[14] ـ الكافي, ج2, ص 606. [أي لم يكن في الناس أشدّ خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر عليه السلام، ولا كان فيهم من هو أكثر منه رجاء لله وأملاً به. وعندما كان يقرأ القرآن كان يقرؤه بحزن، وكان شديد التوجّه إلى ذات ذي الجلال المقدّسة بحيث أنّه كان في قراءته كمن يخاطب إنساناً ويحاوره].

[15] ـ قال في مرآة العقول: إقامة القدح كأنّه تأكيد للفقرة الأولى أعني حفظ الحروف. [والمعنى أنّ هذا القارئ يتعاطى مع القرآن كما يتعاطى الناس مع السهام التي تحدّد ويصفّ بعضها إلى جنب بعض، لتستخدم عند الرماية، فهذا القارئ يقوم أيضاً برعاية الحروف والآيات وتجويد لفظها من حيث مخارج الحروف ومواضع الوقف وسائر جوانب الظاهر].

[16] ـ [والمعنى أنّ الله تعالى بهذا النوع من القرّاء يجعل الدولة للمؤمنين فتكون بيدهم الحكومة والولاية بعد أن يأخذها من أيدي الأعداء].

[17] ـ الكافي, ج2, ص 627.

[18] ـ المحجّة البيضاء, ج2, ص 219. [والمراد بالكبريت الأحمر ما يسمّى بالإكسير، وهو الشيء الذي إذا وضع على النحاس حوّله ذهباً، وهو يختلف عن الكيمياء، فهي عبارة عن تركيبات خاصّة تنتج الذهب في ظروف معيّنة].

[19] ـ الكافي, ج2, ص 610. [أي زادوا].

[20] ـ الكافي, ج2, ص 610.

[21] ـ نفس المصدر.

[22] ـ نفس المصدر, ص 617.

[23] ـ نفس المصدر.

[24] ـ الهذرمة: السرعة فى القراءة.

[25] ـ نفس المصدر السابق.

[26] ـ نفس المصدر, ص 609.

[27] ـ نفس المصدر, ص 615. [والمعنى أنّ الصوت الحسن زينة القرآن وجماله].

[28] ـ نفس المصدر, ص 616.

[29] ـ نفس المصدر.

[30] ـ الكافي, ج2, ص 615.

[31] ـ سورة النحل (16) آية 98.

[32] ـ تحف العقول, رواه مرسلاً, ص204.

[33] ـ الكافي, ج2, ص611.

[34] ـ على ما نقلها عنه في المحجة البيضاء, ج2, ص220.

[35] ـ سورة آل عمران (3) آية 191.

[36] ـ [والمعنى: علم أن لن تقوموا في كلّ ساعات الليل بالعبادة فلذلك عفى عنكم وخفّف].

[37] ـ [وهو أعمّ من حالة أخذ ما يعادله أو عدم أخذه وعدّه صدقة، فهو في الحالين يعدّ متعاملاً مع الله تعالى وقد أقرضه].

[38] ـ سورة المزّمّل (73) آية 20.

[39] ـ سورة الإسراء (17) ذيل الآية 78.

[40] ـ من لا يحضره الفقيه, ج1, ص310.

[41] ـ [كلأ: حفظ، أي من يحرسنا؟] المترجم

[42] ـ [ربيئة القوم طليعتهم وعينهم] المترجم

[43] ـ [أهبَّ النائمَ: نبّهه من نومه] المترجم

[44] ـ [أثبت فلان فهو مثبت إذا اشتدت به علّته أو أثبتته جراحة فلم يتحرّك] المترجم.

[45] ـ [أنفذ الشيء قضاه، والمعنى حتّى أنتهي منها] المترجم

[46] ـ منتهى الآمال, ج1, ص54, وفي سفينة البحار, ج2, ص 275, ذكر السطر الأخير مجملا, والذي نقل أصل هذه القصّة هو الواقدي في مغازيه ضمن حوادث غزوة ذات الرقاع, في ج1, ص 397.

[47] ـ أبرد إليه البريد: أرسله.

[48] ـ منتهى الآمال, ج1, ص90, ونهج البلاغة, ج2, ص 109, باب الخطب, خطبة 182.

[49] ـ على ما في منتهى الآمال, ج1, ص91, الكنى والألقاب, ج1, ص 187, بحار الأنوار, ج33, ص 35: عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار يدور معه حيث دار. وفي الغدير, ج9, ص 259: : إنّ عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار يدور عمّار مع الحقّ أينما دار.

[50] ـ على ما في منتهى الآمال, ج1, ص92, ومع اختلاف بسيط في صحيح البخاري, ج3, ص 207, وفي مسند أحمد, ج3, ص91.

[51] ـ وهو اللبن الممزوج بالماء.

[52] ـ سفينة البحار, ج2, ص276, بحار الأنوار, ج22, ص334.

[53] ـ ورد في ينابيع المودة, طبع إسلامبول, ص 128, زفي ج1, ص 385, طبع دار الأسوة, وفى المشكاة : عن أبي قتادة ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار بن ياسر حين يحفر الخندق ، فجعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية (رواه مسلم). أيضا روى مسلم عن أمّ سلمة أمّ المؤمنين: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار: تقتلك الفئة الباغية. وفي سنن الترمذي: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية. وفي الباب: عن أمّ سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي اليسر وحذيفة. هذا حديث حسن صحيح. وفي الإصابة في ترجمة عمّار: وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:أنّ عمّاراً تقتله الفئة الباغية. وأجمعوا على أنّه قد قُتل في صفّين وكان مع عليّ في سنة سبع وثلاثين في ربيع الأوّل, وله ثلاث وتسعون سنة. وينقل إبن كثير الدمشقي في البداية والنهاية, ج3, ص 263, ضمن حديثه عن بناء مسجد رسول الله في المدينة, تضحيّة عمّار وإخبار النبي له بأنّه تقتلك الفئة الباغية.

[54] ـ سفينة البحار, ج2, ص 276, والإمامة والسياسة’ ج1, ص23.

[55] ـ سفينة البحار, ج2, ص 276.

[56] ـ وفي مجمع البحرين: السعفات جمع السعفة: جريدة من النخل ما دامت بالخوص، فإن زال عنها قيل جريدة. وقيل إذا يبست سمّيت سعفة، والرطبة شطبة. قال بعض الشارحين: خصَّ (هجر) لبعد المسافة ولكثرة النخيل بها. أقول هجر بمعنى المدينة, وأشهر ما يضاف إليه هو هجر البحرين. [ومعنى الرواية: أنّهم لو ضربونا بسيوفهم وغلبونا فتراجعنا من أرض صفّين إلى نخل المدينة فإنّا على يقين أنّا على الحقّ وهم على الباطل].

[57] ـ سفينة البحار, ج2, ص 276.

[58] ـ المذقَة: اللبن الممزوج بالماء.

[59] ـ بحار الأنوار, ج33, ص11 نقلاً عن رجال الكشّي.

[60] ـ في المصادر ابن حوي السكسكي. [المترجم]

[61] ـ بحار الأنوار, ج33, ص15.

[62] ـ [أيّها الموت! إلى متى تبتعد عنّي معادياً لي؟! إنّك لم تبق لي أحداً من أصدقاء صديقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! أيّها الموت الذي سيأتيني، لمَ لا تأتني الآن فتريحني؟ فقد أفنيت لي كلّ خليل من خلّاني. إنّي أجدك خبيراً بالذين أحبّهم وكأنّك تأتي إليهم وتقصدهم الواحد تلو الآخر عن دلالتي وإشارتي].

[63] ـ سفينة البحار, ج2, ص 277, بحار الأنوار, ج33, ص19و20. ولمزيد من الإطلاع على أحوال عمّار راجع طبقات ابن سعد, ج3, ص 246.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی