معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت الصوم > المجلس الأول - الصوم وتأثيره على التقوى

_______________________________________________________________

هو العليم

تفسير الآية:
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون‏

 

 

سماحة العلامة

آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف                                            

بسم الله الرحمن الرحيم‏
و الصلاة على محمّد وآله الطاهرين‏
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين‏

قال تعالى:
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}. [1]

خطاب الباري تعالى موجّه إلى المؤمنين، مع أنّ الكفّار مكلّفون أيضاً بالفروع كالمؤمنين، غير أنّ المؤمنين جُعلوا في معرض الخطاب لأنّهم هم الذين يتلقّون هذا النوع من الخطابات بالرضا والقبول.
[والمراد] يا أيّها الذين آمنوا، لقد صار الصوم عليكم واجباً كما كان واجباً على الأمم السابقة التي كانت قبلكم، وعلّة وجوب هذا الصوم هي أن تترقّوا إلى مقام التقوى وتتحلّوا بالحصانة الإلهيّة.

    

حول حقيقة التقوى

ويروى <في مجمع البيان> عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
< لَذَّةُ ما فِي النِّداءِ أزالَ تَعَبَ العِبَادَةِ والعَناءِ.>[2]
ومن البديهي أنّه حينما يُنادي الربُّ الرحيم المؤمنينَ ويعتبرهم جديرين بالمخاطبة، أن يذهب ذلك بكلّ مشقّة الصيام، وألاّ تُبقي حلاوة النداء أيّ أثر للتعب، وأمّا لماذا قال:كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُم؟ فلكي يعلم المؤمنون بأنّ هذا التكليف لا يختصّ بأُمّةٍ نبيّ آخر الزمان، بل كان متوجّهاً إلى الأمم السابقة أيضاً، و هذا المعنى نفسه ـ أي: عموميّة التكليف ـ سيُسهّل من صعوبة ذلك التكليف، لأنّ البَلِيَّة إذا عَمَّتْ طابَتْ. وأمّا السبب من وراء جعلِ التقوى هدفاً وغايةً لهذا التكليف، فلأنّ التقوى ـ التي تُعدّ أشرف فضيلة من الفضائل الإنسانيّة ـ تعتمد على هذه الفريضة، وبدون الصيام لن يتمكّن الإنسان من الوصول إلى قمّة هذا الشرف.
والتقوى ليست بمعنى الاجتناب، بل هي بمعنى الحصانة والدخول في الحفظ والأمان، هذا مع أنّ الاجتناب عن الرذائل من لوازمها؛ فوَقَى يَقِي وِقايِةً ووَقياً بمعنى الحصانة والحفظ[3]. يقول الله تعالى: لعلّكم وعساكم أن تدخلوا في حصن الله وكنفه وأن تكونوا بواسطة هذه الفريضة الإلهيّة في أمانه تعالى وحفظه من أذى النفس الأمّارة والشيطان. وإذا تمكّنت ملكة التقوى من الإنسان فلا خوف عليه بعد ذلك ولا وجل، بحيث لن تستطيع الوساوس الشيطانيّة ولا الأهواء النفسانيّة من أن تترك أثرها عليه، وهذا نظير الوسائل والأدوات التي يتمّ اللجوء إليها في العلوم المادّية بُغية الوقاية والتحصّن من الآفات.
فالشخص الذي يلحم المعادن بواسطة غاز الأكسيجين أو الكهرباء يضع كمّامة وقناعاً على وجهه، كما أنّ الغوّاص يتجهّز بلباس خاصّ لكي يكون مصوناً من خطر الحيوانات البحريّة المفترسة، ويصطحب معه أنبوبة الأكسيجين، ويلزم على من يريد السفر إلى القمر أن يحصّن نفسه من خطر الضغط والحرارة والبرودة والغازات القاتلة المختلفة وذلك بالاستعانة بلباس وجهاز تنفسّ خاصّين. وكما أنّ المناعة من الأمراض ونفوذ الجراثيم تحصل للإنسان من خلال حقن الأمصال واللقاحات المرتبطة بالجدري والكوليرا والطاعون، فإنّ شكلاً من أشكال الحصانة الروحيّة تحصل لديه بواسطة ملكة التقوى، فلا يتدنّس ـ من خلال هذه الرعاية والمناعة ـ بجراثيم المعاصي المـُطبقة على الأنفاس، ولا يصير صريعاً للشهوات، وتتجلّى الأماني الخسيسة وزخارف عالم الغرور الخدّاعة في روحه الرفيعة حقيرةً ووضيعةً، ويسير في جميع أموره البشريّة على الصراط المستقيم ووفقاً للعدل والاعتدال. فكأنّ نفسه قد استقرّت على إثر ملكة التقوى هاته في أنبوبة مضادّة للشهوات، واعتلى مقاماً شامخاً من خلال حقن إبر الصبر والصلاة والمجاهدة والإنفاق والإيثار والعدالة، وطعّم نفسه باللقاح.
فالصوم الذي يمتلك حظّاً وافراً من كلّ هذه الأمور يُعدّ من الموادّ الأوّليّة التي تصاغ بها هذه التقوى؛ إذ إنّ الصائم وعبر كفّ النفس عن الشهوات واجتناب الإفراط في اللذائذ ومنع النفس عن تعاطي اللذات البصريّة والسمعيّة واللسانيّة الخارجة عن حدّ الاعتدال يقترب شيئاً فشيئاً من هذه الحصانة ومن ملكة التقوى هاته، فيصل بذلك إلى مقام الإنسانيّة اللائق به، تلك الإنسانية التي لا ترى أنّه من شأنها الاقتيات على اللذات الحيوانيّة، بل تحصل على رزقها من مقام <أبيتُ عِندَ رَبِّي يُطعِمُني ويَسقينِي>[4] الشامخ. ولهذا ينبغي علينا الالتفات إلى أنّ حقيقة الصوم لا تنحصر في الإمساك عن الطعام والشراب وأمثال ذلك، بل تشمل حتّى إمساك الجوارح والأعضاء عن سائر القبائح والمخالفات وإمساك القلب عن التوجّه إلى غير الله.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
<كَم مِن صائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صيامِهِ إلّا الجُوعُ والظَّمَأ، وكَم مِن قائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن قيامِهِ إلّا السَّهَرُ والعَناءُ، حَبَّذا نَومُ الأكياسِ وإفطارُهُم!>[5]

    

خطبة النبيّ صلى الله عليه واله في فضل شهر رمضان

وروى في >وسائل الشيعة< عن >عيون الأخبار< عن محمّد بن بكران النقّاش عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي ومحمّد بن إبراهيم بن سحاق المكتب كلّهم، عن أحمد بن سعيد، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرّضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام، عن عليّ عليه السّلام: عن عليّ عليه السلام:
< إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم خَطَبَنا ذاتَ يَومٍ فَقالَ: أيُّها النّاسُ إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم [عليكم‏] شَهرُ اللهِ بِالبَرَكَة والرَّحمَة والمَغفِرَة شَهرٌ هو عِندَ اللهِ أفضَلُ الشُّهورِ، وأيّامُهُ أفضَلُ الأيّامِ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ. هو شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلَى ضيافَة اللهِ، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَة اللهِ أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَة، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ، ودُعاؤُكُم فيهِ مُستَجابٌ. فاسألوا اللهَ رَبَّكُم بِنِيّاتٍ صادِقَة وقُلوبٍ طاهِرَة أن يُوَفِّقَكُم لِصيامِهِ وتِلاوَة كِتابِهِ؛ فَإنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللهِ في هَذا الشَّهرِ العَظيمِ. واذكُروا بِجوعِكُم وعَطَشِكُم فيهِ جوعَ يَومِ القيامَة وعَطَشَهُ، وتَصَدَّقوا عَلَى فُقَرائِكُم ومَساكينِكُم، ووَقِّروا كِبارَكُم، وارحَموا صِغارَكُم، وصِلوا أرحامَكُم، واحفَظوا ألسِنَتَكُم، وغُضُّوا عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ أبصارَكُم وعَمّا لا يَحِلُّ الاستِماعُ إلَيهِ أسماعَكُم، وتَحَنَّنوا عَلَى أيتامِ النّاسِ يُتَحَنَّن عَلَى أيتامِكُم، وتوبوا إلَى اللهِ مِن ذُنوبِكُم، وارفَعوا إلَيهِ أيدِيَكُم بِالدُّعاءِ في أوقاتِ صَلاتِكُم؛ فَإنَّها أفضَلُ السَّاعاتِ: يَنظُرُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيها بِالرَّحمَة إلَى عِبادِهِ [6]، يُجيبُهُم إذا ناجَوهُ، ويُلَبِّيهِم إذا نادَوهُ، ويُعطِيهِم إذا سَألوهُ، ويَستَجيبُ لَهُم إذا دَعَوهُ.
أيُّها النَّاسُ، إنَّ أنفُسَكُم مَرهونَةٌ بِأعمالِكُم، فَفُكُّوها بِاستِغفارِكُم، وظُهورَكُم ثَقيلَة مِن أوزارِكُم، فَخَفِّفُوا عَنها بِطولِ سُجودِكُم. واعلَموا أنَّ اللهَ[7] أقسَمَ بِعِزَّتِهِ أن لا يُعَذِّبَ المُصَلِّينَ والسّاجِدينَ وأن لا يُرَوِّعَهُم بِالنّارِ يَومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمينَ.

[أيّها الناس، اعلموا أنّ أفعالكم وأعمالكم قد جعلت أنفسكم أسيرةً للبلاءات وعالم الشهوات وهذه الدنيا الدنيّة، فحرّروها بطلب المغفرة، وأخرجوها من أسر عالم الشهوة. لقد أُثقلت ظهورُكم من وطء الآثار والتبعات المرتبطة بأعمالكم السيّئة، فضعوا عنها هذا الحمل الثقيل بواسطة السجدات الطويلة. واعلموا أنّ الله تعالى قد أقسم بعزّته وجلاله ألاّ يُعاقب المصّلين والساجدين بعذابه، وألاّ يُرهبهم بنار جهنّم في اليوم الذي يحضر فيه الجميعُ عنده في ساحة حساب الأعمال].
أيُّها النّاسُ مَن فَطَّرَ مِنكُم صائِمًا مُؤمِنًا في هَذا الشَّهرِ كانَ لَهُ بِذَلِكَ عِندَ اللهِ عِتقُ نَسَمَة ومَغفِرَةٌ لِما مَضَى مِن ذُنوبِهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ, فَلَيسَ كُلُّنا[8] يَقدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقالَ صلّى الله عليه وآله وسلّم: اتَّقوا اللهَ[9] [النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَة اتَّقوا النّارَ] ولَو بِشَربَة مِن ماءٍ.
أيُّها النّاسُ مَن حَسَّنَ مِنكُم في هَذا الشَّهرِ خُلُقَهُ كانَ لَهُ جَوازًا عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأقدامُ، ومَن خَفَّفَ في هَذا الشَّهرِ عَمّا مَلَكَت يَمينُهُ خَفَّفَ اللهُ عَلَيهِ حِسابَهُ، ومَن كَفَّ فيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللهُ عَنهُ غَضَبَهُ يَومَ يَلقاهُ، ومَن أكرَمَ فيهِ يَتِيمًا أكرَمَهُ اللهُ يَومَ يَلقاهُ، ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ، ومَن قَطَعَ فيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللهُ عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ، ومَن تَطَوَّعَ فيهِ بِصَلاة كَتَبَ اللهُ لَهُ بَراءَةً مِنَ النّارِ، ومَن أدَّى فيهِ فَرضًا كانَ لَهُ ثَوابُ مَن أدَّى سَبعينَ فَرِيضَة فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ، ومَن أكثَرَ فيهِ مِنَ الصَّلاة عَلَيَّ ثَقَّلَ اللهُ ميزانَهُ يَومَ تَخِفُّ المَوازينُ، ومَن تَلا فيهِ آيَةً مِنَ القُرآنِ كانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن خَتَمَ القُرآنَ في غَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ.
أيُّها النّاسُ، إنَّ أبوابَ الجِنانِ في هَذا الشَّهرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسألوا رَبَّكُم أن لا يُغَلِّقَها عَنكُم [عَلَيكُم‏]، وأبوابَ النِّيرانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسألوا رَبَّكُم أن لا يُفَتِّحَها عَلَيكُم، والشَّياطينَ مَغلولَةٌ، فَاسألوا رَبَّكُم أن لا يُسَلِّطَها عَلَيكُم.
قالَ أمير المؤمنين عليه السّلام: فَقُمتُ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) ما أفضَلُ الأعمالِ في هَذا الشَّهرِ؟ فَقالَ: يا أبا الحَسَنِ، أفضَلُ الأعمالِ في هَذا الشَّهرِ الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللهِ>. الحديث.[10]

إلى هنا بلغ ما نقله المرحوم الشيخ الحرّ العاملي للرواية، وبما أنّ ذيلَها لا ربط له بالأعمال والوظائف المستحبّة والاجتهاد في العبادة، فإنّه قام بتقطيع الحديث، غير أنّ الشيخ البهائي تعرّض لبيان ذيله في كتاب >الأربعين< في أسفل الحديث التاسع بسنده المتّصل عن محمّد بن الحسين بن بابويه القمّي شيخنا الصدوق. كما نقله المرحوم الملاّ محسن الفيض الكاشاني في كتاب >الوافي< في باب فضل شهر رمضان، ص 53، ونَسَبَه إلى الشيخ الصدوق في كتاب >عَرض المجالس< عن أحمد بن الحسن القطّان، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن ابن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليه السّلام[11] . وقد نقل هذان العالمان الجليلان والسيّد بن طاووس ذيله، وفيما يلي نصُّه:
< ثُمَّ بَكَى. فَقُلتُ: ما يبكيك يا رسول الله؟ فَقالَ: أبكي لِما يُستَحَلُّ مِنكَ في هَذا الشَّهرِ. كَأنّي بِكَ وأنتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ، وقَدِ انبَعَثَ أشقَى الأوَّلينَ والآخِرينَ شَقيقُ عاقِرِ ناقَة ثَمودَ، فَضَرَبَكَ ضَربَةً عَلَى قَرنِكَ، فَخَضَبَ مِنها لِحْيَتَكَ. فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، وذَلِكَ في سَلامَةٍ مِن ديني؟ فَقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: في سَلامَةٍ مِن دِينِكَ. ثُمَّ قالَ صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عَلِيُّ، مَن قَتَلَكَ فَقَد قَتَلَني، ومَن أبغَضَكَ فَقَد أبغَضَني؛ لأنَّكَ مِنّى كَنَفسي، وطينَتُكَ مِن طينَتِي، وأنتَ وَصِيِّي وخَليفَتِي عَلَى أمَّتي>[12]
[بعد ذلك بكى رسول الله، فقلت: ما الشيء الذي أدّى بك إلى البكاء؟ فقال: بكائي هو لأجل الحادثة التي ستتعرّض لها في هذا الشهر. كأنّي أرى الآن بأنّك في المحراب مُنهَمِكٌ في العبادة والابتهال إلى ربّك، وفي هذه الأثناء يقوم أشقى فردٍ على وجه الأرض شبيهُ عاقر ناقة صالح، فيضربك بالسيف على قرنك ضربةً، فتُخضب لحيتُك بدم رأسك].
والظاهر أنّ كتاب >عرض المجالس< هو >أمالي" الصدوق< نفسه إلا أنّه لو رجعنا إلى >الأمالي< حيث تمّ نقلُ هذه الرواية في صفحته الثامنة والخمسين، لوجدنا بأنّه يذكر ذيلها بعدما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:< فِي سَلامَة مِن دِينِكَ> بما نصُّه:
<ثُمَّ قالَ: يا عَلِيُّ، مَن قَتَلَكَ فَقَد قَتَلَني، ومَن أبغَضَكَ فَقَد أبغَضَني، ومَن سَبَّكَ فَقَد سَبَّني؛ لأنَّكَ مِنّي كَنَفسي، روحُكَ مِن روحي، وطِينَتُكَ مِن طِينَتي. إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى خَلَقَني وإيّاكَ، واصطَفاني وإيّاكَ، واختارَني لِلنُّبُوَّة واختارَكَ لِلإمامَة، فَمَن أنكَرَ إمامَتَكَ فَقَد أنكَرَ نُبُوَّتي. يا عَلِيُّ، أنتَ وَصِيِّي وأبو وُلدي وزَوجُ ابنَتي وخَليفَتي عَلَى أمَّتي في حَياتي وبَعدَ مَوتي، أمرُكَ أمري، ونَهيُكَ نَهيي. أقسِمُ بِالَّذي بَعَثَني بِالنُّبُوَّة وجَعَلَني خَيرَ البَرِيَّة إنَّكَ لَحُجَّة اللهِ عَلَى خَلقِهِ، وأمينُهُ عَلَى سِرِّهِ وخَليفَتُهُ عَلَى عِبادِهِ> انتهى.


[1] ـ سورة البقرة (2)، الآية 183.

[2] ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 490، ذيل تفسير الآية السابقة.

[3] ـ أقرب الموارد: وَقَاهُ يَقِيهِ وِقَايَة ووَقْيًا ووَاقِيَة: سَتَرَهُ عَن الأذَى وصَانَهُ وحَفِظَهُ.

[4] ـ بحار الأنوار، ج 6، ص 208، أبواب البرزخ والقبر وعذابه؛ ج 16، ص 390، باب 11؛ عوالي اللئالي، ج 2، ص 233، باب الصوم: [كثيرةٌ هي الأوقات التي أقضيها مع ربّي، فيطعمني فيها ويسقيني].

[5] ـ نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 145.

[6] ـ في الوافي: بِالرَّحمَة إلى عِبادِهِ.

[7] ـ في الوافي: تَعالَى ذِكْرُهُ.

[8] ـ في الوافي: يَقْدِرُ.

[9] ـ في الوافي: ولَو بِشِقِّ تَمرَة.

[10] ـ وسائل الشيعة، ج 10، ص 313، في كتاب الصوم باب تأكّد استحباب الاجتهاد في العبادة. ونقل كذلك هذا الحديث الشريف كلٌّ من المرحوم السيّد في الإقبال والمرحوم الحاج الميرزا جواد آغا الملكي في أعمال السنة، بالإضافة إلى نقله في كتاب عيون أخبار الرّضا، ج 2، ص 265:

[11] ـ ونقل كذلك المرحومُ السيّد ابن طاووس في أوّل كتاب الإقبال تمامَ الحديث عن محمّد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى بإسناده عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه الكرام الواحد تلو الآخر بالترتيب إلى أن يصل إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[12] ـ ورُويت كذلك هذه التتمّة في ينابيع المودّة، طبعة إسلامبول، ص 53 عن كتاب المناقب؛ كما نُقلت في غاية المرام، ص 29 عن ابن بابويه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی