أكّد المرحوم العلّامة آية الله السيّد محمّد الحسين الطهراني في بحثه الموسوم بنور ملكوت الصيام (المجلس الرابع) أنّ على الصائم السائر إلى الله بتقدم العلم والعمل أن ينال سّر الصوم وملكوته بكف السمع والبصر واللسان وسائر الجوارح عن الآثام والرذائل، لينتقل بعدها إلى درجة صوم خصوص الخصوص، فيصوم قلبه عن الهموم الدنيّة والأفكار الدنيويّة، ويكفّ عمّا سوى الله تعالى بالكلّيّة، ويفطم نفسه عمّا يشغل القلب عن ذكره عزّ وجلّ. كما ذكر (قدّس سّره) أنّ الحكمة من الصوم ووجوب الكفّ عن الأكل والشرب هو تضعيف قوى الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء، فعلى الصائم أن لا يسرف فيهما ولا يكثر من الكلام فيما لا يعنيه؛ لكي يرى ما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله ويسمع ما سمعه، والله وليّ التوفيق.

في المجلس الثالث من مجالسه الموسومة بنور الملكوت الصيام أشار العلّامة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني إلى طرف آخر من سّر الصوم وحكمته وإلى دعوة الرّب الرحيم عباده إلى مقام الطهارة والتجّرد بالكفّ عن الأكل والشرب ونحوها من المفطرات. كما أكّد (قدّس سّره) على لزوم الاستعانة بالصلاةو الصوم في قضاء الحوائج العظام وكشف الكربات الحسام، كما دلّ عليه النقل المعتبر والكشف الصحيح، ولذا تعّرض أيضاً إلى سبب نزول سورة الإنسان في أهل بيت العصمة عليهم السلام بعد صيامهم وإفطارهم على الماء وإطعامهم المسكين واليتم والأسير، بمن منهم فضّة التي نالت ما نالت بفضل معرفتها السامية بمقام بيت النبوّة والولاية، فاستّحقت أن تكون من أهل البيت (صلي الله عليهم). وفي الخاتمة البحث إشارة إلى شهادة الصّديقة الطاهرة فاطمة (سلام الله عليها) وغسلها ودفنها بخصوص ثلّة قليلة من أعاظم الأصحاب وثلاث من النساء الصالحات

في بحثه الموسوم بنور ملكوت الصيام أكّد العلاّمة آية الله السيّد محمّد الحسين الطهراني (قدّس سّره) على دور الصوم في تحصيل التقوى, كما تعّرض لآثار ظهور ملكة التقوى على العبد السالك إلى الله تعالى من قبيل: التمييز بين الحقّ والباطل وزوال الوسواس والخواطر الشيطانيّة وتكفير السيئات ونزول بركات السماء والأرض وكشف الكربات وفتح المغاليق ووراثة الدار وجنابها في مقعد صدق ٍعند مليكٍ مقتدر. وذكر (قدّس سرّه) أيضاً معنين للحديث الوارد عن الله تعالى« الصوم لي, وأنا أجزي أو اُجزى به» وأهميّةكلّ ٍمن الصوم والصلاة في قضاء الحوائج, حاكياً عن مولانا الصادق (عليه الصلاة و السلام ) صلاة خاصّةً لقضاء الحوائج العظام, فراجع واغتنم.

وهو المجلس الأول من كتاب أنوار الملكوت للمرحوم العلامة آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه، الذي تناول فيه تفسير آية: ‮{ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون‏‮} ‬، وقد أشار فيه إلى لمحة عن الحكمة من وجوب الصوم، فأفاد بأن الوجه فيه هو الارتقاء إلى مقام التقوى والورود إلى منزل الحصانة الإلهية بكف النفس عن الهوى وفطامها عن الشهوة، ثم تعرض لخطبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في فضل شهر رمضان وآثاره وخصائصه.