معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
اعتقادات و كلام أخلاق حکمة عرفان العلمي و الإجتماعي التاریخ القرآن و التفسير
المكتبة > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت الصوم > المجلس الرابع - شرائط الوصول إلى سّر الصوم وملكوته

_______________________________________________________________

هو العليم

شرائط الوصول إلى سّر الصوم وملكوته

المجلس الرابع من نور ملكوت الصيام

مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390

سماحة العلامة

آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني
رضوان الله عليه

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف                                            

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمّد وآله الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.[1]
يُستفاد من الأحاديث الواردة عن الأئمّة عليهم السلام : أنّه ينبغي على الصائم اجتنابُ الغيبة والاستماع إليها وإيذاء الخادم والشتم والسبّ والتوجّه إلى غير الله ونحو ذلك من الصفات الرذيلة. لا يخفى: أنّ العلّة الغائيّة للصوم كما أفادته الآية المباركة المتقدّمة أعني: بلوغ مرحلة التقوى ـــ لن تدرك بدون مراعاة هذه الاُمور. ولهذا السبب قسّم علماء الأخلاق كحُجّة الإسلام الغزّالي[2] والمرحوم المولى محسن الفيض الكاشاني وغيرهما الصومَ إلى ثلاث مراتب: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص. وسنسعى ـــ بتوفيق الله تعالى ـــ إلى تبيين مطالبهم مع توضيح وتفصيل أكثر بالاستعانة بالأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين والاسشتهاد بها في مقام الاستدلال.

    

مراتب الصوم ودرجاته

الأوّل: صوم العموم، وهو عبارة عن كفّ البطن والفرج عن قضاء الشهوات، وتفصيله موكول إلى الكتب الفقهيّة.
الثاني: صوم الخصوص، وهو عبارة عن كفّ السمع والبصر واللسان واليدين والرجلين وسائر الجوارح عن ارتكاب الذنوب وعن كلّ ما لا يقع في رضا الله تعالى؛ إذ ينبغي على الصائم أن يحفظ عينه وأذنه ولسانه عن المكروهات؛ لأنّه لا بدّ أن يكون الصوم حِصناً حصيناً من جميع الذنوب حسبما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام من قوله«الصوم جُنّةٌ»[3]، كما يُستفاد من الآية المباركة أنّه يلزم أن تسوق روحُ الصوم وحقيقته الصائم إلى مقام التقوى. وللوصول إلى سّر الصوم، يلزم مراعاة سبعة أمور :

    

شرائط صوم الخصوص وآدابه

الأوّل: غضّ البصر وحفظه عن الانسياق وراء كلِّ ما هو مذموم ومكروه؛ لأنّ العين حينما تقع على أمر مذموم، اقتفى القلب أثرها ليستقرّ في تلك الدرجة من المعصية. فمن أجل صيانة القلب ممّا ذكر، ينبغي حفظ العين من ارتكاب المحرّمات. وقال رسول الله صلي الله عليه وآله:
«النَّظرَة سَهمٌ مَسمُومٌ مِن سِهامِ إبلِيسَ، فَمَن تَرَكَها خَوفًا مِنَ اللهِ أعطاهُ إيمانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلبهِ».[4]
لعلّه إلى هذا المعنى أشار المرحوم بابا طاهر:
ز دست ديده و دل هر دو فرياد
                             كه هر چه ديده بيند دل كند ياد

بسازم خنجرى نيشش ز فولاد
                             زنم بر ديـده تا دل گردد آزاد[5]


أي إنّني سأُغلق على نفسي طريق الشهوات واللذائذ المحرّمة عن طريق كفّ النفس والصبر على المكاره وتحمّل الشدائد؛ لكي لا يقع طائر روحي ـــ عند اقتفائه أثرَ الحَبّ ـــ في شباك العين وفخّها فريسةً للمعاصي والآثام.
الثاني: حفظ اللسان عن كلّ ما لا يليق التحدّث به من قبيل: الكذب والغيبة والنميمة والفُحش والسباب والإيذاء والإساءة إلى الآخرين بالقول والمباهاة والمجادلة وبصورة عامّة عن الثرثرة والكلام التافه ولغو الحديث والهَذَر.
ففي «ثواب الأعمال»، روى المرحوم الصدوق بإسناده عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:
«... مَنِ اغْتابَ مُسلِمًا، بَطَلَ صَومُهُ، ونُقِضَ وُضُوؤُهُ، فَإن ماتَ وهُوَ كَذلِكَ، ماتَ وهُوَ مُستَحِلٌّ لِما حَرَّمَ اللهُ » [6]
وليُعلم أنّ تقليب اللسان يؤدّي إلى تقليب القلب، فإذا تغنّى اللسانُ بذكر الله، سرح القلب بدوره في حرمه تعالى، وإذا تحرّك اللسانُ بالمعصية، جال القلب أيضاً في مرتع الشيطان. و التكثير في الكلام سبب أساسيّ وراء اضطراب القلوب. وقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كما نقل عن العامّةـ :
«لَولا تَمرِيجٌ فى قُلوبِكُم وتَكْثيرٌ فى كَلامِكُم، لَرَأيتُم ما أرَى، ولَسَمِعتُم ما أسمَعُ».[7]
وإذا أصيب القلب بالاضطراب والهيجان، صار كالبحر الموّاج الذي لا تنعكس فيه صورة الشمس أو صورة القمر، بخلاف ما لو كان ساكناً مطمئنّاً بذكر الله؛ إذ في هذه الحالة سيسطع عليه الجمال الإلهي، ويصير متّصفاً بصفاته تعالى. وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليه السلام:
«إذا صُمتَ فَلْيَصُمْ سَمعُكَ وبَصَرُكَ وشَعرُكَ وجِلدُكَ » وعَدَّدَ أشيَاءَ غَيرَ هَذَا؛ وقالَ «لا يَكُونُ يَومُ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ».[8]
وفي رواية اُخرى، عن الإمام الباقر عليه السلام قال:
« قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم لِجابِرِ بنِ عَبدِاللهِ: يا جابِرُ، هَذا شَهرُ رَمَضانَ: مَن صامَ نَهارَهُ وقامَ وِردًا مِن لَيلِهِ (يقضيه بذكر الله والعبادة وقراءة القرآن ) وعَفَّ بَطنُهُ (وكفّها عن الطعام المحرّم)، ، وفَرجُهُ (فلم يُوجّه ميولَه الجنسيّة نحو مواضع الحرام) وكَفَّ لِسانَهُ (فلم يُحرّكه في خلاف رضا الله تعالى) ، خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَخُروجِهِ مِنَ الشَّهرِ. فَقالَ جابِرٌ: يا رَسولَ اللهِ، ما أحسَنَ هَذَا الحَدِيثَ! فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا جابِرُ، وما أشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ!».[9]
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
«إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ وَحدَهُ» ثُمَّ قالَ:« قالَتْ مَريَمُ: إنِّى نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا، أي: صَومًا صَمتًا (وَ فِى نُسخَة أخرَى أى: صَمتًا). فَإذا صُمتُم، فَاحفَظُوا ألسِنَتَكُم، وغُضُّوا أبصارَكُم، ولا تَنازَعُوا ولا تَحاسَدوا». قالَ:« وسَمِعَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم امرَأةً تَسُبُّ جارِيَة لَها وهى صائِمَة، فَدَعا رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم بِطَعامٍ، فَقالَ لَها: كُلِي. فَقالَتْ: إنِّى صائِمَة. فَقالَ: كَيفَ تَكُونِينَ صائِمَة وقَد سَبَبتِ جارِيَتَكِ؟! إنَّ الصَّومَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ ». قالَ: وقالَ أبُو عَبدِ اللهِ عليه السّلام: «إذا صُمتَ فَلْيَصُمْ سَمعُكَ وبَصَرُكَ مِنَ الحَرامِ والقَبِيحِ، ودَعِ المِرَاءَ وأذَى الخادِمِ، ولْيَكُنْ عَلَيكَ وَقارُ الصِّيامِ، ولا تَجعَلْ يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِك ».[10]
ثالثاً: كفّ السمع عن كلّ ما يُعدّ الاستماع إليه حراماً أو مكروها للعبد، بل عن الاستماع إلى المباحات التي لا تعود بنفع إليه. قال أمير المؤمنين عليه السلام ـ كما في «نهج البلاغة»ـ لهمّام في الخطبة المعروفة بخطبة المتقين:
«وَوَقَفوا أَسمَاعَهُم على العِلمِ النافِعِ لِهُم».[11]
فكلُّ ما يحرُم قوله يحرُم الاستماع إليه. وعلى هذا يكون الاستماعُ إلى الغيبة والنميمة وما يشبههما حراماً، فيلزم على الصائم الإمساك عنه. ولعلّه لذلك قرن الله تعالى بين السامع للكذب وآكل السحت بقوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْت}[12]‏ وقال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: «المـُغتابُ والمـُستمعُ شَريكَانِ في الإِثمِ».[13]
ولمّا كان الملاك في حرمة الغيبة والاستماع إليها واحداً ـ أعني: الاطّلاع على عيوب خلق الله وتكدّر قلبِ كلٍّ من المغتاب والمستمع ـ ولمّا كان سماع الكلام المحرّم موجباً لغفلة القلب عن الله، فيخطر فيه معنى ذلك الكلامِ المستقرِّ في أفق المعاني القبيحة، لزم كفُّ السمع عمّا لا يُرضي الله تعالى لأجل حفظ القلب وصيانته.
الرابع: كفّ سائر أعضاء البدن عن ارتكاب المعصية نظير: اليدين والرجلين وجلد الجسم وشعر البدن؛ إذ الفعل لا يصير إثماً ومعصية من جهة عنوان ذلك الفعل من دون ملاحظة العلّة، بل إنّ حقيقة المعصية وارتكاب الإثم ترجع إلى العلّة المعنويّة التي تكمن من ورائهما، أي: سواد القلب وإخراجه من عالم النور إلى الظلمة، ومن الخلوص إلى الرياء، ومن الطهارة إلى القذارة، ومن الحياة إلى الموت، ومن التوحيد إلى التفرقة والشرك. ولا يخفى أنّ علّة تشريع الصوم ـــ أي: الوصول إلى مرحلة التقوى وبروز آثار الطهارة ـــ لا تنسجم مع المعصية، ومعه فبمقدار ما يرتكب الصائمُ من المعصية يكون الأثر المترتّب على صومه أضعف، بينما كلّما نأى بنفسه عن المعصية، كلّما كان ذلك الأثر أقوى. فيلزم حينئذٍ كفُّ سائر الأعضاء والجوارح عن التصرّفات غير اللائقة، وسدّ أبواب التخبّط في الأهواء النفسيّة ـــ التي تُعدّ مرتعاً للشيطان ـــ أمامها؛ وذلك لكي تتمكّن الملكة القدسيّة من التوجّه بحرّيّة نحو حرم القدس وتُحلّق إلى حصن الطهارة ومنزل التقوى.
فالعين والأذن واللسان واليدان والرجلان والفرج آلات جهّز الإلهُ العظيم بها البشرَ لكي يرتبطوا بالعالم الخارجي ويشاهدوا الآيات الإلهّية ويتواصلوا معها، وبذلك تعرف أرواحُهم حياةً أفضل، ونفوسُهم نشاطاً وقدرةً أعظم، وهو ممّا لا يتحقّق إلاّ فيما إذا نظروا إلى الموجودات الخارجيّة بعيون طاهرة واعتبروها آيات إلهيّة، واستعملوا هذه الآلات في سبيل تحصيل ملكة التقوى. أمّا إذا فرضنا أنّهم جعلوا هذه الآلات وسيلةً لنفوذ الشيطان إلى النفس الطاهرة، فقد ارتكبوا خيانةً في الاستفادة منها، واستعملوا هذه الثروات العظيمة في طريق القضاء على حقيقتهم الإنسانيّة، واتصّلوا بالخارج من خلال هذه الآلات مع الغفلة عن الهدف المقصود منها، وسعوا إلى استعمالها مع النظر إلى الخارج نظرة استقلاليّةً لا مرآتّية. ومعه لن يترتبّ على ما ذكر إلاّ ما هو خلاف المقصود؛ إذ سينفتح أمام النفس بكلّ آلة من هذه الآلات طريق خاصّ للخوض في اللذّات البهيميّة، فتهجم عليها من خلال هذه الطرق عساكرُ الشيطان وجنوده لِتجعل من القلب مُختلَفاً لها ومحلاًّ لتردّدها.
ومعه فأنّى لجلال الله تعالى وعظمته أن يتجلّيان فيه؟! وكيف يُمكن له الارتباط بالعوالم المجرّدة؟! وأنّى له التمتّع بالأنوار الساطعة من جمال الساحة الربوبية؟! { وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ }[14]؛ والمراد أنّه سيخلُد إلى الأبد في مرتبة البهائم وعالمها الأرضي، ولن يستطيع العروج من هناك إلى الذروة العليا أعني: مقام الإنسانيّة. في المقابل فلو أغلق تدريجيّاً على نفسه الطرقَ المفضية إلى عالم البهيميّة (ولا يعني ذلك بأن يُغلق عينيه، بل بأن يُغلقهما عن ارتكاب المعاصي، ولا يعني ذلك بأن يسدّ أذنيه، بل بأن يسدّهما عن اقتراف الآثام، وهكذا)، سطعت الأنوار الإلهيّة شيئاً فشيئاً على عالم نفسه وطلعت عليها شمس الحقيقة. وإذ علمنا بأنّ هذه الآلات أمانة من الله تعالى وضعها بين أيدينا من أجل الوصول إلى هذه المقامات، وبأنّ استعمالها حرام إلاّ إذا كان في سبيل بلوغ هذا الهدف، لزم استعمال هذه الأمانة فيما يُرضي الحقّ سبحانه الذي يُعدّ بنفسه هو المستأمِن. ولهذا قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم:«إنّما الصومُ أَمانَةٌ، فَلْيَحفَظْ أحَدُكُم أمانَتَهُ».[15]
وحينما تلا عليه الصلاة والسلام هذه الآية الكريمة: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها}[16]، وضع يده على سمعه وبصره ثمّ قال: «السمعُ أمانَةٌ، والبَصَرُ أمانَةٌ».[17]
فلو لم تكن أمانةً، لما قال الرسول صلى الله عليه وآله: «إذا نازع الصائمَ أحدٌ وشتمه، فليُجبه قائلاً: إنّي صائم».[18]
قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلّم: «إنّما الصُّومُ جُنّة، فَإذا كانَ أحَدُكمُ صائِمًا، فَلا يَرفَثُ، ولا يَجهَلُ. وإن إمْرُءٌ قابَلَهُ أو شاتَمَهُ، فَليَقُلْ: إنّي صائِمٌ».[19]
والمقصود من قوله: <فَليَقُلْ: إنّي صائِمٌ> ما يلي: لقد أعطوني هذا اللسان كأمانةٍ من أجل المحافظة عليه، فكيف لي إذن أن أرتكب الخيانة بأن أفتح بابَ الحديث على مصراعيه من أجل الردّ عليك؟!
منه اتّضح أنّ المراد من الصبر في قول العليّ الأعلى: {وَاسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ (والمراد به الصوم) والصَّلاة وإِنَّها لَكَبيرَة إِلَّا عَلَى الْخاشِعينَ* الَّذينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُون‏}[20] ليس الصوم الظاهري وكفّ البطن والفرج عن الشهوات، وأنّ المقصود من الصلاة ليست الصلاة الفارغة عن الالتفات وحضور القلب، وإلاّ فمن الواضح أنّهما لا تكتسبان أهمّيّة كبيرة؛ لاتّصاف الناس بهما من دون أن يقتصر ذلك على الخاشعين والوالهين بلقائه تعالى. فالصوم والصلاة اللذان يُعدّان ثقيلين إلاّ على الخاشعين هما ذلك الصوم وتلك الصلاة بالمعنى الحقيقي لهما.
الخامس : كفّ البطن عن تناول الطعام المحرّم أو المشتبه به في وقت الإفطار و السحر و ما بينهما؛ إذ ما الفائدة في الامتناع عن تناول الحلال من الطعام في النهار ثمّ اتباع ذلك بتناول الطعام الحرام ليلاً ؟! فمَثَلُ هذا الصائم كمثل من يبني منزلاً إلاّ أنّه يهدم مدينة كاملة بالمقابل. إن الإفراط في تناول الطعام المحلّل يعدّ خطأً ، و لكنّ تناول و لو ذرّة واحدة من الطعام المحرّم حرامٌ ، فالطعام الحلال له حكم الدواء بالنسبة للبدن ، أمّا الطعام الحرام فكالسمّ الزعاف. ومع أنّ تناول مقدار زائد من الدواء يضرّ البدن ، إلا أنّ أصل السمّ في المقابل مهلك و قاتل فضلاً عن مجرّد الزيادة و الإفراط فيه. فقد ظهر أنّ ، حال الصائم الذي يجتنب عن الطعام الحلال في النهار ثم يتناول الطعام الحرام ليلاً كحال من يجتنب عن الإفراط في تناول الدواء ، إلاّ أنّه مع ذلك يتناول السمّ الزعاف ، فهذا الصائم قد اجتنب عن ضررٍ معيّن ، ليلقي نفسه في مهلكة أعظم و أشدّ.
قالَ أميرالمُؤمِنين عَلَيه السّلام:
«كَم مِن صائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صِيامِهِ إلاّ الجُوعُ و الظَّمأ! و كَم مِن قائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن قِيامِهِ إلاّ السَّهَرُ و العَناءُ! حَبَّذا نَومُ الأكياسِ و إفطارُهُم!» [21]
كما أنّ الروايات الواردة عن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في بيان الأضرار الروحيّة للطعام الحرام و المشتبه به تفوق حدّ الإحصاء.
السادس: الابتعاد عن الإفراط في الطعام عند الإفطار و عدم ملء المعدة.
قالَ رَسُولُ اللهِ: «ما مَلأ آدَمِيّ وِعاءً شَرًّا مِن بَطنِهِ. فَإن كانَ و لا بُدَّ، فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ و ثُلُثٌ لِشَرابِهِ و ثُلُثٌ لِنَفَسِه».[22]
و قد ذكرنا سابقاً أن هدف الصوم هو الهبوط بمستوى الشهوات من خلال إضعاف قدرات النفس الأمّارة بالسوء. و لا يخفي أنّ الصائم لو تناول في الليل أضعافاً مضاعفة من الطعام و الشراب عوضاً عمّا حَرَمَ نفسه منه في النهار، فلن يتحققّ الهدف المنشود من الصيام، و إذا حافظ الإنسان على معدته خالية من الصباح حتى المساء ، ثمّ غلب عليه الجوع الشديد و ازدادت رغبته كثيراً في تناول الطعام ، و تهيّجت شهوة الأكل عنده ، فقام عند الإفطار بالتهام أنواع الأطعمة و الأشربة فامتلأت معدته بشكل كامل ، فإنّ ذلك كثيرا ما يؤدّي إلى ازدياد قوّته و تضاعف شهوته إلى درجة تفوق الحدّ الطبيعيّ التي تكون عليه في سائر الأيّام ، فيندفع إلى تلبية الرغبات الشيطانيّة ، ما يجعل بعض القوى الكامنة في السابق تظهر سلباً بشكل أوضح و أقوى.

    

حقيقة الصوم تضعيف قوى الشيطان

و من هنا يتبيّن أنّ حقيقة الصوم التي هي عبارة عن تضعيف القوى الشيطانيّة الكامنة في النفس المفضية بالإنسان إلى المهالك لن تتحقّق إلاّ بتقليل الأكل و الشرب ، و أن يكون مقدار الطعام الذي يتناوله الصائم وقت الإفطار مساوياً للمقدار الذي كان يأكله في وجباته في سائرالأيّام لا أكثر. و إلاّ فلو تناول الصائم ما كان يأكله طوال الليل و النهار في سائر الأيام ليقوم بالتهامه كلّه عند الإفطار متداركاً ما فاته من الطعام بسبب الصوم ، فلا قيمة لصيام مثل هذا الصائم ولا حقيقة لروح عبادته. و أمّا ما نشاهده من بعض المترفين من أنّهم عندما يدخل شهر رمضان يقومون بإعداد ألذّ أنواع الطعام و يقومون بتشكيل المجالس لتناول أنواع الطعام و ألوان الشراب ، حتّى أنّهم في كثير من الأحيان يأكلون في ليالي شهر رمضان أكثر ممّا كانوا يأكلون في سائر الأشهر ، فلا شكّ أنّ هذا الصوم لن يكون له أيّ أثر حقيقي مطلوب. بل إنّ من آداب الصوم ألاّ ينام الصائم كثيراً في النهار حتّى يتمكّن من إدراك معنى الجوع و العطش على أتمّ وجه و يستشعر ضعف القوى البهيميّة بوضوح ، و أن يسعى مع مرور كلّ ليلة إلى تقليل مقدار إضافيّ من هذه القوى الحيوانيّة حتّى يصل بنشاطه الروحيّ إلى حدّ الكمال ، و يهبط بقواه البهيمية إلى أدنى المراتب ، ما يمكن له أن يتشرّف في أواخر شهر رمضان المبارك بشرف ليلة القدر. إنّ ليلة القدر ليلة عظيمة تتجلّى فيها أنوار الملكوت الإلهيّ على العبد ، و لذا فعلى الصائم الذي يريد نصيباً وافراً من هذه النعمة الإلهيّة العظمى بالإضافة إلى ما ذكرناه أن يمضي مقداراً من كلّ ليلة بالعبادة و الذكر و الصلاة.
رَوَى زُرارَة عَن أبي ‏جَعْفَرٍ عليه السّلام: «أنَّ النبيّ صلّى الله عليه و آله لَمّا انْصَرَفَ مِن عَرَفاتٍ و صارَ [سَارَ] إلَى مِنًى، دَخَلَ المَسجِدَ، فَاجْتَمَعَ إلَيهِ النّاسُ يَسألُونَهُ عَن لَيلَة القَدرِ. فَقامَ خَطِيبًا فَقالَ بَعدَ الثَّناءِ عَلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ :
أمّا بَعدُ، فَإنَّكُم سَألتُمُونِي عَن لَيلَة القَدرِ، و لَم أطوِها عَنكُمْ؛ [23] لأنِّي لَم أكُنْ بِها عالِمًا. اعْلَمُوا أيُّها النّاسُ: أنَّهُ مَن وَرَدَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ و هُوَ صَحِيحٌ سَوِيّ فَصامَ نَهارَهُ و قامَ وِردًا [24] مِن لَيلِهِ و واظَبَ عَلَى صَلاتِهِ و هَجَرَ [25] إلَى جُمُعَتِهِ و غَدا إلَى عِيدِهِ، فَقَد أدرَكَ لَيلَة القَدرِ، و فازَ بِجائِزَة الرَّبِّ عَزَّوجَلَّ». [26]
وَ قالَ أبوعَبدِ اللهِ عليه السّلام: «فازُوا و اللهِ بِجَوائِزَ لَيسَتْ كَجَوائِزِ العِبادِ». [27]
والذي لا ينبغي الذهول عنه: أنّ سلامة الروح مرهونة بسلامة البدن ، و الإفراط في تناول الطعام يضرّ بالبدن أكثر من أيّ شيء آخر. ورد في كتاب «فقه الرضا» عليه السّلام:
قالَ: قالَ العالِمُ عليه السّلام: «رَأسُ الحِميَة الرِّفقُ بِالبَدَن». [28]
و في «المكارم» عن الرضا عليه السّلام:
قالَ: « لَو أنَّ النّاسَ قَصَّرُوا في الطَّعامِ، لاسْتَقامَتْ أبدانُهُمْ»[29]
وَ عَنِ العالِمِ عليه السّلام قالَ: «الحِميَة رَأسُ الدَّواءِ، و المَعِدَة بَيتُ الدّاءِ، و عَوِّدْ بَدَنًا ما تَعَوَّدَ».[30]
و ورد في كتاب <الدعوات> للراوندي :
قالَ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إيّاكُمْ و البِطنَة، فَإنَّها مَفسَدَة، لِلبَدَنِ و مَورَثَة لِلسَّقَمِ، و مَكسَلَة عَنِ العِبادَة».
وَ عَن الأصبَغُ بنُ نُباتَة: سَمِعتُ أمير المؤمنين عليه السّلام يَقُولُ لابنِهِ الحَسَنِ عليه السّلام:
يا بُنَىَّ، ألا اُعلّمك أربَعَ كَلِماتٍ تستغني بِها عَنِ الطِّبِّ؟ فَقالَ: بَلَى. قالَ: لا تَجلِسْ عَلَى الطَّعامِ إلاّ و أنتَ جائِعٌ، و لا تَقُمْ عَنِ الطَّعامِ إلاّ و أنتَ تَشتَهِيهِ، و جَوِّدِ المَضغَ، و إذا نِمتَ فَاعرِضْ نَفسَكَ عَلَى الخَلاءِ. فَإذا اسْتَعمَلتَ هَذا اسْتَغنَيتَ عَنِ الطِّبِّ. و قالَ: إنَّ في القُرآنِ لآيَة تَجْمَعُ الطِّبَّ كُلَّهُ: {كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا}» [31]
السابع :أن يكون القلب بعد الإفطار مضطرباً و معلّقا بين الخوف و الرجاء ، و إيّاه من أن يتملّكه الشعور بالعجب و الرضا عن النفس ؛ لأنّه له أن يعلم حال صيامه : أمقبول هو عند الله، فصار من المقرّبين عند الله، أم مردود و مطرود من رحمة الله؟ و بشكل عامّ ينبغي للإنسان بعد كلّ عبادة أن يكون أمله متعلّقاً بالله سبحانه و أن يكون اعتماده على رحمته و كرمه ، لا أن يطمئنّ بعمله و يعتمد عليه .
نَظَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ عَلَيهما السّلام إلَى اُناس في يَومِ فِطرٍ يَلعَبُونَ و يَضحَكونَ، فَقالَ لأصحابِهِ و التَفَتَ إلَيهِم:
«إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ شَهرَ رَمَضانَ مِضمارًا لِخَلقِهِ يَستَبِقُونَ فيهِ بِطاعَتِهِ إلَى رِضوانِهِ، فَسَبَقَ فيهِ قَومٌ فَفازُوا، و تَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخابُوا. فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِنَ الضّاحِكِ اللاّعِبِ في اليَومِ الذي يُثابُ فِيهِ المُحسِنُونَ و يَخِيبُ فِيهِ المُقَصِّرُونَ! و ايْمُ اللهِ، لَو كُشِفَ الغِطاءُ لَشُغِلَ مُحسِنٌ بِإحسانِهِ و مُسِيءٌ بِإساءَتِهِ».[32]
هذه هي الشروط السبعة اللازمة التي يلزم مراعاتها في صوم الخصوص.

    

شرائط صوم خصوص الخصوص وعلاقاته

و أمّا النحو الثالث من الصوم فهو صوم خصوص الخصوص ، و هو صوم المقرّبين من الحضرة الأحديّة. قال في الباب العشرين من <مصباح الشريعة> :
قالَ الصّادِقُ عليه السّلام: « قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم: الصَّومُ جُنَّة مِن آفاتِ الدُّنيا، و حِجابٌ مِن عَذابِ الآخِرَة. فَإذا صُمتَ فَانْوِ بِصَومِكَ كَفَّ النَّفسِ عنَ الشَّهَواتِ، وقَطعَ الهِمَّة من [عن‏] خُطُواتِ الشَّياطِينَ [الشَّيْطانِ‏]، و أنزِلْ نَفسَكَ مَنزِلَة المَرضَى لا تَشتَهِى طَعامًا و لا شَرابًا، و تَوَقَّعْ [مُتَوَقِّعًا] في كُلِّ لَحظَة شِفاكَ مِن مَرَضِ الذُّنُوبِ، و طَهِّر باطِنَكَ مِن كُلِّ كَذِبٍ [كَدَرٍ] و غَفلَة و ظُلمَة يَقطَعُكَ عَن مَعنَى الإخلاصِ لِوَجهِ اللهِ [تَعالَى‏]».
إلى أن قال:
« وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله: قالَ اللهُ تَعالَى: الصَّومُ لي وأنا أجزِي [اُجزَى‏] بِهِ. وَ الصَّومُ يُمِيتُ مُرادَ النَّفسِ وشَهوَة الطَّبعِ [الحيواني‏]، وفِيهِ صَفاءُ القَلبِ، وطَهارَة الجَوارِحِ، و عِمارَة الظّاهِرِ والباطِنِ، والشُّكرُ عَلَى النِّعَمِ، والإحسانُ إلَى الفُقَراءِ، وزِيادَة التَّضَرُّعِ والخُشُوعِ والبُكاءِ، وحَبلُ الالتِجاءِ إلَى اللهِ، ثُمَّ سَبَبُ انكِسارِ الهِمَّة، [و] تَخفِيفُ السَّيِّئاتِ، وتَضعِيفُ الحَسَناتِ، و فِيهِ مِنَ الفَوائِدِ ما لا يُحْصَى، و كَفي ما ذَكَرناهُ مِنهُ لِمَن عَقَلَه و وُفِّقَ لاستِعمالِهِ إن شاءَ اللهُ تَعالَى».[33]
فينبغي للصائم ـ بالإضافة إلى التوفر على شرائط صوم الخصوص ـ، أن يُغمض عينه عن كلّ ما سوى الله ، و ألاّ يسمح لقلبه أن يرد فيه ذكر غير الله سبحانه و لو للحظة واحدة، و يجب أن يطهّر قلبه من الأفكار الدنيويّة و الآمال الشيطانيّة ، و أن يحفظه من الرغبات و المشتهيات الدنيّة. و بشكل عامّ ينبغي على الصائم ألاّ يفسح المجال للخاطرات و الصور أن تدخل إلى ذهنه ، و أن يكون الله سبحانه فقط هو الشاغل لنيّته و أفكاره. و عند ذلك يصل المسافر إلى مقصده ، و يشرق نور الله في قلبه، و ينكشف للعبد جماله و أسماءه الحسنى ، ليحتلّ الله سبحانه قلب هذا العبد المؤمن و يسكن فيه . ورد في الحديث القدسيّ : «لا يَسَعُني أرْضِي و لا سَمَائِي، و لَكن يَسَعُنِي قَلبُ عَبدِي المُؤمِنِ بي» [34]
رَزَقَنا اللهُ و جَميعَ إخوانِنا بِمُحَمَّدٍ و آلِهِ الطّاهِرينَ. [35]
و عند ذلك لا يرى المؤمن و لا يسمع غير الله ، فتصير يده يد الله ، و رجله رجل الله ، و عينه عين الله، و أذنه أذن الله ، فهذا الصائم قد اقتلع خيمته من كلا العالمين و هاجر منهما واضعاً رحاله في حريم القدس و حرم الأمان الإلهي ، و يقول معلناً :
تَرَكتُ لِلنّاسِ دُنياهُمْ و دِينَهُم
                             شُغلاً بِذِكرِكَ يا ديني و دُنيائِي
كانَت لِقَلبِي أهواءٌ مُفَرَّقَة
                             فَاستَجمَعتُ مُذ رَأتكَ العَينُ أهوائي أهوائي[36]


فباب المناجات القلبيّة بينه و بين ربّ الأرباب و ملك الملوك عاد مفتوحاً.

    

مناجاة سيّد الشهداء في آخر لحظات حياته

لقد توجّه سيّد الشهداء عليه السلام في آخر لحظات عمره الشريف و هو معفّر الخدّ على التراب إلى ربّه قائلاً :
«إلهي رِضًى بِقَضائِكَ، وتَسلِيمًا لأمرِكَ، لا مَعْبودَ سِواكَ، يا غِياثَ المُستَغِيثِينَ» [37]
تَرَكتُ الخَلقَ طُرًّا فئ هَواكا
                             و أيتَمتُ العيالَ لكي أراكا
فلَو قطعتني في الحُبِّ إربًا
                             لَما حَنَّ الفُؤادُ إلَى سِواكا [38]


[1] ـ سورة البقرة (2)، الآية 183.

[2] ـ الغزّالي في إحياء العلوم والكاشاني في المحجّة البيضاء.

[3] ـ الكافي، ج 4، ص 62.

[4] ـ بحار الأنوار، ج 101، ص 38؛ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 268.

[5] ـ يقول: أشكو إلى الله ممّا أُعانيه من العين والقلب؛ فما تراه العينُ يبقى محفوراً في القلب فلأصنع إذاً خنجراً يكون نصلُه من فولاذ، ولأفقأ به العين ليتحرّر بذلك القلب

[6] ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص 284.

[7] ـ تفسير الميزان، ج 5، ص 270: فيما رواه الجمهور عن النّبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: لَولا تَمرِيجٌ فى قُلوبِكُم وتَكْثيرٌ فى كَلامِكُم لَرَأيْتُم مَا أَرَى ولَسَمِعتم ما أسمعُ.

[8] ـ الكافي، ج 4، ص 87.

[9] ـ نفس المصدر

[10] ـ نفس المصدر

[11] ـ نهج البلاغة، محمّد عبده، ج 2، ص 161: [وهذه الجماعة من الناس لا تستعمل سمعها إلاّ في خدمة العلوم النافعة (ولا تصغي إلى كلّ كلام تافهٍ ولغو)].

[12] ـ سورة المائدة (5)، الآية 42.

[13] ـ كشف الخفاء، ج 2، ص 215.

[14] ـ سورة الأعراف (7)، الآية 176.

[15] ـ المحجّة البيضاء، ج 2، ص 136، نقلاً عن إحياء العلوم: [الصوم أمانة محترمة وقيّمة وضعها الله تعالى بين يدي عبده إلى حين غروب الشمس، ولهذا ينبغي عليكم أن تبذلوا قُصارى جُهدكم من أجل الحفاظ على هذه الأمانة الإلهيّة (ولا تتلفوها من خلال القيام بالأعمال المنافية له)].

[16] ـ سورة النساء (4)، الآية 58.

[17] ـ المحجّة البيضاء،ج 2، ص 136، نقلاً عن إحياء العلوم.

[18] ـ نفس المصدر.

[19] ـ المحجّة البيضاء، ج 2، ص 132، نقلاً عن مسند أحمد، ج 2، ص 306 و313: [قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: من المـُحقَّق أنّ الصوم درعٌ وحصنٌ من النار. ولهذا عندما يكون أحدكم صائماً، ينبغي عليه ألاّ يتلفّظ بكلام قبيح ويُجريَ على لسانه أقوالاً ناتجةً عن جهله وعدم علمه. وإذا قام شخصٌ ما بمواجهته وتلفّظَ بكلام قبيح، فليقل في جوابه: إنّي صائم].

[20] ـ سورة البقرة (2)، الآيتان 45 و46.

[21] ـ نهج البلاغة، محمّد عبده، ج 4، ص 35

[22] ـ بحار الأنوار، ج 1، ص 226، الطبعة الحروفية ، حديث عنوان البصري عن الإمام الصادق عليه السلام.

[23] ـ طوى الحديث: كَتَمه.

[24] ـ فى لسان العرب: الوِرد: النّصيبُ مِن القُرآنِ؛ إلى أن قال: الوِرْدُ الجُزءُ مِن اللَّيلِ يَكونُ عَلَى الرّجُلِ يُصَلِّيهِ.

[25] ـ وفى بعض النسخ: و هاجَرَ إلى جُمعَتِهِ.

[26] ـ من لا يحضره الفقيه، طبعة النجف، ج 2، ص 60؛ و ج 2، ص 97، طبعة جامعه المدرّسين

[27] ـ نفس المصدر السابق

[28] ـ بحار الأنوار، ج 14، ص 520 الطبعة الرحلية؛ و ج 59، ص 141، الطبعة الحروفية

[29] ـ المصدر السابق ، ص 142

[30] ـ المصدر نفسه

[31] ـ المصدر السابق ج 14، ص 546 الطبعة الرحلية؛ و ج 59، ص 266، الطبعة الحروفية

[32] ـ من لا يحضره الفقيه، طبعة النجف، ج 2، ص 113؛ و وسائل الشيعة، ج 5، ص 140 ، كما نقلنا نظير هذه الرواية عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في هذا الكتاب في باب الصلاة.

[33] ـ مصباح الشريعة، ص 135 و 136 ، باختلاف قليل.

[34] ـ عوالي اللئالي، ج 4، ص 7؛ ولكن نقله العلّامة المجلسى فى البحار، ج 20، ص 209 الطبع الرحلي: لَمْ يَسَعْنِي سَمائِي و لا أرْضِي و وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ

[35] ـ إعلَمْ أنّ لِلسَّيِّدِ بنِ طاوسَ (ره) كَلامًا في أصنافِ الصّائِمِينَ و آدابِهِم.

[36] ـ تاريخ مدينة دمشق، ج 7، ص 22.

[37] ـ لمعات الحسين ، ص 38 ، الطبعة المخطوطة ، نقلاً عن مقتل المقرّم ص 423.

[38] ـ ورد في كتاب معرفة الله ، ج1 ، ص 109 : ورد في كتاب «نفائس الفنون في عرائس العيون» ج 2، ص 28، طبعة الإسلاميّة، ذِكْر هذه القصّة بالشكل التالي: «و علامة أخرى من علامات المحبّة هي الحذر من أن يكون الابن أحد الموانع التي تقف في طريق الوصول؛ حيث ذكروا: أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله عقد مع رفيقه، و هو في الطريق لأداء فريضة الحجّ، اتّفاق موافقة و مصاحبة، تعهّد فيها الجانبان عدم ستر المنكر عندما يصدر من أحدهما. فلمّا وصلا إلى مكّة، شاهدا إحدى العمارات المزيّنة و قد جلس فيها فتى وسيم. فتطلّع إبراهيم إليه، و كرّر النظر. فآخذه رفيقه على هذا العمل. فاغرورقت عينا إبراهيم بالدموع و قال: ذاك ولدي فارقتُهُ و هو صغير، فالآن لمّا رأيتُهُ عرفتُهُ. فقال رفيقه: أخبِرهُ عنك؟! فأجاب إبراهيم: لا! فإنّ ذلك شي‏ءٌ تركناهُ للّه فلا نَعودُ فيه! و أنشد هذين البيتين: هجرتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا                              و أيتَمتُ العيالَ لكي أراكا و لو قَطّعتَ إرباً ثُمّ إرباً                              لما حنّ الفؤادُ إلى سواكا

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی