لماذا يحكم على المرتد بالقتل؟

إن الخروج عن الدين وإنكاره يعدّ من وجهة نظر شريعة الإسلام موجباً للارتداد، حيث أنّه ينظر إلى هذه المسألة على أنّها أصل من أصول العلاقات الاجتماعية التي يبتني عليها نظام المجتمع، فالدين في النظام الاجتماعي هو أكثر الأصول أصالة وأكثر المحاور أساسية وأشد المناهج والخصائص حيوية، حيث تبتني عليه وتتشعب عنه كلّ الأسس والقوانين الاجتماعية للمجتمع، والدين هو شرف الإنسان المسلم، وكما يجب أن يحافظ على أهله وولده من أي تعدّ موجب للإضرار, فكذلك عليه أن يحافظ على الدين، بل إن حفاظه عليه أشد.

لذلك فإنّ ارتداد الإنسان المسلم من الدين هو ليس خروجاً من الدين فحسب, بل هو إهانة واستهزاء ولا مبالاة به، وهذا مالا يمكن قبوله عند الله. بناء على ذلك فإن ارتدّ الإنسان عن الدين دون أن يُطلع على أمره أحداً, فلا بأس من الناحية الاجتماعية ولا أحد يلاحقه، تماماً كمن يشرب الخمر دون علم أحد، أما إذا كان شربه للخمر أمام الملأ العام, أو أنّ آثار شربه قد ظهرت للناس, حينئذ يجب إقامة الحدّ عليه، و المسألة هنا كذلك: فمن يبتلى بالخروج عن الدين بينه وبين الله فلا سبيل لأحد عليه، أما إذا قام بإشاعة هذا الخروج عن الدين بين الناس, بأن كتب مقالة أو ألقى محاضرة... فمن الواضح أنّ لديه غرضاً غير الخروج عن الدين، ومن هنا كان لا بدّ من التصدي له.

نعم يجب الالتفات إلى أنّه ليس كلّ خروج عن الدين يعدّ ارتدادا, بل يجب أن تدرس علله وأسبابه, فكثيراً ما يقع بعض الناس في ذلك نتيجة للجهل وعدم وضوح الصورة لهم بسبب إغواء الآخرين.